الحلقة 163
اللمسات البيانية في سورة يس
المقدم: نكمل رحلتنا مبحرين في سورة يس مستكملين بعض اللمسات الموجودة فيها من خلال استكمال بعض الآيات ونتعلم مما منّ الله سبحانه وتعالى من علمٍ عليكم. كنا توقفنا في اللقاء السابق عند قوله تعالى (قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16)) وبينا ما فيها ونود أن نستكمل اللقاء مع قوله تعالى (وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (17)) نود بداية فكرة عامة عن قوله تعالى (وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ).
د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. كلام الرسل قالوا (قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17)) إذن ذكروا أن مهمتهم هي البلاغ المبين حتى إن كذبوهم وأساؤوا إليهم فهذا لا يثنيهم عن البلاغ لأن هذا أمر أُنيط بهم لأنه قال (وما علينا) علينا يعني نحن مكلفون بذلك، هذا واجبنا، يعني واجب الرسل هو التبليغ يعني يلزمنا البلاغ المبين، المبين للحق المُظهِر له والذي يصل إلى عموم المكلَّفين. إذن البلاغ المبين يتضمن أمرين الأول إيضاح الرسالة وتبليغها كلها كاملة بحيث لا يبقى منها شيء غير مبلّغ، يُبينها يوضحها، هذا الأمر الأول. والأمر الآخر أن يكون التبليغ شاملاً لكل من أُرسِل إليهم.
المقدم: إذن مبين فيها جزء خاص بالرسالة وجزء خاص بالمرسل لهم.
د. فاضل: بالتبليغ، يعني ينبغي أن يكون البلاغ المبين واصلاً إلى كل فرد ممن أرسل إليهم هذا الشخص، هذا البلاغ المبين. إذن عليهم أن يبلغوا كل ما أرسلوا به وألا يكتموا منه شيئاً وأن يوصلوه إلى جميع أصحاب القرية، هذا البلاغ المبين.
المقدم: إذن ليست هناك قرينة سياقية تحدد معنى معيناً بالرغم أن فيه الوضوح والإظهار والتبيين لكن خاص بالرسالة وخاص بالمُرسل إليهم الرسالة؟
د. فاضل: يتوضح يبينون ما أُرسلوا به، يبينون أمر الرسالة يوضحون الرسالة كاملة يبلّغوها ويبينوها، ويكون التبيلغ شاملاً لكل من أُرسل إليهم.
المقدم: ما معنى كلمة بلاغ؟ هل يمكن أن نقول البلاغ هو الرسالة؟
د. فاضل: يبلّغ الرسالة،
المقدم: يُبلّغ ما أوحي إليه.
د. فاضل: يبلّغ الرسالة، يبلغ ما أُرسل به
المقدم: عملية الحوار قال القوم (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ (18)) مع أنه في موضع آخر في سورة النمل قال (قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ (47) النمل) فكيف نفهم اللمسات البيانية في السورتين؟
د. فاضل: تطيّرنا يعني تشاءمنا، التطير التشاؤم. تطيرنا بكن يعني تشاءمنا بكم لم نر على وجوهكم خيراً. قال تطيرنا. اطّيرنا هو المعنى العام واحد لكن اطيّر من حيث اللغة فيها تضعيفان أما تطيّر ففيها تضعيف واحد. إطّيّر فيها تضعيفان الطاء المشددة والياء المشددة أصلها تطيّر. الثلاثي طار يطير طيراً، تطيّر تفعّل صار فيها إبدال وإدغام صارت إطّيّر إفّعّل أصلها تفعّل.
المقدم: ما العلاقة بين التطير والتشاؤم؟
د. فاضل: كانوا في الجاهلية إذا أرادوا سفراً ورأوا طيراً زجروه فإن طار على ميامنهم يتفاءلون يسموه السامح وإذا طار على يسارهم يتشاءمون ويسموه البارح. من هنا دخل معنى التشاؤم من الطير. يبقى اختيار الصيغة. إطّير أصلها تطيّر صار فيها تضعيفان، فيها تضعيف آخر إبدال وإدغام، إبدال التاء طاء
المقدم: إدغامهما في بعضهما بالتشديد وتشديد الياء
د. فاضل: وتشديد الياء وفيه همزة وصل إذن هذا صار فيه من الإبدالات الجائزة والكثيرة فصار اطّيّر مثل تطهّر واطّهّر، تدبّر وادّبّر، تذكر واذكر، يدبرون يتدبرون، يطهرون يتطهرون، إطير يتطير، هذا إبدال جائز. لكن اطّيّر كما ذكرت فيها تضعيفان، الأصل تطيّر فيها تضعيف واحد، والتضعيف يفيد المبالغة والتكثير إذن صار التطيّر في النمل أشد من التطيّر في يس. كيف نعلم هذا؟ لو قرأنا ما في النمل (قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ (47)). هنا هددوهم بالرجم والعذاب في يس (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18)) نلاحظ في النمل قالوا (قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49)) يقتلوه هو وأهله، أيّ الأشد؟ القتل أشدّ، أي التطير أكثر؟
المقدم: الخاص بالقتل فلهذا قال (قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ)
د. فاضل: (قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ) لأن ما أضمروا له كان أشد (لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ) يقتلونهم كلهم (ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ)
المقدم: النية المبيتة أقوى
د. فاضل: النية المبيتة للقتل أقوى فكان التطير أقوى.
المقدم: أفهم منك أن التطير الخاص بهم كان شديداً لما اضمروه داخل نياتهم حياله؟ ولهذا هذه تناسب تلك؟
د. فاضل: نعم. ليسا شيئاً واحداً.
المقدم: إذن القرآن سيدي الفاضل ما يكتفي بالتعبير الدلالي أو المعنى اللغوي للمفردة في إيصال الدلالة المكتمنة خلف السياق لكنه يراعي مجموعة من العوامل
د. فاضل: طبعاً، كل واحدة في سياقها وفي مقامها.
المقدم: لا يكتفي بمجرد التعبير فقط يقول هو قال كذا.
د. فاضل: لا، البحث في الأمور البيانية ينبغي أن ننظر إلى جملة أمور وليست مسألة واحدة.
المقدم: ليست مسألة اللغة فقط أو المعجمات أو النحو؟ تنظرون إلى شيء أعمّ من هذا؟
د. فاضل: لا، ننظر في السياق، في المقام، اختيار مفردة على مفردة، على مرادفها لماذا اختارها، عملية أوسع.
المقدم: تأتيني أسئلة في ذهني من خلال علم حضرتك بالكتب الأخرى وبالقراءات والدينات الأخرى، هل كان هذا التحدي واضح في السياقات داخل الأسفار؟
د. فاضل: لا، هناك ليس تحدي، هنا القرآن هو المعجزة لأن الرسول r يتحدى بما أوتي من آية ومن معجرة موسى لم يتحدى بالتوراة أصلاً وهي أنزلت بعد أن خرج من مصر ليست آية، إنما المعجزة هي التسع آيات لقومه (فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ (12) النمل) ليست منها التوراة. وكذلك الإنجيل ليس هو التحدي عندهم، أوتي آيات أخرى إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى، آيات أخرى ليس منها الإنجيل. القرآن هو الاية وهو الذي تحدى به، هذا يختلف.
المقدم: في قوله تعالى (لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18)) تكرار اللام في الفعلين (لنرجمنكم – ليمسنكم) هل لهذا التكرار فائدة نعمل على سبر أغوارها ونفهمها؟ وفي موطن آخر قال (لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ (11) الحشر) لم يقل ولئن قتلتم؟ فكيف نفهم هذا التكرار وعدمه؟
د. فاضل: هو أكّد في (لَنَرْجُمَنَّكُمْ) بالقسم ونون التوكيد الثقيلة. وكذلك في (وَلَيَمَسَّنَّكُمْ) أكد بالقسم ونون التوكيد الثقيلة. الأمر أنهم هددوهم بأمرين يعني ما قالوا لنرجمنكم أو ليمسنكم.
المقدم: يختلف كثيراً؟
د. فاضل: أو واحد منهم، لكن هنا الاثنين
المقدم: (أو) تفيد التخيير.
د. فاضل: لكن يبقى السؤال الذي تفضلت به هو أعاد لام القسم بالاثنين والتوكيد كما هما في يس بينما في الآية التي ذكرتها (لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ (11) الحشر) لم يقل لئن قوتلتم، لننصرنكم. تلك في المنافقين (أََلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ (11) الحشر). عندنا المنافقين يقولون (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ) أيُّ الأشد، الإخراج أو المقاتلة؟
المقدم: القتال،
د. فاضل: القتال أشد والمنافقون ليس عندهم قتال.
المقدم: حتى في كلامهم يُعرفون! الإخراج لا بأس فيه أما القتال فلا!
د. فاضل: لذلك هي دونها.
المقدم: (أََلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ) هم يخافون من القتل والمواجهة فكان تأكيد الكلام أقل فقال (وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ) لكنهم أدخلوا اللام على (لننصركم) يعلمون أنه لن يحدث؟.
د. فاضل: ليست مثل تلك.
المقدم: في يس قال (لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ) باللام والنون.
د. فاضل: هذا مصممين عليه وجاء بنون التوكيد الثقيلة ولم يأت بنون التوكيد الخفيفة.
المقدم: بهذا المنطق (لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18)) ما فائدة (منّا) هنا، ما دلالتها؟
د. فاضل: لو حذف (منا)
المقدم: في خارج القرآن لنرجمنكم وليمسنكم عذاب أليم
د. فاضل: ممن يكون العذاب؟ قد يكون تحذير من الآلهة، يعني انتظروا قد يصيبكم من الآلهة ما يصيبكم من العذاب بينما هم لا يريدون هذا وإنما هم يريدون أن يباشروا الأمرين الرجم والمس منهم هم. لو لم يقل (منا) لاحتمل جهة أخرى قد يكون من باب التخويف والتحذير من الآلهة، انتبه الآلهة ستفعل بك كذا وكذا ليس نحن فقط، لا، هم حددوا جهة الرجم وجهة المسّ.
المقدم: هل الفاعل واضح في الفعل لنرجمنكم وليمسنكم؟
د. فاضل: نحن.
المقدم: أوضح الفاعل في الفعلين الرجم والمسّ. إذن وجود (منا) أي من الناس أنفسهم ليس من أحد آخر.
المقدم: الرسل الثلاثة ردوا فقالوا (قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19)) ماذا في هذه الآية؟
د. فاضل: قالوا أنتم تشاؤمكم أو شؤمكم أو حظكم هو معكم، حظكم ونصيبكم معكم وليس منا كل واحد نصيبه معه، أو شؤمكم معكم. قال (أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ) جاء بالشرط لكن لم يأت بالجواب،
المقدم: لفتة طيبة اشكرك عليها. (إن) أداة للشرط إذن يجب أن يكون هناك جواب للشرط
د. فاضل: حذف جواب الشرط، يعني محتمل هذا للإطلاق، يعني أئن ذكرتم تطيرتم؟ أئن ذكرتم تتوعدون بالرجم والتعذيب؟ يعني كل هذا بسبب تذكيركم. لو ذكر الجواب لكان أمراً محدداً. بينما هو يعني أئن ذكرتم بالرسالة والتبليغ، ذكروا بالله،
المقدم: فحذف جواب الشرط ليشمل العموم والشمول فيكون تطير ورجم ومس وتعذيب.
د. فاضل: كل هذا بسب أننا ذكرناكم! فصار إطلاق. لو حذف لتقيد بأمر. يعني كل هذا هو بسبب تذكرتنا لكم (أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ). قال وراءها (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) لم يحدد جهة الإسراف، لم يقل مسرفون في ماذا؟ مسرفون في المعاصي؟ مجاوزون للحد في التطير؟ في العدوان؟ كلها.
المقدم: ما معنى مسرف؟
د. فاضل: مجاوز للحد،
المقدم: مجاوز للحد، إسم فاعل.
د. فاضل: مسرفون في المعاصي
المقدم: هل هناك علاقة بين (أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ) و (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ)؟
د. فاضل: بالتطير
المقدم: ألا تفيد (بل) ثبوت الحكم؟
د. فاضل: نعم، أنتم مسرفون في المعاصي والتطير والعدوان. قالوا (لنرجمنكم) ثم تطيروا وهددوهم إذن أنتم مسرفون في المعاصي وفي التطير وفي العدوان عليهم فصار إطلاق.
المقدم: ولذلك حذف المسرفون في ماذا، لم يحدد
د. فاضل: للإطلاق
المقدم: للعموم والشمول. طائركم يُعبّر بها عن التشاؤم؟ لا تنصرف الدلالة إلى الطائر؟
د. فاضل: (طائركم معكم) يعبر بها عن التشاؤم. هم قالوا إنا تطيرنا بكم تشاءمنا فطائركم معكم لأن الطير يعبر أيضاً عن الحظ والنصيب ووما إلى ذلك التشاؤم، أنتم حظكم ونصيبكم وتشاؤمكم معكم.
المقدم: فمدار الكلام على التشاؤم يذهب في التشاؤم.
المقدم: انتهى الحوار بينهم وبين أهل القرية.
د. فاضل: انقطع الحوار.
المقدم: والآن جاء من أقصى المدينة رجل يسعى. بداية ماذا في هذه الآية (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20))؟
د. فاضل: نلاحظ أول مرة هذا الوقت متأزم والظرف عصيب وكثر فيه التهديد وتشاؤوم وعذاب أليم وإرهاب
المقدم: الأزمة بلغت ذروتها
د. فاضل: نلاحظ في هذا الظرف العصيب الشديد الذي فيه التوعد يأتي من أقصى المدينة رجل يسعى، يسعى يعني يجدّ حتى يعلن اتباع للرسل وإيمانه بهم غير مبالٍ بما سيحدث له. لاحظ المشهد في هذا الظرف يأتي رجل من أقصى المدينة مسرعاً حتى يعلن الدعوة. يعني أولاً جاء قال من أقصى المدينة يعني من أبعد مكان فيها، لا يثنيه شيء حامل هم الدعوة والتبليغ.
المقدم: وكما تعلمنا منكم سابقاً جاء فيها قوة وسرعة ولم يقل أتى.
د. فاضل: الوضع متأزم المجيء ليس سهلاً. ثم قال من أقصى المدينة
المقدم: ليس من جوارهم، هل كان سمع بالرسل؟
د. فاضل: نعم، معناه أن التبيلغ وصل إلى آخر المدينة. طبعاً القرآن سماها قرية
المقدم: وهذا بالمناسبة يحقق (وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17)) أن التبليغ كان عاماً شاملاً فوصل إلى أقصى المدينة. يلفت نظري في الآية (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى) أيّ مدينة إذا كان القرآن في البداية يقول (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13)) هل يكلم أصحاب القرية أم أصحاب المدينة؟
د. فاضل: القرية إذا اتسعت تسمى مدينة في اللغة، القرية أصلاً واسعة تشمل الضيعة وتشمل المدينة في اللغة. فإذن قرية صحيح، مدينة صحيح، لكن النص على أنها مدينة معناها أنها متسعة.
المقدم: في البداية قال (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ) وفي تضعيف الايات قال (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى)؟
د. فاضل: حتى يدل على أنها واسعة، القرية لا تناقض المدينة قد تكون صغيرة قد تكون ضيعة صغيرة وقد تكون مدينة كلها في اللغة يمكن أن يسمى قرية.
المقدم: يجوز أن تكون قرية ويجوز أن تكون مدينة، يطلق الإسمان على بقعة جغرافية واحدة.
د. فاضل: القرية قد تطلق على المدينة وقد تطلق على ضيعة صغيرة. فلما سماها مدينة معناها أنها متسعة ليست صغيرة.
المقدم: إذن أفهم أن القرية تدل على صغيرة وكبيرة أما المدينة فلا تكون إلا كبيرة. (أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ) ربما يوهِم هذا اللفظ أنها قد تكون صغيرة وقد تكون كبيرة، ولما قال مدينة
د. فاضل: مدينة معناها أنها متسعة. يعني جاء من مكان بعيد يسعى. مدينة من مَدَن يعني أقام. الإشتقاق اللغوي لمدينة من مَدَن يعني أقام بالمكان،
المقدم: ومنها مدين؟
د. فاضل: مدين إسم علم لشخص، إسم إبن إبراهيم أطلقت فيما بعد على مدينة. مدني يعني أقام بالمكان. ولهذا ربنا لما يذكر الهلاك يذكرها بلفظ قرية (وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ (4) الحجر) لم يقل مدينة لأنها ليست دار إقامة، قرية تطلق حت وإن كانت خاوية (فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا (45) الحج). فلما يذكر الهلاك يذكر القرية لأنها لم تعد دار إقامة (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) الإسراء) (وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا (58) الإسراء) يذكر القرية. إذن معناها أن هذه مدينة متسعة
المقدم: في أماكن أخرى يمكن أن يذكر القرية (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا (77) الكهف)
د. فاضل: أكمل الآيات في السورة
المقدم: (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ (82))
د. فاضل: أيضاً سماها قرية استطعما أهلها يعني على سعتها ما ضيّفوهما
المقدم: إذن لا يقول قائل القرآن مرة يقول قرية ومرة يقول مدينة، هل هي قرية أم مدينة؟
د. فاضل: هي قرية ومدينة لكن إذا أراد أن يبين أنها متسعة يسميها مدينة.
المقدم: دار إقامة وتحقق تسمى مدينة، إذا لم تكن دار إقامة؟
د. فاضل: محتمل قرية مسكونة أو هالكة ليس فيها أحد.
المقدم: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى)
د. فاضل: يسعى يعني مسرع ليس متباطئاً، يقدّم رجلاً ويؤخر أخرى وإنما في همّة وعزم وهذا توجيه للدعاة بعدم التواني، هذا درس لهم.
المقدم: هل تنكير كلمة رجل له دلالة؟
د. فاضل: هم قالوا قد يكون لتعظيم هذا الرجل.
المقدم: في اللغة العربية نقول هذا هو الرجل
د. فاضل: أحياناً تكون هذا وأحياناً هذا بحسب السياق.
المقدم: في القرآن نفس الكلمات ولكن بترتيب مختلف. في القصص قال تعالى
د. فاضل: قبل القصص، نلاحظ أنه هو لم يجامل ولم يسكت عن الحق (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20)) أعلن عن إيمانه من دون مجاملة ومن دون خوف ومن دون نظر للعواقب وما سيحدث له
المقدم: اعترف بكونهم مرسلين بالفعل وهم كذبوهم.
المقدم: في القصص قال تبراك وتعالى (وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20)) نفس الكلمات تقريباً لكن الترتيب يختلف، في يس (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى) وفي القصص (وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى) مع أنه ذكر السعي في الحالتين، لم هذا التقديم والتأخير؟
د. فاضل: نأخذها من حيث المعنى أولاً: عندما تقول جاء من أقصى المدينة رجل يعني المجيء كان من أقصى المدينة. ولما تقول جاء رجل من أقصى المدينة يحتمل معنيين يحتمل أنه قد يكون مسكنه من أقصى المدينة لكن لم يكن مجيئه منه إنما كان في مكان قريب ثم جاء. ويحتمل أن مجيئه من أقصى المدينة. كما تقول جاءني من القرية رجال وجاءني رجال من القرية. جاءني من القرية رجال يعني المجيء كان من القرية. لما تقول جاءني رجال من القرية فيها احتمالين: يحتمل أن يكون قرويون هم مجتمعون في مكان في القرية لكن ليس بالضروري أن مجيئهم من القرية.
المقدم: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى (20) يس)
د. فاضل: هذا مجيئه من أقصى المدينة تحديداً أقبل من هناك
المقدم: (وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى (20) القصص)؟
د. فاضل: هذه فيها احتمالين في المعنى. أيضاً أن المجيء كان من هناك، الرجل من أقصى المدينة من سكانها لكن لم يكن مجيئه من هناك، هو ساكن في الأماكن تلك لكن المجيء من مكان آخر قد يكون قريباً منه. لما تقول جاءني من القرية رجل، كان المجيء من القرية. جاءني رجل من القرية فيها احتمالين قد تكون من القرية صفة للرجل أنه قروي، تقول هو رجل من سوريا، هو رجل من العراق.
المقدم: جاءني رجل من العراق، جاءني من العراق رجل.
د. فاضل: من العراق يعني مجيئه من العراق ليس بالضرورة أن يكون عراقياً
المقدم: لكن مكان الإتيان الذي انطلق منه هو من العراق.
د. فاضل: جاءني رجل من العراق فيها احتمالين قد يكون الإحتمل الأول وقد يكون الرجل عراقياً لكنه جاء من اي دولة أخرى مثل سوريا أو أي مكان.
المقدم: يعني يمكن أن يكون عراقياً ويمكن أن يأتي من العراق؟
د. فاضل: فيها احتمالين.
المقدم: لفتة طيبة. ما الذي نستفيده دلالياً من هذا التقديم والتأخير في الحالين؟ في الحالين رجل جاء يسعى رجل.
د. فاضل: إذن هناك فرق من حيث الدلالة، إذن هذا قد يكون مجيء الذي في يس من أقصى المدينة. الرجل الآخر في القصص فيها احتمالان، هذا يدلنا في كل الأحوال على أن مجيء صاحب يس أهمّ وآكد، لماذا؟
المقدم: لماذا والاثنان جاءا يسعيان؟
د. فاضل: جاءا يسعيان لكن من قال أن ذاك جاء من أقصى القرية؟ هذا أولاً. حتى لو جاء الاثنين من أقصى القرية لكن واحد بالاحتمال وواحد بالنصّ. الأول أهمّ، في يس الاهتمام أكبر، مجيء الرجل في يس لماذا جاء؟ جاء لغرض كبير تبليغ الدعوة ليعلن إيمانهم، المجيء في يس جاء لإعلان إيمانه ولغرض تبليغ الدعوة. والرجل في قصة موسى جاء لغرض تحذيره فقط ولم يكن هناك دعوة بعد. أيُّ الأهم؟
المقدم: رجل يس
د. فاضل: مجيء هذا الرجل في يس جاء للإشهار ونصح قومه، إشهار الدعوة، إذن هذا تبليغ وإشهار. الثاني جاء ليسُرّ كلمة في أذن موسى. الأول تبيلغ وإشهار للملأ في يس. تبليغ الدعوة وإشهارها.
المقدم: رجل القصص جاء بنصيحة سرّية لسيدنا موسى
د. فاضل: (فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) القصص) أيُّ الأهم؟
المقدم: رجل يس.
د. فاضل: مجيء رجل يس فيه مخاطرة، تهديدات، تحذيرات
المقدم: أن يكون مصيره مصير الرسل، العذاب الأليم والرجم.
د. فاضل: في رجل موسى ليس فيه مخاطرة. المجتمع في القرية كان كله ضد على الرسل في يس، مكذِّبون متطيرون كلهم، مجتمع موسى لم يكن فيه أحد ضد على موسى.
المقدم: من أين علمنا هذا؟
د. فاضل: من تطيرهم (لَنَرْجُمَنَّكُمْ)
المقدم: أصحاب القرية قالوا (إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ) الكل يقول ولهذا جاء معناها العمومية والشمولية
د. فاضل: (قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18)) هذا المجتمع عموماً ضدهم.
المقدم: هم في حالة عداء كامل
د. فاضل: في القصص ليس هناك دعوة ليس هناك فكر معارض ولا مؤيد ليس هناك دعوة أصلاً. ثم نصر رسل الله وأولياؤهم ودعاتهم أولى من كل شيء. مع كل ذلك أفادنا هذا الدرس أن تحذير شخص من ظالم أمر ينبغي أن سُعى إليه.
المقدم: في الحالين سعي لكن السعي مختلف. وهذا التقديم والتأخير هو الذي يحدد دلالة السعي في الحالين. اللغة العربية عجيبة، عجيب مثل هذه التعبيرات!. هل لنا أن نقول مثلاً أن جملة (يسعى) – كما علمتمونا أن الجمل بعد المعارف أحوال وبعد النكرات صفات – وبالتالي جملة (يسعى) جاءت بعد رجل فهي صفة الرجل الجهر بالقول الحسن والدعوة والقوة والشدة لكن مع يس حال هي حالة وانتهت، كانت حال النصح وانتهت أما في يس فهي صفة لازمة لهذا الرجل. هل لنا أن نقول هذا؟
د. فاضل: يسعى صفة لكن السعي في الحالتين هي صفة للرجل. لكن المسألة هي التقديم والتأخير في (أقصى المدينة).
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 13/4/2009م:
مداخلة بخصوص الآية (لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ (11) الحشر) مما تعلمناه من الدكتور فاضل أن التأكيد لم يكن على ما سيفعله المنافقون ولكن التأكيد كان على ما سيجري مع هذه الفئة من اليهود لأن القصة تتحدث عن فئة من اليهود وهم (يهود بني النضير) في سورة الحشر. فالآن الطرف الأول من الآية (لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ) هذا الطرف يؤكد فعلاً الإخراج، الطرف الآخر (وَإِن قُوتِلْتُمْ) لا يؤكد فعل القتال لأنه لو نظرنا إلى بقية القصة الذي حصل على الأرض فعلاً أنهم أخرجوا ولم يقاتَلوا فكان التأكيد على فعل الإخراج هو الذي سيحصل أما القتل فلم يحصل أما فعل مناصرتهم فهو موجود في الاية (لَنَنصُرَنَّكُمْ) فيه تأكيد على المناصرة كما كان هناك تأكيد على الخروج معهم. مشابهة لمداخلة قلت بها معكم في سورة يوسف عليه السلام عندما قالت امرأة العزيز (لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ (32) يوسف) أكدت فعل السجن (ليسجنن) هذا الذي حصل في الواقع و(ليكوناً) لم يكن من الصاغرين. أكدت ليسجنن ولم تؤكد ليكوناً. لو وقف أي إنسان عنده تأملات يستشعر من هذه الجملة أن يوسف سيسجن بالتأكيد لكنه ليس بالتأكيد يكون من الصاغرين.
في (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ (11) النور) كلمة جاؤوا لماذا لم يوجد بعد واو الجماعة ألف محلّقة؟ ما يتصل بخط المصحف لا يقاس عليه، وإذا كانت همزة مثل باؤوا وجاؤوا لا يضعون بعدها ألف في المصحف مثل جاؤوا وباؤوا وفاؤوا. وعموماً خط المصحف لا يقاس عليه.
في سورة الرحمن (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)) وفي نهاية سورة الرحمن (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (78)) ما اللمسة البيانية في الآية الأولى (ذو) ذو صفة وجه بينما في الثانية (ذي) صفة لربك وليس لإسمه فلماذا قال في الأولى ذو؟ هذا سؤال نحوي، وجهه يعني ذاته عند المفسرين ويبقى وجه ربك يعني ذاته هو سبحانه، كما نقول إنما الحكم لوجه الله، وجهه ذاته، وجه ربك يعني ذاته ذو الجلال الوجه. لكن في الثانية قال تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام، الجلال والإكرام ليس للإسم وإنما لله قال (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) هناك الوجه الوجه هو ذاته، (ذو) صفة للوجه يعني هو ذاته سبحانه ذو الجلال والإكرام. ذي الجلال والإكرام، من هو ذي الجلال والإكرام الإسم أم الله؟ الله، إذن هو اسم ربك ربك ذي الجلال والإكرام ليس الإسم لهذا قال تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام ولو قال ذو الجلال يكون للإسم، في الحالتين لله سبحانه وتعالى لكن قال (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)، من هو ذي الجلال والإكرام الإسم أو الله؟ الله إذن ذي الجلال والإكرام. ووجه الله هو ذاته.
ما الفرق بين مكة وبكة؟
سورة مريم ورد فيها لفظ الجلالة الله 8 مرات والرحمن 15 مرة ولفظ رب باختلاف إسناده للضمائر 23 مرة نلاحظ أن مجموع ما ذكر من لفظ الجلالة الله ولفظ الرحمن يعادل ما ذكر في رب فعلامَ يدل ذلك؟ ثم ما اللمسة في ذكر هذه الأسماء الثلاثة الله الرب الرحمن في كامل السورة وتكرارها دون سواها؟
بُثّت الحلقة بتاريخ 13/4/2009م
روابط الحلقة (فيديو)
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=1306
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=1307
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=1308
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=1309
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=1310
2009-04-14 07:35:10الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost