لمسات بيانية, لمسات بيانية - حلقات

لمسات بيانية – الحلقة 177

اسلاميات

الحلقة 177

اللمسات البيانية في سورة يس

المقدم: نكمل رحلتنا في سورة يس وكنا توقفنا في اللقاء المنصرم عند قول الله تبارك وتعالى (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)) الملاحظ في هذه الآية هل هناك لبس بخصوص هذه الآية؟

. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. هذه الآية عند قسم من المفسرين القدامى أثار حولها أنها كأن هذا النص فيه بعض اللبس عند بعضهم فحاولوا أن يزيلوا هذا اللبس. قالوا عندما قال ربنا (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ) إذن القمر سابق وقال (وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ) يعني النهار سابق هذا هو الإشكال، كيف هنا الليل سابق والشمس لا ينبغي أن تدركه وهناك النهار سابق والليل لا ينبغي أن يدركه، كيف يكون هذا؟! ربنا سبحانه وتعالى الإشكال زائل بتكملة الآية عند قال (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) زال الإشكال.

المقدم: كيف؟ إذا فهمنا أن الشمس مقياس النهار والقمر مقياس الليل؟

د. فاضل: هو قال (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) إذن كل واحد له فلكه الخاص، ليس هكذا في فلك واحد.

المقدم: ولكنه قال (كل في فلك) فلك واحد وليس في فلكين مثلاً؟

د. فاضل: هو قال (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) إذن كل له فلكه.

المقدم: إذن مضمون (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) يعني كل واحد له فلك

د. فاضل: كل جُرمٍ من أجرام السماء له فلكه الخاص به.

المقدم: عندما نقول كلٌ في قبضته يعني الكل في قبضة واحدة

د. فاضل: لكنه لم يقل كل في الفلك أو في فلك واحد وإنما قال (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)

المقدم: التنكير هنا يفيد العموم

د. فاضل: يعني كل جُرم له فلكه ليس هكذا في فلك واحد أو على استقامة واحدة يسبق أحدهما الآخر ولا يدور الجميع حول بعضهم البعض وإنما (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ). إذن لما كان كلٌ في فلك زال الإشكال. مثلاً لو هناك شخصين أحدهما في أميركا والآخر في الإمارات كل واحد له فلك يدور فيه أيهما يسبق الآخر؟ القضية منتفية من بدايتها لأنها ليسا متساوين. ما بين القمر والشمس أكثر بكثير من المسافة بين هذين الشخصين.

المقدم: ربما يجوز هذا على مدار الأشخاص لأنهم غير مؤثِّرين بالحياة أما الشمس عندما تأتي يكون النهار وعندما يأتي القمر يكون الليل فهذا نشعر به.

د. فاضل: لكن لا يمنع أن يكون كلٌ في فلك لأن النجوم كثيرة وهائلة وكل لها فلك ملايين النجوم لكن كل لها فلك. هناك حقيقة علمية ثابتة وهي أنه في كل لحظة تشرق الشمس على مكان وتغرب في مكان في كل لحظة فالذي تشرق عليه الشمس يكون عليه نهار والذي تغرب منه يكون ليل إذن الشمس أمامها ليل وخلفها ليل أمامها ليل تشرق فيه وخلفها ليل تغرب فيه. وكل ليل أمامه نهار وخلفه نهار إذن من السابق؟ لا أحد. هذه حقيقة علمية.

المقدم: ولهذا في القرآن يقول تعالى (وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) الصافات) المشارق كثيرة ليس مشرق واحد وقال (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) الرحمن) ليس مشرق واحد ومغرب واحد.

د. فاضل: هي مشارق ومغارب، وهذه حقيقة علمية كل لحظة تشرق الشمس في مكان وتغرب في مكان فيكون ليل سابق للنهار ونهار سابق لليل إذن من السابق؟

المقدم: لكن هل الإشكالية كانت أثيرت قديماً أيهما أسبق الليل أم النهار؟

د. فاضل: هم يقولون الليل أسبق هذه عندهم الليل هو الأصل.

المقدم: هل لأنه ربنا قدّمه في القرآن (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) الليل) قدّم الليل أم هي سُنة الكون؟

د. فاضل: لا، هي سُنة الكون، هو قبل خلق الشمس كان ظلاماً، إذن الليل أسبق. قبل خلق الشمس كان ليل، كان ظلام، إذن الليل أسبق لأن الضياء جاء بعد الشمس وقبلها كان ظلاماً.

المقدم: معنى (تدرك) في هذه الاية تلحق به؟

د. فاضل: نعم، تلحق به، تصله، تبلغه.

المقدم: في قوله سبحانه وتعالى (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) من تعني (كُل)؟

د. فاضل: كل يعني كل الأجرام السماوية، لم يقل كل منهما أي كل من الشمس والقمر

المقدم: وهل هذا لغة جائز؟ مناط الحوار أو مدار الحوار حول شيئين الشمس والقمر

د. فاضل: قال يسبحون ولم يقل يسبحان.

المقدم: هذا سؤال آخر لماذا لم يقل (تسبح) بصيغة العقلاء للجمع؟

د. فاضل: هو عندما قال يسبحون إتسع المعنى واصبح يشمل جميع الأجرام، كل جُرم في فلك خاص به، غذن كل الأجرام كل منها يسبح في فلك، إذن (كل) عامة.

المقدم: لم يقل (كل في فلكه)؟

د. فاضل: قال (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) كل منها في فلك.

المقدم: ما معنى فلك؟

د. فاضل: فلك هو استدارة، الفلك هو استدارة السماء، مدار. هذا أمر آخر لأن الحركة دائرية في النجوم تدور حتى في الأرض. الأرض قطعاً مستديرة. يعني إذن هي إشارة إلى أن حركة الأجرام دائرية تدور.

المقدم: لماذا قال يسبحون ولم يقل تسبح مثلاً مع أنه يتحدث تحديداً عن الشمس والقمر وأتى بـ (يسبحون) بصيغة الجمع المذكر؟

د. فاضل: أولاً عندما قال (كل) أفاد العموم مثل (كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93) الأنبياء)

المقدم: لكن يسبحون للعقلاء تحديداً

د. فاضل: يسبحون للعقلاء، إذن الآن عرفنا جمع، يبقى جاء بـ (يسبحون) جاء بضمير العقلاء (الواو) لأن السباحة في الأصل للعاقل الذي يسبح هو العاقل

المقدم: سباحة الماء، هذه استعارة مكنية.

د. فاضل: السباحة للعاقل فإذن هو الآن جعلها كأنها عاقلة تسبح

المقدم: هو حذف وأتى بصفة تدل عليها.

د. فاضل: عندما قال (يسبحون) عندما ذكر السباحة، السباحة في الأصل للعاقل.

المقدم: ماذا يفيد هذا الوصف بالنسبة للشمس أو بالنسبة لكل الأجرام التي يتحدث عنها ربنا تبارك وتعالى؟

د. فاضل: هذه كأنها عاقلة لها أفلاك لا تتعداها إذن الناس في مأمن.

المقدم: كأنها تدرك ما تصنع وما تدور فيه

د. فاضل: يعني هي عاقلة لها فلك خاص ليست هكذا كالإبل الشاردة فإذن هي عاقلة وهذا أمان للناس. ثم فيها إشارة أيضاً إلى أن هذه كلها هي تقدير العزيز العليم إذن لا يتسحق أي منها أن يُعبد، قال (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) يس) إذن كلها مأمورة في فلك لا تتعداه (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ). والفلك يكون مفرداً ويكون جمعاً في اللغة.

——–فاصل———

المقدم: (وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42)) ما مناسبة هذه الآية مع الآية التي قبلها (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ)؟

د. فاضل: هو عندما قال (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) ذكر سباحة الأجرام في الفلك وهنا ذكر سباحة الفُلك بالماء.

المقدم: ما الفرق بين الفُلْك والفَلَك؟

د. فاضل: الفَلَك هو المدار والفُلك هي السفينة. والفُلك تكون مفرد وتكون جمع، فُلك فُلكان فُلك، عندنا بعض المفردات جمعها ومفردها واحد.

المقدم: وما هو جمع فَلَك؟

د. فاضل: أفلاك.

المقدم: هذه لها جمع وهذه ليس لها.

د. فاضل: ناسبت سباحة الأجرام في الفلك وسباحة الفُلك في البحر وجريها فيه.

المقدم: (وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ) ما المقصود بذريتهم؟ هل المقصود سيدنا نوح؟

د. فاضل: اختلف في الذرية من المقصود؟ هل هم الأولاد؟

المقدم: (وَآيَةٌ لَّهُمْ) لمن؟

د. فاضل: لمن يسمع، للبشر، كل البشر، عامة

المقدم: كل البشر عامة ليست للقرون الأولى لما سبق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو لسيدنا محمد ومن معه تحديداً؟

د. فاضل: لا، هي لكل ذي لُب، لكل ذي عقل. إذن قسم يقول الذرية هم الأولاد فهو امتن على الناس بجمل أولادهم أن ذريتهم باقين والناس يدعون لذرياتهم يعني عندما تقول هذا له ذرية أو ستكون له ذرية متسعة هذا من باب الفضل عليهم، كما قال سيدنا إبراهيم (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ (128) البقرة) إشارة إلى أن النسل غير منقطع، هذه الذرية. وقسم يقول هي سفينة نوح تحديداً.

المقدم: الذين حُملوا في الفُلك سيدنا نوح. لكن اللافت للنظر هنا ربنا تبارك وتعالى يقول (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ) هذا الخطاب موجّه لكل البشرية لكن ليس فيه آية لهم كما في هذه الاية، ليس فيه ضمير وعندما تكلم ربنا تبارك وتعالى عن آياته الكريمة حمل الذرية في الفلك المشحون (وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) استخدم ضمير الغائب (لهم) وكأنه يكلم أحداً آخر. ثم ينتقل بالحوار إلى سيدنا نوح مثلاً

د. فاضل: هو قال (وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33)) وقال (وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ (37))

المقدم: الخطاب ما زال مستمراً للبشرية كلها.

د. فاضل: (وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ)

المقدم: إذن (ذريتهم) أولاد سيدنا نوح.

د. فاضل: هذا قسم يقول اولاد سيدنا نوح يعني الذرية هم الأولاد فامتنّ عليهم بأن نسلهم باقٍ وأنهم يركبون في الفلك المشحون الممتلئ بالبضائع ينتفعون به. قسم يقول المقصود بالفُلك سفينة نوح. وقسم يقول كيف يقول سفينة نوح وقال هنا ذريتهم؟ هو حمل الذرية أو حمل سيدنا نوح ومن معه؟ قالوا هو عندما حمل جماعة سيدنا نوح فهؤلاء كانوا في أصلابهم فحملهم. لو هلك أولئك لما كانت الذرية اصلاً وانقطعت.

المقدم: لم يكن على الأرض إلا سيدنا نوح ومن معه؟

د. فاضل: سيدنا نوح ومن معه فقط (وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ (77) الصافات) فإذن هو عندما أولئك فهم في أصلابهم هؤلاء.

المقدم: هل يجوز هذا لغة؟

د. فاضل: يجوز لو هلك أولئك لم يأت هؤلاء.

المقدم: إلى اي الرأيين تميل حضرتك؟

د. فاضل: أميل إلى أن الذرية يعني الأبناء لكن المعنى الآخر ليس فيه إشكال أيضاً وممكن أن يكون.

المقدم: يحتملها السياق

د. فاضل: يحتمل أنه ذكر الذرية وامتن عليهم بالذرية.

المقدم: كان يمكن أن يقال (ذريته) أم أنه يقصد ذرية سيدنا نوح ومن معه كلهم يقصد الجمع؟

د. فاضل: نعم. سنأتي وكثيرين من أولادنا، امتنّ عليهم إلى يوم القيامة.

المقدم: حينما يقول ربنا تبارك وتعالى (ذريتهم) إما أن يقصد سيدنا نوح ومن معه تحديداً أو

د. فاضل: الفُلك بالذات، الفُلك التي تجري الآن إلى قيام الساعة، الفُلك التي تجري إلى قيام الساعة محمّلة بالبضائع. الآن المفسرون بين هذين الأمرين.

المقدم: هو قال (فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) وفي موقف آخر عن سيدنا نوح ولكن في لقطة ثانية مختلفة قال (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11) الحاقة) فهل هنالك فرق واختلاف؟

د. فاضل: هذه تعزز إلى من ذهب أن ذريته هم جماعة سيدنا نوح لأنه لما قال (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ) هو لم يحملنا وإنما حمل أبانا.

المقدم: هذا تحديد.

د. فاضل: هو لم يحملنا وإنما حمل أبانا. إذن هذه مسوغ لمن يذهب إلى أن المقصود بالفُلك هو سفينة نوح لأنه لما قال حملناكم ونحن من الذرية لم نُحمل وإنما حمل آباءنا. ثم هنالك أمر آخر لما قال ربنا (مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) يس) هذه صيحة القيامة معناها الكل، ليس نحن وإنما ذريتنا، (ما ينظرون) يعني الجميع.

المقدم: أن تكون الأمر بهذا الإتساع في المعنى بعدم تحديد دلالة معينة أو غرض محدد هل هذا مقصود بحد ذاته؟

د. فاضل: لا نقول ليس له غرض وإنما له غرض. هو منّ عليهم وعلى ذريتهم بالحمل مرة قال (ذريتهم) ومرة قال (حملناكم). في طغيان المياء (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء) امتنّ عليهم وقال (حملناكم) حتى ينجوا لأنه لو قال حملنا الذرية نجاة الأبناء لا تعني نجاة الآباء لكن نجاة الآباء هو نجاة الأبناء فقال (حملناكم). إذن لما ذكر طغيان الماء قال حملناكم حتى ينجينا ولما لم يذكر طغيان الماء قال (ذريتهم) لم يذكر طغيان الماء وإنما ذكر الفلك المشحون (وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) لما ذكر طغى الماء قال حملناكم حتى ينجو الآباء فإذا نجى الآباء نجى الأبناء عقبهم لكن نجاة الأبناء لا تعني نجاة الآباء. هذا أمر، فإذن هو منّ على الآباء بالنجاة من الغرق ومنّ على الأبناء بالحمل بالانتفاع بالبضائع في الفلك المشحون، الفلك المشحون يعني ممتلئ بالبضائع.

المقدم: معنى الفلك المشحون الممتلئ بالبضائع

د. فاضل: المتتلئ بالبضائع إلى قيام الساعة. إذن منّ على الآباء بالنجاة

المقدم: كيف عرفنا الفلك المشحون يعني الممتلئ إلى قيام الساعة؟

د. فاضل: يعني التجارة.

المقدم: الفُلك يعني السفينة

د. فاضل: الفُلك جمع (حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم (22) يونس) فإذن الفلك جمع. إذن هو امتنّ على الآباء بالنجاة وامتنّ على الأبناء بالانتفاع. تعبير آخر امتنّ على الآباء بدرء المفسدة بعدم الغرق وعلى الأبناء بجلب المنفعة بالفلك المشحون ودرء المفاسد مقدّم على جلب المنافع. على الآباء بدرء المفسدة وعلى الأبناء بجلب المنفعة ودرء المفاسد مقدم على جلب المنافع فامتنّ على الآباء والأبناء. يبقى السؤال لماذا لما ذكر طغيان الماء وصف الفلك بأنها جارية؟

المقدم: لم يقل الفلك وإنما قال (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11) الحاقة) ما معنى الجارية؟

د. فاضل: الجارية التي تجري وهي فُلك لكن وصفها بأنها تجري ولما لم يذكر طغيان الماء قال (مشحون). هو لما يكون طغيان الماء الناس يريدون أن ينجوا بسرعة وإلا كيف ينجون؟ بالجري قال جارية ولم يقل مشحون لأن الشحن سيبطّئ الحركة فلا ينجون لأنها تكون ثقيلة. عند طغيان الماء يريدون النجاة لم يقل مشحون.

المقدم: ولهذا قال (فِي الْجَارِيَةِ) أتى بأهم صفة يحتاجون إليها في هذا الموقف.

د. فاضل: حتى ينجون بسرعة. ولما لم يذكر طغيان الماء وإنما ذكر البضائع قال مشحون.

المقدم: ما وجه الآية في هذه؟ وما وجه المعجزة؟ قد نفهم الآية في الشمس فما وجه الإعجاز في الفلك المشحون؟

د. فاضل: الحمل، هو ليس في الفلك وإنما في حملنا ذريتهم، وفي الحمل في الذي خلق الماء وسخّر لتجري فيه السفن ليس في بناء السفينة ذاتها وإنما هو في الحمل.

المقدم هذا الثقل يمشي في الماء دون أن يغرق. وهذا بالمناسبة شيء يحار فيه العقل كثيراً، كل هذا الحمل يسير يبخر عباب البحر ولا يغرق.

د. فاضل: إذن هذه الآية.

المقدم: وإذا ألقينا قلماً يغرق سبحان الله العظيم!. مرة يقول (وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) القمر) يقصد أيضاً سفينة كل مرة تركيب مختلف ربما يقول قائل لماذا هذا الاختلاف؟ مرة فلك ومرة جارية ومرة ذات ألواح ودسر مع أن المعنى العام أن سيدنا نوح ركب في سفينة والقرآن يستخدم لفظ سفينة؟

د. فاضل: السفينة لم يستخدمها إلا إذا عيّن أصحابها والفُلك عام. (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ (79) الكهف) إذا عيّن أصحابها(فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ (15) العنكبوت) يستخدم سفينة

المقدم: إذا عيّن أصحابها يذكر سفينة

د. فاضل: إذا عيّن أصحابها يذكر سفينة أما الفُلك فمطلقة. ذات ألواح ودسر تعني صناعتها أنها مصنوعة من ألواح ودسر.

المقدم: إذن ليس هناك تناقض بين الفلك والسفينة والجارية وذات ألواح ودسر؟

د. فاضل: ليس هناك تناقض. لكن السؤال لماذا ذكر حمل الذرية في آية يس بالذات (وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ)؟ ما قال حملناهم، لماذا قال ذريتهم هنا ولم يقل حملهم هم؟

المقدم: إذن نميل إلى ما تفضلت به أنهم ذرية نوح يعني نحن

د. فاضل: ما المناسبة أن يذكر حمل الذرية هنا؟

المقدم: سؤال وجيه، لماذا؟

د. فاضل: قبلها قال (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36)) والذرية من الأزواج إذن لما ذكر الأزواج ناسب ذكر الذرية. ولما ذكر صيحة القيامة (مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49)) الصيحة تأخذ الذرية فهذ مناسبة. ثم قال أنه لا يستأصلهم وإنما يبقي ذريتهم. إذن من كل ناحية فيها مناسبة.

المقدم: (وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ (43))

د. فاضل: ليس فقط الذرية وإنما قال (وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42)) يعني من مثل السفينة ما يركبون في البحر أو في البر عموماً وتدخل فيها الدوابّ حتى لا يخص الذرية وحدها (وَخَلَقْنَا لَهُم) يشمل المخاطَبين والحاليين، يشمل الذرية وهؤلاء ومن قبلهم.

المقدم: (مَا يَرْكَبُونَ) (ما) هنا للإطلاق من دوابّ وكل شيء.

د. فاضل: كل شيء. قسم يعترض ويقول كيف خلقنا لهم وهي سفينة؟

المقدم: وقال (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا)

د. فاضل: خلقنا هو سبحانه وتعالى قال (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) الصافات) هو هيّأ لكم هذا الأمر وأعطاكم هذه الفكرة فكأنها خلقة ربنا.

المقدم: قال (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا (37) هود)

د. فاضل: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) يعني هيانا لها وأعطانا القدرة على فعلها وألهمنا صنعها فهي من قدرة الله.

المقدم: من قدرة الله فلا نغتر ونقول نحن فكرنا وصنعنا وإنما نقول هدانا الله إلى هذا.

د. فاضل: الحيوانات لا تصنع هذا الصنع فلماذا نصنع نحن؟ هو هيأنا وأعطانا المقدرة على ذلك وخلق لنا فينا ما نستطيع أن نفعل.

المقدم: لفتة طيبة. (وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ (43)) ما معنى الصريخ؟

د. فاضل: الصريخ المغيث.

المقدم: لماذا لم يقل مغيث واختار الصريخ على المغيث؟

د. فاضل: الصريخ في اللغة له أكثر من معنى. من معناه المغيث ومن معانيه المستغيث الذي يستغيث. المغيث الذي يُغيث والمستغيث الذي يطلب الاستغاثة. والصريخ هو صوت المستصرِخ، صرخة المستغيث. إذن الصريخ لها أكثر من معنى.

المقدم: ما الذي افاده تعدد المعنى هذا؟

د. فاضل: أنه هو المغيث والمستغيث والصراخ. ربنا جمع هذه المعاني كلها في هذا التعبير. لما قال (وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ) يعني لا أحد ينقذهم. المستغيث يعني لا يستغيث لهم أحد، يكون في وحدة وفي وحشة ليس هنالك مغيث ولا مستغيث يستغيث لهم ولا يستطيعون أن يصرخوا يملأ أفواههم الماء ما يستطيعون حتى الصراخ (فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ)

المقدم: هل نفهم (فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ) هم يصرخون أم أحد غيرهم يصرخ لهم لكي ينقذهم؟

د. فاضل: هو جمعها كلها. لو قال لا مغيث تعني فقط لا مغيث.

——–فاصل————-

المقدم: (فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ) ما نفهمه أن أحداً يصرخ لهم لكي يُغاثوا.

د. فاضل: وليس هنالك مغيث يغيثهم ولا أحد يطلب النجدة لهم ويصرخ لهم وهم لا يستطيعون الصراخ لأن الماء يُلجم أفواههم.

المقدم: هم بالأساس لا يستطيعون أن يصرخوا أصلاً

د. فاضل: الماء يلجم أفواههم ويغرقون

المقدم: أيُّ وحشة هذه؟!

د. فاضل: هم في وحشة مرعبة. لاحظ لا مغيث ولا مستغيث ولا يستطيع أن يرفع صوته!

المقدم: هذا في حد ذاته قاتل.

د. فاضل: الصريخ لا بد أن يكون معه صراخ حتى يسمى صريخ.

المقدم: وفي القرآن (وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ (29) الكهف)

د. فاضل: الصريخ لا بد أن يكون صوت مرتفع عالي، المستغيث ليس بالضرورة قد تستغيث ترفع صوتك وقد تذهب إلى فلان وتقول له يا فلان أغثني أنا في ورطة.

المقدم: المستغيث لا يقتضي رفع الصوت أو الصراخ

د. فاضل: ليس بالضرورة. المستغيث قد يرفع صوته وقد يذهب يطلب النجدة والإغاثة من دون رفع الصوت.

المقدم: حتى القرآن استخدم الاثنين عن بعض طبقات جهنم (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا (37) فاطر) (وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ (29) الكهف)

د. فاضل: في هذا وذاك.

المقدم: لكن في يس إستخدم صريخ

د. فاضل: لأنه الذي يغرق لا بد أن يصرخ بصوت عالي فهو لا يستطيع أن يصرخ لا صريخ لهم لا مغيث ولا مستغيث ولا صراخ، يموتون في وحشة مرعبة.

المقدم: إذا كان الأمر هكذا ماذا أفادت (وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ) بعد (فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ) طالما القضية محكومة؟

د. فاضل: (وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ) لا عن طريق الصريخ ولا عن طريق غيره لأن الإنقاذ يكون أحياناً عن غير طريق المنقِذ. يجد خشبة مثلاً أو حبل يتعلق بها

المقدم: يعني شيء لا يحتاج إلى صريخ ولا استغاثة.

د. فاضل: ليس بالضرورة أن يكون مغيث، فهو قطع كل أسباب النجاة حتى لم يقل (ولا منقذ) لأنه قد يكون النجاة عن غير طريق المنقذين، خشبة يجد شيئاً في الماء يأخذه الموج إلى الساحل، أو حبل. هو لو اكتفى بقول (فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ) لم ينفي هذه

المقدم: ممكن أن ينجو بشكل أو بآخر.

د. فاضل: لكن عندما قال (وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ) يعني نفى كل الوسائل.

المقدم: كلها طبعاً بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى إذا شاء الله عز وجل

د. فاضل: (إلا رحمة منا)

المقدم: اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين. لكن بصدق هذه كلمة اعترتني القشعريرة، إختيار عجيب عجيب. حتى الإنسان في وقت الشدة يصرخ يروح عن نفسه يتكلم يعلي صوته

د. فاضل: وهذا لا يستطيع.

المقدم: حتى الصراخ ما يستطيعه! وإذا تصورنا هذا في ظلمة البحر وفي لجة البحر وفي عباب البحر يا لطيف، سلِّم يا رب. حقيقة هي آية لله الفضل والمنّة.

أسئلة المشاهدين خلال حلقة 6/7/2009م:

الدكتور صالح من سوريا: أريد من الدكتور الجليل أن يفسر لنا اللمسات البيانية في الآية 15 من سورة الحج (مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ) على من يعود الضمير في (يَنصُرَهُ) مع العلم أن كثيراً من المفسرين قالوا إنها عائدة إلى الرسول r صلى الله عليه وسلم ولكن غذا قرأنا هذه السورة لا في الصفحة التي قبل هذه الاية ولا التي بعدها فيها ذكر للرسول صلى الله عليه وسلم؟ ثم كيف قال المفسرون أنه يشنق نفسه ثم بعد أن يشنق نفسه ينظر هل يذهبن هذا الكيد والتدبير ما أغاظه؟ كيف ينظر الإنيان بعد أن يُشنق ويموت ثم ينظر فيتفكّر؟ هذه الآية محيّرة.

الأخت سرور من ليبيا:

أحبِب النحو من العلم فقد يُدرِك المرء به أعلى الشرف

إنما النحوي في مجلسه كشهابٍ ثاقب بين

يخرج القرآن من فيه كما تخرج الدرة من بين الصدف

هل يمكن أن نقول أن النحو علم مقدّس ذلك أنه وسيلة لتوضيح مفردات القرآن الكريم؟

في سورة المائدة الآية 46 قوله تعالى (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) قال سبحانه وتعالى (هُدًى وَنُورٌ) بداية ثم قال (وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) بشكل مخصص فما الحكمة في ذلك؟

الأخ محمد من ليبيا: في سورة يس (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (48)) تكررت في القرآن خمس مرات في أكثر من موضع هل لهذا دلالة؟

الأخ أبو محمود من هولندا: نسأل الله أن يبارك فيكم ويجزيكم عنا كل خير وأسأله عز وجل أن يجعله مع صاحب يس وإياكم.

الأخ محمد من السعودية: آخر آية في سورة الفرقان (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)) هل يمكن شرح هذه الاية ولو بشكل مختصر؟

الأخ شريف من السعودية: في حلقات ماضية ورد أمر الاحتباك مثل قوله تعالى (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) النصر) وفي سورة أخرى في سورة نوح قال تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)) هنا ذكر غفاراً وهناك توابا فما الفرق؟

الأخ عكرمة من سوريا: ما الفرق بين اليم والساحل؟

في القرآن الكريم (عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ) لماذا رسمت الألف في كلمة إبن؟

ما كان إسم مكة في الماضي القديم؟

الأخ عبد المجيد من السعودية: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (48) يس) تكررت ست مرات وتكررت مرة سابعة في القرآن بقول (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (28) السجدة) والحقيقة أن فيها دقة في التكرار وأريد أن أعرف من الدكتور جزاه الله خيراً هذه الدقة المتناهية في التكرار لأنها تكررت في الرقم والترتيب (48) وتكررت بنفس الترقيم والترتيب في سورة يونس (وَيَقُولُونَ مَتَى هَـذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (48)) فهل تقع هذه الدقة المتناهية في التكرار والترتيب تدخل تحت ما ذكره الدكتور من قبل الآيات القرآنية أسلوب فني لغوي مقصود؟

في قوله تعالى (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) التكوير) ما هو مفهوم الوحش في التراث الإسلامي وفي اللغة العربية؟ وهل يشمل جميع المخلوقات المتوحشة بما فيهم الإنسان؟ وهل تحشر هذه الوحوش معنا يوم القيامة؟

شرح الدكتور قصة الإسراء ونتمنى أن يشرح لنا الآيات المتعلقة بقصة المعراج خصوصاً وأننا على مقربة من رمضان وحبذا لو يختار الوقت المناسب لتفسير آيات المعراج.

د. نزير من سوريا: سؤال عن سيدنا إبراهيم لدي جار نصراني ينكر ذهاب إبراهيم عليه السلام إلى مكة ويدعي أن الكعبة محض افتراء من المسلمين والعرب وأنها ليس لها أي صلة بالدين ولا بالتوحيد وإنما هي وثنية فأنا أريد كتباً في الموضوع في القريب العاجل.

د. فاضل: في التوراة مذكور أن إبراهيم أسكن إسماعيل في بريّة فاران وفاران هي مكة.

بُثّت الحلقة بتاريخ 6/7/2009م


رابط الحلقة فيديو:

http://www.archive.org/details/lamasat060709

wmv رابط فيديو

http://ia301532.us.archive.org/1/items/lamasat060709/lamasat060709.WMV

mp4رابط فيديو جودة

http://ia301532.us.archive.org/1/items/lamasat060709/lamasat060709_512kb.mp4

mp3رابط صوت

http://ia301532.us.archive.org/1/items/lamasat060709/lamasat060709.mp3

 

روابط أجزاء الحلقة في قسم الفيديو

http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=1694

http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=1693

http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=1691

http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=1692

http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=1690


2009-07-07 08:22:19الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost