لمسات بيانية, لمسات بيانية - حلقات

لمسات بيانية – الحلقة 21 – الفاتحة

اسلاميات
الحلقة 21

 

مالك يوم الدين:

 

نحن قلنا في الحلقة الماضية أن لفظة مالك يوم الدين هي قراءة لعدد من القراء الذين يمثلون مدناً وذكرنا ما قاله سيبويه في هذا المجال بأنه كان يشير إلى البلدان، إلى المدن: قرأ أهل الشام وقرأ أهل المدينة. لم تكتب الألف لأنه يبدو أن الكتبة كانوا ينظرون إلى الألف كما ننظر الآن نحن إلى الفتحة. فكما أننا لا نكتب الفتحة كانوا لا يكتبون الألف ولكن يلفظونها ومن هنا بقيت من آثار الأحرف ملك ومالك ودعونا إلى أنه المكان الذي اشتهر فيه لفظ مالك أن يبقى الناس يقرأون مالك حتى لو علم أن هناك قراءة أخرى. المكان الذي اشتهر فيه قراءة ملك أن يقرأ فيه ملك حتى إذا كان قرأ بهذا ثم تمنينا على أمتنا أن تتوحد على حرف واحد أو على رواية واحدة تأسياً بما فعله عثمان رضي الله عنه وأقره عليه إثنا عشر ألفاً من الصحابة وأحرقوا سائر الأحرف فلا يتشبث الإنسان ويقول ماذا أصنع؟ كل حرف يغني أي تستطيع أن تستغني به هذا الكلام الذي قلناه. إذا قرأ يأي قراءة مما قرأ به القراء السبعة بالإجماع أو العشر وفيه بعض الكلام أو القراء الأربعة عشر وفيها كلام أكثر لكن في الأقل القراء الشبعة يقرأ بقراءتهم ولا يعترض عليه إلا من قبيل أن تجعل الناس يتساءلون ما هذا؟ وما الفائدة منه؟ ما الفائدة أن تقرأ (فأدخلهم النير)؟ أنت تعرف أدخلهم النار أما حتى يعلموا أن هناك قراءة ماذا يستفيدون؟ وهذا على خلاف ما أراده عثمان رضي الله عنه وإثنا عشر ألفاً من الصحابة وإجماع الصحابة حُجّة وأحرقوا الأحرف وليس بقايا الأحرف.

كلمة الدين: قد يقول قائل لماذا لم يقل مالك يوم القيامة؟ أو يوم الحساب أو يوم الحشر؟ قلنا إن كلمة الدين تضم كل هذه المعاني فالدين الحساب، الدين الجزاء، الدين المِلك ومنه سُميت المدينة أي المملوكة لأن عموم الأرض عادة غير مملوكة فلما تملك هذه الأرض وتبني ويثير فيها ملك فسميت مدينته أي القطعة المملوكة التي يملكها الناس . ومنه الدين الإعتقاد أو العقيدة لو وضع أي كلمة أخرى ى تسد مسد كلمة الدين لأن الدين شاملة لكل هذه الأمور فهو يوم الحساب وهو يوم الجزاء وهو يوم الدين نفسه يوم العقيدة يوم بروز وظهور وانتصار الإعتقاد وكل هذه المعاني. لذلك نقول ليس هناك شيء يسد مسد لفظة الدين. وهو العادة والشأن (يقولون دينه وديدنه) كل هذه المعاني تجمع في هذا اليوم.

تبقى كلمة يوم: في التطور الدلالي الآن صار عندنا اليوم يمثل 24 ساعة وهذا ليس من كلام العرب. الأصل في كلام العرب أن اليوم هو النهار فإذا قالوا ثلاثة أيام يعني ثلاثة نهارات ومنه قوله تعالى (سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما). هذا معناه أن الحساب سيكون في ظرف ليس كظرف حياتنا الآن لأن نحن الآن إلفنا دوران الأرض فيكون ليل ونهار وهذا ينظر في قوله تعالى (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات) فالحساب في يوم يعني قياسها وكم يطول هذا النهار؟ في الآية الكريمة في سورة المعارج يقول تعالى (تعرج الملائكة والروح إليه في سوم كان مقداره خمسين ألف سنة) فذلك اليوم في طوله بعض المفسرين يقول: هذا طوله على الكافرين هكذا يكون وممكن يكون طوله يحسب ما نعدّ نحن عاماً للناس جميعاً لأن الإنتظار يطول حتى أن بعض الواقفين في هذا الموقف يقولون: ربنا أنقذنا من هذا ولو إلى النار لشدة الكرب وفي هذا الوقت يكون هناك أصناف من الناس في ظل ظليل كما حدّث الرسول rr لا يشهدون هذا العنت ” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق، اخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا، ففاضت عيناه” رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله رب العالمين يذكرنا بقصة يوسف u الذي رأى برهان ربه يعني معرفته بالشريعة. هؤلاء السبعة يكونون منعمينفي ظل ظليل. فاليوم إذن نهار ، كيف يكون هذا النهار؟ ما طوله؟ لا يكون هناك ليل يسكنون فيه ليس هناك سكون. هذا موجز.

خصّ تعالى يوم الدين بالذكر مع كونه مالكاً للأيام كلها فلماذا لم يقل مالك يوم الدين والدنيا؟ الذي يملك هذا اليوم في يوم الجزاء، يوم المحشر هو يملك كل شيء ويملك كل ما في ذلك اليوم. لما يقول ملك اليوم يعني ملك اليوم وما فيه. الزمن هذا بذاته لا فائدة من مِلكه. أن نملك زمناً وكيف نملك الزمن؟ لكن هذا أمر الله تعالى يملك الزمان والمكان وما في الزمان وما في المكان فملكه سبحانه وتعالى عام. لا حاجة لذكر الدنيا لأنه من باب أولى إذا ملك يوم الدين وملك الحساب فهو يملك كل شيء. هذا فيما يتعلق بمالك يوم الدين وكما قلت الإمام الرازي قال في الفاتحة لوحدها ما يربو على عشرة آلآف مسألة ونحن نقتنص منه ومن غيره مما وقفوا عنده.

إياك نعبد وإياك نستعين:

هذه فيها جملة مسائل: أولاً هذه القسمة (إياك نعبد) تتصل بما قبلها من تمجيد الله تعالى (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين). ثم تأتي (إياك نستعين) هي بداية ما للإنسان. ذاك كان لله تعالى ثم صار الكلام للإنسان. الآيات السابقة لما نأتي من بدياة الحمد لله رب العالمين نجد تمجيداً من حيث بنية اللغة للغائب، الله سبحانه وتعالى غائب عن أعيننا حاضر في قلوبنا لكن من حيث البنية اللغوية نقول الحديث عن الغائب : الحمد لله (هو لم يقل الحمد لك) ، رب العالمين (هو)، الرحمن الرحيم (هو)، مالك يوم الدين (هو). لكن هذا التمجيد والتعظيم لله سبحانه وتعالى زاد من حضور الله سبحانه وتعالى في القلب فبعد أن انتهى من التعظيم والتمجيد انتقل إلى الخطاب هذا يسمونه في العربية الإلتفات وهذا ليس غريباً. لما ننظر في كلام ما نقل على لسان ابراهيم u في قوله تعالى (أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77)) يخاطب المشركين (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)) بدأ يتكلم بالغائب ثم قال (رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87)) لاحظ الإنتقال وهذا وارد كثيراً يتكلم عن الغائب إلى أن يجعله حاضراً في نفسه فيخاطبه كأنما استحضرت عظمة الله عز وجل في القلب وعند ذلك يبدأ الإنسان بالخطاب. هو حتى لما يقول الحمد لله رب العالمين يستحضر عظمة الباري عز وجل لكن الآن صار الخطاب مباشراً (إياك نعبد).

ألا يمكن أن يكون هناك نداء محذوف تقديره: يا مالك يوم الدين؟

لا، لأن الفائدة العامة في اللغة أنه لا يعيد إلى التأويل ما أمكن عدم التأويل. لما يمكنك أن تفهم العبادة من غير تأويل لا تؤول.

(أياك نعبد): إنتقل من المناجاة كما بدأ إبراهيم يناجي ربه. الذي يصلي أو الذي يقرأ الفاتحة يقرأها وحده حتى لما يصلي يقرأ (إياك نعبد). شخص في غير القرآن يقول إياك أعبد فلماذا استعمل نون الجماعة وليس الموضع موضع تعظيم على العكس نحن في موضع ذلة لله سبحانه وتعالى وكلما كثرت ذلة الإنسان لربه إزداد خضوعاً لله تعالى إزداد رفعة أمام الآخرين وإزداد بعداً عن عبودية الآخرين لأن العبودية هي منتهى الخضوع لله عز وجل يكون في منتهى القرب من الله عز وجل إزداد تحرراً من الآخرين لا يكون عبداً للآخرين. أعلى الدرجات عبودية الله عز وجل لذلك في أعلى مكان تكريم للرسول r قال تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً) أعلى درجات التكريم أن جعله عبداً.

إياك نعبد: لمَ استعمل الجمع هنا؟

يرى العلماء أن الأمة المسلمة أمة موحدة واحدة ولذلك يقولون دائماً وحدة الأمة مقدمة على أشياء كثيرة. أنت تنظر هذا الأمر هل فيه وحدة الأمة أم تفرقة؟ إذا كان فيه تفريق الأمة فلا خير فيه الوحدة مقدمة. بعض علمائنا القدماء مثلاً عند الأحناف أتباع الإمام أبي حنيفة يسمونه الإمام الأعظم ومنه مدينة الأعظمية قرب ضريحه يون أن خروج الدم يلُفسد الوضوء، الإمام الشافعي مع من تبعه عندهم أحاديث وردت واطمأنوا إليها أن الدم لا يفسد الوضوء، أحد الحنفية يسأل شيخه يقول له: يا شيخي خروج الدم يفسد الوضوء؟ قال: نعم، قال: فلان يقول لا يفسد الوضوء، قال: له رأيه. لاحظ المرونة عند المسلمين وليس الإنغلاق الذي نراه الآن للأسف الشديد هذا ليس من ديننا، هذا الإنغلاق. قال: له رأيه، قال: نصلي خلفه؟ لآنه يمكن خروج دم منه وهو لا يراه مفسداً للوضوء فهو في مذهبي يصلي من غير وضوء فكيف أصلي خلفه؟ قال: يا سبحان الله أنا أقول لكم لا تصلوا خلف فلان؟ صلوا خلفه. لاحظ لماذا؟ لأن هذا فيه وحدة الأمة لما هو يصلي إماماً على فقهه، على مذهبه فأنت تتابعه حتى تتوحد الأمة ولذلك لا صلاة لمنفرد خلف الصف لما يكون في الصف مجال لأن تقف فلا تصلي خلف الصف لأن هذا نوع من تفرقة الأمة، وحدة الأمة مقدمة على كل شيء. ديننا دين أمة، دين جمع وليس دين أفراد (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) لما القرآن الكريم يحدثنا عن أشياء معناه حتى نتعلم. لما يأتي هارون قومه عبدوا العجل وهو نبي ويرى قوماً يعبدون العجل لم يوقف، نصحهم وحاول معهم لكن لما وجدهم مصرين ينتظرون موسى قال ننتظر موسى حفاظاً على وحدة الأمة فلما جاء موسى قال (قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) طه). فديننا دين أمة وليس دين تشعبات وتبعثرات. كل يرى نفسه أبا حنيفة ولكن من غير فقه. وإياك نعبد للجماعة وصلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بخمس وعشرين درجة أو سبع وعشرين درجة. من هنا جاءت كلمة نعبد ولك يكن في مكانها أعبد وليس المجال مجال تعظيم، قد يكون يعظم نفسه، كلا. المسلم يعبد مع إخوانه (إياك نعبد).

ما معنى نعبد؟

العبادة في الإسلام التي هي توجه إلى الله تعالى، تنفيذ أوامره لكن لها مفهوم أوسع وأشمل بيّنها الرسول rr في الحديث الذي رواه عدي ابن حاتم الطائي لما دخل على الرسول rr وفي عنقه صليب من ذهب وفي رواية صليب من فضة وكان r يقرأ (إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أولياء) قال: إنهم لم يعبدوهم. فبيّن الرسول rr معنى العبادة الذي ينبغي أن نفقهه ونتعلمه قال: بلى أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فاتّبعوهم فذلك عبادتهم إياهم. إذن النحول عن منهج الله سبحانه وتعالى مما ورد في كتاب الله وسنة رسوله r وما أجمعت عليه الأمة وما استنبطه العلماء من الكتب والسنة، العلماء وليس التلامذة الذي يقرأ كلمتين مثلاً ويريد أن يصبح فقيهاً، لا. ما استبطه العلماء الذين من نشأتهم يدرسون العلم الديني من صغرهم إلى أن يصبح عالماً باللغة وبالبلاغة وبالنحو وبالفقه وبالتفسير وبالأصول، ما استبطه هؤلاء من الكتاب والسنةوأجمع عليه أصحاب رسول الله r في هذا فالإنحراف عن إتباعه سواء إتباع هوى النفس (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) كيف الإنسان يتخذ هوى نفسه إلهاً؟ هو لا يقبل أن يصلي لنفسه ولكنه يتبع هوى نفسه فيما خالف شرع الله ولذلك الضابط هو شرع الله عز وجل في أي جزئية لا أسأل ما الحكمة؟ لكن أقول ما قول شرع الله تعالى في هذه المسألة؟ وهذا الذي درج عليه المسلمون دائماً ليس في حياة الناس شيء يستطيع أن نقول الإسلام لا رأي له فيه بدليل أن الناس كانت تسأل عن كل شيء والعلماء يبينون (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) فهذا معنى العبادة. وإن ادّعى بعض الناس أن منهجه يوازي منهج الله عز وجل. هذا يذكرنا بما فعله الرسول rr لما نزل قوله تعالى (وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) يقولون الآن المدارس تعمل وسائل إيضاح والرسول rr علّم بوسائل الإيضاح لما نزلت الآية خطّ خطاً في الأرض وقال هذا صراط الله المستقيم وخط خطوطاً على جانبيه وقال: هذه السبل وعلى راس كل سبيل شيطان يدعو إليه. فيحذر الإنسان لما يقول عندي منهج في الحياة هو ليس منهج الإسلام لكن لا يتعارض مع الإسلام، إذا كان لا يتعارض فهل يوازي؟ فإذا كلن يوازي فلن يلتقي مع منهج الإسلام لأن الخطان المتوازيان لا يلتقيان فتعال إلى منهج الإسلام.

يبقى شيء أما كان يستطيع في غير القرآن أن يقول نعبدك؟ لِمَ هذا: إياك تعبد؟

في غير القرآن يمكن أن يقول: يا رب نعبدك فما معنى هذا التفسير؟ كلمة نعبدك: الكاف مفعول به والمفعول به في لغة العرب لأنها لغة مُعربة يتصرف فيه بالتقديم والتأخير كما يقول سيبيوه: جواز الوجهين يعني على معنيين مختلفين. لما يقول لك: كتب زيدٌ رسالةً أو كتب رسالةً زيدٌ يجوز الوجهان لكن هذا المعنى يختلف عن هذا المعنى نعم المعنى الكلي واحد أن إنساناً إسمه زيد كتب شيئاً هو رسالة. لكن لما قدّم وأخر لما قال كتب رسالةً زيدٌ أو أكرم خالداً محمدٌ نعلم أن خالداً آخِذ لأنه منصوب لأن العربية في إعرابها فيها مجال للتقديم. والتقديم فالمعنى يختلف ولا بد أن يختلف المعنى الجزئي. صحيح هو خالد آخذ لما نقول أكرم خالداً زيدٌ أو أكرم زيدٌ خالداً أو خالداً أكرم زيدٌ حتى لما نقدم على الفعل هو معلوم خالد آخذ وزيد مُعطي.،هناك فوارق في المعنى. لما نقول نعبدك نأخذ الكاف نريد أن نضعها في الأول لغرض بلاغي سنذكره. الكاف لا تقف وحدها كما في خالداً أكرم زيدٌ، خالداً يمكن أن يقف لوحده أما الكاف فلا تقف وتحتاج لما تعتمد عليه، العرب جعلوها تعتمد على لفظة (إيا): إياك، إياكم، إياكما، إياكنّ. وصار كلام للعلماء. العربي قال: إياك أكرمت والعلماء بدأوا هل الضمير هو الكاف وحده؟ هل الضمير إي والكاف للبيان؟ هل مجموع إياك؟ هذا لا يعنينا صراحة. هي (أي) الضمير والكاف لبيان المخاطب والعدد وهذا لا يعنينا المهم إياك مختلفة فلماذا؟ لما نأتي إلى لغة العرب واستعمالاتها نجد أنه غذا قدم العامل على الفعل وليس فقط على الفاعل فيعني بذلك الحصر. معنى ذلك لما أقول خالداً أكرمت أريد أن أقول أني أكرمت خالداً ولم أكرم أحداً سواه. إياك أعين يعني أعينك ولا أعين أحداً سواك بحيث لا يصح أن تعطف، لا يجوز أن تقول خالداً أكرمت وأكرمت زيداً، يقول لك آخر الكلام يضرب أوله أنت تقول لي خالداً أكرمت معناه أكرمت خالداً ولم أكرم أحداً سواه. ولاحظ الإيجاز: خالداً أكرمت بدل (خالداً أكرمت ولم أكرم أحداً سواه) العربية قالت: خالداً أكرمت وتلعربي يفهم هذا وهذه لغة العرب وهذه لغة القرآن التي الآن يريدون أن يحولوا إلى لغات لا ندري ماا نقول عنها.

على أية حال فإذن لما يقرأ المسلم أو العربي عموماً (إياك نعبد) يفهم نعبدك ولا نعبد أحداً سواك اختزلت بكلمة (إياك نعبد) ترتبط بالجزء الأول من قوله تعالى (الحمد لله رب العالمين). الله رب، إياك نعبد تتصل بكلمة الله وإياك نستعين تتصل بكلمة ربّ لذلك يقولون الأولى فيها توحيد الألوهية والثانية فيها توحيد الربوبية فجمعت الفاتحة التوحيدين: توحيد الأوهية وتوحيد الربوبية. إياك نعبد تعني نعبدك ولا نعبد أحداً سواك بكل ما في العبادة من معنى فانحصرت العبادة بالله سبحانه وتعالى.

إياك نستعين:

ما قلناه في إياك نعبد من حيث إستعمال نون الجمع نقوله هنا في نستعين. المسلم يرى نفسه في الجماعة ويد الله مع الجماعة ومن شذّ شذّ في النار كما في الحديث. هذا دين جماعة. إياك نستعين: التقديم أيضاً ما قال نستعين بك أو نستعينك قال إياك نستعين. أيضاً حصر الإستعانة بالله سبحانه وتعالى وأيما إستعانة بغير الله عز وجل فيما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى هو إخلال بتوحيد الربوبية، إخلال بالتوحيد والله سبحانه وتعالى يقول (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فينبغي أن يحذر المسلم. بلغ الأمر بالمسلمين فيما مضى من تجنب الإستعانة بالآخرين حتى فيما يقدر عليه الآخر قال: إذا سقط السوط من أحدهم وهو على الفرس لا يقول لأحد ناولني السوط وإنما ينزل هو يأخذ السوط. ما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى الرزق، الشفاء، أمور كثيرة لا يقدر عليها الإنسان فعندما تدعو إنساناً أن يشفيك أو يرزقك أو يمنحك شيئاً هو لا يملك شيئاً هو لا يملك ذلك لنفسه (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً) هو لا يملك لنفسه فمن أين يعينك؟ نعم يمكنه أن يعينك في حمل طاولة تستعين به تقول له إحمل معي هذا وهو يقدر على ذلك فالأحياء لا يملكون أن يعينوك فيما لا يستطيع أن يعينك عليه إلا الله عز وجل فمن باب أولى الأموات. الشيخ عبد القادر الجيلاني يقول في كتابه الغُنية: وإذا زرت قبراً (لأن زيارة القبور وفق الديم سُنة يعني أن تزور القبور للإتعاظ وللدعوة للمقبور هذه سنة) فلا تضع يدك عليه ولا تقبله فإن ذلك من أعمال اليهود. تذهب الآن إلى مرقده وتجد من يمسك بالشباك ويقبله وهو الذي يقول في كتابه (ولا تقبله فإن ذلك من أعمال اليهود). ويقف عند فلان وفلان سواء كان من الصالحين أو آل بيت النبوة ويقول يا فلان أريد منك مذا وكذا. وهذا يتعارض ونحن مسؤولون أمام الله تعالى ما دام وردت الآية أن ننبّه على هذا. لا يُسأل في هذه الأمور إلا الله تعالى لقوله (إياك نستعين). ينبغي أن نفهم لغة العرب لأن الإستعانة لا تجوز بغير الله سبحانه وتعالى. الإستعانة تكون بالبشر فيما يقدر عليه وهو حيّ. هناك أمور وهو حيّ لا يقدر عليها فكيف وهو ميّت؟ إذن إياك نستعين هنا حصر الإستعانة بالله سبحانه وتعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل : رد غائب، رزق، شفاء مريض، أي شيء من الأشياء التي لا يملكها إلا الله تعالى. هو الله تعالى يملك جميع الشايء لكن هناك أشياء يمكن أن تقول لولدك ناولني هذا القميص تستعين به في هذه الأشياء التي يقدر عليها لكن ما لا يقدر عليه (قل لا أملك لنفسي تفعاً ولا ضراً) ومن باب أولى الأموات.

لماذا تكررت إياك؟

لو قال في غير القرآن (إياك نعبد ونستعين) كأنه يفهم منه الحصر بإجتماع الفعلين يعني إذا جمعنا العبادة والإستعانة لا تكون إلا بك وإذا فرّقناهما يمكن أن تكون لغيرك وهذا لا يريده القرآن. لما نقول لشخص مثلاً: إياك أحترم وأُكرِم يمكن أن تفهم أه أنا أحصر الإحترام والإكرام فيك بإجتماعهما وممكن أن أحترم زيداً وأُكرِم خالداً لكن الإحترام والإكرام مجتمعين محصورين بك. ويمكن أن أحترم خالداً لكن لا أكرمه ويمكن أن أكرم زيداً لكن لا أحترمه إتقاء شرّه كما كان مع الشعراء (كفوا عني لسانه، اقطعوا عني لسانه) لكن لما نقول إياك أحترم وأكرم يعني لا أحترم سواك ولا أُكرِم سواك. فلما قال إياك نعبد وإياك نستعين يعني ى نعبد سواك وى نستعين بأحد سواك . ولو قال في غير القرآن إياك نعبد ونستعين يعني جمع العبادة والإستعانة محصورة بك لكن يمكن أن نعبد واحداً ولا نستعين به وبمكن أن نستعين بغيرك وى نعبده وممكن هذا وممكن هذا وحتى ينتفي هذا الفهم وإن كل كلمة مقصودة أن تنصرف هِمّة الإنسان وإعتقاداته وعقيدته لله وحده سبحانه وتعالى قال: غياك نعبد وإياك نستعين وكان لا بد من التكرار لأنه لو لم يكرر لالتبس الأمر والقرآن الكريم بعيد عن اللبس.

بُّثّت الحلقة بتاريخ 11/2/2006م

سؤال: ما العلاقة بين القراءات السبعة والأحرف السبعة؟

الأحرف السبعة هي ليست القراءات السبعة يقيناً والأحرف السبعة هناك من درسها(تاريخ القرآن للدكتور عبد الصبور شاهين) درس أحاديث الأحرف السبعة وترجح لديه أن المراد بالأحرف السبعة هنا لهجات القبائل المختلفة التي نزل القرآن بها أو قُرئ بها وأقرّه الرسول rr بأمر من ربه والراجح أن السبعة هو ليس العدد بين الستة والثمانية بينما منفتح في ذلك الزمان لأنه لم يكن هناك علوم ولا مدارس أو تعليم. فالله سبحانه وتعالى من رحمته أنه إستجاب للرسول r بأن يوسّع على أمته حتى بلغ الأمر بالرسول rr أن طلب التوسعة أنه إذا كانت نهاية الآية (والله غفور رحيم) يقول (والله سميع عليم) لكن لا يخلط آية رحمة بآية عذاب. لكن القرآن أول جمع له كان في زمن أبي بكر الصديق جمعت نسخة واحدة والذي فعله عثمان رضي الله عنه هو نسخ من هذه النسخة كما نفعل الآن في تحقيق الكتب مراجعة الصحابة الكرام الذين لديهم نسخاً مكتوبة وجعلهم يجتمعون على حرف واحد وأحرقوا سائر الأحرف والذي بقي مما كان احتمله الرسم. هو كان يريدهم أن يقرأوا مالك أو ملك يوم الدين لا ندري لكنه الرسم احتمل مالك وملك يوم الدين والذين علموا مالك بقوا على هذه اللفظة والذين علموا ملك بقوا على هذه اللفظة فالقراءات هي بقايا الأحرف.

سؤال: متى تستعمل (إنّ) ومتى تستعمل (أنّ)؟

هذا سؤال نحوي. نجد أمامنا بيتاً من منظومة إبن مالك يُدرّس في الجامعات في باب إن وأن:

وهمزة إن افتح لسد مصدر مسدها وفي سواك إكسر

يعني إذا إستطعنا أن نؤول ما بعد الهمزة والنون بمصدر مثلاً: أعجبني أن زيداً ناجح، نأخذ من الخبر لمصدر نضيفه إلى الإسم ونحذف أن (يعجبني نجاح زيد) هنا (أنّ). مع ذلك أتى مالك أعطانا صوراً بعد هذا:

فإكسر في الإبتداء وفي بدء جملة وحيث إن ليمين مكملة أو حُكيت بالقول أو حلّت على حال كزرته وإني ذو أمل وكسروا بعد فعل علّق باللام كاعلم إنه لذو تُقى. يعني حتى في موطن الفتح إذا جاءت اللام (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ) المفروض (أن) لكن لأن فيها لام قال (إنك) لأنه لام الإبتداء فكسر الهمزة. (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) المفروض (أن) لكن استعملت (إن) لوجود اللام. ويمكن مراجعة كتب اللغة في هذا المجال للإستزادة.

سؤال: ما الفرق بين يعملون ويفعلون وبين الفعل والعمل؟

يقولون العمل ما كان فيه إمتداد زمن، العمل أخصّ من الفعل فكل عمل فعل ولا ينعكس. والعمل فيه إمتداد زمن (يعملون له ما يشاء من محاريب) هذا للجانّ وهذا العمل يقتضي منهم وقتاً لكن لما نحدث تعالى عن الملائكة قال (ويفعلون ما يؤمرون) لأن فعل الملائكة برمش العين. عندنا آيات وكلام علماؤنا دقيق في هذا الباب. (مما عملت أيدينا) ما قال فعلت (وما عملته أيديهم) لأن خلق الأنعام والثمار يحتاج لوقت، الله تعالى لما يخلق التفاحة لا تخلق فجأة فقال عملت أيدينا يعني هذا النظام معمول بهذا الشكل لأن فيه إمتداد زمن. لكنه تعالى قال (ألم تر كيف فعل ربك بعاد) باللحظة أرسل عليهم حجارة، (ألم تر كيف فعل ربك بعاد) خسف بهم وقال تعالى (وتبين لكم كيف فعلنا بهم) العقوبات، غضب الله سبحانه وتعالى لما ينزل على الضالين والظالمين أنفسهم ينزل فوراً ولا يحتاج لإمتداد زمن. خواتيم الآيات في سورة البقرة (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71)) كادوا لا يفعلون والذبح سريع فهو فعل لكنه قال (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)) أيّ حياة، لأن مدة العمل فيه فيه مدة. في ضوء هذا نستطيع أن ننظر معاني الآيات التي فيها زمن يقول يعلمون وما ليس فيه إمتداد زمن وهو مفاجئ يقول يفعلون والله أعلم.

سؤال: ما دلالة كلمة يُلقى في قوله تعالى في سورة القصص (وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (86))؟

الرسول rr كان أمياً وكان r يعلم أن اليهود عندهم كتاب والنصارى عندهم كتاب. الأمي هل يتوقع أن يكون نبياً؟ ما دام هناك كتب وهو لم يكن يقرأ فما كان يتصور أن يكون نبياً لكن هناك منفذ لم يكن يتخيله r وهو أن يلقى القرآن إليه شفاهاً ما كان يتوقعه فإذن هنا يُلقى إليك ليس بمعنى يرمى إليك وإنما من الإلقاء. نحن إلى الآن نستعملها نقول: ألقى فلاناً قصيدة جميلة يعني قرأها على مسامعنا شفاهاً. الآية تبين أنه r لم يكن يأمل أو يتوقع أن يكون رسولاً ينزل عليه كتاب وهو الأميّ الذي لا يقرأ ولا يكتب ولكن الله سبحانه وتعالى أكرمه بأن جعل الكتاب يُلقى إليه إلقاء فيسمعه ويبلّغه أمّته. قال تعالى (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85) وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (86)). ما كان يرجو r أن يكون نبياً لكن هذا المنفذ فوجئ به r أن القرآن ألقي إليه إلقاء وهذا ينسجم مع ما ورد في الإنجيل أن أتباع النبي الخاتم أناجيلهم في صدورهم يحفظونها حفظاً. ولاحظ ليس هناك كتاب يُحفظ غير القرآن. أناجيلهم في صدورهم أي قرآئينهم في صدورهم وهذا ما لا يمحى أو يُحرّف.

سؤال: في آية سورة النساء (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (136))؟ بماذا آمن هؤلاء؟

العلماء لهم ثلاثة أقوال هنا

لأن الكلام قبله كان مع أهل الكتاب فبعضهم يذهب إلى أنه :يا أيها الذين آمنوا بموسى والتوراة وعيسى والإنجيل آمنوا بمحمد والقرآن. هذا المعنى العام.

رأي آخر يقول: الخطاب مع المؤمنين، آمنوا أي اثبتوا على إيمانكم.

وهناك قول ثالث وهو الذي وجدنا أنفسنا نطمئن إليه أكثر أنه يا أيها الذين آمنوا بألسنتهم آمنوا بقلوبكم. الخطاب مع المنافقين ولم يقل لهم يا أيها الذين نافقوا أبداً. القرآن لم يستفز المنافقين وإنما كان يخاطبهم كما يخاطب تامؤمنين لم يكن يريد أن يثيرهم ولم يكن يريد أن يبعدهم من قبيل لا تعن الشيطان على أخيك. فخاطبهم يا أيها الذين آمنوا عليكم أن تؤمنوا بهذه الأشياء أنتم الآن مؤمنين أمِنوا بالله ورسوله والكتاب الذي أنزل على رسوله. إخترنا هذا الرأي لأنه مباشرة يقول تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا) فكان الكلام مع المنافقين ولا ننفي الرأي الأول والثاني لكن نجد في سياق الآيات لأن بعد ذلك قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (137) بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138)) ولم يرد في القرآن مهاجمة مباشرة : يا أيها الذين نافقوا لكنه يقول (ومن الناس ) وما قال لهم أنتم مع أن الرسول rr يعرفهم لكن الله تعالى أراد لكتابه الكريم أن يعلّمنا أن لا نصدم الناس ونوزع عليهم الألقاب: فاسق، كافر، ملحد،. كلام الله عز وجل يربّي أتباع محمد r على ما ينبغي أن يكون عليه المسلم.

سؤال: ما دلالة استعمال (قد) في قوله تعالى (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18)) في سورة الأحزاب؟

أحياناً نحن نتعلم شيئاً موجزاً فنظن أنه هذه القاعدة العامة. نحن عُلّمنا بشكل موجز أن (قد) إذا دخلت على الفعل الماضي تفيد التحقيق (فقد جاء) محققاً، وإذا دخلت على الفعل المضارع تفيد التقليل (قد يأتي زيد) أو الشك. هذا ليس على إطلاقه وإنما السياق يتحكم في (قد) ومن الممكن أن تأتي (قد) للتكثير، للكثرة. لما يقول الباري عز وجل (قد نرى تقلب وجهك في السماء) الرسول rr كان يقلّب وجهه في السماء فهل (قد نرى) تعني أن الله تعالى محتمل أن يراه؟ أو كثيراً ما كنا نرى تقلب وجهك في السماء؟ الحفظ القليل هذا هو للمتعلمين نعطي أموراً بسيطة يسيرة لكن في توسع النظر في لغة العرب عند ذلك نجد أن (قد) تستعمل في هذا المعنى ةفي هذا المعنى يضبطها السياق. كان هناك سؤال آخر حول (ربما يود الذين كفروا) إبن هشام يقول: الكثير في رُبّ أنها للتكثير والقليل لأنها للتقليل ويأتي بشواهد وسنتحد عن هذا في اللقاء المقبل.

أسئلة المشاهدين خلال حلقة 11/2/2006م

لماذا لم يقل إياك نعبد وبك نستعين؟

ما الفرق بين أنزلنا إليك وأنزلنا عليك؟

هل قوله تعالى (إياك نعبد) هي نظير (بل الله فاعبد)؟

لماذا قُدّمت العبادة على الإستعانة؟

هل هناك حديث يفيد أن كل لفظ في القرآن له ظاهر وباطن؟

أول جمع وتوحيد كتابي للمصحف كان في عهد عثمان فهل تم جمع صوتي على كل قراءة من القراءات السبعة؟

2009-01-30 19:12:20