الحلقة 216
إجابة على أسئلة المشاهدين
سؤال: بالنسبة لـ (سبح ويسبح) في الحشر (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)) وفي سورة الحديد (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)) وفي سورة الصف (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) في الجمعة (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)) عندما بدأ بـ سبح دائماً تنتهي بقوله العزيز الحكيم، ولما يأتي بصيغة الفعل المضارع (يسبح لله) تغيرت فصارت (الملك القدوس) في سورة الجمعة وفي التغابن (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)) تغيرت نهاية الاية ودخل بها الموت. في سورة الحشر بدأ السورة بـ (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)) وفي نهاية السورة قال (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)) ما الفرق بين سبح ويسبح؟ ولماذا تختلف النهايات؟
د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. ربنا يقول في آيات عدة في سور (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) التسبيح هو التنزيه، هل المستضعف هو الذي يحتاج إلى التنزيه أو العزيز؟
المقدم: العزيز
د. فاضل: الحكيم من الحُكم هو الذي يحتاج إلى التنزيه والحكيم من الحكمة أم الخالي من الحكمة والحكم؟
المقدم: الحكيم طبعاً
د. فاضل: إذن التسبيح أولى بالعزيز وبالحكيم بمعنييها الحكمة والحكم. ما هو القدوس؟ القدوس هو البالغ في التنزيه، في النزاهة وهو الكامل في صفاته كلها، هذا القدوس، البالغ في النزاهة.
المقدم: هذا معنى القدوس، والتسبيح هو التنزيه أيضاً؟
د. فاضل: هذا المبالغة مع الكمال في الصفات الأخرى. المَلِك يحتاج إلى التنزيه أكثر، كلما علت منزلته يحتاج إلى تنزيه، العزيز ليس بالضرورة أن يكون ملكاً. ليس كل عزيز ملك،
المقدم: لكن كل ملك عزيز
د. فاضل: إذن الملك هو أعلى الأعزة وهو حتى يكون في تمام الثناء يحتاج أن يكون في أعلى التنزيه. لما ذكر الملِك ذكر القدوس.
المقدم: إمعاناً في التنزيه
د. فاضل: ولذلك لم ترد كلمة القدوس في القرآن إلا مع الملك تحديداً إمعاناً في التنزيه ولذلك قال (الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) فإذن الملك وهو أعلى من يحتاج للتنزيه والقدوس زيادة في التنزيه ويقتضي التنزيه لأنه منزّه عن النقائص لذلك تقترن مع القدوس.
المقدم: مرة يقول (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ولم يقل الملك القدوس العزيز الحكيم؟
د. فاضل: لما ذكر الملك ذكر القدوس
المقدم: إذن هنالك اقتران بينهما
د. فاضل: لما لم يذكر الملك لا يذكر القدوس
المقدم: في غيرما موضع كما في التغابن يقول (وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فلماذا تختلف النهايات بعضها عن بعض؟
د. فاضل: في التغابن قال (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)) له الملك يعني ملِك وعزيز له الملك
المقدم: المُلك يقتضي أن يكون مالكاً أو ملكاً؟
د. فاضل: ملِك. المِلك بكسر الميم للتملك، المِلك للمالك والمُلك للحاكم (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ (51) الزخرف) هو ليس مالكاً لها وإنما ملِك
المقدم: في الفاتحة نقرأ (مالك يوم الدين)
د. فاضل: مالِك وملِك. قراءتان متواترتان مالِك ومَلِك.
المقدم: لكن الأشهر مالِك
د. فاضل: لا، هما قراءتان متواتران. نحن في المشرق نقرأ بقراءة حفص (مالِك) لكن فيها قراءى متواترة (ملِك)
المقدم: لكن إذا قلنا (مالِك) ينصرف الذهن إلى أيّ معنى؟
د. فاضل: ملكه، ويوم الدين ملكه، مالك يوم الدين هو مالِك وملِك الإثنان، يوم الدين هو مِلكه وهو مَلِكه كقوله تعالى (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء (26) آل عمران) مالِك من التملك، المُلك مِلْكه، لأن المالِك غير المَلِك، المالِك يتصرف غير الملِك. المالِ: له حق البيع والشراء والتصرف أما الملك ليس له هذا هو يدير الأمر فقط، الأمر عام، إدارة
المقدم: مالِك في سورة الفاتحة؟
د. فاضل: هو مالِكه. وفيها قراءة (ملِك) حتى يجمع الاثنين أنزل قراءتين متواترتين ليجمع المُلك والمِلك، التملك والحُكم أنزلها مرتين
المقدم: لكن كسياق في اللقة إذا قيل هذا مالِك كذا ينصرف الذهن إلى ماذا؟
د. فاضل: إذا قال مالِك قطعاً للتملّك، يعني مِلكُه قطعاً، إذا قال مالِك يعني مُلكُه قطعاً ولذلك ربنا قال (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ) المُلك والحُكم هو مِلْكُه يتصرف بالمِلك والمالك.
المقدم: وهنا (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) التغابن)
د. فاضل: الآية (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)) قال بعدها (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2)) الذي فعل هذا على شيء قدير أم لا؟
المقدم: قدير
د. فاضل: قال (وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) التغابن) أليس هذا ملكاً؟
المقدم: ملك
د. فاضل: إذن هو ملِك. (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ) يناسب له الحمد. (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) يناسب له الحمد. إذن الخالِق والحق وله الحمد وهو على كل شيء قدير، خلقه إذن هو على كل شيء قدير
المقدم: إذن ما بعدها يستوجب أن يكون ما قبلها (وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فيها قدرة
د. فاضل: قدرة ومُلك وحمد وما إلى ذلك. بعدها (يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (4)) الذي له المُلك ألا ينبغي أن يعلم ما في ملكه؟
المقدم: طبعاً ينبغي
د. فاضل: إذن (يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، لما هو خلقهما وهم ملكهما ينبغي أن يعلم ما فيهما, لأنه ذكر أنه خلقهما إذن ينبغي أن يعلم ما فيهما. ذكر أنه هو الذي خلقنا (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2)) إذن ينبغي أن يعرف ما نُسِرّ وما نُعلِن هذه كلها ينبغي أن يسبحه ما في السموات وما في الأرض، متناسبة مع تمام السورة.
سؤال: في سورة هود بعد قصة صالح (فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67)) وفي الاية بعدها في قصة شعيب (وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)) ما الفرق بين أخذ وأخذت؟ أيهما أصوب في ميزان اللغة؟
د. فاضل: كلاهما صائب، هذه قاعدة معروفة، (صيحة) هذه مؤنث مجازي يجوز فيها التذكير والتأنيث
المقدم: ما هو المؤنث المجازي؟
د. فاضل: الذي ليس له مذكّر من جنسه يتزوجه
المقدم: إذن الصيحة مؤنث مجازي يجوز تذكيرها وتأنيثها.
د. فاضل: هذا من حيث اللغة يجوز فيها التذكير والتأنيث مثل العاقبة مرة يقول (فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ) ومرة (مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ) هذه لأن عاقبة مؤنث مجازي. في قول صالح قال (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67)) وفي قوم شعيب قال (وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)). لما نقرأ ماذا قال في قوم صالح عبّر عن العذاب بالخزي مع قوم صالح (فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66)) ذكر أن العذاب هو الخزي فلما كانت بمعنى الخزي ذكّر
المقدم: فيها إشمام؟
د. فاضل: هذا على المعنى. العاقبة في القرآن إذا كانت بمعنى العذاب ذكّرها (كيف كان عاقبة)
المقدم: هو لا يراعي اللفظة فقط كعاقبة أو كصيحة
د. فاضل: لا، المعنى. إذا أنّث كلمة العاقبة فهي تعني الجنّة وإذا ذكّرها تعني العذاب
المقدم: قد يقول قائل وأخذ الذين ظلموا الصيحة
د. فاضل: لما ذكر الخزي راعى المعنى فذكّر
المقدم: راعى المعنى فذكّر، وفي شعيب؟
د. فاضل: لم يذكر. هناك أمر آخر عندما ذكر في قوم صالح (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) هكذا ختم الآية، عندما ذكر القوة والعزة يعني العذاب أشد، ختمها (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) معناها هي أقرب للتذكير لأن المذكر عندنا هو أقوى من المؤنث. حتى عقّب عليهم ولم يعقّب على قوم شعيب قال (أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ (68)) فهؤلاء استحقوا عذاباً أشد فذكّر الصيحة. إذن كلها إشارات على أن عذابهم أشد.
المقدم: إذن القرآن يراعي المعنى الدقيق للمفردة بالإضافة إلى المعنى للآية هذا في نظام عام السورة وفي نمط اللغة، إذن القرآن لا يشذ عن اللغة أبداً؟
د. فاضل: أبداً.
المقدم: يجري على سنن العربية؟
د. فاضل: طبعاً.
المقدم: علمه من علمه وجهله من جهله لا حرج في هذا.
سؤال: (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) القصص) لماذا ذكر الفؤاد أولاً ثم القلب؟ ما الفرق بين القلب والفؤاد؟
د. فاضل: الفؤاد مشتقة في اللغة من فأد. فأد يفأد يعني شوى، المتفأد هو مكان الوقود
كأنه خارجاً من جنب صفحته سفّود شَرْبٍ نسوه عند مفتأد
فأد شوى، فؤاد يعني محترق وأصبح فؤاد أم موسى محترقاً على ولدها تتحرق عليه. القلب بمعنى الشجاعة والعلم (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ (4) الفتح) للعلم والشجاعة، (وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ (11) الأنفال). الفؤاد يستعملها لشيء آخر (نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) الهمزة)
المقدم: (وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء (43) إبراهيم)
د. فاضل: هواء خالية
المقدم: إذن القلب ليس من كثرة التقلّب كما يقولون؟
د. فاضل: الناس يقولون هكذا. في القرآن له استعمال آخر
المقدم: إذن القرآن له خصوصية استعمال؟
د. فاضل: له خصوصية استعمال، يتصورون أن القلب لأنه يتقلب” وما سُميّ الإنسان إلا لنسيه ولا القلب إلا لأنه يتقلب” هذا كلام
سؤال: (وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ (49) غافر) لماذا قالوا ربكم ولم يقولوا ربنا؟ وفي آية أخرى (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ (77) الزخرف) لماذا قالوا ربك ولم يقولوا ربنا؟
د. فاضل: تقول ادع لنا ربك أو ربنا؟
المقدم: ادعو ربنا
د. فاضل: هو ربكم الذي يستجيب. (فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ (61) البقرة) أنت تدعو، الداعي يدعو ربه أو يدعو رب غيره؟!
المقدم: هل فيها إشمام بأنهم لا يقتنعون بربوبية الرب لهم؟
د. فاضل: لا، هو باعتبار لما كان أقرب للإستجابة لأنه حسب الداعي
المقدم: هم يتوسلون بالداعي الصالح
د. فاضل: ربنا في القرآن دائماً يقول (فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ (61) البقرة) (قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ (68) البقرة) أنت أقرب له فيستجب لك (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً (55) الأعراف)
المقدم: إذن لا حرج فيها لأنه يتوسل بالناس الصالحين أو يطلب من الناس الصالحين أن يدعوا ربهم
د. فاضل: ادعُ لنا ربك أو ربي؟ الداعي يدعو ربه
المقدم: أنا حملتها على فرعون لما كان يلاحق سيدنا موسى قال (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ (90) يونس) لم يقل آمنت بالله أو برنا وإنما بالذي آمنت به بنو إسرائيل، أي كبرياء هذا والعياذ بالله!
سؤال: (فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا (61) الكهف) ما معنى الحوت هنا؟ وما الفرق بين الحوت والسمكة؟
د. فاضل: الحوت هو السمك في اللغة لكن أكثر ما يُطلق على الضخم منه.
المقدم: السمك صغُر أو كبُر أو يُطلق على هذا الضخم الذي التقم سيدنا يونس؟
د. فاضل: أكثر ما يُطلق على الضخم.
المقدم: ومع سيدنا موسى هل كان يقصد الضخم أم السمكة؟
د. فاضل: السمكة. الحوت في اللغة هو السمك أصلاً وأكثر ما يُطلق على الكبير منها الضخم.
سؤال: في سورة النساء (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ (135)) وفي التوبة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ (8) المائدة) فما دلالة التقديم والتأخير؟ وما اللمسة البيانية في الآيتين؟
د. فاضل: إحداهما في النساء والأخرى في المائدة، في النساء (كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ (135)) قدّم قوامين بالقسط على شهداء لله وفي المائدة عكس (قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ (8)) هذه تضعها في سياقها يتضح المعنى.
المقدم: ما معنى قوامين والقسط؟
د. فاضل: القسط هو العدل ويأتي بمعنى النصيب
المقدم: لكن هناك مقسط وقاسط
د. فاضل: القاسط هو الظالم، قَسَط ظلم وجار (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) الجن). أقسط هذه همزة السلب يعني أزال الظلم مثل صرخ وأصرخ، جار وأجار، جار ظلم أجار أزال الظلم
المقدم: جعله في مأمن أزال الخوف الذي يعتريه، إسمها همزة السلب.
د. فاضل: قسط وأقسط، قسط ظلم وأقسط أزال الظلم يعني عدل.
المقدم: وقوام؟
د. فاضل: قام بالشيء فعله
المقدم: هذه صيغة مبالغة؟
د. فاضل: نعم. وفي القرآن قام يأتي بمعنى القيام بالشيء يعني فعله
المقدم: منها (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء (34) النساء)؟
د. فاضل: نعم، يعني قام على أمرها، يعني تولى الأمر. حتى القرآن يفرّق بين جمع قائم قيام لها معنى وقائمون لها معنى
المقدم: هل اللغة تفرّق؟ اللغة لا تفرق، هذه من خصوصيات الاستعمال القرآني؟
د. فاضل: نعم.
المقدم: ما معنى قيام وقائمون؟ هل قائمون تعني وقوف؟
د. فاضل: لا، في القرآن يستعمل القيام (فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ (68) الزمر) (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا (191) آل عمران) قيام ضد القعود. القائم يقومون بأمر الله (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) الحج) (وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) المعارج)
المقدم: معنى مختلف تماماً من حيث الشرع لكن من حيث اللغة اصطلاحاً واحد
د. فاضل: هذا من خصوصيات الاستعمال في القرآن كما يفرّق بين قاعدين وقعود
المقدم: هل هناك بعض المؤلفات التي تناولت خصوصيات الاستعمال القرآني؟ نسمع عن خصوصيات الاستعمال القرآني وهي مسألة طيبة لنرى كيف يُلبِس القرآن الكريم كساء جديداً للمفردة ويخصصها لمعنى معين دون غيره. ماذا عن الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ (8) المائدة)
د. فاضل: نضع كل واحدة في سياقها تتضح المسألة. نأتي إلى آية النساء (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ (135) النساء) قدّم القسط على الشهادة. قدّمها لأنه تقدمها ما يدعو إلى القسط (وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ (127)) وقبلها أيضاً ذكر العدل (وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ (129)) هذا أمر بالعدل. في الآية نفسها (فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ (135)) إذن السياق والمقام كله فيما يتعلق بالعدل فناسب أن يقدّم قوامين بالقسط
المقدم: هل هناك فرق دلالي بين القسط والعدل، القسط مثلاً شدة العدل؟
د. فاضل: القسط قد يكون بمعنى النصيب والعدل عام يأتي بمعنى الميل أحياناً يعدلون بمعنى يميلون
المقدم: إذن العدل أقوى
د. فاضل: كل واحدة لها دلالة.
المقدم: لأن من أسماء الله الحسنى العدل والمقسط. ألا يوجد فرق دلالي بينهما؟
د. فاضل: فيها فرق، ولذلك لما يذكر الميزان يذكر القسط غالباً لأنه بمعنى النصيب
المقدم: (وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) الرحمن)
د. فاضل: القسط معناها النصيب كل واحد يأخذ نصيبه
المقدم: أما العدل ففيها حكم عام
د. فاضل: فيها حكم عام لا يصح أحياناً تعارضهما
المقدم: بحسب المعنى العام المراد من خلال الآية. والآية (كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ (8) المائدة)؟
د. فاضل: تقدمها ما يدعو إلى القيام بأمر الله. هذه في المائدة، قال قبلها (وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)) هذا الذي يفي بالميثاق أليس من القيام بأمر الله؟
المقدم: نعم
د. فاضل: السمع والطاعة لله أليس من القيام بأمر الله؟ التقوى؟ تقدمها أمور القيام بأمر الله فقدم القيامة لله. تلك تقدمها ما يدعو إلى القسط فقدم القسط، هذه تقدمها القيام بأمر الله والشهادة والميثاق، إذن كل واحدة في مكانها.
سؤال: في سورة طه الآية (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ (12)) والثانية (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا (14)) فما الفرق بين الآيتين؟
د. فاضل: هي في سورة طه، عندما رأى ناراً فجاءها (إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) طه) (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12)) بإضافة الرب إلى ضمير المخاطّب. إنسان يأتي إلى مكان يسمع صوتاً ولا يراه تحصل له وحشة، يسمع صوتاً ولا يراه فيها خوف فلما يقول له أنا ربك فيها تربية وتعهد وحنوّ. لما يقول (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)) هذا توحيد، كيف نقول الشهادة؟ ما هي كلمة التوحيد؟ لا إله إلا الله. الآن في مقام التوحيد (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي) هذه فيها عبادة.
المقدم: قد يقول سائل ماذا قال تحديداً إنني أنا الله أو إني أنا ربك؟.
د. فاضل: كلاهما. أول مرة طمأنه (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ) والمرة الثانية أمره بالرسالة (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)، هذا أمر آخر. الأولى طمأنه والأمر الآخر المهم هو أمر الرسالة ما هو أهم (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) إلى قوله (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24)) هذا أمر آخر. ومرة قال (إني) (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ) ومرة قال (إنني) الأمر المهم جاء بالنون الزائدة (نون الوقاية للتوكيد) (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ) إنني آكد من إني.
المقدم: نون الوقاية تدل على التأكيد؟
د. فاضل: هذا الذي لاحظناه في القرآن الكريم في إني وإنني، وإنا وإننا، يأتي بها فيما هو أكثر توكيداً
المقدم: لكن من حيث اللغة؟
د فاضل: هذا أمر لغوي فيه كلام. الأمر المهم أكّد وقال (إنني) بنون أخرى أكّد (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي). (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ) أيُّ الأهم؟ (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ) (ِإنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) لاحظ بين الأمرين كم هو الفرق؟! (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) هذا تبليغ، (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13)) هذه تبليغ رسالة ولذلك قال (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ) في مقام التوحيد وفي مقام العبادة وجاء بنون أخرى نون الوقاية للدلالة على أهمية هذا الأمر
المقدم: إذا كان الرب فيها معنى المربي والمشرف إذن فرعون قال (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) النازعات) كيف نفهم هذه؟
——–فاصل————
المقدم: فرعون قال (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) إذا كان فيها معنى المربي فلم لم تحمل على هذا؟ وهل كل كلمة رب تطلق للبشر ولرب البشر سبحانه وتعالى؟
د. فاضل: كلمة رب تطلق أحياناً للمالِك يعني رب الدار، وفي القرآن استعملها (قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ (50) يوسف) (إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ (23) يوسف) هكذا بالإفراد
المقدم: (إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ) هل هي لله سبحانه وتعالى أم للعزيز؟
د. فاضل: للعزيز
المقدم: ليست لله سبحانه وتعالى
د. فاضل: لا، (إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ (23) يوسف) (قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ (50) يوسف)
المقدم: (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ (77) الزخرف)
د. فاضل: هو ربنا رب العالمين كلهم، لكن تستعمل للمالِك في اللغة.
المقدم: أما الله فهو إسم العلم إذا ذُكِر ينصرف لله سبحانه وتعالى
د. فاضل: طبعاً (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65) مريم)
المقدم: لكن رب تحتمل، نقول رب الدار رب كذا رب الأسرة رب العائلة.
سؤال: ما الفرق بين الآيتين (اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي (42) طه) وآية (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) طه)؟
د. فاضل: هذان موضعان مختلفان ومقامان مختلفان (اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي (42) طه) هذا الخطاب لموسى وحده عندما ذهب ورأى النار، (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) طه) هذا خطاب آخر لهما، هارون كان حاضراً هذا غير ذاك الموضع، في موضع آخر ربنا طلب من موسى أن يأتي بأخيه هارون
المقدم: مع أن الآيتين في سورة طه
د. فاضل: هذه ليس فيها إشكال، في السورة الواحدة يذكر عدة مواقف وعدة رسل وعدة أنبياء هذه ليس فيها إشكال. (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) طه) هذا مقام آخر ومكان آخر غير ذاك، حتى يقال ذهبا إلى الطور فخوطبا هناك موسى وهارون خوطبا معاً حتى يكون نبياً يجب أن يبلّغ وأن يوحى إليه
المقدم: هذا ما يحدث فجوة، السؤال الله سبحانه وتعالى أمر سيدنا موسى وحده أم أمر سيدنا موسى مع سيدنا هارون؟
د. فاضل: الإثنان، أول مرة عندما كان وحده قال (اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ)
المقدم: إذن هذا أمر وهذا أمر آخر في زمن آخر
د. فاضل: وقت آخر ليس نفس الوقت.
المقدم: أنا تصورت أن الآيتين يعبران عن موقف واحد وهو طلب الله من موسى أن يذهب إلى فرعون فقط
د. فاضل: لا
المقدم: إذن الطلب تكرر
د. فاضل: تكرر وفي موقفين وبينهما زمن عندما رجع موسى إلى أهله والتقى بهارون وبلّغه، هذا وقت آخر.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 14/1/2010م:
ليلى من العراق: في سورة الرحمن تكررت (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) فما الحكمة من تكرارها؟
لماذا قال ربكما ولم يقل ربكم كما في سورة المرسلات (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ) هنا المخاطب للجمع وفي سورة الرحمن الخطاب للمثنى فقط فهل هي للثقلان؟
د. فاضل: نعم للثقلان (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ (31)) (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ (33)) الجن والإنس
(رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) الرحمن) ما دلالة المشرقين والمغربين؟
المقدم: وهنا رب المشارق والمغارب، ورب المشرق والمغرب
هاشم من العراق: سورة النساء الآية 162 (لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا) السؤال لماذا وردت المقيمين ولم يقل المقيمون؟ ولماذا لم تحذف النون (والمقيمو الصلاة)؟
د. فاضل: لو أضاف لحذف.
أم أحمد من السعودية: في سورة الأعراف (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ (12)) وفي آية أخرى (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) الحجر) ما الفرق بينهما؟ وما دلالة استخدام (منعك) مع (ألا تسجد)؟
د. فاضل: هناك آية أخرى (مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ (75) ص)
محمد من سوريا: في الحلقة الماضية لم نتابعها بشكل طيب وهي بخصوص نبوءة سيدنا محمد في التوراة هل بالإمكان إعادة الحلقة؟
المقدم: نتفق مع الدكتور ونخصص حلقة للحديث عنها وللدكتور مؤلف في هذا الموضوع وهو نبوءة محمد من الشك إلى اليقين.
ساجد من العراق: آية في سورة الأنبياء (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون (41)) استخدم الفعل استهزأ في بداية وفي نهاية الآية بينما استخدم الفعل سخروا في وسط الآية فما اللمسة البيانية في هذا الاستخدام؟ وما الفرق بين الاستهزاء والسخرية؟
د. فاضل: هذا السؤال أجبنا عنه
د. صالح من سوريا: أنتم أثرتم نقطة من حلقتين سابقتين عن مرسوم الخط في القرآن الكريم وأقول أن الزركشي في البرهان في علوم القرآن في الجزء الأول أفرد ما لا يقل عن ستين إلى سبعين صفحة تحت عنوان مرسوم الخط والدكتور يعلم أنه عندما كتب المصحف في أيام الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه اختلف زيد مع نفر من القرشيين على كلمة التابوت فقال زيد وهو أنصاري أن يكتبها بالتاء المربوطة وقال القرشيون نكتبها بالتاء المفتوحة وعندما رفعوا الأمر إلى عثمان رضي الله عنه أمرهم أن يكتوبها بالتاء المفتوحة لأنها هكذا نزلت فالأمر كله توقيفي مرسوم القرآن. وهناك مهندس إسمه عثمان الرفاعي من سوريا أجاد في كتاب لمرسوم الخط في حوالي مائة صفحة بحث هذا الأمر فأحببت أن أنوه عن هذا الأمر.
أظن أن هناك فرق بين الكلام والقول واللفظ واللغة العربية الله أعلم أنها موضوعة من الله سبحانه وتعالى وأوحاها إلى العرب حتى وصلت إلاى قمتها أيام الرسول r صلى الله عليه وسلم لينزل القرآن ليتحداهم بهذه اللغة والله أعلم.
خليفة من العراق: عندي معلومات عن يأجوج ومأجوج، هل يمكن تفسير القرآن بالقرآن أن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض وذكر في سورة الإسراء (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ (4) الإسراء) فهل معنى يأجوج ومأجوج أنهم من بني إسرائيل؟
المقدم: يأجوج مشتقة أم هي قبائل؟ ليس يأجوج من أجج النار
د. فاضل: هي قبائل.
سعد من العراق: ما اللمسة البيانية في التقديم والتأخير في سورة الواقعة (ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51)) وفي نهاية السورة (وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92))؟
د. فاضل: أجبنا عن هذه السؤال قبل حلقتين.
أبو ياسين من الشارقة: كل مؤلف يحتار عندما يختار عنوناً لكتابه وعنوان الكتاب عادة يكون سبباً مهماً لترويجه كما هي شخصية المؤلف ولترغيب عدد كبير من القرآء لقراءته، كيف تم اختيار عناوين السور الشريفة؟ ولماذا تم اختيار عنوان بالذات دون غيره؟ مثلاً سورة الزخرف اختيرت كلمة الزخرف دون غيرها مع وجود كلمات أخرى فيها مثلاً معارج وسرر من فضة؟
المقدم: هل أسماء السور توقيفي؟ بأمر من الله سبحانه وتعالى هو أطلق عليها الفاتحة والبقرة وآل عمران والنساء والمائدة وهكذا؟
د. فاضل: نعم توقيفي، “فبدأ بالبقرة” وأحياناً يكون للسورة أكثر من إسم، الفاتحة لها عدة أسماء وبراءة لها أكثر من إسم، قال صلى الله عليه وسلم “شيبتني هود”، “من قرأ سورة الإخلاص”، “من قرأ المعوذتين”
بُثّت الحلقة بتاريخ 14/1/2010م
من قسم الفيديو
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2065
الرابط علي الارشيف
http://www.archive.org/details/lamasat14012010
رابط جودة عالية
http://ia341320.us.archive.org/2/items/lamasat14012010/lamasat14012010_chunk_11.AVI
رابط جودة متوسطة
http://ia341320.us.archive.org/2/items/lamasat14012010/lamasat14012010_chunk_11.rmvb
mp4 رابط
http://ia341320.us.archive.org/2/items/lamasat14012010/lamasat14012010_chunk_11_512kb.mp4
رابط صوت
http://ia341320.us.archive.org/2/items/lamasat14012010/lamasat14012010_chunk_11.mp3
2010-01-15 07:58:49الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost