Normal 0 false false false MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:”Table Normal”; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:””; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:”Times New Roman”; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;}
الحلقة 38
بسم الله الرحمن الرحيم. ولا نزال في بحر سورة البقرة كلما ظننا أو زعمنا أو توقعنا أننا سنخرج منها إلى سور أخرى نعود إليها مرغمين لأن عجائبها لا تنقضي كعجائب القرآن الكريم.
ثم يميتكم (ثم يتوفاكم) ثم يحييكم
الآية 28 تقول (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)) ثم يميتكم واضحة الموت بعد الحياة قبل آدم كنتم أموات وأنتم في ظهر أبيكم آدم كنتم أمواتكم، ثم يميتكم مفهومة، هذا في البقرة وغيرها مثل الجاثية (قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (26)) لكن في آيات أخرى يقول (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ (60) الأنعام) لا يمكن أن تكون هذه بمعنى واحد (يتوفاكم بالليل) (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ (11) السجدة) قال له يا عيسى (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ (55) آل عمران) ما قال إني مميتك. آيات عديدة تقول ثم يميتكم وآيات تقول ثم يتوفاكم. ما الفرق بين يميتكم ويتوفاكم وكلنا مقبلون على الحالتين ونريد أن نعرف على أي شيء نحن مقبلون على الموت أو على الوفاة؟ في الحقيقة قبل ذلك قبل الموت والوفاة نحن مقبلون على سكرة الموت. لكل إنسان سكرتان سكرة الموت وسكرة النوم. والسكرة هو أنك ترى أشياء خارج الوعي الإنساني عن غير طريق الحواس وأنت حيٌّ مستيقظ تكتسب معارفاً عن طريق الحواس ترى هذا فلان تعرفه هذا الليل عن طريق البصر، هذا أخي يناديني عن طريق السمع، هذه رائحة طيبة عن طريق الشم، الحواس تنقل معلومات إلى الدماغ والدماغ يكتسب معلومة عن طريق الحواس، في السكرتان ليس هناك حواس الحواس معطلة والتعمل مع الدماغ مباشرة لأنك في سكرة والسكرة يعني أنك أنت ذاهل عن كل من حولك وما حولك حواسك لا تعمل والذي يعمل دماغك مباشرة أحياناً أنت في سكرة وحواسك لا تعمل ودماغك لا يعمل إذا كنت سكران خمرة لا حواسك تعمل ولا دماغك يعمل كأنك مرمي كأيّ فضالة، لكن أنت هنا مستيقظ عقلك يعمل ودماغك يعمل وتكتسب معارف (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا (42) الزمر) قبل ما يموت الإنسان وروحه تفارق جسده في حالة وفاة، سكرة “والذي نفس محمد بيده لتموتنّ كما تنامون” تخيل نفسك في يوم من الأيام جالس وبدأت في سكرة النوم بدأت تنعس شيئاً فشيئاً ورأسك يثقل ثم شيئاً فشيئاً ثقل نهائياً وتكون دخلت في سكرة من حيث رأيت رؤيا رأيت فلاناً وحدثت فلاناً عالم كبير وأنت في هذه السكرة ترى معلومات تدخل إلى دماغك والعجيب الغريب أنك بعد أن تستيقظ تأتي هذه المعلومات كفلق الصبح، رؤيا سيدنا يوسف ورؤيا النبي صلى الله عليه وسلم ورؤيا إبراهيم عليه السلام وكلنا رأينا رؤى وهذه الرؤى توجهنا توجهاً دقيقاً والرؤى تعامل مع الله مباشرة من دون أسباب ومن دون وسائط فهي رسالة من رب العالمين كما قال النبي صلى الله عليهم والسلام (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) يونس) قالوا يا رسول الله في الآخرة الجنة فما هي البشرى في الدنيا؟ قال الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له مستقبله وما جرى له في السابق واستخارات يعني توجيه دقيق وصائب من قدرة لا تعرفها وهي قدرة رب العالمين ولهذا فالرؤيا مقدسة كالنصّ فكما أنه لا يجوز أن تقول في القرآن برأيك ومن قال بالقرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار كذلك من عبّر الرؤيا وهو لا يعرف وإنما قالها جزافاً فليتبوأ مقعده من النار. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لعن الله من تريّا ولم ير” أن تكذب في الرؤيا أو قلت لفلان عبّر لي هذه الرؤيا وأنت تقول أي كلام فاضي وأنت لا تعرف لأن تعبير الرؤيا ليس علماً يُدرَس وإنما موهبة من رب العالمين كما علمها ليوسف (وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ (21)) كالشاعر الشعر لا يُكتسب أنت تولد شاعراً رب العالمين يهبك هذه الهبة الآخر يهبه أنه خطه جميل حينئذ الشعر لا يُدرس وإنما يُصقل بعد أن يؤتيك رب العالمين هذه الموهبة بدون جهد فتحسِّنها تقرأ العروض والقوافي واللغة. هكذا الرؤيا إذا كنت ممن وهبه الله تعبير الرؤيا لما يقول لك واحد رأيت كذا وكذا تعبرها له فتقع فعلاً كما ذكرت إذن هكذا هو الأمر كما أن الكتابة القرآن مقدس في تفسيره ومن قال في القرآن برأيه أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار كذلك من عبّر ولا يعرف التعبير “ومن تريّا ولم ير” لأنه يعبث بخطاب. (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا (46) يوسف) نحن قلنا في الدرس الماضي الافتاء في شيء يحتمل وجهين ما قال فسّر لي ما قال تفسير رؤيا وإنما قال تعبير رؤيا وحينئذ كل شيء يحتمل وجهين فهو فتوى أو إفتاء. أنت عندك فترتان كلنا نسمع بسكرة النوم ترى نفسك متزوجاً متزوج حقيقي وليس بالخيال حقيقة وليس خيالاً شيء عالم معرفة أحداث حصلت لك وأنت حواسك كلها معطلة وأنت في سكرة النوم تحدث لك في هذا العالم البرزخي معنى ذلك عوالمنا كثيرة بالضبط هذه سكرة الموت أنت قبل ما تموت على غفلة تجدك ذهلت عن كل من حولك راساً وأنت مريض فتحت عيونك وجدت أمك وأبوك وأهلك حولك ونفسك ما زال (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) الواقعة) ترى الملائكة في هذه اللحظات والدقائق ترى فيها عوالم حقيقية تجد نفسك تتحدث مع أمك وهي ميتة، يقولون أنه قد يكون هناك أحد في غيبوبة وقد يرجع إلا إذا سمعتموه يتحدث مع الأموات لن يرجع لأن سر الله عز وجل أن لا يرى الإنسان العالم الآخر ويرجع. هذه الفترة الدقائق يا الله يا لها من فترة حاسمة في حياتنا كل من يريد أن يميته الله يدخله في هذه السكرة (حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ (61) الأنعام) ما قال أماتته لأن هذه مرحلة تأتي بعد، وملك يأتي يأتي بعدها، في الوفاة ترى أهلك وترى الذين ماتوا وترى مكانك في الجنة أو في النار، يهلوس ولكنها ليست هلوسة وإنما أسماء وأرقام. في هذه اللحظة إما تنزل عليه الملائكة تشبعه ضرباً، تبين أن عذاب القبر الذي نعرفه هو ليس في الحفرة وإنما يبدأ من ساعة الوفاة (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) الأنفال) ساعة الوفاة هكذا للمجرم إذا كان كافراً أو كان قاتلاً (ليس قاتلاً مرة واحدة) وإنما قاتل سواء كان حاكم دولة يقتل أو مجرم. يروي لنا التاريخ عن بعض الذين عاشرهم الناس وحضروهم أثناء الوفاة وما زال فيهم نفس يسمعون منه الصريخ والعويل وألفاظ كأنه في معركة وعلى وجهه الرعب الذي يراه يكاد يهرب منه لشدة الرعب وقد قرأت كتاباً لفالنتينا ابنة ستالين تتكلم عن وفاة أبيها وكان حوله اللجنة المركزية للحزي الشيوعي أنه كان يغط وهو يغطّ في السكرة على وجهه آلآم خيالية ثم يفيق ويصرخ صراخاً لا يمكن لأحد أن يصرخه لشدتة وعلوه وسعة مداه ثم كان ينظر إلى اللجنة المركزية يتوعدهم لكنه لم يكن يتكلم وبعض رؤساء وملوك العرب الذين أشبعوا شعوبهم ضرباً وتعذيباً وإبادة في تلك الساعة ترى (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ) الذين كفروا والذين ظلموا من أجل ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم “لا يزال المؤمن بخير ما لم يصب دماً حراماً” يا الله لو يعلم القاتل أي مصير ينتظره ما نام ليلاً فكيف بمن اتخذ القتل سياسة؟! ولذلك ما من طائفة ولا جماعة ولا دولة ولا فئة تتخذ القتل وسيلة إلا وتنتهي نهاية عبرة لمن اعتبر. خذ كل التاريخ الإنساني من آدم إلى الآن هناك دول تنتهي نهاية رهيبة، فرعون (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ (49) البقرة) قتول وخاصة لما تكون دولة قوية أما أناس بسيطين مثل غزة والفلوجة وليننغراد لما جاء الألمان عليهم هدموها عن بكرة أبيها، القوة الغاشمة أمام قوة ضئيلة تقتلهم بالإبادة انتظر مصير تلك القوة الهائلة، هذا على مستوى الدنيا، أما على مستوى الوفاة أول ما يأتي ملك الموت ثم ننتقل إلى السكرة (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) ق) لاحظ أن النقاش في السكرة على أمرين التوحيد والقتل أخطر ما يعذبك أنت ساعة الاحتضار لم لم تكن موحداً بالله كنت كافراً أو مشركاً أو وثنياً أو كنت من القتلة من السفاحين وظلمت الناس بهذا الشيء حينئذ (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) الأنفال) بعد ما مات. المرحلة الأولى دخلنا في السكرة، مثل واحد مجرم عُتُل يقتل الناس ألقي عليه القبض وضعوه في التوقيف وأشبعوه ضرباً ما زال في التوقيف لم يذهب للمحكمة. ولهذا العكس صحيح الموحد والذي لم يقتل (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) فصلت) في الوفاة في السكرة التي تسبق الموت في الساعة الجميلة التي تبدأ تخدر ثم إذا بك في مكان آخر ترى أبوك وأمك وملائكة في غاية الجمال ينزلون عليك ساعة الوفاة (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) ساعة الاحتضار وما قال تنزل لكثافتهم يتباشرون، ماذا لو كان لك إبن غالٍ جداً أو أبٌ عظيم جداً أو ملك عظيم جداً وكان مسافراً لمدة طويلة ثم جاء إلى المطار كم يذهب من الناس لاستقباله؟! هكذا تخرج الملائكة تتنزل تتنزل على المؤمن الموحِّد كما جاء في الحديث “إذا كان المؤمن في انقطاع من الدنيا جاءته[i] ” يا لدقة التبي صلى الله عليه وسلم وبلاغته العظيمة ما قال مات وإنما (في انقطاع من الدنيا) (في انقطاع عن الدنيا وإقبال من الآخرة) هو في انقطاع وذهول عمن حوله (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) الواقعة) هو في أحضاننا الآن صحيح هو ما زال معكم وما زال يتنفس لكنه بين أيدينا وانقطع عنكم لم يأته الموت بعد وإنما هو في السكرة، هذه السكرة التي فيها اللقاء والجدال “من هذا الذي بعث فيكم؟” (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ) بينما المؤمن يقول الله ربي ومحمد نبيي وآمنت بالله ورسوله لا نفرق بين أحد من رسله فيقولون له “نبيء بهذه الرائحة الطيبة”، (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) في تلك الدقائق تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا مما هو قادم ولا تحزنوا على ما فات وما تركتم من مال وبنين وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، لا يزال هذا في الحياة الدنيا من ساعة الاحتضار تبدأ ملائكة الرحمة تتعامل مع المؤمن الموحد لله عز وجل والذي لم يرتكب قتلاً.
د. نجيب: (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) مريم)
د. الكبيسي: سيدنا عيسى ما مات لا يزال خارج الكون ما زال في مرحلة الوفاة.
د. نجيب: لذلك أجراه الله تعالى على لسانه وهو صغير حتى ينفي عنه ما قيل عنه لاحقاً.
د. الكبيسي: نعم. إذن هكذا هو الفرق بين الوفاة (إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ (180) البقرة) هو سيموت لكن قبل الموت هناك إلقاء قبض، هناك سكرة، هناك شرطة وتحقيق أولي أما المحكمة فيوم القيامة، التوقيف أولاً ساعة إلقاء القبض وهو الوفاة ثم البرزخ والبرزخ عالم الزمن فيه مفقود (قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ (19) الكهف) (قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ (113) المؤمنون) أين كان النبي صلى عليه وسلم عندما حاصروه وساعة الإسراء والمعراج (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ (259) البقرة) هكذا هي الوفاة.
د. نجيب: يقول صلى الله عليه وسلم: “الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا”
د. الكبيسي: نعم هو قال له (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) ق) ولهذا أجمل ساعات الحياة ساعة السكرة هذه للمؤمن الموحِّد. الموت تحفة المؤمن والتحفة أغلى وأجمل شيء في بيتكم مثل سيف لجدّك قديم أو غيره، شيء تاريخي وثمنه باهظ وتعتز به اعتزازاً كبيراً ولما يراه احد تشعر بالفخر ولهذا قالوا الموت تحفة المؤمن. نبدأ بالوفاة الملائكة الحسان الوجوه الجميلة يراعونك كما لو أنك ملك من ملوك الجنة.
إتصال من الأخ عبد الله من الأردن: أتحدث عن السكرة الأولى التي هي مرحلة الحلم أنا التزمت دينياً وبعد التزامي صرت أرى أحلاماً مزعجة عن الجن فما هو السبيل للخلاص من هذا؟
الإجابة: أولاً علي أن تعرف أن من تاب إلى الله عز وجل بعد جفاء مع الله سبحانه وتعالى هل تتصور أن الشياطين وإبليس سيتركوك هكذا؟ (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ (33) سبأ) هذا الذي وجدته يا أخي وجده أصحاب النبي صلى الله عليه وولما سألوه قالوا تأتينا أفكار يود أحدنا لو كان فحمة، قال لهم أوحقاً وجدتم ذلك؟ قالوا نعم، قال ذلك صراح الإيمان. معنى أن إيمانك اكتمل وإبليس يئس منه فلعله يزعزعك قليلاً. كل تائب من بند خاص أو توبة عامة عليه أن يعلم أنه سوف يعاني من يأس الأبالسة في محاولات لعلهم يردونه وللأسف الشديد بعض التائبين ينساق وراء هذا ولا يدري ثم يضعف ويعود ويبتعد مرة أخرى. فعليك أولاً أن تثبت ثم عليك بأذكار النوم والرسول صلى الله عليه وسلم علمنا إياها قبل أن ننام لن ترى منها إلا خيراً إن شاء الله.
إتصال من الأخت رقية من عجمان: قلت أمراً جميلاً بخصوص السكرة الأولى قلت أنه يمكن أن يكون فترة تحول في حياتك. وقد أنعم الله عليّ بتوبة نصوح وقد حلمت أني مت وكُفنت ولكني صرخت وقلت أني ما زلت حيّة، هذا الحلم أعطاني دفعى لكي ألتزم دينياً أكثر.
الإجابة: إعلمي أنت ومن يسمعنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيأتي على الناس يوم لا تكاد رؤية المؤمن تكذب. رب العالمين يقول عندما يكون المؤمن ضائع من المصادر وهناك دعاوى كثيرة وبدع كثيرة وطوائف كثيرة تذر الحليم حيراناً كما قال الرسول ولذلم يوجه رب العالمين بعض عباده بالرؤيا (لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ (64) يونس) يقول صلى الله عليه وسلم البشرى في الحياة الدنيا هي رؤيا المؤمن “لا تقوم الساعة حتى لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب” من أجل هذا يجب أن يكون في كل مدينة رجل ممن حباهم الله بالخبرة في تعبير الرؤيا وعليك أن لا تكذب فغذا رأيت رؤيا فاذكرها كما ررأيتها حتى لو كان مخيفاً بالنسبة لك فقد يكون تعبيره جيداً. وبالتالي عليك أن تعرف أن هذه سكرة النوم كما هي سكرة الموت قبل الموت سترى مكانك في الجنة ورأينا أناس صالحين – الله أعلم بهم- استيقظوا وقالوا رأيت فلاناً ورأيت فلاناً ثم يموتون فوراً.
والسكرة الثانية التي نحن بصددها الآن وهي الوفاة (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) ق) ما معنى بالحق؟ نحن عندنا الحشر والحساب وحقوق الناس هذا كله هناك، هذه المحكمة (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ (47) الأنبياء)، لا، هنا التحقيق الأول أنت في خير أو في شر، يسألونك عن ربك ومن هو الذي بُعث فيهم وإذا كنت من القتلة يعني لما مت لعنك الناس وفرحوا بموتك لأنك كنت كابوساً عليهم سرقت أموالهم وقتلت رجالهم وملأت السجون وكنت عميلاً للمحتل وبعت شعبك وبلادك كما هو موجود في العالم العربي والإسلامي بشكل كبير لو تعلم سكرة الموت، قبل أن تموت وأنت تستيقظ ترى العذاب الشديد ثم تستيقظ وأنت تصرخ ثم تغط وتسكر مرة ثانية لا يسمعون لك صوتاً لكن على وجهه علامات الرعب والألم الشديد (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) محمد)
إتصال من الأخت أم محمد من العراق: رأيت كرؤيا واضحة كنت بين النوم وبين الصحوة فرايت شيئاً يملأ عيني كله له عيون حمراء كبيرة وله جناحان طويلان ولكن فيه ريش أسود طويل وداخل الريش عيون ممتلئة لكن الذي رأيته على مد البصر من السماء إلى الأرض.
الإجابة: نحن واثقون أنك رأيت هذه الرؤيا ولا بد أن لها معنى بعيد ولكنني لا أنا ولا الدكتور نجيب نعلم تعبير الرؤيا. لكن هذا الذي رأيتيه في سكرة النوم سترين مثله في سكرة الموت حقيقة كبيرة وترين الجنة إذا كنت من أهل الفلاح وترين أهلك والملائكة وتشعرين بالراحة كل هذا ساعة السكرة حتى لا إله إلا الله (يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ (27) إبراهيم) ساعة السكرة وبعدما يموت. ولهذا هذه السكرة هي التحقيق الأولي مع الإنسان ومع ذلك يرسل الله لك الملائكة الطيبيبن (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ (32) النحل) استقبال حافل هذا في الوفاة لم نمت بعد (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) الواقعة) هذه الوفاة التي جاءت في كتاب الله. ولهذا من الخطأ أن يقال توفي فلان في اليوم الفلاني أو نعزيكم بوفاة فلان هذه الوفاة جزء من عملية الموت (حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ (61) الأنعام) ملك الموت ينتظر التحقيقات، الوفاة كما يقول الرازي هي معاينة، قال حضور الملائكة مع هذا الذي سيموت بعد قليل تحضر لجنة تحقق معه إما تبشره أو تنذره، مثل واحد مدعو عند الملك يكون هناك لجنة استقبال (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) الأنفال) والآخر (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ (32) النحل) الذي قال (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) فصلت) هذا الذي رأته أم محمد سنراه قبل الموت لكن ليس رؤيا نوم وإنما رؤيا العين في عالم آخر عالم الرؤى والبرزخ ولذلك عذاب القبر يبدأ بالوفاة قبل أن يدخل القبر ولذلك قال (يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ).
يقول صلى الله عليه وسلم في حديث طويل في حالتين :”إذا كان المؤمن في انقطاع عن الدنيا واقبال على الآخرة” والآخر يأتيه ملائكة سود الوجوه، هذا كله في الوفاة. من أجل ذلك نعرف أن لله مائة رحمة كل ما في الدنيا من النعم رحمة واحدة ومن ساعة الوفاة تبدأ الـ99 رحمة تتعامل معك فأنت في خير عظيم، هذا معنى “من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه” إذا عرفت معنى الوفاة الرائعة والموت الجميل أنا أرى أناساً يقولون متى نموت حتى نلقى ربنا؟ يشتاقون للقاء الله، هذا عند الموت له استقبال ملكي، الموت تحفة المؤمن وكما قال الشيخ نجيب في الحديث “الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا” (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) ق)
د. نجيب: يقول إبن القيم يصور خروج المؤمن من الدنيا إلى عالم البرزخ كالجنين الذي كان في ظلمات ثلاث في ذلك المكان الضيق ثم دخل إلى هذا العالم الواسع. هذا العالم الواسع بالنسبة للدنيا كبطن الأم في ظلمات ثلاث,
د. الكبيسي: تصور لو كان الجنين في بطن أمه عاقلاً فلما يخرج يرى كل هذا العالم والقارات نفس الشيء لما نولد من هذه الدنيا بالوفاة قبل الموت ترى عوالم عجيبة ويقول الحديث يعجب كيف كان يعيش في هذا الغار الصغير.
د. نجيب: لكن للأسف للأسف الناس أخذوا الموت كأنه والعياذ بالله عقاب.
د. الكبيسي: ثقافتنا للموت خاطئة، لماذا ؟ ربطنا الناس بهذه الحفرة ووالله هذا القبر ليس فيه شيء، هذا الجسد طيني سيرجع طين وتراب ولن يعود إليك ومثلما خلقنا من طين سيرجع طيناً وفي الآخرة سيكون الجسد عملاق فهذه الحفرة ليس فيها شيء إطلاقاً هنا وأنت نائم قبل الموت تأتي ملائكة يوقظونك يبشرونك والآخر تأتيه ملائكة يضربوه إلى أن يصرخ فيسمعه كل شيء إلا الثقلين.
إتصال من الشيخ سليمان من السعودية: لي طلب من المشاهدين أن يدعوا لكم بأن يجزيكم الله خيراً في الدارين على هذا البرنامج.
الإجاية: ولك مثل هذا إن شاء الله.
إذن الوفاة أعتاب الرحاب عند ربك الكريم ولهذا هذا المتوفى مقدّس عند الله فلما كان مريضاً الذي يدخل عليه مغفور له والذي يدعو له المريض يستجيب له الله ومن يزور المريض يغفر الله له ما تقدم ونحن نعرف أن الوسائل لا حصر لها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ (35) المائدة) موقف في حياتك سوف ينهي المشكلة كاملة، أهل بدر وقفوا موقفاً واحداً “إفعلوا ما شئتم”، حمزة وقف موقفاً واحداً دافع فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم،
د. نجيب: الموقف شفع لأبي جهل يخفف عنه العذاب يوم الاثنين لمجرد فرحته بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.
د. الكبيسي: ومن فضل الله وكرمه ما من مؤمن وهو من أهل التوحيد وهو من أهل القبلة إلا ورب العالمين قد وفقه في حياته إلى موقف سينهي مشكلته بالكامل مثل الذي كان يسامح بالبيع والذي كان يسقي والديه اللبن ووجدهم نائين فبقي إلى الصباح ينتظرهم والبغي التي سقت كلباً وأنا واثق ما من مؤمن موحد من أهل القبلة وهذا شرط أساسي (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) المدثر) هذا في الحساب أول ما يثسأل عنه في البرزخ، قلنا في الوفاة الشرطين التوحيد وأن لا تكون قد قلت أحداً، تلك في الحساب عندما يفصل الله بين الخصوم ولذلك كما قال د. نجيب سقت كلباً يلهث فغفر الله لها. لهذا عليك أن تعمل عملاً تعرف أنه من الوسائل إلى مرضاة الله، واحد كان أهله يحبونه، واحد رأى إنساناً شاهد زور تخافه الناس فقال له أنت مخطئ، واحد حكى على آخر أمامك فنهرته وقلت لا تغتاب هذا الرجل إنه إنسان طيب، كما قيل عن أحدهم زمن الرسول صلى الله عليه وسلم قيل عنه لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به فغضب النبي قال والله إنه يحب الله ورسوله. خذ لك موقفاً تحتسبه عند الله يوم القيامة وتنجو به يوم القيامة، “إفعلوا ما شئتم قد غفرت لكم”. تتبع ماذا يحب الله تعالى، واحد يحب الوضوء دائماً (وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) البقرة)، واحد يسامح كل من يسيء إليه (وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) آل عمران)، لا بد أن يكون لك موقف مزكّى وصعب “حُفّت الجنة بالمكاره وحُفّت النار بالشهوات)، بر الوالدين، صلة رحم، تربية ابنتين، صبر على وضع سيئ، من أخذت حبيبتيه فحمدني، من تتبع في الكتاب والسنةالمواقف لا حصر لها، كل إنسان جعل الله تعالى له مواقف تليق بوضعه ومجتمعه وحالته ولهذا لا يدخل النار إلا شقي كل هذه الأمور التي تنجيك من النار ما اتخذت منها واحداً؟!
إتصال من الأخت أم عمر من أبو ظبي: سمعت أن كلام الأموات حق وقد رأيت جدي في المنام يقول لي أنه ليس بي سرطان وأنا كنت مصابة به وشفاني الله والحمد لله فهل يعتبر كلام الأموات حق؟
الإجابة: نعم كما قال صلى الله عليه وسلم الأموات كما هم فإنهم في دار ليس فيها كذب. وكل ما يخبرك الميت به فهو صحيح. وإياك أن يأخذ الميت منك شيء، يقول المفسرون والمعبّرون إذا أعطاك الميت شيئاً هذا بركة وإذا أخذ منك شيء معناه قرب أجلك. نحن لا نعرف تعبير الرؤيا لكننا نبحث. على كل حال ما رأيته حق وسوف تشفين بإذن الله تعالى.
د. الكبيسي: معنى ذلك عندنا صلاة الليل وسيلة، صوم ثلاثة أيام من كل شهر وسيلة من الوسائل، حب المساكين ابحث عن واحد فقير ذو كطمرين وأكرمه “إتخذوا عند الماسكين يداً فإنهم دولة يوم القيامة” (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ (79) الكهف). إبحث في الكتاب والسنة عن موقف ليكون لك يوم القيامة عند الواسع الكريم الغفور الغفار كما هي المواقف الدنيا واحد بضربة في الشباك صار مشهوراً وواحد بقصيدة صار مشهوراً وآخر بعملية خيانة مثل إبن العلقمي أصبح مشهوراً، هناك شهرة بالخير وشهرة بالشر وكما في الحديث لكل عبد صيت في الآخرة كما له صيت في الدنيا: فلان الشاعر، فلان العادل، فلان الكريم وهناك لك صيت في الآخرة الملائكة يعرفون صيتك: هذا العادل، هذا البكّاء من خشية الله (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا (73) الزمر) وكذلك هذا الخائن، هذا السارق، هذا القاتل (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا (71) الزمر) فضائح يوم القيامة ولهذا هؤلاء الناس قبل أن يبدأ الحساب كما في الحديث يقع لحم وجههم من شدة الخجل من الله تعال قبل أن يعرف ماذا أعد الله لهم من عقاب.
الوفاة غير الموت، بعد أن تنتهي الوفاة والتحقيق وتعرف مكانك تأتي إلى الموت فإذا كنت من الموحدين أهل القبلة تستل الروح وتفارق الروح الجسد. هي في هذه الأثناء بالحلقوم واقفة أنت واعي رجليك لا تتحرك ولكن ما زلت واعياً على غفلة تدخل السكرة وترى هذه المناظر ثم ترى ملائكة الموت ثم تستل الروح فإذا كنت موحداً تستل الروح وتخرج كما تخرج القطرة من فيّ السقاء في غاية الجمال ولهذا لو تلاحظون بعض الأموات على شفتيه بعض الرضا وآخرون ترى علامات الرعب عليهم.
الخلاصة عرفنا الوفاة والموت لمن هو من أهل القلبة ليس مخيفاً وإنما ممتعاً وما من مسلم يموت ويتمنى أن يرجع إلى الدنيا.
د. الكبيسي: ولهذا فإن أخطر المراحل عندنا الوفاة من حيث أنها حسن الخاتمة ولاحظ أن كل الأنبياء يدعون بحسن الوفاة (رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) آل عمران) (تَوَفَّنِي مُسْلِمًا (101) يوسف) الوفاة هي البداية وما بعدها أيسر منها إن كانت حسنة إذن الوفاة هي التي تعني حسن الخاتمة أو سوء الخاتمة ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم دائماً يقول “سلوا الله حسن الخاتمة” وهي الوفاة. أنك أنت آخر ما تكون في إنقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة أنت في وضع حسن تأتيك ملائكة الرحمة ويسألونك وتحسن الجواب الصحيح (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ (27) إبراهيم) في الحياة الدنيا عند ساعة الاحتضار وفي الآخرة عند الحساب. هذا كل الذي يجري.
إتصال من الأخ أشرف من قطر: أشكر الشيخ ولدي سؤالان أولاً من رأى النبي في المنام قيل لي أن هذه بشرى بحسن الخاتمة وأنه سوف يرى وقت الوفاة سيأتي ويبشره بمقعده في الجنة فهل هذا صحيح؟ والأمر الثاني الأشخاص الذين يتمتعون بالحاسة السادسة فأنا مثلاً أعرف الأشياء تقريباً قبل حدوثها.
الإجابة: بالنسبة لسؤالك الأول فالإجابة نعم، والسؤال الثاني هذا من فضل الله وهذا من التوسّم (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ (75) الحجر) وهذا من فضل الله وهذا دلالة على صفاء روحك إن شاء الله.
إتصال من الأحت أم مروان من دبي: رأيت في رؤيا أن الشباب الفلسطينيين الذين استشهدوا في غزة يلفون بأعلام بلادهم ولديهم بجانبهم أشياء كأنها صواريخ ورايت دماءهم تسيل كأنها رمان أحمر.
الإجابة: هذا حق كما رأيته تماماً (وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) الزمر) نحن نُبعث أما هم فيؤتى بهم من أماكن إقامتهم فهؤلاء أحياء لا يمر بهم الموت وفي حالة وفاة دائمة يتمتعون ويأكلون (كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25) البقرة) ساعة البرزخ فإن شاء الله الشهداء والأنبياء هؤلاء لا يموتون وإنما يتوفون على هذا الذي تحدثنا عنه ويوم القيامة يجاء بهم من مقام إقامتهم إلى ساحة الحساب.
إتصال من الأخ ناصر من السعودية: نحبك في الله. أسأل ينقطع عمل بني آدم إلا من ثلاث فهل هذه الأعمال تحسب له في ميزان حسناته؟
الإجابة: نعم وعمل مستمر الصدقة الجارية كما لو كنت حياً وولد صالح ولهذا لما نموت نذهب للبرزخ وليس للآخرة والبرزخ عالم بين الدنيا والآخرة وهذا عالم جميل للمؤمن لكن فيه درجات فينقلوك من مكان إلى مكان أفضل فتسأل بم نلتُ هذا المكانة وهذا ليس مكان عمل؟ قالوا هذا باستغفار ولدك لك, هنيئاً لمن له ولد صالح يدعو له ولمن اتخذ صدقة جارية ولمن تعلم علماً لوجه الله، وفي السابق كان العلم لوجه الله لكن في هذا الزمان يا لطيف والله كلنا نحن المشاهير غرتنا الدنيا والشهرة والمدح هذا يوم القيامة يقال لنا أخذتم جزاؤكم في الدنيا، نفوسنا أحياناً تفرح بما تسمعه من مدح ووجاهة وكان قبلاً العلماء الأخفياء الذين لا يعرفون إلا الله سبحانه وتعالى ينقطعون للعلم والتعليم ونحن في الفضائيات وكثر المادحون ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أحب الله عبداً حماه الدنيا كما يحمي أحدكم سقيمه الماء، نحن لا نأتي قطرة من علمهم لكنهم ما خرجوا على فضائيات عرفهم أحد وإنما انقطعوا لوجه الله، هذا العلم النافع أما نحن فلا حول ولا قوة إلا بالله فادعوا لنا بالمغفرة.
د. نجيب: من سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة. باسمكم جميعاً أشكر الدكتور أحمد الكبيسي على هذه الحلقة الممتعة الرائعة التي صحح فيها كثيراً من المفاهيم التي كنا نظنها سلبية وقد وسع عندنا باب حسن الظن بالله تبارك وتعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بُثّت الحلقة بتاريخ 20/2/2009م
[i] حديث خروج الروح:
عن البراء بن عازب خرجنا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد، فجلس رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ؛ وجلسنا حوله كأن على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به في الأرض، فرفع رأسه فقال : استعيذوا بالله من عذاب القبر، مرتين أو ثلاثا، (وفي رواية أعوذ بالله من عذاب القبر، ثلاث مرات) ثم قال : إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة؛ نزل إليه ملائكة من السماء، بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت – عليه السلام – ؛ حتى يجلس عند رأسه، فيقول : أيتها النفس الطيبة وفي رواية : المطمئنة! اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين، حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، قال : فيصعدون بها، فلا يمرون – يعني – بها على ملإ من الملائكة؛ – إلا قالوا : ما هذا الروح الطيب؟! فيقولون : فلان بن فلان – بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا -، حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا، فيستفتحون له، فيفتح لهم، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها، حتى ينتهي به إلى المساء السابعة، فيقول الله – عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في عليين، وأعيدوه إلى الأرض؛ فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال : فتعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان له : من ربك؟! فيقول : ربي الله، فيقولان له : ما دينك؟! فيقول : ديني الإسلام، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟! فيقول : هو رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فيقولان له : وما علمك؟! فيقول : قرأت كتاب الله؛ فآمنت به وصدقت، فينادي مناد من السماء : أن قد صدق عبدي؛ فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة، قال : فيأتيه من روحها وطيبها، فيفسح له في قبره مد بصره، قال : ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول : أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له : من أنت؟! فوجهك الوجه يجيء بالخير! فيقول : أنا عملك الصالح، فيقول : رب! أقم الساعة، رب! أقم الساعة؛ حتى أرجع إلى أهلي ومالي.قال : وإن العبد الكافر وفي رواية : الفاجر إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة؛ نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه، معهم المسوح، فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت، حتى يجلس عند رأسه، فيقول : أيتها النفس الخبيثة! اخرجي إلى سخط من الله، قال : فتفرق في جسده، فينتزعها كما ينزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين، حتى يجعلوها في تلك المسوح، وتخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرون بها على ملإ من الملائكة؛ إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث؟! فيقولون : فلان بن فلان – بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا -، حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا، فيستفتح له، فلا يفتح له – ثم قرأ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : {لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط} –، فيقول الله – عز وجل- : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى، فتطرح روحه طرحا-ثم قرأ : {ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق}-، فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان له : من ربك؟! فيقول : هاه هاه، لا أدري! فيقولان له : ما دينك؟! فيقول : هاه هاه، لا أدري! فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟! فيقول : هاه هاه لا أدري! فينادي مناد من السماء : أن كذب، فأفرشوه من النار، وافتحوا له بابا إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره؛ حتى تختلف فيه أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح، فيقول : أبشر بالذي يسؤوك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول : من أنت؟! فوجهك الوجه يجيء بالشر! فيقول : أنا عملك الخبيث، فيقول : رب! لا تقم الساعة (إسناد الرواية الأولى صحيح وأما الأخرى ففيها يونس بن خباب وهو ضعيف) المحدّث: الألباني ، المصدر: مشكاة المصابيح رقم 1573