الحلقة 207
إجابة على أسئلة المشاهدين
المقدم: (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ (97) الإسراء) بينما في مواطن أخرى وردت (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ (18) البقرة) فما دلالة الاختلاف في الترتيب في آية سورة الإسراء؟
د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. أحياناً يختلف التقديم والتأخير بحسب السياق، في آية البقرة قال (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ (18)) قدّم الصم وفي الإسراء قال (عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا) قدّم العُمي.
المقدم: البُكم متوسطة في كلتا الآيتين
د. فاضل: نعم، وإن كانت في مكان آخر متقدمة. سبب التقديم والتأخير، آية البقرة قوله تعالى (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ (18)) قدّم الصم. ماذا قال في سياق آية البقرة لما تكلم عن هؤلاء؟ قال (خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ (7)) قدّم السمع على البصر وهنا قدّم السمع على البصر في الآية (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ) هذا هو السياق وهو مناسب. في سورة الإسراء نقرأ الآية ثم نضعها في سياقها، آية الإسراء قوله تعالى (وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97)) الأصل في الهداية هداية الطريق وهذه في القرآن مستعملة كثيراً قال (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) الفاتحة)
المقدم: أي الطريق.
د. فاضل: (وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا (12) إبراهيم) (عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ (22) القصص) (وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً (168) النساء) (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (161) الأنعام) (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) الشورى) هذا أصل الهداية. وكذلك الضلال القرآن يستعملها (قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ (77) المائدة) (فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ (1) الممتحنة) (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ (7) القلم) (لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ (30) إبراهيم) (أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17) الفرقان) (وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ (44) النساء) (فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) الأحزاب) (وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (88) النساء) (فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعْونَ سَبِيلاً (48) الإسراء) إذن الأصل في الهداية والضلال هداية الطريق أو ضلال الطريق، الأعمى كيف يهتدي إلى الطريق؟
المقدم: ما يهتدي.
د. فاضل: فإذن لما ذكر الهداية والضلال ذكر ما هو أبعد عن الهداية وهو العُمي قال (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا) يحشرهم على وجوههم لا يستطيعون أن يهتدوا للطريق، وعمياً هذا أكثر، إذن هذا أبعد شيء عن هداية الطريق وهم أولى بالضلال. هذا أمر، بعد هذه الآية في الإسراء قال (أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ (99)) فكما عموا عن خلق السموات والأرض فلم يروها عموا في الآخرة.
المقدم: وقُدّم العمى على ما بعده. (يروا) هنا بمعنى يبصروا أو يعلموا؟
د. فاضل: كلها، أحياناً يستعمل (أولم يهد لهم) هنا استعمل (أولم يروا) وإن ذكر ما يدخل به العلم لكن أيضاً مؤدّاه النظر. نلاحظ أيضاً في مسألة السياق، سياق آية الإسراء إلى أن يصل إلى هذه الاية ذكر أموراً تتعلق بالنظر والرؤية قال (وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا (91)) كيف يعرفونها؟ إلا بالمشاهدة. (أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً (92))
المقدم: كلها مقترنة بالمشاهدة.
د. فاضل: ليس هذا فقط (أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ (93)) كيف تقرأ الكتاب؟
المقدم: بالعين
د. فاضل: واللسان. فقال (عُمْيًا وَبُكْمًا)
المقدم: البُكم ما هو؟
د. فاضل: الذي لا ينطق
المقدم: والصُمّ؟
د. فاضل: الذي لا يسمع. الآن القرآءة أنسب شيء هو النظر وينطق الكلمة، ما المناسب لعدمها؟ العمى والبكم فقدّم وقال (عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا)
المقدم: إذن هنالك ترتيب معين في البيان اللغة أو البلاغة ترتيب معين للكلمات داخل السياق وليس مجرد نظم كلمات بعضها بجوار بعض
د. فاضل: بالتأكيد. حتى في آية البقرة قال (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ) لم يذكر (واو) وفي آية الإسراء قال (عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا). (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ) هم جماعة واحدة
المقدم: يعني جماعة واحدة صم وبكم وعمي. و(عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا) الواو هنا للعطف؟
د. فاضل: ليس بالضرورة،
المقدم: يعني جماعة صم وجماعة بكم وجماعة عمي؟
د. فاضل: ممكن، قال تعالى (قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) طه) إذن هو يتكلم ويسمع. إذن آية سورة البقرة يتكلم كلاماً كله عن المنافقين
المقدم: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً (17) البقرة) يتكلم عن فئة معينة.
د. فاضل: بينما هؤلاء في آية الإسراء تكلم عنهم في آية واحدة فقط بينما في سورة البقرة ذكر آيات.
المقدم: مجرد وجود الواو كحرف عطف يغيّر الدلالة وينقلها إلى معنى آخر؟
د. فاضل: يغيّر الدلالة. تقول هؤلاء شعراء كُتّاب فقهاء، هم جماعة واحدة. هؤلاء شعراء وكُتّاب وفقهاء تحتمل أنهم أكثر من جماعة.
المقدم: لكن في اللغة إذا قلنا خارج القرآن هو شاعر كاتب أديب أو هو شاعر وكاتب وأديب
د. فاضل: قلت (هو) دخلت القرينة
المقدم: إذن حددنا قرينة سياقية. ربما إذا قلنا هو شاعر وكاتب وأديب نفهم أنهم ثلاثة مثلاً؟
د. فاضل: هكذا في الأصل، إحتمال ثلاثة. أحياناً يقدّم الصم، قال تعالى في آية أخرى (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ (36) الأنعام) ثم قال (وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ (39) الأنعام) لأنه قال (إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ) إذن هؤلاء لم يسمعوا فقال في الآخرة أنهم صُمّ لأنهم لم يسمعوا. إنما يستجيب الذين يسمعون والذين لا يسمعون هم صُمّ.
المقدم: هل لنا أن نقول أن القرآن الكريم يحاول التركيز على البلاغة والبيان فقط؟ العبرة بماذا؟ هل هو متعمد أن يُظهر الجانب البياني والبلاغي؟
د. فاضل: هو كل تعبير قرآني مقصود، كل كلمة كل حرف كل تقديم كل تأخير كله مقصود من الناحية البيانية والبلاغية لكن هو هو كله بلاغة؟ لا، لا شك هو تعليمات وأمور ونواهي وعقيدة وما إلى ذلك لكن صاغها بأسلوب معجز، الصياغة بأسلوب معجز
المقدم: وكأنه يراعي الجانب البياني والبلاغي
د. فاضل: طبعاً.
المقدم: وهنا كان التحدي؟ هل التحدي في النظم أم في الكلام؟
د. فاضل: أكثر المفسرين يقولون أن التحدي في النظم.
سؤال: ولهذا نظم بعض الكلمات ربما تكون متقاربة في نظمها فهل تكون مختلفة في المعنى مثلاً عندما يستخدم ربنا تبارك وتعالى كلمة اسطاعوا واستطاعوا في سورة الكهف (فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) الكهف)؟ فما الفرق بين الاثنين؟
د. فاضل: هذه أكثر من مرة أجيب على هذا السؤال. هذا في اللغة من باب التخفيف لكن القرآن له غرض من هذا الحذف. وكل حذف له غرض فيما يجوز وما يصح. يحذف إذا كان الحذف أخفّ، هو ذكر أمرين في قصة ذي القرنين قال (فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ) يظهروه يعني يصعدوا عليه على ظهره (وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا) أيُّ الأصعب؟
المقدم: النقب
د. فاضل: قال استطاعوا لأنه يحتاج إلى وقت أطول فجاء بالفعل أطول، يحتاج إلى عمل أكثر. العمل الخفيف خفف من الفعل وحذف منه والعمل الذي يحتاج إلى طول ومشقة بناه على طبيعته.
المقدم: لكن أصل الفعل في اللغة ماذا؟
د. فاضل: إستطاع.
المقدم: هل الحذف والتخفيف هذا له قواعد وضوابط أم لكل أن يحذف ويخفف؟
د. فاضل: لا، قسم منه مسموح وقسم منه لمن شاء. الفعل الماضي إذا كان أوله تاء في الأصل مثل تجافى، تجافيت عن هذا، توليت عن هذا، فلان تولى عن هذا إذا جعلناه فعلاً مضارعاً بالتاء (تتجافى) لك أن تحذف إحدى التاءين للتخفيف
سؤال: هذا خيار. هل هذا الخيار موجود في القرآن أم هو لغرض مقصود؟
د. فاضل: لغرض مقصود قطعاً.
المقدم: في سورة الضحى قال تعالى (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) الضحى) ما قال وما قلاك مع أنه قال قبلها (ما ودعك) حذف الضمير
د. فاضل: هذه تختلف. إذا كان الجواب عن (وما قلى) هذا يختلف عما أثرته أولاً. الحذف كثير لكن هذا حذف آخر، هذا حذف المفعول به. يبقى السؤال لماذا حذف؟ هذا أمر آخر. (ما ودعك) الوداع بين المتحابين
المقدم:
ودّع هريرة إن الركب مرتحل وهل تطيق وداعاً أيها الرجل
د. فاضل:
ودّعته وبودّي لو يودعني صفو الحياة وإني لا أودّعه
التوديع بين المتحابين أما القِلى من البغض ويكون بين المتباغضين. ربنا سبحانه وتعالى قال (ما ودعك) هذه صفة المحبة، ربنا سبحانه وتعالى يحب رسوله ما قال له (وما قلاك) لئلا يناله القِلى. حتى نحن في كلامنا لما نُكرم واحد تقول بلغني أنك شتمتني لا يقول أنا ما شتمتك وإنما يقول ما شتمت إكراماً له أن يناله الفعل. الذكر فيه تكريم لرسوله والحذف فيه تكريم لرسوله، التكريم في الذكر والحذف. ثم ليس هذا فقط، قالوا وما قلاك وما قلى أحداً من أتباعك إطلاقاً على العموم.
المقدم: بشرى طيبة. لكن فيما تفضلت به في مسألة التاءين للفعل الماضي أو المضارع القاعدة تجيز على التخفيف
د. فاضل: تجيز والقرآن يستعملها استعمالاً في غاية الدقة. توفّاهم تتوفاهم كلاهما في القرآن لكن كل واحدة يستعملها بدلالة، تفرقوا وتتفرقوا كل واحدة يستعملها بدلالة. نضرب مثلاً: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) النحل) (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ (97) النساء) أيُّ الأكثر؟ الظالمي أنفسهم أو الظالمين لأنفسهم والمستضعفين في الأرض؟ المستضعفين جزء، الظالمي أنفسهم أكثر. هؤلاء مستضعفين أقل، في الأقل قال (توفاهم) وفي الأكثر قال (تتوفاهم)، لما كانت النفوس أكثر التوفي سيكون أكثر.
المقدم: هل هناك فرق بين توفى وتتوفى؟
د. فاضل: لغة لا يوجد لكن القرآن يستعملها قلل من الحدث الذي هو أقل مثل تنزّل وتتنزل (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا (4) القدر) في ليلة القدر، (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) فصلت) هذا في كل لحظة وتلك في ليلة واحدة. في الليلة الواحدة قال (تنزل) ولما هي مستمرة على مدار السنة قال (تتنزل) وهذا كثير في القرآن وفيه بحث طويل.
المقدم: ما إسم هذا؟
د. فاضل: الذكر والحذف.
سؤال: مسألة مراعاة الكلمات بجوار بعضها البعض مع مسألة رصف المباني قال الله تعالى في سورة الواقعة (وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) الواقعة) ما السر واللمسة البيانية من الاختيار مع الفاكهة (وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ) والاشتهاء مع الطير (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ)؟
د. فاضل: التخير مع الفاكهة لأن الفاكهة بمرأى منهم يرونها قال (وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) الإنسان) هي أمامه يتخيّر، أما اللحم فكيف يتخير؟
المقدم: هو يراها لكن اللحم لا يتدلى!
د. فاضل: الفاكهة قريبة منه يراها ذللت قطوفها ودانية عليهم ظلالها طبعاً يتخير
المقدم: طالما أمامه يتخير
د. فاضل: أما اللحم فكيف يتخير؟
المقدم: يشتهيه.
سؤال: في قوله تبارك وتعالى (إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) المدثر) ما معنى الكُبر؟ وما اللمسة البيانية الموجودة في الاية؟
د. فاضل: يتكلم عن سقر (سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) الكُبر جمع كُُبرى فُعلى، الفُعلى العظمى، فيها أكثر من جمع ولكن هذا القياس، العليا العُلى، الكُبرى الكُبَر. بالنسبة لسقر قال هي إحدى الدواهي الكبر في العذاب وهنالك غيرها، هي واحدة منها، سقر هي إحدى الكُبر فما أدراك بأخريات؟! هذه فيها تهديد. سقر وما ذكر فيها هي إحدى الكُبر يعني هنالك بلايا كثيرة في جهنم.
المقدم: قال تعالى (وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَر)
د. فاضل: هي شديدة لكنها واحدة هنالك أمور أخرى كثيرة وبلايا أخرى كثيرة وسقر هي واحدة من هذه الكُبر.
المقدم: سقر هي إحدى هذه البلايا الكبيرة، سلِّم يا رب. لا حول ولا قوة إلا بالله.
سؤال: ما هي اللمسة البيانية في قوله تعالى (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) الأنفال)؟
د. فاضل: هذا فعل (لِيُعَذِّبَهُمْ) و(مُعَذِّبَهُمْ) إسم ونحن عندنا قاعدة أن الإسم يدل على الثبوت. جعل الاستغفار مانعاً ثابتاً من العذاب (وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) لكن بقاء الرسول r بينهم دفع العذاب موقوت ببقاء الرسول r فإن خرج عذّبهم. الرسل إذا خرجوا نزل العذاب على قومهم، صالح ولوط وهود، إذا خرجوا إذن دفع العذاب موقوت ببقاء الرسول r بينهم فإن خرج عاقبهم وعجّل لهم العذاب بينما الاستغفار هو مانع ثابت من العذاب بخلاف بقاء الرسول r. بقاء الرسول r يمنع العذاب مدة بقائه فإن خرج.
المقدم: (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ) إذن العذاب جاء بالفعل لمدة بقاء الرسول r فيهم فقط، هذه دلالة الفعل
د. فاضل: (وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) على وجه الدوام، طالما هنالك إستغفار لا يُعذّّب، هذا مطلق. حتى لاحظ رحمة ربنا قال (وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) ما قال وهم مستغفرون يعني وإن لم يكن فيهم صفة ثابتة ولكن ربنا لا يعاقبهم وإن لم يكن الاستغفار صفة ثابتة فيهم
المقدم: الإسم يدل على التحقق والثبوت واللزوم. لكن (مُعَذِّبَهُمْ) إسم و(يَسْتَغْفِرُونَ) فعل
د. فاضل: نعم. مع ذلك الإستغفار هو مانع ثابت وإن لم يكن دائماً. حتى لاحظ أنه قال (وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59) القصص) ما قال يظلمون إذا كان الظلم صفة ثابتة يهلكهم ويرفع عنهم العذاب وإن لم يكن الاستغفار صفة ثابتة.
المقدم: عجيب! إذن الوقوف عند الكلمة غاية في منتهى الخطورة في القرآن الكريم وليس مجرد شرح هكذا!
د. فاضل: لا،
المقدم: الأمر أبعد من هذا
د. فاضل: طبعاً ولذلك هم كانوا يعلمون هذا الأمر
المقدم: أبو جهل كان يعلم هذا الأمر؟!
د. فاضل: طبعاً. نحن نتعلم
المقدم: أبو لهب فهم أن عدم العذاب مرتبط لأن الرسول r فيهم؟
د. فاضل: طبعاً نحن نتعلم وهم يعلمون هذا الأمر بالسليقة، هذه لغتهم ولذلك هم عججزوا بأن يأتوا بسورة من مثله. قال سبحانه وتعالى (وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) يهلكهم إذا كان الظلم صفة ثابتة ولكن يرفع العذاب وإن لم يكن الاستغفار صفة ثابتة فيهم رحمة عظيمة!
المقدم: هل يُحمل أن نفسر أو نحلل ما يأتي في القرآن الكريم لأنه نص مقدس من عند الله سبحانه وتعالى فلا ينبغي لنا أن نعترض عليه؟
د. فاضل: هذا أمر آخر. نحن نتكلم الآن في اللغة. الآن لا أتكلم من ناحية التقديس مقدس أو غير مقدس، هذا له سبيله نتكلم عنه. الآن نحن نتكلم في اللغة، هذا البرنامج برناج لغوي ليس له علاقة بفتوى أو فقه نتكلم في أمور لغوية، هذا مفهوم اللغة.
سؤال: وبخصوص اللغة ما الفرق بين قوله تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً (1) الإسراء) وقول سبحان من أسرى بعبده ليلاً؟ مع أن (الذي) و(من) إسم موصول؟
د. فاضل: الإسم الموصول قسمان، قسم نسميه مختص ويسمونه أيضاً نصّ، وقسم يسموه مشترك.
المقدم: ما معنى مختص ومشترك؟
د. فاضل: مختص يعني الذي للمفرد المذكر، التي للمفرد المؤنث، اللذان مثنى مذكر، اللتان مثنى مؤنث
المقدم: المختص يعني الذي له دلالة معينة، والمشترك؟
د. فاضل: مثل (من) للمفرد المذكر والمؤنث والمثنى والجمع كلها، من حضر، من حضرت، من حضرا، من حضرتا، من حضروا،
المقدم: للمذكر والمؤنث
د. فاضل: مذكر ومؤنث ومفرد ومثنى وجمع. وعندهم قاعدة المختص هو أعرف من المشترك فجاء ربنا بالإسم الأعرف (الذي) هذا واحد. (من) قد تكون نكرة أصلاً، (من) قد تأتي نكرة من النكرات مثلاً: هل من يساعدني؟ هل من يعينني؟
المقدم: لا نقول أين الذي يساعدني؟
د. فاضل: هذا محدد. رب من تساعده لا يعرف لك الفضل، هذه نكرة، (من) تأتي نكرة و(الذي) لا تأتي نكرة.
المقدم: هنالك خلاف إذن، ليس لأن كلاهما إسم موصول هذا يعتور مكان هذا
د. فاضل: لا، أولاً إذا كان إسم موصول هذا مختص وهذا مشترك وهذا أعرف و(من) تخرج أصلاً تأتي نكرة (مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ (75) آل عمران) هذه عامة.
المقدم: خارج القرآن نقول عزّ مَن قائل أو عزّ مِن قائل؟
د. فاضل: نقول عزّ مِن قائل. يعني عزّ قائلاً، هذه على التمييز أصلها التمييز عزّ قائلاً. لأن التمييز إسم بمعنى (من) مبين نكرة، يعني خاتم من ذهب وخاتم ذهباً، لله درّه من فارس، لله دره فارساً.
—–فاصل——
المقدم: ما معنى (لله درّك)؟
د. فاضل: هي تفيد التعجب لكن أصل التعبير ما هو؟ لله درك. الدرّ هو اللبن فعندما يقولون لله دره يعني كأن الله سقاه لبناً خاصاً فأصبح متميزاً، لله دره سقاه ربنا لبناً خاصاً ليس كسائر البشر الآخرين الذين يستقون اللبن من أمهاتهم لكن هنا ربنا سقاه لبناً خاصاً (لله دره) فتميّز. انمحى معنى اللبن فصارت تدل على التعجب.
المقدم: لله دره فارساً أو لله دره من فارس، فارساً ومن فارس تمييز
د. فاضل: تمييز و(من فارس) جار ومجرور.
سؤال: ما الفرق بين الكلِم والكلام والقول والقيل (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ (10) فاطر) (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا (87) النساء) و(وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً (122) النساء)؟
د. فاضل: الكلام نحن عندنا في اللغة (كلامنا لفظ مفيد كاستقم) الكلام هو اللفظ مفيد فائدة يحسن الوقوف عليها هذا ما يتعلمه الطلاب أول ما يقرأون النحو. الكلمة قول مفرد أو اللفظ الموضوع لمعنى مفرد
المقدم: هذه الكلمة، مثل أهلاً مثلاً ومرحباً هذه كلمة
د. فاضل: لكن أحياناً من باب المجاز قد يُطلق
المقدم: يقال تعال قل كلمة في هذا المؤتمر
د. فاضل: قلنا من باب المجاز (وكلمة بها كلام قد يؤمّ) أحياناً الكلمة يراد بها الكلام (قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا (100) المؤمنون) ألقى كلمة، هذا مجاز مرسل يطلق الجزء ويراد به الكل هذا يحصل في اللغة. الكلِم هو إسم جنس جمعي ثلاث كلمات فأكثر بغض النظر عن المعنى سواء تم المعنى أو لم يتم. إن حضر محمد هذا كلِم وليس كلاماً
المقدم: لأن الكلام مفيد
د. فاضل: “حضر محمد” كلام، “إن حضر محمد” كلِم. القول عام يشمل الجميع. يبقة القول والقيل. القول مصدر قال قولاً، قسم من اللغويين هي منظومات وكلها سواء لكن لا، القيل والقال أسماء ما يقال لكن القيل الأرجح على صيغة فِعْل، الصيغة الصرفية قولٌ فَعْلُ، قيلٌ فِعْلُ (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً)
المقدم: قيلٌ على وزن فِعل
د. فاضل: قول فَعل، مثل ضربٌ. قيلٌ فِعلٌ مثل ذِبح وطِِرحٌ نحن عندنا في اللغة صيغة فِعل قد تأتي بمعنى اسم المفعول من أوزان إسم المفعول مثل الحِمل ما يُحمل، الحَمل هو المصدر
المقدم: (وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ (72) يوسف)
د. فاضل: الحَمل هو المصدر (أرى حَمل الرواسي مستطاعاً وما حمل الجميل بمستطاعِ) الحَمل المصدر،
المقدم: الحَمل غير الحِمل (وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِير)
د. فاضل: الذَبح مصدر، الذِبح ما يُذبح (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) الصافات) الشيء الذي يُذبح، الذَبح عملية الذبح نفسها. الطَحن والطِحن، الطَحن المصدر والطِحن ما يُطحن (أسمع جعجعة ولا أرى طِحنا) يعني ما أرى طحيناً. فالقيل هو إسم المفعول يعني الذي يُقال (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً)
المقدم: يسموه المقول.
د. فاضل: هو إسم المفعول.
المقدم: إذن تعلم اللغة العربية ليس بالأمر بالهيّن، اللغة العربية صعبة وليست سهلة كما يقال.
د. فاضل: تعلم ضوابط الصح والخطأ من حيث النحو هذا سهل، النطق السليم هذا سهل يعني نحن في الصف السادس الابتدائي تخرجنا وما احتجنا إلى تصحيح إلى الكلية من حيث التصحيح، إلى الكلية ما احتجنا إلى تصحيح ما قال أحد هذا خطأ
المقدم: هذا لأنك أنت فاضل السامرائي
د. فاضل: لا، كل الطلاب في دورتنا هكذا.
المقدم: ما شاء اللهّ إذن استقامة النطق هذا ليس فيه أدنى بأس
د. فاضل: تبقى القواعد وما إلى ذلك هذا تحتاج إلى تعلّم
المقدم: ومثابرة وصبر ودرس وبحث
د. فاضل: أمور أخرى كالأحكام تحتاج أما هذا التعلم فسهل.
سؤال: في سورة المائدة الآية 46 قوله تعالى (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) قال سبحانه وتعالى (هُدًى وَنُورٌ) بداية ثم قال (وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) بشكل مخصص فما الحكمة في ذلك؟
د. فاضل: قال عن آية المائدة (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (46)) السؤال هو (وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُور) ثم قال (وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) آتيناه الإنجيل في الأولى يتضمن الهدى والنور لأنه تقدم الكلام عن التوراة (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ (44)) والإنجيل فيه هدى ونور. الآن نأتي (وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) هذا هدى وموعظة، (مصدقاً) حال، ذاك (وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُور) (وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى) (مصدقاً) حال و (وَهُدًى) معناها وهادياً وواعظاً. فرق بين (فيه هدى) وبين هادياً ومصدقاً. تقول هذا الرجل عنده علم ليس بالضرورة أنه يعلّم أهل العلم، فرق بين كونه عنده علم وبين كونه معلّماً، هذا الكتاب فيه علم نحو لكنه ليس بالضرورة لتدريسه. الإنجيل فيه هدى ونور وهو يهدي أيضاً ليس فقط فيه هدى.
المقدم: يعني فيه هدى ويقوم بالعمل
د. فاضل: قسم يجوزون إعرابها مفعول لأجله يعني هو فيه هدى ولغرض الهداية، فيه هدى ونور وهو يهدي ايضاً ليس فقد فيه هدى. هنالك أمران كونه فيه هدى وكونه هو هادي يعني حاله هكذا. تقول هذا عنده علم ولا يعلّم وهذا عنده علم ويعلِّم.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 10/12/2009م:
محمد من السعودية: في سورة يس (وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12) يس) الإمام المبين كما قال الدكتور هو اللوح المحفوظ في يوم القيامة، لكن الإمامة هي منصب منصب دنيوي الله تعالى يقول لإبراهيم (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا (124) البقرة) وكأن الإمامة منصب دنيوي يخص الله تعالى به من يشاء من عباده فكيف تفسير الدكتور للإمام المبين بأنه اللوح المحفوظ؟
د. فاضل: الإمام في اللغة قد تأتي بمعنى الطريق قال تعالى (وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ (79) الحجر) والإمام هو الكتاب، له أكثر من دلالة وليس له دلالة واحدة في اللغة ويكفي الرجوع إلى أمهات اللغة لمعرفة معاني الإمام.
المقدم: وكلمة إمام يتحدد معناها داخل السياق.
بُثّت الحلقة بتاريخ 10/12/2009م
رابط الحلقة من قسم الفيديو
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2040
http://www.archive.org/details/lamasat101209
رابط جودة عالية
http://ia341337.us.archive.org/1/items/lamasat101209/lamsat1001209.AVI
الجودة المتوسطة
http://ia341337.us.archive.org/1/items/lamasat101209/lamsat1001209.rmvb
فيديو جودة
mp42009-12-11 10:12:10الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost