هذه الصفحة تشتمل على الحوار الذي أجراه الأستاذ عبد الله بن صالح الوشمي مع الدكتور فاضل صالح السامرائي. والحوار مسجّل على أربعة أشرطة كاسيت تحتوي على المواضيع التالية:
الشريط الأول (للقراءة) |
الشريط الثاني (للاستماع) |
الشريط الثالث (للاستماع) |
الشريط الرابع (للاستماع) |
مقدمة حول الدراسة البيانية للقرآن الكريم | التقديم والتأخير (الوجه الأول) | الفواصل القرآنية (الوجه الأول) |
التشابه والاختلاف (الوجه الأول) |
البُنية والدّقة في اختيار اللفظة |
الحذف والذكر (الوجه الثاني) |
التوكيد (الوجه الثاني) |
سورة الفاتحة (الوجه الثاني) |
هذه الأشرطة صادرة عن مؤسسة صدى التقوى للإنتاج والتوزيع (www.altaqwa.com) بريد إلكتروني: [email protected]
العنوان:
الرياض ص.ب 26831 الرمز 11496 هاتف: 009664792216/009664779341
جدة: حيّ الجامعة جوار مسجد الأمير متعب، هاتف 009666023008
المنطقة الشرقية: تسجيلات دار الهجرة
الشريط الأول: مقدمة حول الدراسة البيانية للقرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا اللقاء لن يكون حديثاً عن الأثر المعرفي للعولمة ولن يكون تفصيلاً في القول في أسباب هجرة الأدمغة ونتائجها وليس شق الشعرة في مسائل الأدب والتقد كا لأنه لن يكون درساً فقهياً يناقش أبوب الطهارة على أهميتها ولكنه جلوس في مدرسة الوحي وإنصات خاشع لمحكم القرآن ومتشابهه وقراءة للكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. إذن فنحن هنا مع القرآن وحين نكون مع القرآن فإن كل ما سواه واجب أن يتأخر وأن يتأخر. لا تسلني مستمعي الكريم عن السبب فمنذ إقرأ وآياته تقرع أسماع المؤمنين فيخشعوا ومنذ (لئن اجتمعت الإنس والجن) وعقول قُرّائه وأسماعهم وأبصارهم تتجول في كلماته وجمله ومقاطعه وآياته وسوره تنقّب عن جواهره وتبحث عن أسراره وهيهات! لقد سمعه النصارى ففاضت دموعهم وسمعه الجن فقالوا (إنا سمعنا قرآناً عجبا) كما سمعه المؤمنون فاقشعرّت جلودهم. إنه أعظم من كل ما نقول وأبلغ من كل ما نصف إن هذا القادم من الملأ الأعلى والذي نزل به سيد من ساجات الملأ الأعلى فيه من الأسرار ودواعي الإعجاز ما تنتهي الدنيا ولا ينتهي قد ترى أن في قولي هذا مبالغة وادّعاء أو انطلاقاً من عاطفة دين أو التهاب وجدان وليس بوسعي أن أمنعك من هذا التصور ولا أن أردّ عنك ما ترى ولكن لو فتح القلب المقفل وأُقد السراج المعطل وأشرقت بالنور حنايا لم تكن تعرف النور ولا مست فؤادك نفحة من روح الملك القدوس وهبّت على أودية نفسك نسمة من عالم الروح وسمعت صوتاً يملأ نفسك قادماً من بعيد من الملأ الأعلى يقول (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) الحديد) لوقفّ شعر بدنك واقشعرّ جلدك ومار فؤادك وتحركت السواكن فعند ذاك تعرف ما أقول وكيف أوصلك وأنا المنقطع ، وأعطيك وأنا المحروم؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إنما هي دلائل أضعها في الطريق وإشارات وصوى وشيء من خافت النور في مصباح ناضب الزيت غير نافع الفتيل عسى الله أن ينفع بها سالكاً ويجنّب العثار سارياً في الليل البهيم، فتنالنا منه دعوة صالحة تنفعنا في عرصات القيامة.
هكذا يقول ضيفنا وأستاذنا الكريم الدكتور فاضل صالح السامرائي أستاذ الأدب في جامعة الشارقة صاحب الباع الطويل في دراسة التعبير القرآني . نحن وإياكم مع أستاذنا لنُبحِر معه في هذا الخضم الهائل ولنتساءل عن الأسرار الكامنة وراء التعابير القرآنية التي تطالعنا في كل آية. لن نقف عند الواضح فقط كقوله تعالى (سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) الكهف) (ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82) الكهف) لكننا مع الدكتور إن شاء الله سنتجاوز ذلك إلى ما يرى في ملاحظاته وتوجيهه كقوله تعالى في سورة النحل (وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127)) وفي سورة النمل (وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ {70}) حيث حذف النون وغيرها من الإشارات التي تلفت النظر وتنير البصيرة.
سنبدأ بمقدمة حول الدراسة البيانية ثم نتطرق إلى محاور أخرى البُنية والدّقة في اختيار اللفظة، التقديم والتأخير، الحذف والذكر ، فواصل الآي، التوكيد، التشابه والاختلاف، سورة الفاتحة. وسوف أجتهد بأسئلتي والدكتور بإجاباته في سبيل جعل هذا الحوار قريباً من حِسّ المتلقي غير المتخصص وذلك بإعادة الفائدة وتكرار المعلومة.
ما التسمية الصحيحة للذي نحن بصدده: إعجاز أو تفسير بياني وما مسوغات هذه التسمية؟
هذه الدراسات ليست اعجازاً فالاعجاز أكبر من ذلك بكثير إنما هذه دراسات في البيان يستخلصها أهل اللغة والبلاغة بالنظر والتدبر في التعبير القرآني وهو نوع من التفسير.
آيات الاعجاز والتحدي : يذكر الله تعالى أموراً تُعجز البشر لكنه تعالى تحدّى الانس والجن بسورة (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) والسورة تشمل قصار السور مثل الكوثر وطوالها. وآيات الاعجاز والتحدي ليس فيها إخبار علمي ولا تشريع أو إخبار عن أمر خاص ولا أمر مستقبل. ويوجد في القرآن إعجاز كثير أخبرنا تعالى بأمور ستحصل وحصلت لكن الله تعالى لم يتحدّاهم بالاعجاز فالاعجاز لا ينحصر بهذه الأمور ولا آيات التحدي تنحصر بهذه الأمور.
العرب القدامى كانوا يعرفون أكثر مما نعرف لأنها لغتهم ويرون من الأمور ما صرفهم عن محاكاة القرآن . نحن نأخذ عن طريق التعلّم والدراسة وكل واحد منا بقدر ما يتعلم وما يؤتيه الله تعالى من نظر وبصر وما يعطي هو القرآن من تأمل وتدبر لكن القدامى كانوا يدركون أكثر مما ندرك وقد عرفوا أنهم أقل بكثير من أن يأتوا بمثله.
أثر تركيب الجملة في المعنى:
هنالك كلام فني بلاغي وكلام يقال هكذا فيما يتحدث به الناس أما الكلام الفني البليغ المقصود لا بد أن يكون له أثر قطعاً. هذا واضح في القرآن كل تقديم وتأخير واستبدال لفظة بلفظة.
المراجع:
من كتب التفسير عُنيت بإظهار النواحي الفنية والبلاغية : الكشاف للزمخشري، روح المعاني للألوسي، التفسير الكبير للرازي، نظم الدرر للبقاعي، البحر المحيط، التحرير والتنوير، في ظلال القرآن.
وفي غير كتب التفسير: كتب المتشابه مثل ملاك التأويل لبن الزبير الغرناطي، درة التنزيل للإسكافي، البرهان للكرماني، معترك الأقران للسيوطي،
وكتب علوم القرآن مثل البرهان للزركشي، التفسير البياني لبنت الشاطئ ولها كتابات في الاعجاز البياني، تفسير المنار لرشيد رضا.
هناك أمر في الدراسات البيانية: الذي يتصدى للتفسير البياني الذي هو جزء من التفسير العام لا بد أن يكون هناك شروط من جملتها التبحّر في علم النحو والتصريف والبلاغة وليست المعرفة السطحية لأنه في اعتقادي إما أن يكتب الشخص كتابه بحيث يستفيد القارئ بحيث يزداد إيمانه أو لا يكتب.
هناك سمات عامة للمنهج البياني ي تفسير القرآن: التفسير البياني جزء من التفسير العام حتى المفسرين عموماً فيما سبق كل واحد منهم ركّز على أمر هو يعتني به لا يخرج عن إطار التفسير : القرطبي في الأحكام، صاحب البحر المحيط للقرآءات، الكشاف في الناحية البلاغية والنحوية ويجب أن لا يشتّط المفسّر لأن هناك بعض مصطلحات شرعية وينبغي أن يعرف أسباب النزول التي توضح اختيار الألفاظ. ويجب أن لا يخرج عن الأصول اللغوية ولا يخرج عن المنقول من الناحية الشرعية. وكلما كان راسخاً في الناحية الشرعية مع الناحية اللغوية يكون أمكن من حيث العقائد . الزمخشري مثلاً عقيدته المعتزلة تحالف الأحاديث الصحيحة وهو خالف ليوافق الرأي الاعتزالي. والمنهج التكاملي هو العودة إلى الشرع ولا يخرج عنها المتصدّي للتفسير البياني.وهناك قاعدة: إعرف الحق تعرف أهله.
منهج القرآن يتناول القرآن كقطعة أدبية على أن لا يخرج عن الحد الشرعي بإمكانه تناول الناحية الفنية في القرآن والأولى أن يربطه بأهداف القرآن، ولا شك أن القرآن قطعة فنية معجزة حتى لا يدّعي أحد أن بإمكانه الاتيان بمثله والقرآن مقصده هداية الناس فلا تُنسى هذه المسألة. الشاعر الألماني غوته يُقال أنه أسلم وكان يعقد جلسات للقرآن الكريم لالتماس الجوانب الفنية فيه.
الأصل أن يتكلم في بيان القرآن على أن لا ينسى هدف القرآن الأسمى.
البيان القرآني يقوم على: الألفاظ، المعاني البليغة، الايقاع، الصور والظلال التي تشعّها الألفاظ، النظم القرآني البديع.
2009-02-01 11:27:28الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost