لمسات بيانية, لمسات بيانية - حلقات

لمسات بيانية – الحلقة 171

اسلاميات

الحلقة 171

إجابة على أسئلة المشاهدين

المقدم: في سورة الواقعة (عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذكَّرُونَ (62)) هل هناك نشأة غير الحياة التي بعد الممات؟ ما اللمسة البيانية في (وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ)؟

د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. قال سبحانه وتعالى في سورة الواقعة (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61)) ما نحن بمسبوقين يعني لا يغلبنا أحد إذا أردنا أن نفعل شيئاً فعلناه لا يغلبنا أحد فيجعلنا نترك هذا الفعل أو يسبقنا إلى أمر.

المقدم: ليس معنى (وما نحن بمسبوقين) أن هنالك أحداً كان قبلنا، لا يسبقنا أحد؟

د. فاضل: لا يسبقنا أحد، إذا أردنا أن نفعل شيئاً لا سيبقنا أحد فيحول بيننا وبين ذلك الفعل، لا يغلبنا أحد. أليس المتسابق هو الغالب؟

المقدم: بلى

د. فاضل: لسنا بمسبوقين يعني لا يغلبنا أحد. إذا أردنا أن نفعل شيئاً فلا يغلبنا أحد فيحول بيننا وبين ذلك الفعل، ليست هنالك قوة أعلى.

المقدم: جميل (وما نحن بمسبوقين)

د. فاضل: (عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ) نُذهبكم ونأتي بأمثالكم، إن شئنا أن نفعل فعلنا.

المقدم: (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) على تقدير الموت أو على أن نبدل أمثالكم وننشئكم فيما لا تعلمون؟ أم على الاثنين؟

د. فاضل: وما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم لأن (على) لا بد أن تتعلق بشيء. لا يسبقنا أحد على هذا الأمر.

المقدم: وما نحن بمسبوقين على نحن قدرنا بينكم الموت؟

د. فاضل: (وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) عطف، هذه جملة جديدة

المقدم: على القصر الذي بدأه في البداية (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ) ونحن لسنا مسبوقين على أن نبدل.

د. فاضل: (وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ) من الخلق والأطوار التي لا تعهدونها، يعني ممكن أن نغير صفاتكم التي أنتم عليها خَلْقاً وخُلُقاً وننشئكم في صفات لا تعلمونها، ممكن نغيركم. الآن الإنسان له صفات معينة وأطوار معينة ربنا سبحانه وتعالى يمكن أن يغيرها كلها. ننشئكم نشأة أخرى في أطوار أخرى في صفات أخرى لا تعهدونها اصلاً (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ (54) الأعراف)

المقدم: سبحانه وتعالى ر رادّ لحكم الله ولا لقضاء الله.

سؤال: (جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (8) البينة) وقال تعالى (أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ (31) الكهف) (وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا (22) المجادلة) (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (14) الحج) (وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) التوبة) مرة يقول جزاؤهم ومرة يقول يدخلهم فما الفرق بين جزاؤهم ويدخلهم؟ ومتى يقول من تحتها الأنهار ومتى يقول تحتها الأنهار؟ هل هناك رابط يمكننا أن نعرف القراءة الصحيحة تحتها ومن تحتها؟ ومتى تأتي كلمة (عدن)؟ ومتى تأتي كلمة (أبداً)؟ متى يقول خالدين فيها أبداً ومتى يقول خالدين فيها بدون أبداً ومتى لا يقول خالدين فيها؟

د. فاضل: هذا السؤال وقع في آيتين في المجادلة وفي البينة، في المجادلة (وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا (22) المجادلة) وفي البينة (جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (8) البينة). قراءة السياق يتضح الأمر لو قرأنا السياق في كل من الآيتين يتضح الأمر. قال في المجادلة (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)) هذا سياق المجادلة. في البينة قال (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)). لو نظرنا في سياق كلٍ من الآيتين، في المجادلة لم يذكر عمل وإنما ذكر عدم موادّة (يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) ما ذكر عملاً، ذكر عدم موادّة. في البينة قال (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) ذكر العمل إلى أن قال (ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ)

المقدم: والعمل يقتضي الجزاء.

د. فاضل: لا بد. ربنا يقول (إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (16) الطور) (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7) العنكبوت) (هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (90) النمل) في المجادلة لم يذكر عمل بينما في البينة ذكر العمل.

المقدم: بالمنطق اللغوي أن الجزاء مرتبط بالعمل. أليس الإدخال نوع من أنواع الجزاء؟

د. فاضل: قد يكون تكرّماً وليس جزاء، تفضلاً وليس جزاء.

المقدم: فتح الله لك وعليك، جميل. إذن في البينة الجزاء لقاء عملهم في الدنيا، يُدخلهم في المجادلة ربما يكون جزاء العمل أو ربما يكون تفضلاً من الله سبحانه وتعالى.

د. فاضل: لا نعلم لكن ليس هنالك لم يذكر عمل أصلاً. ليس فقط هذا، عندما ذكر العمل وزاد في المجادلة قال (خَالِدِينَ فِيهَا) وفي البينة قال (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا)

المقدم: هل هنالك فرق؟ معنى الخلود فترة زمنية غير معروفة.

د. فاضل: (أبداً) أدلّ على ذلك، تأكيد.

المقدم: أقوى؟

د. فاضل: نعم. في المجادلة قال (جَنَّاتٍ) وفي البينة قال (جَنَّاتُ عَدْنٍ).

المقدم: هل هناك فرق بين جنات وجنات عدن؟

د. فاضل: جنات مطلقة.

المقدم: أيّ جنة طيبة يا دكتور.

د. فاضل: لا شك. لكن ربنا قال درجات (لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ (4) الأنفال).

المقدم: مرة تأتي جنات ومرة تأتي جنات عدن هل جنات عدن هذه مرتبطة دائماً؟

د. فاضل: للمناسبة ربنا يذكر للذين آمنوا وعملوا الصالحات يذكر أحياناً جنات عدن وأحياناً جنات الفردوس أو جنات مطلقة لأن هؤلاء عامة لما قال (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) من أدنى من يفعل ذلك إلى الرسل.

المقدم: الرسل متضمنون في الذين آمنوا وعملوا الصالحات.

د. فاضل: وأيضاً من هم دونهم من الذين آمنوا وعملوا الصالحات إلى أدنى صورة من صور ذلك. إذن هؤلاء ليسوا درجة واحدة ولكن درجات فقد يكون بعضهم في الفردوس الأعلى وبعضهم فيما دون ذلك،

المقدم: النبيين والصديقين والشهداء والصالحين كل هذه درجات

د. فاضل: هذه مراتب وكلها تدخل في الذين آمنوا وربنا يذكر كل واحد بحسب درجته لكن هنالك مسألة.

المقدم: معذرة، قبل المسألة حينما يقول الذين آمنوا وعملوا الصالحات جمع الكل بما فيهم الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وبالتالي يقول جنات إطلاق لكن المعلوم أن في الجنات درجات ولكلٍ درجته

د. فاضل: كلٌ بحسب عمله يقتسمونها بأعمالهم. أيضاً هنالك مسألة ربنا لا يذكر المساكن في الجنة إلا ذكر (عدن) إذا ذكر المساكن (وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ (72) التوبة) إذا ذكر المساكن في الجنة يذكر معها عدن ولعل من أسباب ذلك أن عدن هو الإقامة، عَدَن في المكان يعني أقام.

المقدم: إذن جنات عدن يعني جنات إقامة

د. فاضل: والإقامة تحتاج إلى سكن فقال مساكن.

المقدم: جميل هذه لازمة مساكن – عدن

د. فاضل: إذا ذكر مساكن يذكر عدن لأن العدن يحتاج إلى إقامة والإقامة تحتاج إلى مساكن.

المقدم: ومنها كلمة النبي العدنان كما يقال؟

د. فاضل: قد يكون هو العدناني من قحطان جدّ العرب الأعلى.

المقدم: مرة يقول ربنا تبارك وتعالى من تحتها ومرة يقول من تحتهم ومرة يقول تحتها، ما الفرق بينها؟

د. فاضل: إذا كان الكلام على المؤمنين أكثر يقول (من تحتهم) وإذا كان الكلام على الجنات أكثر، إذا كان الاهتمام بالجنات يقول (من تحتها). إذا كان الاهتمام بذِكر المؤمنين في السياق يقول تحتهم وإذا كان الاهتمام بذكر الجنات يقول تحتها. (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43) الأعراف) ليس فيها وصف للجنة وإنما كل الكلام عن المؤمنين. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10) يونس) الكلام عن المؤمنين وليس عن الجنة. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30) أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31) الكهف) الكلام كله عن المؤمنين. (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ (35) الرعد) الكلام عن الجنة، (وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) التوبة) يتكلم عن الجنات فقال (من تحتها). إذا كان الاهتمام بذكر المؤمنين قال من تحتهم وإذا ذكر الجنات قال (من تحتها)

المقدم: مراعاة الكلام لمقتضى الحال، منتهى البلاغة. مرة يقول (تحتها) بدون (من) ولم يقل من تحتها؟

د. فاضل: هذه مرة واحدة قالها، قالها في المهاجرين والأنصار (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100) التوبة) المهاجرون والأنصار ليس معهم الأنبياء، كل المواطن الأخرى في القرآن معهم أنبياء آمنوا وعملوا الصالحات كلهم أما هذه فلم يذكر معهم أنبياء، ليس معهم أنبياء إذن جناتهم دون حنات من مع الأنبياء. فكل التي معهم أنبياء قال (من تحتها) أما هذه فقال (تحتها). (من تحتها) لأن (من) ابتداء الغاية، الجريان يبدأ منها، تجري من تحتها بداية الجريان منها.

المقدم: وتجري تحتها؟

د. فاضل: ليس بالضرورة. فلما يكون معهم الأنبياء يذكر الجزاء الأعلى.

سؤال: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا (14) العنكبوت) ما الفرق بين السنة والعام؟

د. فاضل: أكثر ما يقال في هذه المسألة أن العام يطلق على الخصب والخير والسنة تطلق على الشدة والقحط. وفعلاً كثيراً ما تطلق أصابتنا سنة بمعنى القحط (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ (130) الأعراف) أصابتنا سنة يعني قحط. أسنت الناس يعني أصابهم قحط. يقولون إن نوح عليه السلام عاش عيشة خصب خمسين عاماً لذا ذكرها بالعام والباقي كله مع قومه شدة وتعب، فتلك قال عنها سنة لأن فيها شدة والخمسين عام (إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا) فالخمسين عام هي الرخاء الذي عاش فيه سيدنا نوح، والسنة فيها شدة.

المقدم: في القرآن أيضاً (فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ (259) البقرة) وفي الكهف (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) الكهف).

د. فاضل: لاحظ القرآن لم يجمع كلمة عام، لكن السنين وردت مطلقة لأنه لم يذكر أعوام فالسنين تشكل الجميع، القرآن ثنّى العام فقال عامين ولم يجمع العام (أعوام) وجمع السنة ولم يثنّها ما قال سنتين وقال سنين ولم يقل سنوات.

المقدم: هو ثنّى بالحول، هل الحول عام أيضاً؟

د. فاضل: الحول لم يرد في القرآن إلا في الطلاق والوفاة.

المقدم: هذه خصيصة من خصائص الاستعمال القرآني؟

د. فاضل: نعم. لأن لو لاحظنا قرب الاشتقاق الحول معناه حال يحول من حجز (وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ (43) هود) وتأتي من التحوّل، حال الشيء يعني تحوّل. والطلاق حاجز والوفاة حاجز، الطلاق تحوّل والموت تحوّل. هذا من أعجب الاستعمالات!.

المقدم: عجيب! مع أن العام والسنة والحول الثلاثة بمعنى واحد

د. فاضل: والحجّة لكن استعمالها عجيب.

المقدم: (عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ (27) القصص)

د. فاضل: لم يقل أعوام.

المقدم: حتى في سورة يوسف قال (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا (47))

د. فاضل: عندما لم يجمع الأعوام السنين قامت مقام العام والسنة، جمع كلها تأتي للشدة لأنه لم يجمع العام لم يقل أعوام

المقدم: هل لنا أن نسأل لماذا لم يجمع العام؟ أم أن هذه خصوصية من خصائص الاستعمال القرآني؟ مع أن عام لغة جمعه أعوام.

د. فاضل: القرآن ليس كتاب في اللغة يجمع كل ما ورد. جاء لم يأت في القرآن بصيغة الفعل المضارع ولا بصيغة فعل الأمر.

المقدم: ورد (جاء) بالماضي فقط. إذن السنة فيها شدة، العام للدلالة على الرخاء وعدم الشدة، الحول لأنه يحول بين شيئين. إذا جمع يأتي بسنين وهي فيها الشدة والرخاء ولهذا قال (أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا)

سؤال: في سورة الكهف (حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93)) هل هم يأجوج ومأجوج أم غيرهم؟ وما معنى لا يفقهون قولا؟

د. فاضل: هؤلاء قريبون من يأجوج ومأجوج هذه في قصة ذي القرنين، هؤلاء لغتهم لغة خاصة لا يفهمون لغة ذي القرنين كما شأننا لا نفهم لغة أقوام، نحن لا نفهم كل اللغات. فهؤلاء لا يفهمون لغة ذو القرنين لا يفقهونها لأنها لغة غريبة، هم يتكلمون بلغتهم الخاصة ولا يفهمون لغة غيرهم وهذا حاصل.

المقدم: إذن لا يكادون يفقهون قولاً يعني قول ذي القرنين. (قول) وردت بالتنكير للعموم والشمول أيّ قول لا يفهمونه؟

د. فاضل: يفهمون فيما بينهم لغتهم. لو ما يفهمون لغتهم كيف قالوا (قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) الكهف)؟.

المقدم: ربما يتبادر إلى الذهن أنهم لا يفهمون أصلاً وفيهم صفة الغباء.

د. فاضل: كيف قالوا (يا ذا القرنين) هذا كلام واحد يفقه

المقدم: كيف لا يفهمون لغة ذو القرنين ويكلمونه؟

د. فاضل: ممكن ترجمة. ربما عن طريق المترجمين.

المقدم: حدث حوار بينه وبينهم

د. فاضل: هناك مترجمين ومن يفهم ولكن هناك مكان مخصوص لا يفهمون لغة هؤلاء وهذا موجود.

المقدم: هل ثبت تاريخياً أين هؤلاء الناس؟

د. فاضل: كتب عن هذا وكتبت رسائل في المسألة لكن ليس موضوعنا.

المقدم: هذا موضوع يشغل الكثيرين. هل هو سور الصين العظيم؟

د. فاضل: لا ليس سور الصين.

المقدم: المكان موجود والسور ما زال موجوداً

د. فاضل: فيها آثار،

المقدم: هم حرجوا إذن؟

د. فاضل: فيها آثار. حتى حددوا موقعهم والمعاصِر لهم (المعاصِر لذي القرنين وهو مؤرِّخ) كتب عنهم هيرودوتس كان في نفس الوقت معهم كتب عنهم ورحلات ذي القرنين والغريب أن ما كتبه مطابق لما ورد في القرآن الكريم، الرحلات التي ذكرها القرآن ذكرها هيرودوتس قبل الإسلام.

المقدم: أين موقعه في التاريخ زمنياً هل قبل سيدنا موسى أو بعده أو معه؟

د. فاضل: الظاهر فيما يبدو بعد زمن سيدنا موسى.

المقدم: إذن يأجوج ومأجوج خرجوا، ألا يقال أن واحدهم طوله طول الجبل يفترش أُذناً ويتلحف بالأخرى؟ أو طوله شبر لا يموت إلا إذا رأى ألف من أبنائه؟

د. فاضل: هذا كلام لا يثبت.

المقدم: سنتناول هذا في برنامج من يكتب التاريخ يوم الأحد إن شاء الله.

سؤال: (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) ص) ما هو هذا الجسد؟ وما اللمسات البيانية في الآية؟

د. فاضل: في الأثر أن سيدنا سليمان قال لأطوفنّ الليلة على سبعين امرأة تأتي كل واحدة بفارس يجاهد في سبيل الله ولم يقل إن شاء الله، لم يستثني فطاف عليهم

المقدم: على سبعين امرأة في ليلة واحدة؟

د. فاضل: هكذا يقال، فجاءت بشقّ رجل غير مكتمل. هذا مما يقال. ويقال أن ربنا أراد أن يختبر سيدنا سليمان فنزع منه الملك ثم أعاده إليه.

المقدم: وهم يقولون أن إبليس جاء وأخذ الخاتم وجلس وجامع زوجاته، هذه من الإسرائيليات التي تحتاج إلى تحقيق. الذي ثبت منها ما تفضلت به الآن، قال لأطوفن ولم يستثني فأتت بشقّ رجل. هل الفتنة هنا بمعنى الاختبار؟

د. فاضل: قالوا أن الله سبحانه وتعالى اختبره.

——-فاصل———

سؤال: (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) البروج) يقولون أن قُتل في القرآن تعني اللعنة فهل هذا صحيح؟ إذا كان هذا صحيحاً فما الفرق بين القتل واللعنة في الآية (مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61) الأحزاب)؟

د. فاضل: هو دعاء عليهم باللعن والقتل والعذاب. هذا معنى (قُتل) مثل (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) الذاريات) (قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) عبس) بمعنى عذّبه الله أشد العذاب. ليس هو معنى القتل الموجود الآن (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ (154) البقرة) (أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ (144) آل عمران) (بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9) التكوير) ليس هذا المعنى وإنما دعاء عليهم بالعذاب والقتل والهلاك.

المقدم: هل (النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5)) بَدَل؟

د. فاضل: نعم بدل.

سؤال: ما معنى بعض أسماء الله الحسنى مثل المؤمن والمتكبر وكذلك إسم المقيت وكيف نفهمها؟

د. فاضل: آمنه بمعنى ضد أخافه (وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4) قريش)، يجعل غيره آمناً الواهب الأمن، الواهب الأمان،

المقدم: أليس المؤمن إسم فاعل؟ أنا مؤمن ومن أسماء الله المؤمن؟

د. فاضل: كل واحدة لها دلالة. الواهب الأمان مؤمن وأيضاً قالوا الذي آمن الخلقَ من ظلمه، هذا مؤمن.

المقدم: الذي آمن الخلقَ من ظلمه، ظلم مَنْ؟

د. فاضل: سبحانه لا يظلم أحداً (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (46) فصلت) فآمن الخلق من هذه الناحية. ويقولون معناها المصدّق لنفسه وأنبيائه، يعني عندما يقول قولاً وأخبر به يعني هو يصدّقه يعني يفعله. مثلاً يقول الواحد لأفعلنّ كذا وكذا وهو لا يفعله إذن لا يصدقه يعني لا يفعله.

المقدم: يصدّق قوله يعني يفعل قوله.

د. فاضل: أو مثلاً يدّعي الصفات يقول أنا بشاعر وهو ليس بشاعر. ربنا سبحانه وتعالى كل ما أخبر به عن نفسه وبلسان أنبيائه هو يصدقه في ذلك، كل ما قال سأفعل يصدّق قوله، قال سأعذب هؤلاء يعذبهم، سيجزيهم يجزيهم. ما ذكر عن نفسه من صفات هي صحيحة، ما قاله لأنبيائه يصدقهم فيما قال فهو مؤمن. فهي لها أكثر من معنى، واهب الأمن مثل (وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) وهو المصدّق لما يقوله، وآمن الخلق من ظلمه.

المقدم: في سورة يوسف (وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17))

د. فاضل: يعني مصدّق لنا.

المقدم: مؤمن لنا يعني مصدّق لنا وليست من الإيمان. ما الفرق بين الذين آمنوا والمؤمن؟

د. فاضل: آمن له صدّقه، آمن به غير معنى وإنما اتّبعه دخل في دعوته

المقدم: اتّبعه ودخل في دعوته، هم الذين اتبعوا الرسول r عليه الصلاة والسلام وآمنوا به.

د. فاضل: (آمنت بالله) لم يرد يؤمنون بالله أبداً.

المقدم: لكن يؤمن لي.

د. فاضل: ولذلك حتى في قصة موسى (آمَنتُمْ لَهُ) إذا قال آمنت به يقصد بالله وإذا قال آمنتم له يقصد موسى.

المقدم: المتكبر؟

د. فاضل: الذي تكبر عن ظلم عباده والمتعالي عن صفات خلقه.

المقدم: متكبر على وزن ماذا؟

د. فاضل: متكبر على وزن متفعّل فعلها تكبّر ومعناه البليغ الكبرياء والعظمة

المقدم: ليس مجرد الكبرياء وإنما البليغ الكبرياء

د. فاضل: وقالوا هم المتكبر على عتاة خلقه. العُتاة والظلمة يتكبر ربنا عليهم فيهلكهم، يعذبهم.

المقدم: ما معنى تكبر؟

د. فاضل: تفعّل لها أكثر من معنى. تكبّر يعني له العظمة، ليست بمعنى التكلّف، أحياناً تأتي بمعنى التكلف لكن ليس هذا المعنى إنما هو له الكبرياء والعظمة. تكبّر تكبر عن ظلم عباده ترفّع عن هذا الأمر.

المقدم: تكبر أصلها كبُر ما معناها لغوياً؟ ماذا تفيد؟ الجذر اللغوي في حدّ ذاته ماذا يفيد؟

د. فاضل: إذا قرأناها كَبِر بكسر الباء يصير الكِبَر بالجسم والمصدر كِبَر (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ (39) إبراهيم) (وأدركه الكِبَر) يعني العمر. كَبُر للشيء المعني (كَبُرَتْ كَلِمَةً (5) الكهف) (كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ (35) غافر) والمصدر الكِبر (إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ (56) غافر)، الكبرياء هي الإحاطة العامة كل شيء، هذا الكبرياء (وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (37) الجاثية) عامة (وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ (78) يونس)

المقدم: تشمل العمر والقوة والسطوة والغلبة تجمع كل شيء

د. فاضل: المتكبر من صفات اله سبحانه وتعالى قالوا المكتبر عن ظلم عباده لا يفعل ذلك والمتعالي عن صفات خلقه هو لا يشبه صفات خلقه والمتكبر عن كل ما يوجب نقصاً أو حاجة وقيل المتكبر هو المتكبر على عتاة خلقه هؤلاء يحتاج أن يتكبر عليهم، كيف يتكبرون هم على الخلق؟ هذا المتكبر.

المقدم: المقيت؟

د. فاضل: المقيت قد تـأتي الحفيظ لأن اشتقاقها من القوت، فعلها قات وأقات، يعطي أقوات الخلائق.

المقدم: مقيت يعطي القوت.

د. فاضل: طبعاً. يقال قُت الرجل أقوته قَوْتاً يعني أعطيه القوت. وأقاته أعطاه القوت حفظه، الذي يعطي القوت سيحفظه من الهلاك فقالوا المقيت معناها الحفيظ لأنه عندما يقيت خلقه يحفظهم من الهلاك.

المقدم: يعني الحفيظ معنىً متضمن داخل المقيت. كلغة ربما ينطبق على بعض البشر بعض هذه الأسماء ولله المثل الأعلى سبحانه لا تلحقه صفات الخلق أبداً لكن من الناحية اللغوية نود أن نفهم هذا الموضوع.

د. فاضل: ربنا قال عن رسوله (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (128) التوبة) فيه بعض الصفات وهو يتخلق بأخلاق الله تعالى من الرحمة وما إلى ذلك. وهناك ناس يغفرون (قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ (14) الجاثية) فبعض الصفات ممكن وبعضها تفرد بها الخالق.

سؤال: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)) سورة الإخلاص رب العالمين نفى الماضي ولم ينفِ المستقبل فقال لم يلد ولم يقل ولن يلد وقال لم يكن له كفواً أحد ولم يقل ولن يكن له كفواً أحداً فكأنه نفى الماضي ولم ينفي المستقبل؟

د. فاضل: هذا رد على ما قاله أهل الكتاب وغيرهم أن لله ولداً (وَلَدَ اللَّهُ (152) الصافات) (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ (30) التوبة) فهو رد على ما قالوا لم يقولوا ربنا سيلد وإنما قالوا له ولد (وَلَدَ اللَّهُ) (وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلآئِكَةِ إِنَاثًا (40) الإسراء)

المقدم: حاضر آني، فنفى اللحظة آنذاك.

د. فاضل: لما قال (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) معناها نفى المستقبل. إذا كان في الماضي ليس له كفو فمن أين سيأتي الكفؤ؟ ثم إذا لم يكن له صاحبة كيف سيأتي؟ (أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ (101) الأنعام) من أين سيأتي هذا؟ هل سيأتي فيما بعد؟

المقدم: حاشاه سبحانه وتعالى!

د. فاضل: ثم هم يقولون إن لله ولداً هم يعظموه أو يعبدوه، غذا قال سيلد ماذا سيستفيدون هم؟ يعبدون من؟ ويعظّمون من؟ هم يقولون هذا لتعظيم هذا الشخص ولعبادته هذا لا يفيد أن يقولوا سيلد. يقولون له ولد يستحق التعظيم أو العبادة، ماذا سينتفعون إذا قالوا سيلد؟

المقدم: ما معنى صمد في اللغة؟

د. فاضل: الصمد هو الذي يكفي، المصمود إليه الخلق يعني الخلق يحتاجون إليه ويكفيهم. المصمود إليه يعني المطلوب الذي تصمد إليه الخلائق والذي يكفي من يقصده.

المقدم: سبحانه وتعالى.

أسئلة المشاهدين خلال حلقة 14/5/2009م:

عبد العزيز من السعودية: آخر سورة المائدة (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116)) وجاء رد عيسى فما معنى الاستفهام في الآية؟

د. فاضل: هو الأمران، يريد أن يقرره كالمحاكمة، هل أنت قلت؟ يجب أن يدافع عن نفسه. الآن عندما شخص يقال عنه أنه قال كذا وكذا أنت لا تحكم عليه إلا بعد تقريره وإلا كيف تحكم عليه؟ حتى لو كنت عالماً بهذا الشيء فربنا يريد أن يقرره (إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ) فهو من باب التقرير حتى يلزم الحجة أمام الخلائق من لسانه هو.

المقدم: هل يمكن أن يكون استفهاماً إنكارياً؟

د. فاضل: قد يكون لكن هو لم يقل حتى يُنكر عليه.

المقدم: هنا استفهام تقريري أمام الخلائق لكي يقيموا الحجة وليس سؤال استفهام بمعنى الاستخبار أو الاستعلام تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

د. فاضل: ما قال له (أقلت؟) وإنما قال (أأنت قلت). فرق بين أقلت؟ أفعلت؟ لا تعرف إذا كان فعل أو لم يفعل، (أأنت فعلت) هو يعلم أنه فعل لكن هذا إقرار.

المقدم: هناك قول قيل فعلاً (اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ)

د. فاضل: أأنت الذي قلته؟

المقدم: إذن هناك قول قيل فعلاً (اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ)

د. فاضل: من الذي قال؟ أأنت قلته؟ لأنه قسم قالوا أن القول قيل والسؤال ليس عن أصل القول وإنما عن الذي قال.

طه من السعودية: لدي سؤال عام لو تفضل الدكتور بإلقاء الضوء على جوامع الكلم في القرآن الكريم سواء من خلال الحلقات فيما يسأل فيه السادة المشاهدون الأفاضل أو في تخصيص حلقة أو حلقتين منفصلة كما أفاض علينا لشرحه للآية (لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، جميع الحلقات رائعة لكنه حقيقة أفاض واستفاض.

في أسماء الله الحسنى في كلمة المؤمن لماذا لا تكون المؤمِّن؟ طالما هو يؤمِّن الناس من الخوف؟ هل ينفع هذا المعنى؟

أبو تبارك من الأردن: ما معنى (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ (60) الزمر)؟

أم محمد من مصر: لَمَسات جمع لَمَس ألا يجب أن تكون لَمْسات جمع لَمْسة؟

د. فاضل: فَعْلة إذا كانت صفة مثل ضِخْمة تقال ضِخْمات فِخْمات وإذا لم تكن صفة تُجمع على فَعَلات وليس على فَعْلات بفتح العين مثل قَطْرة قَطَرات فالتعبير صحيح لَمَسات.

سعود من السعودية: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (59) آل عمران) لماذا لم يقل كن فكان؟

(لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (162) النساء) ما إعراب المقيمي؟ ولماذا جاءت منصوبة وما بعدها وقبلها مرفوع؟

د. فاضل: (المقيمين) مفعول به.

حمدي من أبو ظبي: اللغة العربية أمّ اللغات السامية وجذورها تتميز بوفرتها وعمتها ولذلك تسيّدت هذه اللغات. ما هي اللغة الذي يتحدث بها الملأ الأعلى؟ وخصوصاً أن آخر رسالة وصلت للخلق من الله سبحانه وتعالى كانت باللغة العربية ولم تنزل رسالة أخرى بلغة ثانية. وهناك أسماء للملائكة عربية مثل مالك إسم عربي أصيل، ما عدا الأسماء المعرّبة مثل جبريل وإسرافيل إنما هناك أسماء عربية والملائكة في الجنة تقول سلام كلمة عربية أصلية. هل يمكن للدكتور أن يعطينا رأيه في هذا الموضوع.

(نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ (50) الحجر) أليس هذا بيت من الشعر وُضِع بإحكام وبدقة وبعظمة ولا يتبينه أحد؟ هذا قاله الشيخ الشعراوي رحمه الله. أنا لا أقول أن القرآن شعر وإنما لأنه أخرجنا هذه الآية وحدها.

بُثّت الحلقة بتاريخ 14/5/2009م


تحميل الحلقة
رابط فيديو
رابط صوت

2009-06-30 12:25:25الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost