البشائر

البشائر – الحلقة 30

اسلاميات

البشارة الثلاثون:

وآخر هذه البشارات هي الآية التي اختتم بها تعالى آيات الصيام فبعد أن تحدث عن الصيام قال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة) إن الله تعالى يقترب منكم اليوم وهذه ليلة الجائزة فعند صلاة الفجر وصلاة العيد تقف الملائكة فتقول اذهبوا فقد غفر الله لكم وهذه جوائزكم بعد الشهر الكريم وهذا هو الجزاء بعد الصبر الذي قابلتم به الله تعالى وبما أن الله تعالى قريب منكم وعليكم وفيكم ندعو الله تعالى لهذه الدولة المباركة أن يديم الله تعالى عليها النِعم والأمن والعدل وأن يحميها من الشر ومن السوء والمكر. وأن يسهل لأهلها طريقة معيشتها ويجزي حكامها خيراً على ما بذلوه في سبيل شعبهم من عدل وأمن وانصاف. وندعو للأمة الاسلامية كلها أن يُبرّئها الله تعالى مما هي فيه وأن يرفع عنها البلاء والشر وينصرها النصر الذي تستحقه ويرفع عنها البلاء عن كل اقطارها وحدودها ومصائرها وندعو الله تعالى أن يجعلنا من عتقائه في هذا الشهر المبارك وأن يبلغنا الشهر القادم ونحن أحسن ما نكون في هذا العام. وغداً العيد وفي العيد تدور عبادة عظيمة ألا وهي عبادة السرور وهي عبادة جليلة فمن أدخل السرور على قلب مؤمن أو بيت من بيوت المؤمنين جعل الله له ملكاً يؤنس وحشته في قبره الى أن يُبعث يوم القيامة. فلنحسن تعاملنا مع الناس ولنوسّع على عيالنا وعلى الفقراء والمساكين. وعلينا أن نعيّد محمداً r بهدية يستحقها لحًسن تبليغه وإداء رسالته ونسأل الله تعالى أن يجزيه عنا خيراً وأن يُحسن اليه ونقول له صباح العيد: يا رب إكراماً لنبيّك المصطفى فإني أعفو عن كل من ظلمني فإذا فعلت ذلك أفرحت النبي r فما من سوء يسوء النبي r أكثر من أن يدخل واحد من أمته النار فإياك أن يدخل أحد من أمة محمد r النار بسببك أنت لأنه ظلمك وأنت لم تغفر له. قُل يا رسول الله إني اعفو عن كل من ظلمني لوجه الله تعالى وإكراماً لك.

وكل عام وأنتم بخير