بينات – رمضان 1433 هـ
الحلقة 17
الآيات 162 – 164
الشيخ عبد الرحمن الشهري: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرا. حياكم الله أيها الإخوة المشاهدون الكرام في برنامجكم بينات في هذا المجلس القرآني الذي توقفنا في حلقته الماضية عند آيات سورة النساء التي تتحدث عن اليهود وعن الراسخين في العلم منهم الذين دعاهم وقادهم علمهم بكتاب التوراة إلى الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم والإذعان للإسلام والانقياد له وعلى رأس هؤلاء ومن أبرزهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن سلام رضي الله عنه الذي كان من أحبار اليهود ثم أسلم وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو عند قول الله تعالى (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ) حياكم الله يا مشايخ.
الشيخ مساعد الطيار: حيّاك الله.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: تحدثنا في الحلقات الماضية عن الآيات التي تناولت المنافقين ثم جاءت الآيات التي بعدها تكلمت عن اليهود وذكرت كثيراً من أوصاف اليهود وذكر الله سبحانه وتعالى أنه لم يغضب على اليهود ولم يستحق اليهود هذا الغضب وهذه العقوبات إلا بسبب ظلم وتعدي وصد عن سبيل الله كثيراً. الآن ينتقل الحديث إلى آية الأنبياء إن صحّت التسمية في سورة النساء وهي قول الله سبحانه وتعالى (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163) وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164)) لاحظوا يا مشايخ كيف وهذه من عظمة هذا الدين كيف يسرد هؤلاء الصفوة وهم القدوة عليهم الصلاة والسلام يعني الآن عندما تنظر لتاريخ البشرية تجد أن هؤلاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم القدوة أليس كذلك؟
الشيخ مساعد الطيار: نعم.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: وأنهم هم الصفوة الذين اصطفاهم الله سبحانه وتعالى على مستوى البشرية من لدن آدم عليه الصلاة والسلام ثم أبناؤه الأنبياء نوح وإدريس وإبراهيم وأبناء إبراهيم وكل من جاء بعده. في هذه الآيات التي يسميها بعضهم آية الأنبياء التي جمع الله فيها كم جمع الله فيها من الأنبياء يا مشايخ؟
الشيخ محمد الخضيري: نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وداود وموسى.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: طبعاً هؤلاء ثلاثة عشر لكن الأسباط هم اثنى عشر أليس كذلك؟
الشيخ محمد الخضيري: الأسباط إذا قيل أنهم أبناء يعقوب فهم اثنا عشر وإذا قيل أنهم أنبياء بني إسرائيل فهم كثر لا يُعرف عددهم.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: يعني تقريباً ما يقارب الخمسة وعشرين نبي ذكروا في هذه الآية إذا ذكرنا أن الأسباط هم اثنا عشر طبعاً والأنبياء أكثر من ذلك بكثير. تذكرون في اللقاء الماضي كنا تحدثنا عن قتل بني إسرائيل أو قتل اليهود للأنبياء وأنهم ربما قتلوا في اليوم الواحد عدداً من الأنبياء دون أن تطرف لهم عين أو أن يرقّ لهم قلب فعدد الأنبياء هم أكثر من هذا العدد وبعض العلماء أوصلهم إلى خمسة وعشرين ألف نبي ورسول إلا أن الله ذكر منهم في القرآن الكريم عدداً ولم يذكر البقية ولذلك قال في الآية التي بعدها (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164)). أولاً من فوائد هذه الآية التي تحضرني في قضية أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس بدعاً من الرسل عندما يأتي هؤلاء اليهود ويكفرون بك يا محمد أو يأتي المشركون ويكفرون بك فقافلة الأنبياء معروفة وتاريخ الأنبياء معروف.
الشيخ محمد الخضيري: فما هو الغريب؟
الشيخ عبد الرحمن الشهري: فما هو الغريب يعني أنت لست بدعاً من الرسل ولذلك جعلها الله حجة من الحجج التي لقنها النبي صلى الله عليه وسلم كما في سورة الأحقاف (قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ) [الأحقاف:9] فأنا لست أول نبي بل بالعكس أنا آخر الأنبياء فلماذا تستنكرون علي هذه الصفة وهي صفة النبوة؟! ثم الأمر الثاني أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بُشِّر به في الكتب السابقة بشّر به
الشيخ مساعد الطيار: موسى.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: موسى وبشّر به عيسى عليهم الصلاة والسلام.
الشيخ محمد الخضيري: والأنبياء قبلهم أيضاً.
الشيخ مساعد الطيار: وداود وسليمان.
الشيخ محمد الخضيري: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (٨١)) [آل عمران].
الشيخ عبد الرحمن الشهري: فإذاً هذه من الحجج التي يحتج بها على منكري النبوة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم أنه عليه الصلاة والسلام قد بُعِث كما بُعِث الذين من قبله من الأنبياء وسرد الله منهم أبرز الأنبياء وذكر منهم هنا أولو العزم من الرسل أليس كذلك؟ وغيره هل لديك تعليق على آية الأنبياء يا شيخ مساعد؟
الشيخ مساعد الطيار: طبعاً أنت ذكرت طرفاً جيداً فيما يتعلق بموقع هذه الآية مما قبلها فاليهود سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم كتاباً وقد ذكر الطبري أن هذه الآيات أُنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم بعد فضح الله لليهود وسؤالهم أن ينزل على محمد صلى الله عليه وسلم كتاباً ليؤمنوا به كما يدّعون قال فتلا عليهم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم (قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ) من بعد موسى قال فأنزل الله هذه الآيات تكذيباً لهم وأخبر نبيه والمؤمنين أنه قد أنزل عليه بعد موسى وعلى من سماهم في هذه الآية وعلى آخرين لم يسمّهم وهذا كأنه نوع من الرد على اليهود قال (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ). وهذا كما ذكرت قبل قليل يدل على أن الوحي ليس بدعاً وأن هؤلاء الذين اصطفاهم الله سبحانه وتعالى من لدن نوح عليه الصلاة والسلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم كل هؤلاء الأنبياء فإن أمرهم واحد ولذا الرسول صلى الله عليه وسلم قال «نحن الأنبياء
الشيخ محمد الخضيري: أولاد علات.
الشيخ مساعد الطيار: أولاد علات أبونا واحد.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: وأمهاتنا متفرقة.
الشيخ مساعد الطيار: متفرقة أو مختلفة» فكأنه يشير إلى الواحد والاتفاق في الأصل الدين الأصل الإسلام والتفرق الذي ذكره الذي هو شبهه بالأمهات هو اختلاف الشرائع فهذا اختلاف الشرائع كأنهم كل واحد منهم وُلِد الأم يختلف عن الآخر ويتفقون في الأب فهذا أصول الأديان أصول الشرائع وأصول الاعتقاد. فالله سبحانه وتعالى ذكر هؤلاء الأنبياء على هذه السلسلة لكن يلاحظ في هذه السلسلة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى أولاً نوح عليه الصلاة والسلام وهو أبو البشر الثاني ثم ذكر إبراهيم وكل من ذُكِر بعد إبراهيم فهم من نسله.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: من ذريته.
الشيخ مساعد الطيار: من ذريته كل من ذُكِر بعد إبراهيم فهو من ذريته ولم يُشَر إلى غير هؤلاء وهذا فيه ملحظ وهو أن الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات يخاطب اليهود ويخاطبهم بالأنبياء الذين يعرفونهم.
الشيخ محمد الخضيري: يعرفونهم ويتبعونهم.
الشيخ مساعد الطيار: ويتبعونهم ولهذا أذكر أحد النصارى هو شاب الحقيقة قصة إسلامه عجيبة وموجودة في النت يمكن قرابة خمس وثلاثين دقيقة يتكلم عن إسلامه لكن من الأشياء التي ذكرها وهذه أحد الفوائد التي يمكن أن ننبه إلى الذي يدعو النصارى إليها أنه يقول قصته طويلة لكن لما أعطي القرآن مترجماً تفسيره معاني القرآن فبدأ يقرأ فيه يقول أنا اقرأ أسماء أعرفها قرأتها في كتبنا ما شأن المسلمين بهذه الأسماء؟ يقول هذه أسماء أعرفها فهذا الاتفاق
الشيخ عبد الرحمن الشهري: يدعوهم
الشيخ مساعد الطيار: يدعوهم إلى ماذا؟ أقل شيء إلى التفكر
الشيخ محمد الخضيري: والقراءة
الشيخ مساعد الطيار: والقراءة حتى يصلوا إلى ماذا؟ إلى الإيمان.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: وذكرت لك أنا أن هناك من أسلم فعلاً بسبب هذا بالذات ويقول إنني فتحت القرآن وقرأته فلما وجدت الأسماء أسماء أنبياء بني إسرائيل مريم عيسى فدعاه هذا إلى الاستمرار والقراءة فهداه الله إلى الحق بسبب ذلك. ولا شك أن هذا من اتفاق الشرائع لأنها كلها كما قال ورقة بن نوفل: إن هذا والذي جاء به موسى يخرجان من مشكاة واحدة. وصدق فعلاً لأن التوحيد، دعوة الأنبياء جميعاً هي التوحيد والذي يدعي عليهم غير ذلك فهو كاذب وأنه لم يأتي نبي من الأنبياء بالشرك أبداً وعيسى عليه الصلاة والسلام عندما سأله الله (أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ) [المائدة:116] وأنكر هذا (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ) [المائدة:117] والحقيقة هذه الحقائق نحن لا نشك فيها ولكن ينبغي علينا أن نقرّبها وأن ننشرها لعلها تبلغ من يزعم ذلك من النصارى وهم عدد كبير جداً جداً. ولاحظوا سبحان الله العظيم مع أن عيسى عليه الصلاة والسلام وموسى عليه الصلاة والسلام أرسلوا إلى بني إسرائيل فقط أليس كذلك؟ يعني دعوتهم خاصة جداً والنصرانية لا يجوز، حرام أن تكون بهذا الانتشار، ليس هذه رسالة عيسى عليه الصلاة والسلام عيسى عليه الصلاة والسلام رسالته لبني إسرائيل فقط رسالة خاصة وليست رسالة عامة للناس.
الشيخ محمد الخضيري: لخرفان بني إسرائيل الضالّة.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: نعم فكون الآن النصرانية تنتشر بهذا الانتشار في أوروبا هذا مخالف للنصرانية نفسها لأن عيسى لم يرسَل إليهم. هذه المعاني عندما تبرز وتُظهر لعل الله يهدي بها من يشاء من عباده.
الشيخ محمد الخضيري: هناك مسألة وهي التأكيد على انتماء الإنسان إلى دعوة الأنبياء يعني لن ينجح الداعية في دعوته حتى يثبت أن ما يدعو إليه وما يدعو إليه الأنبياء من قبله هو شيء واحد.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: أنهم هم القدوات.
الشيخ محمد الخضيري: إي نعم أنهم هم القدوات وأننا نتفق في أصل الدعوة يعني ما جئنا بشيء جديد ولا ابتدعنا شيئاً من عند أنفسنا فهذا مما يوثِّق الدعوة. إذاً الذي يدعو إليه نوح، إبراهيم، إسماعيل، إسحاق، يعقوب، الأسباط، يونس، يوسف، هود، إلى آخره، كله شيء واحد بدليل قول الله وقول الله وقول الله
الشيخ مساعد الطيار: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ).
الشيخ محمد الخضيري: (لَئِنْ أَشْرَكْتَ) لا، التي في سورة النحل؟
الشيخ مساعد الطيار: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ) [الأنبياء:25].
الشيخ عبد الرحمن الشهري: كما أوحينا إلى النبيين من قبلك؟
الشيخ محمد الخضيري: المهم الآيات التي تدل على أن دعوة الأنبياء واحدة والعجيب أنه كان يؤمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصرّح بذلك. فنقول من أسباب قوة الداعية عندما يدعو غيره إلى الله عز وجل أن يبيّن للناس وجه صلة ما يدعوهم به أو يدعوهم إليه بالأنبياء وأن الأنبياء دعوا إلى مثل هذا وأن هذه هي دعوة الأنبياء القائمة المعروفة المسلوكة الجادة التي يجب أن نكون عليها وأن يكون عليها من يأتي بعدنا.
الشيخ مساعد الطيار: وهذه الحقيقة أيضاً ملحظ في الإنجيل يذكرون مثلاً ما يسمى بموعظة الجبل وهي موعظة مشهورة ويذكرون أن عيسى انفرد عن تلاميذه وصار يدعو ربه طبعاً هم قالوا يدعو الأب أو الآب وسجد من شدة دعائه وتضرعه سجد عليه الصلاة والسلام فأذكر أن أحدهم كان يقول لبعض النصارى الذين يجادلهم قال هل تجدون السجود في دينكم الآن؟ هل عندكم سجود؟ قالوا لا. قال لماذا السجود عندنا نحن ونوافق ما فعله عيسى في إنجيلكم وأنتم لا توافقونه؟ يقول فتحيّر، وهذا الذي نريد ننتبه إليها اتفاق أديان الأنبياء في قضايا تعتبر من الأصول.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: يعني تقصد إن النصارى الآن لا يسجدون؟
الشيخ مساعد الطيار: لا يسجدون.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: هم فعلاً صلاتهم جلسة كذا.
الشيخ مساعد الطيار: لا يعرف أنهم يسجدون إلا في حالة وهي ليست سجوداً حقيقة في حالة واحدة فيما إذا جاء والعياذ بالله إلى الصنم المجعول الصليب هكذا وكان مرتفعاً وكان أمامه مثل ما يكون الطاولة يضع جبهته فقط هكذا أو يده هكذا أما أن يسجد.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: يسجد على الأرض كما نسجد نحن ليس موجوداً
الشيخ مساعد الطيار: لا أعرف أنه يوجد واحتج عليه بهذا وهذا كان طبعاً ممن يعتبرون من الخصمين الذين يعرفون الإنجيل يعني هل تجد هذا الآن عيسى في أكثر من موطن يذكرون أنه سجد، سجد، سجد.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: هو تصميم كنائس النصارى ليس فيه إمكانية السجود كلها يعني كراسي مثل قاعات المحاضرات عندنا فما فيه سجود لكن ادخل المساجد الآن كلها مهيأة للسجود.
الشيخ مساعد الطيار: هذه من الطرائف طرائف الكراسي الذي ذكرته النصراني طبعاً هو يذكر قصة إسلامه أنه ذهب إلى مسجد وعده صاحبه المسلم يقول فأنا انتظرت عند باب المسجد خرج الإمام ورآني قال تفضل حياك الله قال لا، أنا انتظر فلان قال أتفضل في المسجد إلى أن يأتي يقول فجاءني بكرسي وأجلسني يقول أنا تعقدت أنا كرهت الكراسي لأنه في الكنيسة كراسي وفي المسجد كرسي وأنا أريد أن أجلس على الأرض مثل ما يجلس المسلمون على الأرض وهو لم يُسلم بعد.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: اجلس.
الشيخ مساعد الطيار: لا هي مجرد قصة وإلا جلس هو الآن.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: سبحان الله مع أنها أشياء بسيطة قد لا يلتفت إليها لكنها تفرق تدل على اختلاف الأديان لما تقول إن الكنيسة أو تجد الكراسي بطريقة معينة ما عندهم سجود فعلاً ولا حتى اليهود فعلاً.
الشيخ مساعد الطيار: اليهود عندهم هزّ الرأس.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: أنا أذكر أني دخلت في مطار بروكسل فوجدت يعني وضعوا ثلاث غرف بجنب بعض فارغة واحد للنصارى يعني كنيسة وواحد للمسلمين مسجد وواحد كنيس لليهود فصليت أنا في المسجد وكان معي ثم دعاني حبّ
الشيخ محمد الخضيري: الاستطلاع
الشيخ عبد الرحمن الشهري: الفضول إلى أني أدخل إلى كنيس اليهود وكنيسة النصارى، كنيسة النصارى واضحة أنا سبقت أني رأيتها تدخل تجدها أشبه ما تكون بقاعة محاضرات كراسي وأحياناً المتطورين منهم يحطون لك في جيب الكرسي الذي أمامك نسخة من الكتاب المقدس عندهم أو نسخة من الأغاني الدينية ترانيم دينية لأنك تأتي عندهم أصلاً في الكنيسة يجلس واحد يعزف الأغنية الدينية وأنت تتبع معه في الأنشودة الدينية وتروح على كنيس اليهود أدخل ما رأيت فيه أي إشارة إلى شيء عبادة مكاتب واحد جالس على مكتب أين يصلون هؤلاء؟ وأين يتعبدون؟!
الشيخ محمد الخضيري: عجيب.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: فهم في العادة يقفون عند الجدار ويشيرون ويهزون رؤوسهم وهكذا ففعلاً هذه لفتة مهمة جداً فعلاً السجود ليس موجوداً لا عندهم ولا عند النصارى.
الشيخ مساعد الطيار: مع أنه ذكر في كتبهم السجود ذكر.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: وهذه لفتة فعلاً مهمة.
الشيخ مساعد الطيار: لكن سبحان الله.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: نحمد الله الذي وفقنا لهذا ولهذا الهداية للحق ولذلك يوم يدعون إلى السجود فلا يستطيعون في الآخرة وأن هذه من أعظم ملامح تعظيم الله سبحانه وتعالى.
الشيخ مساعد الطيار: واركعي واسجدي.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: وأقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد، قد المؤمن سبحان الله المسلم وهو يسجد ويركع لا يستشعر هذه النعمة العظيمة التي أنعم الله بها عليه أنه يركع ويسجد لله سبحانه وتعالى.
الشيخ مساعد الطيار: قال لمريم (وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣)) [آل عمران] بمناسبة استطراد بمناسبة الهزّ هزّ اليهود أذكر بعض الذين ينتقدون على بعض القُرّاء
الشيخ محمد الخضيري: الهزّ.
الشيخ مساعد الطيار: وهم يقرؤون الهز يقولون إن هذا فيه تشبه باليهود لأن اليهود وهم يقرأون توراتهم يهزون هكذا.
الشيخ محمد الخضيري: لكن كنا نهزّ ونحن صغار
الشيخ عبد الرحمن الشهري: هذه ما تقصد بها.
الشيخ محمد الخضيري: في حلقات التحفيظ كان مشايخنا يأمرونا بهذا لأننا نجلس طويلاً فمن أجل ينشط الإنسان ويتحرك الدم في جسمه بدل ما هو جالس بلا حركة ولذلك كنا مرة نهز هكذا ومرة نهز هكذا.
الشيخ مساعد الطيار: يعني المقصد قصدي
الشيخ محمد الخضيري: رياضي
الشيخ مساعد الطيار: رياضي.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: ما فيه أي بعد ديني.
الشيخ محمد الخضيري: هكذا لكن تريد أن تدخلنا
الشيخ مساعد الطيار: لا، لا أنا لا أحكم أنا فقط أشير إلى مجرد.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: تعالوا ننتقل في قوله (وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163)) طبعاً (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ)
الشيخ مساعد الطيار: (أَوْحَيْنَا) (وَآتَيْنَا).
الشيخ عبد الرحمن الشهري: (أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ) إلى آخره فالوحي معروف ما المقصود بالوحي هو أن يرسل الله سبحانه وتعالى رسولاً إلى هؤلاء الأنبياء والعادة أنه جبريل عليه الصلاة والسلام هو الرسول بين الله وبين أنبيائه ورسله وهناك من الأنبياء من كلّمه الله مباشرة ولكن من وراء حجاب كما كان مع موسى عليه الصلاة والسلام وكما كان مع محمد عليه الصلاة والسلام في ليلة المعراج لكن هنا عندما قال (وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163)) أين هو الزبور اليوم يا دكتور محمد؟ يعني نحن الآن نقول والله التوراة موجودة والإنجيل موجودة وهي محرّفة لكن ليس هناك زبور حتى ولو محرَّف.
الشيخ محمد الخضيري: ما أعرف والله.
الشيخ مساعد الطيار: الذي أعرفه أن الزبور موجود الذي يسمونه المزامير.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: مزامير داود.
الشيخ مساعد الطيار: نعم مزامير داود أو يسمونه
الشيخ محمد الخضيري: المزمور.
الشيخ مساعد الطيار: يسمونه المزامير أو المزمور ولهذا في المزمور الثاني والثمانين فيه إشارة إلى الحج.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: ملحقات أشبه ملحقات بالكتاب.
الشيخ مساعد الطيار: طبعاً الكتاب المقدس ليس هذا مجال الحديث عنه لكنه الخمس الأسفار بالذات هي التي يمكن أن تعتبر التوراة.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: لعلنا نكمل الحديث في هذه النقطة وهي مهمة الحقيقة هذه الكتب السماوية السابقة لكن بعد فاصل قصير، نستأذنكم في فاصل قصير أيها الإخوة المشاهدون ثم نكمل الحديث حول الآيات.
*.*.*.*.*.*.*.* فاصل *.*.*.*.*.*.*.*
– إعلان جوال تفسير
– تقرير عن مركز تفسير وملتقى أهل التفسير
*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*
الشيخ عبد الرحمن الشهري: حياكم الله أيها الإخوة المشاهدون مرة أخرى وما زال حديثنا متصلاً مع المشايخ الدكتور محمد الخضيري والدكتور مساعد الطيار حول آيات سورة النساء قد وصلنا عند آية الأنبياء وهي الآية الثالثة والستين بعد المئة وكنا وقفنا عند قوله (وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) وأين هو زبور داوود عليه الصلاة والسلام وداوود هو من أنبياء بني إسرائيل.
الشيخ محمد الخضيري: بلا شك.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: إي نعم وهو أيضاً قبل عيسى عليه الصلاة والسلام ويعتبر داوود وابنه سليمان من أعظم أنبياء بني إسرائيل بل إن دولة بني إسرائيل في عهدهما كانت تعتبر من أقوى الدول.
الشيخ محمد الخضيري: وفي قمة العز والتمكين.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: إيه نعم في قمة العز والتمكين الزبور كما ذكر الدكتور مساعد هو يعني يعتبر الآن طبعاً بقاياه إن صح التعبير من الملحقات الموجودة في كتاب التوراة.
الشيخ مساعد الطيار: هو الكتاب.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: أصبح الكتاب المقدس مجموع.
الشيخ مساعد الطيار: طبعاً الكتاب المقدس مقسوم إلى قسمين العهد القديم والعهد الجديد العهد القديم في الأسفار الخمس الأولى هي التي يظن أنها أصل التوراة التي نزلت على موسى عليه الصلاة والسلام ثم تأتي أخبار الملوك صمويل الأول والثاني كلها أخبار وتأتي بعض الأسفار فيها أيضاً بعض الرؤى مثل سفر دانيال وسفر اشعيا وأسفار أخرى صغيرة وكبيرة إلى أن تنتهي إلى سفر زكريا هذه كلها تعتبر العهد القديم وفيها المزامير ثم بعد ذلك تأتي الأناجيل ثم أعمال الرسل هذه يعتبرون الآن هو العهد الجديد هذا باختصار لكن المزامير أو ما أنزل على داوود عليه الصلاة والسلام يمكن أن تكون بقاياه موجودة في المزامير ولهذا في المزمور الثاني والثمانين ذكر طبعاً لو يقرأ بالإنجليزي لا يقرأ بالعربي طبعاً أنت تعرف أنا ثقافتي فرنسية فما أعرف إنجليزي! لكن يقرأ بالإنجليزي ستجد أنت هذا المزمور فيه إشارة إلى الحج واضحة جداً لكن بالترجمة العربية يحاولون تحريفه إلى أبعد حد يعني موجود في الإنجليزي ويسيرون في وادي بكة هكذا بالإنجليزي وتعرف أنت الأسماء بالكابتل الأول مكتوبة بكة في بعض التراجم كانوا يكتبون بكاء وفي بعض التراجم وجدوا بكاء قريب من بكة قالوا في وادي الجفاف مع أنها في النهاية تدل على وادي غير ذي زرع مع محاولة التحريف وإبعاد النص تجده يؤول إلى.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: يبقى الأصل وأنا قرأت الحقيقة هي مزامير داوود وجدت أنها كلها حكم ومواعظ ولذلك يذكر القرطبي يقول إنها في بعض الآثار أن زبور داوود كان ينزل منجماً وكان فيه مئة وخمسين سورة كلها حكم ومواعظ وآداب وليس فيها حكم من الأحكام.
الشيخ محمد الخضيري: الأحكام في التوراة.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: الأحكام في التوراة نعم.
الشيخ مساعد الطيار: وعموماً الأحكام في التوراة الأنبياء كلهم يحكمون بالتوراة.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: إبراهيم عليه الصلاة والسلام أين هي صحف إبراهيم؟
الشيخ محمد الخضيري: لا تعرف.
الشيخ مساعد الطيار: لا يعرف منها شيء إطلاقاً.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: لا يعرف منها شيء وهذا نريد أن ننبه إلى مسألة أنا رأيت كتاب مؤخراً انتشر في بعض الانترنت وكذا جاء أحد من الباحثين زعم زعماً غريباً عجيباً ليس عليه دليل ولا عليه آثار من العلم وقال إن صحف إبراهيم هي كتاب الفيدا الموجودة عند البراهمة وأن البراهمة ينتسبون إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام وأن الفيدا هي صحف إبراهيم وأخذ يربط بين إبراهيم عليه الصلاة والسلام شيخ الموحدين وأبو الأنبياء عليه الصلاة والسلام ونعرف في التاريخ الذي لا شك فيه أين كان يعيش وأين هاجر إلى فلسطين وأين أيضاً هاجر بابنه إسماعيل إلى مكة وأنه لا علاقة ولا صلة بينه وبين براهمة وديانة الهندوس المحرفة والمليئة بالشرك والكفر طبعاً كتاب البراهمة والهندوس اسمه الفيدا.
الشيخ مساعد الطيار: لكن هذا كيف تناقشه؟.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: والله أنا قرأت الكتاب كاملاً وكما يقولون بدون تعليق يعني كلام كالذي يربط بين المشرق والمغرب يعني تناقض وغرابة لمجرد أن براهمة قال ولأنه قريب من إبراهيم، براهمة إبراهيم إذاً هو. ثم إن النهر كانوا يسمونه العبرانية لأنهم عبروا النهر لماذا؟.
الشيخ مساعد الطيار: نهر الفرات.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: قالوا نهر الفرات، قال هو لا، النهر الموجود في النهر المعظم نهر يعظمونه الهندوس والبراهمة ويرمون موتاهم فيه نهر مشهور والله ما أدري ما اسمه في الهند فهذا الكتاب مكذوب قد رد عليه عدد من الباحثين ويعني كذبوا هذه الاستدلالات ليست تسمى استدلالات ولكنها أشبه ما تكون بصفصطة.
الشيخ مساعد الطيار: طبعاً تسمية إبراهيم بالعبراني لما ورد في الكتب ليس يلزم إنه عبر نهراً وإنما قالوا أنه عبر الصحراء لأنه لو انتقل من منطقة إلى منطقة وأيضاً إبراهيم عليه الصلاة والسلام لم يأذن له الله سبحانه وتعالى أن يسكن في المدينة وإنما كان في البادية ولهذا لما ولد إسحاق ولده في البادية ثم ولد يعقوب ولذا قال يوسف عليه الصلاة والسلام (وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ) [يوسف:100] مما يدل على أنهم كانوا في بادية الشام والبداوة عليهم طارئة وليست أصلاً لكي لا يقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه ما من رسول.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: إلا من أهل القرى.
الشيخ مساعد الطيار: إي نعم أو تعارض من أهل القرى نقول إن هذه بداوة طارئة لكن المقصود أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام انتقل من منطقة إلى هذه المنطقة وسمي عابراً إن صح إنه سمي بالعبراني وتكون التسمية بالعبراني مجرد على مُطلق العبور يعني عَبَر من مكان إلى مكان.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: هذا ما يتعلق في قوله (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) هنا هذه الآية.
الشيخ مساعد الطيار: إن تكرمت في الترتيب طبعاً يلاحظ القارئ الترتيب في إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب هذه مرتبة والأسباط معهم إذا قلنا إن الأسباط هم أبناء يعقوب يعني إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط هذه
الشيخ عبد الرحمن الشهري: مرتبة صدقت.
الشيخ مساعد الطيار: لما جاء عند عيسى لم يفعل الترتيب وإنما اختلف الترتيب.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: قدم عيسى عن تأخر ترتيبه.
الشيخ مساعد الطيار: إيه نعم (وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) هارون أيضاً متقدم على أيوب وعلى يونس، هذه الحقيقة يعني من ما يمكن أن يبحث لها عن سر.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: وعلى سليمان أيضاً صح لا، هو مقدم على سليمان صح.
الشيخ مساعد الطيار: لا هارون مقدم على سليمان لكن سليمان مقدّم على أبيه داوود قال سليمان ثم (وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) فالحقيقة مثل هذا يعني الترتيب قطعاً إنه لحكمة لكن لو قال قائل هل من الحكمة النظر الصوتي في الأسماء بحيث إنها رتبت ترتيباً صوتياً هل من مقاصد البليغ أنه إذا استوت عنده الأمور ومعروفة هذه للقارئ، القارئ يعرف ترتيب الأسماء في الجملة فأين ما قدم أو أخر فهي معلومة ومن يخفى عليه سليمان هو ولد لداوود عليهما الصلاة والسلام؟ فإن قيل بهذا فهل هناك مانع؟
الشيخ عبد الرحمن الشهري: لا ما فيه مانع.
الشيخ مساعد الطيار: الذي يظهر والله أعلم ليس هناك مانع بعضهم يشدد في هذه المسألة ويرى أنها يعني
الشيخ عبد الرحمن الشهري: التي هي مراعاة الصوتي.
الشيخ مساعد الطيار: مراعاة الجانب الصوتي.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: الجانب الصوتي.
الشيخ مساعد الطيار: الجانب الصوتي.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: بالعكس هذا من مقاصد البليغ.
الشيخ مساعد الطيار: إيه نعم ولهذا دائماً نقول في القواعد تأصيلية إذا فهمها القارئ تيسر له فهم هذه الأمور فإنا نقول دائماً هل إذا اتحد المعنى ولم يختلف المعنى، الآن ما الذي يختلف لو قلنا إسماعيل ويعقوب والأسباط وأيوب ويونس وعيسى؟ ليس هناك ما لم يظهر حكمة دقيقة جداً في هذا الترتيب فنقول إن ترتيب هذه الأسماء بهذه الطريقة ليس فيها أي إشكال، لكن ما يأتي أحد يقول بما أنه كذلك إذاً لو أنا قرأت بأي شكل نقول لا، نحن نتكلم عن الآية كما هي فإذا كان مقاصد البليغ مثل هذا الأمر فليس هناك أي مشكلة أن نقول بهذا القول.
الشيخ محمد الخضيري: لكن أنا يظهر لي أن قضية الترتيب في القرآن أنها لا تأتي إلا ولها حكم بالغة ولعلك تلاحظ هنا قد نفهم بعض الحكمة ويخفى علينا بعضها في بعض الأسماء. أوحينا إلى إبراهيم طبعاً لأنه هو الذي يجتمع فيه اليهود ومحمد صلى الله عليه وسلم فالآن نوح هو الأب الأول للرسل وإبراهيم هو الأب الثاني الذي جاءت الرسل كلهم الذين جاءوا من بعده من نسله فما بُعِث نبي بعد إبراهيم إلا من نسل إبراهيم ثم إن الجميع يدّعونه النصارى واليهود والمسلمون يدّعون أن إبراهيم منهم ولذلك قال الله (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا) [سورة آل عمران:67] إسماعيل هذا هو
الشيخ مساعد الطيار: الابن الأول.
الشيخ محمد الخضيري: الابن الأول وهو جد محمد عليه الصلاة والسلام. إسحاق هذا الابن الثاني وهو جد بني إسرائيل ولذلك ناسب أن يأتي ببني إسرائيل بعده فقال إسحاق يعقوب الأسباط سواء قلنا هم بنو يعقوب أو هم الأنبياء الذين كانوا في بني إسرائيل على أي الحالين سيكون مناسباً أن يذكر الأسباط بعد يعقوب وقد ذكروا في سورة البقرة كذلك بهذا الترتيب مرتين وهنا هذه المرة الثالثة وعيسى أيضاً هو من بني إسرائيل.
الشيخ مساعد الطيار: نعم صحيح.
الشيخ محمد الخضيري: لأن أمه منهم، يبقى عندنا الإشكال في أيوب ويونس.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: هم أيضاً من بني إسرائيل هم من ذريته أليس كذلك؟
الشيخ مساعد الطيار: بلى.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: هم من أنبياء بني إسرائيل.
الشيخ مساعد الطيار: أيوب فيه عندهم ويونس أيضاً جون عندهم وإلا؟
الشيخ عبد الرحمن الشهري: جون؟
الشيخ مساعد الطيار: جون وفي القديم يقال له يونان.
الشيخ محمد الخضيري: معناه أن الترتيب كان معتبراً.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: لا قصده الترتيب الزمني يقصد.
الشيخ محمد الخضيري: الترتيب الزمني لا، وجود هذا التقسيم.
الشيخ مساعد الطيار: لا هذا ما أخالف فيه أنا أتكلم عن ترتيب بني اسرائيل.
الشيخ محمد الخضيري: زمانياً.
الشيخ مساعد الطيار: زمانياً سليمان ابن لداوود وذكر قبله وهارون أُخِّر مع أنه قبل عيسى وأيوب ويونس وعيسى قدم مع أنه آخر بني إسرائيل هذا قصدته.
الشيخ محمد الخضيري: وهارون قدم على موسى مع أنهما في زمن واحد.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: يأتي في قوله (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ) يعني رسلاً غير هؤلاء (وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) هذه الآية فيها إشارة إلى أن هناك رسل لم يقص الله سبحانه وتعالى على النبي صلى الله عليه وسلم أي شيء من قصصهم صح؟
الشيخ محمد الخضيري: بلى.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: وفيها إشارة فيما يبدو لي إلى أن من معانيها أن هناك رسل قصصنا عليك طرفاً من أخبارهم ولذلك يأتيك رسل كثير ممن ذكرهم الله في القرآن الكريم لا نعرف ما هو الكتاب الذي أنزل عليه؟ ما هي معجزته التي جاء بها؟ كثير من تفاصيله لا نعرفها ولذلك بعض الأنبياء مقتضب جداً مثلاً أيوب، ماذا نعرف من سيرة أيوب ومن قصته إلا مرضه وابتلي؟ عندك مثلاً يونس أيضاً ما نعرف تفاصيل كثيرة عنه وإنما نعرف بعض قصته عندما ذهب مغاضباً مع قومه وأن قومه هم الذين استجابوا له (إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ) [يونس :98] ولذلك يدخل في معاني الآية أن هناك رسل لم يقصص علينا شيء من خبرهم وأن هناك رسل قص الله علينا أخبارهم مثل موسى مثلاً قصّ الله علينا كثيراً من أخباره بتفصيل ولذلك لو أردت أن تستخرج قصة موسى من القرآن لوجدت تفاصيل كثيرة جداً.
الشيخ محمد الخضيري: من الولادة إلى الفراق.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: وهناك رسل قص الله علينا طرفاً منهم وطرفاً لم يقصها.
الشيخ مساعد الطيار: حتى ذو الكفل.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: ذو الكفل مثلاً.
الشيخ مساعد الطيار: ذو الكفل ذكر اسمه فقط.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: ولذلك بعضهم يتكلف وأنا لاحظت هذا في قصص الأنبياء في القرآن الكريم يتكلف إنه يريد أن يستخرج كل شيء عنه من خلال القرآن.
الشيخ محمد الخضيري: لا يمكن.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: ما يمكن هذا بعضهم ذكر اسمه فقط.
الشيخ مساعد الطيار: ليس من مرادات القرآن يعني من فوائد النطق يعني كثير من العامة يقول داؤود ولا أدري من أين جاءت مع أن الهمزة مستثقلة وإنما هو داوود هل الواوين أثقل من الهمزة يعني؟
الشيخ عبد الرحمن الشهري: والله هي أسهل على بعض الناس وأصعب على بعض الناس كسائر الكلمات التي بالهمزة وتسهيلها فبعضهم أسهل عليه الهمز وبعضم أسهل عليهم
الشيخ مساعد الطيار: لكن ما تقرأ داؤود.
الشيخ محمد الخضيري: ما فيه أحد يقرأ بالهمز. (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) هذا فيه إثبات صفة كلام الله عز وجل خصوصاً وأن الله أضاف هذا الفعل إلى نفسه ثم أكّده بالمصدر والعلماء يقولون إن تأكيد الفعل المصدر يدل على أن المراد به المعنى الحقيقي.
الشيخ مساعد الطيار: نعم وهذا باتفاق أهل المجاز.
الشيخ محمد الخضيري: يعني لو قال وكلم الله موسى لكان يمكن لغةً أن يراد به الكلام بمعنى التكليم وبمعنى التجريح من الكَلْم وهو جرح “ما من مكلوم يُكلَم” فإذا أكد الفعل بمصدره دل على أن المراد به أصل الفعل أو الحقيقة من المجاز.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: تصدق إنه ما يدل إلا على الكلام الحقيقي ولكن هؤلاء الذين وإلا كلم معروفة إنه كلمه أو يكلمه يعني حملها على معنى الكَلْم هو
الشيخ محمد الخضيري: فرار من المعنى.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: نعم لمحاولة على استيعاب كل الدلالات الممكنة في الكلم أليس كذلك وإلا ما هناك أي مبرر على لحملها على هذا المعنى.
الشيخ محمد الخضيري: ولذلك قيل إن بعضهم قال لما مرت هذه الآية به وأعسره أن يتأولها قال وددت لو حككتها من المصحف لأنها ما وافقت هواه، وهذا يدل على أن أهل الأهواء يعتقدون ثم يأتون إلى نصوص القرآن ليجعلوها موافقة لأهوائهم والطريقة الصحيحة في الاعتقاد هو أن تأتي إلى القرآن مستسلماً وتجعل القرآن يقودك من العقيدة الصحيحة ويهديك إلى الله وإلى ما يريده منك الله سبحانه وتعالى أما إنك تعتقد وتتشرب بالعقيدة ثم تأتي إلى آيات القرآن وتبدأ تلوي أعناقها وتسوق نصوصها إلى ما تشاء.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: يعني هذا يرى إن هذه الآية هي من أشد الأدلة
الشيخ محمد الخضيري: إنها معضلة بالنسبة له.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: يريد أن ينفي صفة الكلام.
الشيخ محمد الخضيري: يريد أن ينفي صفة الكلام.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: ولكن تأكيدها هنا (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) تكليماً هذه ما لها حل!
الشيخ محمد الخضيري: ما لها حل!
الشيخ مساعد الطيار: أيضاً لو في قوله (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) طبعاً تعرفون بعض المعتزلة قالوا جرّحه بأظافر الحكمة حتى إن المعنى جداً غريب ولذا أنا أنبه في هذا المقام تتميماً لكلام الشيخ محمد أن مسألة فتح النص لجميع المحتملات ليس مراداً يعني بعض الناس إذا صار يفسر القرآن تجده يقول ويجوز ويجوز ويذكر مجازات كثيرة ويظن أن هذا من البراعة في التفسير.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: واتساع القرآن.
الشيخ مساعد الطيار: واتساع القرآن نقول ليس دائماً صحيح في بعض الأحيان يكون كذلك وبعض الأحيان ليس كذلك ويعني احتراف المفسرين ومهاراتهم يعني يعرف متى يصح الاحتمال ومتى لا يصح وكون بعض العلماء المتقدمين وإن كانوا كباراً مثل ابن عطية رحمه الله تعالى أو مثل أحمد بن حنبل من المتأخرين كانوا يكثرون من الاحتمالات التي يجدونها أو كذلك من صاحب كتاب “النكت والعيون” الماوردي لا يعني أنها كلها مقبولة وإنما يذكرون المحتمل لعل هذا المحتمل أن يكون معنى صحيحاً ولكن ليس كل قول يستطيع أن يدلل عليه إلا في بعض المواطن مثل في موطن (قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (٢٨)) [الصافات :28] ذكر ابن عطية محامل وهو يذكرها كان يشير إلى احتمال أنه مراده لكن بعض الأحيان يقول يحتمل، ويحتمل، ويحتمل، ويترك الأمر على سبيل الفتح هكذا الاحتمال ولهذا أنا أقول من باب التنبيه أنه يحذر المسلم الذي يفسر كلام الله سبحانه وتعالى ألا يأتي إلى كتاب الله سبحانه وتعالى ويجعله مثل أيّ كلام ثم ينظر فيه ويقول والله نريد أن نستنبط وأن نتدبر هذا يحتمل كذا ويحتمل كذا ويحتمل كذا دون أن يكون عنده أصول وضوابط، ليس هذا العلم علم التفسير يعني علماً مشاعاً يستطيع الفقيه أن يفسر جميع القرآن ويستطيع البلاغي أن يفسر جميع لا، إنما يستطيع كل واحد منهم ما يتقنه فهذا مهم جداً أن يعني ننتبه له ولعلنا إن شاء الله نكمل هذا الأفكار أيضاً في لقاء قادم.
الشيخ عبد الرحمن الشهري: بإذن الله لعلنا نكتفي بهذا في هذا اللقاء. أيها الإخوة المشاهدون انتهى وقت الحلقة نكمل إن شاء الله معكم الحديث عن هذه الآيات في الحلقة القادمة بإذن الله وأنتم على خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.