الحلقة 190
اللمسات البيانية في سورة يس
المقدم: نكمل رحلتنا في سورة يس نتعلم مما علمكم الله سبحانه وتعالى ومتلمسين اللمسات البيانية في سورة يس. وكنا وقفنا في اللقاء المنصرم عند قوله تعالى (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55)) بداية هل يصح لغوياً أن نقول فكهين؟
د. فاضل: يصح.
المقدم: إذن لم لم يأتي بها هنا؟
د. فاضل: على الحال.
المقدم: لم لم تأت هنا (فكهين)؟
د. فاضل: لو قال فاكهين سيصير هذا التفكه عند الشغل،
المقدم: يعني لو كانت فكهين
د. فاضل: تكون مقيّدة، حالة كونهم في الشغل، في غير الشغل لم يذكر شيئاً قد يكون فكهين وقد يكونوا غير فكهين
المقدم: كيف نفهم هذا؟ إذا كانت حال يعني حالة كونهم في الشغل
د. فاضل: قيد لعاملهم، قيّد
المقدم: يقيدهم بهذه الحالة فقط
د. فاضل: طبعاً، أقبل أخوك مسرعاً يعني مسرعٌ عند الإقبال.
المقدم: لكن ليس ديدنه أن يكون مسرعاً
د. فاضل: ليس بالضرورة
المقدم: ليست صفة.
د. فاضل: لا، بينما فاكهون مطلقة. لو قلنا على سبيل المثال: أخوك في الدار مقرئاً، وأخوك في الدار مقرئٌ. (مقرئاً) حال، مقرئٌ خبر أو (في الدار) متعلق بمقرئ. لما أقول أخوك في الدار مقرئاً يعني هو الآن مقرئ في الدار
المقدم: حالة كونه في الدار. وخارج الدار ليس بالضرورة أن يكون مقرئاً
د. فاضل: أخوك في الدار مقرئٌ قد تكون مطلقة وقد تكون ليس الآن إذا أراد أن يقرئ يقرئ في الدار.
المقدم: هي تشمل داخل وخارج الدار. هنا في الآية (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ) ماذا نعرب فاكهون؟
د. فاضل: أحد أمرين إما نعربها خبر ثاني يعني (في شغل) خبر أول و(فاكهون) خبر ثاني وإما أن نقول (في شغل) متعلق بفاكهون وفاكهون هي الخبر.
المقدم: من منطلق أن الخبر هو الحكم على المبتدأ فهل تصلح (في شغل) أن تكون حكماً على أصحاب الجنة؟
د. فاضل: هم الآن في شغل.
المقدم: إذن اختيار فاكهون لأنها أوسع وأعمّ، غير الحال.
د. فاضل: الحال قيد عام.
المقدم: (لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ (57)) في هذه الآية لم يكرر (فيها) لكن في سورة فصلت قال تعالى (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31)) هنا كرر (فيها) فما دلالة تكرار فيها في آية فصلت وعدم التكرار في آية يس؟
د. فاضل: أنت باغتني في السؤال الأول فلم نبدأ بالتسمية فأقول: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. في يس قال (لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ (57)) وفي فصّلت قال (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ). يس في أصحاب الجنة (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ) يتكلم عن أصحاب الجنة، هذه ليست في أصحاب الجنة وإنما عند النزع (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30)) لم يدخلوا الجنة بعد، لا يزالون في مرحلة النزع (وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31)). أولاً فرق في المقام والسياق، في يس فيمن كان الجنة وفي فصلت فيمن في الدنيا عند النزع. ثم قال (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ) أي إن الأمرين في الجنة.
المقدم: ولو قال “ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم ما تدعون”؟
د. فاضل: لم يدخلوا الجنة، قد يكون الآن، قد يكون بعد النزع. بينما أولئك في الجنة لهم فيها فاكهة ولهم ما يدّعون في الجنة
المقدم: لا يحتاج إلى أن يكرر في الجنة لأنهم موجودون بالفعل في الجنة.
د. فاضل: هناك لا، قد يكون قبل الجنة.
المقدم: هنا قال (لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ) حدد الشيء الذي لهم في الجنة وفي فصلت قال (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ) بدون تحديد فلماذا التقييد في يس والإطلاق في فصلت؟
د. فاضل: أيّ الأعلى؟
المقدم: ما تشتهي الأنفس
د. فاضل: من هؤلاء الذين قال فيهم (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ)؟ هم (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) هذا صنف من أصحاب الجنة وصنف عالي وأصحاب الجنة ليسوا كلهم من هذا الصنف، قد يكونوا دخلوا لأن ربنا تفضل عليهم فأدخلهم الجنة، ربما لم يفعلوا خيراً إلا بعض المعتقد، ربما أنعم عليهم بدخولهم الجنة، ليسوا كلهم من هذه الشاكلة، هذه درجة عالية. ربنا تعالى يقول للرسول (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ (112) هود) وهنا قال (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا)
المقدم: على الطريقة التي أرادها الله سبحانه وتعالى.
د. فاضل: في الأوامر وفي النواهي عما نهى الله عنه هذا معنى استقاموا. إذن هم أعلى من قسم من أصحاب الجنة،
المقدم: ينمازوا عليهم
د. فاضل: قسم منهم ربنا تفضّل عليهم بدخول الجنة، يمكن أنهم لم يعملوا كثير أعمال فتفضل عليهم بدخول الجنة.
المقدم: هو سبحانه متفضل على الجميع. هؤلاء ألزموا أنفسهم بما أراده الله سبحانه وتعالى.
د. فاضل: قد يكونوا ليسوا من هؤلاء في الطاعات
المقدم: هناك اختلاف بينهم
د. فاضل: فلما كان هؤلاء أفضل من قسم غير قليل من أصحاب الجنة سيكون الأجر أعلى قال (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ)، هناك قال (لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ) أما هنا ما تشتهيه النفس سواء طلبوه بألسنتهم أو لم يطلبوه بمجرد أن يمر في خاطرهم شيء يأتيهم وإن لم يذكروه وإن لم يطلبوه
المقدم: هم يتساويان فيما يدّعون؟
د. فاضل: لا، في الموطنين ذكر (ما يدّعون). (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ)
المقدم: أصحاب فصّلت ذكر ما تشتهي أنفسهم
د. فاضل: في مقابل (لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ) تحديداً.
المقدم: في يس حدد الفاكهة وفي فصلت أطلق اشتهاء الأنفس
د. فاضل: (ما تدعون) في الحالتين موجودة، ما تدعون يعني ما تطلبون. في فصلت ليس فقط ما يطلبون وإانما ما تشتهي أنفسهم وإن لم يطلبوه. لأن الإنسان أحياناً يشتهي شيئاً ولا يطلبه
المقدم: ما معنى تدّعون؟
د. فاضل: تطلبون
المقدم: ادّعى يعني يطلب.
د. فاضل: إدّعي عليّ ما شئت يعني أُطلب.
المقدم: ألا يتساويان؟ أصحاب يس لهم ما يدّعون وأصحاب فصلت لهم ما يدّعون؟
د. فاضل: لهم ما تشتهي أنفسهم وما يدّعون
المقدم: ما تشتهي أنفسهم بدون طلب
د. فاضل: بدون طلب بمجرد أن تشتهي أنفسهم شيئاً يأتيهم
المقدم: لكن يقابلها في يس (لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ)
د. فاضل: فاكهة هذه أقل.
المقدم: إذن الدرجة في الجنة بحسب العمل لكلٍ منزلته.
د. فاضل: طبعاً، تتقاسمونها بأعمالكم. تدخلونها برحمة الله وتتقاسمونها بأعمالكم. الدخول برحمة الله والتقاسم بالعمل.
المقدم: اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى
د. فاضل: اللهم آمين.
المقدم: (سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ (58)) ما معناها؟ ولماذا لم يقل سلام عليكم؟
د. فاضل: السلام يأتي أحياناً بمعنى التحية والأمان وأحياناً يأتي بمعنى الخالص لا شوب فيه. العرب تقول سلام يعني خالص لك لا شوب فيه. (سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ) يعني ما ذكره الآن لهم خالص لا شوب فيه. وقد يكون بمعنى التحية، يحتمل الأمرين. والمقصود المعنيين، لو قال سلامٌ عليكم سيحدد معنى التحية فقط أما سلامٌ وحدها فتعني الأمرين.
المقدم: ما موقع (قولاً) في الإعراب؟
د. فاضل: مفعول مطلق والفعل محذوف سلامٌ يقوله قولاً. لو قال عليكم ستحدد بالتحية فقط، سلامٌ عليكم.
المقدم: ما هي سلامٌ قولاً لو كان صافياً لهم، ما لهم في الجنة مثلا؟!
د. فاضل: ما لهم في الجنة يأتيهم الشيء خالص أحياناً الشيء يمزج بشيء وفيه شيء أقل من شيء، لا، هذا خالص لا شوب فيه إذا كان شراباً لا شوب فيه، إذا كانت فاكهة ليس فيها بعضها أدنى من بعض، لهم خالص. سيجمع معنيين وهذا من باب التوسع في المعنى لو قال سلامٌ عليكم لقيّد، الملائكة تقول (وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ (73) الزمر) هذه مقيّدة أما هذه (سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ) فهي من رب رحيم مطلقة.
المقدم: سلام من الملائكة مقيّدة ومن رب الملائكة مطلقة! في فصلت في قوله تبارك وتعالى (نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ) في يس قال (سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ) وفي فصلت نُزل، وهنا رب رحيم وهنا غفور رحيم، فلماذا الاختلاف بين الايتين؟
د. فاضل: ما هو النُزُل أولاً؟ النزل هو ما يقدّم للضيف عند الدخول من طعام وتهيئة مكان.
المقدم: أليست مكان السكن؟
د. فاضل: ليس مطلقاً وإنما للضيف تحديداً،
المقدم: ليس لصاحب المكان
د. فاضل: لا، أول ما يأتي الضيف تستقبله بالنُزُل ولذلك لما قال تعالى (إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102) الكهف) إشارة إلى أن هناك ما هو أعظم من جهنم في العذاب
المقدم: وكأنه مكان ضيافة فقط
د. فاضل: أولاً فيها سخرية منهم لأن نُزُل للضيف فجهنم نُزل فما وراء هذه الضيافة؟!
المقدم: ما وراء هذه الضيافة؟ يمكن فهموا على أنها ضيافة وسيخرجون منها؟ ضيافة سريعة ثم ينطلوقن إلى الجنة؟!
د. فاضل: لا، هم مخلدون فيها. فقالوا هنالك من العذاب ما هو أعظم من جهنم. النُزُل هو ما يعد للضيف من طعام وتهيئة مكان، هذا النُزُل، هؤلاء ليسوا في الجنة بعد وإنما في النزع، أصحاب فصّلت ما زالوا في الدنيا فهذا نُزُل أما أولئك ففي الجنة فقال (سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ).
المقدم: هذا نُزُل معدّ لهم في انتظارهم.
د. فاضل: هذا نُزل أما سلام لهم ففي الجنة (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ).
المقدم: هنا رب رحيم وهنا غفور رحيم
د. فاضل: أهل الجنة يحتاجون إلى مغفرة؟ هم في الجنة، دخلوا الجنة ماذا يفعلون بالمغفرة؟ هم في الجنة. المغفرة مرحلة قبلها. هؤلاء لا يزالون الآن ينتظرون الحساب والخوف والسيئات ويطلبون من الله المغفرة ويخافون، يحتاجون إلى مغفرة.
المقدم: إذن لا تشابه ولا تكرار في القرآن أبداً وكل كلمة عاشقة لمكانها في النص القرآني.
د. فاضل: لا يمكن. الحساب انتهى في أهل الجنة لا هناك مغفرة ولا شيء، أما هؤلاء لا يزالون سيخرجون من الدنيا وما يأتيهم من القبر والحساب فيحتاجون المغفرة، لا يمكننا أن نضع واحدة مكان الأخرى.
المقدم: حتى لو قال في خارج القرآن “نزلاً من رب رحيم” لن تكون بنفس قوة التعبير هذه وكأن غفور تعبر عن موقف الحساب بالفعل وأنهم سيحتاجون إلى غفران الله ورحمته.
د. فاضل: أما أولئك الرب يرعاهم ويتولى أمرهم في الجنة. في الجنة يحتاجون إلى من يرعاهم ويرحمهم لأن الرحمة دائمة هم في مستقر الرحمة (فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) آل عمران) فالرحيم موجودة في الحالتين، والرب لأهل الجنة والغفور هؤلاء يحتاجون له.
المقدم: من خلال قراءتك عندما نذهب إلى الجنة هل سنفنى، سنعيش فترة معينة أم سنظل خالدين فيها؟
د. فاضل: قال (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) الخلود ليس لفترة زمنية محددة، قال أبداً.
المقدم: لن نموت ويؤتى بخلق جديد؟
د. فاضل: في الحديث الصحيح أنه يؤتى بالموت على هيئة كبش أملح فينادى يا أهل الجنة فيشرئبون فيسالهم ما هذا؟ قالوا هذا الموت الذي وكل بنا وكلٌ قد عرفه، سيرونه على هيئة كبش أملح. ثم ينادي يا أهل النار فيشرئبون فيسالهم ما هذا؟ قالوا هذا الموت الذي وُكّل بنا، فيُذبح الموت فيقول يا أهل الجنة خلود ولا موت ويا أهل النار خلود ولا موت.
المقدم: الله أكبر! إذن الموضوع خطير (ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (13) الأعلى) لا يموت فيستريح ولا يحيا حياة طيبة هذا في النار والجنة أيضاً لا موت في الجنة.
د. فاضل: هذا في النار (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ (77) الزخرف)
المقدم: من خلال اتصالك بالعربية وتتبعط للقرآن منذ ما يقرب على الأربعين عاماً هل من يدخل النار يخرج منها؟
د. فاضل: قسم من المسلمين الموحدين يعاقبون ويعذبون بحسب أعمالهم ثم يخرجون والرسول r يخبرنا عن آخر واحد يخرج من النار.
المقدم: قسم من المسلمين الموحدين فقط وليس كل المسلمين؟ لو قسناها من الناحية اللغوية مسالة الخلود في النار هل سيخرجون منها مرة ثانية؟
د. فاضل: هذه مسألة خلافية بين أهل العلم هل سيخرجون منها؟ قسم يقول يخرجون منها وقسم الذي عليه الأكثرون أنهم خالدين مخلّدين فيها أبداً. خالدين فيها قد تحتمل البقاء الطويل لكن أبداً تقطع.
المقدم: ما معنى أبداً في اللغة؟
د. فاضل: الدوام والاستمرار.
المقدم: إذن غير محددة بفترة زمنية؟! حتى (لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) النبأ) أحقاباً معروفة طويلة لكنها محدودة.
د. فاضل: ليس بالضرورة.
المقدم: إذن لنقرأ القرآن والكل يقرأ القرآن ويعلم أن أبداً هذه تأتي مع من؟ هنا لا خوف.
المقدم: في الاية الكريمة (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55)) هل فيها شيء إضافي؟
د. فاضل: قد يكون فيها دقائق. ربنا ذكر أن أصحاب الجنة في شغل يعني أبعد عنهم الملل الحاصل من الفراغ. أحياناً الفراغ يكون مملاً جداً يبرم الإنسان به إذن قال (فِي شُغُلٍ) يعني أبعد عن الملل من الفراغ ثم ليعلم أن هذا الشغل ليس من الشغل المضني المزعج لأن الشغل قد يكون مزعج ومضني فقال (فَاكِهُونَ) يعني متنعمون.
المقدم: فاكهون وصف للشغل الذي يقومون به؟.
د. فاضل: هم فاكهون يعني متنعمون بهذا الشغل متمتعون، إذن هو أبعد الملل من الفراغ والضيق من الشغل، (فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ) أبعد الفراغ عنهم والملل لأن الفراغ قاتل ممل، قال (في شغل) إذن أبعد عنه الفراغ. والشغل قد يكون مضنياً فقال (فاكهون). ثم أبعد عنهم وحشة الوحدة قال (هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ) لأن الوحدة مملة والإنسان يحتاج إلى الصحبة. ثم ذكر أمرين للأزواج أولاً أزواجهم نساؤهم وأزواجهم قرناؤهم (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) الصافات) يعني قرناؤهم.
المقدم: الأفصح أن نقول أنت وزوجك وليس زوجتك
د. فاضل: نعم، قسم يخطئ كلمة زوجة وقسم يقول هي أضعف.
المقدم: الأفصح زوج، يقول أتيت وزوجي. للذكر والأنثى يقال أنا زوج وهي زوج
د. فاضل: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ (1) المجادلة)
المقدم: بمعنى البعل
د. فاضل: لكن هناك فرق بين زوج وبعل، هذا سؤال نشرحه فيما بعد. إذن أبعد عنهم وحشة الوحدة والملل من الوحدة وذكرنا أكثر من مرة أن القرآن لا يقول في أهل الجنة خالداً فيها أبداً بينما في النار يقول خالداً وخالدين
المقدم: إذن الوحدة طريقة من طرق العذاب في نار جهنم. تضاف إلى الطرائق الموجودة داخل النار.
د. فاضل: وليس هذا فقط بل ذكر حسن المكان وجماله قال (فِي ظِلَالٍ) هي ظلال متنوعة ليست فقط أشجار هناك أمور أخرى وليست ظل من نوع واحد،
المقدم: التنكير هنا (ظلال) يشمل أنواع كثيرة ليس ظل شجرة؟
د. فاضل: والجمع أيضاً، تنكير وجمع الظلال. ثم ذكر بهجة المكان ونعيمه فيه أسباب الراحة قال (عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ) أرائك جمع أريكة، سرير الجلوس. وإذا كان شيئاً آخر فالله سبحانه وتعالى أعلم. ثم ذكر أيضاً بهجة المكان أهنأ الجلسات قال (مُتَّكِؤُونَ) أرائك ومتكئون.
المقدم: الإتكاء الاضطجاع أفضل من الجلوس؟
د. فاضل: فيها رفاهية أكثر. ثم ذكر من الطعام ما يدل على سعة العيش وهي الفاكهة (لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ). وذكر (وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ) حتى لا يقال لعله فقط فاكهة، قال لا (وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ) ذكر أمراً آخر.
المقدم: هل نفهم أن الفاكهة تنماز عن غيرها من باقي أصناف الطعام في القرآن الكريم، عن اللحم مثلاً؟
د. فاضل: الله تعالى يذكر أحياناً اللحم والفاكهة
المقدم: إذن الفاكهة بنص القرآن فيها فوائد طيبة للإنسان، ليس أنها مجرد موجودة بالفعل، هنا لهم فيها فاكهة إذن هي تنماز عن غيرها من باقي الأصناف.
د. فاضل: بالتأكيد. ثم ذكر الأمن والسلام العام. (سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ) لأن الخوف من تغير أو من شيء مما ينغص قال (سلام) ليس فيها ما ينغِّص وليس فيها انقطاع، ليس فيها تخوف من تغير وتحول. ثم أطلق السلام ولم يقيده بشيء. ثم أبعد عنهم المجرمين في قوله (وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59)) امتاز يعني انفردوا.
المقدم: امتاز بمعنى تميز
د. فاضل: لا، بمعنى تفرّد.
المقدم: ماز يميز يعني فرد وفرّق
د. فاضل: (لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ (37) الأنفال)
المقدم: يميز يبعد وامتازوا انفصلوا
د. فاضل: مكان ليس فيه مجرمين لأن المكان إذا كان فيه مجرمين لا يهنأوا فيه
المقدم: لماذا لم يقل لأصحاب الجنة وامتازوا؟ يعني يبعد أصحاب الجنة عنهم؟
د. فاضل: هو لما قال ربنا في آيات (يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43) الروم) يتفرقون أصحاب الجنة وأصحاب النار.
المقدم: إذن هو يبعد عنهم كل ما يؤذيهم
د. فاضل: ثم قال (مِن رَّبٍّ) متولي أمرهم يرعاهم ويكلؤهم ويعطيهم النعم وقال (رَّحِيمٍ) للحاجة إلى الرحمة ليس فقط من رب. سعادة في المكان والخلان وتحقق الأماني والآمال ورعاية الرحيم الرحمن، اللهم اجعلنا والسامعين منهم.
——-فاصل———-
المقدم: (وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ) ما معنى امتازوا؟
د. فاضل: يعني انفردوا عن المؤمنين كلٌ على حدة. ربنا تعالى قال (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14) الروم) (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43) الروم) بمعنى يتفرقون. (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28) يونس) أبعدنا بعضهم عن بعض.
المقدم: ما دلالة ارتباط هذه الآية بما قبلها؟
د. فاضل: السلام يكون عند خلو المكان من المجرمين، إذا كان فيه مجرمين فليس هناك سلام، إذن هو أبعدهم فسيعم السلام، إبعاد المجرمين إذن سيعم السلام في الجنة. ثم (وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ) ما معناها؟ قسم يذهب إلى أنها انفردوا بعضكم عن بعض حتى يكون لكل واحد منهم بين لا يُرى ولا يرى فيه أحد، لكل واحد، هو أول مرة قال يتحاجون في النار هذا أول مدخل، أول ما يكون امتياز بين أهل النار وأهل الجنة. ثم يدخل أهل النار في مكانهم ويتحاجون (أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا) ثم كل واحد من أهل النار يكون له بيت لا يرى فيه أحداً ولا يُرى فيه، منفرداً وحده، هذا عذاب بالوحدة إضافة إلى عذاب جهنم، قسم يذهب إلى هذا.
المقدم: هم لن يروا بعضهم بعضاً؟
د. فاضل: هذا في أول دخولهم النار يتحاجون ويلعن بعضهم بعضاً (قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ (60) ص) ثم يجعل كل واحد في سجن انفرادي في زنزانة خاصة يعني يعذب بالنار وبالوحدة نسأل الله العافية.
المقدم: أخفتنا يا دكتور. ما معنى المجرم؟
د. فاضل: لا شك أن المقصود هنا الكافر وليس الإجرام العام هو الكفر والزيادة في الكفر أنه يُجرم في حق الآخرين (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (41) الرحمن)
المقدم: لكن هنالك مندوحة لمن يوحّد
د. فاضل: في الأحاديث أنه من قال لا إله إلا الله أن الله سبحانه وتعالى سيرحمه.
المقدم: رب ارحمنا جميعاً. في قوله تعالى (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60)) ما معنى (ألم أعهد)؟
د. فاضل: بمعنى أوصي كما يقول المفسرون.
المقدم: لماذا لم يقل أوصي؟
د. فاضل: هنالك اختلاف بين العهد والوصية. العهد يكون أقوى من الوصية.
المقدم: والقرآن يستخدم أيضاً وصية.
د. فاضل: يختلف. هناك اختلاف بين العهد والوصية. الفرق بين العاهد والذي يوصي أن العاهد صاحب الشأن يعهد إليك أما الوصي ليس بالضرورة فقد يكون صديقك يقول لك أوصيك بكذا، أوصيك بفلان خيراً، قد يكون من باب النصح والإرشاد لصاحبه. العاهد لا، العاهد هو صاحب العهدة معناه أن العهد أقوى من الوصية.
المقدم: العاهد صاحب العهدة
د. فاضل: ولذلك في كل القرآن لم يسند العهد إلا لله تعالى وحده (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) البقرة) (الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا (183) آل عمران). أما الوصية (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ (132) البقرة) (مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ (12) النساء) (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ (131) النساء)
المقدم: وقال تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ (8) العنكبوت) (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ (11) النساء)؟
د. فاضل: وصّى عامة تستعمل لله نفسه ويستعملها للإنسان البشر
المقدم: لغة تكون من مالك الشيء أو ممن لا يملكه أما العهد فلا يكون إلا من مالك الشيء فقط
د. فاضل: لما أقول أعهد إليك أمر فلان يعني أنزعه من عهدتي إلى عهدتك
المقدم: من أين جاء اللغويون بهذه المعاني وهذه الفروق اللغوية بين كلمات تنطوي تحت حقل دلالي واحد؟
د. فاضل: لو ترجع إلى سياقات وحتى أحياناً في أصحاب المعجمات تجد أن العهد معناه الموثق واليمين يحلف بها الرجل فمعناها فيه قوة.
المقدم: عندما نقول في اللغة وعهد الله، هل هذا فيه موثق؟
د. فاضل: هذه فيها معنى اليمين والموثق يعني فيها قوة. لو بحثنا في المعجم نستمر في قراءة المعنى اللغوي سنجد فيها أشياء.
المقدم: ومنها كلمة معاهدة وعاهد
د. فاضل: في القرآن لا يستعمل العهد إلا مسنداً لله سبحانه وتعالى، أما الوصية فلا.
المقدم: هل لهذا نفهم أن الله سبحانه وتعالى يسند العهد هنا إلى نفسه ولم يبنه على ما لم يسمى فاعله أو لمجهول أو يسنده الرسل لماذا؟
د. فاضل: لم يقل ألم يعهد إليكم فيكون العهد مجهول أو حتى لم يقل ألم يعهد إليكم رسله إشارة إلى قوة العهد ربنا هو الذي عهد (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) الذاريات) هذا العهد الذي ذكره هو الغاية التي خلق الثقلان من أجلها (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61) يس)
المقدم: هذا هو العهد وصية شديدة
د. فاضل: فهذه هي الغاية التي خلق لأجلها الجن والإنس فإذن لم يقل رسلي ولم يُعهد فلا يقال لا نعلم من هو العاهد، هو ربنا سبحانه وتعالى هو الذي عهد إلينا.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 28/8/2009م:
معن من فلسطين: في سورة هود (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)) ما معنى الآيتين؟ هل هناك سماء وأرض يوم القيامة؟
د. فاضل: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) إبراهيم) تبدل السماء والأرض، ما نعلم كيف ستكون لكنه قال أنها ستبدل. الأرض ستبدل والسموات وستبدل. وحتى الجنة سماها أرض (وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) الزمر) يعني مكان الأرض.
المقدم: هل تكون الجنة على الأرض أو في السماء؟
د. فاضل: الجنة في السماء.
المقدم: ليست كجنة آدم. ما الذي سيكون على الأرض وقتها؟ لسنا مكلفين بهذا! والإنسان يشغل باله بأشياء! سئل ابن عباس عن الآية قال كقول الشاعر
ما الأهل بالأهل الذين عرفتهم وما الدار بالدار التي كنت أعلم
هناك أرض وهناك سماء لكن غير هذه الكيفية.
سامر من أبو ظبي: ما هو الربط بين الايات الثلاثة (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33) الرحمن) السلطان هنا سلطان القوة والعلم بما معناه أن الإنسان يمكن أن يخرج إلى الفضاء بالعلم، والاية (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ (78) النساء) البروج المشيدة هي هذه المحطات الفضائية التي ستبنى في السماء والاية (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ (19) الإنشقاق) هل هذا الترابط في الآيات تشير إلى أن الإنسان سيغزو الفضاء؟
عمر من الصين: التكرار في القرآن هل هو معنوي أو لفظي مثل (وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ) مكررة أكثر من أربع مرات فما دلالة التكرار؟ وتكرار عند ذكر الأنبياء (يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا) فهل يمكن توضيح دلالة التكرار؟
عبد المحسن من الكويت: الآية (إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ) (إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ) ما الفرق بين الانفطار والانشقاق؟
ما دلالة الآية (وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215) البقرة) فلماذا لم يقل كان به عليما؟ بمعنى أن الله تعالى يعلم أعمال العباد والأمور قبل حدوثها فلم يستخدم (كان).
المقدم: إستخدام الأفعال الناقصة تدل على أن الله سبحانه وتعالى كان يعلم الشيء قبل هذا؟ حتى في قوله تعالى (كان الله غفوراً رحيما)
د. فاضل: أحياناً حسب هذه الأمر يتعلق بالمقام والسياق. أحياناً ربنا يريد أن يذكر أنه يعلم الأمر من السابق (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) البقرة) وأحياناً السياق الذي هو فيه هو الذي يحدد الماضي المقصوج به أو المقصود الآن؟
المقدم: حينما يستخدم (كان) مع ذات الله؟
د. فاضل: النحاة يقولون من معاني كان أنها تأتي بمعنى كان ولم يزل هذه كان الاستمرارية أو يقال هذا كونه سبحانه وتعالى. (كان) فعل ماضي ناقص لأنه لما نقول ماضي ليس بالضرورة أنه كان وانتهى، (لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ (8) هود) هذا مستقبل. “لست مسافراً غداً” هذا مستقبل، هذا له أسباب نحوية نؤجلها لحلقة قادمة إن شاء الله.
عبد الغفور من السعودية: النساء (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ (23)) أخواتكم من الرضاعة هل إذا شخص واحد رضع أو تصير كل العائلة داخلة في الحكم أو فقط للأفراد الذين رضعوا؟
د. فاضل: هذا سؤال للفتاوى،
المقدم: هذا سؤال فقهي نحيله على برنامج وتواصوا بالحق يوم الجمعة لأن الأمر متعلق بحكم فقهي وبرنامجنا هذا برنامج لغوي وليس برنامج أحكام فقهية.
بُثّت الحلقة بتاريخ 28/9/2009م
avi جودة عالية
http://ia311041.us.archive.org/2/items/lamasat280909/lamsat280909.AVI
mp4 جودة عالية
ملف صوت mp3
http://ia311041.us.archive.org/2/items/lamasat280909/lamsat2809.mp3
برنامج لمسات بيانية للدكتور السمرائي الحلقة 190 الجزء 2
برنامج لمسات بيانية للدكتور السمرائي الحلقة 190 الجزء 3
2009-09-29 08:23:23الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost