الحلقة 83
(وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا (81) الأنعام) – (وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا (33) الأعراف)
(لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ) – (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)
د. نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وبعد. ها نحن مع شيخنا الجليل الأستاذ الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله في بدائعه وفرائده القرآنية في المتاشبه اللفظي في القرآن الكريم.
د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم حلقتنا لهذه الليلة تتعلق بكون النبي عليه الصلاة والسلام شهيداً على الدنيا كلها (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ (78) الحج) (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ (89) النحل) وفي أخرى يقول (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41) النساء) لماذا مرة يقول (وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ) أو (عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا)؟ هذا ليس عبثاً وإنما وراءه رسمٌ مقصود. نبدأ الحكاية من قوله تعالى حكاية عن سيدنا إبراهيم ومثلها عن سيدنا محمد على الجميع أفضل الصلاة والسلام سيدنا إبراهيم يقول (وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الأنعام) عبارة واضحة (مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا) النبي صلى الله عليه وسلم نفس الآية بأسلوب آخر (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33) الأعراف). سيدنا إبراهيم يقول (أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا) النبي صلى عليه وسلم ليس فيها (عليكم) (مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا). إذاً هكذا المقطوعة الصغيرة في الآيتين (مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا) هذا إبراهيم عليه السلام، (مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا) بدون (عليكم). طبعاً المفسرون -ليس هذا من شأنهم في الغالب في الأزمان السابقة- لكن نحن الآن في المتشابهات كل تغيير لحرفٍ أو كلمة أو جملة أو صيغة ماضية أو مضارعة أو اسم فاعل يتغير المعنى إلى ما هو أوسع. سيدنا إبراهيم يتحدث مع قومه حديثاً مقيداً بالزمان والمكان هو يخاطب قومه (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) الأنبياء) (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) الشعراء) يتكلم مع جماعته في الزمان والمكان المحدد لأن سيدنا إبراهيم ليس مسؤولاً عن العالم وليس مرسلاً للعالم أرسله إلى قومه وبعث ابن أخيه إلى قوم آخر وهو لوط. إذاً قال عليكم لأنه يخاطب قومه (أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا) عليكم أنتم بالذات وهي أمر خاص بكم ما عندكم سلطان ما عندكم دليل.
د. نجيب: المقصود بالسلطان الحجة.
د. الكبيسي: والنبي صلى الله عليه وسلم قال له (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ (28) سبأ) فقال (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) والخطاب هنا لكل العالم ولكل الناس ولهذا ما في كلمة عليكم لأن الكلام على الجميع. هذا هو الفرق بين الرسالة الخَاتِمة والخَاتَمة التي هي آخر الرسالات والتي هي تكملة لرسالة موسى وعيسى بالضبط. يعني رسالة سيدنا موسى وسيدنا عيسى وسيدنا محمد رسالة واحدة ولهذا لفظ الكتاب إذا قال الكتاب يعني القرآن إذا قال الكتاب يعني التوراة إذا قال الكتاب يعني الإنجيل إذا قال الكتاب يعني الثلاثة. فكلمة كتاب أحياناً تأتي على التوراة وحدها وأحياناً على الإنجيل وحده وأحياناً على القرآن وحده وأحياناً تعني كل هذه الثلاثة. (أنزلنا عليكم الكتاب) يعني التوراة والإنجيل والقرآن، إسم جنس. ماذا يقول القرآن الكريم؟ نقرأ في المائدة (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) المائدة) إذاً (أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ). ثم يقول (وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) المائدة) هذا اثنين، إذاً سيدنا موسى التوراة فيه هدى ونور وسيدنا عيسى في إنجيله هدى ونور ولكن لبني إسرائيل، المقطع الأخير (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) المائدة) أطلق كلمة الكتاب على التوراة والانجيل. (لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ) التوراة والإنجيل (وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) الآن الموضوع كله على كلمة مهيمناً عليه. إذاً هكذا هو الأمر لأن هذا القرآن مهيمن على التوراة والإنجيل ولهذا عندما يخاطب يخاطب العالم أجمع. أحكامه لكل الناس (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ) ولذلك الإنجيل والتوراة يخاطبان بني إسرائيل سيدنا إبراهيم يخاطب قومه. وحينئذٍ هذا القرآن يخاطب الجميع لماذا؟ لأنه مهيمن على التوراة والإنجيل وما معنى كلمة مهيمن لغة واصطلاحا؟ المهيمن الشاهد على الصحة واحد تكلم كلاماً ما نعرف إن كان صحيحاً أو خطأ فجئنا بواحد قال لا هذا كلام صح فهو مهيمن هذا واحد. وحينئذٍ الشاهد الوحيد في هذا الكون على أن عيسى نبي وموسى نبي والتوراة كتاب الله والإنجيل هو هذا القرآن. ما برّأ عيسى إلا القرآن وما برّأ موسى إلا القرآن وما شهد بصحة التوراة والإنجيل إلا القرآن الكريم. إذاً هو مهيمن من هذه الناحية واحد هذا مهيمن. اثنين كلمة مهيمن حافظ له من التحريف، الحارس على صحة التوراة والإنجيل وبيان التحريف هو هذا القرآن (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ (46)النساء) ومرة أخرى قال (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ (41) المائدة) وبيّن لنا أين التحريف ولهذا فهو مهيمن. كيف أن الأب مهيمن على أولاده، كيف الحاكم العادل يهيمن على شعبه يجيب لهم مصالحهم يحميهم من أعدائهم، هذا القرآن الكريم مهيمن على التوراة والإنجيل من حيث اعترف بصحتهما اعترافاً مطلقاً وساوى في القدسية بينهما وبين القرآن بالضبط كما ساوى بالقدسية بين موسى وعيسى ومحمد بالضبط وهذا من باب التقدم. وكلمة مهيمن وهي كلمة مشتركة لها عدة معاني أيضاً إضافة إلى ما سبق أن يكون رقيباً على الحركة. المهيمن أنت أين تذهب ومن أين تأتي، يراقبك من بعيد كل الحكومات الآن العادلة تراقب أفرادها فرداً فرداً وتحميهم من الانزلاقات ومن الحوادث أين ذهب ومن أين أتى مثلاً وقعت جريمة بعد خمس بثواني يعرف المجرم مع دقة التدبير وكما رأيتم في قضية المبحوح في ثواني اكتشفت. في هيمنة هذا المهيمن لماذا؟ كانت حكومة ودبي سلطة تراقب هذه الحركات في هذا الشعب كله ولهذا تعرف أين الخلل والزلل وأين الاعتداء. هكذا القرآن الكريم بالنسبة للتوراة والإنجيل أين يتحرك التوراة والإنجيل؟ من يحرّفه؟ من يزيفه؟ من يعتدي عليه؟ من ينكره؟ وهكذا إذاً كلمة مهيمن أيضاً رقيب على التوراة والإنجيل يتابع حركته بالتالي كما حصل في فرق ضالة في اليهودية وفرق ضالة في المسيحية وناس قالوا المسيح ابن الله وناس قالوا الخ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (69) الأحزاب) من الذي برّأ السيدة العذراء؟ الإسلام، القرآن. وحينئذٍ كل بني إسرائيل كل اليهود قالوا هذه بغيّ وواحد إسمه سالار زنا بها وعيسى ابن الله وهكذا والوحيد الذي تكلّم بالصدق والدقة وما يليق بهذه المعجزة العظيمة بالآيتين والله قال (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ (12) الإسراء) آيتين، (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً (50) المؤمنون) آية واحدة. هذه الآية العظمى كيف امرأة تلد من غير زوج وهي عذراء؟! هذا القرآن تكلم، تأمل كل مسلم وكل مسيحي في العالم وكل يهودي في العالم لو أنصف وأعطى عقله حقه وقرأ ما يقوله القرآن عن موسى وما يقوله القرآن عن عيسى ومريم لقال والله إن شعبنا وحكوماتنا وأدياننا وقساوستنا لا يعرفون هذا وليس لهم هذا البعد العظيم في تنقية هذه الأجواء القدسية الإلهية. إذاً (وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) وأيضاً كونه مهيمناً المهيمن لا يخشى يعني أنت قد تقع قد تخطئ قد تزول قد تخالف لكن الحاكم العادل الذي هو أبوك وولي أمرك أنت لا تخاف عليه أنه يُعتدى عليه أو يخطئ أو يقع رأساً لأن له القوة والحماية, فالقرآن الكريم لأنه مهيمن لا يُخشى عليه التحريف ولا التزوير ولهذا قال (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر) (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) فصلت) وبالتالي هذا مهيمن. إذاً كما قال تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) لذا فشهادته على الكتب السماوية شهادة متينة وقوية وقاطعة الصدق بالمائة مائة ولهذا هو مهيمن عليه ولهذا فالنبي صلى الله عليه وسلم شهيد على هؤلاء وأمته شهيدة على العالم (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا (143) البقرة). إذاً الخلاصة (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا). لنعرف هذا الموضوع كيف رب العالمين حدثنا على هذه النتيجة أنه (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) يا إخوان انتبهوا جيداً لا بد لكل جيل من شاهد كما أن لكل خصم من شاهد لكل حكومة من شهود لكل فريق كرة من شهود يعني حكم ولكل مدرسة من شاهد وهو المدير ولكل دائرة من شاهد وهو المدير العام لا بد من شاهد يقول هذا صح وهذا خطأ وأنت غلطان والخ (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) البروج) قانون عام. فرب العالمين يقول (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) الأنعام) وفي الحج يقول (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) فرق كبير بين (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ) وبين (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) فلما يقول (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ) يبين قيمة الرسول وأهميته وموقعه ثم من حيث كونه شهيداً لماذا؟ أن هذا الرسول عندما يكون شهيداً له قيمة أخرى غير لما يكون واحد ثاني (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا) هنا ينبهك إلى أهمية أن يكون الشهيد هو الرسول صلى الله عليه وسلم وكفى به هو الصادق الأمين المخول. إذاً لما قدّم الرسول (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ) قدّم الشهيد بيّن أن شهادة النبي لها شيء آخر، شهادة النبي صلى الله عليه وسلم غير شهادة غيره. إذاً لما قدّم كلمة (شهيداً عليكم) بيّن عظمة هذا الشهيد وعظمة هذه الشهادة، شهادة لا تخطئ ولا يأتيها الباطل، هذا على الشهادة. ولما قال (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) لا، بيّن قيمتكم أنتم. هذه الأمة لا شك أنها تستحق أن تكون حَكَماً مدى العالم، إطلاقاً ما من أمة أخرى غير أمة محمد صلى الله عليه وسلم جديرة بأن تكون حكماً بين العالم من حيث أن الحكم لا بد أن يكون عدلاً ولهذا قال (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا).
د. نجيب: مكانة الأمة ومنزلتها من النبي صلى الله عليه وسلم تحتاج لمزيد من التوقف نعود إليها بعد الفاصل.
————فاصل———
د. نجيب: إذاً هذا إشراك للأمة المحمدية بأن تكون شاهداً لماذا؟
د. الكبيسي: تأمل في كتاب الله عز وجل من هم الشهود على الآخرين؟ نأخذهم واحداً واحداً.
أولاً: الملائكة (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) ق) هذا معروفة (وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) ق) فأول الشهود الملائكة طبعاً وهل الملائكة يفرقون بين واحدٍ وواحد؟ هل يمكن أن نتخيل أن هذا الملك قد يكذب على أحد الناس؟! قطعاً سيؤدي الشهادة بالعدل والقسطاس هذا واحد. قال (كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) الانفطار) هذا واحد.
ثانياً شهادة الأنبياء (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) المائدة) هل يمكن سيدنا عيسى يشهد باطل؟ أو يميز أو يحابي أحد بالشهادة؟ الجواب لا طبعاً.
ثالثاً شهادة أمة محمد صلى الله عليه وسلم (وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ (69) الزمر) (وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) غافر)
رابعاً شهادة الجوارح (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) النور) هل يمكن هذا الشاهد الألسنة أو الأيدي تفر!ِق؟ السؤال الآن هل يمكن عقلاً أن مسلماً يكذب على أحد الأنبياء؟! مستحيل لأن هذا يخرجه من الدين. لو أن مسلماً تجرأ وكذب على أحد الأنبياء أو حتى مزح معه بنكتة أو قال كلمة ربما تكون فيها قدح يرتد عن الإسلام ولهذا يقول (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ (285) البقرة) وحينئذٍ هذه الأمة الوحيدة بهذا القانون الصارم والعقيدة الملزمة التي تقول لك المسيحيين لو شتموك ولعنوك وعملوا على محمد تماثيل ويعملون لك العجائب! إياك أن تتلفظ لا بقلبك ولا بلسانك بسوء على عيسى أو موسى أو أي الأنبياء وفعلاً لا يمكن عقلاً أن يخطر ببال مسلم أي رد فعل من هذا الذي يعمله اليهود أو النصارى أو كل الآخرين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها) لماذا؟ لأنها الوحيدة التي لا تفرِّق بين أمة وأخرى. ولهذا هذا الانتصار الأخلاقي الهائل الذي لا تجد مسلماً واحداً من مليارين مسلم يفرِّط فيه أو يقول لا أنا ما أؤمن بعيسى، لا يمكن. هذه الموضوعية الهائلة والأخلاقية المتميزة هي التي رشّحت هذه الأمة أن تشهد والله لقد فعل هؤلاء كذا وفعل هؤلاء كذا هذا كان صالحاً، هذا كان طالحاً هذا كان موحداً هذا كان مشركاً وقال شهادتين شهادتكم على الأمم بهذه الطريقة. نحن في هذا العصر الآن كل العالم كما وعد المصطفى تداعت على هذه الأمة كل العالم إذا أردت أن تفوز بالانتخابات برئاسة الجمهورية اشتم المسلمين طلّع عليهم فيلم طلع عليهم دعاية تفوز بالانتخابات (لا تقوم الساعة حتى يكون الروم أشد الناس عليكم وهم يومئذٍ أمنع الناس من ظلم السلطان) شهادة لهم بالعدل في شعوبهم كما لم نفلح نحن. (وأسرعهم كرة بعد فرة) يعني هذه الموضوعية قال نعم أعداؤكم ولكنهم يمتازون بصفتين عظيمتين الأولى أنهم حققوا العدل بين شعوبهم اثنين إذا انهزموا ما أسرع ما يعودوا لكي ينتصروا. لكنهم عدوٌ لكم وأشد الناس عليكم وكما تسمعون الآن أفلام وقوانين وكل يوم دولة تتخذ قوانين غطاء الرأس وغيره، لماذا؟ غطاء الرأس هذا علامة الحياء الاجتماعي المرأة التي تغطي رأسها وشعرها إما بالشارع ما معقول تدخل إلى ملهى أو مبغى أو تسكر بالشارع ولكنها ماشية باحترام.
د. نجيب: وهو في النهاية حرية شخصية
د. الكبيسي: حرية شخصية لكنه يرمز على سلوك شخصية معينة. العذرية البكارة التي لا تراها إلا في هذه الأمة الآن دليل على الطهر الجنسي. المرأة المسلمة الوحيدة في العالم التي تتزوج وهي عذراء والمرأة المسلمة الوحيدة في العالم تضع غطاء على رأسها ولهذا العالم كله يحارب هاتين الفضيلتين. يعني مثلاً الاتحاد السوفييتي لما هاجم أفغانستان والغربيون لما هاجموا المغرب وهاجموا البوسنة والهرسك كان همهم أن يفتضوا البكارات حتى الطفلة وهذا ظهر في إعلامهم، هم الذين بإنصاف، هناك طبعاً منهم ناس موضوعيين وإعلام أحياناً يكون حراً يقول الحقائق هم الذين أخبرونا بالصورة والأخبار صارت انتهاكات هائلة كما حدث في غزة مثلاً أو الفلوجة أو في كل مكان انتهاك أعراض في السجون، انتهاك أعراض البنات الصغيرات ومحاربة هذه الخرقة قوانين دول تجمع النواب يقومون حتى يشيلون هذه الخرقة. حينئذٍ هذا كله يجعل الأمة هذه شهيدة على العالم كله يقول لك فلان جماعة مسيحيين حقيقيين كانوا يتّبعون سيدنا عيسى بالضبط وهؤلاء موجودين وكانوا يطبقون الإنجيل الحقيقي وهؤلاء موجودون. وهناك يهود عادلون يتّبعون موسى بالضبط وهذه حقيقة ويتّبعون التوراة الحقيقية كما قال تعالى عن التوراة (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ (44) المائدة). حينئذٍ هذه الأمة الوحيدة المخولة بموضوعيتها من الجميع لأن هذه الأمة كانت موحِّدة، هذه غير موحِّدة هذه ظالمة هذا واحد. النبي على ماذا يشهد؟ على أمته. النبي صلى الله عليه وسلم سيأتي يوم (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) أنتم تشهدون على الأمم. النبي سيموت، أنتم الذين سوف تعايشون الأمم وسوف تشهدون يوم القيامة من كان منهم موحِّداً ومن صار وثنياً، من بقي على دينه حقيقة ومن اتخذ ديناً مزيفاً. النبي صلى الله عليه وسلم يشهد على المسلمين الذين فعلوا هذا لأن المسلمين فعلوا نفس الشيء، المسلمون أيضاً منهم من بقي على الدين الذي أنزله الله ومنهم من اخترع له ديناً على مقاسه. هؤلاء النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي سوف يشهد عليهم يوم القيامة. ولهذا لو تتبّعت الأحاديث التي تقول (ليس منا…الخ) لرأيت عجباً.
د. نجيب: هؤلاء خارجون عن دائرة الإشهاد فهم ليسوا من الأمة يعني مشهودون عليهم
د. الكبيسي: نعم، ومرة قلنا قبل عدة حلقات قلنا الإسلاميون في النار والمسلمون في الجنة إسلاميو هذا العصر معظمهم كيهودي اليهود ومسيحي المسيح هناك طوائف صاغت لنفسها ديناً على مقاسها بعيداً عن المسيح وهكذا اليهود وهكذا المسلمون. إذاً النبي صلى الله عليه وسلم شهيد على أمته ممن خرج من هذا الدين واتخذ له إسلاماً خاصاً وهذا معظم العناوين في هذا العصر. ومنذ أن مات النبي صلى الله عليه وسلم منذ أن طلع الخوارج إلى هذا اليوم وإلى يوم القيامة ما حصل في اليهودية والنصرانية حصل عندنا ما عدا شيء واحد أن هذا القرآن غير قابل للتحريف في حين أن التوراة والإنجيل أصابها التحريف والتزييف والتبديل بقضية لا ينكرها أحد هذا القرآن (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) لأنه لا يحرَّف إلى يوم القيامة وصارت محاولات هائلة ولا يمكن.
أشرف من السعودية: سؤالي محدد أنا أسأل عن حقيقة عذاب القبر من خلال السنة أو القرآن؟
الإجابة: بدقيقة واحدة رب العالمين سبحانه وتعالى واضح في الكتاب العزيز (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) غافر). إذاً هذا في القبر، هذا أكيد لكن الذي ليس أكيداً والخرافة أننا ربينا الناس وأرهبناهم بهذه الحفرة قلنا أنت منذ أن توضع في الحفرة سيأتي ناس يوقظونك ويشبعونك ضرباً، هذا الخرافة الكاذبة التي لا علاقة لها. هذه الحفرة دنيوية وليست أخروية فيها عظام ستصبح تراباً والعظام لن تعود وهذا الجسد لن يعود هناك جسد آخر والروح في البرزخ وهذا القبر ليس برزخياً بل دنيوياً. إذاً العذاب موجود للكافرين ولكن ليس في هذه الحفرة. هذه الحفرة مخزن للنفايات والوساخات وينتهي الأمر. لن يعود هذا الجسد هناك جسد آخر عملاق مادة غير مادة، جسد لا يكبر ولا يهرم ولا يجوع ولا يعطش و30 متر. إذاً عذاب القبر حق في الكتاب والسنة ولكن ليس في هذه الحفرة انسوا هذه الحفرة. هذا لينين الذي أضلّ العالم بعد لم يدفن حتى الآن وهناك ناس ألقوا في البحر وهناك ناس حرقت عظامهم لنكن واعين وبلا هذه الخرافات ولا تخلطون بين هذه وهذه وهل هي هذه القضية التي تستحق الحديث عنها؟! نحن أمة فاضية أصبحنا أمة فاضية ما عندنا شغل.
عماد من الشارقة: في سورة نوح يقول تعالى (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) نوح) في الآية قال (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ) هل معنى الآية أن القمر في السموات السبع؟ يعني ليس هو خارج السموات؟
الإجابة: هذا الحديث تحدثنا عنه في حلقتين كاملتين إذا أجبتك الآن تذهب الحلقة. دعنا في الشهود والشهادة في هذه المصيبة التي فيها الأمة واتصل بي بعد الحلقة.
ربى من الكويت: قلت قبل قليل أنه اليهود والنصارى كل واحد عنده طريقة في الإسلام أو عنده مجموعة تتبعه وأنا أقول رسولنا ما ينطق عن الهوى (سيرجع الدين غريباً) لكن لو كل واحد فينا تمسك بهذا الدين مثل المرض فالواحد يأكل الأدوية حتى يؤخر انتشاره لو كل واحد فينا تمسك بهذا الدين بأسنانه وحاول قدر الإمكان أننا نؤخر الحقيقة القادمة وأنه سيرجع الدين غريباً إن شاء الله نكون قمنا بشيء في هذه الدنيا،
الإجابة: على كل حال يا بنتي واقرأي التاريخ كله في كل مائة سنة تحدث هذه الضجة لكي ينقي المسلمون أنفسهم. ثقي هذا الذي يجري الإسلام ينظِّف نفسه وسيعود كما حدث في كل التاريخ (لا تكرهوا الفتن فإن فيها حصاد المنافقين) وكلنا ندرك الآن هناك عناوين طائفية ودينية وحزبية وفئوية سقطت وما كان لها أن تسقط إلا في هذا الخضم فاحمد الله على ذلك.
———-فاصل————-
أم نائل من أميركا: في سورة المائدة يتكلم ربنا سبحانه وتعالى أحياناً عن سيدنا عيسى أنه هو شهيد على أمته وأحياناً أن ربنا هو الرقيب عليهم. والسؤال الآخر هناك آية أخرى في القرآن ( ينزغنك من الشيطان) (مسهم طائف من الشيطان) هل يمكن أن توضح لنا الفرق بين مسّ ونزغ؟
الدكتور الكبيسي: نعم وقد قال تعالى (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ). السؤال الثاني تكلمنا عنه سابقاً في الكلمة وأخواتها ولن نعيده.
إذاً نرجع كما قال تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) كذلك هذا حرف تشبيه، تشبيه بمن؟ وقبلها يقول رب العالمين (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) البقرة) يقول رب العالمين أن الجهات كلها ملكٌ لله ولكن الله اختار هذه الجهة لتكون قبلة الصلاة. فكما أن رب العالمين يخلق ما يشاء ويختار يخلق المخلوقات ثم يختار لمهمة ما كما اختار جبريل واختار الأنبياء واختار الكعبة واختار بيت المقدس والخ. فرب العالمين لما خلق الجهات اختار منها الكعبة لكي تكون قبلة وكذلك قال وكذلك اخترناكم هذه الأمة لتكونوا شهداء على الناس، لماذا؟ لأنكم تؤمنون بكل الأنبياء فأنتم حكام عدول لا تفرِّقون بين نبي ونبي قال قرآنكم (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ (285) البقرة) وما عنده مشكلة لا مع يهودي ولا نصراني ولا صابئي وقال (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69) المائدة) كان يقول والصابئين، قال لك لا، هذه مبتدأ وليست معطوفة يعني والصابئون كذلك لا تكونوا أنتم تشكون فيهم لا، فالصابئة أيضاً فرقة دينية موحدة ولها كتاب. إذاً هذه الأمة بهذا الترقي الهائل أنها لا تفرق بين مسيحي ولا يهودي ولا مسلم ولا صابئي وليس هناك أمة مثلها وليس هناك مسلم يشذ عن ذلك تستحق أن تكون شهيدة على الناس. إذاً (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) كلمة وسط عندنا بحرف السين سكون أو مفتوح إذا سكون يعني جاءت بين اثنين وسْط الحلقة يعني بالمنتصف. وسَط بفتح السين يعني الأفضل (قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) القلم) حينئذٍ كلمة وسَط أي أفضلهم وأفضلهم هو الذي يؤمن بالجميع ويحب الجميع ويحترم الجميع وقدسية الجميع عندهم متوازنة (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (7) الممتحنة) وسيدنا عيسى قال (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) الصف) إذاً هذه الأديان الثلاثة من وجهة نظر القرآن الكريم دين واحد جاء على فترات ثلاثة. ولهذا العلاقة بين سيدنا موسى وعيسى ومحمد علاقة عضوية إلتقيا في السماء في الإسراء والمعراج وأشار سيدنا موسى على النبي إشارة عظيمة والتقى النبي بسيدنا موسى (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (23) السجدة) لا يكون هذا اللقاء الذي التقيت به أنت وموسى وعيسى وهذا موجود في أحد الأناجيل التقاء الثلاثة في عالم الخلق في عالم الأمر (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ (54) الأعراف). عالم الخلق الذي نحن فيه الآن عالم الأمر هذا العالم السابق الذي كنا فيه قبل أن نولد (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) الأعراف) هذا البعد الثالث الذي لا يزال يعمل إلى اليوم. سيدنا عيسى لما ذهب إلى السماء ورُفع دخل بالبعد الثالث، النبي صلى الله عليه وسلم بالإسراء والمعراج راح ملايين السنين الضوئية دخل في البعد الثالث. إذاً هذه الأديان الثلاثة بالمائة مائة دين واحد من أجل هذا الذي يؤمن بذلك إلزاماً وهم المسلمون وحدهم لهم نصوص تلزمهم بذلك، حينئذٍ هؤلاء أصلح الناس لأن يكونوا شهداء على الناس. هذا هو الأمر ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم شهد على أمته هذا ضالّ كما سأذكر بعد قليل يقول (ليس منا…الخ) شهد عليه في الدنيا فما بالك في الآخرة؟!.
حسن من السعودية: صديق نصراني أرسل لي ملفاً يتحدثون فيه عن المتناقضات في القرآن الكريم وهو ملف كبير أحببت أن أرسله لكم
الإجابة: يا أخ حسن، هذه القضية جاءت من يوم ما جاء الإسلام إلى هذا اليوم وإلى يوم القيامة هناك صراع بين اليهود والنصارى وبين الإسلام قضية لا تقبل خطأ إطلاقاً وهذا من قوانين هذا الكون. ماذا لو جاء نبي بعد النبي ماذا سيكون موقفنا؟ فعلاً جاء مسيلمة الكذاب فلم يصدقه أحد وقالوا النبي آخر الأنبياء. فهؤلاء اليهود والنصارى هم بشر منهم من آمن وقالوا الذي خلق موسى وعيسى خلق محمداً، وناس قالوا لا. وأنت اسمع ماذا يقول اليهود عن عيسى؟ ما يؤمنون به ويقولون أن مريم زانية بغيّ وأن عيسى هذا ابن واحد روماني وانظر ماذا فعلوا به صلبوه وشنقوه وعذّبوه! والله تعالى قال (بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) النساء) إذاً هذه قضية كونية كما يتكلم اليهود عن النصارى والنصارى عن اليهود يتكلمون عن الإسلام فهم لو لم يقولوا أن القرآن متناقض كان صاروا مسلمين ولكنهم بقوا نصارى فلا تشغل نفسك هذه قضية تاريخية ونحن الوحيدين الملزمين بعدم هذا فقط نحن المسلمون ما يحق لنا نتكلم ولا شعرة لا على التوراة ولا على الإنجيل احنا ملزمين بهذا نحن الحكام العدول نحن الحكم بين العالم (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) والحاكم العَدْل يساوي الجميع ولهذا قال (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) قال على الناس ولم يقل شهداء للناس الشاهد على المتهم. والشاهد على المتهم إن لم يكن عادلاً إذا كان باطلاً مصيبته سوداء يوم القيامة. الشاهد الوحيد على المتهمين من اليهود والنصارى هو هذا المسلم لماذا؟ لأنه يعترف اعترافاً عقائدياً فطرياً أن التوراة والإنجيل مقدسة وأن اليهود والنصارى أمة من أهل الكتاب والله قال (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا) ورب العالمين تكلم عنهم في غاية الروعة للصالحين وكما تكلم عن طالحي المسلمين تكلم عن طالحي هؤلاء. إذاً هذا فيه محطة عادي ومعروف وليس جديداً وهذا منذ أن جاء الإسلام إلى هذا اليوم (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ (120) البقرة) وهذا منطقي.
نحن قلنا الأمة شهيدة الآن أنت الآن تعرف بالعالم هذا الضيم وهذا الظلم وهذا الاضطهاد على المآذن وعلى غطاء الرأس، نعم هنالك أنا معك والله العظيم في مسلمين في الغرب أساؤوا للإسلام ومنهم مندس ومنهم مقصود ومنهم مجند لتشويه الإسلام معروف نحن هنا عانينا منهم فكيف هناك! يا سيدي هؤلاء أعداؤك في غاية الذكاء خلقوا الجماعات وخلقوا تيارات تقزز إذا كنت أنت المسلم تتقزز من هؤلاء فما بالك بهم؟! إذاً أنت أعذرهم في هذه القضايا هم أحرار بلادهم وهم أحرار فيها الذي ما يعجبه يطلع من بلادهم هذا يمثل على النبي وهذا يحكي عن الكعبة وهذا يحكي عن الحجاب هم أحرار وهم في بلادهم. أنت إذا كنت لا تريد تعال إلى بلادك اثثانياً أنت في بلادك عملت مصائب أنت مزقت أمتك بالأكاذيب والطائفيات والعصبيات ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لم قال تعالى (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) يقول النبي صلى الله عليه وسلم (ليس منا من حمل على مسلم سلاح) وتعال انظر أنت الآن في الصومال بالعراق وأفغانستان وفي كل مكان الحزب الإسلامي الجماعة الإسلامية المحاكم الإسلامية الشباب المسلم كله مسلم مسلم وناس تفتك بناس كل هؤلاء خارجون من الدين (لن يزال المؤمن بخير مالم يصب دماً حراماً) أما الذي يطيل لحيته والذي يقصر ثوبه والذي يحمل سواكاً هذه كرنفالات وشكليات لا تساوي عند الله ظلفاً إذاً هذا الدين واضح (تركتكم على السمحاء) (لن يزال المؤمن بخير مالم يصب دماً حراماً) واحد يصلي خلفك يصلي معك تقتله على أنه مشرك وسيدنا أسامة قتل واحد وهو مشرك بالصراع بالمبارزة ساعة سيدنا أسامة تغلب عليه ولما أهوى عليه السيف قال لا إله إلا الله لكن السيف وقع بقى النبي أسبوع يقول له (أقتلته وقد قالها؟ قال له: يا رسول الله قالها فرقاً من السيف؟ قال: أشققت عن قلبه؟) هذا الكافر الذي كان وثنياً يعبد الأصنام النبي عليه الصلاة والسلام استهول قتله فقط لأنه قال لا إله إلا الله. هذا واحد يصلي معك في المسجد لأنك أنت من فلان حزب وهو من فلان حزب أنت من فلان طائفة وهو من فلان طائفة أنت من فلان جماعة وهو من فلان جماعة وكلاكما في النار (إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار، قيل: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه) ولهذا النبي قال في هذه الحالة لما تصير فوضى عليك بخاصة نفسك وليسعك بيتك فإن دخل عليك بيتك وخفت أن يبهرك شعاع السيف فضع ثوبك على رأسك ودعه يقتلك يبوء بإثمك وإثمه، هذا هو الإسلام. أما هذا يحمل رشاشاً وهذا عبوة ناسفة وهذه سجون سرية، انتهاك أعراض وقتل أطفال وانتهاك نساء ولابس عمامة والأخر نفس الشيء يطيل لحيته ويقصر ثوبه ويفجر المساجد ودور العبادة كلها، أي إسلام هؤلاء؟! على من تضحكون؟! والمشكلة ما في عذر الكل يعلم أنه مجرم والكل يعلم أنه خطأ وأن الصواب واضح (تركتكم على السمحاء ليلها كنهارها) (كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) الإسراء) لكن متى؟ حيث لا ينفع الندم ولذلك هذا الذي يجري سيكون النبي شهيداً عليه. المسلمون شهداء على بقية الأمم ماذا يفعلون بنا الآن وماذا يفعلون بشعوبهم؟ والله فلان حاكم عادل مع شعبه هذا فلان شعب آذانا كثيراً بالظلم احتلونا وقتلونا وذبحونا عالفاضي فما هو ذنب أفغانستان جاء الإتحاد السوفييتي كله بعظمته ومسح فيه الأرض ما هو ذنبه؟ ما هو ذنب العراق؟ ما هو ذنب أفغانستان؟ ما هو ذنب الصومال؟ سنكون شهداء على الناس والرسول شهيداً علينا نحن يعرفنا وقد أخبر بنا قال (جماعة يحقر أحدكم صلاته إلى صلاتهم وصيامه إلى صيامهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرميّة) يصلي ويصوم لكنه من أهل النار لأنه قاتل وهذا هو الفرق.
عبد الحافظ من أبو ظبي: في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان واقف ومرت جنازة فأثنوا عليها الصحابة خيراً فقال (وجبت) ومرت جنازة ثانية وذموها فقال (وجبت)؟
الإجابة: النبي صلى الله عليه وسلم يقول (ألسنة الخلق أقلام الحق) ويقول (من شهد له سبعة من جيرانه بخير شفّعهم الله فيه على ما كان منه) إذا واحد مات والناس قالوا والله كان طيب كان ابن حلال كان إنساناً صالحاً رب العالمين يتعامل معه على أنه هكذا ولو كان على غير ذلك وإذا ذمه الناس رب العالمين يتعامل معه على أنه مذموم ولو كان شكل آخر لماذا؟ لأن الناس شهداء قال (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) (ألسنة الخلق أقلام الحق) من صلى عليه أربعين واحداً وشهدوا له بخير أدخله الله الجنة (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) ولهذا عليك أن تكون منضبطاً ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (من ارتكب من هذه القاذورات) أي الذنوب (شيئاً فاستتر فهو بستر الله إن شاء عذبه وإن شاء عفى عنه ومن أبدى صفحته أقمنا عليه الحد) (لعن الله المجاهرين). إذاً حاول أن تموت والناس يحسنون بك الظن حتى إذا مت أثنوا عليك وإذا أثنوا عليك ستر الله عليك وأخفى ذنوبك والعكس صحيح. إذا كنت ظالماً قاتلاً مرتشياً والناس ذمّوك وقد تكون أنت في الواقع تصلي تهجد وقد تكون تنفق إنفاقاً كثيراً وقد تكون تصلي وتصوم لكن الناس ذمّوك معناها أنت مجاهر بهذه الأمور إذاً عليك أن تكون بهذا المستوى من السلوك. ولهذا (أقربكم مني يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً) أصحاب المروءات أصحاب البلاء المستتر (فإذا بليتم فاستتروا) هذا الفرق. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم على لما نفى كثير الأحاديث لنتتبعها (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا قبل الآخرة قال فلان شيء وفلان شيء هؤلاء رأساً أخرجهم من أمته (ليس منا من حلق وصلق) هؤلاء الذين إذا مات لهم أحد يلطم ويحلق شعره ويشق ملابسه ويصرخ هذا ليس من هذه الأمة. ويقول صلى الله عليه وسلم (من غشّنا فليس منا) أن تغش أي أنواع الغشّ، أنت موظف غشيت، أمين غشيت، عالم غشيت، حاكم غشيت، من غشنا بكل موقع وما هو موقعك أنت؟ تغش الناس تغش المراجعين تغش العالم بما بين يديك فأنت لست من هذه الأمة. يقول (لعن الله من خبب امرأة على زوجها) (من خبب امرأة على زوجها فليس منا) تقول لواحدة طلقي زوجك وأنا أتزوجك أو تبين عيوب الزوج لزوجته تقول لها زوجك كذا وكذا وكذا فيه ذنوب سترها الله عليه وأنت تحكي للزوجة حتى فعلاً يصير خصام والزوجة زعلت ويمكن أن يتطلقوا فأنت خارج من هذه الأمة. ويقول صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا) كبيرنا حاكم عادل عالم عامل رجل مسن رجل صاحب خير رجل وجيه من وجهاء الأمة الذي ينفع الناس تهينه علناً أو تتكلم عليه خلفه أو تغتابه فأنت لست من هذه الأمة. ويقول صلى الله عليه وسلم (ليس منا من ادّعى إلى غير أهله) يعني واحد أو ادّعى ما ليس له بالنسب يعني واحد ينسب له وهو ليس ابنه يقول هذا ابني أو ينفي نسب واحد وهو نسبه ثابت. طبعاً الكلام كثير في الأحاديث (ليس منا من انتهب نهبة) يعني هناك سرقة علنية خفية وهناك نهبة علنية فالآن في العراق مثلاً علناً ينهبونك في الشارع معك فلوس سيقتلونك هذا خارج الأمة نهائياً. (من لم يوتر فليس منا) إذا واحد صلى العشاء بدون وتر هذا خارج من الأمة. (من تشبّه بغيرنا) يعني بملابسه بأزيائه ما يبين أن هذا مسلم ما عليك أي علامة أنك أنت مسلم وإنما أنت قد تكون انجليزي أو روسي أو كذا فأنت ليس منا. يقول (ليس منا من بات شبعان وجاره جائع) يا الله! أنت شبعان أنت وعيالك ومبسوطين وجارك لا يجد ما يأكله هو وعياله ناموا يبكون ما عندهم عشاء هذا طبعاً في المدن والدول والأحياء التي فيها أزمة و99% بالمائة من أحياء المسلمين فيها أزمة في العالم وحينئذٍ هذا خروج عن الملة. (ليس منا من لا يرى دنيا لآخرته) يعني الله أعطاك دنيا كثيرة أعطاك وظيفة ونفوذ وفلوس ورصيد وبيوت وطبيب عندك مهنة عظيمة عندك أسباب الدنيا هائلة طيب يا أخي كل واحدة منها استعمل جزء للآخرة، إذا كنت طبيباً عالِج واحد اثنين من الفقراء من دون أجر، عندك فلوس أعطي فقيراً أعطي أحداً أعطي جارك، صِل رحمك، أنت موظف كبير سهِّل معاملة فلان، واحد في أزمة، في واحد أخطأ، دنياك الكثيرة استعمل منها شيئاً لآخرتك أما من لم يستعمل من كل دنياه لا من نفوذه ولا من سلطته ولا من ماله ولا من وجاهته هذا خارج عن هذه الأمة ولا قيمة له.
د. نجيب: (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا) سيدي الفاضل تذكرني بذلك الحديث العظيم عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما يرد الأقوام على الحوض فيريد النبي صلى الله عليه وسلم أن يسقيهم شربة لا يظمأون بعدها أبداً وإذا بالملائكة تمنعهم والرسول عليه الصلاة والسلام يريد أن يأخذ بهم،
د. الكبيسي: يقول (تردون علي الحوض فتكفون وأنا آخذ بحجزكم فأقول أمتي أمتي فيقولون يا محمد إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك)
د. نجيب: والإحداث هو الابتداع في دين الله تعالى والخروج فيه وتشريع ما لم ينزل به الله سبحانه وتعالى به سلطاناً
د. الكبيسي: والله العظيم الآن هذا المسجد الذي كان حبيب قلوبنا أصبح ثقيلاً، للأسف كلهم غرباء عن بعضهم. تصور أنت في الهيئات يعني هناك أشياء لا قيمة لها كل هذا التمايز (لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم التمايز) هذا يرقِّص إصبعه، وهذا يعمل غير شكل وهذا الخ وتضحك
د. نجيب: وما بالك عندما يكون هذا التشريع وهذا الإحداث في دين الله تعالى تشريعاً من حيث العبادة ومن حيث الاعتقاد؟!
د. الكبيسي: هذه من الكراهية والبغضاء. (لا تقوم الساعة حتى يصلي في المسجد الألف والألفان ليس فيهم مؤمن) وكل هذا من البغضاء فهو بالتالي ليس مؤمناً.
د. نجيب: نسأل الله العافية ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أمته خالصين مخلصين ولا يجعلنا من إحدى هذه الفئات التي استثناها النبي صلى الله عليه وسلم من قريبٍ أو من بعيد داعين الله سبحانه وتعالى جميعاً أن يوفق الله تعالى شيخنا الجليل الأستاذ الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله بأن يزيده من هذا العلم وهذه الفوائد والفرائد ويتمم هذه البرامج الطيبة على خير ولكم الشكر على المشاركات القيمة وإلى اللقاء في الحلقة القادمة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بُثّت الحلقة بتاريخ 30/4/2010م وطبعتها الأخت نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها
من قسم الفيديو:
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2165