من المشترك اللفظي في القرآن الكريم كلمة ( الحياة ):
وقد جاءت في الكتاب الكريم على ثمانية أوجه:
1 ـ القوة النامية الموجودة في النبات والحيوان، ومنه قوله تعالى: ﴿ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾ [الحديد: 17]، ومنه أيضًا ﴿ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا ﴾ [ق: 11].
2 ـ القوة الحسّاسة، وبه سُمِّي الحيوان حيوانًا، ومنه قوله تعالى ﴿ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ﴾ [فاطـر: 22]، وأما قوله تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى ﴾ [فصلت: 39]، فقوله تعالى ﴿ أَحْيَاهَا ﴾ إشارةً إلى القوة النامية، وقوله ﴿ لَمُحْيِي الْمَوْتَى ﴾ إشارةً إلى القوة الحساسة.
3 ـ القوة العاملة، ومنه ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ ﴾ [الأنعام: 122].
4 ـ ارتفاع الغم، ومنه قوله تعالى ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران: 169]، أي منعمون متلذذون.
5 ـ الحياة الأخروية الأبدية، وذلك يتوصل إليه بالحياة التي هي العقل والعلم، قال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال: 24]، وقوله تعالى ﴿ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾ [الفجر: 24]، يعني بها الحياة الأخروية الدائمة.
6 ـ الحياة التي يوصف بها الباري جل وعز، ومنه قوله تعالى ﴿ هُوَ الْحَيُّ ﴾ [غافر: 65]، ومعناها لا يصح عليه الموت، وليس ذلك إلا لله عزّ وجلّ.
7 ـ الأعراض الدنيوية، ومنه قوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ طَغَى ﴿ 37 ﴾ وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿ 38 ﴾ ﴾ [النازعات: 37، 38]، وقوله ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ ﴾ [البقرة: 86]، وقوله ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴾ [الرعـد: 26]، فالحياة في هذه المواطن الثلاثة بمعنى الأعراض الزائلة.
8- التنجية من الهلاك، ومنه قوله تعالى ﴿ وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [المائدة: 32]، أي من نجاها من الهلاك، ومنه قوله تعالى مخبرًا عن إبراهيم وهي مقالة الذي حاجّ إبراهيم في ربه ﴿ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ﴾ [البقرة: 258]، أي أنا أعفو فيكون العفو إحياءً.