خواء– خلاء – فراغ- فضاء– هواء – جوف وأجوف –
هذه . منظومة الفراغ في القرآن الكريم وآخر كلمة في باب حرف الخاء. خواء خوي والخواء نوع من أنواع الفراغ وكل نوع من الفراغ له اسم يقال خالب وخاوي وفارغ وفاضي وأجوف وهوائي وقد استعمل القرآن الكريم كل كلمة استعمالاً دقيقاً بحيث لا تغني كلمة عن كلمة أخرى.
الخلاء: الفراغ بعد انشغال كأن تكون منشغلاً بشيء ثم أصبحت خالياً. كل من كان منشغلاً بشيء ثم لم يعد منشغلاً بشيء أو أحد يقال له خالياً (يقال خالي شغل) أي لم يعد له شغل الآن ويقال ثوب خال من العيوب أي كان فيه عيب ثم لم يعد فيه أما إذا لم يكن فيه عيوب اصلاً فيقال ليس فيه عيوب. قال تعالى (وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) آل عمران) (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) البقرة) هؤلاء كانوا مع المؤمنين ثم لم يعودوا معهم وذهبوا الى شياطينهم. وقال تعالى (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) يوسف) يعقوب u كان مشغولاً بيوسف u فظنّ اخوة يوسف أنهم لو قتلوه يصبح ابوهم خالياً بعد انشغاله بيوسف.
وعندنا خالي وعندنا خلي الخالي هو الذي كان منشغلاً فلم يعد له شغل فإذا لم يكن شاغلاً أو مشتغلاً أصلاً يسمى خلي (يقال ويل للشجي من الخلي). ويقال لفراغ الانسان من شغله خالي.
خواء: فراغ شيء كان مملوءاً لكنه فراغ تك بكارثة (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) النمل) (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) الحاقة) (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا (259) البقرة) (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) الكهف) (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45) الحج) كانت مأهولة فلما أصابتها كارثة أصبحت خاوية فرغت ولم يعد فيها أهل. يقال خلت الديار إذا سافر أهلها كانت منشغلة فخلت. لما تكون البطن فارغة يقال خواء. إذا كان فراغ البطن اعتيادياً يسمى خلاء وإذا كان بمرض يسمى خواء.
فراغ: كل شيء كان ممتلئاً ليمتليء مرة أخرى يقال له فارغ. الفترة بين الامتلاءتين تسمى فراغاً (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) الشرح) فرغ من الصلاة ليصلي مرة أخرى. وتستعمل كلمة فراغ استعمالاً خاطئاً فيما يتعلق بأوقات الفراغ فالفراغ هو عطلة بين نشاطين أو راحة بين حصتين (في المدارس). يخلو الانسان في فترة الفراغ من عمله ليعمل مرة أخرى (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) البقرة) (وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِآَيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126) الاعراف) كلما انتهى املأه وهي الفترة بين الصبرين. وقال تعالى (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) القصص) فرّغ الله تعالى قلب ام موسى منه تماماً بعد أن كان مملوءاً به قبل أن تضعه في التابوت ثم ترمي به في اليم ليأخذه عود له ثم يمتلئ قلبها مرة ثانية بعد أن ردّه الله تعالى اليها فالربط هو حعل قلبها فارغاً بين فترتين من ساعة القاء موسى في التابوت الى عودته اليها ولو لم يفرّغ الله تعالى قلبها في تلك الفترة لما القته. إذن فراغ تعني كان عنده شغل فرغ منه ثم يبدأ بشغل آخر وهذا الفراغ فضيلة لأنه راحة بين طرفين. قال تعالى (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ (31) الرحمن) عندنا فرِغ يفرُغ أي يقصد وهذا هو المقصود بالآية أي سنقصدكم بالعمل، وعندنا فرَغ يفرَغ وهي الفترة الممتدة بين عملين أو فترة هدوء وخلو بلا عمل.
فضاء: شيء ضيق جداً خرج من ضيقه الى سِعة واسعة فيها فراغ هائل ليس معكم أحد. كأن يكون هناك انسان قد حُبِس في غرفة أو زنزانة ضيقة ثم أُطلق سراحه الى الصحراء يقال أفضى أي ذهب الى الفضاء ويقال بقيت فضى أي في مكان واسع. (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (21) النساء)
جوف وأجوف: هو الفراغ الباطني .كل فراغ في باطن الأرض أو الكرة أو في بطنك أنت فهو أجوف يقال في جوفه (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ (4) الاحزاب).
هواء: (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) ابراهيم) تخيل المنظر يوم القيامة وقد جاء في القرآن الكريم ذكر الوعيد والنار مع الكفر. فالمشرك بالله تعالى يخرج سريعاً (مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ) أي مسرعين بخوف شديد وعيناه مفتوحتان من الرعب ومثبتتان على ما يرعبه ولا يستطيع أن يغلقهما (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) ابراهيم). قال تعالى (وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ) أي فارغة مع ارتجاف كالقشة في الهواء يرميها الهواء في كل مكان باضطراب وحيرة. يقال الفؤاد هواء ليدل على أنه فارغ جداً لكن بتردد وحيرة وخوف.
هذه منظومة الفراغ في القرآن الكريم وكل فراغ له كلمة تدل عليه مباشرة بدقة متناهية.
نعود لآية عجيبة فهمناها خطأ وترتيب عليها تصرفات خاطئة من الرجال في حق النساء وهي (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (21) النساء) كل كلمة في القرآن الكريم مقصودة قصداً ولا يحل محلها كلمة أخرى. كل من يطلّق امرأته يخالف هه الآية فإذا أردت الطلاق أو الاستبدال وكنت قد كتبت لزوجتك قنطاراً من الذهب فبأي حق تساومها على مهرها لتسترده أو تجعلها تتنازل هي عن هذا المهر أو أن تعطيك شيئاً بديلاً لكي تطلقها؟ وهذه كارثة لأمرين: الأول لأنهن أخذن منك ميثاقاً غليظاً وكلمة الميثاق الغليظ لم ترد في القرآن الكريم إلا مرتين إحداهما الميثاق الذي أخذه تعالى على الأنبياء بأنهم إذا التقوا محمداً r عليهم أن يؤمنوا به أولاًؤ وينصرونه ثانياً وهذا الميثاق الغليظ هو قضية الكون (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (7) الاحزاب). والثاني هو الميثاق بين الزوج والزوجة (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (21) النساء) كل المواثيق في الأرض تنتج مصلحة مادية أو سياسية أو اجتماعية كالمواثيق بين الدول والأفراد لكن ما من ميثاق على وجه الأرض يبيح لك عرضاً إلا ميثاق الزواج الغليظ فهو الوحيد الذي يبيح العِرض بكلمة زوجتك نفسي – قبِلت. بهذه الكلمة أباح الله تعالى الزوج والزوجة كل منهما للآخر إذن ما من شيء على الأرض يعادل أن تبيح الزوجة لك عرضها أما المهر فهو هدية فقط بمناسبة فرحة الرجل بهذه المرأة التي أباحت له عرضها بميثاق الله عز وجلّّ. هذه الافاضة تعني أنهما كانا في صرة ضيقة لا تفيتح إلا للضرورة كما جاء في وصف آخر (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ (187) البقرة) وقلنا في منظومة الثياب أن الثياب توضع وتُخلع (وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ (58) النور) أم اللباس الداخلي فيُنزع نزعاً (يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا (27) الاعراف) لا يُنزع إلا للضرورة. وبالميثاق الغليظ دخلت بزوجتك وأنجبت منك ووهنت لك عظامها وصانت شرفك ومع هذا تطلقها وما من شيء يوجب الطلاق إلا الخيانة فأنت نعذور فيه والله تعالى أباح الطلاق وهو أبغض الحلال. عِرض المرأة كان مخنوقاً في ضيق ثم أفضت اليك تفعل بها ما تشاء مما ليس فيه نهي وليس لديك قيوج بل فضاء مطلق كل هذا يفعله الرجل وتفعله المرأة لزوجها نتيجة الميثاق الغليظ ومع هذا يطلق الرجل زوجته بعد سنوات من المعاناة والعطاء اللامحدود وبلا مقابل إلا بلقمة العيش ثم يقول لها ردي علي المهر!؟
قال تعالى (وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا (4) النساء) هذا ليس في حالة الطلاق وإنما في حالة المحبة كأن تعطي المرأة زوجها بعضاً من مالها أو من مهرها إذا احتاج الزوج اليه ولكن تعطيه عن طيب خاطر وبحب وغرام وهي مؤمنة بإخلاصه لها هذا هو معنى الآية ولا تفسّر على أنها في حالة الطلاق. أما الطلاق والابتزاز فلا يفعله إلا رجل يأتي يوم القيامة وهو من أخسّ الناس. الرسول r قال في الحديث الشريف”خياركم خياركم لنسائهم” وفي رواية “خياركم خياركم لأهله وأنا خياركم لأهلي” فالخِسّة أن تأتي يوم القيامة وقد ظلمت امرأة أو ابتزّيت امرأة. أما قضية الخُلع فهي أمر آخر وتكون في حالة أن الزوجة لا تريد زوجها ليس لسبب أو عيب فيه وإنما لأمر نفسي فيها هي فمن حق الرجل أن ترد المرأة له ماله فهذا حقه لكن أين الفضل؟ الفضل خير من العدل فالعدل أن أقتصّ منك أما الاحسان فهو أن أعفو عنك. فبدل أن يعطي المطلق زوجته يريد أن يأخذ منها والله تعالى قال (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237) البقرة) لم يعطها ولكن يأخذ ما عندها (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (20) النساء) في مثل هذه الحالات يجب أن نأخذ بحديث المصطفى r الذي ذكرناه. حتى لو كان مهر المرأة قنطاراً من الذهب لا يأخذ منه شعرة واحدة ولكن الآن للأسف يأخذ الرجل من زوجته كل شيء فأي زوج هذا وأي رجل هذا؟! كيف يطمع رجل بأموال امرأة وكيف يأخذ أموالها قهراً؟ ويترك المتعة الزوجية التي شرعها الله تعالى (لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ (236) البقرة) البعض يؤذي امرأته ويدفعها للطلاق ويجبرها أن تتنازل عن كل حقوقها وهذا سيحاسبه الله تعالى على هذا ومن نوقش الحساب عُذّب ومن نوقش الحساب هلك كما أخبرنا r. وما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم. قال تعالى (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ (34) النساء) وهناك فرق بين أن تشارك المرأة زوجها أموالها طائعة متلذذة وبين أن يفرض الزوج النفقة على زوجته لكن المرأة لها حق بأموالها والاسلام حريص على أن يكون في حوزة المرأة مال دائماً حتى تتصرف به على راحتها.
خاوية: رباالعاملمين من سننه في الكون أن كل قوة عاتية فريدة في التاريخ تستبد في الأرض لا بد أن يأتيها العذاب من حيث لا تحتسب فقوم عاد كانوا أقوى دولة في العالم وقالوا (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فصلت) والتاريخ مليء بأقوام استبدوا في الأرض منها ما كان عادلاً الى حد معتدل ولهم وازع إما قانون أو شرع أو خُلُق وهناك قوة منفلتة انفلاتاً كاملاً ومن سنن الله تعالى أن كل قوة غاشمة لا بد أن يأتيها العذاب من الله تعالى من حيث لا تحتسب (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) النمل) وهذا العذاب من حيث لا يحتسبون سماه الله تعالى في القرآن الأخذ (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) هود) . القرى والقرية في القرآن هي كل مجتمع له حكومة وأعراف وتاريخ كل دولة من دول العالم تسمى قرية في اصطلاح القرآن. وللعلم أن رب العالمين لا يحاسب الناس في الدنيا على الشرك والايمان وإنما على العدل والظلم (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) هود) فإذا كان أهلها مصلحون يحقون العدل فيما بينهم وبين نهم وبين غيرهم يوفقهم الله تعالى وعندما تأتي قوة طاغية تستبد بالأرض يأخذهم أي يستولي عليهم بالكامل وكلمة الأخذ مأخوذة من أخذ الأسير في الحرب. (كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11) آل عمران) معظم أخذ الله تعالى على غرار تسونامي: أعاصير، امطار هائلة، طوفان، رجفة، صيحة، ريح صرصر، قلب (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112) النحل) (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) العنكبوت) (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (21) غافر) (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44) فاطر) (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) هود) (فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (10) الحاقة) (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48) الحج) (وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (44) الحج) (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189) الشعراء) فالأخذ شامل ويصل الى كل زاوية والله تعالى يُمهِل اصحاب الظلم لعلهم يتوبون حتى اذا أخذهم لم يفلتهم. (كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ) عاصفة تخلع النخلة من قلبها ويبقى الغلاف الخارجي فأي إعصار هذا؟! هذا عذاب الله تعالى عندما تستبد أمة بالعالم ظلماً وقهراً واحتقاراً لهم وسرقة لأموالهم وثرواتهم تأتيهم أعاصير تدمرهم بثواني أو دقائق. (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) الاعراف) على حين غرة قحط لا نبات ولا شيء، (وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) الاعراف) أمراض وأوبئة بما كانوا يفسقون (كالايدز مثلاً) (حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) المؤمنون) الله تعالى ينظر الى الحاكم وبطانته فإذا فسدوا وطغوا ولم يتوبوا ولم يأخذ المجتمع على ايديهم يأخذهم الله تعالى.
وأنواع العذاب كثيرة (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40) العنكبوت) حجر، عواصف رملية، صيحة، خسف الأرض ليست بمعنى انهيار الأرض وإنما انهيار الدولة ومؤسساتها والناس يذبح بعضهم بعضاً وعصابات وفِرق هذه أساليب أخذ الله تعالى عندما تستبد قوة بالعالم ويشيع الظلم بين الأفراد في المجتمع الواحد يذوقون من المصائب ما لا حصر له. (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) الانعام) اذاق الله تعالى بعضهم بأس بعض وعلى تلك الأمة أن يعودوا لله تعالى (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) الاسراء) ومن آثار العذاب تدمير فظيع وحصيد (ينهيها تماماً)، قاعاً صفصفاً (تراب) وصعيداً جرزاً (محصودة حصداً) فإذا يئس الناس من الصلاح وتنكروا عن كل وازع وإنما أصبحوا حيوانات يأخذهم الله تعالى أخذ عزيز مقتدر (كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42) القمر).
بُثّت الحلقة بتاريخ 2/9/2005م