الحلقة 178
إجابة على أسئلة المشاهدين
المقدم: ما هي اللمسات البيانية في الآية (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ (171) البقرة)؟
د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. الآية الكريمة (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ (171) البقرة) الكفرة انهماكهم في التقليد وإخلادهم إلى الضلال ولا يلقون أذهانهم إلى ما يقال ولا يتأملون فيما يقال كأنهم كالبهائم لا ينتبه إلى شيء ولا يسمع مخلِد إلى الضلال وإلى عدم الانتباه لا يتأمل فيما يقال له هذا سيكون مثل البهائم التي ينعق عليها يصوّت عليها وهي لا تسمع إلا جرْس النغمة لا تفقه
المقدم: كمثل الذي ينعق يعني ينعق بالذي لا يسمع، وكأن الإنسان ينعق أي ينادي على بهيمة
د. فاضل: كأنه لا يتأمل شيء ولا يسمع إلا شيء تكلمه ولا يفقه شيئاً ولا ينتبه إليه مثله مثل البهيمة التي ينادى عليها
المقدم: نعق بمعنى ماذا؟
د. فاضل: تتابع الصوت للبهائم، تصويت على البهائم للزجر يناديها، هذا النعيق تتابع الصوت.
المقدم: صورة بلاغية مؤثرة. وهو في كفره وغيه لا يستمع إلى صوت الحق أبداً وما يقال.
د. فاضل: لا يتأمل فيما يقال ولا ما يتلى عليه ولا ينتبه إليه ولا الأمر كأنه يعنيه أصلاً، هو كالبهيمة ينعق عليها فهي تسمع جرس النغمة لكن لا تفقه.
المقدم: إذا قلنا أقسام الصورة الذين كفروا ومثل الذي ينعق وكأن هنالك إنسان ينعق على بهمية مثلاً، هذا مثله مثل البهيمة أم مثل الإنسان الذي ينعق؟
د. فاضل: الذي لا يسمع مثل البهيمة التي يُنعق عليها ولا تفهم.
سؤال: ما معنى تقياً في آية سورة مريم (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18))؟
د. فاضل: يعني إن كان يرجى منك خير أو تتقي الله فإن أعوذ بالرحمن منك، يعني إن كنت متقياً، إن كنت تتقي الله، إن كنت تخاف الله، تحفل بالاستعاذة فأنا عائذة به، إن كنت متقياً إن كنت تخشاه إن كنت ترعاه إن كنت تحتفل بالإستعاذة إن كنت خاشياً لله فأنا استعيذ به.
المقدم: (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ) أي ألجأ إلى الله سبحانه وتعالى، هي خافت
د. فاضل: خافت لا تعلم ماذا تفعل.
المقدم: أليست من التقوى؟
د. فاضل: هي من التقوى، إن كنت تخشاه، إن كنت تحتفل بالاستعاذة، إن كان يرجى منك تقوى، إن كان يرجى منك خير أنا أستعيذ بالرحمن.
سؤال: (بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) القيامة) ما اللمسة البيانية في الآية؟ وما دلالة (بصيرة)؟
د. فاضل: البصيرة هي الحُجّة لكن أحياناً في اللغة يؤنث بقصد المبالغة (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) الهمزة) همزة لمزة مؤنث والذي مذكر. في اللغة نقول رجل علامة ورجل عارفة ورجل داهية وداعية التأنيث قد يكون للمبالغة فالإنسان على نفسه بصيرة يعني هو مبالغ البصر في معرفة نفسه هو يعلم نفسه أبصر واحد بنفسه هو نفسه ولو ألقى معاذيره يقول ما يقول ولكن هو يعلم دخيلة نفسه
المقدم: البصيرة تعود على الإنسان ولا تعود على النفس
د. فاضل: على الإنسان
المقدم: خارج القرآن بصير لكن لضرورة بلاغية قال بصيرة
د. فاضل: للمبالغة
المقدم: أنا أتصور أنها تعود على نفسه (عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ)
د. فاضل: هو بصير شديد الإبصار لنفسه شديد المعرفة مبالغ في ذلك مثلما تقول رجل علامة رجل عارفة رجل داهية، رجل حجة. البصيرة تأتي مع الحجة هو حجة على نفسه، البصيرة تأتي مع الحجة فعلاً هو حجة على نفسه
المقدم: ألا تأتي البصيرة مع البصر لكنها معنوية؟
د. فاضل: ممكن يحتمل السياق، هو يبصر نفسه ويعلمها.
سؤال: نعرف أن الخبر ثلاثة أنواع الخبر الابتدائي والخبر الطلبي والخبر الإنكاري والخبر الإنكاري يؤكد بمؤكدين وأكثر وفي القرآن قوله تعالى (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) القصص) هذه الآية فيها مؤكدين فهل كان الرسول rr منكراً حتى أُكِّد له بمؤكدين (إنك) و(لكن)؟
د. فاضل: الآية لتسليته الرسول r صلى الله عليه وسلم كان حريصاً على هداية قومه أشد الحرص لكن لم ينجح في ذلك أن هداهم كلهم فهي من باب التسلية هي من باب تأكيد التسلية لا من تأكيد الإنكار يسليه حتى يرفع عنه ما في نفسه من الضيق هكذا كان يضيق وكان حريصاً عليهم حتى ربنا سبحانه وتعالى قال (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) الكهف) فهو شديد التألم على قومه يريد أن يهديهم فيقول له إنك لا تهدي من أحببت يسليه لا من باب الإنكار وإنما من توكيد التسلية (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) أنت تبذل طاقتك واترك الخلق للخالق، أنت بلِّغ هو من باب تأكيد التسلية لأنه هو كان حريص أشد الحرص على هدايتهم، كان يتألم، باخع نفسه يعني يقتل نفسه
المقدم: ما معنى باخع؟
د. فاضل: قاتل نفسه، يهلك نفسه ولذلك يحتاج إلى تسلية لأن هذه العاطفة الشديدة وما في نفسه يحتاج إلى تسلية ويحتاج إلى تأكيد تسلية على قدر ما في نفسه من البرم بهؤلاء ورغبته الشديدة بهم، على هذا القدر يتأكد.
المقدم: لا لأن النبي عليه الصلاة والسلام يحتاج لتأكيد من رب العزة على أنه لن يهدي من أحب المصطفى عليه الصلاة والسلام؟ ليس لهذا الغرض؟
د. فاضل: لا، أنت تسلي الشخص على مقدار ما في نفسه من الأذى فإذا كان الأذى خفيفاً وإذا كان الأذى شديداً تؤكد عليه هذا الأمر فبقدر ما في نفسه، باخع نفسه فيحتاج إلى توكيد تسلية.
سؤال: في الآية (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ (255) البقرة) هل الكرسي هنا بمعنى العلم؟
د. فاضل: يأتي في اللغة بمعنى العلم وإن كان الكرسي ذكرت فيه أمور لا نريد أن نخوض فيها، كرسي الله أعلم به
المقدم: ما الفرق بين الكرسي والعرش؟ أيهما فوق الآخر؟
د. فاضل: العرش أعظم من الكرسي.
المقدم: هل العرش الذي يجلس عليه؟
د. فاضل: الكرسي هو أقل من العرش
المقدم: يجلس على كرسي الملك، كرسي السلطنة هذا هو العرش
د. فاضل: الكرسي تقوله لأي واحد لكن لا تقول العرش لي واحد، الذي نجلس عليه هو كرسي أما العرش للملوك وما إلى ذلك.
المقدم: قد يتعاور معنى العرش مع معنى الكرسي مثلاً؟
د. فاضل: يعني لما هو أعلى من كرسي
المقدم: إذا كان وسع كرسيه
د. فاضل: فما بالك بالعرش؟!
المقدم: لكن اللغة تحتمل أنه بمعنى العلم؟
د. فاضل: مجازاً وأنا أميل إلى أنه إذا ورد في الآثار الصحيحة فأنا أقف عندها. ما ورد عن الرسول r صلى الله عليه وسلم فيها في آثار صحيحة أنا أقف ولا أتأول ولا أذهب أكثر من ذلك وأقف عند ذلك.
المقدم: ما جاء حسّي كرسي؟
د. فاضل: الله أعلم بما يليق بذاته
المقدم: سبحانه وتعالى لا تمثيل ولا تشبيه والعياذ بالله. لكن كيف نفهمها علم أو كرسي؟
د. فاضل: هو علم وكرسي. علمه وسع غيب السموات والأرض والله أعلم بعرشه.
——–فاصل———
المقدم: وسع كرسيه نود أن نفهمها حق الفهم
د. فاضل: والله لا أدرين هل أنت مكلف بمعرفة هذا؟
المقدم: لا
د. فاضل: إشغل نفسك بما أنت مكلّف به. ربنا يسألك عن هذا الشيء يوم القيامة ما هذا الكرسي؟ أو يسألك عما كلفك به؟
المقدم: يسالني عما كلفني به
د. فاضل: إذن إشتغل بما كلفك به وهذه اتركها لله سبحانه وتعالى هو أعلم بها. نخشى أن نخوض في أمر ثم يسألنا عنه ربنا ونحن في غنى عن هذا الشيء. وقد نذكر أموراً في الصفات نخالف فيها بحسب علمنا القليل وربنا يمكن أن يسألنا، نقف عند ما قال ربنا ونشتعل بما نحن مكلفون به، يسألنا عنها لماذا فعلت ولماذا لم تفعل.
المقدم: أحسنت والله، بارك الله فيك يا دكتور تعلمنا منك درساً جميلاً الليلة نشغل أنفسنا بما نحن مكلفون به.
سؤال: (وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ (32) يوسف) ما اللمسة البيانية في كلمة (استعصم)؟
د. فاضل: المبالغة في الامتناع والتحفظ، يعني اعتصم لكن فيها أكثر مبالغة اعتصم واستعصم مثل قر وأستقر
المقدم: ما الفرق؟
د. فاضل: هي مبالغة في الاستقرار
المقدم: أليست الألف والسين والتاء تدل على طلب الشيء؟
د. فاضل: أحياناً وقد تأتي للمبالغة، لها معاني الصيرورة وغيرها إستأسد أصبح أسداً وتأتي للمبالغة فاستعصم أي بالغ في الاعتصام وحفظ نفسه مثل أمسك واستمسك (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى (22) لقمان) بالغ في الإمساك وهذا بالغ في حفظ نفسه والامتناع
المقدم: هذه شهادة منها بأنه بالغ بحفظ نفسه، هذا كلام امرأة العزيز.
سؤال: يوسف u لما عبّر رؤيا صاحبي السجن (وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا (42) يوسف) على أنه أوتي تأويل الحديث قال (ظن) فماذا تفيد هذه العبارة؟
د. فاضل: الظن قد يأتي بمعنى اليقين من حيث اللغة. الظن درجات قد يكون هناك هاجس في النفس وقد يقوى ويقوى ويقوى حتى يكون يقيناً (إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ (20) الحاقة) (قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ (249) البقرة) الظن هو درجات يصل إلى اليقين لكن يقين علم ما لم يبصر لا يقال ظننت الحائط مبنياً. اليقين علم ما لا يُبصر بمعنى غير مرئي (إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ) هل كان يشك؟ وقسم يقول الظن بمعناه لأن تأويل الرؤى هو من باب الظن الغالب، قسم يقول من باب الاجتهاد لأن تأويل الرؤى من باب الاجتهاد
المقدم: هو أوّل بأنه سيخرج
د. فاضل: أصلاً قالوا تأويل الرؤى ظني لا قطعي ليس من العلوم القطعية عندما تأول رؤيا فأنت تأوّلها بحسب اجتهادك
المقدم: لكن قال (قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ (41) يوسف)
د. فاضل: هذا ما ذهب إليه، هذا ما رآه فمن ذهب إلى أنه بمعنى العلم تحتمله اللغة بمعنى العلم، والذي يذهب إلى أنه من باب الظن يعني عدم العلم تحتمله اللغة لأن تأويل الرؤى أصلاً ليس قطعياً
المقدم: حتى لو من نبي؟
د. فاضل: هل كان نبياً آنذاك؟
المقدم: لا لم يكلَّف
د. فاضل: اللغة تحتمل
المقدم: تحتمل هذا وذاك
د. فاضل: تحتمل،
المقدم: لكن ما نتعلمه أن الظن ياتي بمعنى اليقين
د. فاضل: نعم.
المقدم: هل هناك قرائن أم السياق هو الذي يحدد؟
د. فاضل: لا، لا شك السياق يحدد وموجود في اللغة قبل القرآن “فقلت ظنوا بألفي مدجج” رفع السلاح وهددهم لكن هو عنده ألفي مدجج.
سؤال: في سورة الأعراف (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82)) وفي سورة النمل (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56)) نلاحظ نفس الجواب إلا أنه في سورة الأعراف استعمل حرف الواو وفي النمل حرف الفاء فما اللمسة البيانية في هذا الاختلاف؟
د. فاضل: الفاء تدل على الترتيب والتعقيب (فما) معناه أنه رأساً جاوبه لكن السؤال لماذا؟
المقدم: الواو لا تدل على التعقيب؟
د. فاضل: ليست بالضرورة
المقدم: تدل على مطلق العطف. لا ترتيب ولا تعقيب لكن الفاء ضرورة للترتيب والتعقيب
د. فاضل: نعم. الواو لمطلق الجمع. هذا الحكم الفاء تدل على الترتيب والتعقيب والواو ليست بالضرورة وإنما تدل على مطلق الجمع قد يكون للتراخي.
المقدم: عندما أقول دخل محمد وعلي
د. فاضل: قد يكون علي دخل قبل محمد أو بينهما فترة طويلة وممكن معاً وممكن بعده، مطلق الجمع.
المقدم: دخل محمد فعلي؟
د. فاضل: يعني على إثره
المقدم: بحرف تتغير الدلالة.
د. فاضل: طبعاً. نقرأ الآيتين في السياقين حتى يتضح لماذا الاختيار: الآيات الأخرى (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ (81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) الأعراف) الثانية (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) النمل) فالرد (فما كان) كان أسرع عندما أكمل قالوا أخرجوا آل لوط أما الآية الثانية فليس فيها هذه الدلالة. أسأل سؤالاً قبل أن نبدأ متى يرد الإنسان على آخر إذا كان أغضبه فيرد عليه أو إذا كان الكلام فيه متسع؟
المقدم: في حالة الإغضاب والتقريع والتوبيخ يرد بسرعة طبعاً
د. فاضل: ننظر في الايات لنرى اي التقريعين أشد والإنكارين أشد. قال في الأعراف (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ) وفي النمل (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ) أشد تدل على التوبيخ والإنكار. في الأعراف (مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ) وفي النمل (أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ) يعني ينظر بعضكم إلى بعض ولا يستحي أحد من أحد؟ هذه أقوى. في الأعراف (بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ) وفي النمل (بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ) أيها الأشد أن تقول لواحد أنت مسرف أو أنت جاهل؟
المقدم: جاهل
د. فاضل: فعندما قال تجهلون فردوا عليه مباشرة (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ) هذه الأشياء والإنكار (أئنكم، تبصرون، تجهلون) أصلاً لا يمكن وضعها إحداها مكان الأخرى بلاغياً.
المقدم: هنالك ارتفاع في درجة حرارة الحوار بين سيدنا لوط وقومه
د. فاضل: زيادة تقريع وإنكار فصار سرعة الرد هذا منطقي.
المقدم: قالوا (إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) يعني شهدوا له أنه طاهر
سؤال: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) الأحزاب) ما دلالة الترتيب في الآية؟ وهل هناك لمسة بيانية تربط بين الصفات؟
د. فاضل: هو بدأ بالمسلمين والمسلمات لأن الأعمال التي ذكرها بعدها لا تقبل إلا بشرط الإسلام، إذن بدأ بما هو شرط وكل الأعمال الأخرى لا تقبل
المقدم: لم يبدأ بالمؤمنين والمؤمنات
د. فاضل: بدأ بالإسلام وهو الذي يعصم الدم، الإيمان قد لا تعرفه قد يكون منافقاً لكن الإسلام يعصم الدم فبدأ به. كل الصفات الأخرى أصحاب الديانات ممكن أن تدعي أنها تفعلها. دع المسلمين، كل أصحاب الديانات قد يقولون نحن مؤمنين، نحن صابرين إلا الإسلام مجرد أن يدخل الإسلام يقول أشهد أن لا إله إلا الله. كل أصحاب الديانات يمكن أن تدعي أنها تفعل هذه الصفات هذا لا يمكن المسلم دخل في دين الإسلام. إذن بدأ بهذا الإسلام الذي يعصم الدم ويحفظ الفروج والبقية الأخرى تأتي بعده. ثم جاء بالإيمان (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) الإيمان باطن وهو صفة أيضاً لكنه أمر باطني. نلاحظ أنه انتهى بالذكر (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ) لأن هذا يشمل جميع العبادات يعني كل العبادات ما ذكر من الصفات إن لم يكن معها ذكر لله غير مقبولة. كل ما ذكره يحتاج لذكر الله فإن لم يكن معها ذكر لله لا تُقبل فإذن هو يشمل كل هذا بالنسبة لكل ما ذكر ينبغي أن يكون هناك ذكر لله. فإذن هذا هو الذي يحفظها كلها يجعلها طاعة أو غير طاعة.
المقدم: هل (كثيراً) شرط (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ)؟
د. فاضل: أن يذكره في كل أمر حتى تكون نية، حتى تكون عبادة. كل عمل تنوي به وجه الله سيكون عبادة حتى لو كان أمراً عادياً فإذن هذا ذكر الله والنية الصادقة يحولك الأعمال العادية إلى عبادات
المقدم: بمجرد استحضار النية
د. فاضل: ولذلك هو جعلها في الخاتمة لأن كل الأعمال التي قبلها تحتاج إلى هذا الذكر. نلاحظ أمراً آخر لو نظرنا في الآية قبل المتصدقين والمتصدقات (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ) هذه الصفات كلها مطلوبة من جميع المسلمين بلا استثناء.
المقدم: الإيمان والقنوت والصدق والصبر والخشوع
د. فاضل: كل هذا مطلوب من جميع المسلمين أما المتصدقين فلا قد يكون واحد لا يملك، والصائمين لا فقد يكون واحد عنده عذر، أما تلك ليس فيها عذر. ولذلك نلاحظ الصفات تلك كلها مطلوبة من جميع المسلمين بلا استثناء. والحافظين فروجهم متعلقة بالصائمين لأن الصائم عليه أن يحفظ فرجه فإن لم يحفظ فرجه فليس صائماً.
المقدم: فمن الطبيعي أن تأتي بعدها
د. فاضل: هذا الترتيب هو الأمثل بدأ بالمسلمين هو الذي يعصم الدم ولا تقبل الأعمال كلها إلا بالإسلام وما بعدها كلها يدعيه أصحاب الديانات إلا الإسلام
المقدم: هل تقديم جمع المذكر على المؤنث فيه دلالة محددة؟
د. فاضل: العرب هكذا أولاً تخاطب المذكر وتعني الإناث،أساساً في اللغة يغلِّب المذكر حتى في المخاطبة لو خاطب الإناث تقول إناث ولو خاطب الذكور لا.
المقدم: لا تخاطب الإناث وتقصد الرجال من باب التغليب
د. فاضل: لا، التغليب الذكور وليس الإناث لما يقول مؤمنين يشملهم حتى لو لم يذكرهم.
المقدم: وإذا قال المؤمنات؟ تحديداً يقصد المؤمنات.
د. فاضل: ولذلك قال تعالى (وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) التحريم) ما قال من القانتات التغليب للمذكر أظن هذه الاية بعض النساء قلن لماذا لم يذكرنا ربنا سبحانه وتعالى؟ فأنزل هذه الاية يذكرهم لأنه يذكر المسلمين ويعني معهم المسلمات
المقدم: جرياً على نهج اللغة العربية.
د. فاضل: طبعاً، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ (183) البقرة) لم يقل كتب عليكن الصيام، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم (254) البقرة) هل يعني ما تنفق النساء إذا عندهن زكاة؟! لكن ما يقول انفقن ما يتعلق بالنساء يُفرده
المقدم: تكلّم نساء النبي صلى الله عليه وسلم لِمَ لم يكلمنا فأنزل الله تعالى هذه الآية
د. فاضل: فأنزل هذه الآية.
المقدم: أراح الله النساء جميعاً وأراحنا معهن بإذن الله تعالى.
سؤال: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) الأحزاب) (يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (16) المائدة) متى يستعمل (بإذنه) ومتى لا يستعملها؟
د. فاضل: الاية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ (43)) هو الذي يصلي عليكم، من هو؟ الله سبحانه وتعالى (وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) هو الذي يصلي فما يحتاج إلى (بإذنه). بإذنه قد تأتي بمعنى توفيقه أو تيسيره أو بطلبه، نلاحظ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43))) ما قال بإذنه، (هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (9) الحديد) ليس فيها بإذنه. أحياناً لما لم يذكر ربنا سبحانه وتعالى يقول بإذنه (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (16) المائدة) قال بإذنه، قد تكون بمعنى توفيقه وتيسيره فيأتي بإذنه حتى مع ربنا سبحانه وتعالى (وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ (32) فاطر).
سؤال: السمة الغالبية في سورة الأحزاب ذكر النبي r بالنبي وذكر الرسول r في السور التي ذكر فيها أذى الكفار للرسول r فما السبب؟
د. فاضل: في سورة الأحزاب ذكر الرسول r أكثر من النبي (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ (21)) (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ (40)) (يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66)) (هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ (22) الأحزاب) لكن ربنا ينادي أحياناً بـيا أيها النبي وأحياناً يا أيها الرسول r. يا أيها الرسول r نداء فيه للتبليغ لأن الرسول r مهمته التبليغ يا أيها النبي عامة. كل نداء في القرآن بـيا أيها الرسول r فيها تبليغ (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ (67) المائدة) (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ (41) المائدة) بلّغهم. النبي عامة (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ (65) الأنفال) (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ (73) التوبة) (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلً (28) الأحزاب) هذا أمر خاص،
المقدم: قال لأزواجه ونساء وبنات المؤمنات أيضاً تبيلغ
د. فاضل: فيه تبليغ. يا أيها النبي عامة (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ (64) الأنفال) (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ (1) التحريم)
المقدم: إنما يا أيها الرسول r تحديداً خاصة بالتبليغ
د. فاضل: النبي عامة (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ (1) التحريم) هذا أمر خاص.
المقدم: ما الفرق بين النبي والرسول r؟
د. فاضل: النبي أعم. كل رسول نبي وليس كل نبي رسول.
المقدم: النبي أعم وليس له رسالة
د. فاضل: ليس بالضرورة النبي عامة قد يكون رسولاً وقد لا يكون يعقوب ليس رسولاً، إسحق ليس رسولاً.
المقدم: يعني الرسول r أخص من النبي
د. فاضل: كل رسول نبي لكن ليس كل نبي رسول.
——–فاصل———
سؤال: في سورة الأحزاب (يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)) (وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31)) ما دلالة تذكير وتأنيث الأفعال في الآيات (يقنت، تعمل، يأتي)؟
د. فاضل: أثير هذا السؤال عدة مرات بينا أنه (من) (ما) التعبير العربي والقرآني أنه يبدأ بمراعاة اللفظ ثم بمراعاة المعنى. (من) مفرد مذكر و(ما)، يراعى هذا ثم يبين المعنى بعد ذلك (وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا) أول مرة يبدأ بمراعاة اللفظ وهو الإفراد والتذكير (من) و (ما)
المقدم: ما معنى يراعي معنى لفظ (من)؟ هو يخاطب جمع مؤنث
د. فاضل: مفرد مذكر، (من) مفرد مذكر فيبدأ بهذا (من) و (ما) يراعي معنى لفظ (من) و(ما) ثم يبين المعنى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) البقرة) يقول مفرد مذكر، وما هم جمع، أولاً يراعى اللفظ ثم فيما بعد يبين المعنى (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ (49) التوبة) يبدأ بالمفرد المذكر ثم يبين المعنى يوضحه بعدها (يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ) (وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا)
المقدم: هذا جرياً على سنن العربية. لماذا يأتي التعبير بهذا الشكل لم لم يأتي من أيسر طريق ويقل ومن تقنت منكن، فلِمَ هذا الاختلاف في الصيغ والتعبيرات؟ لماذا لا يقول بشكل صريح مباشر يقول من تقنت؟
د. فاضل: هو لا يخرج عن هذا الأمر إلا بأمر بلاغي. ربنا قال (وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ (43) يونس) بحسب القاعدة وقبلها قال (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ (42) يونس) ما قال من يستمع، لماذا؟ إذا كنت في مسجد أيُّ الأكثر المستمعين أو الناظرين للمتكلم؟
المقدم: المستمعون أكثر
د. فاضل: إذن بدأ (يستمعون) من ينظر أقل، هذه سنن العربية والقرآن يراعيها لا يخرج عنه إلا لأمر بلاغي.
المقدم: إذن هذا الخروج فيه حكمة ومقصود لذاته.
