إتصال من الأخت خديجة رأس الخيمة: في سورة البقرة يقول المولى سبحانه وتعالى (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿149﴾ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ﴿150﴾ البقرة) هنا تكررت الآية لكن أنا سؤالي في الموضوع أن كثير من الناس إذا أحد سافر أو خرج يقول (وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ) ولا يكمل كلمة (شَطْرَهُ) فهل قوله (فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ) يجب التحري عن القبلة أولاً؟
الإجابة: لا هؤلاء الناس الذين تتكلمين عنهم لا يقولون هذه الآية بل آية أخرى (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴿115﴾ البقرة) طبعاً هذا كلام صحيح ولكن عليك أن تجتهد أنت صح وهم صح.
خديجة: (فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) في هذه الآية يعني سبحان الله أنا قد خطر في بالي مرة في التفسير (فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ) أينما يكون الإنسان الله سبحانه وتعالى موجود لكن في القبلة أعتقد يجب التحري؟
الإجابة: أحسنت إذاً اتفقنا الآن إذا كنت في الصحراء وتبحث عن القبلة إحنا كنا قبل كم يوم في ألمانيا وبحثنا عن القبلة يمين يسار وننظر إلى السماء وحاولنا قدر الإمكان إلى أن قلنا يمكن القبلة هكذا ثم تبين خطأ وأنت لا تنسي أيضاً الله لم يقل (فول وجهك للمسجد الحرام) قال (شَطْرَهُ) يعني أنا مثلاً الآن أنا الدكتور نجيب أمامي ولو التفت يمين أو يسار هو لا يزال شطري يعني لا يجب لو جئنا بخيط يكون من صلاتك إلى الكعبة لا الكعبة أمامك وأنت شطرها يعني بالجهة التي عليها والإسلام واسع سعة عظيمة.
إتصال من الأخ محمد من الشارقة: عندي سؤال بالنسبة لسورة الأنعام وسورة الأنفال يقال أن من قرأ سورة الأنعام لمدة أربعين يوم ربما الله عز وجل يستجيب إلى دعائه إلى فك كربته الخ فهل هذا صحيح أم هي سورة الأنفال بالمعنى الصحيح؟
الإجابة: والله يا ابني أي دعاء وأي كلمات حلوة وأي إسم من أسماء الله الحسنى وأي سورة وأي آية لو كررتها أربعين يوم سيفتح الله عليك فتوحاً عظيماً وكلنا جربنا. نحن عندما كنا شباب في البدايات كنا كويسين والناس كلهم يبكون على بداياتهم نكبر ونخرب كلنا جربنا في شيء معين يعني أنت بدعاء معين تجلس طوال الليل تقول مثلاً يا ودوود يا ودوود يا ودوود يا ودوود بنية معينة والله ترى العجائب وفي ناس فقدوا عقولهم رأى شيء عقله اختل يعني هذا القرآن له ألف سر وسر أنا لا أقول لك في دليل أو برهان قطعاً هذه الأمور مبنية على التجربة ما دام قولك هذا جرب إضافة إلى هذا اعلم أن هذا الشيء قد ينفع فلان ولا ينفعك مثلاً كنا نحكي أنا والدكتور نجيب قبل قليل عن إن شاء الله البرنامج القادم بعد أن ننتهي من هذا البرنامج سنتكلم عن الأسماء الحسنى وهي عجيبة. هل تعلم أن الأسماء الحسنة على عظمتها ليست كلها تنفعك أنت ينفعك واحد أنت ينفعك يا ودوود أنا ينفعني يا ستار الآخر يا غفار وغيره يا غفور وغيره يا رحيم وغيره يا رحمن وغيره يا واسع فجرب ظل شهر شهرين ثلاثة جرب يا واسع يا رحمن يا رحمن يا رحمن يا رحمن إذا شفت شيء معناه هو هذا الذي ينفعك والله في ناس وصلوا إلى ما وصلوا إلى عجائب الخلق بأنهم كرروا اسماً من أسماء الله الحسنى التي تنفعه ولكن لا ينفع الثاني ينفعك أنت واحد آخر. وبالتالي الأنفال قد تنفك ولكن لا تنفعني أنا عندي غير مشكلة هذه الآيات والسور والأحاديث والأذكار كلها لها سر وهذا السر يتجلى بالتجربة. فأنت جرب يا ابني جرب الأنفال والأنعام وجرب كل شيء ثق والله ما في آية في القرآن إلا ولها سر خارق يعني هذا الذي (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا ﴿9﴾ يس) كان في السجن وخرج دون أن يراه الحراس لكن هذه طبعاً تتوقف عليك أنت في أي حالة كنت تدعو؟ الشيء الثاني أي آية تنفعك أو أي سورة تنفعك لا تدري هذه بالتجربة ما فيها آيات وأحاديث ونصوص لا كل واحد ذِكر فذكر الله عز وجل يفعل الأعاجيب يعني إذا ذكرت الله بطريقة معينة تصبح إنساناً آخر فعليك أن تجرب لا تدري في أي مكان رحمة الله تنزل عليك.
إتصال من الأخ أبو حمدي من أبو ظبي: في سورة النحل قول الله تعالى (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿14﴾ النحل) وفي سورة فاطر (وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿12﴾ فاطر) ما الفرق بين (وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ) و (وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ)؟
الإجابة: نحن على كل حال تكلمنا عن هذا في حلقة سابقة قلنا (وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ) الله سبحانه وتعالى يسلطك على فلسفة الملاحة والسفن وعالم الملاحة عالم أعاجيب هذا في قوله (مَوَاخِرَ فِيهِ) أما قوله (فِيهِ مَوَاخِرَ) يعني ينبهك إلى أسرار البحار وقد تحدثنا عن هذا في برنامج سابق وبارك الله فيك على انتباهك على الفرق بين (وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ) و (وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ) التي تتكلم عن أسرار البحر وقد شرحناها سابقاً.
الآية الأخيرة وسنتركها في الحلقة القادمة لأني لم أعرف منها شيئاً إلا القليل وأرجو من كل الناس أن يقرأوها معنا ولعلنا نصل إلى شيء منها وهي قوله تعالى (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿213﴾ البقرة) هذه واجبنا جميعاً أن نقرأها ونتأمل فيها عند قوله (مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ) فمرة يقول (مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ) ومرة في آل عمران يقول (مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ (105) آل عمران) كما جاء في الآية (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿105﴾آل عمران) ما الفرق؟ لكن في نفس الوقت في سورة البقرة أعجوبة العجائب علينا أن نعرف ماذا تعني لأن أسرارها عظيمة فكل من يسمعني من العلماء الأفاضل وأصحاب الذوق في اللغة وفي غيره أن يعرفوا لنا هذه الآية وهي آية من أعجب العجائب وإلى الآن ما قرأت ولا تفسيراً واحداً يقنعني ولا شعرة واحدة بما قال فلعل الله يفتح علينا وعليكم، فلماذا مرة قال (مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ) ومرة قال (مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ) بدون تاء التأنيث (مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ) ومرة يقول (مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ) وهذه الآية آية البقرة أعجوبة علينا أن نفهمها معاً.
بُثّت الحلقة بتاريخ 4/7/2008م وطبعتها الأخت نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها