الحروف في القرآن الكريم, حرف الخاء

حرف الخاء – منظومة اللطف الإلهي (خفف)

اسلاميات
حرف الخاء

 

منظومة  اللُطف الإلهي (خفّفّ)

خفّف– يسّر  – هوّن- ليّن–

هذه منظومة اللطف الإلهي وهي المنظومة الذهبية من حيث أنها من خصوصيات هذه الأمة ومكانتها عند الله عز وجلّ. ومن لطف الله تعالى بهذه الأمة أن ميّز شرعها وشريعتها بالتخفيف والتيسير وتهوين الأمور واللين في التعامل وهذا لا تجده مع بقية الأمم فشدد عليهم حتى أنه طلب من بعضهم قتل أنفسهم إذا أرادوا أن يتوب عليهم (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) البقرة) بينما هذه الأمة فالله تعالى وعد بأن نبيّهم r سيأتي ويرفع عنهم إصرهم وقال r: “إنما بٌعثت ميسّراً” و “بعثت بالحنيفية السمحاء”.

خفف والتخفيف: التخفيف انقاص الكمّ الفعلي أو المادي. شيء ثقيل حمله ثقيل ينقص منه حتى يصبح خفيفاً فيسمى تخفيفاً (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) النساء) (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الأنفال) طلب الله تعالى من الأمة إذا فُرضت الحرب من أعدائهم أن تكون الكفّة بين المتحاربين غير متوازنة بأن يكون عشرون يغلبوا مئتين فالله تعالى خفّف عنهم فجعل مقابل كل واحد اثنين (الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66) الأنفال)

التيسير: التيسير ليس في الكمّ ولكنه في الكيف. الصلاة كانت خمسون أول ما فرضت وفي كل مرة كان الرسول r يطلب من رب العالمين أن يخفف عن أمته فخففها تعالى حتى صارت خمس صلوات هذا هو التخفيف المادي من خمسين إلى خمس أما التيسير فهو هذه الخمس صلوات كيف تؤديها؟ وهل شرط علينا تعالى حدّاً دقيقاً لا بد من اتباعه ولا يمكن أن تحيد عنه وإلا هلكت؟ كلا إنما تصلي قائماً وقاعداً ومضطجعاً وشرع تعالى صلاة السفر والقصر والجمع وصلاة الخوف وجعل أداء الصلاة في غاية السهولة فهذا يسمى تيسيراً (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) البقرة) فالتخفيف كمّ والتيسير كيف.

التهوين: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) النور) (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) الروم) انقاص في الاهتمام والأهمية. شيء أنت كنت مهتماً به اهتماماً عظيماً يأخذ وقتك وتفكيرك فقال تعالى هوّن عليك فالأمر أهون من ذلك وقلل من أهميته أو من اهتمامكبه معنى ذلك أن التهوين الذي يكون قريباً من الذُلّ العبقري المشروع كأن تهون أمام والديك أو معلمك تتضاءل أمامهم بحيث لا يكون لك أهمية أمامهم، تواضع ورقة ورفق كما وصف تعالى عباد الرحمن (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) الفرقان) لا يشعر بهم أحد. وقال r : ” المؤمن هيّن ليّن” لا تكاد تشعر به ولهذا يقول r في دعئه “واقسم لنا من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا” تأمل لو أصابت الانسان مصيبة كم يكون اهتمامه بها عظيماً وأهميتها عظيمة فالله تعالى بدعاء الرسول r يرزقه الله تعالى من اليقين ما يهون عليه المصيبة ويجعلها بلا أهمية. عندما نزل القرآن على الرسول r أمره تعالى أن يقرأ القرآن على أمته على حرف أي قراءة واحدة لا تخرج عنها حرفاً واحداً ولا كلمة واحدة وفي الحديث أن أُبيّ وهو من أعظم قرّاء الصحابة أن رسول الله r قال: إن ربي تبارك وتعالى أرسل إليّ ان اقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هوّن على أمتي فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين فرددت إليه أن هوّن على أمتي فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف ولك بكل ردة مسألة تسألينها قلت اللهم اغفر لأمتي ثم اغفر لأمتي وادّخرت الثالثة ليوم يرغب إليّ فيه الخلق حتى ابراهيم u.

فلو قُريء القرآن على حرف لما استطاع كثير من المسلمين ذلك وانما قُريء القرآن على سبعة أحرف فتستطيع أن تقرأ القرآن بأي كل مالم تضع آية رحمة مكان آية عذاب أو آية عذاب مكان آية رحمة. في الحديث: أحبِب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون عدوك يوماً ما وأبغِض عدوك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما” ويقول r : “حُرِّم على النار كل هيّن ليّن سهل قريب” والهيّن هو الذي لا يتكبر علي الناس وكان r يتحدث عن ملوك الجنة فقال: كل أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبرّه” مسكين متواضع هيّن في غاية الهون.

وهنام هون محمود وهو التواضع وهناك الهوان وهو مذموم إلا في الهوان المشروع كالهوان للأبوين. وفي الحديث “لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم بغير حق”.

الهيّن إذن هو رجل أو شيء لا يثير فيك اهتماماً عظيماً أو أهمية عظيمة. والتهوين هو أن تجعل الشيء العظيم لا يؤبه له في الشكل الذي في ذهنك فالمؤمن هيّن على هذا الشكل لذلك عندما يُفجع الانسان في أمر ما يقال له هوّن عليك. فرّ الرسول r بقبرين يعذبان أحدهما كان يمشي بالنميمة والآخر كان لا يتنزه من بوله فوضع سعفاً من النخل على القبرين وقال يهوّن عليهما ما لم ييبسا. والكفار لهم عذاب الهون فيه عذاب شديد ومشقة وإهانة عظيمة.

اللين: النقص في المعارضة الغليظة عندما يُخطئ الآخر. أحد سرق مالك مثلاً فثار غضبك فإذا تلقيت هذا السارق في غاية اللطف وأستليت من قلبه كل خوف فهذا هو اللين. وفي الحديث : “لين الكلام صدقة” فلو أساء أحدهم إليك فقلت سامحك الله فهذا من اللين. تكلم r عن غرفات الجنة بشكل تعشقه العقول السليمة فسأله الصحابة لمن هذه القصور؟ فقال لمن ألان الكلام وأفشى السلام. وفي قصة يوسف u قال لاخوته بعد كل ما فعلوه به (قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92) يوسف). ومحنة الرسول r في غزوة أحد ومخالفة الرماة لأوامره r وبقاؤه وحده مع بعض الصحابة ومنهم أم عمارة وجُرِح r وهزم المسلمون مع هذا كله لم يغضب r وكان ليناً معهم وما انتقم لنفسه أبداً وكان ينزل r على رأي الآخرين ما لم يكن إثماً (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) آل عمران). والفظاظة عكس اللين.

هذه المجموعة هي المنظومة الذهبية الله تعالى ييسر لهم ويخفف عنهم ويهون عليهم ويلين لهم القلوب والناس.

الأسباب التي من أجلها أصدر الله تعالى هذه الإرادات الكريمة الذهبية التي جعلها الله تعالى مع هذه الأمة دون سائر الأمم:

(يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28) النساء) (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) الشرح) (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)

ليس على وجه الأرض أمة واحدة تقول أنت ربي لا إله إلا أنت إلا أمة الاسلام برغم ما هي عليه الأمم الأخرى من العظمة والقوة والحضارة والاختراعات وما قدموه للكون من العلوم والتقنيات لكن تبقى القضية الرئيسية هي التوحيد وبدونها لا أمل (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116) النساء) فجواز السفر إلى الجنة هو كلمة التوحيد مصدقاً بها قلبك وما من أمة تحسن التوحيد وتمحصه وهو هاجسها في كل شيء إلا أمة الاسلام وهي أمة الله تعالى وحدها فالمسمون هم الوحيدون الذين يصلون ويصومون ويحجون ويصلون الأرحام ويحسنون الجوار ويبرون الوالدين ويتلطفون بالأعداء ويسامحونهم دون حقد (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) آل عمران) بهذا التوحيد تحقن دمك وتصبح من عباد الله تعالى لا من عبيده وأنت مختار. قال الرسول r : “لا أخشى عليكم أن تشركوت بعدي أبدا” أما باقي الأمم فهي تغير دينها كما تغير ملابسها فهذه أمة مرحومة مباركة كما قال r : “إن أمتي هذه أمة مرحومة لا عذاب عليها في الآخرة عجّل الله عذابها في الدنيا الزلازل والقتل” وقال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) البقرة).

الأمم تقارن بحضاراتها والتزاماتها وما من أمة على وجه الأرض خير من أمة الاسلام من حيث مصدرها ولا ننكر أن هناك أمم كثيرة فيها اخلاص في العمل وفيها عدل كثير لكن منطلق هذا كله ليس من عند الله تعالى على عكس المسلمين (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) آل عمران) هذا الابداع لا قيمة له عند الله تعالى إلا إذا انطلق من مبدأ توحيد الله عز وجل. وسوف تبقى خير أمة من حيث كتابها وشرعها وحضارتها والتزامها مهما مرّت به من ضعف وهذا من قوانين الكون. من أجل هذا خصّ الله تعالى هذه الأمة بالرحمة والتخفيف والتهوين والتيسير لذا لا عذر لمسلم أن يدخل النار. وعد الله تعالى أن كل مصلي لا بد أن تكون حسناته أكثر من سيئاته لأن الصلاة تكفر الذنوب بينها وحديث الرسول r “أرأيتم إن كان بباب أحدكم نهر” وعلى المسلمين أن يحذروا الغيبة لأنها تأكل الحسنات.

سأل أحد الخلفاء أبو أمامة فقال علّمني ألين كلمة سمعتها من رسول الله r فقال: سمعت رسول الله r يقول إلا كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شِراد البعير على أهله. وفي الحديث عن أهل اليمن : ” أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرق أفئدة”  “الإيمان يمان”

التخفيف والتيسير جماع هذه الأمة ولو استعرضنا النصوص في التخفيف لوجدناها عجيبة والرسول r كان يغضب غضباً عظيماً إذا كان هناك من لا يخفف عن الأمة وقد قال r : ” إن فيكم قوماً فتّانين” . وعن عثمان ابن أبي العاص: آخر ما عهد إليّ النبي r: إذا أمّيت قوماً فأخف بهم الصلاة فإذا صليت لنفسك صلّ كما تشاء. وعن أبو محجن قال: أقبلت مع رسول الله r حتى إذا كنا بباب المسجد إذا رجل يصلي يسجد ويركع ويسجد ويركع فلما سأله عنه r أخبره أنه من أحسنهم فقال r: إنكم أمة أريد بكم اليُسر.

التليين: في الحديث الشريف عنه r : ” إذا بلغ العبد المؤمن أربعين سنة وقاه الله أنواع البلايا الجنون والجذام والبرص، إذا بلغ الخمسين ليّن الله له في الحساب، فإذا بلغ الستين رزقه الله الانابة إليه بما يحبه الله فإذا بلغ السبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء فإذا بلغ الثمانين غفر الله ذنوبه فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم وما تأخر وشفّعه في أهل بيته وسُمي عتيق الرحمن في الأرض وفي رواية أسير الرحمن في الأرض.

وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها أنه r كلن يترك العمل وهو يحب أن يعمله خشية أن يستنّ به الناس.

وعن أبي سعيد الخدري قيل لرسول الله r يوماً كان مقداره خمسين ألف سنة ما أطول هذا اليوم يا رسول الله فقال r والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا.

ويقول r عندما كان يرى الناس يطيلون الصلاة يا أيها الناس إن منكم منفّرين فأيّكم صلّى في الناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة.

التيسير: قال r : “ما منكم واحد إلا وقد علم مكانه في الجنة أو النار قالوا فلم العمل يا رسول الله قال اعملوا فكل ميسّر لما خُلِق له” حينئذ هذا العمل هو الذي يستدرج هذه النتيجة. الله تعالى يعلم أن فلاناً سيبدأ سيئاً وينتهي حسناً أو العكس وكل ذلك بأسباب وهو تعالى يهيء لك على قدر ما في نفسك من الصلاح. يؤتى برجل يوم القيامة فيقول الله عز وجلّ انظروا في عمله فيقول رب ما كنت أعمل خيراً غير أنه كان لي مالاً وكنت أخالط الناس فمن كان موسراً يسّرت عليه ومن كان معسراً أنظرته إلى ميسرة قال تعالى أنا أحق من يسّر غفرت لعبدي.

أسباب التيسير عجيبة والله تعالى عنده أسباب النجاة. والله تعالى يسّر على الناس وهناك أعمال تسمى الواحدة كالمومس التي سقت كلباً والبارّ بوالديه والذي يسامح في البيع وكاظم الغيظ ومن ضمنها تاجر يسامح الناس ويسهل الأمور.

بُثّت الحلقة بتاريخ 17/6/2005م