سؤال: ما الفرق بين الإحصاء والعدّ وما هي اللمسة البيانية في قوله تعالى (لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) مريم)؟
(لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا) عرف عددهم وحفظهم. لا يوجد ترادف في القرآن الكريم.
سؤال: ما الفرق بين يولج ويكوّر وجعل وفطر وخلق وخوّله وأذاقه ويعملون ويفعلون؟
(يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (6) الحديد) يدخل الليل في النهار والنهار في الليل، يأخذ الليل من النهار أحياناً فيكون الوقت يزيد في الليل وينقص من النهار ففي الصيف الليل ينقص والنهار يأخذ من الليل يدخله فيه وفي الشتاء العكس الليل يكون أطول فيأخذ من النهار. يولج يعني يُدخِل بالتعاقب يدخل الليل في النهار فيأخذ النهار من الليل فيدخل فيه فقسم من الليل يصبح نهاراً وقسم من النهار يصبح ليلاً بحسب الأوقات هذا إيلاج الليل في النهار وإيلاج النهار في الليل. أما يكوِّر فمثل العمامة على الرأس يكوّرها أي يجعلها مثل الكرة يتكور ولذلك الغريب أن ابن حزم الأندلسي في زمن مبكر يستند إلى كروية الأرض من هذه الآية وعنده كتاب فيه باب في كروية الأرض من قوله تعالى (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ) قال لأن تكويرهما يقتضي تكوير ما تحتهما. (يولج الليل) و (يكور الليل) الدلالة مختلفة ولا يوجد تعارض بينهما. هو يولج ويكوِّر وكل واحدة لها دلالة.
سؤال: ما الفرق بين جعل وخلق وفطر؟
(أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ (49) آل عمران) (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) المؤمنون) إذن هنالك خالقون بمعنى التقدير خالقين. وخطبة الحجاج (ولا أخلق إلا فريت). الخلق على غير مثال خاص بالله سبحانه وتعالى. (جعل) ذكرناها مرة وقلنا هي ملابسة مفعوله بشيء آخر كأنه يكون معه أو به أو له أو فيه مثل (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ (30) الأنبياء)، (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ (31) الأنبياء)، (وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا (32) الأنبياء) ملابسة بشيء إما بحالة من الحالات بغض النظر عن الإعراب وتكون مفعول ثاني (وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا) أو جعل منه شيئاً أو جعل فيه شيئاً أو جعل له شيئاً، هذا الأصل هذا في الغالب (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ (12) الإسراء) بينما هو الذي خلق الليل والنهار. إذن الجعل ملابسة بشيء آخر، (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) (جعل في الأرض رواسي)، (وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا) (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31) الأنبياء)، (وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا (61) النمل) (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ)، ملابسة بشيء. أما خلق فكافية (خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ (44) العنكبوت) لم تلتبس بشيء. المرتكز في فهم الدلالة المحددة هو السياق.
سؤال: ما هو إعراب كلمة (عليهُ الله) في آية الفتح (وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10))؟ جار ومجرور الهاء ضمير مبني على الضم في محل جر، هذه لغة قريش (عليهُ) بناء الضمير على الضم. الإعراب ليس فيه إشكال كما نقول منه وله وبه فهو نفس الضمير. نقول ضمير مبني على الضم في محل جر لكن السؤال لماذا اختار هذه اللغة (عليهُ) هنا؟
(إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)) هذه في الحديبية. عندنا قاعدة الضمة أثقل الحركات فجاء بها للدلالة على ثقل هذا العهد وعظمته وهذه أثقل العهود لأنها معاهدة على الموت وبيعة الموت هي أثقل عهد فجاء بأثقل الحركات لأثقل العهود. ثم قالوا الضمة تفخم معها لفظ الجلالة (عليهُ الله) تفخيم لفظ الجلالة لتفخيم هذا العهد، وليس في القرآن عليهِ الله إلا هذه توجد قراءة في هذه الآية (عليهِ الله) لكن في القرآن لا يوجد عليهِ الله. إذن هي إما لكونه جاء بأثقل الحركات لأثقل العهود ثم مناسبة لتفخيم لفظ الجلالة. ثم هناك موطن آخر جاء على هذا النسق في سورة الكهف (وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ (63)) الأصل أنسانيهِ هذه الهاء إذا كان قبلها ياء ساكنة أو كسرة تكون مكسورة وتقول بهِ لأن قبلها كسرة لو كان قبلها فتحة تقول لهُ. (لهُ) اللام حرف جر والهاء ضمير مبني على الضم، (بهِ) الباء جارة لكن قبل الضمير كسرة فيكسر ما بعدها مجانسة لها. إذا ياء ساكنة أو كسرة تكسر الهاء وما عدا ذلك تضم، ياء ساكنة مثل (عليهِ) (إليهِ) (أنسانيهِ) (أعطانيهِ) هذا القياس وما عدا ذلك تُضمّ. (وما أنسانيهُ) صار ضمّ والقياس أن يكون كسر. هذه لغات لكن سبب الاختيار، ما سبب اختيار هذه اللغة هنا مع أن المعروف عندهم أنسانيهِ؟ ما سبب اختيار (أنسانيهُ) أو (عليهُ)؟ عرفنا السبب في عليهُ. السبب في (أنسانيهُ) ذكره في الحوت (قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا) يقال هذا الحوت (أي السمكة) الذي أخذه موسى u كان مشوياً وأكلوا منه والباقي شيء من السمكة (فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62)) هذا الحوت المشوي الذي نيل منه هل يصير حياً؟ مستحيل لكن هذا الحوت صار حياً واتخذ سبيله في البحر عجباً، يا للعجب كيف يذهب ويتخذ طريقه في البحر سرباً؟ سرباً أي سبّب نفقاً حيثما مشى البحر يكون عليه كالطاق أو النفق، يكون نفقاً، هذه الحالة كيف تُنسى؟ هي لا تُنسى وهي أغرب حالات النسيان وعجباً كيف ينساها؟ كيف لم يخبر صاحبه وقد شاهد هذه الحالة؟ الغلام شاهد هذه الحالة وموسى u لم يشاهدها. هذه أندر حالات النسيان فجاء بأندر حالات التعبير لأندر حالات النسيان.
سؤال: على من يعود الضمير في يحذركم وفي نفسه في الآية (وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ (28) آل عمران)؟
سؤال: أغلب السور يضرب المثل بقصة موسى u فما دلالة هذا؟ وما اللمسة البيانية في تكرار قصة موسى؟
(وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (50) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51) النجم) أما بنو إسرائيل فباقون في زمن الرسول r ومستمرون إلى الآن وكان لهم مع الرسول rr حوادث ومواقف وعداء وإلى الآن ومستمرون إلى ما قبل يوم القيامة. فإذن التكرار له دلالته لأنهم سيبقون معكم إلى ما شاء الله وهم يحاربونكم ويفعلون كذا ويمكرون، فذكر أفعالهم مع موسى كيف فعلوا مع موسى؟ لقد أوذي أكثر من هذا فصبر وفي الحديث “رحم الله أخي موسى لقد أوذي أكثر من هذا فصبر” فآذوا موسى وذكر كثير من أحوالهم فلا نعجب أن يفعلوا مثل هذه الأشياء أو أكثر معنا حتى نتعظ ونعرف كيف كانوا يفعلون وهم نفسهم فإذن تكرارها أنهم كتابهم لا يزال موجوداً مع أنه محرَّف والقوم لا يزالون وليس كبقية الأقوام الذين انقرضوا مثل قوم عاد وصالح ولوط أما اليهود فبقوا وبقي كتابهم وبقي لهم مواقف وسيبقى لهم مواقف إلى الوقت الذي (وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104) الإسراء) ولذلك كان ذكرهم واستمرارهم باستمرار بقائهم ووجودهم.
سؤال: (بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ (81) البقرة) ما إعراب أحاطت به وما شرحها؟
سؤال: ما الفرق بين كذلك يبين الله لكم آياته ويبين الله لكم الآيات؟ (كذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) البقرة) (كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)) (وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221))؟
(ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35) يوسف) أما (آياته) فخاصة إذن الإضافة إلى ضمير الله سبحانه وتعالى فيها تشريف وتعظيم. الآيات عامة من هذا يبدو لنا أنه في المواطن التي تضاف فيها إلى ضميره معناها أنها أهمّ وآكد، يعني المواطن التي يقول فيها (آياته) بالاضافة إلى ضميره سبحانه معناها أهم وآكد مما لم يضاف. إذن الآيات أعم أولاً والأمر الآخر أن آياته تكون في محل أهمّ وآكد لتشريفها. الأحكام المختصة بالحلال والحرام يقول آياته والتي الأقل منها يقول الآيات. (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) البقرة) هذه أحكام، حلال وحرام قال آياته. (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) البقرة) قال الآيات لأن هذه ليس فيها حلال وحرام (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) هذه في المندوبات وليست في الفروض، وحتى في (يسألونك عن الخمر والميسر) لم يكن فيها تحريم بعد. (وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221) البقرة) هذه أحكام ومحرمات فقال (آياته)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) النور) قال الآيات وبعدها مباشرة قال (وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59) النور) قال آياته. أيها الأهم استئذان من بلغ الحلم أو استئذان من لم يبلغوا الحلم؟ الذين بلغوا فقال آياته مع الذين بلغوا الحلم والذين لم يبلغوا الحلم قال معها الآيات. حتى لو أخذنا الأعم، الذين لم يبلغوا الحلم والذين ملكت أيمانكم أعم من الذين بلغوا الحلم وهؤلاء قسم من أولئك فاستعمل الأعم مع الأعم ومع الأخص استعمل الخصوص. (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون (61) النور) لو لم يأكلوا ليس عليهم حرج هذه ليست أحكام، إن شاء أن يأكل يأكل ليس عليه حرج فقال الآيات. مع الأحكام والحدود يقول آياته بإضافتها للفظ الجلالة وحسب الأهمية.
سؤال: يخاطب القرآن بني آدم والإنسان والبشر والناس وأناس فما الفرق بين هذه الكلمات؟
(إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا (10) طه) يرى فلأنه يُبصر بخلاف الجن، وقسم قالوا من النسيان ولكن هذا مستبعد. إنسان من أنِس على وزن فِعلان. البشر يقولون من البَشَرة وهي ظاهر الجلد وقالوا عبر عن الإنسان بالبشر لأن جلده ظاهر بخلاف كثير من المخلوقات التي يغطيها وبر أو شعر أو صوف فسمي بشراً باعتبار ظهور بشرته. بني آدم نسبة إلى كونهم بنو آدم، لكن كيف يستعملها القرآن؟. استعمل القرآن الإنسان وبشر وبني آدم وكلهم يدلون على مخلوق واحد وإن كانت أصل الدلالة الاشتقاقية مختلفة لكن المسمى المعني هو شخص واحد. القدامى قالوا كلمة البشر يستعملها القرآن عندما تراد المساواة، الناس من حيث البشر متساوين كلهم سواء من هذه الناحية لأنه من حيث ظهور البشرة كلهم متساوون ولذلك تأتي (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ (110) الكهف) (فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ (24) القمر) لأنهم متساوون في البشرية لكن مختلفون في الإنسانية من حيث كونه يأنس بعضهم إلى بعض ويعين بعضهم بعضاً. رب العالمين يخاطب (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الإنفطار) لما يصير خطاب غير خاص بالبشرية هذه ليست أمور ظاهرية متعلقة بظاهر البشرة. إذن البشر هو من حيث ظهور البشرة واحدة والإنسانية فيها اختلاف. بني آدم إما يذكرهم بما وقع بأبيهم آدم حتى لا يقعوا في مثل ما وقعوا فيه (يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ (27) الأعراف) وقبلها (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا (26) الأعراف) نفس السياق آدم مع إبليس يذكرهم بما وقع لهم مع أبيهم، (يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي (35) الأعراف)، أو في مقام التكريم (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ (70) الإسراء) لأن الله كرمه بسجود الملائكة. أما الناس قالوا جمع إنسان لأن إنسان يجمع على أناسي وعلى ناس، أما الأُناس فهم مجموعة من الناس ليس كل الجنس (يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ (71) الإسراء) الأُناس هم مجموعة من الناس والناس أعم والناس أحد جموع إنسان.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 25/10/2007م:
-
(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا (10) لقمان)(لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) الواقعة)؟ المطهَّرون هم الملائكة لأن القرآن الكريم لم يستعمل المطهرين للبشر مطلقاً وإنما يستعمل متطهرين، مطّهِرين لا يستعلمها للبشر وإنما يستعملها لأزواج الجنة (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ (25) البقرة) (فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (13) مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ (14) عبس) فإذن المطهَّرون لم تأت في القرآن للبشر إنما أتت هنا وأتت في أزواج الجنة. قالوا ربنا رد على الكفار الذين قالوا تنزلت به الشياطين قال تعالى (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) الشعراء) وقال (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)) مكنون يعني محفوظ (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) لا تستطيع الشياطين أن تمسه. هذا أمر وثم إن من حيث اللغة (لا) هنا نافية وليست ناهية في هذه الجملة لا يمكن أن تكون ناهية في النحو في هذه الجملة بدليل أن الفعل مرفوع (لا يمسُّهُ) ولو كانت ناهية تجزم إما يقول لا يمسسه وإما يقول لا يمسَّه بالفتح (في حالة التقاء ساكنين)، لا يمكن في النحو أن تكون لا ناهية هنا في هذا الموطن وإنما نافية قطعاً من الناحية النحوية أما إذا كان هناك نص عن رسول الله r فهذا أمر آخر. ليس نهياً وإنما نفياً، نقول انصرف النفي إلى النهي وعندنا مواطن أن ينصرف النفي إلى نهي بدليل وله ضوابط لكن من دون صارف هذه (لا) نافية والمطهرون في القرآن لم تستعمل للبشر وإنما استعملت للملائكة أو الأزواج في الجنة. يستعمل للبشر المتطهرين والمطهِّرين.
-
(مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) الضحى) سمعت أنه حدث مرض نفسي لرسول الله r ومعلوم أن قلى بمعنى كره قال البعض أن الرسول r أصيب بالاكتئاب وظن أن الله تعالى يكرهه ثم نزلت هذه الآية فهل هذا الكلام صحيح؟
-
(أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) آل عمران) كيف يكون الإسلام لله كرهاً؟ هل هذه إشارة أن الكفار هم الذين يغزون الفضاء؟