د. فاضل: لا بد.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 9/7/2009م:
عبد الرحمن من دبي: لدي سؤالان من سورة الأعراف أود أن أعرف اللمسة البيانية في الآية (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)) لم يذكر هنا من فوقهم؟
في الاية 38 من سورة الأعراف (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ) ما دلالة اللام في (لأُولاَهُمْ)؟ ثم بعد ذلك يتحول الخطاب مباشرة لرب العالمين؟ فما اللمسة البيانية في هذه الاية؟ وما تفسير اللام؟
عبد الحميد من ليبيا: نطلب صندوق بريد لمراسلتكم.
سؤالي في سورة يس (وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20)) من هو هذا الشخص إذا ورد في كتب التاريخ ؟ ومن هم المرسلين؟
حذيفة من العراق: في سورة مريم الآية 14 و15 (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15)) وعندما يتكلم عن عيسى علي السلام في الاية 32 و33 (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)) نفس التعليمات لكن هناك اختلاف مع يحيى قال عصيا ومع عيسى قال شقيا وما الفرق بين سلام والسلام؟
تهامي من ليبيا: في سورة آل عمران (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا (30)) وفي سورة الكهف (ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) الكهف) ما الفرق بين الأمد والمدى؟
أم سيف من القاهرة: اسمح لي أن أقدم كلمة للدكتور:
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة
اللهم بارك لنا في السامرائي ولمساته البيانية
لقد خطف العقول والقلوب بتوضيحاته القرآنية
هل لنا من فضائية لكي نستزيد من هذه الشفافية
وسنتعلق برقاب أصحاب الفضائيات الواهية
وسندعو عليهم أن يزج بهم في الهاوية
وسندعو لك يا سامرائي أن يطيل لنا في عمرك الباقية
نريد المزيد والمزيد لقد ضممتنا للقرآن ضمة حانية
وهل بعد آيات القرآن من آيات شافية
لحظة أن تطل علينا فإذا بقلوبنا تصعد إلى السماء فلا هي لاغية ولا لاهية
بل هي إلى ربها مشتاقة راضية
طمعاً في الجنات العاليه
هل من فضائية للسامرائي حتى نصنع بإذن الله دولة خطّابية أو حتى أيوبية
والله لك منا ألف دعوة وسلام وللمساتك البيانية
وهذا نداء إلى أهل العلم والجود والكرم
إلى سمو الأمير القاسمي
لقد وضعتمونا في ميزان حسناتكم
فهلا أكملتم المسيرة حتى يفسح الطريق للإنتصارات الآتية
ولن يتحقق هذا إلا بفهمنا للقرآن فهماً واعياً
نريد أن نضغط على زر التلفاز في أي لحظة نجد السامرائي يصدح بلمساته البيانية
سورة الأنعام الآية 83 و84 85 و86 و87 يوجد بها ترتيب معين للأنبياء والرسل فهل من لمسة بيانية لهذا الترتيب؟
غازي من السعودية: كم معنى لكلمة يوم؟
د. فاضل: يوم لها استعمالان في أصل اللغة إما ما يقابل الليل (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا (7) الحاقة) بما يقابل الليل وهو النهار ويأتي بمعنى عموم الليل والنهار يعني 24 ساعة.
عزيز من العراق: (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً (46) آل عمران) هل كهلاً يعني شيخاً؟
د. فاضل: هي دون الشيخ. الكهل هو قبل الشيخوخة بعد الشباب عند الأربعين أو قبيل الأربعين وسيدنا المسيح لم يبلغ الشيخوخة هو رُفع ولم يكن شيخاً وإنما هو كهل وقالوا كان في الثلاثة والثلاثين هذه بداية الكهولة. الشيخ أكبر يبدأ من الستين. الكهل الأشهر هو عند الأربعين وقبلها وبعدها كلها كهولة ما لم يبلغ درجة الشيخوخة. الكهولة بعدها مباشرة فترة الشيخوخة.
عبد الرزاق من الكويت: نزل في القرآن الكريم (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (46) الكهف) أيهما أهمّ المال أو البنون؟ الواو واو عطف معطوفة على المال فهل البنون أهم أو المال؟
ورد في القرآن الكريم يعملون ويفعلون ويصنعون فما الفرق بينها؟
ما معنى الآية (وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا (52) النحل)؟
بُثّت الحلقة بتاريخ 9/7/2009م
2009-07-09 20:48:44الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost