وأُخر متشابهات

وأُخر متشابهات – الحلقة 148

اسلاميات

وأخر  متشابهات

الحلقة 148

(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) إبراهيم) – (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18) النحل)

د. نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد. مع شيخنا الأستاذ الدكتور الإمام الجليل أحمد الكبيسي حفظه الله مع هذه اللحظات الإيمانية مع القرآن الكريم.

د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. بقيت لنا من سورة إبراهيم عليه السلام مسألتان: الأولى في الآية 34 يقول سبحانه وتعالى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) إبراهيم) هذا في سورة إبراهيم نفس الآية جاءت في سورة النحل ولكن عجز الآية مختلف (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (18) النحل). إذاً عندما يلقي إلينا رب العالمين بتحدٍ إنساني يدل على قصور الإنسان في المعرفة وله حد أعلى، من ضمن ذلك يقول رب العالمين إن نعمي كثيرة لا تحصى ولكنها تُعدّ فإن كنتم تستطيعون أن تعدوها فإنكم لا تحصوها هذا ما نصت عليه الآيتان في السورتين ولكن بقية الآية تختلف عن الآية الأخرى. في سورة إبراهيم يقول (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) هناك أنتم لا تحصوها ولكن الله سيغفر لكم (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) يعني الأمر مختلف وكأن الخطاب لأمتين مختلفتين تماماً مع أن الخطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وأن هذا الخطاب للبشرية كلها لكل عباد الله وعباد الله كما تعلمون إما مؤمن وإما كافر لا ثالث بينهما. قبل كل شيء من يذكر منكم في برنامجنا أنا والدكتور نجيب الكلمة وأخواتها فرقنا بين العدّ والإحصاء. العدّ بالاسم تحط له رقم تقول له يا فلان ما هي نعم الله عليك في جسدك؟ يقول لك يا أخي السمع والبصر والأفئدة واللسان والكلام والخ واحد 2 3 4 5  6 7 ممكن تحصيها، السمع الواحد البصر اثنين الفؤاد ثلاثة اليدين أربعة الرجلين خمسة وهكذا تعد إلى المليون هذا عدّ. الإحصاء كل نعمة من هذه النعم تحقيق الهوية، مثلاً السمع تفسيره العلمي خواصه قدراته ما يقويه ما يضعفه كيف يصير السمع كيف يصير البصر كيف ما هي هذه الشحمة التي تخليك ترى كل شيء هذا العقل الدماغ التي هنا ما هذه اللحمة التي عمرت كل هذا الكون؟؟ طبعاً منذ أن خلق الله البشرية إلى اليوم وإلى يوم القيامة سيستطيع الناس أن يعدوا كل النعم ولكنهم لا يمكن أن يحصوها لأنها متجددة إلى يوم القيامة. عينك وأنفك وسمعك وبصرك يتجدد كل يوم والعلم الآن يقول شيئاً خطيراً لو سمعه الأولون لقالوا هذا سحر، وهذا العلم اليوم سيكون قديماً بعد ألف سنة سيكتشفون أشياء عجائب وغرائب. يعني تعرفون أن العلم توصل أنه في كل يوم في جسم الإنسان تتلف مليوني خلية ويقوم مكانها جديد يومياً وهذا ليست النهاية هناك أشياء أخرى. يعني عندما تسمع في الإعلام في الكتب خاصة أهل الاختصاص في المخلوقات الحية فعلاً عجب يعني تذهل الله أكبر فعلاً الله على كل شيء قدير، هو الحكيم الذي يضع كل شيء في مكانه بحيث عندما تعرف كم أن الله كبير وكم أن الله حكيم بحيث نظم هذا الكون المعجز الذي تعجز جميع الأدوات والكمبيوترات عن فهمه ما بالك عن صنعه ولهذا إن رباً بهذا الكرم يقول (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) طه) كبير رحيم. الخطاب في قوله تعالى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) هذا خطاب لغير الشاكرين كما هو الآن في العالم في ناس اخترعوا وابتكروا واكتشفوا في العين والأنف والسمع والسموات والأرض كل هذا الذي صنعوه أمامكم شيء معجزات ما خطر ببالهم أن وراء هذا ربا ً عليهم أن يشكروه ولا خطر ببالهم! يعني أنت المسلم تقول الحمد لله عيني كويسة اليوم الحمد لله سمعي زين لما تأكل تقول اللهم لك الحمد والشكر هذه أمة شاكرة حقيقة هي هكذا بتوفيق الله عز وجل. هذا الكلام ما تراه في أي أمة أخرى الحمد لله والله رب العالمين فضلك علي يا ربي ما أنساه كم أن الله عظيم الخ ما في هذا. إذاً الناس إما مؤمن وإما كافر وإما شاكر والكفر هنا ليس كفر ملّة بل كفر نعمة (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) حتى المؤمن بالله قد يكون ظلوماً كفاراً ما يشكر النعمة وما هو الشكر؟ استعمال النعمة في طاعة الله عندك أذن تستطيع أن تستعملها في معصية أو في طاعة وهكذا كل نعمة السيارة التلفون القوة الملك السلطان العلم الشعر الفن كل شيء ممكن أن تستعمله استعمالاً ينفع الناس وأخلاقي وأصولي وممكن لا، شهواني وعدواني واعتدائي واستحواذي الخ فهناك كثير من الكفر في الكتاب والسنة يعني به كفر النعمة (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) ظلوم لنفسه لأنه كفر بالنعمة. حينئذٍ نقول عليك أن تفهم بأنك أنت تستطيع أن تعدّ نعم الله الآن وأنت جالس تبقى ساعتين ثلاث ساعات تعدد ألف نعمة البيت والأثاث والأولاد والسيارة والتلفزيون أمامك وأنت آمن وأنت صحيح الجسم والخ وتعدد الشوارع النظيفة والبلد الآمن والحاكم العادل تعدد يمكن إلى المليون لكن ما تعرف تحصيها أنت عندك سيارة لكن كيف صارت؟ من اخترعها وكيف؟ وكيف تعمل؟ ما تعرف، إذاً أنت تعد ولا تحصي. ولهذا رب العالمين يقول (لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) مريم) رب العالمين يعرف أنت بالشعرة (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) ق) وليس أنت فقط بل العالم كله جميع البشرية من آدم إلى أن تقوم الساعة رب العالمين يتعامل معهم كما لو كانت نفساً واحدة أبداً نفس الشيء. هو الآن رب العالمين في هذه اللحظة التي يسمعني فيها ينظر إلى جميع الناس في العالم كأنهم شخص واحد أنت لو تحدثت مع شخص تكون منتبه عليه وتعرفه زين الخ لكن ما تعرف الثاني ولا الثالث ولا الرابع ولا الخامس، رب العالمين ينظر إلينا جميعاً في آن واحد وكأننا شخص واحد ولهذا رب العالمين قال (لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا) فأنت  لما تقول فلان الفلاني نحن الآن خمسة هنا واحد اثنين ثلاثة أربعة خمسة هذا عدّ لكن هؤلاء الخمسة هذا ما اسمه؟ وما عمره؟ وما هي ثقافته؟ وكم عدد أولاده؟ وما هي فصيلة دمه؟ مستوى ذكائه؟ وأخلاقه كم لديه من المال؟ كم عنده أقارب؟ يعني معلومات تستغرق مجلدات هذا إحصاء يعني كل واحد منكم الآن خاصة في هذا الزمان لو راح إلى الأجهزة المعنية التي تعنى بإحصاء الشعب كل واحد يعني أنت الآن لما تصير عليك مشكلة يدخل عليك حرامي يقتلك أو أنت تكون مجرم فقط داتا بشيء معين زر واحد تطلع عنك سيرة كاملة خمسة ست كتب أنت أصلك وفصلك وشكلك وأهلك ويا الله! هذا إحصاء. ولهذا لما نقول صار إحصاء سنة 1960 في الإمارات ليس معناها عدينا كم واحد كم مليون مليونين لا، احصاء ليس عداً. هؤلاء المليون واحد في الإمارات المواطنين الأصليين كل واحد من أي قبيلة ومن أي فصيلة وماذا يعمل وأين تعلم ومن أمه ومن أبوه كم أولاده نفسيته هل ارتكب جريمة هل فيه مرض معين يعني إحصاء كامل ما هي شهادته متى تخرج ماذا يشتغل هل حبس من قبل تحقيق بحيث ما في جزئية في حياته إلا يعرفونها. كم عندنا من الماء في أي مكان هنا مالح هنا عذب هذا بحر هذا نهر هذا شط كم من الأشجار كم من النخيل كل نخلة من أي نوع، هذا إحصاء (لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا). ولهذا رب العالمين يقول سبحانه وتعالى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ) إن كان باستطاعتكم أن تعدوها لكن أنتم لن تحصوها لا يمكن لأنها متطورة. هذه العين اسألوا طبيب عيون يقول لك منذ أن بدأ الطب إلى الآن في كل عشرة خمسة عشرة سنة نكتشف في هذا البصر في هذه العين أسراراً لم يكن يعرفها أجدادنا وسيبقى هذا الاكتشاف إلى يوم القيامة وقس على هذا كل نعمة، إذاً مستمرة هذا الإحصاء.

د. نجيب: هذا التفريق الدقيق بين هاتين الكلمتين ظنّ الناس كثيراً أنها مترادفة لو تتفضل فضيلتكم بالتفريق بينها في الحديث “إن لله تسعاً وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة” بعد هذا الفاصل إن شاء الله

———–فاصل————–

د. الكبيسي: في الحديث النبوي الشريف عن أسماء الله الحسنى (من أحصاها دخل الجنة) نحن فهمناها أن الإحصاء هو العد الله الرحمن الرحيم وهذا زين لكن المطلوب الإحصاء الرحمن ماذا تعني؟ استعمالاتها وأبعادها فرق بين الرحمن والرحيم متى تستعمل؟ كل اسم من أسماء الله الحسنى قد تكتب عنه مجلداً ثم إن لكل اسم من أسماء الله الحسنى سر خاص يعني أنت قد ينفعك الرحمن أنا ينفعني الرحيم والآخر ينفعه الودود فكل واحد إذا استمر على أحد الأسماء ودرسه وأسراره وعود نفسه عليه يفتح الله عليه فتحاً عظيماً وكل واحد له اسم، فعليه أن يبحث عنه وهذا معنى من أحصاها. دعك وراء الاسم الفلاني اقرأ عنه وتفسيره ومتى يستعمل ما هي فوائده وأبعاده وظل كرره إلى أن يفتح الله عليك فتحاً خارقاً.

د. نجيب: الأمر يحتاج إن شاء الله برنامجاً مستقلاً

د. الكبيسي: إن شاء الله.

د. نجيب: الآية الكريمة التي تتضمن قوله تعالى (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6) المجادلة) (أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ)

د. الكبيسي: هذه عجيبة العجائب وربك لا يظلم مثقال ذرة اثنين زناة اثنين قتلة اثنين يصلون اثنين صايمين رب العالمين يعرف الاختلاف بين كل فعلين بأقل من مليار من جزء الشعرة. يعني صلى اثنين مع بعض مدى الخشوع مدى الإخلاص مدى الصدق مدى الصح تفصيل بالصلاتين بحيث لا يبقي فيها ولا جزئية. هكذا واحد زنا والآخر زنا مدى الاختيار مدى الإنكار مدى الاستغفار مدى التوبة مدى الندم مدى الإصرار والتحدي بحيث رب العالمين يجازي ويكافئ يجازي على المعصية ويكافئ على العبادة والطاعة بشكل عادل لا يختلف ولا شعرة ولا يظلم ربك أحداً (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)الأنبياء) حينئذٍ هذا الفرق بين الإحصاء وبين العدّ،

الدكتور نجيب: بالنسبة للشكر سهل الرسول عليه الصلاة والسلام علينا وخف عنا عندما قال (من قال عندما يصبح ويمسي اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية …الخ)

الدكتور الكبيسي: شيخي هذا جواز سفر دخلت فيه في الشاكرين قد لا تكون شاكراً لكن صرت معهم يعني هذا لما تصبح الصبح وتقول (اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر حتى ترضى) فقد أديت شكر يومك لكن لا تصبح من الشاكرين بل شكر ذلك اليوم. هذه الطاعة تدخلك في زمرة الشاكرين ولكن الشاكرين زمرة عظيمة. أنت في زمرة الأساتذة وفي هذه الزمرة هنالك المدرس وحامل الماجستير والدكتوراه وعميد ونائب عميد وفيهم متعدد المواهب لكن أنت في الزمرة تحشر معهم. ولهذا الآية ما قالت عندما تعدون النعمة ما تحصوها بل (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) لماذا؟ لأن حتى هذه مشكوك فيها يعني هناك نعم يعني حتى البشرية كلها لو اجتمعت قد تذهل عن بعض النعم أنها نعم يعني مثلاً من كان يعلم أن المرض نعمة؟ أن واحد اغتابك ويدخل في عرضك نعمة؟ أنك أنت تصاب بالسرطان حاشاك نعمة؟ أن هذه العواصف الرملية التي تحدث الآن نعمة؟ طبعاً شيخي هذه العواصف الرملية أعظم علاج إلهي لجميع التلوثات ما في شيء يقضي عليها إلا هذه العواصف. يعني نحن في العراق كما تعرف وكل الدول التي صار بها حروب في تلوث خطير وفي الأنبار كما تعرف في الفلوجة بالذات الولادات حيوانات!!! المرأة تلد حيوان مشوه من شدة التلوث كل هذه المياه ما في شيء وهذا العلم يقول هذا أن هذا التلوث لا يقضي عليه إلا هذه العواصف الرملية تقضي على التلوث ولهذا بقت حوالي ثلاثة شهور في العراق إلى الكويت إلى المملكة إلى بعض الخليج هذه العواصف الرملية وهذه المنطقة تلوثت من الحرب العراقية فهذه العواصف الرملية طهرتها 99 بالمائة طبعاً في العراق ما في كهرباء والناس تموت حراً لأن ما في كهرباء وتأتي العواصف تكاد تزهق أنفاسهم، من هذا البرنامج نحن لما سمعنا هذا وقرأناه في الكتب وبالأخبار أن هذه العواصف الرملية تقضي على التلوث شيخي والله تحملوها بلذة متناهية ونسوا التعب والحر، من يعرف أن العواصف الرملية نعمة؟ هذه القوارض الزواحف من يعرف أنها لولاها ما كنت  تعيش في الأرض وبالتالي بدون هذه الزواحف والقوارض كانت الأرض تصبح مزبلة من كثرة ما تسقط من الأوراق من الأشجار في المواسم لا يمكن أن تسكن فيها لكن هذه كما العادم للسيارة هذه عادم للكرة الأرضية ما تبقي فيها لا زبالة ولا أوراق ولا تكدسات وقس على هذا. (وَإِنْ تَعُدُّوا) إذا كنتم تظنون أنكم تعدون لكن ما تحصون أكيد ربما علماؤكم أو ربما بعض عباقرتكم يعدون. إذاً هذا الكون الذي عند الله لا يساوي جناح بعوضة فيه كل هذا الملك فما بالك يوم القيامة؟! (وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) الإنسان) رب العالمين يقول عليه أنه ملك كبير وهذه الكرة الأرضية اللي الناس تتخاصم عليها وتتقاتل عليها وكلهم يقول لا تساوي ليس جناح بعوضة لا تساوي يعني هي عدم إذاً

د. نجيب: (بدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون)

د. الكبيسي: ولهذا قال (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات)،

الدكتور نجيب: معنى ذلك أن هذه الجراح والآلام التي تمر بها اليوم الأمة إن هي إلا علامات لأفراح وآمال إن شاء الله تتحقق

الدكتور الكبيسي: طبعاً نحن كنا نعرف أن الحزن يسوي أمراض تبين لا أن الحزن يقضي على الأمراض وقس على هذا وكل يوم حقيقة العلوم في العالم كله في الغرب وغير الغرب علوم الفضاء والطب والفسلجة شيخ تكتشف أعاجيب وعندما يحكون لك ونحن طبعاً حتى فهمنا لها بالمصطلحات العلمية تكون محدود ولكن الذي نفهمه كثيراً ولهذا نقول معقول رب بهذا الكبر وأن هذا الجزء اليسير من خلقه الذي لا يبالي به ولا يساوي عنده جناح بعوضة كل هذا الكون هذا الكبير أنا أقول له لا إله إلا أنت يا ربي لا أعبد غيرك يضعني في النار؟؟!! الكبير لا يفعل هذا. من هنا نفهم قوله صلى الله عليه وسلم (من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله مصدقاً بها قلبه دخل الجنة) لأن الله كبير ولهذا يقول عن جهنم (لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) الليل) المؤمن إذا أساء ظلم قتل له نار أخرى غير نار الكافرين هذه النار التي قال جحيم (لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى) الذي قال لا في الله ولا في دين كما الشيوعيين وغيرهم والتاريخ مليء كعبدة الأصنام. أما المؤمن له شيء آخر كما قال عليه الصلاة والسلام خارج جهنم عذاب المؤمن في كل الأديان الذي يؤمن بالله واليوم الآخر عذابهم غير، يعني معقولة واحد يؤمن بالله يؤمن بسيدنا عيسى وسيدنا موسى هذا يهودي هذا مسيحي هذا صابئي هذا مسلم يؤمنون بالله واليوم الآخر عذابه عذاب الذي يعبد الأصنام!! غير معقول، كلمة لا إله إلا الله أعجوبة. إذاً رب العالمين عز وجل عندما قال لا تحصوها لأن نحن محدودون (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) الإسراء) لكن يبقى عندنا الشكر.

د. نجيب: كما أن الإيمان درجات كذلك الكفر والعياذ بالله دركات وهذا من مقتضى عدل الله سبحانه وتعالى وقسطه. نعود لشيخنا الجليل بعد هذا الفاصل.

———فاصل———-

الشيخ صالح: سألت منذ سنة ونصف عن أحوال الأمة فأجبتني بأن الأمة تنظف نفسها وكان ذلك قبل الربيع العربي فهذا أحسبه من البصيرة التي أمدك الله بها أسأل الله سبحانه أن يديمها عليك، هذه الأمة  التي تنظف نفسها مع هذا البلاء العظيم الذي يحل عليها كنت بعين الرقيب تنظر إليها التي أمدك بها ربك جل في علاه فأحسن الله إليك كما أحسنت إلينا وجزاك الله عنا خير الجزاء.

الإجابة: جزاك الله خيراً وبارك الله فيك وفعلاً قبل سنتين قلت أن الأمة تنظف نفسها والآن تقريباً أوشكت أن تنهي هذا العهد أو هذه المرحلة بل تنظفت فعلاً إلى حد كبير دماءً ودموعاً والبقية في طريقها كما تعرف ولن يوقف ذلك أحد إن شاء الله مهما عظمت التضحيات. المرحلة الثانية خطيرة لأن الأمة سوف تكون على مفترق طرق ومفترق الطرق هذا مخيف لماذا؟ لأنه إما أن يكون لك مرجع وإما أن تتيه وتضل فرب العالمين عز وجل قال أولي الأمر منكم، أولي الأمر بالحكم الحاكم وبالعلم العالم وبالمسيرة الحكيم نحن بحاجة إلى حكماء يقول لك يا ابني امشي من هنا كما كان بعضهم على قلتهم وأخذهم الله عز وجل وقد استأثر بهم علينا كالشيخ زايد وأمثاله هؤلاء كانوا من الحكمة يقول لك يا وليدي يا ابني اتبع هذا الطريق هذا الصح وإن شاء الله هذه الأمة مليئة، الشيخ زايد يتكرر إن شاء الله كثيراً في المستقبل. وحينئذٍ سوف يأتي حاكم وحكيم يقول لك يا وليدي بلا هذه المظاهرة امشوا بهذا الطريق هذا الصح هذا الخطأ وكلنا نقول سمعاً وطاعة إن لم يظهر هذا كما في القصة الغربية “في انتظار غودو” نحن بانتظار هذا المبعوث وأنت تعرف أن هذه الأمة ملية بالرجال، من هو عمر بن عبد العزيز؟ من هو عمر بن الخطاب نفسه؟ من هو علي؟ من هو الشافعي وأبو حنيفة؟ من هو البخاري؟ ناس عاديين، من هو صلاح الدين الأيوبي؟ مؤذن في مسجد، من هو عمر المختار؟ إمام في مسجد، ناس بسطاء لكن الله وهبهم حكمة فقادوا الأمة نحن في انتظار هذه الفئة الكريمة في كل شعب وفي كل دولة إن شاء الله بعد هذه النظافة التي تأخذ مجراها الآن وقد سئمنا الأسماء والعناوين وبقية الأسماء في طريقها إلى الزوال نحن أمة فقط أمة لسنا طائفة ولا فئة ولا حزب ولا جماعة نحن أمة. هذه الأمة تحتاج هذا الذي كما قال صلى الله عليه وسلم (إذا كنتم ثلاثة فأمِّروا عليكم أميراً) أي مرجعية ولهذا المرجعية تنقص وهذه النظافة نعم تنظفنا الآن أين نسير في الحكم في العلاقات مع الدول في الاقتصاد في السياسة؟ كل هذا سيأتي بإذن الله والأمة مليئة بالرجال وسوف ترى يا شيخ صالح بعد سنتين ثلاثة أربعة خمسة سترى أمة تعجبك إن شاء الله.

اتصال من العراق: صليت خلفك يوم سقوط بغداد وأرجو منك الدعاء للعراق

د. الكبيسي: في الحقيقة العراق كله محاصر وثق أن العراق كله سيفك عنه الحصار لأن العراق بلد الله ولهذا أول بلد على وجه الأرض العراق وقال الله سبحانه وتعالى في القدسي (جعلت فيهم خزائن علمي وخزائن رحمتي) ولهذا العراق أعظم وأكبر من أن يُبتلع إذا بلعه إنسان ظلماً سوف يكسر حنكيه. فالعراق قادم والأمة كلها قادمة ولهذا أنت ترى كثيراً من الدول الآن تبحث على أن تتوحد يعني كم طلب قدم لدولة الإمارات من المغرب من تونس من الأردن لكي تتوحد هذه ظاهرة لم تكن تخطر في بالنا حتى في الرؤيا! العالم العربي الآن بدأ يستيقظ ولهذا سيعرف طريقه إن شاء الله والعراق سيكون له دور عظيم في كل التاريخ كلما وقعت الأمة في أزمة انتفض العراق وسوف ينتفض انتفاضة سلمية كريمة برجاله وأهله.

(هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52) إبراهيم) – (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) ص)

ننتقل إلى آية 52 (هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52) إبراهيم) وليذّكر مدغمة التاء وهي وليتذكر في آية أخرى في سورة ص وليتذكر (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) ص) إذاً نحن أمام آيتين آية تقول (وَلِيَذَّكَّرَ) والأخرى (وَلِيَتَذَكَّرَ). الفرق طبعاً هذا أسلوب قرآني عندنا (فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) البقرة) في البقرة وعندنا (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) طه) في طه، عندنا ليدبروا وعندنا ليتدبروا وهكذا. هذا الإدغام إدغام تاء بحرف آخر مثل يصعد ويتصعد (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ (10) فاطر) في آية أخرى (كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ  (125) الأنعام) إذاً هناك فعل سلس وفعل شاقّ خشن مدغم يصعد ويصّعد يتبع ويتّبع يتذكر ويذكر واضحة يعني من الإشارة واضح أن هناك واحد بسهولة إليه يصعد الكلم الطيب لا إله إلا الله ولا إله إلا الله تصعد ملفوفة والملائكة يزفونها لأنها شيء عظيم ليس في وسع العقل البشري أن يعرف مدى قدر لا إله إلا الله محمد رسول الله عند الله عز وجل قدرها أعجوبة وأنت بدونها لست بشراً مفتاح باب الجنة بدونها ما في جنة. إليه يصعد بسلاسة وانتظام وحكمة وذوق وقدرة وعلم ومعرفة يصعد وهناك يصّعد يعني أنت صاعد على عمارة  من ثلاثين أربعين دور واحد صاعد بالمصعد الكهربائي واقف وجالس ويصعد على مهله في غاية الجمال هذا يصعد وواحد الكهرباء مقطوعة فصعد على السلم درجة درجة ويستريح ويقوم ويطيح وعنده عكاز إلى أن يوصل يكون تعبان هذا يصّعد.

د. نجيب: ويمكن يكون ناسي المفتاح

د. الكبيسي: وهذا حصل معي أنا. ونقول حينئذٍ هذا الفرق بين هذه الصيغتين يذكر ويتذكر واحد عالم جليل هو ما هو التذكر؟ تقيس غائب على حاضر والقياس هذا جهد عقلي هائل يعني ما هذا حرام مثل هذا، هذا العلة واحدة وكذا وكذا علم حينئذٍ أنت تستطيع أن تستدل على الله عز وجل بالقياسات على نعمه وهذا يتذكر أصحاب العقول ونحن قلنا عن اللب هذا قمة العقول.

———–فاصل————

د. الكبيسي: الفرق بين يفعل ويتفعل واضحة أن هذه بمشقة بمعاناة بمحاولة مرة تفشل مرة كذا وهذا أمر واضح كما (وغلّقت الأبواب) في شدة. ولذلك نقول أن هذا العلم هو الذي يوزن به الإنسان في الدنيا والآخرة وعلى قدر علمك يكون مقامك. ويقول عليه الصلاة والسلام (الماهر في القرآن مع السفرة الكرام) واحد يقرأ القرآن بأساليبه وأسلوبه وأصوله ويعرف معناه ولما يقرأ يعني كان الصحابة الكرام في زمن سيدنا عثمان أحدهم بعد ما يصلي الظهر مثلاً يجلس على الحائط حابي رجليه ولا يفك حبوته حتى يختم القرآن كله عن غيب من البراعة هذا يقرأ أو يعلم، وبين واحد يقرأ الآية ويرجع عليها وغلطان ما غلطان هذا يكون له أجران أجر القراءة وأجر المشقة وهكذا كل فعل.

أم أحمد من أبو ظبي: لفت انتباهي كثرة متابعة البرنامج ما شاء الله أنه لا بد من معرفة علوم اللغة العربية معرفتها تساعد على فهم القرآن وعلى فهم الدين ففي ناس يفسرون القرآن بمجرد معاني سطحية جهلوا أن أو غاب عن ذهنهم أن القرآن كان إعجازاً للعرب فلا بد من عمق في المعاني مقلاً لما يقول (يد الله فوق أيديهم) ويأتي واحد يقول يد مثل أيدينا حاشاه! فهذا الفهم العميق للغة يفرش لنا فهم الدين والعقيدة هذه الالتفاتة. أما الملاحظة والتعليق هو ذكركم سيدي للمرجعية في هذه الأمة هي ما قلّت لكن قلذ انتباه الناس وتمسكهم بالمرجعيات في هذه الأمة وأنا أعتقد أني أنا آخذ ديني عن أحد درس أربع سنين في كلية الشريعة غير لما آخذ ديني عن شخص أخذ العلم بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فالسلسلة الربانية النورانية تضمن لي أني أنا آخذ العلم من ناس منورين عندهم علم يعني مرجعية حقيقية وليس كل من قرأ له كم من كتاب وكل من دخل كم سنة كلية شريعة جاء وعمل نفسه مفتياً وعالماً ويخبط الأمة في بعض وهذا يقول حرام وهذا يقول حلال فالمرجعية جداً مهمة وأرجو أن كل الناس ينتبهوا إلى صقل اللغة العربية في البيوت والانتباه والالتفات والرجوع إلى المرجعيات الذين هم علماء بالسند المتصل وشكرا

الإجابة: والله كلامك صحيح ولكن الأمر أعظم من هذا نحن بحاجة إلى مرجعية عالمية كما كان أبو حنيفة والشافعي وكما كان أولاً يعني فقهاء آل البيت الكرام كالباقر والصادق والكاظم عليهم السلام ثم تتلمذ عليهم هؤلاء العظماء مثل الشافعي وأحمد ومئات وهؤلاء فقط عرفوا ولكن كان لهم طلاب ونسوا علمهم وإلا هناك من العلماء لا يقلون بل يزيدون على مالك وأحمد والشافعي لكن ما كان الظرف معين مهيء لهم. ولهذا حفظت الأمة لما بقيت هذه المذاهب الأربعة التي لم يدخلها التحريف في حين للأسف الشديد مذاهب آل البيت تنازعتها الأهواء لماذا؟ لاختلاف الناس على آل البيت اختلافاً عظيماً مع الأسف الشديد في حين كان المفروض أن يتفقوا عليه. هذا الاختلاف أدى إلى تشويه وإلى ظهور مذاهب غير إسلامية حينئذٍ نقول نحن نريد مرجعية ليس شخصاً واحداً مرجعية تنور الأمة كل العالم. لنكن واقعيين اليهود والنصارى والبوذيين والهندوس كلهم لديهم مرجعيات فقط نحن المسلمون ما عندنا وخاصة المسلمين السنة فالشيعة عندهم مرجعية إذا قال كلمة خلاص نحن ما عندنا كل واحد مرجعه نفسه وهذه فوضى.

محمد من السودان: ظهر يا شيخنا الجليل في هذه الأيام كثير من الفتن وكثير من الأمور التي تبعدنا عن الدين كثير خلاف بين أئمة المسلمين من بعض المذاهب فنسأل الله أن تدعو لهم أن يوحد الأمة وأن يكفي هذه الأمة شر الفتن ما ظهر منا وما بطن وأن يجنبنا إياها وإياكم. نحن في السودان نعاني كثيراً من أمثال هذه الفتن وهذه الاختلافات فأنا أرجوك أن تقدمهم لهم النصح وأن تسأل لهم الله أن يوفقهم ويجنبهم

الإجابة: كل الدول إلا قليلاً تعاني من هذا فالسودان كما في العراق كما في سوريا كما في مصر في مخاض وإن شاء الله تصل إلى الشاطئ شاطئ الأمان ونسأل الله أن يقيض الله في كل دول العالم الإسلامي أن يقيض لهم وهذا مأمول عقلياً ونقلياً وُعِدنا به والعقل الآن أن الأمة ستحظى بأناس أصحاب فكر ويوحدون الناس جميعاً والأمة مقبلة ومستعدة لهذا وإن شاء الله الخير قادم كما وعدنا في النصوص الصحيحة أنه (العاقبة للمتقين) وأنه (ثم تعود خلافة على هدي النبوة) ليس هدي فلان ولا علان لا أموية ولا عباسية ولا عثمانية ولا وهابية ولا صوفية إسلامية خفيفة عقلية كما كانت في عهد محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي، حياة هادئة بسيطة المسلمون أمة واحدة لا يفرقهم شيء وخلافات فقهية وأمة فضيلة وأنت تمشي من الصين إلى الغرب لا أحد يقول لك أنت أين تذهب؟ هذا الآن بدأ يطرح أن الأمة إن شاء الله سنتين ثلاثة عشرة خمسة عشر عشرين هذه في حياة الأمم لا شيء ستعود أمة إن شاء الله ترضيك بعد هذا الخراب الذي كان مقصوداً ومزروعاً ومدبراً ومدمراً وقد بدأ ينهزم. المهم المرحلة الأولى وهي اكتشاف الخطأ انتهت، الأمة في هذا الربيع عرفت أن الذي كان فيها خطأ وخاصة في هذه الأكذوبة التي اسمها الجمهوريات أكذوبة كبيرة مزقت كل شيء. الآن الأمة نهضت وإن شاء الله تعود ورب العالمين سيقيض لها كما قلنا قبل قليل مرجعية  فكرية مسموعة ومطاعة لأن العزّ بن عبد السلام في زمانه كان مسموعاً وأبو حنيفة في زمانه كان مسموعاً وهكذا كان العلماء مسموعين وثقت بهم الناس بأفكارهم وكان فيها حكام أهل دين يخافون الله واستعانوا بهؤلاء المفكرين وأقاموا دولة عظيمة دامت ألف سنة وستعود إن شاء الله.

الدكتور نجيب: كما قال الشاعر

الله أكبر إن دين محمد وكتابه أهدى وأقوم قيلا

لا تذكر الكتب السوالف عنده طلع الصباح فأطفئ القنديلا

وقد أوشك والحمد لله طلوع الصباح بعد أن طال الظلام علينا وطال الليل وجميع الباحثين والدارسين المستشرقين يؤكدون على أن مثل هذه الظروف التي تمر بها الأمة من فتن وإحن هي التي ولّدت صلاح الدين وعمر بن عبد العزيز والقيادات الإسلامية التي أعادت للأمة والحمدلله مجدها وكما تفضلت أن بين الأمة من علمائها وأمرائها والحمد لله من هم جديرون بحمل هذه الأمانة،

الدكتور الكبيسي: والدليل على هذا أن هذا التغير تغيير نفسي هائل تصور واحد في حجم حاكم الأردن أو مصر أو ملك المغرب يقول تعالوا يا دولة الإمارات لنتوحد وهذا يدل على أنه هنالك إنكار ذات وتلمس الحقيقة ومحبة الجميع والحمد لله.

د. نجيب: لأنها تجربة فريدة ناجحة وهذه شهادة والحمد لله. باسمكم جميعاً نتقدم بالشكر الجزيل لشيخنا العلامة الأستاذ الدكتور العلامة أحمد الكبيسي  حفظه الله نفعنا الله بكم شاكراً جميع الإخوة الذين شاركوا معنا على الهواء بتعليقاتهم المفيدة وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله.

بُثّت الحلقة بتاريخ 2/3/2012م وطبعتها الأخت الفاضلة نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها

————————

الحلقة 148 (2-3-2012)