البشائر

البشائر – الحلقة 27

اسلاميات

البشارة السابعة والعشرون:

 ومن البشائر ما يحمله حرف الجرّ في هذه الآية (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) التوبة) (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25) الشورى). جاء في القرآن قوله تعالى (قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) المائدة) وجاء قوله تعالى (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) فما الفرق بين أن يتقبل الله تعالى من عباده وأن يتقبل عن عباده. إذا تاب العبد بنفسه فالله تعالى يتقبل منه هذا إذا باشر العبد التوبة وتاب واستغفر من ذنوبه.

أما (عن عباده) فتعني أن الله تعالى يتقبل التوبة بالنيابة (أحد الناس تاب عنك). قال تعالى (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ) وهذا كرم آخر ونفحة من نفحاته سبحانه وتعالى. فقد تدخل الجنة بحسنات لا تعرفها وإنما جرت على يد غيرك وكان ثوابها لك والأحاديث في هذا كثيرة. الدعاء للمؤمن بظهر الغيب فكم من الناس يدعون لك كل ليلة وكل ساعة وما من دقيقة إلا وفيها صلاة تقام من مشرق الأرض الى مغربها على مدى الأربع والعشرين ساعة هناك أذان يُرفع وصلاة  تُقام والكل يقول اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات. والدعاء مستجاب ومن الملائكة من هم مخصوصون للتأمين على دعاء المؤمن لإخوانه بظهر الغيب. قال r: ” من استغفر للمؤمنين والمؤمنات خمس وعشرون مرة وفي رواية سبع وعشرون مرة إلا غفر له ورُزِق به الخلق وكان مستجاب الدعوة” وما يجري من استغفار المؤمنين بعضهم لبعض يغفر الذنوب. وكذلك الصدقة الجارية ففي البرزخ ترفع درجة العبد فيسأل بم نِلت هذا؟ فيقال هذا باستغفار ولدك لك. هذا تصديق للحديث إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وذكر منها ولد صالح يدعو له وصدقة جارية. فإذا كنت صاحب بستان مثلاً فكل من يأكل من بستانك من طير أو غيره فلك فيه حسنة ” وفي كل كبد رطبة صدقة” وكل من تُقضى حاجته باسمك يصله حسنات. وهناك من العبادات ما جُيّرت لك لأن أحداً من الناس قام بها عنك وهذا معنى قوله تعالى (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ).