(وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) آل عمران) – (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) الأنفال)
(وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) آل عمران) وفي الأنفال (وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10)) لماذ جاء هنا (إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ) وهنا لا يوجد لكم (إِلَّا بُشْرَى)؟ ولماذا مرة (وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ) ومرة (وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ)؟ آية آل عمران تتكلم عن البدريين فقط جماعة بدر خاصة بهم حتى أصبح البدريون متميزون في هذه الأمة كما أن الملائكة الذين نزلوا ثلاثة آلآف وخمسة آلآف يسمون في الملأ الأعلى بالبدريين. هذا النصر العظيم اختص به رب العالمين هذه الفئة من الصحابة الكرام بحيث قال رب العالمين افعلوا ما شئتم قد غفرت لكم، هذه الفئة الخاصة من أهل بدر أنتم شاركتم في هذه المعركة هذا خاص بكم كل هذه الامتيازات المادية والمعنوية (وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ) لأنكم كنتم خائفون رب العالمين قدم القلوب على النصر كانت المشكلة كيف يطمئن أهل بدر (ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا (154) آل عمران) حينئذ بشرى لكم لأهل بدر وبشرى خاصة ما من مسلم إلى يوم القيامة يملك فضل أهل بدر البدريون وحينئذ جاء هنا بـ (لكم) (إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ). هذا أمر، ثم لماذا؟ لأن قلوبكم أصابها بعض الخوف هذا الذي نزل قوّى قلوبكم فكانت البشرى لهم خاصة وقويت قلوبهم بهذه البشرى. إذن القلوب هي المقصودة وليس النصر المطلوب أن تطمئن هذه القلوب أولاً بهذا النصر ثم على مر الأيام ذكرى هذه المعركة بشرى لكل الناس ونحن نحتفل بها سنوياً ونحن لسنا خائفين نحن يهمنا النصر وليس القلوب، أهل بدر قلوبهم خافت وقتها، نحن لسنا خائفون لما نستبشر ببدر ولما نحتفل بها ونفرح بها وعندما تعطينا درساً أن الفئة القليلة غلبت الفئة الكثيرة وينبغي أن لا نخاف وهذا ما أوحت به بدر لكل المسلمين لكل الأجيال. إذن أولاً هناك بشرى لكم يا أهل بدر بشرى مادية ومعنوية متميزة لا يملك أحد مثلها، مرة أخرى لكل الأمة وهي بشرى عامة، الفرق أنك هنا تفرح بالنصر ولأهل بدر فرح للقلوب هذا الفرق بين قلوبكم به وبه قلوبكم.
إتصال من الأخت أم خليل من السعودية: أسأل عن سورة يس يقولون حديث يس لما قرئت له هل هو ضعيف؟
د. الكبيسي: هذا حديث ضعيف في سنده ولكن متنه صحيح والقرآن كله لما قرئ له.
إتصال من الأخت أم أحمد من العين: (وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا) والفرق بينها وبين (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ) أعتقد والله أعلم أنه في (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ (79) النساء) الإصابة هي التعرض الكامل والإصابة هنا إصابة كاملة بالخير من الله لأن هذا الشيء لا ينقص من ملكه شيء والإصابة بالشر تكون من صنع الإنسان نفسه فلما تكلم عن المعبود والعبد التعامل بينهم أن الله تعالى يصيبكم بالخير ولا يبالي ولما كان العلاقة بين العبد والعبد فالمس مجرد المس بالخير يثير الغيظ والكراهية.
د. الكبيسي: رائع جداً قلنا أن التأويل يحتمل ألف وجه، التفسير واحد الذي فسره النبي r ونقله الصحابة. الصحابي حجة في المحكم والمتشابه نحن حجة على الصحابي من حيث أن هذا المتشابه يكتشف جيل بعد جيل وكل جيل يملي ويعلم الجيل الذي قبله ما فات عليه.
(وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (5) النساء) (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (8) النساء)
واحد عنده ولد عمره عشرون سنة، خمس وعشرون سنة لكنه سفيه مبذر لماله، مات أخي وعنده ولد عمره عشرين سنة لديه ثروة هائلة وهذا الولد يبذر فيها حينئذ الحجر على السفيه من قواعد الفقهفتقيم دعوى يحجرون على السفيه ويجعلون عمّه هو الوصي ويعطيه بالشهر مبلغ يعيش فيه هذا لا يعطيه من رأس المال لأن الوصي يشغل المال ويعطيه من الأرباح (وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا) لو ترك المال ينقص من سقوط العملة المال يدب أن يشتغل ارزقوهم فيه وليس نه يعني في التعامل التجاري وفي أرباحه. لكن لو واحد مات وعنده أولاد وأرحام هذا اعطوه من عين المال لا من الأرباح، هذا الفرق بين ارزقوهم فيها وارزقوهم منها، منها يعني من عين المال وفيها صاحب المال الذي هو ورث المال لكنه صار سفيه مبذر جعلنا عليه وصياً يشغل المال هذه الآية توجب على الوصي أن ينمي المال.
إتصال من الأخ أحمد من السعودية: في الآية (وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) المؤمنون) المعروف أن لعبودية لله تعالى ما الحكمة من (لا برهان له به)؟
د. الكبيسي: هذا من أساليب البلاغة رب العالمين يعرف أنه ليس هناك من يجعل مع الله إلهاً آخر فكل من يجعل مع الله إلهاً آخر لا برهان له فرب يقول هذا الذي يجعل مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه.
د. نجيب: تعليقاً على تفضلت به من استثمار الوصي للمال “اتجروا في مال اليتيم لا تأكلها الصدقة أو الزكاة. من الأمور التي ينبغي الإشادة بها الهيئات التي تعنى بأموال القُصّر سواء تلك التي في دبي أو الشارقة.
إتصال من الأخ دخيل من دبي: الآية من سورة الكهف (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30)) وفي آخر سورة الكهف (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107)) فما وجه التشابه بين الآيتين؟
د. الكبيسي: الأولى يخبرنا رب العالمين أن هذا العمل الصالح غير محبط وتحدثنا في حلقة ماضية (لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ (264) البقرة) (لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ (18) إبراهيم) فرق هائل. أنت عندك مال وضعته في البنك جاءت الدولة فصادرته وقالت هذا ليس مالك، هذا المال أُحبط، الحالة الثانية لا، هذا مالك ولكن لا يمكن أن تصرف منه الآن لأن عليه مشاكل فالناس يوم القيامة ناس عندهم أعمال صالحة كثيرة وتقبل الله في البداية هذه الأعمال ثم عمل شيئاً أحبط هذه الأعمال مثل غيبة كما جاء في حديث المفلس هذه (لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ) هذا الذي عمله موجود ولم يحصل شيئاً عمله معترف به ولكن لم يبق له شيء، الثاني أصلاً عمله محبط كله رياء هذه (لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ (264) البقرة). وهاتان الآيتان في سورة الكهف في هذا النطاق الله تعالى يقول (إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30)) هذا إثبات أنه لم يحبط ثم قال (كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا).
(كُرهاً) – (كَرهاً)
في النساء (أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا (19)) بفتح الكاف و(وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا (15) الأحقاف) بضم الكاف وفي آية أخرى (قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ (53) التوبة) بفتح الكاف (وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (15) الرعد) (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فصلت). كُرهاً يعني النفس تكرهه المرأة تتعب تعباً شديداً في الولادة والحمل والطلق وساعة الإنجاب فيسبب لها مشقة فالكُره ما فيه مشقة تشق عليك هذا كُرهاً. كَرهاً بفتح الكاف فيه إجبار من غيرك أكرهك على أن تفعل هذا (وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (33) النور) فإن أكرهتها فهذه البغية تبغي كَرهاً لأن أحد الناس أكرهها فالفرق بين أن تصلي كَرهاً أحد أجبرك على الصلاة وأن تصلي كُرهاً أنت تكره الصلاة. هناك من يجاهد كَرهاً إجباري مثل التجنيد الإجباري وإلا يعدموك وكثير من الدول فيها تجنيد إجباري وهناك من هو اختياري وهو يكره ذلك. كَرهاً بإجبار وكُرهاً أنت لا تحب ذلك.
إتصال من الدكتور صالح الأصيل من سوريا: مداخلة في الآيتين (36) (38) البقرة كما يقول إبن عاشور هذه الواو للجمع وليست للتعقيب وقول اهبطوا بعضكم لبعض هذا القول حدث قبل الإخراج لكن الله تعالى قال (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ (36)) ليناسب الإخراج بعد الزلل و(وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)) هذا القول حدث قبل الإخراج (فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)) بعد أن تاب عليه عفا الله عنه عن عقوبته لهذا الحدث عفونا عنك لكن اهبط أنت ومن معك هذا قول مرة ثانية بعد أن تلقى آدم من ربه الكلمات فتاب عليه. إذن اهبط الهبوط مقرر ولكن عفونا عن معاقبتك وسنرسل لك بياناً (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)).
د. الكبيسي: أنت لاحظ الفرق الهبوط الأول بعد المعصية والهبوط الثاني بعد التوبة ولا شك أن هذه الواو لها علاقة بأن هذا الأثر قادم على عقوبة وغضب والثاني على توبة ورضى.
بُثّت الحلقة بتاريخ 10/10/2008م