الحلقة 222
إجابة على أسئلة المشاهدين
سؤال: جزء من حوار الله تعالى مع بني إسرائيل وأنه اختارهم وفضّلهم على العالمين في غيرما موضع في القرآن الكريم (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) البقرة) (وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32) الدخان) هل ينسحب على العالمين حتى هذه اللحظة؟ وما هي اللمسة البيانية الموجودة في كلا الآيتين؟
د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. العالمين ليس بالضرورة ينسحب إلى العالمين الآن وإنما في زمانهم. أحياناً ربنا يذكر العالمين ولا يقصد كل البشر. مثلاً كلام موسى (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ (20) المائدة) هل آتاهم أكثر مما في البشرية الآن وما يملكون؟
المقدم: لا، إذا قارناهم بالعالمين اليوم
د. فاضل: إذن لما نقول العالمين ليس بالضرورة تنسحب إلى الجميع وإنما العالمين في وقتهم. (وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ) الآن آتى أشياء لا شيء بالنسبة لما آتاهم في ذاك الوقت. قوم لوط قالوا (قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ (70) الحجر) لا تعني كل العالمين وإنما هم جماعة محدودة.
المقدم: في البيئة الجفرافية آنذاك.
د. فاضل: إذن كلمة العالمين لا تنسحب بالضرورة على الجميع. ربنا قال (وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) الأنعام) هل في المذكورين أحد من أولي العزم؟ لا، ولا واحد. هل فضلهم على أولي العزم؟
المقدم: العالمين يندرج تحتها الرسل والأنبياء وأولي العزم من الرسل
د. فاضل: إذن لا يندرج وإنما كل واحد في زمانه.
المقدم: إذن لا تنسحب كلمة العالمين من لدن آدم إلى هذه اللحظة
د. فاضل: لا يمكن. (وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ) هل فضلهم على إبراهيم؟ على موسى؟ على عيسى؟ على محمد؟ لا، فإذن كلمة العالمين تؤخذ في سياقها وفي حينها
المقدم: لكن في قوله (وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32) الدخان)
د. فاضل: في حينها، في الماضي
المقدم: لا ينسحب في أنهم أفضل منا الآن وهم شعب الله المختار حتى الآن
د. فاضل: هو يتكلم عنهم في السابق عندما اختارهم في حينها مثل (قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ (70) الحجر) (وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ (20) المائدة) الذي آتاهم بالنسبة لما آتى غيرهم الآن هو لا شيء فإذن كلمة العالمين لا تنسحب على كل شيء إذا ربنا قال (رب العالمين) فهو رب العالمين كلهم لكن ما يتعلق بشعب معين أو حادثة معينة أو كلام معين فهي في حينها.
سؤال: القرآن الكريم حينما يستخدم بعض الكلمات التي يكون بينها تقارب دلالي ربما لا تكون هنالك فوارق لكن حدود فاصلة وقد تكون هنالك فوارق دلالية مثل كلمة الآرائك (عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) المطففين) وكلمة سرر (عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ (15) الواقعة) ما معنى أرائك وسرر؟ والفرق بينهما؟ وما اللمسة البيانية في استخدام كل واحدة منهما؟
د. فاضل: السرير هو الذي يُجلس عليه أو المضطجع
المقدم: السرير مفرد سُرر؟
د. فاضل: نعم، إذن السرير هو ما يُجلس عليه أو يضطجع عليه
المقدم: المعروف بهيئته الآن مثلاً؟
د. فاضل: بأي شكل ليس بالضرورة شكل معين لكن أي شيء يضطجع عليه هو سرير. أصله مأخوذ من السرور وكان لأولي النعمة، يتنعم. الأريكة مفرد الأرائك، هو سرير لكن ليس أي سرير، لا بد أن يكون مزيناً وفيه قُبة وستور مرخاة إذا لم تكن هناك ستائر مرخاة ومزينة فهو ليس بأريكة. هم يقولون سرير في حجلة، مثل القُبة موضوع مزين بستور مرخاة هذا الذي يسمى أريكة
المقدم: ليست الكنبة
د. فاضل: لا، هذا لا يسمى أريكة. الأريكة يجب أن تكون مزينة بستور وتزيين حتى تسمى أريكة
المقدم: هل هي كلمة عربية؟
د. فاضل: نعم الأريكة مأخوذة من الإقامة من أَرَكَ يعني أقام، الأروك الإقامة
المقدم: إذن هنالك فرق في اللمسة البيانية المستخدمة مع كل كلمة سواء كانت أريكة أو سرر، هذه درجة وتلك درجة أخرى.
