لمسات بيانية – الحلقة 208

الحلقة 208

إجابة على أسئلة المشاهدين

سؤال: هنالك مسألة الكلمات المتقاربة في الدلالة فمرة يستخدم القرآن الكريم كلمة اليم ومرة كلمة الساحل فهل هناك فرق بين اليم والساحل؟

د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. الساحل واليم ليستا من الكلمات المترادفة، الساحل هو شاطئ البحر بينما اليمّ هو البحر نفسه. الساحل شاطئ البحر، يقولون ريف البحر يعني ما كان قريباً من اليابسة هذا هو الساحل، لكن اليم هو البحر

المقدم: لكن القرآن يستخدم اليم والبحر والنهر فهل هناك فروق بينهم؟

د. فاضل: طبعاً، اليمّ هو البحر أو الماء الغزير الكثير، اليمّ ليس بالضرورة،

المقدم: البحر أكثر؟ سيدنا موسى أُلقي في نهر النيل

د. فاضل: فيه ماء كثير لكن البحر أقوى وإن كان القرآن خصص اليمّ باستعمالات معينة والبحر عام.

المقدم: هذه خصوصية الاستعمال القرآن بين اليم والبحر مع أن الكل مجرى مائي

د. فاضل: اليم لم يستعملها إلا في قصة موسى فقط وهي سريانية وأكادية، العرب استعملوها لكن هي لها أصل سرياني أكادي وعبرانية فاستعملها مع العبرانية، استعملها استعمالاً خاصاً فقط في مقام الخوف والعقوبة أما البحر فعامة مطلقة.

سؤال: في قوله تعالى (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) التكوير) ما هو مفهوم الوحش في التراث الإسلامي وفي اللغة العربية؟ وهل يشمل جميع المخلوقات المتوحشة بما فيهم الإنسان؟ وهل تحشر هذه الوحوش معنا يوم القيامة؟

د. فاضل: الوحش يقصد به حيوان البر غير الأليف لكن هنا عموم البهائم لأن البهائم أيضاً تحشر وتقتص كما في الحديث الجمّاء من القرناء

المقدم: التي لها قرون والتي ليس لها قرون

د. فاضل: يصير القصاص عاماً ثم يقال لها كوني تراباً فتموت وتكون تراباً

المقدم: هذا المقصود بالوحوش وليس الأسود فقط أو الحيوانات المفترسة

د. فاضل: عموم البهائم لأن الحديث ذكرها.

سؤال: سورة الأنعام الآية 83 و84 85 و86 و87 يوجد بها ترتيب معين للأنبياء والرسل فهل من لمسة بيانية لهذا الترتيب؟

د. فاضل: (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) الأنعام) هذه الآيات وما ذكر من الرسل والأنبياء.

المقدم: هناك اختلاف زمني في الترتيب فلم جاء على هذه الشاكلة؟

د. فاضل: أولاً هناك نسق منظم في الترتيب أن يذكر ثلاثة أنبياء ثم يعود إلى من هو أقدم: مثلاً إبراهيم، إسحق، يعقوب ثم ذكر نوحاً (وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ). ذكر داوود سليمان وأيوب ثم ذكر من هو أقدم منهم وهو يوسف وموسى وهارون، هؤلاء أقدم. ذكر زكريا ويحيى وعيسى ثم ذكر إلياس وهو قبل عيسى ويحيى، ذكر إسماعيل واليسع ويونس وذكر لوط وهو أقدم من إسماعيل ومن يونس ومن اليسع. هذا من حيث النسق.

المقدم: لوط في عهد سيدنا إبراهيم ويقال أنهما إبنا خالة.

د. فاضل: (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ (26) العنكبوت)

المقدم: لماذا جاء الترتيب على هذا النسق؟

د. فاضل: إذن هذا النسق مرتب وفق خطة واضحة، يبقى الترتيب. إبراهيم وإسحق ويعقوب بنوّة، أبناء،

المقدم: إبراهيم الأب وإسحق ويعقوب أبناء.

د. فاضل: داوود وسليمان بنوّة وملك، سليمان وأيوب كلاهما قال الله فيهما (نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) أحدهما الغني الشاكر والآخر الفقير الصابر.

المقدم: سيدنا سليمان غني شاكر وسيدنا أيوب فقير صابر فقال (نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)

د. فاضل: والشكر والصبر جماع الإيمان. أيوب ويوسف كلاهما أنعم الله عليه بعد الابتلاء وأصابه الرخاء بعد الشدة. يوسف وموسى كلاهما رسول ولكن كلاهما إئتُمر عليه ليُقتل، يوسف (اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا (9) يوسف) وموسى (قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) القصص)، كلاهما خرج من أهله مُكرهاً، يوسف ألقوه في غيابت الجب وعاش في مصر غريباً وكذلك موسى خرج من مصر مكرهاً وكلاهما كُفل في بيت عظيم من العظماء،

المقدم: سيدنا يوسف كُفل في بيت العزيز وسيدنا موسى في قصر فرعون

د. فاضل: إذن أكثر من مناسبة، والعلاقة بين يوسف وموسى علاقة دقيقة

المقدم: سيدنا موسى ذهب إلى الرجل الصالح الذي زوجه ابنته.

د. فاضل: موسى وهارون الإخوة والرسالة

المقدم: أيهما أكبر موسى أو هارون؟

د. فاضل: هارون أكبر لكن مات قبل موسى

المقدم: لماذا لم يُذبح هارون وفرعون ما كان يذبح الصبيان؟

د. فاضل: ما كان في بيته

المقدم: هارون نبي؟

د. فاضل: نعم نبي ورسول (فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ (47) طه) الرسول r معه رسالة وليس بالضرورة كتاب، نفس رسالة موسى يبلغها لكن كلاهما رسول (فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ). زكريا ويحيى البنوة، يحيى ابن زكريا. يحيى وعيسى كلاهما مستغرب الولادة، هذا من أم عقيم ورجل كبير وعيسى من دون أب وهما أبناء خالة

المقدم: وكان زكريا يكفل مريم

د. فاضل: (وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا (37) آل عمران). عيسى خاتمة النسب من ولد إسحق، الآن تأتي قائمة أخرى, المذكورون سلسلة أخرى. بعد عيسى انتهت السلسلة وستأتي سلسلة أخرى، إذن عيسى هو الحد الفاصل، أنهى السلسلة الأولى وستأتي سلسلة أخرى. ذكر إلياس وهو من ولد إسماعيل

المقدم: سيدنا إسماعيل أكبر لكنه ما وضعه قبل إلياس؟

د. فاضل: ذكره بعد عيسى لأن الكتب الإسرائيلية تذكر أن كما أن عيسى طرد فرفعه ربنا فأيضاً إلياس طُرِد وذُكر في الكتب الإسرائليلة أنه رُفِع إلى السماء، إذن هما متاشبهان. إسماعيل هذا أخو إسحق من هاجر، هذا سلسلة أخرى اليسع بعده خليفة في النبوة وهو صاحب إلياس ودائماً في القرآن عندما يذكر اليسع يسبقه بذكر إسماعيل، سلسلة أخرى. يونس ولوط كلاهما ليسا من ذرية إبراهيم

المقدم: لوط ليس من ذرية إبراهيم؟ كان ابن خالته

د. فاضل: إذن ليس من ذريته. قسم يقول إبراهيم عمّه، إذن ليس من ذريته. يونس ولوط كلاهما خرج يحمل همّ الدعوة يونس خرج مغاضباً يحمل همّ الدعوة ولوط خرج مهاجر إلى ربه. نلاحظ كل هذه الزمرة من الأنبياء بدأت زمر الأنبياء بالذاهب إلى ربه وهو سيدنا إبراهيم (وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) الصافات) وختمت بالمهاجر إلى ربه وهو سيدنا لوط (إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي (26) العنكبوت). بُدئت بالذاهب إلى ربه وختمت بالمهاجر إلى ربه.

المقدم: نسق عجيب!. القرآن لا يضع اعتباراً لمسألة التسلسل الزمني بقدر ما الغرض من هذا الترتيب في سياق الآية

د. فاضل: أحياناً السياق الزمني يكون هو المقصود فيذكره وأحياناً غرض آخر بحسب الطرح والسياق هو الذي يحدد.

سؤال: كم معنى لكلمة يوم؟

د. فاضل: الأصل فيها من طلوع الشمس إلى غروبها لكن قد يراد باليوم الوقت مطلقاً

المقدم: إذن ليس نصاً في فترة زمنية محددة

د. فاضل: الحديث “تلك أيام الهرج”

المقدم: هذا في علامات الساعة

د. فاضل: نعم. له وقت معلوم محدد وقد يأتي بمعنى الوقت

سؤال: (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً (46) آل عمران) هل كهلاً يعني شيخاً؟

د. فاضل: قسم يقول من الأربعين، قسم يقول من ثلاث وثلاثين وقسم يقول من الثلاثين إذا أصابه الشيب وقسم كثير يقول من الأربعين.

المقدم: هل هناك هرِم في اللغة؟

د. فاضل: هرِم كبير في السن.

المقدم: اللغة فيها شيخ وكهل وهرِك وكلها ما بعد الأربعين

د. فاضل: تبدأ الشيخوخة قسم يقول من الخمسين وقسم يقول من الستين.

المقدم: إذن الشيخوخة مرحلة أبعد (وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخًا (72) هود) لا تقصد شيخ دين وإنما تقصد أنه كبير في السن، هي تقصد أنه شيخ طاعن في السن.

سؤال: نزل في القرآن الكريم (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (46) الكهف) أيهما أهمّ المال أو البنون؟ الواو واو عطف معطوفة على المال فهل البنون أهم أو المال؟

د. فاضل: في الزينة المال مقدّم ولذلك لما ذكر ربنا قارون قال (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ َالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ (79) القصص) ما ذكر له ابناء يتبعونه (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ (81)) ما ذكر لا بنين ولا أهل.

المقدم: إذا أراد أن يعبر عن الزينة فيقدم المال

د. فاضل: إذا كان التعبير عن المحبة يقدم الأبناء (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ (24) التوبة)

المقدم: في المحبة أخّر المال وقدّم الأولاد

د. فاضل: طبعاً المال يُترك للأولاد ورعايتهم ويُصرف لهم، قطعاً عندما يتكلم عن الزينة يقدّم المال كل واحدة في سياقها.

المقدم: وهل لهذا نحن نحب المال لأن ربنا قال زينة؟ أما أننا مجبولون على حب المال؟

د. فاضل: ليس لهذا ولكن الله تعالى قال (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8) العاديات) الإنسان هكذا (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) الفجر).

المقدم: جُبِلأ على هذا. إذن من أصل الجِبِلّة أنه يحب المال.

سؤال: القرآن الكريم حينما يستخدم أفعالاً مثل يعملون ويفعلون ويصنعون هل هنالك فوارق دلالية بين هذه الأفعال؟ زما هي اللمسة البيانية في استخدام كل فعل؟

د. فاضل: الفعل أعمّ شيء، أعم من العمل لأنه يكون من العاقل وغير العاقل من الإنسان ومن الحيوان ومن الجماد وبقصد وبغير قصد، نقول فعل الرياح. العمل أخص في الغالب من ذوي العقل إلا نادراً. الصنع هو إجادة العمل ليس كل عمل صنع

المقدم: ربنا قال لسيدنا موسى (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41) طه) فيها إجادة، فيها صنع

د. فاضل: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ (88) النمل)

المقدم: إذن الفعل، العمل، الصنع فيه دقة

د. فاضل: فيه إتقان.

سؤال: ما معنى الآية (وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا (52) النحل)؟

د. فاضل: الواصب في اللغة لها أكثر من معنى، معناها واجب أو لازم أو خالص أو دائم أحياناً، كلها في اللغة

المقدم: فعلها وصب؟ معناها خلص أو لزم

د. فاضل: له الدين لازماً وخالصاً ودائماً، الواصب يعني الدائم ايضاً، كلها جمعها، فجمع معاني عدة في هذه الكلمة، له الدين واصباً خالصاً لازماً لا زوال له واجب ودائم كلها تجمعها.

المقدم: إذن هناك كلمة ممكن تكون لها دلالات كثيرة تحتوي تحتها

د. فاضل: وكلها مرادة في السياق

المقدم: لم لم يحدد معنى معيناً؟ هل هناك قرينة سياقية لتحديد معنى محدد؟

د. فاضل: لا لأنه يريد كل الدلالات.

المقدم: لازم وخالص ودائم في كلمة واصب. هل هناك كلمات أخرى من لغات الأرض تؤدي مثل هذه الدلالات؟ أو تكون وعاءاً للقرآن الكريم مثلاً؟

د. فاضل: وعاء، لا.

المقدم: اللغة الإنجليزية مثلاً أو الفرنسية

د. فاضل: لا، تلك لغات مبنية ليس فيها حالات إعرابية واللغة العربية من اللغات المعربة هذا يعطيها حرية التقديم والتأخير يعني كل كلمة تحمل وظيفتها اللغوية يعني الضمة فاعل مرفوع فإذا وُضِع في وسط الجملة أو في آخرها ستعرف هذا الفاعل وسواء تقدم المفعول به أو تأخر، صار في أول الكلام مفعول به، في مكانه مفعول به، في الوسط مفعول به، فيها حرية. إضافة أنهم يقولون أن اللغة العربية فيها سعة كثيرة، سعة المفردات وتصرفاتها، كم صيغة مبالغة عندنا؟ ثم التوكيد والمشتقات. لما تقول محمد حاضر، بالإنجليزية ستقول Mohamed is present محمد حاضر، لمحمد حاضر (بزيادة لام الابتداء المؤكدة)، إن محمداً حاضر

المقدم: هو جاء، محمد مقبل

د. فاضل: محمد مقبل يعني Mohamed is coming لمحمد مقبل، إن محمداً مقبل، إن محمداً لمقبل، مقبلٌ محمد، ونجعل أموراً كثيرة وكل واحدة لها دلالة، كل صيغة لها دلالة، كيف نفعل هذا بالانجيلزية؟

المقدم: حتى التقديم والتأخير له دلالة معينة؟

د. فاضل: طبعاً. أحياناً لو نستفيض في الكلام عندنا جمل فيها أكثر من 18 صورة في الجملة الواحدة

المقدم: بتغيير مواقع وصيغ دلالية؟

د. فاضل: نعم وتوكيد وتقديم وتأخير وصيغ كثيرة متعددة وكل واحدة لها دلالة.

المقدم: نقول مثلاً أعطى محمدٌ خالداً كتاباً

د. فاضل: أعطى محمدٌ خالداً كتاباً ماذا يقابلها بالإنجليزية؟ Mohamed gave Khaled a book أنت قلت أعطى محمدٌ، نقول محمدٌ أعطى خالداً كتاباً، كتاباً خالداً أعطى محمد، خالداً كتاباً أعطى محمد، تغيرت الصيغة، نأتي باللام وإنّ وقد، إن محمداً أعطى، إن محمداً لأعطى

المقدم: ونزيد اللام، كل صيغة لها دلالة لكن المعنى الواحد في النهاية؟! المفهوم السياقي أن محمداً أعطى خالداً كتاباً

د. فاضل: لا، ليس المفهوم السياقي وإنما المعنى العام.

المقدم: ليس السياقي لأن المعنى يتغير بتغير السياق.

د. فاضل: من دون سياق، هذه الجملة التي ذكرتها الآن من دون سياق يختلف معناها اللغوي. حينما تقول أعطى محمد خالداً كتاباً المخاطب خالي الذهن لا يعلم شيئاً عن أصل المسألة تخبره إخباراً، ماذا هناك؟ هل هنالك من خبر؟ هل هناك من حدث؟

المقدم: معلومة جديدة بالنسبة له تماماً.

د. فاضل: عندما تقول محمد أعطى خالداً كتاباً المخاطب يعلم أن شخصاً ما أعطى خالداً كتاباً لكنه يجهل الشخص، يعلم جزء من المسألة. لما تقول خالداً أعطى محمدٌ كتاباً المخاطب يعلم أن محمداً أعطى كتاباً لأحد ولكن لا يعلم لمن؟ إما لا يعلم أو يظنه لغير فلان المذكور. كتاباً أعطى محمدٌ خالداً

المقدم: هو يعرف أن محمداً أعطى شيئاً لخالد ولكن ما هو الشيء. عجيب!

د. فاضل: هذا من دون سياق. خالداً كتاباً أعطى محمد يعرف أن محمداً أعطى شيئاً لشخص ما لكن لا يعرف الشخص ولا ماذا أعطى. خالداً كتاباً محمدٌ أعطى، كل واحدة لها دلالة ثم تأتي إضافات أخرى

المقدم: إنّ واللام. إذن لا توجد لغة على وجه الأرض فيها هذا. هل ربنا سبحانه وتعالى يحب اللغة العربية أن أنها تصلح لأن تكون وعاء

د. فاضل: تصلح ولا يصلح غيرها بهذه السعة.

المقدم: هل هي أم اللغات؟

د. فاضل: هذه فيها خلاف. قسم يقول لا ليست أم اللغات، أصل اللغات مجهولة للباحثين.

——فاصل——

المقدم: في سورة مريم الآية 14 و15 (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15)) وعندما يتكلم عن عيسى علي السلام في الاية 32 و33 (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)) نفس التعليمات لكن هناك اختلاف مع يحيى قال عصيا ومع عيسى قال شقيا وما الفرق بين سلام والسلام؟

د. فاضل: الكلام في يحيى إخبار عن الله تعالى يخبر عنه (وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا) هذا إخبار. أما مع سيدنا عيسى فهو يتكلم عن نفسه (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32)) هذا يتكلم عن نفسه وذلك إخبار عنه، صار فرق. عيسى لا يمكن أن يقول ولم أكن جباراً شقيا لأنه الآن وُلِد هو يتكلم بعد الولادة فلا يصح أن يقول (ولم أكن جبارا شقيا). طبعاً كما لا تصلح ولم أكن جباراً شقياً هذا غيب لا تصلح ولا أكون جباراً شقياً هذا مستقبل. هو قال (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) هذا اعتراف بفضل الله عليه، ربنا سبحانه وتعالى عندما خلقه بهذه الصورة أخلصه له. ثم ذكر (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ) هذا ناسب عدم الشقاء، كيف يكون النبي شقياً؟ وأيضاً لم يجعلني جباراً عصياً، النبي يكون عصياً؟! لا، إذن النبي لا يكون عصي ولا يكون شقي. العصيان من عمل الفرد ولذلك ربنا قال عن يحيى (وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا) هو فعله. الشقاء والسعادة من الله فقال (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا)

المقدم: لفتة طيبة! الشقاء والسعادة من عند الله سبحانه وتعالى لكن العصيان من عمل العبد.

د. فاضل: لذا قال (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) ولم يقل لم أكن جباراً شقياً. قال (عصيا) ولم يقل عاصياً، العصي صفة مشبهة أو مبالغة، الجبار في الأرض يفعل ما يشاء عصي وليس عاصياً ولا يصح أن يكون، ما دام قال جباراً بالمبالغة يأتي بصيغة المبالغة عصياً.

سؤال: في سورة آل عمران (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا (30)) وفي سورة الكهف (ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) الكهف) ما الفرق بين الأمد والمدى؟

د. فاضل: الأمد هو الغاية قريبة أو بعيدة، أمد بعيد.

المقدم: (ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) الكهف)

د. فاضل: الأمد هو منتهى الشيء، منتهى الغاية، منتهى الأجل. أما المدى فقد يكون قريباً أو بعيداً (تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا (30) آل عمران). المدى هو النهاية غاية الشيء، الأمد قد يكون قريباً أو بعيداً.

المقدم: المدى هو النهاية. اللغة عندها دقة عجيبة في اختيار الألفاظ والمصطلحات!

سؤال: آخر آية في سورة الفرقان (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)) هل يمكن شرح هذه الاية ولو بشكل مختصر؟

د.فاضل: (مَا يَعْبَأُ بِكُمْ) يعني لا يعتد بكم،

المقدم: يعبأ يعني يعتدّ

د. فاضل: نعم، لا وزن له. ما هذه (ما) هل هي نافية أو هي استفهامية (مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ)؟ تحتمل

المقدم: استفهام أم نفي؟ لا يعبأ؟

د. فاضل: كلاهما، لو قال لا يعبأ تحدد النفي، لو قال ما يعبأ بكم ممكن، لا يهتم بكم، لا وزن لكم. ما يعبأ بكم لولا دعاؤكم؟ سؤال، لماذا يعتد بكم؟

المقدم: هي نفي أم سؤال؟

د. فاضل: كلاهما.

المقدم: ليست هنالك قرينة سياقية تعين معنى محدداً؟

د. فاضل: لا. لماذا يعبأ بكم؟ لولا دعاؤكم لماذا يعتد بكم؟.

المقدم: معنى الآية أن الله سبحانه وتعالى لا يهتم بنا إلا بسبب الدعاء؟

د. فاضل: (مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ) الدعاء قد يكون بمعنى العبادة بمعنى التضرع والسؤال في اللغة

المقدم: التضرع والسؤال أشهر. العبادة يعني لولا دعاؤكم بمعنى لولا عبادتكم؟

د. فاضل: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) غافر) تحتمل.

المقدم: الدعاء يحتمل العبادة. إذن هنا يمكن أن تكون العبادة والدعاء من العبادة

د. فاضل: نعم. لولا تضرعكم ما يعبأ بكم. (فَقَدْ كَذَّبْتُمْ) هذا بيان لحال الكَفَرة لأنه لو لاحظنا أنه قبل هذه الآيات في عباد الرحمن (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا (63)) قبلها قالوا (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60) الفرقان) إلتفت لهم فقال (فَقَدْ كَذَّبْتُمْ) هذا خاص بالكفرة.

المقدم: (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ) هذه للمؤمنين عامة؟

د. فاضل: عامة. (فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا) العذاب لولا هذ الأمر كان سيكون حتماً عليكم.

المقدم: لزاماً يعني ملزماً لكم يتحقق.

سؤال: في حلقات ماضية ورد أمر الاحتباك مثل قوله تعالى (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) النصر) وفي سورة أخرى في سورة نوح قال تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)) هنا ذكر غفاراً وهناك توابا فما الفرق؟

د. فاضل: هو قال (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) نوح) وفي الآية الأخرى قال (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) النصر) إذن تسبيح وتحميد واستغفار. نقرأ الآية كلها (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) هذا عطف تسبيح وتحمد وعطف. إذن لاحظ السياق كيف جاء. آية النصر هذه النصر والفتح ودخول الناس في دين الله أفواجاً أفواجاً إذن الآن تحققت كل أهداف الرسالة تمت النعمة إقتضى ذلك التسبيح والتحميد والاستغفار لأن الشكر على قدر النعمة، الطاعة على قدر النعمة. أنت لما تريد أن تشكر ربك تشكره على قدر ما أنعم وأحياناً تسجد سجود شكر، الآن تمت النعمة كلها صار سبح بحمد ربك واستغفره م قال إنه كان تواباً للإشعار بأنه يتوب عليك، هذا احتباك بمعنى (وتُب)، إشعار أنه لما قال (إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) يعني وتُب.

المقدم: هذا خطاب من الله للرسول (وتُب)؟

د. فاضل: المعنى ضمناً ولذلك الرسول r كان يقول “سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك”

المقدم: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) نوح)؟

د. فاضل: لا، هذا ابتداء، كلام سيدنا نوح يدعو قومه طلب منهم الاستغفار ما طلب منهم التسبيح والتحميد، هذه بداية الطلب.هنالك أمر هو قال (فسبح) أمر، وقال (استغفره) أمر وما قال فتُب. في القرآن أمر الرسول r بالتسبيح في عدة مواطن (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الأعلى) (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ (98) الحجر) (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55) غافر) إذن أمره بالتسبيح. وأمره بالاستغفار (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ (55) غافر) (وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (106) النساء) (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ (19) محمد). أمره بأن يحمد الله (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا (111) الإسراء) (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى (59) النمل) إذن هو في القرآن أمره بالتسبيح وأمره بالاستغفار وأمره بأن يحمد الله لكن لم يرد في القرآن (وتُب) قال (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  (31) النورً) لم يرد في القرآن أمر للرسول بالتوبة بينما أمره بالتسبيح والاستغفار والحمد ولذلك لاحظ هنا لم يقل وتُب إنما قال (إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) إشعار.

المقدم: الله! بارك الله فيك، أحسنت. بارك الله فيك

أسئلة المشاهدين خلال حلقة 17/12/2009م:

الدكتور صالح من السعودية: سألت عن ترتيب الأنبياء في سورة الأنعام وسؤالي لماذا أغفل ذكر ست أنبياء فهل هذا جواب سؤالي أو جواب سؤال آخر؟

د. فاضل: هذا جواب سؤال آخر.

الدكتور صالح: إذا سمحت لي أن أعلق على هذه الآيات الثلاث؟ فقد قسمها الله سبحانه وتعالى إلى ثلاث مجموعات: المجموعة الأولى نهاها بقوله (وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) والمجموعة الثانية نهاها (كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ) والمجموعة الثالثة نهاها (وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ) وأنا أرى أن المجموعة الأولى دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ تجمعهم ما يلي: داوود وسليمان أنبياء ملوك، أيوب ويوسف أمراء ابتلوا فصبروا، موسى وهارون أنبياء حاكمين على قومهم فتدلى من الأدنى إلى الأعلى بالنسبة للحكم والمُلك أما إذا أخذناها بالمقلوب موسى وهارون أفضل الأنبياء وأيوب ويوسف أفضل داوود وسليمان وداوود وسليمان يأتوا بالدرجة الثالثة وهؤلاء الستة كلهم أحسنوا أداء ما أنيط بهم فقال سبحانه وتعالى (وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ). أما وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ هؤلاء الأربعة اشتهروا وعرفوا بالعزوف عن الدنيا وكانوا من الزاهدين فقال سبحانه وتعالى في نهاية الآية عنهم (كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ). أما وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا كلهم أرسلوا إلى أمم صغيرة وأمم غير أممهم، إسماعيل إلى بني جُرهم، يونس إلى نينوى، لوط إلى أهل سدوم وعمورية فقال سبحانه وتعالى (وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ) هذه ارتأيت أنها لمسة بيانية أخرى لهذه المجاميع فأرجو أن يبين الدكتور فاضل رأيه في هذا.

د. فاضل: بارك الله فيك.

أبو كامل من السعودية: هل هنالك أسئلة مرت ما وجد لها الدكتور إجابة أو وجد صعوبة في الإجابة عنها؟ ثانياً أنا أرى أن هذا البرنامج هو أقرب أن يكون جامعة وليس برنامجاً تلفزيونياً لذا أتمنى أن يكون هناك فترة عشر دقائق يبين لنا فيها كيفية البحث وحبذا لو يشار إلى هذا الأمر في الحلقة أن هذا السؤال سيجاب عليه في الأسبوع القادم ويطلب من بعض تلاميذه وإن شاء الله أكون منهم أن يحضروا أربع كتب ويحضر الشيخ الكتب ويشير إلى طريقة البحث وكيف يصل إلى إجابة السؤال وكيف تكون واجهته صعوبة في الوصول إلى الإجابة كما تواجهنا. أدرك أن هذا فيه مشقة عليكم لكن أتوقع أن تكون نُقلة كبيرة في البرنامج من كونه برنامج عرض فقط إلى أن يكون برنامج تعليمي.

د. فاضل: أما الأسئلة التي لا أستطيع حلها قطعاً ما أجهله أكثر بكثير مما أعلم، هذا ليس من باب التواضع وإنما من باب الحقيقة ما أجهله أكثر بكثير مما أعلم. أحياناً السؤال في نفسي أذكر مسألة فأريد حلها فأفتش فيما بين يدي من كتب التفسير أو كتب اللغة أو كتب البلاغة فلا أجد وقطعاً هناك كتب كثيرة لكن بضاعتي قليلة ليس عندي كتب كثيرة فأضطر إلى التأمل والتدبر ويستغرق وقتاً طويلاً أحياناً ربما أكثر من سنة لكن ليست سنة مقصورة على هذه المسألة، لا أقضيها كلها في هذه الآية لكنها تمر دائماً وأقلب النظر فيها ثم أذهب إلى غيرها أحياناً أكثر من سنة وأحياناً أشهر فأوازن ما ورد في القرآن في أمثالها وأرجع للغة وأصول اللغة فلا أهتدي أحياناً لكن أدعو الله سبحانه وتعالى أن يهديني، أطلب من الله أن يفتح علي فأقول “اللهم افتح لي من خزائن علمك فتحاً مباركاً إنك أنت الفتاح العليم” أدعو بهذا كثيراً “اللهم افتح لي من خزائن علمك فتحاً مباركاً إنك أنت الفتاح العليم” “اللهم افتح لي في كتابك فتحاً مباركاً” فأستعين بالله وربنا يفتح وربما أحياناً يؤثر بها رجلاً آخر وهذا القرآن لا تنقضي عجائبه.

محمد الهاشمي من العين: أبشّر الشيخ أن هذه اللمسات الطيبة مفتاح لتدبر كتاب الله عز وجل (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ (29) ص) فالتدبر هو الغاية الكبرى ولا يوصل إلى التدبر إلا بالوقوف على هذه اللمسات البيانية والفوائد الطيبة.

سؤالي: تدبرت كلمتين في كتاب الله وهما كلمتي الأولاد والولدان وكتبت فيها خاطرة أن لفظ الولدان يأتي في كتاب الله تعالى في سياق المسؤولية والواجبات مثل قوله تعالى (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ (15) التغابن) (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ (20) الحديد) واللفظ الآخر (الولدان) يأتي في سياق الاستعطاف والرحمة كقوله سبحانه وتعالى (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ (75) النساء) فهل هذه الخاطرة المتواضعة صحيحة؟

كيفية الحصول على كتب الشيخ ومؤلفاته؟

د. فاضل: هو اجتهاد، عندما أتكلم بشيء ليس قطعياً وإنما فقط عندما أقول حكم نحوي أو لغوي يكون قطعياً يبقى الباقي الكثير منه اجتهادات أنا أجتهد أمراً وآخر يحتهد ما هو أفضل مني، وهذه كلها اجتهادات فيها خير إن شاء الله.

بُثّت الحلقة بتاريخ 17/12/2009م

رابط الحلقة للمشاهدة من قسم الفيديو

http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2045

رابط الحلقة فيديو

http://www.archive.org/details/lamasat171209

رابط جودة عالية
http://ia341332.us.archive.org/0/items/lamasat171209/lamsat171209_chunk_11.AVI

رابط جودة متوسطة
http://ia341332.us.archive.org/0/items/lamasat171209/lamsat171209_chunk_11.rmvb

mp4 رابط
http://ia341332.us.archive.org/0/items/lamasat171209/lamsat171209_chunk_11_512kb.mp4

رابط صوت
http://ia341332.us.archive.org/0/items/lamasat171209/lamsat171209_chunk_11.mp3