أبواب الجنة – باب دوام العمل الصالح
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه. أحب العمل إلى الله أدومه كما قال عليه الصلاة والسلام (سددوا وقاربوا وأبشروا فلا يدخل الجنة أحدكم عمله، قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمته، واعلموا أن أحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قلّ).
مداومة المسلم على عمل من أعمال العبادة تجعل له ميزة فإن الله سبحانه وتعالى يحب العمل الدائم وإن كان قليلاً أكثر مما يحب العمل الكثير إذا أصابك منه الملل أو السأم وتقطع (أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل) ولهذا قال صلى الله عليه وسلم (سددوا وقاربوا). من أجل هذا من الضمان المستقبل يوم القيامة ومن أبواب الجنة باب المداومة أن تتخذ لك عبادة تداوم عليها إضافة إلى الفرائض الفرائض شيء آخر، نتكلم عن ما تجهد وتجتهد وتجهد به نفسك من عبادات كثيرة تحاول أن تصل بها إلى أبواب الجنة والرسول عليه الصلاة والسلام ينصحك أن تقارب وأن تسدد وأن تختار لك عبادة تستطيع المداومة عليها.
وهناك عبادات تفرض نفسها عليك وخاصة في هذا العصر الذي نحن فيه وهو الشقاء (إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) طه) – الشقاء – شقاء النساء والرجال في الحياة في هذا الزمان شقاء واضح وبارز وإن كان متفاوتاً نسبياً وخاصة شقاء النساء من حيث أن لكل عصر آفته وضيقه على المرأة، مرة بالتقاليد القاسية التي هي من صنع الناس وليس من صنع الله تكبلها حتى تمحق حياتها محقاً فلا تزيد على أن تكون حاجة من حاجات البيت لا قيمة لها ولا مشيئة ولا إرادة ولا إكرام والأمة خير منها وهذا في مجتمعات واسعة، من نهاية القرن الماضي إلى بدايات هذه الأيام هناك في المجتمعات الإسلامية فى قطاعات كثيرة المرأة فيها شيء من الأشياء.
الآن إستجد شقاء جديد شقاء الرجل بصعوبة العيش في هذا الزمان على المسلم الذي يريد أن يتحرى الحلال وهذا شقاء دائم وهو عمل دائم معاناة دائمة تورثه الحزن والهم والقلق والخوف هذه عبادة دائمة في زمننا هذا وهكذا المرأة. المرأة بعد أن إنتهى عصر التقاليد المقيدة والتي تزيد عن حدها، الآن جاءها فى هذا العصر ما يشقيها بشقاء من نوع جديد هذا الذي يسمونه (الموبايل) التليفون المتنقل في التاريخ كانت المرأة تغار من ضرتها الآن تغار من تليفون زوجها والأزواج معظمهم يضع هذا التليفون في الليل والنهار على آذانهم والمرأة لا تدري يتحدث مع من يضحك مرات يحزن مرات يرفع صوته مرات والمرأة من طبيعتها وقوانينها شكاكة بزوجها سواء كان زوجها طيباً أو غير طيب بريئاً أو متهماً هي تعانى من هذا التليفون بالغيرة والسهر والألم ولهذا لا تنام لأنها تشك دائماً بزوجها وفي الغالب يكون شكها في مكانه وإن كان بعض الظن إثم، بعضه فقط.
إذاً شقاء المرأة كشقاء الرجل سواءاً بسواء هذا يعاني من جانب وهذه تعاني من جانب وفي هذا العصر كثر الهم وكثر الغم وكثر الحزن وكثرت المعاناة للطرفين وهذه كلها من العبادات الجليلة ويبدو أنها دائمة، هذه التقلبات الزمنية قد تستمر عقوداً إن لم نقل قروناً. من أجل ذلك إن الله سبحانه وتعالى الذى يريد أن يتوب عليكم إذا أراد أن يتوب على عبد من عباده سلط الله عليه الهمّ لكي يبلغها بذلك “إن العبد لتسبق له المنزلة عند الله فلا يبلغها بعمل فيسلط الله عليه الهم والحزن والمعاناة والقلق وكل هذه عبادات جليلة وجميلة من حيث أنها تكفر الخطايا تماماً.
إذاً المرأة والرجل في هذا العصر ينبغي أن تكون عباداتهم دائمة لأن دوام العبادة جدير بتكفير الذنوب (أحب العمل إلى الله أدومه وإن قلّ)، وكما قلنا إن الله سبحانه وتعالى إبتلانا ببعض البلاء وعجبت لمن يدخل الجنة رغم أنفه. أضف على كل هذا أن المسلم يجب أن تكون له عبادة دائمة ولو قليلة قرآءة معينة جزء معين في اليوم صيام يوم في الأسبوع مثلاً ثلاثة في الشهر أوراد ولو واحد يداوم عليه يعني إختار لك عبادة قليلة تستطيع أداءها في كل مناسباتها وفي كل أوقاتها على أن تداوم عليها فعلاً فإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ونحن فى عصر يحتاج إلى هذا العمل الوسيلة لوقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ (35) المائدة) ونسأله تعالى حسن الخاتمة لنا ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.