الحلقة 233
إجابة على أسئلة المشاهدين
سؤال: كل أولي العزم قيل لهم (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا) إلا سيدنا إبراهيم قال (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) الشعراء) لا يوجد ولقد أرسلنا إبراهيم إلى قومه. ثم إبراهيم لا يوجد لديه معجزة تثبت النبوة كناقة صالح وعصا موسى، عندما دعا إبراهيم إلى ربه لا يمكن أن نقول أن النار هي التي صارت برداً وسلاماً عليه أنها البينة التي تثبت وحدانية الله، إبراهيم عليه السلام ظهر في القرآن بمظهر معين (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ (26) الحج) فهل لهذا لمسة بيانية؟ هل سيدنا إبراهيم رسول؟ وهل في القرآن ما يؤكد أنه رسول؟ وما هي معجزته؟
د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. سيدنا إبراهيم في القرآن الكريم ورد الإيحاء إليه والتنزيل عليه والرسالة فكان رسولاً. وورد أيضاً ذكر لقومه وذكر من آمن معه يعني كل الأشياء التي ذكرت في الرسل ذكرت في سيدنا إبراهيم. قال تعالى (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ (136) البقرة) أُنزل إليه، (قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ (84) آل عمران) (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163) النساء) (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (41) مريم) هذه الأمور ثابتة. يبقى هل هو رسول؟ صرّح برسالته قال تعالى في سورة الحديد (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ (26)) أرسلنا،
المقدم: لكن لم يأتي (أرسلنا إبراهيم) منفرداً
د. فاضل: قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14)) (وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (16) العنكبوت)
المقدم: على تقدير “وأرسلنا إبراهيم لقومه”.
د. فاضل: ذكره وذكر له كتاب وصحف قال (صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19) الأعلى) يعني هو موحى إليه ومنزل عليه وهو رسول وله صحف أرسلت عليه. (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) النجم) إذن أرسله وأوحى إليه ونزّل عليه
المقدم: لكن الذي نزل على موسى هو التوراة وهذه صحف
د. فاضل: أنزل عليه شيء
المقدم: لكن ليس له إسم معين كالقرآن والانجيل والتوراة
د. فاضل: نسميها صحفاً كما سماها ربنا. إذن من حيث الرسالة نص عليها تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ). ليس فقط هذا وإنما ذكر قومه قال (أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وِأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ (70) التوبة) إذن هو رسول وله قوم. (وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ (42) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ (43) الحج) إذن هو له قوم ورسالة، إذن يدعوهم. (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ (15) وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (16) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17) وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (18) العنكبوت) هذا تبليغ الرسالة، إذن هو رسول. ليس هذا فقط وإنما ذكر من معه من المؤمنين (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ (4) الممتحنة) دعوة وقوم ورسالة وآمن من آمن وقال (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ (26) العنكبوت) إذن هو مثل بقية الأنبياء وقال فيه ما لم يقل في الأنبياء الآخرين (واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً (125) النساء) (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) النجم) (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً (120) النحل). يسأل السائل عن المعجزة؟ هل ذكر لنوح معجزة؟ ما معجزة هود؟ ما معجزة لوط؟ ما معجزة يونس؟ ما معجزة شعيب؟ لم يذكر. لم يذكر معجزات لكل الأنبايء وإنما عندهم آيات بينات، ذكر ناقة صالح وعصا موسى وذكر معجزات عيسى لم يذكر شيئاً آخر
المقدم: ليس عدم وجود معجزة نصاً في القرآن
د. فاضل: معناها نلغي نوح ونلغي هود وشعيب
المقدم: هذه قاعدة طيبة لأن معظم الناس تتصور أن كل الأنبياء لا بد أن تكون لها معجزات مذكورة، هي لها آيات بينات لا حرج حتى تؤيدها السماء مؤيدون من الله سبحانه وتعالى لكن كونه يذكر أو لا يذكر أمر آخر
د. فاضل: هذا أمر آخر، عندهم آيات يذكرونها وجاؤوا بحجج لكن لم يذكرها كلها، ذكر ما يتعلق بالدعوة والرسالة، ذكر التبليغ وسيدنا إبراهيم بلّغ
المقدم: (مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ (78) الحج) نحن على ملة أبينا إبراهيم
د. فاضل: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ (13) الشورى)
المقدم: حتى في وصية يعقوب قال (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (132) البقرة)
د. فاضل: ذكر الإرسال بالنصّ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ (26) الحديد)
المقدم: ربما كان السؤال أنه لم يأت عليه النص الصريح وحده ولقد أرسلنا إبراهيم مثلاً
د. فاضل: (وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ) هذا نصّ
المقدم: هذا عطف
د. فاضل: مثلما جاء في سورة الأعراف بالضبط
المقدم: إذن هو نبي رسول مرسل من أولي العزم وله قوم واتخذ خليلاً وله جماعة آمنوا به ومعجزته النار التي لم تحرقه ولم تحرق سوى القيود
د. فاضل: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ (4) الممتحنة) له جماعة مثل بقية الأنبياء كما قال في نوح قال (وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ (40) هود) كل الأمور المذكورة في الأنبياء الآخرين مذكورة في إبراهيم وزيادة أنه اتخذه خليلاً وأنه أبو الأنبياء
المقدم: وهو أبو الأنبياء وكل الأنبياء من بعده من نسل سيدنا إسماعيل وإسحق.
سؤال: (لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (162) النساء) ما إعراب المقيمين؟ ولماذا جاءت منصوبة وهي معطوفة وما بعدها وقبلها مرفوع؟
د. فاضل: هذا نسميه في اللغة القطع يعني ينصب إما على المدح أو على الذم. هنا على المدح مدح المقيمين الصلاة (أمدح). نلاحظ لو تقرأ الآية (لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا)
المقدم: والمقيمين الصلاة وحدها منصوبة وما بعدها المؤتون الزكاة مرفوعة مع أنها معطوفة أيضاً على المقيمين لكنه نصب المقيمين ورفع المؤتون ورفع المؤمنون
د. فاضل: الأعمال العبادية الظاهرة العملية لم يذكر سوى الصلاة والزكاة والباقي إيمان ليس فيها عبادة ظاهرة، فيها فقط المقيمي الصلاة والزكاة، أيها الأهم؟ الصلاة فأظهرها (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ) هذه لا تسقط أن يقيم الصلاة وهي أول ما يسأل عنه العبد ولا تسقط أبداً
المقدم: أبداً لا تسقط إن كان مريضاً أو غيره والأمر فيه سعة في الصلاة. أما الزكاة فلها حد ونصاب وأوقات. (والمقيمين) ماذا نعربها؟
د. فاضل: الواو عاطفة والمقيمين مفعول به لفعل محذوف تقديره أمدح.
المقدم: الحذف هنا جائز؟
د. فاضل: نعم.
سؤال: ما هو مفرد علماء؟
د. فاضل: احتمال جمع عالم واحتمال جمع عليم. يجمعون عالِم على عُلام وعالمون (جمع مذكر سالم) وعلماء مثل جاهل جهلاء، ويجمعوها على عليم وهي القياس مثل كبير كبراء، صغير صغراء، عليم علماء، فعيل فعلاء، شريف شرفاء
المقدم: علماء جمع عالِم وعليم
د. فاضل: تحتمل. عُلام موجود في اللغة وهي جمع عالم مثل كاتب كُتّاب
المقدم: عُلام جديدة على الآذان، جهلنا بالشيء لا يدل على عدم وجوده.
د. فاضل: ونحن صغار كنا نسمع العِلام بالعامية. إذن علماء جمع عالِم واحتمال جمع عليم.
سؤال: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء (40) إبراهيم) ما المقصود بـ (من)؟ هل هي للتبعيض هل بعض ذريته يقيم الصلاة؟ وهل هنالك لمسة بيانية؟
د. فاضل: تبعيضية، ليس كل ذريته، ذريته فيهم كفار ومشركي قريش من ذرية ابراهيم، عابدي الأصنام هم من أبناء إسماعيل
المقدم: إذن الذرية ليس أبناؤه فقط وإنما إلى أن تقوم الساعة؟
د. فاضل: طبعاً. (من ذريته) تبعيض
المقدم: ما اللمسة البيانية فيها؟
د. فاضل: لا يصح أن يقول ذريتي أساساً لأنه يحتمل أن يكون منهم كفار ومشركين، أهل مكة وقسم من اليهود أولاد إسحق.
سؤال: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (22) الروم) ما الاختلاف بين العالِمين والعلماء؟ ما مفدر عاليمن؟ وهل يمكن استخدام علماء مكان عالِمين؟
د. فاضل: هذه الاية فيها قرآءتان متواترتان الأولى عالِمين والثانية عالَمين. عالَمين جمع عالَم (الحمد لله ب العالمين)
المقدم: الإنس أم الجن أم كلاهما؟
د. فاضل: عامة. لو قال علماء القرآءة الثانية لا تصح، لكن لماذا هذا الاختيار تحديداً؟ يجمع العلم وعموم الناس لأن هذه الآيات واضحة لا تحتاج إلى علم كبير، (خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ) هذه الكل يدركها حتى لو كان عنده علم قليل فلذلك لا تحتاج إلى سعة تأمل ونظر وعلم حتى الذي عنده علم قليل أو عموم الناس يعلمونها لذلك لا تحتاج إلى علماء هنا، بينما (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء (28) فاطر) هذا مقام آخر. لكن هذه هي واضحة للخلق عموماً عدم خفائها لا يحتاج إلى تبحر أي واحد يدركها ولذلك هي للعالَمين والعالِمين.
المقدم: أما للعلماء فحدد صفة العلم وماهيته وفضل العلم.
سؤال: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) الحجرات) (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) الجن) ما الفرق بين الماضي والمضارع والمصدر لكل من القاسطين والمقسطين؟
د. فاضل: أصلها قسط بمعنى جار وظلم، أقسط أزال الجور يعني عدل. هذه همزة السلب مثل جار وأجار،جار ظلم، أجار حمى، صرخ وأصرخ، هذا يسمى السلب. صرخ يعني استغاث وأصرخ يعني أزال صراخه، أغاثه (مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ (22) إبراهيم). قسط يعني جار ظلم (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا) الذين ظلموا وجاروا، وأقسطوا أزالوا الظلم (وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) الحجرات)
المقدم: ما هو فعل الأمر لقسط بمعنى الظلم؟
د. فاضل: لا يمكن أن تكون بفتح الهمزة وإنما اقسِط
المقدم: الفتحة تغير الدلالة بشكل كبير في اللغة مع أن الحروف واحدة
د. فاضل: أقسِط همزة قطع واقسط همزة وصل
المقدم: هل يعتبر رباعي؟
د. فاضل: فعل ثلاثي مزيد. ليس هنالك فعل رباعي مجرّد أوله همزة في العربية أبداً.
المقدم: قاعدة طيبة إذا وجدنا فعل رباعي أوله همزة يكون ثلاثي مزيد بهمزة.
د. فاضل: قطعاً.
سؤال: في سورة الشعراء الآية (كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ (60)) المفروض أن بني إسرائيل خرجوا من مصر ولم يعودوا لها ثانية وفي الآيات قبلها قال تعالى (فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58))
د. فاضل: أعطى بني إسرائيل مثلها في الخيرات أعطاهم جنات وعيون وكنوز، لا يعني نفس الأرض. مثال (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا (32) فاطر) ليس نفس الكتاب،
المقدم: نحن نفهم الميراث أنه نفس الشيء ينتقل بعينه
د. فاضل: لا، (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ (23) السجدة) هل هو الكتاب نفسه؟ هذه مثلها
المقدم: إذن أخرجهم من مصر ويبدلهم ويورثهم خيراً في فلسطين
د. فاضل: أورثهم خيراً، أورثهم جنات وعيون وكنوز ومقام كريم وأبدلهم خيراً منها في فلسطين.
المقدم: بنو إسرائيل يحتجون بهذه الاية لكي يعودوا إلى مصر! الميراث في اللغة لا يستدعي عين الشيء نفسه لكن ربما المبادئ، القيم،، شيء بديل مماثل له في مكان آخر، يحتمل.
د. فاضل: لم يقل أعدناهم إلى الأرض أورثهم جنات وعيون مثل قوله (أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ) ليس نفس الكتاب.
سؤال: يقول الله عز وجل في القرآن الكريم مرة أخرى وتارة أخرى فما الفرق بينهما؟
د. فاضل: تارة تأتي بمعنى الحين، والمرة الفعلة الواحدة. تارة قد تأتي بمعنى المرة تقولة ضربته مرة ولا تقول ضربته تارة، الحين يقصد به الوقت يعني تجلس عندي تارة وأجلس عندك تارة، هذا الوقت. بينما المرة هي الفعلة الواحدة ضربته مرة واحدة.
المقدم: الحين له مدة؟ أنظر إليه فتارة يفعل هذه وتارة يفعل هذه
د. فاضل: لا، (أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى (69) الإسراء). قد تأتي تارة أحياناً بمعنى المرة لكن الأصل تارة هي ظرف زمان بمعنى حين، وقت. المرة يعني فعلة واحدة.
سؤال: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ (57) الأعراف) سحاباً مفرد فلماذا جاءت ثقالاً بالجمع؟ ثم (سُقْنَاهُ) جاءت بالإفراد؟
د. فاضل: سحاب إسم جنس جمعي والمفرد سحابة، ويقال سحابات وسُحُب مثل تمر يفرق بينه وبين المفرد بالتاء، مثل نخل، تمر، سحاب مفردها سحابة، سحاب إسم جنس جمعي.
المقدم: وبالتالي ثقالاً جمع تتناسب مع إسم الجمع سحاب
د. فاضل: هذا الإسم الجنس الجمعي يُذكّر ويؤنث ويفرد وصفه ويجمع (وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ (164) البقرة) إسم الجنس الجمعي فيه سعة والمذكر والمؤنث (سَحَابًا ثِقَالاً) (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ (10) ق) يمكن أن يقول باسق، اللغة تحتمل، هذا اسم الجمع فيه سعة (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ (46) النساء) كلِم مفردها كلمة، يميز بينه وبين المفرد بالتاء.
——-فاصل——-
سؤال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ (24) الأنفال) ما هو الفرق لو قلنا استجيبوا إلى الله وإلى الرسول r؟ أو استجيبوا لله والرسول r؟ ما هو الفرق بين هذه التعابير الثلاثة؟
د. فاضل: عندنا قاعدة التكرار يفيد التوكيد. (الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ (172) آل عمران) (اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ) هذه آكد لأن فيها تكرار، مررت بمحمد وخالد، مررت بمحمد وبخالد آكد. مررت بمحمد ومررت بخالد لكن التكرار يفيد التوكيد. لما كرر اللام (اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ) آكد
المقدم: الأصل فيها استجاب لـ وليس إلى
د. فاضل: الأصل استجاب لـ وفي القرآن لا تجد استجاب إلى أبداً وفي اللغة عموماً هي مع اللام (فَاسْتَجَابَ لَهُ (34) يوسف) السياق هو الذي يحدد، إذا كان الكلام على الرسول r في السياق أكثر يؤكد ويفصِّل وإذا كان الكلام ليس عن الرسول r وإنما جاء هكذا يحذف. في آل عمران الكلام ليس عن الرسول r وإنما عن الله (الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ (172)) لم يذكر الرسول r، بينما في الأنفال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ (24)) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ (27)) وقبلها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ (20)) السياق في الأنفال عن الرسول r قبلها وبعدها ففصّل وأكّد قال (اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ). وفي آل عمران لم يؤكد, وهذه شبيهة بالطاعة (اطيعوا الله والرسول r) أو (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ (54) النور)
المقدم: أيهما أقوى؟
د. فاضل: التي فيها تكرار (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ). حيث تكرر لفظ الطاعة السياق في ذكر الرسول r وحيث لم يتكرر لفظ الطاعة فقط لله (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132) آل عمران) (قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32) آل عمران). (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59) النساء) ذكر الرسول r، (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54) النور) تكرر الرسول r، (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12) التغابن) حيث كرر الطاعة تكرر ذكر الرسول r في السياق.
المقدم: (فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ (59) النساء) إذا قال خارج القرآن فردوه إلى الله والرسول r يتغير عن قوله إلى الله وإلى الرسول r هل نفهم من (إلى) أن الرسول r سيأتي بتشريع مكمل للقرآن الكريم وهي السنة؟
د. فاضل: موضح لأن هنالك أمور الرسول r يوضحها لما ربنا أجمل أشياء في الصلاة وغيرها فصلتها السنة ليس لأحد آخر غير الرسول r الحق في ذلك.
المقدم: لهذا قال استجاب لـ وليس استجاب إلى.
سؤال: تعددت أسماء الجنة ورد أنها جنة وجنتان وجنات وجنة نعيم وغرفة وغرفات ودار السلام والحسنى وجنة المأوى وجنة الفردوس؟ فلماذا تعددت؟
د. فاضل: أسماء الجنة في القرآن كثيرة، المشهور إسم الجنة، وسماها دار السلام (لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ (127) الأنعام) وسماها جنة الخلد (جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ (15) الفرقان)
المقدم: هل هذه درجة في الجنة؟
د. فاضل: وصف للجنة، قد تكون درجات لكنها أوصاف لها دلالات لغوية خاصة.
المقدم: وجنة المأوى؟
د. فاضل: المأوى تأوي إليه تنضم إليه، دار المقامة (الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ (35) فاطر) من الإقامة، (جَنَّاتِ عَدْنٍ) العدن هو الدوام والبقاء والخلود
المقدم: هذه صفة؟ على هذا المنطق جنات تجري تحتها الأنهار وجنات تجري من تحتها الأنهار هل هذه درجات؟ أو وصف لما يحدث داخل الجنة؟
د. فاضل: قد تكون عدن من الجنات الخاصة تذكر والفردوس والفردوس الأعلى لكن لها معاني في اللغة. من أسماء الجنة دار السلام وجنة الخلد ودار المقامة وجنة المأوى، جنات عدن، الفردوس هو البستان في اللغة.
المقدم: الفردوس أعلى كما قال الرسول r عليه الصلاة والسلام “إذا سألتم الله فاسألوا الفردوس الأعلى” هل هناك فردوس غير أعلى؟
د. فاضل: الفردوس بمعنى البستان فكلها فراديس لكن الأعلى
المقدم: والرضوان؟ جنة رضوان
د. فاضل: خازن الجنة رضوان
المقدم: اللغة تفرق بين صاحب الجنة وخازن الجنة وملك الجنة؟
د. فاضل: جنات النعيم (جَنَّاتِ النَّعِيمِ) سماها النعيم جامع لجميع الجنات، وسماها المقام الأمين (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) الدخان)، وسماها مقعد الصدق (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ (55) القمر)، وسماها قدم الصدق (لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ (2) يونس) هي درجات عالية كثيرة
المقدم: هذه أوصاف لدرجات الجنة؟
د. فاضل: محتمل أن تكون أوصاف.
المقدم: نساء الجنة ورد وصفهم بالكواعب وبالأزواج المطهرة وبأنهن قاصرات الطرف وحور العين فما الفرق بين هذه الأوصاف؟ وهل هي لامرأة واحد أم أن كل النساء في الجنة توصف بهذا الوصف؟
د. فاضل: هكذا ذكر ربنا، أتراب يعني على سن واحدة، الأقران في السن. لما قال كواعب
المقدم: ما معنى كواعب؟
د. فاضل: بداية الشابة التي تكعّب ثديها واستدار هذا في أول الشباب
المقدم: مفردها كاعب؟
د. فاضل: كاعب. لما قال كاعب معروفة ولما قال أتراب يعني بداية الشباب والأتراب جمع تِرب وهي القليلة في السن
قالت لتِربٍ معها جالسة أخيتي هذا الفتى مَنْ؟
قالت فتىً يشكوى الهوى متيماً
قالت بمن؟ قالت بمن قالت بمن
ونساء الدنيا أفضل من حور الجنة وأجمل
المقدم: نسمع أن الحور تصنع في خمسمائة عام وأنها لو أطلت على الدنيا لأنارتها
د. فاضل: نساء الدنيا ستكن أفضل وأجمل لأنهن نشأن في طاعة
المقدم: هل للنساء المؤمنات رجال ملائكة؟ نحن لنا حور عين وهن ماذا لهن؟
د. فاضل: يخلق الله لهن خلقاً.
سؤال: ما الفرق أحياناً يقول (الفوز العظيم) (الفوز الكبير) فما الفرق بين الفوز العظيم والفوز الكبير؟
د. فاضل: أعلى الفوز هو الفوز العظيم ولذلك ما يرد في القرآن في الفوز العظيم كله أعلى مما ورد في الفوز المبين والفوز الكبير. الفوز المبين ورد في شيئين صرف العذاب والإدخال في رحمته فقط في موطنين (قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) الأنعام) صرف العذاب، (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (30) الجاثية) ما ذكر جنة، قال رحمته.
المقدم: مجرد صرف العذاب هذا فوز، المهم أن يصرف العذاب
د. فاضل: (مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ) دخول الجنة هذا أمر كبير جداً. إذن المبين ربنا ذكره في أمرين فقط صرف العذاب والإدخال في رحمته وليس التصريح في الجنة. الكبير ذكر مرة واحدة في آية واحدة فقط (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11) البروج) لم يذكر خلود وشراء جنة ولا عدم خوف وحزن ولا ساكن طيبة ولم يذكر الذرية والزوجات (وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) التوبة) هذا عظيم، (أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89) التوبة). الكبير فقط لم يذكر إلا جنات تجري من تحتها الأنهار فقط. الفوز العظيم يزيد عليها في الخلود والمساكن الطيبة, فالعظيم أعلى شيء.
المقدم: مع أن العظيم والكبير من الناحية اللغوية هي أسماء الله سبحانه وتعالى
د. فاضل: صفات عامة لله ولغير الله لكن بعضها لله فقط
المقدم: هي أسماء أو صفات؟
د. فاضل: أسماؤه وصفاته
المقدم: لكن هل هنالك إسم ينماز عن الإسم الآخر أو له منزلة ثانية في اللغة؟
د. فاضل: حسب طبيعة الإسم، الكبير من الكبر والعظيم من العظمة، قد نصف شيئاً بالعظيم (عذاب عظيم) لكن الحي القيوم صفة خاصة بالله سبحانه وتعالى، الخلاق العليم، الرحمن، يوصف بها الله سبحانه وتعالى فقط الرحيم يمكن أن يوصف بها غير الله.
سؤال: سورة المجادلة الآية 7 (مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا) لماذا ثلاثة وخمسة ولم يقل أربعة أو ستة؟ لماذا تحديداً ثلاثة وخمسة؟ ما اللمسة البيانية في اختيار ثلاثة وخمسة؟
د. فاضل: أولاً هذه الآية نزلت في قوم من المنافقين تخلفوا للتناجي بهذين العددين فهذه الآية ذكر وتعريض للواقعة التي حصلت لهؤلاء، ثلاثة وخمسة. لو فرضنا أن هذه ليست واقعة لماذا بدأ بالثلاثة؟ أقل التناجي اثنان، لا يتناجى أحد مع نفسه، التناجي يكون بين اثنين فلما قال (وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ) دخل الاثنين فيها، لو بدأ بالأربعة لا يدخل الإثنين وإنما يدخل الثلاثة، لما قال خمسة دخل فيها أربعة، أدنى من ذلك، ثلاثة، إذن كلها تدخل، لو بدأ بالاثنين لا يصح أن يقول أدنى من ذلك لأنه سيكون واحد وهذا ليس تناجياً، لما قال ولا خمسة يدخل فيها الأربعة إذن دخلت كلها فيها
المقدم: من حيث المنطق التصوري لا يجوز أن يبدأ باثنين لأنه لو قال أدنى من ذلك يكون واحداً يكلم نفسه، وقد يتبادر إلى الذهن (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) غافر)
د. فاضل: لكن ليس مناجاة، الآن لو تمشي في الشارع ترى واحداً يكلم نفسه هكذا ماذا نقول عنه؟!
المقدم: نقول حديث الذات!
د. فاضل: حديث الذات في نفسه لكنه ليس تناجياً
المقدم: التناجي اثنين فما أكثر
سؤال: في سورة آل عمران (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ (38)) إلى قوله تعالى (قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ (40)) ومع مريم ذكر ولد (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ (47)) فما الفرق بين ذلك؟ وما اللمسة البيانية في استخدامهما؟
د. فاضل: ولد وغلام أظن جاءت في آل عمران وفي مريم (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى (39)) يحيى غلام قال (قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ)
المقدم: الغلام في اللغة له عمر وسن معينة؟ والولد له سن معينة؟
د. فاضل: الولد عامة حتى الكبير، الغلام في أول مراحل الصبا إنما الولد عامة (إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) الكهف). لما بشّره بيحيى قال غلام. (إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ (45) آل عمران) (كلمة) عامة، قالت (قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ) الكلمة عامة والولد عامة. ولذلك في سورة مريم لما قال (قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19)) قالت (قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ (20))
المقدم: لما حدد حددت ولما أطلق أطلقت
د. فاضل: الكلمة عامة أن يقول له كن فيكون.
المقدم: إذن من حيث اللغة هنالك فرق بين هذا وذاك. هناك مراحل طفل غلام شاب، حتى عبد الله بن مسعود قال له صلى الله عليه وسلم “يا غلام إني أعلمك كلمات” غلام صغير أما ولد يمكن أن تكون صغير أو كبير.
سؤال: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) البقرة) إذا كان المقصود هو القرآن فلماذا استعمل ذلك ولم يقل هذا القرآن؟ وكذلك (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ) إستعمل المؤنث البعيد، لماذا؟
د. فاضل: الإشارة إلى علو منزلته وأنه بعيد عن الريب وبعيد عن أن يصنع مثله
المقدم: مع أنه قريب القرآن في أيدينا؟ ذلك للبعيد وهذا للقريب لم يقل هذا مع أن القرلآن قريب في أيدينا؟
د. فاضل: لما يقول قرآن لا يأتي بـ(ذلك) لأن القرآن من القرآءة والقرآءة ينبغي أن تكون قريبة ولذلك لا تجد في القرآن ذلك القرآن، (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (9) الإسراء) أما الكتاب عامة، الكتاب بحسب السياق الذي ترد فيه لما قال (لاَ رَيْبَ فِيهِ) لا شك فيه يعني بعيد المنزلة، تقول أولئك آبائي لتبعيد المنزلة.
المقدم: وإن كان يستخدم (هذا) ولكن في مجال مختلف مع أن المدلول واحد الكتاب والقرآن
د. فاضل: القرآن إسم علم، الكتاب يطلق على التوراة، أهل الكتاب. القرآن إسم علم والكتاب عام
المقدم: التوراة كتاب والإنجيل كتاب والقرآن كتاب.
د. فاضل: قال (وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ (92) الأنعام) لكن لا يوجد هذا القرآن.
المقدم: (تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ)
د. فاضل: آيات مؤنث قال (تلك) وهو بعيد المنزلة.
المقدم: بعيد المنزلة ولا شك فيه.
بُثّت الحلقة بتاريخ 20/3/2010م
من قسم الفيديو
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2128
الرابط علي الارشيف
http://www.archive.org/details/lamasat234
رابط جودة عالية
http://ia331212.us.archive.org/0/items/lamasat234/lamasat134.AVI
رابط جودة متوسطة
http://ia331212.us.archive.org/0/items/lamasat234/lamasat134.rmvb
mp4 رابط
http://ia331212.us.archive.org/0/items/lamasat234/lamasat134_512kb.mp4
رابط صوت
http://ia331212.us.archive.org/0/items/lamasat234/lamasat134.mp3
2010-03-22 10:25:25الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost