البشائر

البشائر – الحلقة 26

اسلاميات

البشارة السادسة والعشرون:

بشارة البشائر حيث يضمن المؤمن بفضل الله تعالى أن حسناته أكثر من سيئاته هي ليلة القدر (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)) أفضل من أن تعبد الله ألف شهر أو 84 سنة في كل عام يضاف لرصيدك من الحسنات حسنات 84 عاماً صيام نهارها وقيام ليلها. وقال r في الحديث الشريف: من قام ليلة القدر ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. معنى ذلك أنك عندما تسمع أحاديث :”ليس على أهل لا إله إلا الله بأس” وحديث “من قال لا إله إلا الله حُرّمت عليه النار” وحديث ” إن أمتي هذه أمة مرحومة لا عذاب عليها في الآخرة” هذه الأحاديث العجيبة التي توقف عندها العلماء يحاولون وضع معنى لها يزيل الدهشة والاستغراب لكن بهذه البشارة (بشارة ليلة القدر) تُحلّ المعادلة. قلا سابقاً أن من زادت حسناته على سيئاته فذلك الذي يدخل الجنة بغير حساب (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) فاطر) . كيف يمكن أن تضمن أن حسناتك تزيد على سيئاتك؟ الضمان هو بليلة القدر. كل عام ليلة القدر تضيف الى رصيد حسناتك حسنات 84 عام والله تعالى يقول أن ليلة القدر خير من ألف شهر ونحن سنفترض الحد الأدنى (84 سنة) وهي خير من ألف شهر كما قال تعالى لكن لو فرضنا الحد الأدنى ففي كل عام يزيد الى حسناتك كأنك صمت وقمت 84 عاماً. وكل حسناتك وسئياتك في كتاب عند الله تعالى (كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) المطففين) وهناك عداد حسنات وعداد سيئات والذي يحصل أن عداد السيئات يُصفّر كل يوم من الجمعة الى الجمعة ومن رمضان الى رمضان ومن الصلاة الى الصلاة والبلاء والاستغفار وزيارة المريض والحج والمصيبة وكثيرة هي اسباب تصفير السيئات فمن قال سبحان الله وبحمده مئة مرة غفرت ذنوبه والأحاديث في تصفير السيئات عديدة كثيرة. وفي الوقت نفسه فإن عدّاد الحسنات يزيد ويتصاعد تصاعداً خيالياً أكثر مما تتوقعه. فإن ما تفعله أنت في حياتك كلها من حسنات من عمل أو عبادة لا يساوي شيئاً نسبياً لما سيمنحك الله تعالى إياه في ليلة القدر فالحسنات أكثر مما جمعته في عبادتك بملايين المرات وهنا تضمن أن حسناتك أكثر من سيئاتك.

هؤلاء السابقون في الفضل وهؤلاء هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب فلنتحرّى هذه الليلة المباركة ايماناً واحتساباً ولنحُسن معاملة الناس ونستغفر الله تعالى من كل الذنوب حتى نكون ممن يصافحه جبريل u في هذه الليلة المباركة ومن علامات مصافحة جبريل u أنك تشعر برقّة وقُرب دمعة وخشوع وأسأل الله تعالى أن يجنبنا العُجب والزلل وأن يجعلنا من عتقاء هذه الليلة المباركة.