الحلقة 176
إجابة على أسئلة المشاهدين
المقدم: في سورة المائدة (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (40)) وعكس هذا الترتيب في سورة الفتح (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (14)) فلماذا إختلف الترتيب؟
د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. في أكثر من مناسبة ذكرنا ما يتعلق بالتقديم والتأخير أن ذلك يكون مع السياق هو الذي يوضح التقديم والتأخير. بالنسبة للآية في سورة المائدة (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (40)) في الفتح (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (14)) حصل تقديم وتأخير، تقديم التعذيب على المغفرة في آية المائدة وبالعكس في آية الفتح. لو نظرنا في سياق آية المائدة أين وردت وكيف وقعت هذه الآية؟ هذه الآية وقعت في سياق قُطّاع الطرق والمحاربين لله ورسوله والسُرّاق إذن كان المناسب تقديم ذِكر العذاب على المغفرة. وردت بعد قوله تعالى (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا (32) النمل) قتل الناس إذن عذاب وأحياها مغفرة.
المقدم: فقدّم ما يناسبه التقديم قبلها
د. فاضل: أيضاً السياق نفسه يجري (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)) هنا هل يقدم المغفرة؟!
المقدم: لا، يقدّم العذاب
د. فاضل: قبل الاية (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (39)) السارق عذاب ومن تاب مغفرة. هذا السياق. في الفتح ليس كذلك وإنما عادة الرحمة تسبق الغضب أما هذا السياق اقتضى.
المقدم: في آية السرقة وردت أن أحدهم كان يقرأ فقال في نهاية الآية “والله غفور رحيم” فصحح له رجل فقال: عزّ فحكم فقطع ولو غفر ورحم ما قطع” إذن هنالك مناسبة قوية جداً بين فواصل الآيات ليست مسألة هكذا مجرد فاصلة الحفاظ على الفاصلة القرآنية على أواخر الكلمات، كل شيء بقدر.
د. فاضل: يضرب الفاصلة كلها والمعنى هو السيّد.
سؤال: في سورة الأنفال (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52)) وفي الأنفال أيضاً (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ (54)) ما اللمسة البيانية في الاختلاف بين كفروا وكذبوا وفي خواتيم الآيتين؟
د. فاضل: هي أيضاً توضع في السياق فتتضح. نقرأ الآيات أولاً ثم نضعها في سياقها (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52) ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ (54)) ذكر مرتين كدأب آل فرعون والذين من قبلهم (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ) وبعدها بآية (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ) هناك (فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ) وهنا (فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ) هذه هي الآيات. الآن نأتي ونضعها في سياقها وننظر الفرق. هو ذكر دأبين (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) الدأب الأول هو مشابهة لهم في الكفر سبق الآية قبل هذه الآية (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ (51) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52)) يقول كفروا الملائكة – كذأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله، إذن هذا الدأب مثل هذا الدأب كله كفر. الدأب الثاني مشابهة لهم في تغيير النعم. إذن تلك مشابهة في الكفر وهذه مشابهة في تغيير النعم لأن بعدها قال (ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (53) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ (54)) إذن صار دأباً آخر، الأول في الكفر والآخر في تغيير النعم، كل حالة ستتغير. كل عقوبة مناسبة لحالتها. عاقبة الكفر قال (كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ)، الآية الأخرى آية تغيير النعم (كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ). في الكفر قال (فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ) والأخذ بالذنوب عام يكون في الدنيا والآخرة
المقدم: فأخذهم بذنوبهم أي عاقبهم
د. فاضل: وأيضاً سينالهم المؤاخذة بالذنب في الآخرة أيضاً، هذه عامة. عاقبة التغيير في النعم هي أهلكناهم في الدنيا لأنهم غيروا النعم في الدنيا فيعاقبهم بسلب النعم. عاقبة الكفر الأخذ بالذنب في الدنيا والآخرة وعاقبة تغيير النعم أنه يعاقبهم في الدنيا يغيّر النعم عليهم أيضاً.
المقدم: يعني أهلكناهم فيها توأمة بينها وبين كفر النعم. أما فأخذهم بذنوبهم
د. فاضل: هل يهلكهم في الآخرة؟ لا يمكن، النعم تغييرها في الدنيا فيسلبهم هذه النعم
المقدم: وكأن إهلاكهم سلب النعم
د. فاضل: طبعاً. فإذن الأخذ بالذنوب هذا مناسب للكفر والإهلاك مناسب لكفر النعم. ثم لاحظ قوله (كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ) وهناك (كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ) لأن الرب هو المنعم.
المقدم: والله هو المنعِم.
د. فاضل: الرب هو المربي، اللفظة، الله إسم علم من إله، العبودية.
المقدم: بداية الله وربهم واحد
د. فاضل: هو واحد لكن المعنى، المهيمن له معنى، الرزاق له معنى، الباسط له معنى،
المقدم: لماذا اختيار لفظ الجلالة الله مع الكفر بالآيات تحديداً؟
د. فاضل: الرب مع المنعم لأن الرب هو المربي والمنعِم، الرب هو المربي في الأصل في معنى اللغة. المالك رب الدار رب البيت والمنعم هذا هو الرب. الرب هو المنعم والهادي
المقدم: لأن فيها معنى المربي
د. فاضل: إذن الرب مع المنعم هو المناسب، ربهم أنعم عليهم (إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ (23) يوسف)
المقدم: ولفظ الجلالة الله مع الكفر
د. فاضل: الرب مع المنعم أنعم عليه والكفر مع الله، توحيد. الله من العبادة والإله المعبود. فناسب كل واحدة
سؤال: (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11) الفتح) (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) المائدة) ما اللمسة البيانية في وجود (لكم) في آية الفتح؟
د. فاضل: ننظر من هم هؤلاء المخاطبين في الآيتين؟ في سورة الفتح يخاطب، من هم هؤلاء المخاطبين في الفتح؟ في المائدة لم يذكر لكم لماذا؟ من هم هؤلاء؟ هل هم يشبهون المذكورين في آية المائدة أم لا؟. آية الفتح الخطاب مختص بالمخلّفين من الأعراب (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11) الفتح) هذا خطاب للمخلفين
المقدم: هذا حوار
د. فاضل: الخطاب في سورة المائدة عام وليس لجماعة معينة (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)) قال (وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا) فكيف يقول لكم؟
المقدم: إذن هذا خطاب عام وأما الخطاب في آية الفتح فللمخلّفين من الأعراب تحديداً.
د. فاضل: لما يقول (وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا) كيف يقول لكم؟ هذا الخطاب على مدى الأزمان والدهور ما يقول لكم. لما كان عاماً عمم وأطلق ولما كان خاصاً خصص. لما كان مطلقاً عمم، تخصيص مع التخصيص
المقدم: والتعميم مع التعميم
سؤال: (وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) يوسف) والمعروف أن الحزن لا يحدث العمى؟
د. فاضل: الحزن سبب للبكاء والبكاء يحدث العمى إذا كثر البكاء يمحق البياض وليس الحزن، كثرة البكاء هي التي تعمي.
المقدم: هل الحزن يبيض العين؟
د. فاضل: الحزن سيكون سبباً للبكاء، صبّ الدمع الكثير يؤدي إلى بياض العينين.
سؤال: في سورة نوح (يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى (4)) وفي آية أخرى (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) الأحقاف) وفي آية أخرى (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31) آل عمران) ما اللمسة البيانية في قوله تعالى يغفر لكم من ذنوبكم ويغفر لكم ذنوبكم من غير الحرف (من)؟
د. فاضل: أولاً (من) تبعيضية. الأمر بحسب الذنب بعض الأمور تؤدي إلى مغفرة قسم من الذنوب وبعضها تؤدي إلى مغفرة الذنوب. الآن لو جاء فقير وأعطيته درهماً ليس مثل الحج الذي يعود كمن ولدته أمه، إذن بحسب العمل فبعض الأعمال تؤدي إلى مغفرة بعض الذنوب.
المقدم: كيف نفهم نغفر لكم من ذنوبكم؟ (من) يعني بعضها؟ ويغفر لكم ذنوبكم يعني كلها؟
د. فاضل: عامة، رجع كيوم ولدته أمه، هذا أمر. والأمر الآخر أنه لم يرد في القرآن يغفر لكم ذنوبكم في غير أمّة الإسلام أبداً، لم يرد يغفر لكم ذنوبكم في غير أمة محمد عليه الصلاة والسلام تكريماً لهذه الأمة.
المقدم: نسأل الله أن نكون منهم بإذن الله تعالى وكل المشاهدين والمستمعين. إذن (من) تبعيضية للتبعيض بحسب العمل.
د. فاضل: بحسب العمل ومع ذلك لم يرد إلا في أمة محمد.
سؤال: سورة القصص (وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ (82)) كيف نعربها وكيف نفهم معناها؟
د. فاضل: هي كلمتان (وي) إسم فعل مضارع بمعنى أعجب، عجباً، أتعجب. و(كأن) هي من أخوات إن. فإذن هي (وي – كأن) حتى نحن نستعمل وي للتعجب نقول وي وي.
المقدم: (وي) هي في حد ذاتها إسم فعل للتعجب
د. فاضل: يعني عجباً أتعجب.
المقدم: منها ويلي؟
د. فاضل: لا ويل إسم معرب وليس إسم فعل.
المقدم: إذن (وي) إسم فعل مضارع بمعنى أعجب.
د. فاضل: (ويكأن) عندما رأى هؤلاء كيف حلّ بقارون قالوا عجباً كأن الله يبسط الرزق ثم يأخذه، يا للعجب!، كأن الله بفعل هكذا! كأنه سبحانه يفعل هكذا يبسط ثم يأخذ سبحانه!
المقدم: و (كأن) تعمل عملها في الجملة تنصب وترفع إذن (اللهَ) إسم كأن.
سؤال: في قوله تبارك وتعالى (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ (85) القصص) ما دلالة معاد وليس ميعاد؟
د. فاضل: هناك فرق بين معاد وميعاد. معاد من العَوْد، من عاد يعود. المعاد أن تعود إلى بلدك
المقدم: إسم مكان؟
د. فاضل: إسم مكان وقد يأتي مصدر ويأتي إسم مكان. في اللغة “معاد الرجل بلده” لأنه يذهب في البلاد وينصرف ويتصرف ثم يعود إليه
المقدم: منها عاد يعود. وقوله “إن موعدكم الجنة”؟
د. فاضل: هذا من وعد. ذلك أمر آخر وفعل آخر وعد، هذا عاد يعود
المقدم: وميعاد؟
د. فاضل: الميعاد من الوعد، فِعلها وعد يأتي بمعنى وقت الحدث أو مكانه، وقت الوعد أو مكانه.
المقدم: الآخر فيه مكان الحدث أيضاً
د. فاضل: لا، ليس مكان الحدث وإنما مكان العود الرجعة. الوعد مكان التواعد بيننا، بيننا موعد نذهب ولا نخلفه. نتواعد على أمر أو أعدك بشيء فأنا لا أخلف ما وعدتك به.
المقدم: هنا نقول وعدتك لا أخلف الميعاد
د. فاضل: ميعاد، وعدتك لا أخلف الميعاد، (إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31) الرعد)
المقدم: إن الله لا يخلف الميعاد
د. فاضل: لا أخلف وعدي، لا أخلف ما وعدتك به. ماذا وعدتك ماذا تواعدنا؟ في مكان، المكان يسمى ميعاد أنا لا أخلف الميعاد، في زمان أنا لا أخلف الزمان هذا
المقدم: إذن ميعاد فيها زمان ومكان الوعد ومعاد؟
د. فاضل: معاد من العوْد أن ترجع، العودة،
المقدم: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ (85) القصص)
د. فاضل: لرادّك إلى معاد يعني إلى بلدك الذي خرجت منه مكة. هذا من الآيات المعجزات لأنه ردّه إلى مكة. هو الآن مهاجر في الآية، هذه في الهجرة في الطريق نزلت عليه هذه الآية وهو خارج من مكة فهذه قالوا من المعجزات أنه أخبر به قبل أن يقع.
المقدم: يعني باختصار معاد عود الرجل إلى بلده أما ميعاد مكان وزمان الوعد. هذا من العوْد وهذا من الوعد. فارق عجيب سبحان الله. إذن لا تصح إلا معاد هنا.
——–فاصل——-
سؤال: (يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ (105) هود) ما دلالة تكلّم وليس تتكلم؟
د. فاضل: هذا من الحذف الجائز وهو كثير في اللغة تتنزل وتنزل موجودة لكن يبقى السؤال لماذا؟ أما من حيث الجواز فهو جائز.
المقدم: لغوياً يجوز أن نقول تكّلم وتتكلم؟
د. فاضل: هذا تخفيف. يتخفف الكلام يقول تكلّم وتتكلم، تنزّل وتتنزل، توفّاهم وتتوفاهم في القرآن كثير وفي اللغة كثير. لكن يبقى السؤال لماذا؟ هو قال (لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ) إذن هو منع الكلام إلا بإذنه معناه إذن الآن أن الكلام صار قليلاً فحذف من الفعل إشعاراً لقلة الكلام. في القرآن هذا كثير، في القرآن يحذف من الفعل إذا كان الفعل مقتطعاً منه ويعطيه إذا كان كل حاله وهذا في القرآن ظاهرة.
المقدم: مع الإيجاز والإطناب حتى إذا كانت الآية تنص على هذا أو ذاك يراعي في صياغة الفعل المقام الذي يتحدث عنه
د. فاضل: نحن دائماً نذكر (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) القدر) هذا في ليلة واحدة ليلة القدر (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) فصلت) هذا في كل الأحوال في الموتى. هذا عند النزع يحصل في كل الأحوال، ما تنقطع في لحظة من اللحظات. (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ) ليلة واحدة في العام حذف وهذا في القرآن كثير
المقدم: فلما كان الكلام قليلاً ولا يكون إلا بإذن حذف من الفعل
د. فاضل: حذف إشعاراً بقلة الكلام.
سؤال: بالنسبة لوصول الرسل إلى قوم لوط مرة يقال (وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ (78) هود) ومرة (وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67) الحجر) فما الفرق بين إستعمال يهرعون ويستبشرون؟
د. فاضل: يهرعون يعني يسرعون إليه ويحثّ بعضهم بعضاً.
المقدم: هل الفعل مبني للمجهول هكذا؟
د. فاضل: هو هذا من الأفعال نحن عندنا جملة من الأفعال تأتي بصيغة المبني للمجهول منها عُني بالمسألة وليس عَني، عُني يعني إهتم أنا أُعنى بهذا الأمر
المقدم: يقال اصطُفّ الحرس أم اصطفّ الحرس؟
د. فاضل: اصطّفّ. زُهي عليه، أُغمي عليه، حُمّ الرجل إذا أصابته حمّى، أُولِعت بكذا، غُمّ الهلال “فإن غُمّ عليكم”، غُشي عليه. هنالك عندنا أهل اللغة جمعوا هذه الأفعال هي وردت مبنية للمجهول
المقدم: من حيث الصيغة الأولى هكذا. في بيت الشعر الذي جاء في تفسير معنى (عِزين)
جاؤوا يُهرعون إليه حتى كانوا حول منبره عِزين
د. فاضل: يهرعون يعني يسرعون ويحثّ بعضهم بعضاً.
المقدم: ويستبشرون؟
د. فاضل: تستبشر بأحد ولا تذهب ولا تأتي، ليس بالضرورة. يهرعون هذا هو الفعل فيه إسراع وحثّ لكن الاستبشار فيه فقط الفرحة.
المقدم: حتى في الأخبار نقول هُرع إلى مكان الحادث لا نقول هَرَع
د. فاضل: نقول هُرع مبني للمجهول.
المقدم: وإذا كان الفعل صيغته هكذا ماذا يكون ما بعده نائب فاعل؟
د. فاضل: إختلف النحاة في هذا، قسم يقول هي نائب فاعل يعني يجريها على ما يجري عليه هذا الشيء. وقسم يقول هذه هي الصيغة الأصلية فهي فاعل. وأنا يبدو لي أنها نائب فاعل لأنها وردت في اللغة “غُشي عليه” لا يمكن أن تكون فاعل.
المقدم: لا أحد سيغشّي نفسه.
د. فاضل: (عليه) نائب فاعل لأن نائب الفاعل يمكن أن يكون جار ومجرور أما الفاعل لا يكون جار ومجرور.
المقدم: غالباً ما يكون معها فاعل يعني يُهرعون إلى مكان الحادث
د. فاضل: لا، يهرعون الواو واو الجماعة.
المقدم: حتى لو كانت مفرد يكون مستتراً أو ضمير غائب؟
د. فاضل: نقدره حسب الجملة
المقدم: حضرتك تميل إلى أنه نائب فاعل
د. فاضل: لو قلت هو يُعنى بحاجتك سيكون مستتراً، أنا أُعنى بحاجتك سيكون مستتراً
المقدم: حضرتك تميل إلى أنه نائب فاعل طُلِب منه أن يعتني بك
د. فاضل: دُفِع إليه دفعاً وفعله.
المقدم: استطراد جانبي، بعض الإخوة المشاهدين يريد أن يفهم بعض قواعد اللغة العربية وأنا منهم، هل بناء بعض الكلمات على صيغ معينة أو على مباني معينة هذا مقصود في حد ذاته في اللغة أم هي ظاهرة اعتباطية أم نزلت هكذا أم تخضع لقواعد أم ماذا؟
د. فاضل: لو رجعنا إلى كتب الصرف القواعد في الصيغ عندنا مثلاً مصادر الأفعال الرباعية والخماسية والسداسية هذه لها قواعد أما مصادر الأفعال الثلاثية هي سماعية لكن لها ضوابط، تلك قواعد ثابتة يعني أفعل إفعال، فعّل تفعيل، فعلل فعللة أو فعلالاً، هذه موجودة قواعد ثابتة وبعضها سماعية نحفظها كما وردت.
المقدم: إذن هناك قياسي وهناك سماعي
سؤال: البسملة في السور جميعها ليست آية كما يقولون فهل هي آية في سورة الفاتحة أم هي مجرد بسملة كما في باقي السور؟
د. فاضل: هذا أمر اختلف فيه الفقهاء وهذا أولى أن يجيب عنه فقيه. أنا بحسب ما لدي لكن لا يعد جوابي إفتاء لأني لست مفتياً في هذه المسألة. لكن هم يختلفون فيها قسم ذهب إلى أن البسملة آية من الفاتحة وقسم قال هي ليست من الفاتحة. والذي أميل إليه أنها ليست من الفاتحة لأنه في الحديث الصحيح “قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين” لم يقل إذا قال بسم الله لرحمن الرحيم، بدأ بالحمد ولم يبدأ بالبسملة، فبدأ بالحمد، هذا أمر. الأمر الآخر ثبت في الصحيح أنه أحياناً يُسِرّ الرسول r صلى الله عليه وسلم بالبسملة وأحياناً يجهر بها والصحابة هكذا. يعني أحياناً يبدأ بالحمد لله رب العالمين جهراً ويُسرّ البسملة وأحياناً يُظهرها ولو كانت من الفاتحة لكانت على نمط واحد، لماذا يُسرّ؟
المقدم: ما تأخذ رقماً من رقم الآيات؟ وهل الترقيم توقيفي أيضاً؟
د. فاضل:لا، الترقيم لأنهم مختلفين في الايات.
المقدم: حبذا لو بحثنا هذا الأمر
د. فاضل: هذا أمر تبحثه مع أهل علوم القرآن
المقدم: أنت منهم يا دكتور
د. فاضل: لا، أنا رجل في النحو وليس في اللغة
المقدم: حضرتك تميل أنها ليست من الفاتحة بناء على حديث “قسمت الصلاة” وأن الرسول r صلى الله عليه وسلم كان يُسِرّ بها.
د. فاضل: نعم، أنا أميل مع الذين يذهبون أنها ليست من الفاتحة، هذا في نفسي والله أعلم.
المقدم: وبالتالي هذا ينسحب على كل سور القرآن ما عدا براءة إذن هي ليست آية من السور
د. فاضل: إلا في سورة النمل (إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30))
المقدم: أتصور أن هذه آية دون خلاف.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 4/6/2009م:
رجاء من الشارقة: في سورة النحل الآية 70 (وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70)) وفي سورة الحج (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا (5) الحج) أرجو إلقاء الضوء على الموضعين (لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا) و(لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا).
أسامة من الأردن: هل بالإمكان أن تخصصوا برنامجاً للمسات البيانية في الأحاديث النبوية الشريفة؟ ونرجو أن لا يحرمنا الدكتور من وجوده عندنا في الأردن لأن هناك كثيرون يحبونه.
علي من العراق: أنا سمعت أن الدكتور فاضل شاعر فأحببت أن أستفسر عن هذه المعلومة وأريد أن أسمع شيئاً من شعره.
د. فاضل: أنا لست شاعراً أحياناً أقول أبياتاً.
أيُّ سهمٍ يا بلادي تتقين كثُرت فيك نِبال الطامعين
من قريب كان يُرجى عونه أو عدوٍ من ذوي الحقّد الدفين
كلُ شبرٍ فيك جرحٌ غائرٌ فمتى يا نور عيني تبرأين.
دكتورة منى من مصر: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) بدأت بالفعل الماضي إلا في سورتي الجمعة والتغابن بدأت بصيغة الفعل المضارع (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) الجمعة) (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) التغابن) فما دلالة اختلاف صيغة الفعل؟
ما الفرق بين الكذب وكذباً في الآيتين (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ (7) الصف) (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا (21) الأنعام)؟
(يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) الصف) وفي التوبة (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32)) ما اللمسة البيانية في الفرق بين الآيتين.
قاعدة بالنسبة لتقيم الخبرة على العلم لو كانت الآيات في شأن العقيدة فكيف نطبق هذه القاعدة في سورة التغابن (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8)) أليس الإيمان بالله ورسوله من ضمن العقائد؟
في سورة الطلاق نهاية السورة يلفت نظري أن (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)) وعندنا في مصر مقولة أن الطلاق يُهزّ له سبع سموات فهل هذا له علاقة بنهاية الآية؟ وما معنى الآية في السورة؟
(إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (85) القصص) ما العلاقة بين هذه الاية وما قبلها وما بعدها؟
عيسى من السعودية: في سورة البقرة (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258)) (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260)) هل شكك إبراهيم في قدرة الله بعد الآية التي قبلها؟ وهل هناك إرتباط بين الآيتين؟
د. فاضل: هذا ليس شكاً وإنما قال (قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)
في آية (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ (13) المائدة) (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ (41) المائدة) هل هي (من) التبعيضية مثل (يغفر لكم من ذنوبكم)؟
في سورة الكهف (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ (86)) (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ (90)) هل هذه تدل على مكان أو وقت طلوع الشمس وغروبها؟
محمد من أبو ظبي: في سورة الأنبياء الآية 91 (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ (91)) والآية 7 من سورة يوسف (لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ (7)) ما الفرق بين آية وآيات؟
في سورة يوسف الآية 8 و9 (إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (8) اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9)) لماذا ذكر يوسف بالإسم ولم يذكر إسم أخوه مع أنهما كلاهما أحبّ إلى أبيهم؟ ولماذا أرادوا قتل يوسف ولم يفعلوا نفس الشيء مع أخيه؟
الآية 27 في آل عمران (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)) مع الآية 19 في سورة الروم (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19)) ما الفرق بين يخرج وتخرج.
بُثّت الحلقة بتاريخ 4/6/2009م
2009-06-05 14:41:24الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost