منظومة الاختفاء (خنس)
خنس– اختفى – غاب- توارى– غرُب – أفِل – وقب
هذه منظومة الاختفاء. خنس أسلوب من أساليب الاختفاء وهذا يعني ان هذه المنظومة يجب ان تشتمل على كل الكلمات التي وردت في القرآن الكريم وتدل على الاختفاء بهذا السبب أو ذاك.
اختفى: تعني اختفى هرباً أو عجزاً. الاختفاء اذن هرب في الغالب (أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5) هود) (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) النساء) كل من فيه ريبة أو هرب بشيء من الأمانة أو نوع من أنواع الريبة او الهروب يسمى اختفاءً ولهذا في الفقه الاسلامي هناك اليد المستعلَنة او الغاصبة العلانية كالمختلس وهي لا تقطع في الاسلام وهناك اليد المستخفية وهي التي تقطع في الاسلام وهي يد السارق الذي يأتي متخفياً في الليل متلصصاً يكسر باباً من غير أن يراه أحد مثلاً والاستخفاء هو الريبة.
خنس: إذا كان الهروب عن مذلة وهوان يقال له خنس (مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الناس). والخنس كأن يشعر أحدهم بالضّعة لأي سبب من الأسباب أمام عدو عظيم مثلاً فيذهب ويتقهقر بذِلّة مادية ومعنوية أو أن يخنس أحدهم أمام عالم جليل يفيض علماً يناقشه أو كالرجل يخنس أمام عظيم لهيبته ووقاره كأن تمشي مع الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث “فخنست عنه” لم يستطع أن يبقى مع الرسول صلى الله عليه وسلم لهيبته فخنس عنه. وبقدر قوة الشيطان وقدرته وطغيانه وقوة شكيمته فإنه يخنس بكلمة من المؤمن أو دمعة أو صلاة أو شعور واحد يخنس هذا الشيطان ويتوارى وأضعف المؤمنين ايماناً يجعل الشيطان في ساعة من الساعات يختفي خنساً أي ذلة كأن تكوت عيناه قد فاضت لحظة من خشية الله أو رأى جنازة فاتّعظ ولذلك يقال للشيطان الخناس لأنه على رغم قوته وقدراته يختفي أمام كلمة واحدة أو شعور أو دمعة واحدة. وبعض الكواكب تخنس من شدة نور الشمي وضيائها قال تعالى (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) التكوير) هذه الكواكب عظيمة في الليل ومتجلّية لكن عندما تظهر الشمس تحنس هذه الكواكب أمام الشمس لضعفها.
توارى: إذا كان الخنس أن يختفي خجلاً أو حياء فهو التواري. قال تعالى (يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) النحل) عارٌ كان على البعض ايام الجاهلية أن يُرزق بأنثى. والتواري أن تتوارى من فعلة تخجل منها ولا تريد أن يراك أحد بعدها (فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) ص) من بلاغة القرآن استخدام لفظ توارت في هذه الآية بينما استخدمت ألفاظ غرُبت وطلعت. وفي التفسير لهذه الآية ورد أن الشمس لما توارت كأنها توارت خجلاً من أن نبيّاً من أنبياء الله تعالى التهى بالخيل حتى فاتته الصلاة فكأن الشمس حين توارت ذاك النهار توارت خجلاً.
غاب: الاختفاء عن العين يسمى غيباً كوني لا أراك فأنت غائب حتى لو كنت مراء باب أو جدار. قال تعالى (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) النمل) كل شيء لا تراه عينك ولا تصل اليه رؤيتك ولم يعد في مدى نظرك فهو غائب وغيب.
غرُب: إذا كان الغياب بعيد جداً وسافر الى بلاد بعيدة يسمى غرُب. والفرق بين غابت الشمس وغربت الشمس أن غابت الشمس أي لم أعد أراها وإنما يراها غيري أما غربت الشمس تعني أنها في مكان بعيد لا أدركه في الأفق البعيد (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) الكهف). ولهذا يسمى الغريب غريباً عندما يسافر الى بلاد بعيدة.
أفِل: الأفول مختبأ الشيء كله. وقت الغروب تصبح الشمس قرصاً أصفر ينزل في الأفق فإذا قلّ حجمها من حيث أنها توارت وذهبت وتجردت من ضوئها يقال لها أفلت (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) الانعام). والأفّال هي صغار الغنم. إذا صغُر الشيء نفسه يسمى اضمحل وهذه الكلمة لم ترد في القرآن الكريم. عندما ينطفئ ضوء المضيء يقال فلان أفِل نجمه إذا قلّ شأنه وشهرته ومكانته.
نلخّص ما ورد من كلمات: اختفى حتى لا يعرف مكانه من هرب وخنس اختفى عن ذلة وهوان وتوارى عن حياء وخجل وغاب عن العين وغرُب اذا كان الغياب بعيداً وأفل اذا قل ضوءه.
خنس
نتكلم بشيء من التفصيل عن كلمة خنس وكيف استعملها العرب بشكل متميز. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جئت النبي صلى الله عليه وسلم آخر الليل فصلّيت خلفه فأخذ بيدي فجرّني حذاه فلما أقبل على صلاته خنست عنه” أي انسحب الى الوراء لشعوره بالنقص والضّعة والمذلة أمام الرسول صلى الله عليه وسلم. الشيطان على قدراته العظيمة كما أسلفنا يهرب ويخنس بكلمة واحدة أو خفقة قلب او خاطرة واحدة يشعر بالنقص والضعف والهوان. والشيطان عدو دائم توعّد بني آدم توعداً وكان صادقاً في توعده ونحن نعاني من همزاته وغمزاته ليل نهار والكلّ في عداوة الشيطان سواء أنبياء وصالحين وصحابة وغيرهم. والشيطان له طاقات هائلة (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) الاسراء) يخنس بكلمة واحدة أو تسبيحة أو ركعتين. ومن أعظم الأسلحة في مواجهة الشيطان هو الذِكر يقول صلى الله عليه وسلم ” لا يحرّز العبد نفسه من الشيطان الا بذكر الله” فإذا ذكرت الله تعالى خنس ومن فضل الله تعالى على هذه الأمة أنها تذكر الله تعالى عفوياً منذ أن تصبح الى أن تمسي وهي الأمة الوحيدة التي تذكر الله تعالى على مدار اليوم. وفي الحديث: ” لا يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة لم يذكروا فيها الله” من أجل هذا كل من أراد أن يحصّن نفسه وأولاده من وساوس الشيطان ومن فتكه الذي تعاظم في هذا العصر أن يكون له أوراد يومية مأثورة عند الاستيقاظ من النوم وعند الدخول الى البيت والخروج منه وعندج النوم وعند الأكل وغيرها من الأذكار المأثورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم. والذكر من أعظم العبادات يوم القيامة كما في الحديث ” رأيت رجلاً مغيّباً بنور العرش قالوا بم يا رسول الله؟ قال إن لسانه كان رطباً بذكر الله” وفي الحديث “ذهب الذاكرون بكل خير”.
مرابع الشيطان:
من أخطر مرابع الشيطان أربعة يسرح فيها ويمرح وما اقترب أحد من هذه المرابع وصار مزمناً لها الا صار طوع الشيطان في حركاته وهذه الموابع هي:
الفضائيات: وهذه لم تكن على عهد اسلافنا وهي مربع جديد للشيطان في عصرنا الحالي وكان الناس في السابق إذا رأى أحدهم امرأة صدفة ينوح أياماً (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) النور) الذي يجري الآن على الفضائيات التي أعدّت للهو إذا أدمن عليها المؤمن فليعلم أنه صار مستحوذاً عليه وهو الذي يخنس أمام الشيطان لا العكس ويصبح قلبه أعمى.
الأضرحة: أضرحة الأولياء والصالحين والأنبياء وكلنا نعلم قدرهم عند الله تعالى ولا ننكره لكن الناس غالوا في الأضرحة الى حد أن صار بعضهم يعبد هذه الأضرحة عبادة وهذا هو الاحتناك من الشيطان (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) الاسراء) يقود الشيطان المؤمن قيادة لأنه وصل بحبه لوليّه أو صالحه الى حد التورط في عبادته من حيث لا يشعر وهذه مزلقة عجيبة. ومن باب سد الذرائع ما من ذريعة أعظم أن تُسدّ من هذه الذريعة أي الأضرحة فيجب اقفال هذه الأضرحة التي يحصل فيها تعظيم لصاحب الضريح وما يحدث عليها من توسّل بغير الله تعالى واختلاط. ومن كيد الشيطان كثيراً ما نجد الناس البسطاء يجدون حاجتهم على الضريح ويستنجدون به فيحصل لهم ما يريدون وهذا من كيد الشيطان حتى يتعلقوا بالضريح أكثر وقد رأيت أناساً يسجدون للضريح لا للقبلة ولا حول ولا قوة إلا يالله.
الفضائيات تصيب بالغفلة وتمرض القلب لكنها لا تصل الى حد الشِّرك أما الأضرحة فهي توصل للشرك الصريح والعياذ بالله.
الأسواق: هذا هو الشرك الاقتصادي هذا الولع والفزع على الدينار والدرهم بحيث صار معبود الناس كما في الحديث: “أهلك الناس الدينار والدرهم” وأصبح الحصول على الثروة يلهي الناس عما سواه وأصبح معبود الناس وأصبحت الأسواق مزلقة عظيمة لشدة ما فيها من ربح غير اعتيادي وربا واستحواذ والمال فتّان (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) الفجر) ولهذا جعل الاسلام حصائن وأذكار تقي من هذه الفتن.
الحمّامات والمسابح ودور السينما إذا استمر الانسان في الذهاب كثيراً اليها كل يوم تتغير أفكاره وخواطره وتقل مناعته ضد الشيطان وهمزاته. وكل هذه المرابع تزيل المناعة لأن فيها شهوة وشهية.
يقول صلى الله عليه وسلم ” إن المؤمن ليُضني شياطينه كما يُضني أحدكم بعيره” فإذا استطعت أن تتبع بعض النصائح يمرض الشيطان يوماً بعد يوم بحيث لا يؤثر فيك كم قال صلى الله عليه وسلّم عن قرينه أن الله تعالى مكّنه منه.
ومن مرابع الشيطان ومصائده مجالس الغيبة وترك الصلاة واللجوء الى العرّافين والسحرة والمنجمين فإذا أردت أن تحصّن نفسك من الشيطان فعليك أن تتخلى عن كل مخلوق لأنه لا قدرة لأحد على أن ينفعك أو يضرك كائناً من كان فإذا عوّدت نفسك وأيقنت بهذا يصبح الشيطان كالخِرقة البالية لا يقربك ويخشى منك.
التحصين من الشيطان وزيادة المناعة ضده
ومن أعظم ما يحصنك من الشيطان كما أسلفنا الذكر وبخاصة هذا الصيغة من الذكر: لا إله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يُحيي ويميت وهو على كل شيء قدير” وهذه الصيغة هي من أعجوبة الأعاجيب في الذكر في كل مأساة أةو موضع يتصدر هذا الذكر وهو دعاء يعصم من الشيطان ويزيد من الحسنات وله رصيد هائل. وكذلك دعاء السوق الذي يحطّ الله تعالى به مليون سيئة ويعطي مليون حسنة وصيغته ” لا إله الا الله وحده لا شريك له لم الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حيّ لا يمون بيده الخير وهو على كل شيء قدير”. هذه الصيغة من الذكر تجعل الشيطان يخنس خنساً عظيماً.
لكي تربي فيك المناعة عليك أن:
-
تحرص على أن تحظى بمجلس علم شرعي ولو مرة في الشهر فما بالك بمرة في اليوم وفي المسجد؟
-
زيارة المريض إذا عوّدت نفسك على زيارة مريض ولو مرة في الشهر تكبسك مناعة هائلة من الشيطان.
-
زيارة المقابر واتباع الجنائز الى أن تدفن ايماناً واحتساباً.
-
واحرص على أن تكون من عباد الله تعالى الذين ليس للشيطان عليهم سلطان كما قال تعالى (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) الحجر) (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65) الاسراء) أصحاب الفضائيات والأسواق هم عبيد الله تعالى أما عباد الله تعالى فهم الذين يحميهم وهم أهل القرآن وصلاة الليل والرحمون والقاضي العادل والمنفق والغني الشاكر والحاكم العادل وإكرام البنات والصبر على زوجة سيئة ما لم تكن خائنة وكظم الغيظ والعفو عن الناس والتواضع والحِلم والانفاق سراً وعدم شهادة الزور هذه كلها مناعات من الشيطان فعليك أن تكون من عباد الله تعالى لتنجو من همزات الشيطان (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) الفرقان).
وعلى كل مسلم أن يشتري لنفسه كتاباً صغيراً في الاذكار المأثورة في كل حركة والرسول صلى الله عليه وسلم علّمنا الكثير من الأذكار اليومية حتى الجِماع له ذكر في السنة النبوية فعلى الرجل قبل أن يجامع زوجته أن يقول : اللهم جنّبنا الشيطان وجنّب الشيطان ما رزقتنا” والمرأة تقول “رب اني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبّل مني” يكون الأولاد بإذن الله تعالى صالحين والأوراد في السنة كثيرة ولا ننسى عقوبة ترك الذكر كما جاء في قوله تعالى (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) الزخرف) وقوله تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) طه) والحديث القدسي يقول فيه رب العزة ” من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته من خير ما أُعطي السائلين” فالذكر يغنينا عن السؤال.
كلنا نعاني في الصلاة فأول ما نقف للصلاة تأتي الوساوس ولو اتبعنا طريقى الصلاة الجيدة جداًذولا أقول الممتازة لأن هذه خاصة بالأنبياء والصالحين والصلاة الجيدة جداً هي أن تقيم الصلاة وتستحضر ساعة الاقامة والتكبير بين يدي من تقف؟ وتذكر أنك امام الله تعالى فقل الله أكبر من صدرك حتى تتنبه جوارحك ثم قل الحمد لله رب العالمين عند قراءة الفاتحة من أعماقك وتأملها وعليك أن لا تقل تسبيحاتك عن ثلاثة لزيادة الخشوع والتغلب على الشيطان. ولكل نوع من العبادة وظيفتان أحداها اسقاط الفرض والثانية رفع درجات وتكفير ذنوب وهذه هي التي تمنع الشيطان من أن يلعب بالانسان.
بُثّت الحلقة بتاريخ 22/7/2005م