د. فاضل: نعم، على سرر أنت وصديقك تتكلم لكن الآرائك في الأكثر للأزواج (هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ (56) يس) ستور مرخاة هذه للأزواج فيها ستر، قبة مزينة تسمى أريكة، إذن السرير ليس هو الأريكة يجب أن تأتي معه أمور أخرى حتى يسمى أريكة.
المقدم: نحن بحاجة إلى دراسة النعيم في القرآن. لو خصصنا مجموعة من الحلقات في الدورة الجديدة في صور النعيم وحتى صور العذاب في القرآن
د. فاضل: أظن هنالك رسالة في أنواع العذاب في القرآن لست متأكداً لكن لا أعلم إن كان هناك شيء عن النعيم.
المقدم: نخصص حلقات للنعيم وكيف يستخدم القرآن هذه المفردة في هذه الآية في هذا السياق لأنه ربما يكون بينهم تقارب.
د. فاضل: ربما وكل واحدة تستعمل في مكانها.
سؤال: في سورة يوسف (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا (22)) وفي سورة القصص قال (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا (14)) ما اللمسة البيانية في الفرق بين الآيتين؟
د. فاضل: استوى معناه اكتمل شبابه وتمت قوته، هذا الاستواء.
المقدم: هل لهذا سن معين؟
د. فاضل: بلغ أشده هما الإثنان بلغ أشده يعني مرحلة الشباب لكن استوى تمام الشباب وتمام القوة. لماذا ذكر استوى مع موسى دون يوسف؟ مع موسى ذكر أموراً فيها قوة (فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ (15) القصص) (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ (24) القصص) تحتاج إلى قوة وليس فقط إلى بلوغ الأشد ولذلك قال (استوى). في يوسف ليس فيه هذا الشيء، لم يذكر عنه أمور
المقدم: مع أنه في الحالين يتحدث عن أنبياء
د. فاضل: كونه نبياً ليس له علاقة. قبل النبوة ذكر مع موسى أموراً تدل على القوة الجسمانية (فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا (19) القصص) (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ (24) القصص) (عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ (27) القصص) هذا مناسب للاستواء وليس مجرد بلوغ الأشد
المقدم: إذا قلنا خارج القرآن قال في سيدنا موسى بلغ أشده فقط يجوز لغوياً؟
د. فاضل: طبعاً لكن في سياقها (استوى).
المقدم: مراعاة القرآن الكريم لمنتهى الدقة في اختيار هذه اللفظة مع أن المعنى يستقيم
د. فاضل: بلغ أشده عامة لكن هنالك مع بلوغ الأشد هنالك صفات أخرى تذكر في المناسبات الأخرى التي يتكلم عنها السياق، بلغ أشده عام لكل واحد لكن هنالك صفات
المقدم: هل بلوغ الأشد والاستواء منوط بالتكليف بالرسالة سيدنا موسى أربعون عاماً وسيدنا يوسف ليس هذه المدة؟
د. فاضل: ليس بالضرورة.
سؤال: في سورة نوح قال تعالى (وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17)) ما الوجه البياني في كلمة نباتاً وليس المصدر إنباتاً؟
د. فاضل: نبات هو مصدر نَبَتَ، مصدر الفعل الثلاثي وإنبات مصدر الفعل الرباعي أَنْبَتَ. أحياناً القرآن يأتي بفعل ولا يأتي بمصدره وإنما يأتي بمصدر فعل آخر ليجمع أكثر من معنى مثل (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) المزمل). هنا (وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا) يعني أنبتكم فنبتّم وأطعتم أمر ربكم.
المقدم: نبات أليس مصدر؟
د. فاضل: نبت الثلاثي، أنبت أنت أنبته، نبت هو نبت يعني طاوع. مثال آخر في مريم قال (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا (37) آل عمران) لم يقل إنباتاً، أنبتها فنبتت نباتاً حسناً يعني هي معدنها الكريم وافق لو قال إنباتاً لم يجعل لها فضلاً.
المقدم: ربنا يريد أن يثبت لها الفضل في أن معدنها طيب
د. فاضل: في معدنها طبعاً لأنه لو قال إنباتاً يعني لم تفعل شيئاً لكن ربنا أنبتها وهي نبتت نباتاً حسناً. مثل (وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا (60) النساء) أضل إضلال ولكن لم يقل إضلال وإنما قال (ضَلاَلاً بَعِيدًا) لماذا؟ الشيطان يريد أن يضلهم وهم يذهبون في الضلال فيضلون
المقدم: كأن الاستعداد للضلال كامن في أنفسهم
د. فاضل: هو يضعهم على الطريق وهم يكملون المهمة لو قال إضلال معناها هو أضلهم، هو يضعهم على طريق الإضلال يضلهم ثم هم يبتكرون من الضلال ما يشاؤون، هم يكملون المشوار
المقدم: إذن هم من الداخل عندهم استعداد لهذا كما أن السيدة مريم من الداخل عندها استعداد. وهنا (وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا)؟
د. فاضل: أنتم طاوعتم أمر ربكم.
المقدم: كل كلمة بالفعل تلفت الانتباه إلى عظمة الخالق سبحانه وتعالى في اختيار اللفظة ربما لا يتبادر إلى أذهاننا ونحن نقرأ القرآن الكريم، نقرأه هكذا (وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا) نباتا، إنباتاً لا ننتبه ولا نقف عند هذه اللفظة. هل الكفار الذين لم يؤمنوا بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كانوا يفهمون لماذا قال ربنا نباتاً ولم يقل إنباتاً؟
د. فاضل: هذه لغتهم،
المقدم: أبو جهل وأبو لهب كان يفهم هذا الكلام؟
د. فاضل: هو يفهم لكن ما منعه إلا الكِبر، هو يفهم ويعي، قالوا نحن نعلم أنه رسول لكننا نحن بنو عبد مناف سابقنا فقالوا منا رسول فماذا نقول نحن؟! هم يعلمون هذا الشيء (فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ (33) الأنعام) وكانوا يأتون ليلاً ليسمعوا الرسول r
المقدم: من خلال قراءتكم لم تسمع أن أحداً من الكفار اعترض على آية أو على كلمة أو على كلام المصطفى؟
د. فاضل: (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا (47) الإسراء)
المقدم: من مرصدك الخاص ماذا تقيّم من يهاجم القرآن الآن؟
د. فاضل: هو أحد أمرين إما الجهل باللغة أو يكون مُغرِضاً صاحب فتنة.
سؤال: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) الصف) وفي التوبة (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32)) ما اللمسة البيانية في الفرق بين الآيتين؟.
د. فاضل: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ) فيها احتمالين من حيث اللغة أولاً أن تكون اللام في (ليطفؤوا) زائدة هي في الأصل يريدون أن يطفئوا (أن يطفئوا مصدر مأول ومفعول به) فزيدت اللام على المفعول به ومفعول الإرادة كثير (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) الأحزاب) هذا موجود. إما أن تزاد اللام للتوكيد أو تأتي للتعليل
المقدم: نقول اللام زائدة هنا للتوكيد ويطفئوا مفعول به لفعل يريد، شأن مع الإرادة تماماً. وأن يطفئوا؟
د. فاضل: ليس فيها زيادة
المقدم: إذن لماذا اختار هذه هنا وتلك هنا؟
د. فاضل: إذن واحدة آكد من الأخرى. نرى أين وضع هذه وأين وضع هذه؟ الآية التي فيها (ليطفئوا) هذه في تكذيب النصارى للبشارات المذكورة عندهم في الإنجيل (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (6) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) الصف)
المقدم: وكأنهم يكذبون الإشارة عندهم هم
د. فاضل: والمهم إطفاء نور الإسلام، نور الرسالة الخاتمة. أما الثانية (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) التوبة) هذا الكلام فيما بينهم، الكلام ليس له علاقة بالتكذيب بالرسالة الخاتمة، إلى أن يقول (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ). تلك التكذيب بالرسول r الخاتم، بموضوع الرسالة الخاتمة، في النبوة لذلك جاء بالتوكيد (ليطفئوا). ليس هذا فقط وإنما لو أكملنا الآيتين قال في آية (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ) وفي الثانية (إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ). (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ) جاء بالإسم للقوة والثبات وفي الثانية (إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ) فعلية فيها تجدد لكن الله متم قطعاً، في الأولى متم نوره كأنه أمر حاصل مثل (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً (30) البقرة) الأمر انتهى
المقدم: إني جاعل غير إني أجعل؟
د. فاضل: طبعاً الأمر انتهى وهو بمنزلة ما هو حاصل.
المقدم: إني ذاهب غير أنا اذهب
د. فاضل: طبعاً (وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) الصافات) الأمر انتهى
المقدم: هذا قول فصل وما هو بالهزل.
د. فاضل: (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ) يعني الأمر انتهى، صدر الأمر وانتهى
المقدم: و (وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ)؟
د. فاضل: (أن) تفيد الاستقبال، هذا الكلام عن الاستقبال. أما تلك فالقرار أصبح ثابتاً
المقدم: قطعي الدلالة قطعي الثبوت
د. فاضل: ثابت. كلٌ في موضعه وبدقة عجيبة.
المقدم: هذا ما أطلق عليه عبد القاهر الجرجاني النظم
د. فاضل: نعم هو من النظم.
المقدم: لكن هذا يحتاج إلى كثير علم، رصف المباني هكذا للحصول على المعاني يحتاج إلى كثير علم وإحاطة تامة باللغة العربية
د. فاضل: يحتاج إلى رسوخ في اللغة وبصر شديد
المقدم: إذن من يتصدى لتفسير القرآن مثلاً لا يكتفي أنه حافظ للقرآن الكريم مثلاً
د. فاضل: لا، بالنسبة للتصدي يذكرون أموراً كثيرة أولها التبحر في علوم اللغة والنحو والتصريف والبلاغة وليس المعرفة قالوا ولا تغني المعرفة اليسيرة. التبحّر في علم اللغة والنحو والتصريف والبلاغة ولا تغني المعرفة اليسيرة.
المقدم: كيف نعلم أن الله سبحانه وتعالى راضٍ عن هذه التفاسير التي يقولها المفسرون وهل يوم القيامة سيكون هناك تفسير نعلم به وجهة الله الحقيقية في هذا القرآن؟ كيف نعلم تفسير القرآن؟
د. فاضل: هو كثير منه اجتهاد بحسب المعلومات أما هل هو قطعي لأن ربنا حسب ما علمنا وأخبرنا الرسول r أن الله تعالى يجمع المفسرين يوم القيامة ويفسر القرآن فكأنهم لم يسمعوا شيئاً ولم يعرفوا شيئاً أبداً.
سؤال: القرآن الكريم يستخدم التقديم والتأخير (والله خبير بما تعملون) (والله بما تعملون خبير) هل لهذا أثر دلالي على المعنى؟ وما المعنى المراد في كل منهما؟ وما اللمسة البيانية الموجودة؟
——-فاصل——
د. فاضل: إذا كان السياق في عمل الإنسان قدّم بما تعملون (وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ). قاعدة: إذا كان السياق في عمل الإنسان يقدم العمل وإذا كان السياق في غير العمل أو في الأمور القلبية أو الكلام على الله سبحانه وتعالى يقدم صفته (خبير). مثال (إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ (271) البقرة) هذا عمل (وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)
المقدم: هذا سبقه عمل الإنسان
د. فاضل: (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى (10) الحديد) هذا عمل، قال (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ). (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234) البقرة) قدّم العمل. (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (7) فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) التغابن)
المقدم: إذا كان الموضوع منصب على عمل الإنسان يقدِّم (بما تعملون)
د. فاضل: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) النمل) الكلام عن صفة الله تعالى فقدّم خبير، (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لَّا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (53) النور) النفاق أمر قلبي فقال (خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ). (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) الحشر) التقوى من عند الله.
المقدم: هناك منطق في النظم يقول هذه إذا سبقها كذا. فالذي يُشكل عليه الحفظ إذا فهِم هذه القاعدة يكون أفضل.
سؤال: في سورة الطلاق نهاية السورة قال تعالى (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)) ما علاقة نهاية السورة ببدايتها؟ وما معنى الآية في السورة؟
د. فاضل: نقرأ الاية الخاتمة (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)) هذه الآية الخاتمة. الآية الأولى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1)) هو كل ما في السورة متناسب مع الخاتمة، الخاتمة ذكر فيها (يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ) (أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) هذه الخاتمة. في الإنزال أولاً السورة كلها منزلة من ربنا سبحانه وتعالى (ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ (5)) هذا تنزيل. (فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10)) هذه ليست فقط لها علاقة بالأولى أنه نزّلها من فوق سبع سموات وإنما هي في السورة أصلاً. (أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا (8) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9)) من يفعل ذلك غير من هو على كل شيء قدير؟ (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)) هذه قدرة. (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (3)) أولاً من يتقي تحتاج إلى علم بالمتقي (عليم) وتحتاج إلى قدرة يعني ارتبطت بالعلم والقدرة (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4)) هذه كلها متعلقة بالعلم والقدرة. الخاتمة تتعلق بكل السورة وليس في مكان واحد. ربنا قال (قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) وهو على كل شيء قدير وأحاط بكل شيء علماً. فإذن خاتمة السورة هي مرتبطة بكل السورة ابتداء من أولها إلى آخرها في بحر السورة كلها. (ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ (5)) رسولاً يتلو عليكم آيات الله هذه بكل شيء عليم الذي يُنزل هذه الأشياء التي تهدي الناس وتعلمهم، أليس بكل شيء عليم؟. إذن الآية الأخيرة هي مرتبطة بالسورة من أولها إلى آخرها بجزئياتها يعني (يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) السورة كلها متنزلة وهذا الطلاق متنزلة من فوق سبع سموات لأهمية المسألة وأنزلها الذي أحاط بكل شيء علما.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 4/2/2010م:
محمد المطيري من الشارقة: يقول تعالى في سورة الفتح (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)) لماذا الضمير (عليهُ) مرفوعاً وليس مجروراً؟
د. فاضل: هذا مبني على الضم وليس مرفوعاً.
أسامة من الفجيرة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ (119 الحجرات) لماذا ذكرت النساء بآية منفصلة عن القوم مع أن القوم تشمل النساء والرجال؟
د. فاضل: القوم الأصل فيها للرجال وهي في الأصل جمع قائم
المقدم: قوم لها مفرد من جنسها؟
د. فاضل: قسم يقول هذا. وقسم يقول ليس لها مفرد من جنسها، فالأصل فيها أن قوم للرجال ولذلك أفرد عنها النساء.
خليل من العراق: (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39)) في سورة ق وفي سورة طه (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا (130)) فما الفرق بين قبل غروبها وقبل الغروب؟
د. فاضل: في ق قال بعدها (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ (41)) الغروب هنا مطلق فتأتي بعدها القيامة، ذكره في التناسب قال (قبل الغروب) الغروب هنا عام لم يجعله عائداً على الشمس، غروب عام حتى الكواكب والنجوم ولذلك قال (قبل الغروب) المناسب بعدها ذكر يوم القيامة قال (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ (41) ق) بينما في آية سورة طه فالكلام في الدنيا.
هاشم من العراق: اقتبست هذه الأبيات من كتاب البداية والنهاية لابن كثير مع بعض التحوير وإنني أرى الدكتور فاضل أحق بها وأهلها
يا فاضل زادك الله من وابله نعماً يقصر عن إدراكها الأمل
لا بدّل الله حالاً حباك الله بها ما دام بين النحاة الحال والبدل
النحو أنت أحقّ العالمين به أليس باسمك فيه يضرب المثل
قيس من العراق: سورة النساء الآية 24 كلمة (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ) ما معنى كلمة ما استمتعم به؟
د. فاضل: هذه تدخل في مسألة المتعة
المقدم: إذا أردت حكماً فقهياً يمكن إحالة السؤال على برنامج وتواصوا بالحق يوم الجمعة هذا برنامج للفتاوى والأحكام الفقهية أما برنامجنا هذا فهو برنامج لغوي ليس برنامجاً فقهياً ولا دينياً وإنما هو برنامج لغوي بياني لكن مادته القرآن الكريم فأنا أحيلك لبرنامج تواصوا بالحق أو أوصل سؤالك لهم.
أبو أنس من الشارقة: سورة الصف الآية 10 و11 و12 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)) تؤمنون هذا فعل الطلب على ما أظن فلماذا لم يأت مجزوماً؟ لأن جواب الطلب (يغفرْ لكم)؟
د. فاضل: هذا خبر يراد به الطلب أي آمنوا لأن أحياناً الفعل الخبري قد يراد به الطلب مثل (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ (228) البقرة) (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ (233) البقرة) أي ليرضعن أولادهن، أحياناً الفعل الخبري يراد به الأمر، أحياناً تقول لابنك تروح السوق تشتري كذا تأمره لكن باسلوب الطلب، تروح فعل مضارع لا تقل له روح بصيغة الأمر، تذهب إلى، تفعل هذا لا تقل له إعمل، في اللغة عندنا هذا الشيء أحياناً الخبري قد يراد به الطلب مثل (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ (256) البقرة) يعني لا تكرهوا، (فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ (197) البقرة) (لا رفث) نافية للجنس لكن في معناها ناهية (فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ) هذا نهي. هذا خبر يراد به الطلب
المقدم: الفعل لا يكون مجزوماً
د. فاضل: (تؤمنون) فعل عادي ولكن المراد به آمنوا فأجاب الطلب هذا قال (يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ). وقسم من النحاة قالوا ورفضه قسم قالوا (هَلْ أَدُلُّكُمْ) هذا طلب ثم قال (يَغْفِرْ لَكُمْ) إذن يغفر لكم جواب هل أدلكم لكن هذا فيه ضعف من حيث المعنى وأنا أحبذ الرأي الأول.
محمود من كندا: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) آل عمران) سؤالي في (جنةٍ) نحن كمؤمنين نؤمن أن الجنة والنار مخلوقتان أي لهما وجود في الخارج بينما الله سبحانه وتعالى قال (جنةٍ) نكرة وليست معرفة حيث وصفها بجملة (عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ) والنكرة إذا وصفت بالنكرة لا تتعرّف لكن جنة لها وجود خارجي بمعنى لها أبعاد ثلاثة العمق والطول والعرض. الله سبحانه وتعالى وصف الجنة بعرضها ولم يشر إلى طولها أو عمقها. هل هنا تشبيه عرضها كعرض السموات والأرض، معناها شبه السماء بعرض السموات والأرض حذفت أداة التشبيه والمشبه به (جنةٍ) نكرة ولم يأت بها معرفة لماذا؟
د. فاضل: أحياناً يُراد بالنكرة واحد بعينه كقوله تعالى (سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ (58) يس) ربّ نكرة لكن المراد به الله سبحانه وتعالى. أحياناً مفهوم النكرة قد تدل على واحد بعينه.
المقدم: لماذا قولاً في (سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ)؟
د. فاضل: هذا مفعول مطلق يعني يقولها قولا
أبو عدنان من العراق: سورة النمل الآية 29 (قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)) الملكة كانت تعبد الشمس فكيف فهمت أن هذا الكتاب كريم علماً أنها لم تكن تعبد الله؟
د. فاضل: الكتاب الكريم ليس بالضرورة أنه من الله لكن هيأته وصورته، هي رسالة وليست كتاب (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) النمل) لكن مرسل بشيء جميل جداً، يعني كريم في شكله في طبيعته. كلمة كريم عامة ما حسُن من الأشياء وعظُم وليس القيمة المعنوية داخل النص نفسه وإنما شكلاً تأتيك رسالة جميلة مرتبة رسالة كريمة. كريم لا تعني أنه من الله لكن أنه شيء كريم منمق مبين أنه بشكل وأن المرسل ليس عادياً، من ملك من الملوك.
أم محمود من العين: في سورة الحاقة (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14)) لماذا نفخةٌ مرفوعة ودكةً منصوبة؟
د. فاضل: نفخة نائب فاعل فهي مرفوعة، ودكة مفعول مطلق لأن دكتا نائب الفاعل هو الألف (ضمير) ودكة مفعول مطلق، نفخة هو مصدر الوحدة نفخ نفخة هذه نائب فاعل.
محمود من العراق: سورة الكهف (حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93)) كيف قالوا إذا كانوا لا يفقهون قولا؟
د. فاضل: اللغة تختلف، لا يفهمون كلام ذو القرنين، لغتهم تختلف، ربما احتاجول مترجم أو فهموه بشكل من الأشكال. لا يفقهون قول ذو القرنين ويمكن أن يكونوا قالوا عن طريق مترجم أو شيء من هذا.
عبد الموجود من العراق: بالنسبة لسورة الضحى (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7)) إذا قُرئت بالظاء ماذا تعني وإذا قرئت بالضاد ماذا تعني؟
د. فاضل: إذا نُطقت بالظاء معناها باقية ظلّ يعني بقي.
في سورة الفاتحة التي هي أم الكتاب في قوله تعالى (غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)) بعض القراء يقرأون المغضوب بالظاء وكذلك الضالين يقرأونها بالظاء فهل هناك من فروقات في ذلك؟
د. فاضل: ظالين يعني باقين، ظال من ظل يظل المفروض أن يتحرى النطق الصحيح.
بُثّت الحلقة بتاريخ 4/2/2010م
من قسم الفيديو
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2074
الحلقة222
الرابط علي الارشيف
http://www.archive.org/details/lamasat040210
رابط جودة عالية
http://ia341321.us.archive.org/3/items/lamasat040210/lamasat040210_.AVI
رابط جودة متوسطة
http://ia341321.us.archive.org/3/items/lamasat040210/lamasat040210_.rmvb
mp4 رابط
http://ia341321.us.archive.org/3/items/lamasat040210/lamasat040210__512kb.mp4
رابط صوت
http://ia341321.us.archive.org/3/items/lamasat040210/lamasat040210_.mp3
رابط الحلقة فيديو
http://www.mediafire.com/?mzttwwz2yzj
2010-02-06 10:05:24الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost