الحلقة 67
د. نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد. هذه حلقة جديدة من برنامجنا وأُخر متشابهات على عادته يتناول شيخنا الجليل الأستاذ العلامة الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله ما في جعبته من آيات قرآنية تبدو أنها متشابهة ويبين ما بينها من موافقات أو مفارقات .
د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. حلقتنا هذه الليلة تتناول موضوع الإعلام. هذا الإعلام الذي هو اليوم أقوى من القنابل وأقوى من الحروب من حيث أنه يكسب أرضاً ويهزم أعداء ويحجم اقتصاداً أو ينفث فيه أو يؤججه ويغير مبادئ ويجعل الحق باطلاً والباطل حقاً إلى آخر ما تعرفون اليوم أن هذه الآلة الإعلامية الرهيبة تستطيع أن تتحكم بالكون بالشكل الذي يريده من يسيطر عليها. وفي كل جيل وفي كل قرن هناك قوة محددة معينة تسيطر على إعلام العالم كله كما هو في عصرنا هذا. الإسلام دين إعلام ودين إعلان وعبّر عن الحالتين بكلمة البلاغ والتبليغ (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ (67) المائدة). آيتان تختلفان في نسق الآية ولكل منهما معنى ربما لم ينتبه إليها الكثيرون، آية تقول (وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)) هذه في آل عمران والمائدة (فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (92)) وفي الشورى (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ (48)) لماذا هناك (فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ) وهنا (إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ)؟
(وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) آل عمران) – (فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (92) المائدة)- (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ (48) الشورى)
معاني مختلفة والقرآن كما قلنا دائماً يرسم بالكلمات. قبل أن نتكلم عن الإعلام اليوم وكيف أنه يعيث في الدنيا فساداً وقد جنى المسلمون بالذات والعرب خصوصاً ويلات وشروراً من هذا الإعلام العالمي الذي أظهر كل محاسنهم جعلها قبائح والعرب عاجزون عن أن يفعلوا أي شيء بهذا الوباء لقصور أجهزتهم الإعلامية هذا إن كانوا يملكون السيطرة عليها أصلاً. رب العالمين مرة يقول (فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ) يعني إستمر ومرة يقول (إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ) يعني توقف، أنت بلّغت وانتهى الأمر (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ (48) الشورى). لماذا مرة يؤمر النبي صلى الله عليه وسلم وكل الأنبياء يقول لهم واصل محاولاتك معهم، واصل، إستمر (فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ) ومرة يقول توقف قل كلمتك وامشِ (فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ). الفرق بين تولوا وأعرضوا، تولى بسرعة تقول له يا فلان أنت تعبد الأصنام؟! عيب عليك، هذا لم يسمع كلامك، تولى (فإن تولوا) هذا واحد، (أعرض) بقى يسمع يوم يومين ثلاثة وناقشته ثم يقول لك كلامك لا يعجبني ولا أؤمن به، هذا أعرض. مثل هرب وانهزم هرب قبل المعركة رأى الجيش كبيراً فهرب أما انهزم في وسط المعركة (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ (251) البقرة). إذن نتكلم عن تولوا وأعرضوا من حيث أثرها عل كل من الفريقين. الآية تتكلم عن أهل الكتاب. هاتان الآيتان تعالج هذه الآية الصارخة (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ (19) آل عمران) قوة كأنها قنبلة تفجر في الكون وإلى هذا اليوم لم يستطع أحد أن يثبت العكس (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ). كيف؟ أنتم تعرفون بأن سيدنا موسى هو أول الأنبياء الذين جاءهم الوحي المجرّد لم يأته ردل كما جاء على سيدنا إبراهيم (وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُواْ سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) هود) لا، بدأ بجبريل، برسالة وكتاب وليس صحفاً، كتاب إسمه التوراة فيها هدى ونور سيدنا موسى من أولي العزم، ما بعد النبي من عظيم إلا موسى عليه السلام. وموسى أول الرسالات لكن موسى رسالته كانت تنتظر التكملة الذي أكملها سيدنا عيسى عليه السلام. فالانجيل مكمل للتوراة وسيدنا عيسى عليه السلام مكمل لرسالة سيدنا موسى. هاتان الرسالتان لهما ثالث وقد اعترف كل منهما بهذا الثالث وكانا ينتظرانه وهذا مذكور في بعض الأناجيل (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ (6) الصف) هذا الكتاب القادم مع أحمد عليه السلام هو مكمل للإثنين السابقين. الإنجيل كمل التوراة فالإنجيل والتوراة واليهودية والمسيحية دين واحد بقي تكملة لهذا الدين الواحد وهو الإسلام. لا يكتمل الدين الذي أراده الله لهذه البشرية إلا بالثلاثة التوراة أولاً والإنجيل ثانياً والقرآن ثالثاً (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ). إذا أردت أن تكون مسلماً فأنت ملزم إلزاماً كاملاً بأن تعترف بالديانة اليهودية والمسيحية على أنها ديانتك (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ (45) المائدة) قاعدة عند المسلمين “شرع من قبلنا شرع لنا” (لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ (285) البقرة) (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (69) المائدة) هذا النص التاريخي المقدس الذي فوقنا نحن المسلمين تفوقاً أخلاقياً وعقائدياً عالياً. ما من أحد يستطيع أن يثبت موضوعيته مع الله عز وجل إلا أهل هذا القرآن فقال (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ)، لماذا؟ لما نقول إسلام يعني اليهودية والمسيحية والإسلام. من الذي برّأ موسى وعيسى؟ الإسلام. وحينئذ تنقية دين سيدنا موسى عليه السلام ودين سيدنا عيسى نقاه القرآن الكريم ولولا القرآن لانتهى وباد. القرآن الكريم هو الذي خلد هذين الدينين قال (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ (48) المائدة). معنى ذلك أنت المسلم عندما تناقش وعندما تبلغ وتناقش تستعمل أجهزتك الإعلامية والإسلام كما تعرفون دين إعلام ودين إعلان، في الصلاة تؤذن بالمكبرات ومن هو أندى صوتاً بلال وغيره، تصرخ، في العيد تكبر، في رمضان تكبر، في الزواج تُشهر وتطبل وتزمر، الإسلام ليس فيه مخاتلة، الإسلام واضح وضوح الشمس بل يكره السرار الزواج السري والدعوة السرية والطوائف السرية والمكر السري، دين إعلان، كبِّر. من أجل هذا قال (إ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ (19) آل عمران) لما جاءهم علم هذا الكتاب الذي هو مكتوب عندهم (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ (23) السجدة) لقد إلتقى الثلاثة وهذا ثابت في نصوص التوراة والإنجيل ولكنها حرّفت، إلتقى الثلاثة في عالم الأمر قبل عالم الخلق، (فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ) ونحن المسلمون عندنا عقيدة في تأثير سيدنا موسى عليه السلام بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في حادثة الإسراء والمعراج. وحينئذ هؤلاء مؤمنون موحدون نحن لا علينا بالمنحرفين، اليهودية والمسيحية دينها التوحيد لا إله إلا الله ولكن هناك خلافات تفصيلية بينهما وبين المسلمين قال تعالى (عليك البلاغ) تابع ولا تسأم (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (46) العنكبوت) لا بد أن تكسبهم لأنك شريكهم في الكتاب والتوراة والإنجيل، وحينئذ أنت لا تفرق بين موسى وعيسى ومحمد فأنت شريكهم تماماً، تكلّم وكأنك الشريك (وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ). الآية عجيبة (فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) آل عمران) هذه العبارة (فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ) لو أنصفها المسلمون كما أنصفها بعض أئمتنا في التاريخ بعض المفسرين تكلموا أن جماع العقيدة والعمل كله في هذه الآية (فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ). هذا الإسلام أسلمت نفسك فلا تتكلم وليس لك دين إلا هذا الذي هو متفق عليه بين جميع الأديان، ساشرحها بعد قليل. يقول (فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) إستمر. آية الشورى يتكلم عن الأصنام (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ (48)).
———–فاصل———-
الإعراض لما قال رب العالمين (فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ) أي أنك لا تناقش أهل الكتاب في حجاجك معهم أو فيما يسألونك عن دينك إلا بما هو متيقن لا يختلف عليه إثنان. الاختلافات والاجتهادات والآراء التي ملأت التاريخ مما هو الآن في كل الفضائيات، جميع الفضائيات الآن تعرض إسلاماً ليس فيه “أسلمت وجهي لله”، كله خلافات طائفية وفكرية وحزيبية وكل هذا من الباطل الذي سنسأل عنه يوم القيامة (فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ). المفسرون الكبار يقولون (أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّه) يعني أنك أنت تناقشهم بعشر قضايا رئيسية ما تختلف منها واحدة وكلها مما يتفق عليه المسلمون ولا يختلفون وليس فيها رأي لبشر وإنما هذا حكم الله. أولاً: تمام العبودية لله،
ثانياً: إخلاص العمل لله،
ثالثاً: إخلاص القول لله،
رابعاً: الإجتهاد لمعرفة مراد الله من عباده الذي هو العلم، ماذا أراد الله من هذه الآية؟ لماذا قال مرة (فإنما عليك البلاغ) ومرة قال (إن عليك إلا البلاغ)؟ أعرضوا غير تولوا كما نفعل نحن في جزئيات من هذا البحر الخضم.
خامساً: إمتثال ما أمر الله والانتهاء عما نهى عنه مما هو متفق عليه لا خلاف فيه وهذا هو حسن العمل،
سادساً: أن لا تجعل لنفسك حكماً مع الله عز وجل يعني الله يقول شيئاً وأنت تقول شيئاً آخر! من أنت؟! لقد غيبنا الصلاة والصوم الزكاةّ،
سابعاً: أن يكون متطلباً لمراد الله مما أشكل عليه فيه العلماء. يعني على العلماء أن يجتمعوا وأن لا يتحاسدوا ولا يتباغضوا وأن لا يكيد بعضهم لبعض وإنما بعضهم يعلم بعضاً إلى أن تصلوا من مجموع ذلك إلى أن تفسروا شيئاً من مراد الله عز وجل. أما أن تتعمد أن تسفّه قول الآخر فهذا ليس من الإسلام في شيء،
ثامناً: الإعراض عن الهوى في الدين (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ (50) القصص) إياك وأنت تشتهي هذا الشيء، هذا ليس ديناً، ائت بالنص (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ (108) يوسف) كلنا نشتهي أشياء لم يأمر بها الدين لكن “لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به”،
تاسعاً: أن تكون معاملة أفراد الأمة مع بعضهم البعض بدون حقد ولا كراهية ولا بغضاء وهذا معدوم الآن،
عاشراً: التصديق بالغيب مما لم نعرف عنه إلى الآن،
هذه العشرة التي هي (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) الأنعام) ليس فيها خلاف، ناقش وجادل أهل الكتاب بهذه العشرة.
عبد الله من السعودية: أنا من آل البيت وهناك أناس غالوا فينا ويقولون نحن مخلوقين من نور الله، غالوا فينا وقالوا أننا نحضر عندما يموت أحدهم وما إلى ذلك من خرافات، كيف هؤلاء الناس ألا يفقهون؟!
الإجابة: هذا من قوانين هذا الكون (أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ (17) الرعد) هذا قانون الكون كله قائم على هذا. (فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ (20) آل عمران) هذه العشرة التي قالها العلماء هذه لا يختلف فيها اثنان هذا هو الدين، ناقش بهذا أما أن تناقش أهل الكتاب بخرافاتك الصوفي بالدرباشة، الشيعي كما قال الأخ عن بعض الغلاة، الوهابي لا أدري بماذا، هذا ليس من الدين لكن أهل الدين هم الذين لا يختلفون على هذه العشرة. غذا اتفق اثنان أو ثلاثة أو عشرة أو جماعة أو أمة على هذه العشرة فقد أسلموا وجههم لله. إياك والهوى! من أجل هذا هذا الذي تقوله كل الناس موجودين، ما رأيك بمن قتل ابن النبي صلى الله عليه وسلم؟! ما رأيك بمن يصوم ويصلي وقتل إبن النبي ويقول اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ويصلي به! هذا بلاء وهذه مصيبة ، هذه يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ولهذا من عوفي فليحمد الله.
ياسر من العراق: هناك أناس يدّعون الدين لأنفسهم وهم أول الناس يحضرون الجمعة في المسجد لكن ليس عندهم علم بالدين ويسألون أسئلة ويجادلون وكأنهم خريجو شريعة وهم لا يعرفون في الدين
الإجابة: هذا موجود في كل مكان وهو الجهل. ولهذا من مصيبة الانسان من أفتى بغير علم فقد كفر وهذا موجود في كل التاريخ، هنالك رجل لا يدري ويدري أنه يدري يتصور نفسه أنه يفهم وهذه مصيبة من المصائب لكن هذه الأمة ذكية وحساسة ورب العالمين امتدحها وأنتم أهل العراق تعرفون الزين من الشين وفيكم الخير ودع هذا الرجل يفرح بنفسه يوم يومين.
إذن نعود ونقول عندنا قضيتان عليك أن تستمر معها (وإنما عليك البلاغ) إستمر، و (فإنما عليك البلاغ) (وإنما) ابتداء، (فإنما) متوقف على ما قبلها، عندما تقرأ في القرآن الكريم (فإنما عليك البلاغ) إرجع للآتين التي قبلها تفيدك جداً في معرفة المعنى، الفاء مرتبطة بما قبلها أو (وإنما) هذا كلام جديد. الحالتين أهل الكتاب اليهود والنصارى أصحاب التوراة والإنجيل إذا جلست معهم تناقشهم ناقشهم بالتي هي أحسن بالهدوء والأدب واعلم أن بينك وبينهم شراكة لأنكم من دين واحد جاء في عصور مختلفة. سيدنا موسى أولاً ثم عيسى ثانياً ثم محمد، كونهم لا يؤمنون قضية ثانية، أنت وإياهم في خندق واحد، كلكم رسالات سماوية. إذا عثرت على واحد ليس مشركاً جادله بالتي هي أحسن أما الذي يقول عيسى ابن الله والعزير ابن الله هذا انتهى، نحن نتكلم عن يهودي موحد ومسيحي موحد ومعظمهم هكذا. إذن قال (فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ) بهذه العشرة التي لا يختلف معك عليها أحد من المسلمين. قبل فترة برنامج تلفزيوني مع هذا المسؤول عن إلغاء المآذن في المساجد في بلاده، قال المسلمون يصلون دائماً لكن المآذن لا نسمح بها ورد عليه من يناقشه في أحد المحطات في “الإتجاه المعاكس” كم كان هذا صاحب الرأي الذي لا يريد المئذنة كان سديداً وقوياً وصاحبنا كان يناقش بهواه بثقافتههو، الآخر يقول له أنتم لكم دين نعرفه، تصلون خمس صلوات وتصومون رمضان أنتم أحرار في هذا لكن عندكم ثقافات أنتم تختلفون عليها فيما بينكم هذه لا نسمح بها ونحن لنا ثقافتنا الخاصة والآخر يقول له نحن جلبنا لكم الإسلام! هذا الذي لا يحسن النقاش في قوله (فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ) حينئذ ناقش أنت فيما لا ينبغي أن يخالفك فيه أحد. ولو كان هناك ميكروفون في القرون الأولى لما عملوا المآذن. إذن هذه الآية تقول لك مع أهل الكتاب (وإنما عليك إلا البلاغ) كلمهم بالتفاصيل والأدلة واستمر، واستمر مع المؤمنين إذا رأيتهم شاع بينهم عصيان عام، مثل الخمر يمكن 60 إلى 70% من المسلمين يشربون الخمر، ولم نتحدث عن المخدرات! قال (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (92) المائدة) سيستمر وراءكم النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه من الدعاة والعلماء بالإقناع والتوضيح والتخويف والترهيب والترغيب إلى أن يتركوا الخمر وفعلاً هناك بلدان إسلامية من كثرة الدعوة أوشكت أن تختفي فيها الخمر، لماذا؟ (فإنما عليك البلاغ المبين)
أم محمد من دبي: هل هناك عذاب قبر؟ وما الآية التي تدل على أن هناك عذاب للقبر؟
الإجابة: تكلمنا عن هذه كثيراً (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) غافر) إذن هذا عذاب القبر. لكن السؤال ليس هذا القبر، هذا القبر هو حفرة فيه شيء، حفنة من العظام. القبر هو الذي فيه الروح، البرزخ، هناك، ورأينا أناساً قبل الموت رأوا جهنم بأعينهم، هناك أناس قتلوا بالآلآف وأبادوا أمماً قبل الموت كان صراخهم يسمع من كيلومترات وكانت عيونهم جاحظة كان يرى العذاب بعينيه.
فتحي من السعودية: ذكر الدكتور أنه “شرع من قبلنا شرع لنا”، على سبيل التوضيح وهناك قاعدة تقول شرع من قبلنا ليس شرع لنا.
الإجابة: تكملة العبارة “شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يأت ناسخ” ولهذا قال (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ (45) المائدة) شريعتنا أيضاً وقس على هذا. شكر الله لك رحم الله من أهدى لنا عيوبنا.
قتادة من الشارقة: هل يمكن توضيح الآية في سورة الحج (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا (34) الحج)؟
الإجابة: المنسك مكان العبادة اليهود لهم مكان عبادة وهو البيعة والنصارى لهم مكان عبادة وهو الكنيسة والمسلمون لهم منسك وهو المسجد والحج (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا) وهذا من عظمة التشريع ومن رحمة الله عز وجل. وحج المسيحين إلى بيت المقدس كان كحجنا إلى الكعبة وكانت قبلتنا في البداية إلى بيت المقدس. فالمنسك يطلق على مكان العبادة وعلى ما يُقدّم من فداء. ولهذا هذا الدين قال تعالى (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ (48) المائدة) هذا الدين فيه سعة لكل الديانات بالكامل أنت لا تستطيع أن تفرق بشعرة بين حرمة وقدسية شريعة عيسى وموسى ومحمد ولا شعرة وإلا فأنت مرتد عن الإسلام. لا يمكنك أن تقول محمد نبي ولكن موسى ليس نبياً أو تطعن فيه! أنت خالد في النار يا رجل! تأمل هذا الدين العظيم له سعة الصدر بشكل كبير وفعلاً (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ (19) آل عمران) احتوى كل الديانات بالكامل من حيث الظرف التاريخي والزمني، وهكذا هذا الدين مكمل للثلاثة واحتواهما، هيمن عليهما من حيث أنه صحح الأخطاء وأزال التزوير. يا سيدي الكريم ليس هنالك توراة ولا إنجيل صحيحة إلا الآيات التي جاءت في القرآن الكريم. ما من وثيقة في هذا الكون كله من 15 قرن، ما في وثيقة واحدة مستعصية على التزوير إلا القرآن الكريم وأتحدى كل من يقول غير هذا، حتى السنة النبوية وضع فيها الوضّاعون إلى أن شبعوا لولا البخاري ومسلم رضي الله عنهما وغيرهم من العلماء العظام. هذا الدين الذي أكرمه الله الذي قال (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر) لم يغيروا فيه ولا شعرة، (وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40) الرعد) (وَإِن مَّا) وفي آية أخرى (فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ (77) غافر) (فَإِمَّا)، حتى هذا ما تغيّر! إذن هي الوثيقة الوحيد المستعصية عن أن تزور لأن الله تعالى أودع فيها الإنجيل والتوراة وقال (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ) يعني الدين الذي أنزل على موسى وأنزل على عيسى وأنزل على محمد كلها في هذا الدين تسمى التوحيد.
———فاصل——–
(إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ) لأنه يجمع الثلاثة، (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ (35) الأحقاف) موسى وعيسى ومحمد، كلمة بلاغ في هذه الآية من الأحقاف، بيان هام، إعلان هام! (فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35) الأحقاف). هذا الدين يقوم على الإعلام الذي ينبغي أن يتهيأ له العلماء بقوله تعالى (فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ) بهذه الأمور المتيقنة التي لا يختلف فيها كما قال أحد الإخوة ناس فرق ونحل هذا من واقع التاريخ وقوانينه ومستحيل أن لا يكون هناك طوائف ومذاهب لكن يبقى الجوهر الأساسي موجود، حينئذ هذا الإعلام صار مصيبة المسلمين الآن انقلب عليهم بالمائة مائة وليس لهم إعلام مطلقاً بل إن إعلامهم وأكبر فضائياتهم مخاتلة وتأتي بالتشكيك بكل شيء وتدعي الموضوعية وكلها مسيطر على زمامها الذي يتبع الخارجية البريطانية والذي يتبع غيرها، وضاع الأمر عليهم وبقيت الأمة تائهة ويتيمة في إعلام يرشدها إلى الحقيقة يعني المسلمون ليس لهم إعلام ولا مرجعية وهذا من مقررات كولورادو في عام 1978 إعدام المرجعية عند المسلمين.
نقول بعد ذلك على المسلمين الآن أن ينتبهوا إلى أمرين: إلى ضرورة الإعلام أن يكون إعلاماً موضوعياً محترماً والله لقد أنّ الإسلام تحت الفضائيات الحزبية والطائفية والفئوية والفوضوية، هذا الغسيل غير الكريم الذي يلقى على المسلمين والمسلمون في أسى وكل طوائف المسلمين تشعر بهذا الضيم وهذا العبث وهذا الغبش الذي يلقى في وجوههم إعلام طائفي وفئوي وحزبي ومدسوس ومأجور ولكن الله غالب والله متم هذا النور، هذا واحد. ثانياً هذا الشباب شبابنا وجيلنا وناشؤنا في هذا الخضم كما يقول أحد الرؤساء الأميركيين: سلّطنا على المسلمين التلفزيون والانترنت” الإعلام الآن يتحكم بالعالم إعلام على المسلمين بدليل أن هذا الإعلام يتكلم على الجميع باحترام عن احترام البوذيين والهندوس باحترام وعن الكل باحترام بينما لما يتكلم عن المسلمين فكأنها ليست هذه الأمة الطاهرة الكريمة الموحدة ذات الأعراق الأصيلة والتي تؤمن بكل الأديان والتي ترحم كل الناس، لا، هذا كما قال تعالى (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ (120) البقرة) ولهذا قال ابق معهم استمر فإن تولوا عنك بعد نقاشهم (فإنما عليك البلاغ) لا تعلن العداء (عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً (7) الممتحنة) وهذا موجود ولا ننكر أن هذه الأزمة التي حصلت في موضوع المآذن ومع ذلك قطاعات كبيرة في تلك الحكومة في ذلك البلد وقفت ضد ذلك القانون لكنه بلد ديموقراطي طبقوا القانون، لكن نسأل هل هي اساسية المئذنة؟ عندنا قضية اساسية أخرى عندهم، الأساسيات (وجهت وجهي) بالدين، هذه ثقافة، في زمن سيدنا عيسى ما كان هناك ناقوس، في زمن محمد ما كان هناك مئذنة، هذه ثقافات جميلة جداً لكن لا تعتبر أنها إذا لم تحصل قامت القيامة وتعمل إتجاه معاكس وتقول كلاماً فارغاً لا يمثل الإسلام بحماس والآخر كان وديعاً وموضوعياً ويبتسم، هذا اللقاءات كلها معدة سلفاً. على كل حال (فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ (20) آل عمران) ما معنى وجهت وجهي لله؟ هذا التوجه يعني أنك تناقش في صلب الدين بلا هوى ولا ثقافتك الاجتماعية، أنا لست ضد الوهابية ولا الصوفية ولا الشيعة هذه ثقافات صارت لكن ليس هذا الدين، أنت حرٌ في نفسك لكن لا تكفّر الآخر ولا تعادي الآخر وتحقق أهدتف عدوك الذي يقول إشغال المسلمين بتناقضاتهم هكذا نحن الآن ناس تذبح ناس لسباب تافهة وحقيرة وهذا العدو متربص، لا، وجهت وجهي لله.
أم يوسف من الشارقة: القرآن عظيم ولا يمكن تحريفه ونحن متأكدون من ذلك ولكننا نسمع الآن في أميركا أنهم يحاولون نشر نشخ مزورة من القرآن محرّف
الإجابة: هذه المحاولات من أول يوم جاء النبي صلى الله عليه وسلم مثل محاولات مسيلمة الكذاب وغيره محاولات وكلنها فاشلة، المحاولات جارية في كل التاريخ لكن هذه الوثيقة غير قابلة للتحريف مطلقاً (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر) هذا النص فقط للقرآن الكريم، لماذا؟ هو الإسلام هو الذي سيحتوي على التوراة والإنجيل فكأن الله سبحانه وتعالى بحفظه للقرآن حفظ التوراة والإنجيل فيه. ولهذا هذا المسيحي لو صار مسلماً يبقى مسيحياً ولكنه يضيف إلى ديانته ديانة أخرى، وهذا اليهودي لو صار مسلماً يبقى يهودياً، أنا مسلم مأمور ورغماً عني وملزم أن أكون يهودياً أولاً ثم نصرانياً ثانياً ثم مسلماً ثالثاً ولا أستطيع إلى هذه الدقيقة أن أشكك بذلك (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ (285) البقرة) وهذا نص فعلاً يجعل القرآن الكريم (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ).
الإعلامي أحمد بن يوسف الشيباني من دبي: كلامك كله حق أطال الله عمرك. نحن نحترق بهذا الكلام الذي تقوله.
الإجابة: إن شاء الله خير الأمة واعية الآن وإن شاء الله رب العالمين سبحانه وتعالى الذي أكرم الأمة بدولة الإمارات سيعممها على كل العرب والمسلمين وثق الآن جميع الشعوب الآن عينها على الإمارات يقولون يا رب ارزقنا حكومة مثل هذه.
أم حسام من الشارقة: أنا مسلمة موحدة أؤمن بالله وبكل الرسل لكني إنسانة بسيطة ولست عالمة ما هي مسؤولية العلماء أنهم يوعوا المسلمين من أصحاب المذاهب أننا أمة واحدة نتبع رسول واحد ومنهج واحد وأنتم يا شيخنا الوحيد الذي سمعته يقول لا فرق بين المذاهب.
عبد الغفور من العراق: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر) احترق بيتي في العراق وما بقي إلا مصحفين كانا في البيت.
الإجابة: واحد أعرفه احترقت سيارته ولم يحترق القرآن الذي وضعه هذا لا يعني شيئاً لأنه ورق لكني رأيت بأم عيني هذا الحريق الهائل ولكن بقي القرآن. لكن قد يحترق لأنه ورق، أنت صادق فيما قلت.
عماد من الشارقة: قلت شيخنا (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى (120) البقرة) والمعروف الواو تفيد النهي المطلق هل النهي هذا كان للرسول صلى الله عليه وسلم أو هو أمر موجّه لنا؟
الإجابة: الألف واللام من العهد الذهني يعني اليهود والنصارى الذين كانوا في المدينة المنورة مع النبي صلى الله عليه وسلم.
الإجابة عن سؤال أم حسام من الشارقة: هذا الدين أعجوبة “من قال لا إله إلا الله مصدقاً بها قلبه دخل الجنة” إنسان حاول يفعل كل شيء ثم قتلت إنساناً يقول لا إله إلا الله فأنت خالدة في النار وهذا حدث في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في إحدى المبارزات أحدهم بارز مسلماً فطرحه المسلم أرضاً فقال الآخر لا إله إلا الله لكن السيف كان قد مضى فقال له النبي أقتلته وقد قالها؟ هذا الرجل لم تقبل الأرضأن تدفنه كلما دفنوه لفظته الأرض فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تأبى الأرض أن تحتوي بين جنباتها رجلاً قتل رجلاً يقول لا إله إلا الله” نحن كلنا مسلمون، هناك طوائف وأحزاب، ليس هناك مشكلة، هذا قانون تاريخي، العائلة الواحدة تنقسم، هذا شيوعي وهذا بعثي وهذا قومي وهذا إخوان، الإنسان مكرم وهو صاحب عقل أكرمه الله بالاختيار والإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يختار ما يريد وهذا جيد والاختلاف جمال هذا الكون، لكن لا تعانديني ولا تقولي هذا رأيي فقط، هذا الطريق إلى الله عرضه كبير ويتسع للجميع، من قال لا إله إلا الله مصدقاً بها قلبه دخل الجنة، الكل يتسع له الطريق نحن نقول لا تعاندوا بعضكم ناس تقتل ناس وناس تكفر ناس، العلماء هم الذين دمورا المسلمين وأقولها حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ” لا تقوم الساعة حتى يكون علماء الأمة ظُلامها منهم تخرج الفتنة وإليهم تعود” والله يا ابنتي ما كان هناك عداء بين المسلمين لا بين سني وشيعي ولا غيرهم أهل العمائم عموماً هم الذين حرضوا بعضهم على بعض السنة فيما بينهم يتذابحون والشيعة فيما بينهم يتاذبحون وهذه مصيبة سوداء ولهذا نجح الغرب في أن المسلمين كرهوا الدين ولا ألومهم، هذا الدين الذي يحرض بعضهم على بعض بالقتل والإبادة وخرق العيون بالدريل ليل نهار واغتصاب النساء وحرق بالبيوت أي دين هذا؟! ولذلك الناس عزفوا عن الدين في كل الدول العربية إذا واحد في الانتخابات يقول أنا علماني، الدين كل واحد حر فيه. صار لنا سبعين سنة نحاول أن نعمل دولة إسلامية هذه أوهام ولا يمكن أن تكون إلا بألا يتدخل أهل الدين وأهل العمائم فيها الحكم فاضل الحكم ليس لك. ولهذا هذا الذي نحن فيه نعم العلماء أو الذين يدّعون أنهم علماء (تعلم آيتين وصار شيخاً ويلحَن كل وقت إن تلاها) ليس كل من تعلم صار عالماً، العالم قد يكون أفندي ولكنه ذكي ويفهم، علّيون لأولي الألباب أصحاب العقول قال تعالى (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (9) الزمر) يعني أصحاب العقل. أما أصحاب العمائم يرددون ما يحفظونه ليس لهم عقل والدين يريد العقل (أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (51) هود) (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ (24) محمد) (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) يونس) هذا الإسلام لا أن تحفظ شيئاً علمك إياه واحد مجنون وصار هذا ديناً والناس خرجوا عن الإسلام وصاروا يزيدية وغيره وما بقي عندهم شيء من الإسلام ولهذا ما دام بينك هذا الكتاب العزيز إقرأيه بتمهل تعرفينه بالمائة مائة (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (69) المائدة).
د. نجيب: القرآن الكريم قد صنّف النصارى وليسوا كلهم صنفاً واحداً (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ (82) المائدة). لك الشكر الجزيل وبارك الله فيكم ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتم عليكم نعمته في الدارين. بإسمكم جميعاً نشكر شيخنا العلامة فضيلة الدكتور أحمد الكبيسي ومشاركتكم معنا على الهواء وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله.
بُثّت الحلقة بتاريخ 11/12/2009م
رابط الحلقة من قسم الفيديو
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2041
http://www.megavideo.com/?v=RTYESF8L
http://www.megashare.com/1674384 http://www.mediafire.com/?whijmgoztom http://www.filefront.com/15120957/11-12-2009.wmv