الحلقة 182
سورة الزمر
د. نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد. نواصل الحديث مع شيخنا الجليل الأستاذ الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله في تلك الآيات المتشابهات لفظاً والمختلفة معنى فليتفضل فضيلته مشكوراً مأجوراً.
د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. وصلنا إلى سورة الزمر وهذه السورة فيها سر مخيف وسر مفرح تماماً مفرح لأهل الإيمان فأنت تستطيع أن تكون من أصحاب الدرجات العليا لمجرد أنك عضو في زمرة صالحة ولو كنت تسقيهم الماء (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) الزمر) زمرة العلماء زمرة الصالحين زمرة الحكام العادلين زمرة التجار الناصحين وهكذا. يعني من الزمر العظيمة يوم القيامة زمرة العادلين حكام ملأوا الدنيا علماً الخلفاء الراشدين عمر بن عبدالعزيز والأمة فيها في التاريخ القديم والمعاصر حكام عادلون. هذا الحاكم العادل سيكون رئيس زمرة كل من عاونه واشتغل معه حتى من ساق له السيارة حتى من ناوله ماء يبعثون زمرة واحدة. زمرة العلماء (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا) وهذا يوم القيامة حتى زمرة العلماء كل من لاط لهم دواة أو سقاهم ماء وما إلى ذلك يعتبر زمرة واحدة. ولهذا لا أحد يدخل الجنة وحده هي زمرة ولهذا نحن مأمورين في هذا الدين أن نجتمع بالصالحين وأن نكون مع الصالحين ونبتعد عن المجرمين وعن الفسقة. في هذه السورة الكريمة (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) الزمر) (إنا أنزلنا إليك)، في الآية الأخرى (أنزلنا عليك) (إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41) الزمر) ما الفرق بين أنزلنا إليك وأنزلنا عليك؟ أنزلنا إليك ما فيه البشائر وما فيه مدحك وما فيه تيسيير الأمور عليك وما فيه كيف وجهناك وكيف وفقناك، كل النعم التي أنعم الله بها على رسوله جاءت في هذا الكتاب وكلكم تعرفون هذا (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) الضحى) (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) آل عمران) (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) الأحزاب) ما أكثر البشائر التي أنزلها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز التي هي إيجابيات الله مع رسوله الكريم، هذا أنزلنا إليك الكتاب. أما أنزلنا عليك الكتاب تلك التكاليف الصعبة وكلكم تعرفون كيف مر النبي وجميع الأنبياء ما من أحد ابتلي كما ابتلي الأنبياء (أكثركم بلاء الأنبياء) ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم تعرفون ماذا جرى له من ساعة ما جاءه الوحي إلى ساعة انتقل إلى الرفيق الأعلى كيف عانى وكيف كانت هجرته وعذابه وتعذيبه وحصاره والمنافقون من حوله والحروب وما حصل في أحد، كل حياته كانت تعب وعناء وجهاد وكفاح وهكذا هم الأنبياء. الفرق في الآيات التي أنزلت إليه ما فيها من بشائر (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) قال (لا أرضى وواحد من أمتي في النار) وهذا الباب لا بد أن كل واحد منكم قد قرأ منه الكثير كيف جاء ذكر الكتاب العزيز لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشكل إيجابي مفرح ومادح وبشائر والعكس صحيح (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43) التوبة) (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) النور) كثير من الأمور المخيفة هذا آذنا عليك من مشاق وتكاليف وتقحمات وأعباء هائلة. إذاً الفرق بين أنزلنا إليك الكتاب وعليك الكتاب هو هذا ولذلك عليك أن تعلم بأنه عندما تدعو إلى التساهل مع الناس بالوجه الميسر بالكتاب العزيز هذا مشروع، وعندما تأتيك جماعة معينة طبقة واحد بالمائة واحد من هذه الهمم العالية والظروف المواتية تستطيع أن تقول تعال خذ امتياز! من أجل ذلك نقول علينا أن نعلم بأن هذا الدين ليس على نمط واحد ولا يمكن أن تحسب الناس حساباً واحداً هناك ناجح بخمسين مقبول وهناك ناجح بامتياز وكلهم ناجحون والتفاوت بينهم وارد ومشروع والدولة تعترف بكل أنواع الناجحين فتقدير الدرجة هذا شأنك. الدولة من حقها أن تأتي خمسين في المائة فأنت ناجح يعينوك ويوظفوك ويعطوك ولا يعاقبوك أما درجة النجاح هذه تتوقف عليك بجهدك وجهادك وعملك وإخلاصك وقدرتك وكفاءتك وهكذا (وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (21) الإسراء) من أجل هذا نقول أحياناً أن الذي يأخذ خمسين أحب إلى الله عز وجل من الذي يأخذ مائة وهكذا حتى الجامعة والمدارس واحد كفاءته محدودة طاقته محدودة درس ودرس وأخذ خمسين، الآخر سهر الليالي ومرض وتعب وصارت به عاهة ولكنه مصر على أن يأخذ امتياز هذا أحب إلى أهله وإلى المجتمع وإلى الدولة من من ذاك الثاني، لماذا أنا أرهق إذا أنت لست مستعداً أن تكون في هذه المرحلة العالية ولهذا أقم حيث أقامك الله (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) الشرح). هذا الفرق بين أنزلنا عليك الكتاب في المشاق في الأمور الكبيرة والأمور العظيمة التي جعلت كل هذا الكون الآن يوحد الله وليس هناك أمة توحد الله بشكل صحيح صادق كما توحده هذه الأمة وهذا لم يأتي بسهولة فالنبي صلى الله عليه وسلم بذل جهداً عظيماً حتى امتدحه الله سبحانه وتعالى إذاً هذا الفرق بين هذا وهذا.
الدكتور نجيب: أجليت ووضحت مسألة دقيقة جداً بين هذين الحرفين. كأني بك سيدي الشيخ تقول أن عليك إشارة إلى قوله تعالى (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ (102) آل عمران) وإذا جئت إليك (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (16) التغابن)
الدكتور الكبيسي: فتح الله عليك. بالضبط هذه خلاصة الكلام (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) على قدر استطاعتك وأما في واحد بالمائة ولا بد لأي امتحان في العالم فيه واحد امتياز اثنين واستثناء ولظرف معين ولكفاءة معينة ولظروف معينة إلا أنا يعني أنت ليس لازماً يعني كما يقول المصريين “مش قدها” المهم تنجح وخلاص يعني الامتياز مش حيأخذ وهذا الحديث العجيب (كأن المنبت لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع) فأنت راكب فرس أصيل جواد تصل بيومين ولكن إذا أنت راكب حمار خفيف صغير وتضرب به حتى يوصلك لن يوصلك بل سيموت الحمار هذا الفرق ولذلك كما تفضلت بهذه اللفتة الجميلة (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) الفئة الغالبة (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) هذه لأصحاب الامتياز العالي
الدكتور نجيب: أيضاً أزلت غموضاً كبيراً استمر قرون من الزمان عندما نأتي إلى هاتين الآيتين ونقلب كتب التفاسير أغلبها تقول (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا (286) البقرة) ناسخة لقوله تعالى (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ)؟
الدكتور الكبيسي: ثمانين بالمائة (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) بل تسعين بالمائة يعني كل من تراه نحن في المساجد نحن من الذين (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) نحن المشكلة أحياناً نغتر بالمظاهر يعني أنا عندي لحية وأطلع بالتلفزيون وأتكلم في الدين ونصلي خمس أوقات بالجامع وكله ممتع وجميل مسجد في غاية الرقي مكيف وجماعة يحبوك وتحبهم وأنت في البيت شبعان أكل وملابسك متوفرة وعندك سيارة صح أنت صليت لكن أنت ما عانيت. هناك ناس وهم هؤلاء الواحد بالمائة هؤلاء ثق شيخي لا يأكل إلا لقيمات يقول هناك ناس فقراء وما عنده إلا الثوب الذي عليه وقس على هذا فهذا ليس جهده بل توفيق رب العالمين. فالامتياز موهبة أبداً لا يوجد امتياز بجهدك الامتياز توفيق فأنت قارن بين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم كلهم سواء يعني واحد زاهد في الدنيا زهداً عظيماً وواحد قاتل وجاهد ولكنه يعيش دنياه والكون لا يصلح لهذا وحده ولهذا وحده لا بد هذا مع هذا وهذا من نظام الكون كله. من أجل هذا حرم الله على الناس أن يقول أنا أحسن منك إياك أن ترى نفسك خيراً من الآخر الذي هو دونك. شيخي هذا البلاء الأسود أن تقول أنت مشرك هذا بنص الحديث الصحيح أن الذي قاله هو الذي سيخلد في النار (من كفّر مسلم فقد كفر) واحد يصلي وفي المسجد وتقول له أنت كافر وأنت مشرك!! هذا أهلك نفسه شيخي هو هذا الحديث المخيف (لا تقوم الساعة حتى يخرج الناس من هذا الدين أفواجاً كما دخلوا فيه أفواجاً) هذا يكفرك وهذا يزندقك وهذا الذي يسب النبي وهذا الذي يسب الصحابة وهذا الذي يقول لا أدري ماذا وهذا الخلط الذي نحن فيه أحزاب بالآلاف يعني كل حزب من الأحزاب التي عايشناها من العشرينات إلى الآن التي سيطرت والتي أنا أعرفها على القليل يمكن عشرة أو خمسة عشر حزباً في العراق وفي مصر وفي سوريا وكلهم بعيدون عن هذا الدين بعداً خيالياً. المصيبة السوداء أين؟ الآن هناك أحزاب بصبغة دينية لأول مرة لأنها قبل كلها كانت قومية وشيوعية وعلمانية الآن جاءت دينية وخربطوا خرابيط وخرجوا خروجاً مخيفاً هذه الحديث (لا تقوم الساعة حتى يصلي في المسجد المائة والمئتان ليس فيهم مؤمن) فهي ليس حكاية شكل ومنظر فهناك شيء اسمه قواعد ثابتة في هذا الدين إياك أن تتألى على الله إياك أن تحكم على الناس من وراء رب العالمين “من هذا الذي يتألى علي؟! والله ليدخله الجنة ويدخلك النار مكانه”. من أجل ذلك نحن نحتاج إلى أخلاقيات في هذا الدين ونحتاج إلى أنزلنا إليك وأنزلنا عليك الآن ركز على أنزلنا إليك يا ابن الحلال (لا تقوم الساعة حتى يكون أجر العامل منهم أجر خمسين منكم) قالوا: لماذا؟ (قال: لأنكم تجدون على الحق أعواناً وهم لا يجدون). من أجل هذا إن هذا القرآن الكريم كل حرف فيه كل اختلاف في الحركة والضمة والحرف مجالات عجيبة.
د. نجيب: وآيات القرآن قسمة قسم عليك وقسم إليك والسيرة النبوية والسنة سبحان الله
د. الكبيسي: وهذا من قوانين الكون قوانين الكون ولذلك الشفقة والمرحمةعلى الفقير وليس على الغني فالرحمة تأتي على واحد محكوم بالإعدام أو بالسجن ولا تأتي علي أو عليك ولهذه رحمة رب العالمين وعفوه ورخصه لهؤلاء الناس فالفرق بين الآيتين واضح جداً
الدكتور نجيب: بالنسبة ويؤكد ما تفضلت أن قوله تعالى (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) جاءت في خضم التوحيد والثبات ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر في هذا المجال جاء (اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) لأن هي هذه الأساسية التوحيد والعقيدة والإيمان
الدكتور الكبيسي: التوحيد وهذه ركعتين الصلاة وعلى أن لا تأكل الربا ولا تقتل وتبتعد عن الكبائر إذاً أنت بخير إن شاء الله أما يبقى أنت ما هي درجتك يوم القيامة هذه لا توزن بكثرة الصلاة والصوم بل بشيء آخر بشيء وقر في قلبك
الدكتور نجيب: وما يجري هذه الأيام والعياذ بالله بدون أن نسمي في بعض المواطن من الفتن التي تجبر الناس وتكرههم على خروجهم من دينهم والعياذ بالله ما أحوجهم إلى هذه الآية الكريمة.
الدكتور الكبيسي: والله شيخي تعجب هناك أمور واضحة ولهذا شيخي الله يقول (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات) فهو توفيق من رب العالمين ولا واحد يبذل روحه ودمه في سبيل باطل!!
د. نجيب: نسأل الله العافية. للحديث بقية وما أجمل ما تفضل به شيخنا الجليل في التفريق بين الآيتين العظيمتين. نعود بعد الفاصل.
————فاصل————-
د. الكبيسي: في الزمر آية 21 (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (21) الزمر) أصحاب العقول العالية، هو الله سبحانه وتعالى هو الذي يجعله حطاماً بتوفيقه وعنايته ورعايته. الآية الأخرى في الحديد (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) الحديد) نفس الشيء (ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا) هو يصير من حاله هو يحطم نفسه بنفسه بدون رعاية ولا عناية كأن الله غير موجود، ما الفرق؟ يقول لك هذه الدنيا كلها من آدم إلى تقوم الساعة والله غيث ينزل رحمة رب العالمين رزق وأمطار وبساتين وأشجار وآدم …..هذه الذرية الطيبة أنت تتزوج أول ما تكبر وتخلص دراستك وتصير في العشرين يزوجوك أهلك وحده حليوة وتحبها وتحبك صم تجيب أولاد والأولاد يكبرون وتزوجهم ثم أنت تكبر بعد ما كنت شاب وطافح بعدين تصير ثلاثين سنة تصير أركد وأربعين تصير عاقل خمسين تصير حكيم ستين سبعين تفكر في الآخرة ثم يمكن تموت برعاية الله دوماً أنت تقول الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم وتموت بالطريقة التي أرادها الله لك على قواعده تسلسل الكون شيخاً وفتى. في واحد يقولك لا أنا أشتغل أنت يا رب العالمين ليس لك دخل بي أنا الذي أسوي أنا الذي أعمل هذا ثم يكون هو بنفسه! واحد خذوا كل ممالك الدنيا وبما فيها الإسلام من الفرس والروم والبيزنطيين والإتحاد السوفييتي وأمريكا وكل الدول العربية والإسلامية ما تشذ، وكل المشاريع وكل العوائل الكريمة والضخمة في التاريخ كلها تبدأ نفس الشيء طفولة أولاً ثم شوي شوية يكبر ثم يصير شيئاً يصير رئيس دولة أو ملك أو حاكم ثم هذا يحكم ثم يتزوج ويصير عنده أولاد ثم هو شوية يكبر. الذي رب العالمين حافظه وماشي على قواعد الكون يقول لك أنا ملك اليوم وبكرة لست ملكاً يأتي ابني أنت اليوم رئيس وبكرة ممكن يجي رئيس آخر ولهذا يحاول يعدل يحاول يكرم الناس ما يحاول يظلم أحد هذا رب العالمين الذي هو برعايته جابه وكمل وكمل لكن رب العالمين نظامه أنه لازم تنتهي الدولة بعد مائتين ثلاثمائة أربعمائة سنة وقد يكون ألف سنة ولكن لازم تنتهي ويحكم وراءها ناس آخرين. ولكن بتوفيق الله وبنظامه بمنطقه المعقول والجميل واحد يجيب واحد ثم تصير انتخابات ثم تصير ما أعرف ماذا ثم يأتي غيره لأن منهم ما عنده ذرية يا ما ملوك ما عنده ذرية وانتهى وجاء ابن عمه هذا بالنظام الذي وضعه الله عز وجل هذا (ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا) سنة الحياة ولهذا هذا الإنسان يبقى يذكر في التاريخ والناس تذكر سيرته وكل الناس تذكر سيرة فلان الفلاني والأنبياء والصالحين والخلفاء الراشدين وعمر بن عبدالعزيز وغيرهم ممن يحكون عنهم وعن قصصهم فلا يمر يوم إلا في ناس يتحدثون عنه. لا يمكن أن يكون هناك يوم إلا واحد في العالم كله كل العالم يجيب سيرة أحد الخلفاء الراشدين عمر بن عبدالعزيز وأنا أتحدى أن في يوم من الأيام على الأقل في الخليج يمر يوم وما في اثنين يحكون عن زايد ما في كيف كان وآثاره والخ لماذا؟ لأن رب العالمين هذا صنعه على عينه (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39) طه) هذا الملك صنع على عينه في ناس يقولون لا أنا لست محتاجاً لرب العالمين أنا الذي أعمل هذا مسكين هذا سيلخبط الدنيا وهو سيحطم ليس رب العالمين يجعله على طريقته وقواعده السلسة لأن هذا قانون وهذا نظام لكن كيف تموت؟ كلنا شيء سيموت لكن فرق بين شجرة تموت نخلة تموت بعد ثلاثين أربعين سنة أشبعت الناس والناس صعدوا عليها ويا ما خدموها يا ما حطوا لها سماد وقلّموها والأطفال نشأوا على حبها شوي شوي كبرت ثم ماتت والناس حزينين عليها ويقولون تتذكرون النخلة؟ يقولون ايه والله كانت نخلة عظيمة وبين واحد يمسك مناشير ومتفجرات ويفجر النخيل كلها في آن واحد هذا الذي يجري في العالم على هذا النسق قارن بين هذه الحكومة وهذه الحكومة كيف نشأت هذه وكيف نشأت هذه وكيف انتهت هذه وكيف انتهت هذه؟ هذه نشأت بالتسلسل بالطبيعة بالمحبة بمحبة الناس ومات الرئيس مات الشيخ والناس حزنوا عليه وجاء الذين خلفوه وبقيت الأفكار والقيم والأنظمة ونفس السياسة والناس عايشة في سعادة هذا رب العالمين هو الذي حفظها وماشية على سنن الله. وفي واحد منذ أن جاء وهو قتل وسحل وكسر وذبح الناس وملأ السجون إلى أن مات هذا أين نهر سلسبيل يمشي جميل الناس يسبحون فيه ويعبرون عليه ويتغنون به وبين بحر يا لطيف متلاطم الأمواج وكله غرقى يعني دول انتهت بالغرق كما الله فعل مع فرعون وقارون لأنه قال (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي (78) القصص) خرج عن نظام الله قال أنا لا أريدك أنا لست محتاجك يا رب العالمين. إذاً هذا الفرق بين (ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا) بالطريقة وبالنظام ومعروف ينتظرونه يعني كل واحد ينتظر أن يصل عمره خمسين ستين ثمانين تسعين ثم يقول لك خلاص وهو راضي وكل حلقة من زمانه كل عقد من عقوده كل عشر سنين حياة جديدة ومتع جديدة وإنجاز جديد وحكمة جديدة عايش ويموت بسلام حوله ناس ويحكي معهم يقول أوصيك يا فلان وأنت يا فلان ويموت وهو راضي مبتسم (أنا راضٍ عن ربي فهل ربي راضٍ عني؟) وبين يا لطيف يموت بالأحذية وبالكسر ويرمى بالزبالة ولا أحد يعرف له قبر هذا الفرق بين (ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا) على النظام والقوانين والقواعد على سنن الكون على عين الله عز وجل وبين تمرد. ولاحظ في الآيتين كيف تختلف بالآية الأولى يقول لك (ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ) يعني أصحاب العقول هذا الثاني الذي جاء ولخبط الدنيا يقول له (ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ) يا لطيف! بعد كل هذه اللخبطة يعني أنتم كلكم الآن ما نذكر اسم الميت الا نقول الله يرحمه فلان وفلان والبقية تأتي، كيف جاؤوا للحكم؟ قتلوا وسحلوا وذبحوا وقتلوا ملوكاً صالحين قتلوا فيصل الثاني والسنوسي وما أعرف مين والله كانوا من الخلفاء ما آذوا أحد ولو آذوا أحد ما كان أحد ينقلب عليهم وحققوا العدل وأسعدوا الناس وبنوا بلادهم بناء هائلاً جاءهم واحد كان يشتغل عندهم مرافق خادم يعني قتلهم وذبحهم وكسر الدنيا وظل أربعين سنة يذبح في العالم ومات موتة الكلاب وترك الدار فراغ والأمة مائة سنة وشعبه مائة سنة حتى يرجع على جادة الطريق، هذا جعله حطاماً رب العالمين بإذن نظامه على عينه (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) قواعد الكون سر الكون فماشية الأمور. ولا يوجد شخص لا يعرف أنه سيموت في يوم من الأيام كلنا من ساعة ما نخلص أربع خمس سنين نعرف أن وراءنا موت نستعد له ونعمل خير ونذنب ونستغفر ونتوب وندعوا الله سبحانه وتعالى وعايشين في سعادة مع رب العالمين ومع الناس ونحب الناس والناس يحبونا ونعفو عن من ظلمنا عايشين والله العظيم الدنيا والآخرة كلاهما جعلها الله لنا طيبة، ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعت. وواحد نعوذ بالله لا حصل دنيا ولا حصل دين في الدنيا مرعوب وخائف ويُشتم ويضرب ويلعن وما يعرف من أين تأتيه أخوه يخونه ولا أبوه يخونه ويعيش في شك ورأيتم كيف ماتوا وسترون الباقين الذين يذبحون العالم كيف يموتون بنفس الحذاء نفس الحذاء الذي قتل فلان قتل فلان لماذا؟ لأن هذا قدر الله لا بد أن يكون في الكون هذا وهذا كلاهما هناك من هو يحطم نفسه وهناك لا على نظام رب العالمين الذي قال هكذا تنتهي الأمور، هذا الفرق (يَجْعَلُهُ حُطَامًا)رب العالمين على عينه بالطريقة السليمة فكلنا نموت يقول الحديث (إن الله يكره مساءة عبده المؤمن ولكن لابد له من الموت) يعني لازم يموت والموت من صالحك الموت يخلصك من حياة فانية تعب فيها عناء ومعاناة وفيها كدح وبالموت ستموت كما تنام (والذي نفس محمد بيده لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون) الحديث الصحيح كما رواه الإمام مالك (الموت تحفة المؤمن) كما لو أنك تحلم ورأساً قبل ما تموت لسه فيك نفس تشوف مكانك وجماعتك وربعك والنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وإذا بك أنت أسعد خلق الله وبين واحد يموت يشوف جهنم والأفاعي والمؤمنين الذي قتلهم والعياذ بالله، إذاً هذا الفرق بين (يَجْعَلُهُ حُطَامًا) في سورة الزمر وبين (يَكُونُ حُطَامًا) في سورة الحديد
الدكتور نجيب: (يجعله) حسن خاتمة (ويكون) سوء خاتمة
الدكتور الكبيسي: صحيح يجعله حسن خاتمة على ترتيب الله على قواعد الله أما هذا الذي يكون منفلت فهذا الذي يجعله يبارك الله فيه وفي ذريته ويخلفهم من بعده ولن ينقطع ويرى أهله وعياله ويرى الناس يمدحون فيه وناس تقرأ له الفاتحة وتصله وتدعي له الدعاء ويصله وهناك من تلعنه الناس وبالجرائد يطلعون فضائحه أنه كان حرامي ولص وقاتل ومجرم ومعذب ونعوذ بالله وهذه كلها شهود هذه شهود وهذه شهود وهذا توفيق رب العالمين.
ننتقل إلى الزمر 71 (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) الزمر) فاحت أبوابها بدون واو نفس السورة (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) الزمر) وفتحت أبوابها بالواو، لماذا هناك فتحت أبوابها وهنا وفتحت أبوابها؟ ما هي هذه الواو؟ يقول لك أن جهنم مغلقة ولا تفتح إلا عندما يأتي هذا الكلب الذي سيدخل إليها ونتكلم الكلام عن النار أعجوبة العجائب. فالله يقول (إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) الهمزة) فالنار ليست مفتوحة يعني قبل ما تقوم القيامة النار مغلقة لماذا؟ لأن الذين يدخلون النار لا تفتح لهم أبواب مثل أهل الجنة بل يلقون فيها إلقاء (إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) الملك) كيف بالمنجنيق؟ نفس الطريقة بينما هذا الذي يدخل الجنة تفتح له الأبواب قبل ما يأتي كما في الحديث بما معناه في كل رمضان رب العالمين يقول للجنة تزيني وتعطري وتهيئي فقد أوشك عبادي “تفتح أبواب الجنان”. إذاً معنى ذلك أنه لما تقوم القيامة الجنان وأهلك الذين ينتظرونك من الحور من الولدان من الملائكة من كل الناس متهيئين لاستقبالك كما لم يستقبل ملك في الدنيا لو تعرف كيف تستقبل لرأيت عجباً! إذاً هذا الفرق بين فتحت عندما يأتون أهل النار وفتحت بواو الحال مفتوحة قبل ما تأتي هي مفتوحة ومهيأة.
د. نجيب: أرجو أن توصال هذا الحديث وتبنيه بعد هذا الفاصل
———فاصل——
د. الكبيسي: (إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) (إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ) هذا الإلقاء أعجوبة وانظر ماذا تقول الآيات (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) ق) وفي أدخلا وفي ألقيا، كما أن أهل الجنة درجات النار دركات. مصيبة المصائب الكافر هذا الذي لا يؤمن بالله ولهذا والله العظيم شيخي لما أفكر أقول فعلاً صدق الله (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) يعني ما معنى هذه الأمة بالذات وحصرياً الآن في هذا القرن الوحيدة على وجه الأرض التي تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً وجميع الرسل رسل الله فقط حصرياً بشكل دقيق وعفوي ومتيقن منه وما في إشكال ولا شك أنت وحدك لماذا؟ شيخ بدون هذه كل هذا العذاب (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) ق) إذا القوا فيها مقرنين ما يلقى وحده كل خمسين ستين واحد مربوطين يرمون مع بعض تصور المنظر! زمرة واحدة. يعني حاكم يعني هذا الذي يقتل في سوريا كل هذه الجماعة يلقون في النار مصفدين مع بعض دفعة واحدة إلى جهنم. ثم يقول رب العالمين (يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54) العنكبوت) النار محيطة حينئذٍ أول شيء بالدخول إلقاء هكذا كلهم يرمونهم رمياً، لما يرمون النار دركات ودركات النار لا حصر لها هناك واحد ملحد وأبوه قاتل واحد قاتل وملحد واحد ليس ملحداً لكنه قاتل يعني دركات كما أن الجنة درجات هذه دركات لذا لما يلقون في النار من على السياج الرهيب هذا (ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) مريم) تصور أنت هذا السياج العظيم على النار الذي هو هذا الذي يحيط بكل أهل النار وهو سياج من نار جميع أهل النار قبل ما يدخلون النار أو يلقون على النار جالسين على السياج ومنهم من يسحب على وجهه إلى أن يتجمعون كلهم ثم يلقون إلقاء داخل النار ثم هناك كل واحد يدخل النار على باب من أبواب جهنم. يعني كل البشرية من آدم إلى أن تقوم الساعة كم هناك قتلة وملحدين ومجرمين وكل واحد له باب وكما أن أهل الجنة يحاسب على أحسن عمل في حياته في النار يحاسب على أقصى ذنب ولا يوجد أقصى من الشرك. ولذلك عندما تتأمل في هذا الكتاب العزيز حكاية العذاب والنار خيالية خيال والله شيخي تقول معقولة أكون أنا في النار؟ ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم لما شاف امرأة ولدها ضايع تبحث عنه كالمجنونة طفل رضيع ولما عثرت عليه ألصقته على صدرها كالمجنونة فقال صلى الله عليه وسلم (أتظنون أن هذه طارحة ولدها في النار؟ قالوا: لا يا رسول الله قال: وكذلك الله لا يضع عبده المؤمن) والمؤمن العلامة واضحة ما فيها خلاف لا إله إلا الله محمد وعيسى وموسى وإبراهيم كلهم رسل الله أنت أخذت صك نجاة لكن هناك أشياء أخرى لا تلقى إلقاء وإنما العذاب شيء ثاني إنها لتخف على المؤمن حتى تكون كحرّ الحمام. ولذلك أنت تقول لا إله إلا الله والله لا يضع عبده المؤمن في النار لكن أنت عليك جرائم وأقصاها الظلم وقتل النفس. يبقى هناك عقوق الوالدين هناك أكل الربا وشهادة الزور هذه السوء. والسوء العمل الذي ليس منه أي فائدة وإنما أنت معذّب معذّب. فهذا هو الفرق بين فتحت وبين وفتحت فهذا الجنة تجدها متزينة ورائعة وينتظروك ويأتيك واحد من هيبته تسجد له ويقول لك ماذا تفعل يا سيدي؟ فتقول له ألست أنت الله؟ من جماله فيقول لا أنا رئيس خدمك
الدكتور نجيب: مما فهمته شيخي من الفرق الذي ذكرته فإذاً الجنة بفضل الله وبرحمته أما النار فبعدله وحكمته.
الدكتور الكبيسي: هذه نعمة والله، هناك جرائم في التاريخ يعني هذا الذي يلقي قنبلة على شعب يقتله ثلاثة ملايين في الثانية يعني هذا والله شيخي ما يشفى قلبك إلا أن تضعه في النار يعني لو رأيته وأنت في الجنة تقول لا أريد أن أكون معه والله سبحانه وتعالى لا يسأل عم يفعل النار الرحمة لأن هناك ناس اعتدوا على الحياة واعتدوا على الشعوب وعلى الكرامات وعلى الأديان اعتداء غير مقبول فكل الناس يعتدون كل ابن آدم خطاء
الدكتور نجيب: ولا يمكن معاقبتهم في الدنيا حتى الإعدام لا يفيد، فالإعدام مقابل نفس واحدة وآلاف الأنفس كيف؟ كذلك شيخي العكس لو أحيا نفس واحدة كيف نحاسبه؟ فلا بد من الجنة
الدكتور الكبيسي: فمن قتل كمن قتل الناس جميعاً ومن أحيا كمن أحيا الناس جميعاً ولهذا شيخي يوم القيامة فيه عدل خيالي.
سورة الزخرف
السور غافر وفصلت والشورى كلها أخذنا آياتها المتشابهة مع آيات في سورة سابقة لذا ننتقل إلى سورة الزخرف. قوله تعالى (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) الزخرف) في الآية الأولى على آثارهم مهتدون والتي بعدها على آثارهم مقتدون ما الفرق؟ لماذا ناس قالوا مقتدون وناس قالوا مهتدون؟ الذي قال (وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ) هؤلاء الناس الذين كفروا بأنبيائهم يا ابن الحلال أسلِم قال لا أنا أعبد الأصنام كيف أعبد رب العالمين؟! فمثل ما أبي يفعل أنا أفعل مثله ولذلك هو يقول أنا أعتقد أن أبي كان على هدى كما في عهد النبي صلى الله عليه وسلم قالوا له أنت تترك دين آبائك حتى عمه وأهله قالوا له كيف أنت تسفه أحلامنا وآلهتنا فهم لهذا حاصروهم، حاصروا النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في شعب أبي طالب ثلاث سنوات وقاتلوهم في بدر وأحد لماذا؟ لأنهم يقولون أنتم خطأ ونحن على صواب نحن على دين آبائنا ونحن مهتدون بآبائنا ولذلك يعتبر أن هذا الحجر الذي كان يعبده هو الصح والله غير موجود الموجود هذا الحجر الذي هو سواه وهو نحته إما حجر وإما بقرة. والغريب شيخي أنه إلى الآن في ناس تعبد أشياء لا إله إلا الله (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
د. نجيب: وقد بلغوا في العلم ما بلغوا
د. الكبيسي: والله العظيم لما تتأمل فيها تعرفها بالضبط قلا لا تمنوا يعني أنت لا تغتر بنفسك لأنك تصلي ركعتين وتروح الحج أنا كان ممكن أجعلك تعبد بقرة في ناس أحسن منك علم صنعوا قنابل واختراعات ودول عظيمة ويعبدون قبر فما هي ميزتك عنهم؟؟ أنا الذي عملتك أنا رب العالمين الذي عملتك. وهذا الذي حصل ولهذا عليك أن تحمده وتشكره أنه جعلك مسلماً. إذاً الفرق (وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) هذا يقول لك أنا في الحقيقة ما محتاج دين أنا لست مثل أبوي أنا أعرف أبوي ما كان جيداً لكن أنا لا أغير فأنا معه فهذا مقتدي بأبوه خيراً أو شراً وما يقول لك نحن أحسن منك أنا عندي كآبائي وأجدادي أنا لا أغير هذا، ذاك لا، غير الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا الكلام عن الذين كفروا بالأنبياء السابقين قالوا(وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ) هؤلاء يقولون أنتم خطأ أنتم صبأتم وأنتم اتبعكم أراذلنا وأنتم السفهاء ونحن الصح نحن الذين نعبد الحجر الذين قمنا بنحته! ولهذا رب العالمين عندما يرسم في هذا الكتاب رسماً والله العظيم تشعر أنت بأن الله جعلك تقول لا إله إلا الله وتوحده وتطيعه قدر ما تستطيع (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) وكلما أذنبت استغفرت إن الله خلقك بيده خلقاً ولولا رعاية رب العالمين فأنت لست أفضل منهم هل أنت أفضل من الروس واليابانيين والهنود والفرنسيون الذين طوروا العالم كله انظر ما الذي فعلوه بالعالم؟! هذا فعل كل هذه المستحيلات التي نحن عايشين على ترابهم وما أدركوا لا إله إلا الله! أنت الوحيد الذي أدركتها بحذافيرها وبالضبط ولهذا ما عليك إلا أن تعلم بأن الله اصطفاك فعلاً (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ (68) القصص)
الدكتور نجيب: وخاصة إذا مات على هذا التوحيد
الدكتور الكبيسي: هذا واحد هذه نظرية لكن نحن غير محتاجين لها لماذا؟ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (لا أخشى عليكم أن تشركوا من بعدي) قل لي كم واحد ارتد؟ إلا هنالك ردة غير صريحة يقول لك أنا غير الردة الصريحة كالشيوعي لكن الباقية لا، اجتهاد منه لا يعرف أن هذا يخرجه من الإسلام، خطأ في الاجتهاد، خطأ في الفكر، غرر به لجهله لحمقه للفراغ شيخي أمتنا فيها فراغ ما في مرجعية. يعني على عهدنا في طفولتنا كان في شيخ الفلاني في المكان الفلاني مصري سوري أردني سعودي أي واحد في واحد الذي إذا قال الناس تقول نعم الآن هذا صار فراغاً فهذا الفراغ تسلل إلينا كل يوم جاءنا حزب أو جماعة وكل يوم واحد ضاحكين عليه وضيعوا أجيال من عندنا شباب طيبين ثروة الأمة بذروهم وانتهوا وماتوا كفاراً
الدكتور نجيب: كان عندنا منصب شيخ الإسلام في الدولة العثمانية وإلى عهد قريب
الدكتور الكبيسي: كانت الدولة محصنة ولهذا لما أزيلت هذه المرجعية انسحبت وضاعت وخرج الناس من هذا الدين أفواجاً كما دخلوا فيه أفواجاً ولهذا رب العالمين من رحمته الذي بقى بقى ولا أنت لو تعرف الناس الذين دخلوا في الأحزاب ونحن شهدناهم شيوعيين ناس كانوا كبار الأستاذ والطبيب والمهندس والمثقف لما كان شاباً كان يصلي ويصوم على غفلة جاء واحد يهودي ما عارف اسمه قال لا الله ما فيه وهذه كلها خرافات ومات على أن الله مش موجود ومحمد كذاب وهذه كلها خرافات مات على واحد اسمه لينين ثم كلهم تركوهم وراحوا هذا لينين وجماعته غيروا الاتحاد السوفييتي وراحوا. وانظر مكر الله الآن زال الإتحاد السوفييتي وأهله قالوا أن مبدأ الشيوعية كاذب وغير صحيح وانقلبوا عليه ولا يزال في العالم الإسلامي ملايين بل الآلاف يقول لك أنا شيوعي وإلى الآن في أحزاب شيوعية في العراق ومصر وسوريا وعلني أصحابه الذي أنشأوه تركوه وقالوا كذب وهذا بقى يقول الله غير موجود والدين دين شعوب الخ وقس على هذا حتى الذي يدّعي الإسلام الذي يقتل ويبيد ويذبح يكفر ويسحل الإسلام ليس هذا يا ابن الحلال لكن في واحد ضحك عليه
الدكتور نجيب: الحمد لله أن الله سبحانه وتعالى يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي فكثير من أولئك الذين غُرّ بهم في هذه الأمور وإذا بأبنائهم هذا الجيل الجديد عكسهم ومتمسكين بالدين والعكس صحيح
الدكتور الكبيسي: ولهذا لا ينبغي لأحد أن يأمن مكر الله
الدكتور نجيب: لأن الهداية من الله سبحانه وتعالى ولا يصح دائماً
وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوّده أبوه
فإن الهداية أقوى مما عوده عليه أبوه وأمه وكما قال عليه الصلاة والسلام (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه…)
الدكتور الكبيسي: ولهذا قال(سلوا الله حسن الخاتمة) وصالحو الأمم من الصحابة والتابعين إلى اليوم كانوا يقولون والله لو كان الإيمان للسارية والموت للباب ما أمنت مكر الله وهم أصحاب رسول الله فلا ينبغي أن تأمن مكر الله.
الدكتور نجيب: نسأل الله سبحانه وتعالى الثبات كما دعا عليه الصلاة والسلام (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك اللهم يا مصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك). بعد هذه الحلقة الثرية الجليلة الجديرة بالشكر والتبجيل والتقدير لشيخنا الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله باسمكم جميعاً أتقدم إليه بالشكر داعياً الله عز وجل أن يتم نعمته عليه في الدراسن وأن يتم علينا النعمة حتى نواصل هذه الحلقات القرآنية الشيقة وإلى اللقاء في الحلقة القادمة.
بُثّت الحلقة بتاريخ 1/2/2013م وقامت الأخت نوال من السعودية بطباعتها جزاها الله خيراً وتم تنقيحها.