الحلقة 13
الآية الأولى في هذه الحلقة والتي من حسن التوفيق قبل المغرب جاءنا فاكس من الأردن من نعمة أحمد حياصات تسأل عن أول آية في هذه الحلقة وكنا قد أدرجناها قبل أن يأتينا هذا الفاكس وهذا من التوفيق.
(وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ) – (وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ)
الآية الأولى (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿47﴾ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴿48﴾ البقرة) الشفاعة أولاً العدل الفداء الفدية يعني شخص يفتدي نفسه بمال الشفاعة لا بدون مال مجاناً لكنه بوجاهة أحد الناس يشفع لك عند الحكومة إذا كنت مجرماً مثلاً. إذاًَ أول مرة قال (وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ) شفاعة أولاً وعدلٌ ثانياً في نفس سورة البقرة آية123 غيّر الترتيب قال (وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴿123﴾ البقرة) يقبل منها عدل أي فدية ولا تنفعها شفاعة. لماذا في الأولى قدم الشفاعة وأخّر الفدية وفي الثانية أخر الشفاعة وقدم الفدية؟ باختصار شديد الحديث كما ترون لبني إسرائيل يا بني إسرائيل ورب العالمين يخاطبهم في هاتين الآيتين يحذرهم من أن هذه النعم التي أنعم الله بها عليهم أنهم لم يؤدوا شكرها فيحذرهم يقول اتقوا ذلك اليوم القادم وهو يوم القيامة في ذلك اليوم مرة قال (وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ) الثانية بالعكس. الفرق أن بني إسرائيل ككل الأمم نوعان نوعٌ حريصٌ جداً على المال أكثر من حرصه على حياته هذا موجود في كل الأمم لكن في اليهود أكثر. المعروف أن اليهود يحبون المال حباً أكثر من أنفسهم ألف مرة بحيث أن الإنسان يقدم نفسه فداء لحفظ ماله ولا يقدم ماله فداء لحفظ نفسه وهذا موجود في كل الدنيا لكن في بني إسرائيل ظاهرة. نحن نعرف في التاريخ هذا المتنبي الشاعر العظيم خرج من بغداد ذاهب إلى خراسان وفي الطريق خرج له قاطع طريق قال له أعطيني مالك فرفض قال له سأقتلك قال له اقتلني كيف أعطيك كل ما أملك أنا أحمله معي فإذا أعطيت مالي ما الذي يبقى لي؟ وفعلاً قتل المتنبي وأخذ ماله معه وحينئذٍ هذا الرجل وهو المتنبي ضحى بنفسه في سبيل ماله. في بني إسرائيل هذه ظاهرة تقتل اليهودي ولا يعطيك ماله إذاً خاطبهم وقال (وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ) قدّم العدل وهو الفداء في الآية التي قدم فيها الفداء يخاطب أولئك اليهود الذين يفدون مالهم بأنفسهم، هذا واحد. في الآية الثانية أيضاً هناك فريق ثاني ولا ينكر كما في كل الأمم هناك من تكون نفسه عزيزة عليه ولهذا يفديها بماله يعطي المال ولا يعرّض نفسه للموت. من أجل هذا رب العالمين في الآيتين خاطب الفريقين والفريقان في بني إسرائيل ظاهران معروفان متميزان قومٌ بلغ بهم البخل إلى حد أنه يفدي ماله بنفسه وقسم بلغ بهم حب الحياة كما رب العالمين سبحانه وتعالى وصفهم في آية أخرى أنهم يحبون الحياة هؤلاء يفدي نفسه بالمال وبالتالي في كل ترتيبٍ من هاتين الآيتين رب العالمين يخاطب شريحة من شرائح بني إسرائيل وهاتان الشريحتان ليستا في عصرٍ واحد يعني جاء عهد شاع في بني إسرائيل حب المال حباً عظيماً وفي عهد شاع فيه حب الحياة وبالتالي هاتان الآيتان تخاطب جميع اليهود على اختلاف أدوارهم في التاريخ عموماً. نلاحظ أيضاً أن كلمة شفاعة جاءت منكّرة الشفاعة في القرآن تأتي عادة معرّفة (يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿109﴾ طه) حينئذٍ الشغاعة هناك معروفة شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، لما نكرها قال (وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ) الشفاعة المنكّرة يعني أن هناك شفاعات متعددة وأنواع متعددة من الشفاعات وهذه معروفة الشفاعات في الإسلام كثيرة أهمها وأعظمها وأكرمها وأوفاها الشفاعة الكبرى شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم (شفاعتي حق لأهل الكبائر من أمتي) (قم يا محمد فاشفع تشفع) هذه الشفاعة الكبرى ولكن هناك شفاعات إلى جانب هذه الشفاعة. النبي صلى الله عليه وسلم يقول للشهيد شفاعة إذا مات شخص وهو شهيد يشفع لسبعين من أهل بيته، هناك المُسِنّ المؤمن إذا بلغ المؤمن تسعين عاماً يعني مات بعد التسعين شفعه الله في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت له النار، العالم العامل يشفع في عشرة من أهل بيته، الزهراوان البقرة وآل عمران يشفعان، رمضان يشفع، قيام الليل القرآن الكريم يشفع وهكذا شفاعات كثيرة فرب العالمين لما قال نكرة قال (وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ) أيّ شفاعة كانت من الشفاعات لا تنفع من لا يتقي ذلك اليوم ولا يحسب له حساباً ولا يعمل له وإنما يكون كل همه في الدنيا كما هم بنو إسرائيل عموماً. الخطاب لبني إسرائيل بنو إسرائيل أبصر الناس بالحياة ما من أحد بصير بالحياة كبني إسرائيل وهذا شيء معروف والتطبيق العملي أمام أعيننا جميعاً كما هم الآن في العالم يحكمون العالم كله ما من بقعة ولا دولة في العالم إلا ولليهود عليها دالة. حينئذٍ هؤلاء الله قال (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا ﴿24﴾ يونس) وأهل الدنيا هم اليهود من حيث أن الله أخبرنا بأنهم سوف يعلون علواً كبيراً بحيث يكون سلطانهم على جميع سكان الأرض كما هو الحال اليوم وهذا من علامات القيامة كما هو في الآية.
الدكتور نجيب: ولكنها يا سيدي كما تفضلت في الحلقة السابقة قد أوشكت على الانتهاء ليتطبق قوله تعالى (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴿7﴾ الإسراء)
الدكتور الكبيسي: ومن موضوعيتهم أنهم يعرفون هذا هم يعرفون هذا بالضبط ويستقبلونه بغاية البطولة لأن التلمود والتوراة تشير إلى ذلك. إذاً هكذا الشفاعات كثيرة وهناك شافع يشفع مقبول كالنبي صلى الله عليه وسلم كما قلنا وهناك شافع يشفع ولا يقبل منه وهناك شافع لا يشفع كما قال صلى الله عليه وسلم (المماري لا أشفع له) الذي يظل يناقش في القرآن وكلام سفسطي ولماذا قال القرآن كذا؟ وهذا معقول وهذا غير معقول والخ كما نسمع الآن من بعض الناس لماذا قال القرآن كذا والخ من باب الاعتراض والمماراة (المماري لا أشفع له) من أنكر الشفاعة فإنه يحرم من هذه الشفاعة (فمن أنكرها حرمها) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا. إذاً هكذا هو الفرق بين تقديم الشفاعة وتأخير الفدية وهو العدل أو تقديم العدل وهو الفدية وتأخير الشفاعة يخاطب رب العالمين به من يحب الدنيا وبالتالي هو حريص على حياته ومن يحب المال وبالتالي هو ليس حريصاً على حياته وهكذا.
(فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا) – (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)
المسألة الثانية (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿256﴾ البقرة) وفي لقمان يقول عز وجل (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴿22﴾ لقمان) ليس فيها لا انفصام لها. مرة (بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا) ومرة (بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) فقط بدون لا انفصام لها كيف؟ مع أن العروة عادة الوثقى هو لكل شيء مكان تحمله منه ولكل شيء آلة تتمسك بها من الوقوع أو الهلاك يعني مثلاً ركاب في سفينة وجاءتها عاصفة في يومٍ عاصف ولكي لا يتطاير الناس في البحر كل واحد تمسك في مكان إما في حبل أو في زردة أو في حلقة من الحلقات الحديدية يتمسك بها حتى لا يطيره الهواء هذه هي العروة الوثقى عروة وثيقة جداً. فرب العالمين عز وجل يشبه هذا الدين ببناء كبير ولا بد أن تتمسك فيه بعروة لماذا؟ لأن العواصف حولك لا حدود لها، تهلك، العواصف هذه لاحظ أنت كم تتعرض من ناس يريدون أن يفتحوا يديك عن هذه الحلقة عن هذه العروة لكي تغرق لكي تهلك. إبليس هذا شغله هذا الشيطان كل همه أنه يراكم هو وقبيله كالذي استهوته الشياطين هذا الشيطان يحاول أن يرخي يديك من التمسك بهذه العروة بفسقٍ أو فجورٍ أو بدعة أو طائفية أو كفر أو زندقة والتاريخ مليء كل الأديان السماوية تاريخ الذين تمسكوا بعروة ثم أفلتوها وانحرفوا وصاروا بفكر آخر وطائفية أخرى وأضلوا الناس والقرآن يحدثنا عن هذا في بني إسرائيل في التوراة والإنجيل والقرآن وإلى هذا اليوم نحن نعاني من هؤلاء معاناة على امتداد التاريخ ما خلا جيل من طائفة تحاول أن ترخي يديك عن هذه العروة الوثقى التي أنت متمسك بها ومتى ما ارتخت يداك هلكت تخطفتك الطير (فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴿31﴾ الحج) حينئذٍ هذه العروة الوثقى مرة قال لا انفصام لها ومرة قال فقط العروة الوثقى بدون لا انفصام لها معناها تنفصم. عندنا تنفصم وتنقسم وتنفصل معروفة كما ذكرنا هذا في برنامج الكلمة وأخواتها تنفصم يعني أنت يدك هي التي انفصمت عن العروة التيار قوي السحب قوي سحبوك فيدك لم تتحمل هذا الضغط فانفتحت يدك فانفصمت عنها. هناك انقسمت من شدة تمسكك أنت بهذه الحلقة بهذه العروة انكسرت هي انكسرت هذا انقسم. وانفصل بدون عنف أنت رأسا تركته مع السلامه ارتديت أخذت عن طريق آخر إلى آخره والتاريخ ملئ بهذا و بهذا و بهذا كل دعة الشر هؤلاء شياطين يحاولون أن يجعلوك تنفصم عن هذه العروة الوثقى وهي الإسلام كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم. إذن هذه العروة الوثقى نوعين نوع هو العقيدة لا اله إلا الله كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه احمد و غيره شخص رأى رؤيا متمسك فقال له النبي هذه العروة هي الإسلام فتمسك بها ماحييت إلا أن يدركك الموت وأنت عليها وهي لا اله إلا الله. هذه لا انفصام لها رب العالمين يشهد أن من تمسك بالعروة الوثقى – وهو يقول قبلها لا إكراه في الدين – فهي قضية إيمان وكفر إذا شخص يعبد الأوثان أنت لماذا تكرهه؟ فقط قل له اترك الأصنام واعبد الله واحد إذا جاء وقال لا اله إلا الله بهذه القولة سوف يبقى عليها إلى يوم القيامة ولن ينفصم عنها هذا من تمسك بالعروة الوثقى التي هي لا اله إلا الله الإسلام نفسه عندما نزل رب العالمين قال إن المشرك إذا صار مسلما لن يرجع عنه أبدا ولهذا قال صلى الله عليه وسلم (لا أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف عليكم أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها فتهلككم) وهذا الذي حصل لكن احسب كم المرتدين عن الإسلام؟ من الشذوذ بحيث لا يذكرون يرتد ولكنه يرجع قد تم خداعه من قبل بعض المستشرقين يرتد ولكنه يعود إلى الإسلام كسليمان رشدي واحد اثنين ثلاثة فقط في حين هناك أمم تركت الأديان بالملايين. فالنبي صلى الله عليه وسلم تأييدا لهذا الكتاب يقول (لا اخشى عليكم أن تشركوا بعدي) ولهذا من الخطأ التاريخي أن نسميها حروب الردة هي ليست حروب ردة هم مجموعه من الناس رفضوا دفع الزكاة والآن كم شخص لا يدفع الزكاة في وقتنا هذا؟ آلاف من الناس والأغنياء أصحاب الملايين لا يدفع كل زكاته فزكاته تكون مائة مليون يدفع فقط مليونين إذا هنالك أناس لا يدفعون الزكاة الآن وكل الذي حصل أنهم كانوا مجموعه من البدو وجاء النبي صلى الله عليه وسلم وصاروا مسلمين لأن الأمة كلها أسلمت ويأخذ منهم في السنة كل واحد أربع خمس بعران وعشرين ثلاثين شاة وأربعين خمسين بقرة وهذه عند البدوي ثروة هائلة ولو أنه مليونير فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم قالوا نحن لن نعطي الزكاة هذا كل الذي حصل سموهم مانعوا الزكاة ليش أسميناهم مرتدين؟ والله لا أعرف. من أسلم لا يرتد وإلى هذا العصر هنالك أناس في أوروبا في أفريقيا وغيرها تراكمات من الزمن لا يعرف شيئاً عن الإسلام ورأيناهم بأعيننا ولكنه يقول لا إله إلا الله نسي كل شيء ولكنه ثابت على الإسلام ولن يتغير فرب العالمين يقول الذي يؤمن بالإسلام موحداً بالله مؤمناً بهذا الدين لن يتزعزع فإن هذه العروة الوثقى لا تنفصم أبداً. هذه نوع من أنواع العرى التي هي العقيدة التوحيد لا إله إلا الله. من يوحد الله من هذه الأمة لا يعود وثنياً أبداً وهذا ثابت بتطبيق العملي والمشكلة كلها الآن قائمة على التوحيد النبي صلى الله عليه وسلم أقر أن هذه الأمة إن شاء الله لن تشرك ونحن نكفّر بعضنا بعضاً وهؤلاء نوع من الناس الذين يريدون أن يسحبونك هؤلاء من شياطين الإنس الذين يشككون الناس بدينهم يا أخي هذه الآية (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا ﴿94﴾ النساء) واحد يعرفون أنه مشرك يهودي أو عربي مشرك قال السلام عليكم فقالوا له لا أنت كذاب أنت منافق قتلوه فالنبي قال له أنت أشققت عن قلبه؟ قال يا رسول الله هو كذا ونحن نعرف أنه مشرك قال شخص قال السلام عليكم كيف تقول أنه مشرك ثم هذا القاتل مات تلفظه الأرض ثلاث مرات فبالتالي هذا تأييد لكلامك لو فقط قالها حتى ولو فرقاً من السيف من أجل هذا التوحيد لا يزول. الذي يزول العمل وهي الآية الثانية في سورة لقمان وهذا الخطاب للمسلمين في الأولى خطاب لغير المسلمين قال (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) لا تكره هؤلاء المشركين الذي يريد أن يسلم حياه الله، في الثانية يخاطب المسلمين (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) وهو محسن أي رجل تقي صالح مصلي الخ محسن في صلاته في صيامه في زكاته فهو ليس عابد بل عابد بإحسان بشكل جيد هذا استمسك بالعروة الوثقى فقط ما قال لا انفصام لها قد تنفصم كلنا ما في أحد في هذه الدنيا إلا وفي يوم من الأيام ارتكب ذنباً مع كونه من المحسنين. إذاً لا نزال في العروة الوثقى في الأولى يتحدث عن العروة الوثقى التي هي الإيمان بالله الواحد الأحد لا إله إلا الله هذه الآية تقول هذه العروة لا انفصام لها هذا واحد وهذا واقع الحال. الثانية العمل العروة الوثقى الثانية العمل وليس التوحيد العبادات والحلال والحرام الحلال كله هذا ما قال لا انفصام لها قد تنفصم كل ابن آدم خطاء ما فينا واحد تقي وصالح في يوم ما صلى سنة سنتين ترك الصلاة سنة من السنين ترك الصيام مرة مرتين شرب خمر يعني كل ابن آدم خطاء (المؤمن كالسنبلة يميل تارة ويستقيم أخرى) (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ثم جاء بقومٍ يذنبون) والأحاديث (المسلم كالفرس في أخيّته) هذه الحلقة التي يربطون فيها الفرس (يجول ويدور ويعود إلى أخيته) يروح ويبتعد قليلاً عن الإسلام لكن يرجع إذاً تنفصم عروة العمل تنفصم وعروة الإيمان والتوحيد لا تنفصم أبداً ببركة النبي عليه الصلاة والسلام الذي هو كما قال (يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ ﴿2﴾ الجمعة) إذاً هذه التزكية التي زكى الله بها هذه الأمة أنها لا تشرك بالله أبداً ولكن نعم هكذا مرة ومرة ولكن كما قال صلى الله عليه وسلم (ولكن ساعة وساعة لسنا على ساعة واحدة) هكذا كما جاء في الأحاديث الكثيرة لن نطيل عليكم في سردها وإلا لاحظ لكل إنسان عروته هذه عروة متحدة كل واحد منا له عروة عروة الحاكم العدل إذا تمسك بها ولم تنفصم جاء يوم القيامة متجلياً غفر الله كل ذنوبه عروة العالم الصدق إذا كان صادقاً ولا يخاف في الله لومة لائم جاء يوم القيامة وكل ذنوبه مغفورة عروة التاجر الإخلاص والنصيحة وهكذا. حديث عجيب عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في الحديث عن البراء بن عازم قال كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم النبي (أي عرى الإسلام أوثق؟) الله قال العروة الوثقى ما هي أوثق عروة؟ قالوا (الصلاة يا رسول الله قال: حسنة وما هي بها، ثم قالوا: الزكاة يا رسول الله قال: حسنة وما هي بها) ليست هذه هي الأوثق هذه عروة وثقى ولكن ليست الأوثق (قالوا: الصوم صوم رمضان قال: حسنٌ وما هو به قالوا: الجهاد قال: حسنٌ وما هو به) تصور الصلاة الصوم الزكاة الحج الجهاد كله قال رسول الله ما هو إذاً ما هي أوثق عروة؟ قال (أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله). تأمل فيها أنت قد تصلي ولكن قد تنافق قد تصلي وأنت غضوب وتحقد على الناس وحاسد قد تصلي وأنت مثلاً يعني بك بخل على أمك وأبوك ووالديك وأهلك الخ أنت إذا بلغ إيمانك أن جعلك تحب في الله وتبغض في الله لا تحب لصداقة ولا لمن أعطاك معروفاً إنما لأن هذا إنسان طيب ابن حلال فتحبه، معنى هذا أن قلبك لا فيه حسد ولا غيرة ولا غل قلب كهذا لا يمكن إلا أن يكون صالحاً فهو قلب سليم (إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿89﴾ الشعراء) بالضبط هو هذا (إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) هذا القلب السليم قطعاً صلاته عظيمة وحجه عظيم وصومه عظيم والخ وحينئذٍ ليس كل مصلٍ صالح ولكن كل من يحب في الله ويبغض في الله صالح إذاً علامة القلب السليم أن يحب في الله ويبغض في الله. إذاً هذه أوثق عروة الكلام في العروة الوثقى كلام طويل ولهذا كل نوع من أنواع العبادة هو عروة ونحن قلنا مرة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴿35﴾ المائدة) كل واحد من هذه الأمة سيأتي يوم القيامة مشهوراً بعمل (إن لكل عبدٍ في السماء صيتاً كصيته في الدنيا) هذا العالم هذا المنفق هذا الصابر هذا المجاهد هذا الكريم هذا البار بوالديه كل واحد له صيت هذه العروة كل واحد له عروته العروة الأساسية لا إله إلا الله وهذه اطمئن ما دمت دخلت بها مصدقاً بها قلبك أو أنك ولدت عليها فلن ترتد أبداً ارتاح يبقى العمل لا الأولى لا انفصام لها (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا) وهذه شهادة من رب العالمين الثانية قال من يعمل صالحاً ويسلم وجهه استمسك بالعروة الوثقى (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) لكنه ما قال لا انفصام لها لأنك قد تنفصم يا ما ناس راحوا ورجعوا وراحوا ورجعوا وراحوا ورجعوا ويختم له إن شاء الله على خير وبخير. هكذا هي مسألة الفرق بين آيتين آية قال (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا) وآية قال فقط (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) ما وصفها بأنها لا انفصام لها لأنها قد تفصم وعليك أن تعود لها مرة أخرى.
(لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ) – (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ)
المسألة الثالثة (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴿262﴾ البقرة) لهم أجرهم لهم، نفس الآية في سورة البقرة (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴿274﴾ البقرة) فلهم أجرهم فلهم بالفاء، أنت لاحظ هذا الكتاب العزيز الحرف يغير المعنى تماماً كما شاهدنا في كل حلقة حرف لام، زيادة (من)، نقص (من)، زيادة فاء، زيادة واو يغير المعنى تماماً ولهذا الحرف في كتاب الله آية (من قرأ حرفاً في القرآن فله عشر حسنات لا أقول آلم حرف ولكن ألفٌ حرف ولامٌ حرف وميمٌ حرف) فمن قرأ آلم له ثلاثين درجة فهي ليست كلمة واحدة حينئذٍ لماذا؟ لأن لكل حرفٍ معنى يغير النسق الآية وسياقها واتجاهها بحيث إذا كنت خبيراً بذلك ولا بد أن تكون خبيراً .ما معنى خبيراً؟؟ من كرم الله على هذه الأمة أنت تحشر مع الزمرة بعمل بسيط (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ﴿73﴾ الزمر) زمرة المجاهدين والحكام العادلين والعلماء والبارين والذكارين وأهل الليل زمر أنت بشكل بسيط أنت مع المجاهدين كونك ماشي معهم ترعى لهم الغنم، تحضر لهم الشاي أو الأكل أنت واحدٍ منهم تحشر معهم، أنت مع العلماء الصادقين الصالحين وإن كان ندروا لكن أنت معهم لأنك تحضر لهم القلم تأتي لهم بالدواء أو المحبرة تحضر لهم الشاي أنت معهم (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا) فأنت تعرفون جميعاً أن أهل القرآن أعظم زمرة يوم القيامة (إن لله أهلين من الناس قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن أولئك أهل الله وخاصته) خاصة ملك الملوك فأنت تأتي معهم بأي عمل حتى لو كنت يعني حفظت آية في الحديث يقول (من تعلم آية أو آيتين أو ثلاث أو أربع أو خمس أو كلمة أربع خمس تعلمهن ويعلمهن إلا صار مع الزمرة) من أجل هذا تعلم أنت تحفظ آيتين ثلاث أربع من المتشابهات وعلمهن أربع خمس من أصدقائك من أهلك زوجتك بناتك الخ تدخل في الزمرة. هذا من كرم الله إن لله كرماً يوم القيامة لا تحيط به العقول حتى يتطاول إبليس (ليرحمنّ الله الناس رحمة يوم القيامة يتطاول لها إبليس) هذا لإبليس يرى فلان طاغية في الدنيا كيف الله أدخله الجنة بعمل عمله في يوم من الأيام فلان كان فاسقاً وأدخله الله الجنة لأنه عمل عملاً صالحاً في يوم من الأيام فإبليس قال يمكن أنا تشملني الرحمة ولهذا النار لكل عتل لم يستغفر يوماً لم يذكر الله يوماً لم يذكر الله على ذنب. رب العالمين اثنين يشربون الخمر (إن العبد ليعصيني فيذكرني على المعصية لا يستغفرني فاغفر له) يعني إنسان يشرب الخمر وطبعاً يهرج ويصرخ ويضحك ومثل الحيوان ولا سأل لا في باله الله ولا الآخرة وإلى جانبه شخص يسكر معه أيضاً وهو يسكر قال والله هذا حرام ورب العالمين الآن يراني ما هذه المشكلة ما الحل؟ فاستمر يشرب لكنه ذكر الله يقول رب العالمين كونه ذكر الله فالله يغفر له. حينئذٍ أنت كن مع أهل القرآن تعلم كم آية هذه مع هذه لو تعرف كيف أن هاتين الآيتين عندما تعلمهما سوف يشحذان الهمم ويلفتان الأنظار وتجري القلوب وبالتالي أنت كسبت طالب علم من حيث لا تشعر هكذا. نأتي على المسألة الثالثة (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ) الثانية نفسها بالضبط ولكنه قال (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ) (فلهم) زيادة الفاء، لما قال لهم أجرهم كشخص دخل على ملك وبعدين سلم على الملك وقال له استرح كيف حالك ترى أنت إنسان طيب أنت كريم وخلاص انتهى الأمر. أما الثاني الذي جاء ليسلم على الملك الملك قام في وجهه نهض استقبالاً وقال يا جماعة أشهدكم أن هذا الرجل من الكرام هذا من الأجاود هذا من الطيبين يعني بدأ يمدح فيه علناً هو أراد أن يقول عن كلا الرجلين أنهم كرام لكن هذا قالها بشكل آخر بشكل فيه عناية وفيه قوة وفيه إصرار مما يدل على أن هديته وهبته وهبة الملك ستكون بلا حساب. الآخر الملك يحبه على قدر حاله قال له أنت كريم لكن هذا يبدو كرمه عجيب ولهذا الحروف عجيبة رب العالمين كان يقول لمحمد صلى الله عليه وسلم أنت على خلقٍ عظيم عبارة جميلة عربية فصيحة جملة مفيدة مبتدأ وخبر أنت يا محمد على خلقٌ عظيم واضحة لكنه قال (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿4﴾ القلم) زاد الحرف واو والحرف إن والحرف لام كل واحدة فيها معنى الواو قسم قال له وعزتي وجلالي إنك لعلى خلق عظيم هذه الواو إن للتأكيد كما تعرفون هذه إن وأخواتها للتأكيد أن هذه قضية مؤكدة ما تقبل النقاش ولا أغير رأيي فيك إطلاقاً (وَإِنَّكَ) لعلى لام التأكيد حينئذٍ الأولى واو للقسم إن لمن ينكر أنا أقول أنت ناجح شك فأقوله وأنك لناجح أي أقسم بالله أنك ناجح لما أقول أنك فيأتي شخص ينفي هذا فأقول وإنك لناجح إن للتأكيد واللام للتصديق. إذاً كل حرف يعطيك معنى جديداً ينتقل بالجملة بالآية بالكلمة إلى معانٍ وآفاق أخرى لا يمكن أن تأتيك إلا بهذا الحرف من هنا هذا المتشابه في القرآن الكريم على غرار ما تكلمنا في الكلمة وأخواتها كيف أن المترادفات كل واحدة عالم هذا لب أو من المهمات في كتاب الله عز وجل التي تفتح لك آفاقاً يعني كثر خيرك إذا استطعت أن تقرأ في اليوم صفحة لأنك تقرأ بعلم والعلم بالقرآن شيء والقراءة بالقرآن شيء آخر كل الناس تقرأ القرآن وعمل عظيم وفي غاية الجمال لكن العلم شيء آخر.
إتصال من الأخت سحر من اسكتلندا: نحن الذين نعيش في الغرب عندنا مشكلة أولادنا رغم كثرة تحدثنا معهم ونصحنا لهم دائماً الغرب هنا يشوه صورة الإسلام فهل هناك رسالة نستطيع أن نوصلها عن طريقكم إلى أولادنا لا تعرف كيف نكلمهم أو نساعدهم نتكلم معهم كل يوم ولكن دائماً عندهم أسئلة وصعوبات ونصل إلى درجة أننا لا نعرف كيف نجاوبهم فما الحل؟
الإجابة: أرجو أن يعلم جميع المسلمين في الغرب ما من ذنبٍ يوم القيامة أعظم من أن تضيع أولادك وعيالك (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول) لو لم يكن لك إلا هذا الذنب فكفى أن تترك أولادك يضيعون ويتنصرون وهذا معروف معظم العرب أو المسلمين في الغرب جيل جيلين ثم يتنصروا في حين انظر إلى اليهود طوال خمسة عشر قرن في كل أنحاء الأرض لم يغيروا في دينهم ولا شعرة لأنهم متكتلون في مكان واحد لهم من يرأسهم من يقودهم من رجال الدين لهم موارد يقومون ببناء المدارس مع العبادة وللأسف الشديد العرب خاصة العرب لأننا رأينا الهنود والباكستانيين يتكتلون قليلاً لكن العرب لا. من أجل هذا كما أن العرب نقلوا أمراضهم في بلدانهم من فرقة وفئات وأحزاب وطائفية أخذوها معهم إلى هناك وكما قال صلى الله عليه وسلم (ويلٌ للعرب من شر قد اقترب) من أجل هذا يا بنتي إحفظوا أولادكم ستحاسبون يوم القيامة حساباً عسيراً على أنكم ضيعتم هؤلاء الأولاد فاتقوا الله فيهم.
إتصال من الأخ عادل عقلة من أمريكا: أنا حبيت أشارك في هذا الموضوع موضوع العروة الوثقى يا دكتور تعرف كم شهرتي والفن الذي كنت فيه والشهرة التي هي الدنيا الموسيقى والغناء لكن عندما على يدك الكريمة كنت أجيك لدارك وتستقبلني وتقول لي عن الدين والإسلام وكيف دخل في قلبي إلى أن أصبح العروة الوثقى فعلاً عندما يدخل القلب الدين والإيمان والله العظيم لو كنوز الأرض وملذات الأرض كلها ما تزحزح شعرة من هذا الإيمان الذي أنا فيه الآن وحملته معي في غربتي وهو الذي يصبرني على مصائب الدنيا مهما جارت علينا يا دكتور فجزاك الله خير فيّ وفي أهلي وفي أولادي وفي كل الناس ودكتور نجيب جزاك الله خيراً على هذا البرنامج الذي قدمتموه للأمة جميعاً وجزاكم الله خيراً.
الإجابة: عادل عقلة من الفنانين العراقيين المشهورين جداً وحضر لي محاضرة في جامع البني وأنا لا أعرفه وبعدين منذ تلك المحاضرة يبدو قذف الله الإيمان في قلبه وجاءني ثاني يوم مع أنه كان على أبواب الشهرة وأبواب المال وأبواب المجد كما يقول الفنانين ترك كل هذا لأن الله سبحانه وتعالى اجتباه وذهب إلى أمريكا وطبعاً هو شيعي وأنا سني والله العظيم ما رأيت شيعياً أصلح من هذا ما رأيت مسلماً أصلح من هذا الشيعي لأنه رجل شيعي حقيقي والذي هو المسلم الحقيقي فالشيعي الحقيقي غير أنصار سيدنا علي ما هو الشيعي؟ هو المسلم الذي انحاز إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فذم بني أمية ونحن كلنا شيعة بهذا المعنى هذا الشيعي خلق وأدب وعلم ولطف وبعدين ترك ملايين والآن ثق في أمريكا لا يجد قوت يومه لكن قال أنا لقد عرفت طريق ربي سبحانه وتعالى هذا حجة على كل الفنانين الذي نسأله تعالى وليكن فناناً فالفن هذا شيء عظيم لكن فليعرف أن له رباً سيحاسبه يوماً وليستعمل هذا الفن برسالة في سبيل إصلاح أو تهذيب أو بث قيم معينة فحقيقة أحيي عادل عقلة وأحيي كل الفنانين من أمثاله وأحيي كل الشيعة من أمثاله و99% من الشيعة هم أمثاله ولكن الذي استولى عليهم كما استولى على السنة قومٌ أتوا من الخارج وإن شاء الله سيزول ويبقى المسلمون شيعة وسنة على طريق الله ورسوله (وما ترك امرؤٌ شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه).
إتصال من الأخ بكر من عجمان: طلبي منك أن تنبه الأمهات لبناتهم وأولادهم انصرفت الأمهات بأشياء كثيرة جداً وبعدوا عن أولادهم وبعدوا عن التربية وبالذات النشأة الدينية الأمهات صرفوا النظر عن هذا وأخذوا الدنيا وزينتها.
الإجابة: على كل حال هذا موجود لكن أنا أرجو أن نبتعد دائماً عن جلد الذات كلنا لغيرتنا على الدين مثلك يا أخي الكريم نقول نحن سيئون صح ولكن لا تعمم والله يا أخي هذا الذي أغضبك ويغضبني ويغضب الجميع لا يتجاوز بلا أكثر تقدير عن خمسة بالمائة بل هو أقل لكن لنقل 5% و95% في هذه الأمة أمهات صالحات كريمات عفيفات شريفات خادمات للأزواج والأزواج كلهم بلا استثناء تقريباً يؤذون الزوجات ما في زوجة إلا وتضار عند زوجها حينئذٍ هذه الأم الصابرة الذي جعل الله حذاءها فوق الجنة والجنة تحت أقدامها الأم صالحة انظر إلى أمهات العالم وتعجب كيف هذه الأم المسلمة لا تزال بهذا العطاء وهذا الصبر وهذه العفة والتربية العظيمة لكن ساءك كما ساءني وساء الجميع أن يكون في هذه الأمة ولو 1% من الأمهات عابثات نحن نغار على الأمة لكن الأمة بخير نحن في هذا القرن الرهيب لا تزال الأمهات تعلمك خالك وعمك وجدك وتعلم ابنتها يعني أمة صالحة نسباً وتربية لا تخف إن الله مع هذه الأمة إن شاء الله.
إتصال من الأخ مثنى من السويد: ما هو الدعاء الذي يحب رب العالمين أن يسمعه من العبد؟
الإجابة: العفو والعافية سيدنا العباس رضي الله تعالى عنه قال يا رسول الله علمني دعاء أدعو الله به فقال له (يا عم سل الله العافية فما سئل الله سؤالاً أحب إليه من العافية) العافية يعني في دينك ودنياك وصحتك وأولادك والنبي صلى الله عليه وسلم علمنا صيغة قال قولوا (اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة اللهم أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي اللهم أحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي وأعوذ بك أن أغتال من تحتي) هذا أحب الدعاء إلى الله عز وجل.
المسألة الثالثة فرق بين (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ) أو (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ) لهم أجرهم أجر عام كمن لو أعطى تمرة النبي قال (اتقوا النار ولو بشق تمرة) والآية نزلت على الذي أحضر تمرتين ليس لديه غيرهما والمنافقين يضحكون عليه قال (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿79﴾ التوبة) هي تمرتين لكنها عند الله عظيمة هؤلاء لهم أجرهم لكن واحد (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴿133﴾ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ ﴿134﴾ آل عمران) سواء كان لديه أو لم يكن لديه شيء وهذه الآية تقول (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ) لم يقل ينفقون من أموالهم بل ينفقون أموالهم كل الذي عنده يشارك جيرانه وأهله والفقراء بكل الذي عنده ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة قال هؤلاء (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ) مثل الوعد الهائل من ملكٍ قادر فلهم أجرهم أي سأعطيهم عطاء ولهذا مقدمة هذه فلهم أن هؤلاء أصحاب إنفاق متميز كل الذي عنده في سرائه وضرائه إذا جائع أو عطشان أو مريض يعطي فقير أو غني يعطي لا يمن ففيه صفات وقيود تجعل هذا الإنفاق من النوع الراقي جداً. ولهذا أنت لاحظ الثلاثيات والرباعيات في القرآن ما من مجموعة عبادة إلا وفيها في النهاية (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿3﴾ البقرة) الشورى الجهاد الكفاح العلم يأتي وراءها (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) معناها أن هذا الإنفاق لب العبادات هكذا.
إتصال من الأخت أم محمد من الشارقة: جارتي شيوعية وقرأت عن الإسلام في كتب كثيرة وهي تتساءل تقول لو تجاوبوني عن سؤال واحد إن شاء الله بإذن الله أسلم والصراحة سؤالها محير جداً تقول أني قرأت أن الله عادل ويحب العالمين وهو رب العالمين يعني رب الكفار والمسلمين لكن تقول لماذا نحن الكفار نحرق في نار جهنم خالدين لماذا لم يخلقنا مسلمين من الأول ونحن كيف نسلم؟؟؟
الإجابة: رب العالمين خلق كل الناس مسلمين اتركي كلام الشيوعيين والشيوعيون بدأوا يستفيقون الآن (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ﴿172﴾ الأعراف) كل المخلوقات البشرية رب العالمين خلقنا في عالم الأمر عالم الأمر كنا عايشين مثل هذه العيشة الآن جميع وكل أولاد آدم من ألفهم إلى يائهم قال ألست بربكم؟ قالوا بلى أنت ربنا ثم الله قال لهم (أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) (أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴿173﴾ الأعراف) انتبهوا أنتم يا موحدون أني أنا ربكم وإلهكم إياكم أن تقولوا هذا (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ﴿67﴾ الأحزاب) (إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ﴿22﴾ الزخرف) لا عطيتك عقل تعرف أن الله ربك متى ما قلت يا ربي أنت ربي وإلهي، ربي الذي خلقتني وإلهي الذي أعبدك. لما قال رب العالمين ليس معناه إله العالمين رب العالمين الذي خلقهم، إله العالمين الذي يعبدونه فالذي يعبد الأصنام الله ربه لكن الله ليس إلهه، رب العالمين إله موسى وليس إله فرعون وحينئذٍ الله أقام الحجة علينا نحن عقولنا مركبة تركيب بحيث كل بني آدم يستطيع أن يقول هذا ربي الله ربي وانتهينا.
إتصال من الأخ نجيب من بلجيكا: ما هو الفرق بين الخلود والخلود الأبدي في آيات الجنة والنار؟
الإجابة: الخلود عموماً لا يشترط أن يكون أبداً يعني رب العالمين مثلاً على جهنم مثلاً في حديث البخاري يقول (إن الله يضع رجله في النار حتى تقول قط قط) ما هي مفهومة يعني فيها شبهة. وأنا دائماً أقول الله غني الله كريم رب العالمين سبحانه وتعالى ربما بعد عقاب طويل الله يقول الغوا النار وأدخلوهم الجنة بعد أن أخذوا عقاب عقلك لا يدركه هذا محتمل. المهم عندما يقول أبداً أي خالدين فيها أبداً بدون فاصلة أحياناً الشخص يبقى في الأعراف ألف سنة سبعين ألف سنة فالفرق بين خالدين وخالدين فيها أبداً الأبد متصل وخلود نهائي فعلاً وهناك رب العالمين ربما بعض المخلوقات التي في النار بعض الناس الذين في النار المحكوم عليهم بالخلود الخلود هناك الزمن الطويل. الخلود في اللغة العربية خلود أو خلود أبداً الخلود مدة طويلة جداً جداً جداً لكن لها نهاية الخلود الأبدي لا نهاية له وهذا هو الفرق بين الاثنين.
إذاً نعود إلى الآيتين (لَهُمْ أَجْرُهُمْ) و (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ) إذاً طريقة إنفاقك من كل ما تملك لا يعني هذا أن تعطيهم كل ما تملك لكن أنت ممتلكاتك قليلة فتؤثر على غيرك ولو كان بك خصاصة وبحرية وبطيبة نفس ولا تمن ولا تؤذي هذا يوم القيامة أجره عجيب لأن الإنفاق (كل امرئٍ يوم القيامة في ظل صدقته) يعني أعظم أنواع الشفاعات والوسائل المنجية الصدقات ولهذا قال (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ) والثانية قال (لَهُمْ أَجْرُهُمْ).
الدكتور نجيب: بمناسبة اتصال مثنى من السويد حيث أن الوقت قد انتهى هناك أستاذة كبيرة في جامعة السويد اسمها الأستاذة آن قامت بدراسة يا سيدي الفاضل عن أثر الفضائيات العربية بما فيها من غثها وسمينها على الجاليات العربية والإسلامية في أوروبا وخاصة في المدن السويدية فهي لا تعرف عن هذا البرنامج شيئاً فإذا بها من خلال الاستبيان أن أكثر من 80% ذكروا برنامج الشيخ الكبيسي دبي وهي لا تعلم 85% من الجاليات العربية والإسلامية فهذه علامة خير عندما تعرضت للغرب والأخت التي سألت عن الغرب وخوفها على المسلمين فهذه علامة خير.
بُثّت الحلقة بتاريخ 30/5/2008م وطبعتها الأخت نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها