لمسات بيانية, لمسات بيانية - حلقات

لمسات بيانية – الحلقة 76

اسلاميات

الحلقة 76

سؤال: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ (11) الشورى) ما دلالة الكاف في هذه الآية الكريمة؟

(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) كثير من النحاة يعدون الكاف زائدة للتوكيد، يقولون هي أصلاً الكاف التي تدخل على مثل (هذا رأي مشهور) يعتبرونها زائدة، الكاف للتشبيه و(مثل) للتشبيه قالوا إذا جمعتا أفادت التوكيد كحرفين متشابهين لهما نفس الدلالة، فإذن هذا رأي مشهور أن الكاف هنا تفيد التوكيد يعني توكيد نفي المماثلة. هناك شيء آخر – فيما يبدو لي والله أعلم- أن التشبيه درجات أعلاها أن تحذف الأداة ووجه الشبه تقول مثلاً هي البدر، هذا أعلى تشبيه،

(ليس كمثله شيء) نفي المشابه ولو من وجه بعيد، لا يتبادر إلى الذهن أدنى شبه ولو من بعيد فجاء بأداتين ليس هناك شبه قريب فجاء بالكاف. لو قال خارج القرآن ليس مثله شيء تكون أقرب وليس فيها هذه الدلالة للتأكيد على نفي المثلية.

سؤال: ما دلالة كلمة تساقط في الآية (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) مريم)؟

سؤال: ما الفرق بين تنظرون وتبصرون؟

(أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) الغاشية) فيها احتمالين النظر فيه معنيين: إحتمال الإبصار يُحسِّه ببصره ويحتمل توجيه الحاسة إلى مكان معين لكن لم تحدث الرؤية كما في قوله تعالى (وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ (198) الأعراف) إذن يبصر من الرؤية إدراك الحاسة والنظر فيها احتمالين قد يكون النظر إدراك وقد يكون النظر من دون رؤية وإنما توجيه النظر إلى مكان معين.

سؤال: آيتان متتابعتين في خواتيم سورة آل عمران فيها ذكر الجنة واحدة فيها خلود (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ (198)) والأخرى من دون خلود (وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)) فلماذا هذا الاختلاف؟

(فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)) ليس فيها ذكر الخلود، وبعدها مباشرة (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ (198)). هاتان الآيتان الأولى لم يذكر فيها الخلود والثانية ذكر فيها الخلود. أولاً من حيث الوضع قبل الآية التي ذكر فيها الخلود قال (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ) عكس المتاع القليل الدائم لما قال متاع قليل قال بعدها (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ) يجب أن يكون خلود حتى لا يكون متاع قليل، فقال (لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا) عكس المتاع القليل الذي ذُكر قبل هذه الآية. هذه مسألة والمسألة الأخرى قال في الآية الأولى (فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ) هؤلاء من الذين اتقوا ربهم إذن هم داخلين في زمرة الذين اتقوا، قال تعالى (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) البقرة) فإذن الذين هاجروا هم هؤلاء فلما ذكر في المتقين أنهم خالدون دخل فيه أولئك، لما قال (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا) دخل فيها أولئك الذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم قطعاً. من ناحية أخرى أيها أشمل وأعم؟ الذين اتقوا ربهم أو الذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي؟ الذين اتقوا ربهم، التقوى من جملته أمور كثيرة كما ذكر تعالى (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) البقرة) أولئك هم جزء من هؤلاء، فأين نضع هذا الأجر الأعلى؟ نضعه هكذا كما ورد في القرآن. ليس هذا فقط وإنما هنالك أموراً أخرى، الذين اتقوا ربهم أعلى لأنه أولئك قسم من هؤلاء. في الآية الأولى قال تعالى (وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) وفي الآية الأخرى قال (لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا) أن تكون لهم جنات أعلى من يدخلهم جنات فالادخال لا يقتضي أن تملك حديقة فإذن قال (لهم جنات) في الذين هم أعلى وأعم وأشمل وفي الجزء قال (لأدخلنهم جنات)، قال خالدين فيها وفي الثانية لم يقل خالدين فيها. وقال نزلاً من عند الله والأخرى ثواباً والنزل أعلى لأن النزل هو ما تعده للضيف من إكرام وإطعام وصلة وقد يأتي النزل بمعنى المنزل فهو في ضيافة الرحمن، النزل هو تجهيز المكان والإطعام والصلة أما الثواب إعطاء الأجر قد تعطي الأجر ولكن ليس بالضرورة أن تنزله ضيفاً. لم يقل في الآية الأولى فقط خالدين فيها وإنما أضاف شيئاً آخر فقال نزلاً من عند الله وقسم من التفاسير قال النزل ما يعد للضيف فقالوا إذا كانت هذه الجنة نزل فماذا بعد النزل؟ّ لأن الله تعالى قال (وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72) التوبة) وقسم فسر هذه الآية على رؤية الله لأن الرضوان ورؤية الله تعالى أعلى من الجنة فإذن ما ذكره في الآية الأخرى ليس فقط ذكر الخلود وعدمه وإنما هو أصلاً الثواب اختلف والأجور اختلفت فصار في الآية الأخرى التي هي أعم وأشمل فقال (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَار) والذين اتقوا من الأبرار لأن الله تعالى قال (وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى (189) البقرة) وقال (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) البقرة) فإذن هؤلاء المتقون هم أبرار فناسب من كل ناحية أن يذكر علو منزلته. ليس هذا فقط، هو قال (فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) عكس الخروج الدخول وعكس الإخراج الإدخال أخرجوا مبني للمجهول وعكس المبين للمجهول مبني للمعلوم، قال (وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ) وربنا قال (لأدخلنهم) لم يقل يدخلون، ومن ديارهم مقابلها جنات، أخرجوا فعل ماضي مبني للمجهول وفي الثانية ربنا الذي يدخلهم (وَلأُدْخِلَنَّهُمْ)، هم أُخرجوا بأيدي كفرة من ديارهم والله تعالى يدخلهم جنات. ليس هذا فقط وإنما هذه الآيات في خواتيم آل عمران (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)) السورة تنتهي بهذه الآية، صابروا أعلى من اصبروا درجة، الذين هاجروا هؤلاء أشدّ أو الذين أخرجوا من ديارهم وأوذوا؟ الذين أخرجوا من ديارهم فقال اصبروا بمقابل هاجروا وصابروا بمقابل أخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي، وقال ورابطوا لأنهم في الثغور المقاتلة في الحرب والمرابطة في الحرب، لما أمر تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) هي مرتبة تماماً كالآية (فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ) هاجروا مقابل اصبروا، الذين أخرجوا من ديارهم وأوذوا مقابل صابروا، قاتلوا وقتلوا مقابل رابطوا، نفس الترتيب، و(اتقوا الله لعلكم تفلحون) مقابل (لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات) فمرتبة بحسب الشدة وبحسب ما ذكر في الآية التي قبلها بالترتيب. آخر ما قال تعالى في آل عمران أمر بالتقوى (واتقوا الله) أمر الذين آمنوا بتقوى الله، أمرهم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وفي ابتداء السورة التي بعدها في سورة النساء قال (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)) بدأت بالتقوى أيضاً، ختم آل عمران بالتقوى وبدأ سورة النساء بالتقوى، أمر المؤمنين ثم التفت إلى الناس فقال (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ) وأمرهم بالتقوى، الكافر ينبغي أن يدخل في الإسلام والمفروض أن يدخل في الإسلام، خصّ المؤمنين بالتقوى والناس يجب أن يتقوا لأن الله تعالى خلقهم للعبادة فهو أمر الأوّلين بالتقوى ثم التفت إلى الناس فقال (اتقوا ربكم) وقال اتقوا ربكم وقال اتقوا الله في آية واحدة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ) وقبلها قال (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ) فذكر الله والرب مع المؤمنين وطالب عموم الناس بذلك.

سؤال من المقدم: ما الفرق بين اصبروا وصابروا؟ صابروا أعلى من اصبروا تحتاج إلى صبر أكثر ثم صابروا فيها أيضاً معنى اصبروا على ما هو أشدّ وصابروا لو كنت في الحرب وكان أمامك مقاتل صابر فينبغي أنت أن تغلبه في الصبر، أنت تصابره، يعني هو أمامك ليس يجزع ويفرّ أمامك واحد صابر فلا تفرّ من أمامه وينبغي أن تغلبه في الصبر.

سؤال: (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (2) الزمر) و (إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ (41) الزمر) ما الفرق بين إليك وعليك؟

(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ (216) البقرة) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ (183) البقرة) لأنه شاق، (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103) النساء) والنحاة يقولون سرنا عشرة وبقيت علينا ليلتان، وقد حفظت القرآن وبقيت عليّ منه سورتان، هذا لك وهذا عليك، بخلاف كتب لكم (وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ (187) البقرة) (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ (21) المائدة). عرفنا أنه (على) لما هو أشق في اللغة. نقرأ الآيتين ونرى في الآية الأولى (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (2)) والثانية (إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ (41)) نسأل: أيها الأشق وأثقل أن تعبد الله وحدك أو تبلِّغ الناس؟ أن تبلغ الناس أشدّ. الآية الأولى ليس فيها تبليغ وإنما خطاب للنبي r والثانية (إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ (41)) قال للناس وهذا تبليغ، الأولى ليس فيها تبليغ والثانية فيها تبليغ وهي الأشق والأشد فيضع (على) مع التبليغ، الأولى فيها نبوة والثانية فيها رسالة (إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ) هذه رسالة. الأولى ليس فيها تبليغ للناس ولذلك قال (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ) الثانية فيها (فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا) هذه رسالة، إذن المشقة فيما أمر به في الدعوة إلى سبيل الله تعالى.

سؤال:  كلمة يوم نكرة ومع هذا لم تنوّن فما دلالة ذلك في سورة المرسلات (هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ (35))؟

سؤال: ما دلالة استخدام لفظة الرحمن وليس الله تعالى مع القوة والنصرة والجند في الآية (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20) الملك)؟

(وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا (43)) وفي القصص (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ (81)) وهذه الآية معنا (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20) الملك) وليس من دون الله. السياق يوضح السبب ويوضح الأمر. السياق في سورة الملك وهي في سياق ذكر النعم أصلاً (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17) وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21) أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)) إذن هو السياق في النِعَم فناسب ذكر الرحمن. الآن ننظر في آية الكهف (وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا) أصلاً السياق في الحوار بين المؤمن والكافر (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) الكهف) هذا لا يصح فيه ذكر الرحمن لأن الآية فيها عقوبة وكلمة الرحمن لا يأتي في موطن عقوبة. في سياق قارون في آية القصص (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ) خسف لا يتناسب معه ذكر الرحمن. أما في سورة الملك ففي سياق النعم والنِعَم أقرب للرحمة والآيتان في الكهف والقصص في سياق العقوبات فلا تناسب ذكر الرحمن. ثم نلاحظ في العقوبتين عقوبة صاحب الجنة وعقوبة قارون عقوبة قارون أصعب لأنه قال فخسفنا به وبداره أما الأول فقال فأحيط بثمره وبقي هو، قال في صاحب الجنة (وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ) وفي قارون قال (فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ) (ما) جواب قَسَم لأنها داخلة على الماضي، سيبويه قال فعل نفيه لم يفعل، قد فعل نفيه لمّا يفعل، لقد فعل نفيه ما فعل لأنها قسم كأنه قال والله لقد فعلت، والله ما فعلت (يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ (74) التوبة) (ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) الأنعام) فأيها الأقوى؟ التي مع قارون فقال (فما كان له من فئة) جاء بـ (من) الدالة على الإستغراق أي من أي فئة بمعنى العموم والشمول مثل (قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65) ص) (فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11) غافر) هذه (من) الإستغراقية تستغرق كل شيء. في آية الكهف قال (وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ) وفي القصص قال (فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ) الدالة على الاستغراق، كل شيء، التعبير بحسب مقدار العقوبة وقدر العقوبة : (لم تكن – ما كان، فئة – من فئة، من دون الرحمن – من دون الله).

أسئلة المشاهدين خلال حلقة 29/11/2007م:

  1. (لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) الكهف ) ما دلالة تقديم الفرار على الرعب؟

  2. (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) الجمعة) ما دلالة تقديم التجارة واللهو مرة وتأخيرها مرة أخرى؟

  3. (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ (82) الكهف) الفرق بين فأردت وأردنا وأراد ربك؟

  4. (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا (151) الأنعام) ذكر سياق المحرمات في البداية ثم قال ألا تشركوا به شيئاً كأن عدم الشرك هو المحرّم فهل يمكن توضيح الآية؟.

  5. (أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُم بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51) يونس) ما دلالة أثم؟ وما الفرق بينها وبين (ثم)؟

  6. (ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) الكهف) ما هي صيغة أحصى هل هي تفضيل؟

  7. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ (14)) وفي آل عمران تكررت الآية (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)) عيسى ينسب النصرة إليه وهم يقولون نحن أنصار الله مباشرة فما دلالة هذا؟

  8. (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) طه) (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) الطور) فما اللمسة البيانية بين الآيتين؟

  9. (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) الروم) ما دلالة تقديم المساء على الصباح؟.