وأُخر متشابهات

وأُخر متشابهات – الحلقة 86

اسلاميات

الحلقة 86

(ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131) الأنعام) – (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) هود)

د. نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد. حلقة جديدة مع شيخنا الجليل الأستاذ العلامة الدكتور أحمد الكبيسي.

د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم وحلقتنا هذه المرة تتحدث عن سُنّتين من سُنَن الله عز وجل في خلقه ذكرهم الله سبحانه وتعالى في سورتي الأنعام وهود ولكن هاتين السُنتين عبّر الله عنهما بأسلوبين مختلفين في الآية. في الأنعام (ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131) الأنعام) (أن لم يكن) (يكن) فعل مضارع (مُهلِك) اسم فاعل أهلك يهلك مهلك (وأهلها غافلون)، في سورة هود (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) هود) (ليهلك) أولاً هناك (لم يكن) وهنا (ما كان) هناك (مُهلِك) وهنا (ليُهلِك) وأيضاً (الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) وهناك (غافلون) وهنا (مصلحون) والآيتان تتحدث عن سُنّة واحدة سنة من سنن الله في خلقه أن الله لا يهلك الأمم إذا كان غافلين ومصلحين حتى لو كانوا مشركين بالله ولم يكونوا متدينين ولم يؤمنوا بالله ولكن في حالة كونهم غافلين أي لم يأتهم نبي (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) الإسراء) هؤلاء غافلون (ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ). الثانية جاءهم نبي وقسم منهم ما آمن ولكنهم مصلحون (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) ما معنى مصلحون؟ هذا الإصلاح والصلاح مع كونهم ليسوا مؤمنين بالله ولا موحِّدين ولكن لأنهم مصلحون فإن الله لا يعذبهم في الدنيا وإنما يحاسبهم يوم القيامة. كيف يكون الإصلاح والصلاح في هذه الآية؟ هذا ما نتحدث عنه في هذه الحلقة وهي من سُنَن الله التي أجراها وطبقها منذ أن جاء آدم إلى أن تقوم الساعة لا يُعذِّب الله قوماً غافلين لأن الله قال (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا) فرب العالمين ما عذّب أمماً إلا بعد أن بعث إليهم رسولاً. ثانياً هناك أمم جاءهم رسول كالأمم الغربية الآن وصلتهم الدعوة حينئذٍ رب العالمين قد يعذِّب بعضهم ولا يعذِّب البعض الآخر لماذا يمنع عنهم العذاب؟ إذا كانوا مصلحين، كيف يكونوا مصلحين والصلاح والإصلاح هو التعامل مع الآخر بِعَدْل. أنت تتعامل مع كل شيء في حياتك سواء كان إنساناً أو حيواناً أو جماداً قريباً أو بعيداً عدواً أو صديقاً حاكماً أو محكوماً تحقق العدل هذا هو الإصلاح. الإصلاح هو أن تحقق العدل في مجتمعك يعني الناس فيما بينهم يتعاملون بعدل، كل آخر في حياتك إنسان حيوان جماد أنت تعامله بِعَدْل هذا هو الصلاح. إذا حدث هذا فإن الله لا يعذبهم ولو أنهم أشركوا بالله عز وجل وإنما يؤخر عقابهم إلى يوم القيامة. وحينئذٍ هذا الذي نتحدث عنه في هاتين الآيتين وهما تتحدثان عن سُنّة واحدة ولكن بأسلوبين مختلفين.

———–فاصل———–

الدكتور نجيب: لعلك سيدي الفاضل في هذا تشير إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم (تقوم الساعة والروم أكثر الناس) فعندما وقعت على مسامع داهية العرب عمرو بن العاص قال (أو قالها الرسول صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: نعم قال: إذاً فيهم سبع خصال) ذكر منها ( أمنعهم من ظلم الملوك) (وهم يومئذٍ منع الناس من ظلم السلطان) (وأسرعهم كرة بعد فرة وأرعاهم لفقير ويتيم ومسكين) يقصد بذلك أوروبا،

الدكتور الكبيسي: وهذا الذي يجري الآن. هذا الذي يجري الآن فرق بين الذين لهم شرع وهم المسلمون ومتمسكين به وما من أمة الآن متمسكة بالرسالات السماوية بالدقة المتناهية في حياتهم اليومية كالمسلمين وهذه قضية مفروغ منها كما سنذكر بعد قليل في الموضوع الثاني. ولكن الغربيين الآن في هذا الزمان أفرادهم أي مجتمعاتهم مُصلِحة لأنهم يحققون العدل فيما بينهم. قوانين صارمة كيف تتعامل مع سيارتك ومع الشارع ومع جارك وبالبيع والشراء أبداً قانون كامل وفعلاً ليس هناك حاكم يستطيع أن يظلم فرداً يعيش هناك. هذا واحد، هذا وهم مصلحون (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) والمُصلِح هو حُسن التعامل مع الآخر هذا الآخر إنسان جماد حيوان. يعني مثلاً يعني نحن نعرف بعض الشعوب العربية ورأيناها بأعيننا يعني كل ما تزرع الحكومة زرعاً يأتون ويقطعونه ويكسرونه هذا هناك ما يصير. ثانياً ليس هناك إنسان يُظلَم هنا الظلم بالآلاف وليس هذا فقط ليس حاكم ومحكوم لا بينهم أيضاً (لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم الهرج القتل القتل القتل حتى يقتل الرجل أخاه وجاره وابن عمه حتى لا يدري القاتل لما قتل والمقتول فيما قتل) إذاً هناك ظلم بين الناس ليس فقط حاكم ومحكوم حاكم ومحكوم وظلم الناس فيما بينهم. رب العالمين عز وجل من سننه لا يعذِّب مجتمعاً إذا كان أهله مصلحين أي يحققون العدل فيما بينهم. كل شيء وكل شخص وكل مخلوق على أرضهم له حماية قانونية هكذا رب العالمين وعد أن هؤلاء لا يعذبهم في الدنيا فإن كان له عليهم مؤاخذات دينية أو عقائدية فالحساب يوم القيامة. وتقول الآية الأولى في سورة الأنعام رب العالمين يخاطب المخلوقات يوم القيامة أثناء الحساب (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130) ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131) الأنعام) لأن المجتمعات هؤلاء أُهلِكت في الدنيا مجتمع فرعون لشدة ظلمه (يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) القصص) مجتمع عاد ومجتمع ثمود وهكذا مجتمعات كانت ظالمة بعضهم يظلم بعضاً فرب العالمين أهلكهم. وهناك مجتمعات التي خاطب فيها رب العالمين النبي صلى الله عليه وسلم قال (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115) فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) هود) رب العالمين يذكر لهذه الأمة قيمة ليست لغيرها، ومعنى قوله (فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ) يعني فيهم قيم أخلاقية عالية تقاليد موروثة تجعلهم أمة محترمة لو كان فيهم هذه البقية كلمة بقية في كلام العرب يعني إنسان وجيه إنسان محترم إنسان أصيل صاحب قيم يستحي من العيب يخاف من العار يعرف للآخر حقوقه حتى لو ما عنده دين وتعرفون أن هذه الأمة قبل الإسلام كانت هكذا. قبل الإسلام كان هناك تقاليد وقيم تلزم هذه الأمة العربية إلزاماً هائلاً ولهذا النبي قال (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) حينئذٍ (فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا) ثم تكلم عن هؤلاء وقال (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ). إذاً غافلون يعني لم يأتهم شرع (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا) هذه مفروغ منها نهائياً. الكلام على مصلحين ومصلحون المصلحون شريحة مختارة يوم القيامة ولهذا دائماً (آمن وعمل صالحاً) هناك تقوى وهناك إيمان خاص وهناك عبادات وهناك خشوع لكن هناك إصلاح، المصلحون طبعاً هناك صادقين وهناك خاشعين وهناك راكعين وهناك ذاكرين وهناك عابدين، لا، هنا مصلحون المصلح هو الذي يتعامل بعدل مع الآخر أياً كان هذا الآخر إنساناً أو جماداً أو حيواناً عدواً أو صديقاً ولذلك رب العالمين عز وجل وعد أن المصلحين لن يؤاخذهم في الدنيا ويوم القيامة لهم موقع آخر. من أجل هذا لو قلنا ما معنى المصلحون؟ هو كل من يتعامل مع الآخر أياً كان هذا الآخر بِعَدْل يعني بالقانون بالنظام بالحسنى بالرأفة بالذوق الرفيع يعني إنسان مهذب أي إنسان ذو أخلاق (أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً) ولهذا هذه الأمة بماذا ميزت؟ قال (فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ) هذه الأمة الوحيدة ميزت عن بقية الأمم بأنها الأمة الوحيدة الآن منذ أن جاء الإسلام إلى اليوم هاجسهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يعني هذا الكلام (يا أخي اتَّقِ الله- هذا حرام- ما يجوز-هذا لا يصح شرعاً- هذا باطل- يا ربي اغفر لي هذا الشيء) هذا الهاجس اليومي كل ما رأيت واحداً يقول أو يفعل أو يتكلم أو يتصرف تقول يا أخي هذا حرام ما يجوز اتقِ الله هذا ما يجوز ترى ناس يغتابون فتقول حرام عليكم هذه غيبة والخ هذا كما قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) آل عمران) (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) بماذا؟ (تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ). فرب العالمين يقول هذه الأمة التي عذبناها لو كانت فيها بقية يعني جماعة مرموقة ولو قليل حتى ولو فيهم سادة قادة يقول (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) الأحزاب) حينئذٍ أن تكون أمة من الأمم الآن في هذا الجيل هناك عندها قوانين أنظمة أعراف عادات تقاليد تنهى عن الفساد، الذي يرتكب مخالفة الكل ينظر له باستغراب والكل يحاول أن يقومه بل قد يمنعه هذا كما قال الدكتور نجيب قد نراه الآن في الغرب في أوروبا في أمريكا ولا نراه الآن في زماننا هذا كما كنا نراه في جيلنا نحن أو جيل آبائنا. كل من كان يرتكب مخالفة نقول له اتقِ الله هذا حرام هذا لا يجوز ما هذا العمل؟! ألا تخشى الله؟! وكل فرد عندما يرتكب مخالفات استغفر الله العظيم يا رب اغفر لي هذا من صفات ولوازم هذه الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أساس بقاء هذه الأمة على عِزّها الذي قال الله عز وجل (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58) الأعراف) رب العالمين عز وجل حتى الرَغَد حتى الخُضرة الزراعة الهواء الشاطئ الموانئ البيئة عموماً البيئة تُنَظف أو تتلوث على قدر ما في ذلك البلد من عدل. البلد الطيب البلد العادل والبلد الخبيث البلد الظالم وليس فقط حاكم ومحكوم لا، حاكم ومحكوم رب العالمين يزيل الحاكم فالظلم لا يدوم إذا كان الحاكم ظالماً سيزيله بالتأكيد وقد زالت حكام ظلمة كثيرة لا إذا وصل الظلم إلى الشعوب فيما بينها هناك الطامة إذا وصل الظلم أن يتظالم الناس فيما بينهم فاقرأ عليهم هذا (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)). هذا العراق أخصب بلد في الكون وأغنى بلد في الكون ليس على وجه الأرض بلد أغنى منه ولا أشد خصوبة ولا أكثر مياه ولا معادن ولا الخ ورب العالمين قال (جعلت في العراق خزائن علمي ورحمتي) أي الخيرات، أهله يموتون جوعاً لأن بعضهم يظلم بعضاً كما لم يحدث في تاريخ الدنيا كلها، وكما هو في الصومال وكما هو في بعض الشعوب العربية والإسلامية الشعوب بعضها يظلم بعضاً فئوياً طائفياً مذهبياً حزبياً بقر العيون تقطيع الآذان انتهاك الأعراض نسف يعني وهكذا كما تسمعون في كل يوم. هذه هي التي تستجلب غضب الله في الدنيا قبل أن يعاقبهم في الآخرة في الدنيا هذا لماذا؟ لأنهم ليسوا مصلحين بل مخرّبين يخرّبون المياه والبيئة والشوارع والمساجد والدوائر والأشجار والبساتين وكل شيء يُدمّر هذا (وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا) وهناك بلدان ونقولها بصراحة والكل يعرف هذا كالإمارات بلد رملي كيف استطاع هذا البلد الرملي أن ينقلب إلى بلد زراعي بالمائة مائة يصدِّر الخير لكل ما حوله ومن حوله (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ) هذا هو العدل، بالعدل تقوم السموات والأرض. بالعدل المواشي يكثر فيها الخير يكثر فيها اللبن، الزراعة تنشط، البيئة تنظف، الهواء يرق. وهذا الذي البلد الطيب كلما كبا رب العالمين يقوم به وكلما عثر رب العالمين يقيمه لأن هذا هو العدل (بالعدل تقوم السموات والأرض) (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) إذا كانوا يحققون العدل مع الآخر. أنت لاحظ وكل واحد يسمعني فلينظر ماذا جدث في محيطه هل أن الناس لما يمشون في الشارع ينظفونه؟ أو ينتبهون والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (رأيت رجلاً يتقلب في ربض الجنة بشوكة نحّاها عن طريق الناس) يعني الذين ينظِّفون الشارع وفعلاً في دول لما يكون هو في سيارته ماشي ورأى العجلات على الطريق أو حجارة كبيرة ينزل ويزيلها عن الطريق هل أن تعامله مع الحيوان كان رقيقاً؟ هل أن الحيوان له حقوقه في ذلك البلد؟ يعني لا يُضام ولا يُضرب ولا يُعتدى عليه ولا يُكلَّف فوق طاقته (إن امرأة بغياً دخلت الجنة بسقيا كلب) بسقيا كلب! تأمل كم أن حسن التعامل هذا الإصلاح هذه البغيّ مصلحة بغيّ مصلحة ربما تكون أكرم عند الله من عالمٍ يلبس العمامة واللحية في هذا الزمان ويفتي بقتل المسلمين لأنهم مختلفون معه طائفياً أو فئوياً وهذا الآن يجري في كل بقعة تقريباً في الأرض الإسلامية. بغيّ سقت كلب إذا كان الإصلاح مع الكلب يدخلها الجنة وهي بغي فما يفعل رب العالمين مع هذا المتدين الحزبي الفئوي الطائفي أبو العمامة أبو اللحية الإسلامي كله إسلامي ويفتي بقتل الآخرين بالإجمال والإجماع نساء وأطفال ورجال ومرضى في السجون تجري فظائع وبشائع فقط لخلاف طائفي أو حزبي. ورب العالمين قال لك أنت لست طائفياً أو حزبياً مع كل إنسان لا بد أن تحقق العدل (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (46) العنكبوت) (لعن الله من آذى ذمياً) (من آذى ذمياً فقد برئت منه ) وقس على هذا وأنت أيضاً معك مسلم يصلي إلى القبلة وأنتم من دين واحد وقبلة واحدة وبعضكم يقتل بعضاً بجسارة بنذالة وحقارة وتنسف العائلة وتنسف الحيّ وتنسف المسجد ومئات الآلاف في السجون تُقطَّع أوصالهم تُنتهك أعراضهم والكل يقول الله أكبر! هؤلاء حطب الدنيا والآخرة لجهنم (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ). فإذا وصل الخراب والظلم إلى هذه الحالة بحيث الناس يتظالمون ليس لم حكومة وشعب، الناس يتظالمون فقد تودع منها ولأجل هذا قال (يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ) أين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ أما من أحد يقول اتقوا الله؟ أنت يا فلان وأنت يا فلان وأنت يا فئة وأنتم يا طائفة وأنتم يا حزب ما فيكم من يقول اتقوا الله؟! ماذا تفعلون بالناس؟! الكل يهوِّس والكل يدفع والكل يفتي بالمزيد ولهذا (أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ (65)الأنعام) هذا في الدنيا وفي الآخرة الكل في جهنم (إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار، قالوا: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه).

إذاً (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) نحن قلنا أن كلمة القرى يعني مجتمع له حكومة سواء كانت قرية أو محافظة أو مدينة أو عاصمة أو دولة. المهم مجموعة ناس لهم رئيس يحكمهم وهم مذعنون له حكومة الخ هذه يسمونها قرية (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ) أو(مُهْلِكَ) هناك قرى أهلكها الله هذه مُهلِك أهلكها (ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ). أما هؤلاء ما أهلكهم بعد ولكن سيهلكهم (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) لماذا دفع عنهم الإهلاك؟ لماذا ما كان مُهلِكَهم؟ لماذا ما طبق هذا الإهلاك؟ قال لأنهم مصلحون لأنهم يحققون العدل مع الآخر. وبالتالي تخيل مجتمع كالمجتمعات الغربية الآن الحيوان آمن له قانون يحميه والأطفال آمنون والغريب آمن والمواطن آمن ولهذا عندما اعتدوا على الشعوب الأخرى كما هو الواضح الآن بدأ هذا الوعد من الله يختل، بدأت عوامل وبوادر أن الله سبحانه وتعالى ربما يُهلكهم لأنهم ظلموا بعض المجتمعات باعترافهم بالأكاذيب كما قرأت اليوم عن أوباما يقول أنا أنأى بنفسي عن حرب الإرهاب لأن هذه قضية غير حقيقية وغير موضوعية. إذاً كما قال الشيخ دكتور نجيب عن عمرو بن العاص لما قال عن الغربيين قال (أسرعهم كرّة بعد فرّة) وهم هكذا يصححون أنفسهم الآن ويعترفون علناً بأنهم كانوا مخطئين وهذا رب العالمين له تأثيره. رب العالمين المستغفر والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. حينئذٍ مقياس نجاح كل مجتمع بمدى تحقيق عند الله وعند الناس يعني متى أنت تستمطر رحمة الله لهذه البيئة، هذه الإمارات كل من على الإمارات يعرف كيف نِعَم الله عليها لا فيها مياه ولا فيها أرض زراعية فصار فيها مياه وأرض زراعية وتصدِّر خيرات العدل الذي فيها عدل أسطوري قلت مرة أنا في بعض الحلقات ليس بين عمر بن عبد العزيز وبين زايد ثالث هذان الخليفتان لم تتورط يداهما بقتل واحد لا بريء ولا مذنب. حتى المذنب يحاولون أن يصالحوه مع من أذنب عليه. إذاً أن تأتي حكومة إلى هذا الحد المن العدل هذا الذي جرى هذا الخير وهذا الخصب وهذه الزراعة وكلما حدثت مشكلة في هذه الدولة رب العالمين سيسددها ويقوّمها لأنه بالعدل تقوم السموات والأرض.

حينئذٍ هذا الفرق بين (لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ) و (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ) نظرية هناك وتطبيق هنا. هذا الفرق بين نظرية تطبيق أن الله عز وجل يدفع العذاب عن الذين حتى لو لم يكونوا مؤمنين وقد تكون القرية غير مؤمنة بالله حتى لو وثنية حتى لو يعني كتابية لكنها مزيفة ولكنهم يحققون العدل فيما بينهم هذا أمان بالدنيا من كل إهلاك واستمرار التقدم والازدهار.

محمد من ليبيا: عندي طلب تفسير قوله تعالى (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا (245) البقرة)؟

الإجابة: أي كُلّ صدقة تقدمها لأي اعتبار للدولة للشارع للفقراء للمساكين زكاة جار حتى عندما تدعو ضيفاً الضيافة كل شيء تنفقه هو هذا قرض لله سبحانه وتعالى سوف يضاعفه لك أضعافاً كثيرة. وطبعاً أضعاف تختلف هناك مثلاً سبعين ضعف هناك خمسين ضعف هناك في رمضان شيء في الحرب شيء وهكذا. إذاً أنت هذا المال الذي أعطاك الله إياه رزقاً إذا أنفقته في سبيل الله على أي اعتبار على أهلك على زوجتك على عيالك على جارك على ضيفك أنت تقرض الله عز وجل حتى على نفسك تُعِفُّها هذا قرض وتأمل كرم الله سبحانه وتعالى يوم القيامة،

الدكتور نجيب: ذكرت مرة يا شيخ أن الله ينصر الدولة الكافرة إذا كانت عادلة

الدكتور الكبيسي: نعم ينصر الدولة الكافرة إذا كانت عادلة على المسلمة إذا كانت ظالمة وهذا حصل في التاريخ والواقع الآن. ولهذا سيدي العدل يقول تعالى (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ (29) الأعراف) والقسط هو أن تزيل الظلم هذا خطاب للحاكم القاضي الحاكم السياسي والحاكم العدلي. القسط رفع الظلم والعدل إعطاء الحق في المرحلتين.

مليكة من الجزائر: سؤالي شيخنا الإنسان الذي يشعر أن الله راضي عليه إلى حد هل ممكن أنه غداً الله يغضب عليه؟

الإجابة: لماذا لا، ممكن (ومنكم من يعمل عمل أهل الجنة حتى لا يبقى بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار ومنكم من يعمل بعمل أهل النار حتى لا يبقى بينه وبين النار إلا ذراع……فيدخل الجنة) إذاً ولهذا النبي قال صلى الله عليه (سلوا الله حسن الخاتمة) هذا واحد اثنين (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ (114) هود) ثلاثة (فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ (217) البقرة) هناك تكفير سيئات بالحسنة وهناك إحباط عمل صالح بعمل طالح. إذاً هذا كله ممكن حدوثه ولهذا (فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) الأعراف). مقولة عظيمة (ليس المهم نقص البدايات ولكن المهم كمال النهايات) حسن الخاتمة كيف يختم الله لك؟ رب العالمين سيحاسبك ويعطيك الحساب على وفق آخر سنة لك في حياتك، كيف كنت آخر سنة؟ هو سيعطيك على هذا المستوى خيراً أو شراً يعني أهل أُحُد الله نصرهم في البداية ثم قال (حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا (152) آل عمران) فرب العالمين غيّر المشيئة (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ (39) الرعد) شاء الله أن ينصرهم أولاً ثم غيّر هذا ونكبهم لأنهم طلبوا الغنيمة فسقطوا. وبذنب واحد وهكذا. وهذا يذكّرنا بقوله تعالى (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) الأنفال) يعني في العراق الآن والله العظيم في نسبة كبيرة من العراقيين على غاية الاستقامة لكن سكتوا (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) هؤلاء الساكتون يحاسبون حساب المجرمين ولذلك كان عليهم أن يقوموا بدورهم.

——فاصل———

الدكتور نجيب: هؤلاء الغافلون صحيح أن الله تعالى لا يهلكهم لأن الحجة لم تقم عليهم ولكن المسلمين أليس هم آثمون لعدم تبليغ الدعوة إياهم؟

الإجابة: طبعاً إذا كانوا مقصرين في هذا وهذا مما يحاسب عليه العبد ويخيل لي والله أعلم يا دكتور ليس هناك إنسان على وجه الأرض إلا وقد بلغته الدعوة وكما تفضلت لتنوع وسائل الإعلام ووجود الفضائيات ولهذا لم يعد هناك إنسان لم تبلغه الدعوة إلا إذا كان في مجاهل الكون وهذا لم يعد موجوداً. لكن هناك دائماً من يدعو وهناك من يعلم أيضاً يعلمهم وهذا تقصير شديد في هذا الباب،

د. نجيب: فالآية الأولى تتعلق بالقضايا الشرعية أما الثانية العدل القضايا العقلية

د. الكبيسي: وهذا يعني أخلاقية إسلامية تجعل من العادل محترماً أياً كان دينه وله حسابه يوم القيامة وهناك فرق بين الصالح وبين المصلح صالح الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويصلي ويصوم هذا صالح. مُصلح لا مصلح أي ما هو تعاملك مع الآخر

د. نجيب: فهو صالح في نفسه مصلح مع غيره وفاقد الشيء لا يعطيه.

خالد من السودان: نسأل عن الآية (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) النساء)؟

الإجابة: كما هو معروف رب العالمين حرم على بني إسرائيل بعض الأشياء كلحم الإبل مثلاً فهذه معروفة أن الله سبحانه وتعالى عقوبة لما فعلوه بسيدنا موسى حرّم عليهم بعض ما أُحِلّ لهم.

حينئذٍ نقول هذا المصلح هو الذي يتعامل كما قلت حتى مع العدو (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) فصلت) إذا هذا صديقك الحميم صار خلاف بينك وبينه كيف تعطيه الحق كيف تعطيه فرصة العدل افعل هذا مع عدوك، مع الركوبة، مع جارك مع الماء مع الشارع مع كل من تتصل به وكل ما تتصل به. حينئذٍ أنت من المصلحين والمصلحون على هذا النسق الذي ذكرناه. من أجل هذا نقول أن الله سبحانه وتعالى عندما تكلم عن الأنظمة المعروفة النهي عن المنكر والعدل كأنها هي القضية بل هي القضية (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ) والقسط مرحلتان أولاً رفع الظلم ثم إعطاء الحق هناك عدل ينبغي رفع الظلم وهناك عدل إحقاق حق فقط فهي مرحلتان أولاً رفع الظلم هذا القسط (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ) وهناك عدل أي أنه ليس هناك ظلم لكن أعطوني حقي أنا حقي ما حصلت عليه.

يوسف من دبي: صار خلاف بيني وبين جماعة لأن رب العالمين فرض الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج لكن السؤال الذي وردني لماذا خُصِّصت اثنين بأربعة بأربعة بثلاثة باثنين لماذا لم تخصص كما هي اثنين اثنين مثلاً؟

الإجابة: نحن عندنا قاعدة في علم أصول الفقه أن العبادات لا تُعلِّل العبادات لا تعلل تعلل المعاملات أما العبادات كما قلت لماذا الصبح اثنين والمغرب ثلاثة؟ ما تعرف لماذا الفاتحة وليست قل هو الله أحد؟ ما تعرف. إذاً معنى هذا أن هذه هي تحقيق العبودية الآن كل الحكومات يقولون لك نفذ ثم ناقش، يعني الطاعة أولاً (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ (13) المجادلة) فالطاعة بدون نقاش خاصة في قضايا العبادات والعبادات لا تُعلّل لأنها عبودية كاملة تحقيق العبودية مع الله والعبد ليس من حقه أن يقول لسيده لما تأمرني بهذا الأمر إلا أن يتفضل السيد أن يخبر عبده هكذا هو الأمر.

قوله تعالى (فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ) هذه أمة أعجوبة. عن سيدنا حذيفة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عذاباً منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم) وهذا الذي يجري الآن. عندما قلّ ما أقول انعدم أبداً. طبعاً عندما نتكلم عن العواصم صراحة في العالم العربي والإسلامي نتكلم عن العواصم وإلا والله ما عدى العواصم من فضل الله لا تزال الأمة بخير فيما عدى العواصم حتى العواصم فيها أحياء في غاية الروعة. وهذه الأمة كما قال المصطفى (الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة) وعندما سألوه: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال (نعم إذا كثر الخبث) وإلا في العراق وفي الصومال وفي كل مكان في العالم الإسلامي المختلط والمختبط الآن والمتعارك حربياً هناك ناس مسلمون صالحون لكن لا راية لمن لا يطاع من أجل هذا إن هذه الأمة باقية إلى هذا اليوم ولها دور قادم جديد ولو كنا أذكياء ونحن أذكياء فعلاً هذه الأمة ذكية (المؤمن كيِّس فَطِن) بوادر نهضة هذه الأمة بدأت نبرز بوحدتها عناوينها ثم هناك فقاعات كثيرة انفجرت عناوين بائسة ولّت بدأت الأمة تعود شيئاً فشيئاً إلى صفائها أنا مسلم والسلام. فلتكن من تكون فئوياً ولا حزبياً أنا مسلم (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ (78) الحج) وعاد المسلمون الآن في كل مكان شيئاً فشيئاً إلى هذه العبادة التي تخصهم وحدهم (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ). حينئذٍ هذه الخصيصة إذا انفقدت من المجتمع هلك وهذه المجتمعات الهالكة الآن والتي بدأت تخرج من هذا الهلاك بعد ما عرفت وكشفت وافتضحت كثيراً من النوايا الخفية بدأت تعود مرة أخرى إلى ما أراد رب العالمين لها في هذه الدنيا.

عماد من الشارقة: عندي سؤال دائماً يلح علي (وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41) النساء) غداً مثلاً احد أخواننا النصارى يقول والله أنا كنت جار عماد لكنه في حياته ما دعاني إلى الإسلام وأنا كنت أعرف أن النصرانية هي الدين الصح وأن إنجيلنا هو الصح ولا أحد قال لي أن الإسلام هو الصح فكيف نكون شهداء عليه هذا؟

الإجابة: أولاً النبي صلى الله عليه وسلم شهيد على الدنيا كلها من حيث الرسالة. النبي صلى الله عليه وسلم سيشهد ويقول يا ربي أشهد أن أخي عيسى أدّى الأمانة وأن أخي موسى أدّى الأمانة وأن بعضهم سمع هذا وبعضهم لم يسمع هذا هذا واحد، ثانياً كما في الآيات المختلفة رب العالمين سبحانه وتعالى جعل النبي صلى الله عليه وسلم شهيداً علينا كما نحن شهداء على كل العالم من حيث أننا الوحيدون على وجه الأرض نقول (آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) البقرة) (قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) آل عمران) إذاً نحن شهداء أن هؤلاء أنبياء ورسل وأدّوا الأمانة وبلّغوا الشريعة وهناك من عصى وهناك من أطاع نشهد على أن هؤلاء فعلاً كانوا أنبياء ومرسلين والنبي صلى الله عليه وسلم يشهد علينا نحن يوم القيامة، يعرف الفئويين والطائفيين والزنادقة والخوارج والمرتدين والقتلة والسفاك هؤلاء ليسوا من أمتي (ليس منا من……) الخ (ليس منا من رفع السلاح علينا) (ليس منا من غشنا) ليس منا الخ تبقى الأمة البسيطة الفطرية هذه الأمة الأُمية من حيث أنها أُممية للجميع تصلي للقبلة وانتهينا. من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله وصلّى للقبلة فهو أخوك وكل من عداك أنت المسؤول عنه سواء يهودي أو مسيحي (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) إذاً أمة طاهرة نقية مع كل العالم.

الدكتور نجيب: تشير يا شيخ إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهميته في مجتمعاتنا وفي المدن لكن للأسف الشديد في العصور المتأخرة أسأنا أسلوب هذه الدعوة

الإجابة: نعم وأصبح هذا الأمر بالمعروف بين المسلمين الصالحين في المساجد. يعني أنت الآن وفعلاً هذا البلاء وهذا حديث معجز (لا تقوم الساعة حتى يخرج الناس من هذا الدين أفواجاً كما دخلوا فيه أفواجاً) هناك أحزاب وجماعات وفئات ومنظمات همُّها أن تكفرك وبالتالي هي خارجة من الدين بالمائة المائة (من كفّر مسلماً فقد كفر) هذا واحد. ثانياً هو هذا تارك السكير والسارق لا هو في المسجد أنت كافر أنت مشرك لا يسلم عليه لا يكلمه شككوا في كل العلماء في التاريخ كله فالتاريخ كله مشرك ونصف الصحابة مشركون وجميع العلماء مشركون وهو أميّ هذا الذي يقول هكذا أميّ لا يحسن القراءة والكتابة هذا الرجل الآن له جماعة ومنظمة بالملايين، (لا تقوم الساعة حتى يخرج الناس من هذا الدين أفواجاً كما دخلوا فيه أفواجاً). إذاً كما تفضلت هذا ليس أمراً بالمعروف هذا يسمونه زندقة يسمونه خروج ويسمونه خوارج ويسمونه افتيات ويسمونه جهل والتاريخ مليء بهذا يعني المكفرون في كل التاريخ بل في كل التاريخ الإنساني هناك مكفرون للنصارى منهم ومكفرون اليهود منهم. إذاً فهم من القوانين (فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا (17) الرعد) والآية هذه معجزة (فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ (17) الجاثية). لما جاءت الشريعة وجاء الإنجيل والتوراة والقرآن اختلفوا وهكذا كل دين ينفي خبثه كل دين ينفي خبثه. هذا الخبث إما يصير تحت عنوان حزب وفئة وجماعة وطائفة ويوم القيامة الحساب بشكل غريب أن هذه الفرق يعني تخالفك في قضية ما فيها نقاش إطلاقاً كيف يقتنع بهذا ويقنع غيره؟؟ هذا هو البلاء هذا هو مكر الله عز وجل ولهذا من عوفي فليحمد الله عز وجل، ويقول صلى الله عليه وسلم (أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مُقسِط ورجل رحيم وعفيف متعفِّف) أولهم هذا السلطان سواء كنت أنت ضابط شرطة وزير مدير عام معلِّم في مدرسة أستاذ في كلية كل من له سلطة أياً كانت مدنية تعليمية وظيفية سياسية عسكرية لا بد أن يكون مقسطاً وإلا فقد هلك.

د. نجيب: والحمد لله الذي أنعم علينا بهؤلاء المقسطين العدول وليس مجرد القسط والعدل وقد ذكرتم أكثر من مرة أنكم شهدتم مواقف فيها العفو وفيها الرحمة وزيادة على هذا العفو هناك عطاء

د. الكبيسي: نسأله تعالى أن يديم هذه الحالة على هذه البلاد بما حباها الله كما لم يحبو بلداً آخر.

د. نجيب: وبلاد المسلمين

والظلم من شيَم النفوس فإن تجد ذا عِفّة فلعلّة لا يظلِم

نسأل الله تعالى أن يطهرنا ظلم النفوس. باسمكم جميعاً نقدم شكرنا لشيخنا الجليل العلامة الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله ورعاه وزاده علماً وإيماناً وعلماً أن الإعادة غداً صباحاً في الساعة الثامنة بتوقيت الإمارات داعين المولى لنا ولكم بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بُثّت الحلقة بتاريخ 28/5/2010م وطبعتها الأخت نوال من السعودية جزاها الله خيراً وتم تنقيحها

—————————————

من قسم الفيديو

http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2184

على

MegaShare

Filefactory

تحميل الحلقة صوتيا mp3 بحجم 5.5 ميجا تقريباً

على

MegaShare

Filefactory

2Shared