لمسات بيانية, لمسات بيانية - حلقات

لمسات بيانية – الحلقة 223

اسلاميات

الحلقة 223

إجابة على أسئلة المشاهدين

سؤال: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ (13) المائدة) (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ (41) المائدة) فما الفرق بين الآيتين؟ وما اللمسة البيانية الموجودة في كل آية؟

د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. قوله سبحانه (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ) هذا الكلام على أوائل اليهود الذين حرّفوا التوراة، الأوائل

المقدم: ليس كل اليهود، كأنه يتحدث عن فئة معينة مثلاً؟

د. فاضل: الجيل الأول، الأوائل. (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) هذا في زمن الرسول r بعد زمن طويل.

المقدم: كيف نفهم هذا؟

د. فاضل: نقرأ الآيتين. الآية الأولى (وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ (13) المائدة) يتكلم وقتها. الآية الثانية (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ (41) المائدة) خطاب للرسول، (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ) يعني من بعد ما عرفوا مواضعها أو عملوا بها زمناً ثم حصل بها تحريف آخر، هذا تحريف آخر من بعد المواضع تلك

المقدم: في اللغة عن مواضعه ومن بعد مواضعه هذا تغير دلالي؟ فيه تراخي؟

د. فاضل: (من بعد) فيه تراخي، فيه بعدية، (عن مواضعه) ليس فيه بعدية، هي المجاوزة

المقدم: ما معنى المجاوزة؟

د. فاضل: ابتعاد، إنحراف. جلس عن يمينه منحرف عن اليمين، جلس يمينه يعني جنبه.

المقدم: (عن) منحرف قليلاً. و(من بعد)؟

د. فاضل: هذه مسافة، وجود كلمة (بعد) فيها مسافة.

سؤال: في سورة الإسراء (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (71)) هذا الذي أوتي كتابه بيمينه يقرأ ولم تأت آية أخرى تدل على من أوتي كتابه بشماله لكن الآية التي بعدها (وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (72)) فهل نستنتج من هذه الآية الثانية أن من أوتي كتابه بشماله سوف يكون أعمى؟

د. فاضل: لعله قال (قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) طه) ذاك موقف من المواقف. الذي يؤتى كتابه يقرأ بدليل قوله تعالى (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) الكهف) هم يقرأوه لا يقرأه أحد لهم. (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (13) اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) الإسراء)، كل إنسان.

المقدم: كل إنسان للعموم والشمول

د. فاضل: كل إنسان

المقدم: هذا هو الأساس أن كل إنسان سوف يؤتى كتابه لكن هناك فئتان فئة تأخذ باليمين وفئة تأخذ بالشمال. ومرة يقول من وراء ظهره؟ هذه فئة ثالثة؟

د. فاضل: حتى لو كان بالشمال أو وراء ظهره هذه لا تخالف، في الشمال من وراء ظهره.

المقدم: لكن هي علامة طيبة لمن يؤتى كتابه بيمينه يظن خيراً ومن يؤتى كتابه بشماله لا يظنن أي خير. قبل الحساب الكل سيعرف بطريقة أخذه الكتاب.

سؤال: في سورة الأنعام (وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29)) وفي آية أخرى في سورة المؤمنون (إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37)) ما اللمسة البيانية في إستعمال نحيا؟ الحياة بعد الموت وعدم إيمانهم بالبعث؟ وما المقصود بنحيا؟ المعروف أن الحياة في الأول ثم الموت (نَمُوتُ وَنَحْيَا) كيف نفهم الزيادة في آية وعدم الزيادة في آية؟ هل في هذا تناقض، اعتراض، اختلاف؟

د. فاضل: مرة يذكر (نموت ونحيا) ومرة لا يذكر، هذا إيجاز وتفصيل يوجز في مكان ويفصّل في مكان. الأولى الكلام في الآخرة (وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28) وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29)) ينقل عنهم الكلام، يتكلم بإيجاز عن ما ذكروه فيما قدموه. الآية الثانية فيها تفصيل في الدنيا وكلام طويل عن الآخرة والتكذيب فيها (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ (35) هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (36) إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37) المؤمنون) هذا كله كلام في التفصيل عن الآخرة واستهزاء بالرسول r والتكذيب. الآية الأولى في الآخرة وربنا ينقل عنهم، فذكره موجزاً والثانية تفصيل في التكذيب

المقدم: الأولى في موقف الآخرة، الموقف مختلف إذن.

د. فاضل: طبعاً. الأولى ينقل عنهم (فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا) وهذه الآن في مقام التكذيب والتكذيب بالآخرة على التفصيل (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ (35) هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (36))، هذا تفصيل في الاية الأولى ليس فيها تفصيل. إذن واحدة فيها تفصيل وواحدة فيها إيجاز

المقدم: هل هناك معيار لمسألة التفصيل والإيجاز؟

د. فاضل: السياق والمقام هو الذي يحدد. هم الآن في مقام ذكر التكذيب فيفصلون في الأمر وأحياناً ينقل عنهم. أحياناً في الموقف أحياناً يوجز وأحياناً يفصل.

المقدم: هل هم قالوا (نموت ونحيا) أم ما قالوا؟

د. فاضل: أولاً للعلم أن هاتين الآيتين ليس القائلون واحداً ولا جماعة واحدة.

المقدم: من قال في الأنعام؟

د. فاضل: هؤلاء جماعة الرسول r، أهل مكة

المقدم: الذين كذبوا. والآية الثانية (إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37) المؤمنون)؟

د. فاضل: هؤلاء قوم عاد. ليس القائل واحداً حتى يتناقضون، هم أقوام متباعدة مختلفة، نقل عن هؤلاء ذكر أهل مكة (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (25) الأنعام) للرسول عليه الصلاة والسلام (وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (25) الأنعام) (وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (30) الأنعام)

المقدم: (وَقَالُواْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29) الأنعام) هذا قولهم في الدنيا قالوه في الآخرة

د. فاضل: ينقل عنهم ما كانوا يفعلون وما كانوا يقولون في الدنيا.

المقدم: وعاد؟

د. فاضل: (ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرنًا آخَرِينَ (31) المؤمنون) بعد أن ذكر نوح

المقدم: في الدنيا وليس في الآخرة

د. فاضل: الكلام في الدنيا، وكان ينقل كلام هؤلاء القوم الذين بعد نوح (ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قُرنًا آخَرِينَ (31) فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (32) المؤمنون) ثم ذكر بعدهم أقواماً آخرين (ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ) والقائلين مختلفين أصلاً

المقدم: المكان والزمان والقائلون مختلفون، هذا موضوع وهذا موضوع آخر

د. فاضل: حتى لو كان القائل واحداً أحياناً في موقف، أنت تذكر حادثة أحياناً تفصّلها كلها وأحياناً أنت ماذا تريد أن تقول؟

المقدم: آخذ جانباً واحداً، ملمح واحد فقط، هذا وارد

د. فاضل: قال (نَمُوتُ وَنَحْيَا) هو أصلاً السؤال الذي يُسال في كتب النحو لماذا قدم الموت على الحياة؟ لماذا قال (نَمُوتُ وَنَحْيَا)؟ ما قال نحيا ونموت، هذا سؤال تذكره كتب النحو، قالوا الواو لا تفيد التعقيب ولا الترتيب

المقدم: يعني (نموت ونحيا) ليس الموت أولاً؟

د. فاضل: لا

المقدم: إذا قلت دخل محمد وعلي لا أفهم منها أن محمد دخل أولاً؟

د. فاضل: لا.

المقدم: وإذا أردت الترتيب والتعقيب؟

د. فاضل: تستخدم الفاء أو ثم

المقدم: إذا قلت دخل محمد وعليّ لا يعني بالضرورة أن محمد دخل أولاً

د. فاضل: لا، قد يكونا دخلا سوياً أو دخل ذاك قبله، محتمل

المقدم: دخل محمد فعليّ؟

د. فاضل: يموت بعض ويحيا بعض، يموت من يموت ويحيا من يحيا، الواو لا تفيد التعقيب. يموت من يموت. هناك مسألة، ذكر بعد هلاك قوم نوح بعد أن ماتوا جاء هؤلاء (نموت) وهم يحيون.

المقدم: يموت قوم نوح الذين سبقوهم وهم يحيون

د. فاضل: يموتون وياتي بعدهم من يحيا

المقدم: وكأن لسان حالهم يتكلم عن البشرية أناس تموت وأناس تحيا، ليس هم يموتون ويحييون مرة أخرى؟

د. فاضل: كان معنى يؤمنون بالآخرة

المقدم: ولهذا قالوا (وما نحن بمبعوثين) إذا ماتوا فلن يبعثوا مرة ثانية.

سؤال: في سورة النحل (وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)) هذه الفاصلة هي الوحيدة مع ذكر السمع والأبصار والأفئدة في القرآن أما في باقي السور في السجدة (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (9)) والمؤمنون (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (78)) والملك (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (23)) فيها اختلاف الفاصلة (قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ) فما دلالة الاختلاف في الفاصلة في آية النحل؟

د. فاضل: (لعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) نقرأ الآية تتضح المسألة (وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78) النحل) يعني الغاية من الخلق الشُكر والشكر من العبادة.

المقدم: لعلّ أليس فيها ترجي؟

د. فاضل: نعم فيها ترجي.

المقدم: هل ربنا يترجاهم أم ماذا؟

د. فاضل: ليس يترجاهم، يترجى الحصول وليس يترجاهم هم.

المقدم: يعني لعلكم تفعلوا كذا، هذه الغاية من الخلق

د. فاضل: الثانية الموجودين الذين لم يشكروا ربهم (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76) حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77) المؤمنون) هؤلاء لم يشكروا ولم يعبدوا (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (78) المؤمنون) إذن هؤلاء غير أولئك، هناك ذكر عموم الخلق وهؤلاء عن ناس قد كفروا

المقدم: مختلفون عن بعضهم البعض

د. فاضل: في السجدة قال (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (9) وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (10)) يتكلم عن قوم لم يشكروا، يتكلم عن قوم موجودين الذين لم يشكروا ربهم. في سورة الملك (وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21) أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (22) قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (23)) (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (25)) إذن فرق، هؤلاء عن قوم موجودين لم يشكروا ربهم فقال (قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ). إما لم يشكروا وإما شكروا قليلا، أما أولئك الغاية من الخلق، الغاية من الإيجاد

سؤال: في سورة الرعد (اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا (2)) بعض النحويين قالوا أن الجملة (بغير عمد) في محل رفع حال، حال السموات بمعنى أن السموات بغير عند. بعض المفسرين قالوا أنها بغير عمد وبعضهم قال أن فيها عمد لكن لا نراها فما هو الرأي البياني واللغوي في هذه الآية الكريمة؟

د. فاضل: هذا تعبير احتمالي

المقدم: يعني مرفوعة بعمد لا نرى العمد أم نراها بلا عمد؟

د. فاضل: القدامى قبل أكثر من ألف سنة بحثوها، تكلموا فيها من حيث اللغة. يقولون هذه الآية تحتمل معنيين أنه رفع السموات بغير عمد وهاأنتم ترونها استئناف.

المقدم: إذن الهاء في (ترونها) يعود على السموات، ترون السموات بغير عمد

د. فاضل: بغير عمد. والاحتمال الثاني بعمد غير مرئية، أنتم لا ترون العمد.

المقدم: لكنه قال (بغير عمد) كان يمكن أن يقول بعمد لا ترونها، ينفي رؤية العمد

د. فاضل: بغير عمد ترونها يعني بغير عمد مرئية

المقدم: إذن ترونها هنا صفة العمد،

د. فاضل: بغير عمد مرئية

المقدم: أنا أفهم منها مرئية بغير عمد يعني ليس لها عمد

د. فاضل: بعمد غير مرئية، بغير عمد مرئية

المقدم: (بغير) هي ملتصقة بعمد فنفت الأعمدة أصلاً

د. فاضل: نفت الأعمدة المرئية

المقدم: إذن هناك أعمدة غير مرئية. يعني نفت الأعمدة المرئية ولكن لم ينف الأعمدة غير المرئية يعني ربما يكون هناك عمد غير مرئية؟

د. فاضل: هذا التعبير فيه احتمالان، هذا قبل ألف سنة

المقدم: الذين يتكلمون في الإعجاز العلمي الآن يقولون هنالك عمد

د. فاضل: إذن تدخل فيها

المقدم: لكن مسألة ايهما أدل على طلاقة القدرة الإلهية أن تكون بعمد أو بغير عمد؟

د. فاضل: ربنا أعرف بهذه المسائل، هو يضع الأسباب والمسببات ويضع النواميس، وهو واضعها كلها

المقدم: إذن تحتمل وليست هناك قرينة سياقية تحدد؟

د. فاضل: لا، هذا تعبير احتمالي كما قرره العلماء من قديم، يحتمل أنها بغير عمد و(ترونها) استئناف، هاأنتم ترونها بغير عمد أو بغير عمد مرئية، نفى العمد المرئية

المقدم: هو قال ترونها

د. فاضل: بغير عمد ترونها يعني بغير عمد مرئية ممكن يراها غيرك وأنت لا تراها

المقدم: إذا قلت مثلاً دخل زيد بكتاب ودخل زيد بغير كتاب

د. فاضل: هذه غير،

المقدم: إذا قلت دخل زيد بغير كتاب تراه، أنا أرى زيداً لكن بدون كتاب

د. فاضل: لكن قد يكون الكتاب مخبأ، لماذا قلت (تراه)؟

المقدم: هل وجود غير قبل كتاب أو غير قبل (عمد) لا ينفي وجود العمد؟

د. فاضل: هي موصوفة، العمد مقيدة هنا، لم يقل بغير عمد، (بغير عمد) مطلقة. (بغير عمد ترونها) الآن قيدت على المعنى الثاني، أنتم لا ترونها كما ذكرت الآن دخل خالد بغير كتاب تراه

المقدم: يعني أنا أراه بغير كتاب

د. فاضل: أنت تراه لكن هو قد يكون عنده كتاب، أنت نفيت رؤية الكتاب يمكن هو وضع الكتاب في مكان آخر

المقدم: أنا نفيت رؤية الكتاب

د. فاضل: ما قلت بغير كتاب، إذا قلت بغير كتاب

المقدم: يعني لا ظاهر ولا باطن

د. فاضل: لكن إذا قلت بغير كتاب أراه

المقدم: ممكن يكون هناك كتاب لكنه موارى إذا كان الوصف هنا ينطبق على كتاب. هي أصلاً تحتمل أن (ترونها) تعود على السموات وتحتمل أنها تعود على العمد

د. فاضل: ومن هنا جاء الاحتمال أصلاً

المقدم: أليس هناك قرينة سياقية تحدد معنى معيناً؟

د. فاضل: لو كان هناك قرينة لما صار هناك اختلاف أصلاً

المقدم: إلى ماذا تميل حضرتك؟

د. فاضل: كأنما هي بغير عمد لكن إذا ثبت أن هناك عمد فالنص يحتمل وليس فيه إشكال.

المقدم: أنا أرتاح إلى (بغير عمد) لأنها أدل على طلاقة القدرة الإلهية أن تكون السماء مرفوعة هكذا بدون عمد، فيها طلاقة وقوة، حتى بالعمد فيها طلاقة القدرة أيضاً

تنويه: في الدورة البرامجية الجديدة والتي تبدأ في الأسبوع القادم سيتغير موعد برنامج لمسات بيانية وسيكون مساء الجمعة والسبت الساعة 7 مساء بتوقيت مكة المكرمة والإعادة السبت 9.05 صباحاً والأحد 11.05 ظهراً بتوقيت مكة المكرمة. وحلقة يوم الجمعة مسجلة وحلقة يوم السبت مباشرة على الهواء.

سؤال: يقول الله عز وجل (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113) طه) ما هو الذكر الذي أحدثه؟

د. فاضل: يعني تذكر أو عظة يؤدي إلى الإتقاء لأنه قال (لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) هذا هو الأصل. أو يحدث لهم ذكراً يؤدي إلى الإتّقاء يعني تذكر أو عظة يؤدي إلى أن تتقي

المقدم: لكن القرآن نفسه إسمه الذكر

د. فاضل: هذا أمر آخر.

المقدم: يعني ذكراً يذكّرهم للتقوى وليس يحدث لهم ذكراً يعني قرآناً؟

د. فاضل: لا، أن يحدث لهم تذكر عظة اعتبار لعلهم يتقون هذا هو الأصل أو يحدث لهم ذكراً يؤدي إلى الإتقاء هناك أمور يعتبر وبها ويتعظ بها فيتقي.

سؤال: في سورة القصص يقول جلّ في علاه (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى (14)) وفي آية أخرى يقول (فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا (19) القصص) ما اللمسة البيانية في استخدام الفاء والواو؟

د. فاضل: الفاء تفيد الترتيب والتعقيب، (فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا) هذا جاء يستغيث به. والواو مطلقة (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى) هذا أخذ عمراً

المقدم: هل هناك فروق دلالية بين حروف العطف؟

د. فاضل: طبعاً. حروف العطف هي متسعة قسم منها نفي (ليس) حرف نفي، (لا) حرف نفي وعطف (اقبل محمد لا خالد) (لا) حرف عطف، أقبل محمد وخالد هذه ضدها. كونها حرف عطف لا تعني أنها كلها بنفس الدلالة، لا يكونوا متشابهين في الدلالة (بل) حرف عطف. الواو تفيد مطلق الجمع (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ) كم سنة إلى أن بلغ أشده؟!

المقدم: ثلاثون أو أربعون سنة

د. فاضل: أما الثانية استغاث به في الحال لا ينتظر سنوات!

المقدم: في الحال. إذن الفاء تفيد الترتيب والتعقيب والواو مطلق الجمع ولا تدل على فترة زمنية

د. فاضل: كما قلنا منذ قليل (نموت ونحيا) (نحيا ونموت)

—–فاصل——

سؤال: في سورة النور في الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27)) وفي آية أخرى يقول (فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً (61) النور) فلماذا قال في الأولى سلموا على أهلها لأنها ليست بيوتهم وفي الثانية قال سلموا على أنفسكم؟

د. فاضل: قسم ذهب إلى أن قوله تعالى (فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ) قسم ذهب إلى أن هذا في دخول البيوت الخالية التي لا سكان فيها أو المساجد تقول “السلام علينا تحية من عند الله مباركة طيبة” أو في الأثر أيضاً “السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين” إذا دخلت بيتاً خالياً وحتى إذا دخلت بيتك وليس فيه أحد، خالي، نقول السلام علينا تحية من عند الله مباركة طيبة أو السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.

المقدم: هذا معنى (فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ)

د. فاضل: وقسم قال ليس بالضرورة هذا لأن السياق هؤلاء من ألصق المذكورين من شكة الالتصاق، قال في هذه الآية قال ممن أباح لهم الأكل (أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً (61) النور) فقالوا الناس ألصق ببعضهم فقال (فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ) لأن هؤلاء هم كونهم هم أنفسهم من شدة الالتصاق بهم أو كما قال (فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ (54) البقرة) يعني هم أنفسهم

المقدم: والثانية؟

د. فاضل: لا، هذه وضع آخر. هذه للناس الأجانب المذكورين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا (27) النور) يعني الضيوف، هذا موضوع آخر.

المقدم: لهذا قال (وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا)

د. فاضل: (فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ) إما البيوت الخالية أو المساجد أو ألصق الناس بك، أما تلك فبيوت أخرى

المقدم: وكانوا قديماً يدخلون هكذا بدون استئذان ويقول قد دخلت، يفتح الباب ويدخل.

أسئلة المشاهدين خلال حلقة 11/2/2010م:

أم عبد الله من العين: (وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ (272)) تكرر ذكر (وما تنفقوا) ولكن قال (وما تنفقون) هل (ما) عملت عملها؟

د. فاضل: هذه شرطية جازمة، (ما تنفقون) نافية. (وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ) هذه نافية (ما وإلا). (وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ) هذه شرطية، (وما تنفقوا من خير) شرطية، (وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ) هذه نافية المقترنة بـ(إلا) هذه نافية قطعاً.

أبو أنس من الشارقة: في سورة الشورى الآية 51 (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) لماذا وردت (يرسلَ) منصوبة علماً أنها ليست معطوفة على يكلمه؟

د. فاضل: هذه معطوفة على المصدر الصريح (وحياً)

المقدم: يجوز عطف الفعل على المصدر الصريح؟

د. فاضل: نعم، عندما تعطف الفعل على المصدر الصريح ينتصب.

سورة البقرة الآية 84 (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ) (لا) في تسفكون وتخرجون هل هي نافية أو ناهية؟

د. فاضل: نافية تفيد النهي، لأن أحياناً النفي يخرج إلى النهي كما ذكرنا في عدة مرات أن الخبر قد يراد به الإنشاء، قد يراد به النهي (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ (233) البقرة) يعني ليرضعن أولادهن، وذكرنا (لا إكراه في الدين) و (لا جدال في الحج) هذه نافية لكن يراد بها النهي.

فيصل من سوريا: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) المؤمنون) من هم الخاشعون؟

د. فاضل: هو الخشوع في الصلاة، أي في صلاتهم يخشعون ويخضعون لربهم ويتذللون له ويكون في نفسهم خوف وخشية، هذا خشوع. والخشوع كلمة عامة القلب يكون خاشعاً والجوارح تكون خاشعة والأبصار تخشع.

أم أحمد من السعودية: في سورة الرحمن آية 66 و68 (فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ) (فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) الإشارة في الآيتين بالضمير (فيهما) أما في الآية 70 (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ) فجاءت الإشارة بـ (فيهن)، فما الذي يشير إليه الضمير بالجمع؟

د. فاضل: إلى جميع الجنات، الخيرات الحسان إلى جميع الجنات، الأولى (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)) و (وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62)) هذه كلها فيهن خيرات حسان، الجنتان.

في سورة الكافرون (لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2)) كما علمونا أن (ما) تستعمل لغير العاقل و(من) للعاقل فكيف استعمل (ما) في الآية إذا كانت القاعدة صحيحة؟

د. فاضل: هذه نصف القاعدة التي علموها. (ما) لذات ما لا يعقل ولصفات العقلاء، هذا تعريف (ما). ذات ما لا يعقل ولذات العقلاء، ذات ما لا يعقل يعني آكل ما تأكل اشرب ما تشرب، أدرس ما تدرس، هذه لذات ما لا يعقل. ولصفات العقلاء (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء (3) النساء) عاقل، (وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) الشمس) (ما) يعود على الله تعالى أي الذي بناها.

المقدم: (ما) إسم موصول بمعنى الذي

د. فاضل: هي هكذا في كل الأحوال سواء شرطية أو غيرها. هي قد تأتي لذات ما لا يعقل ولصفات العقلاء، تقول من هذا؟، تقول هذا خالد، يقول ما هو؟ من هو تسأل عن ذاته، من هو؟ ماذا يشتغل؟ كاتب، شاعر، أستاذ، تاجر، بزاز.

المقدم: (ما) تسأل عن الذات و(من) عن الصفة

د. فاضل: إذن هذه نصف القاعدة لأنهم أحياناً لا يعلِّمون القاعدة لجميع الصغار، فإذن (ما) لذات غير العاقل ولصفات العقلاء.

سارة من العراق: في سورة الكهف (فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ (77)) ما معنى كلمة ينقض؟ وهل يجوز أن نقول خارج القرآن انقض البيت؟

د. فاضل: ينقض يعني سقط. انقض البيت يعني سقط.

دائماً نسمع الأخ محمد يقول يحتسي الماء والماء يُشرب فهل يجوز أن نقول يحتسي؟

د. فاضل: يحتسي يعني يشربه حسوة حسوة يعني شيئاً فشيئاً.

أم زيد من العراق: في سورة النساء الآية 136 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ) يخاطبهم بالذين آمنوا ويطلب منهم أن يؤمنوا؟

د. فاضل: معناها اثبتوا على الإيمان، الثبات على الإيمان

رعد من العراق: سيدنا إبراهيم عليه السلام هل أبوه آزر؟

د. فاضل: قسم يقول عمه ولكن كثيرون يقولون هو أبوه آزر. الراجح أبوه آزر وإن كان قسم يقول عمه.

المقدم: نحن في لهجتنا نقول أبي فلان يقصد عمه

د. فاضل: هذه لهجة خاصة، من باب التجوز لكن لا تخبر عنه أنه أبو فلان.

بُثّت الحلقة بتاريخ 11/2/2010م


من قسم الفيديو

http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2080

رابط جودة عالية
http://ia341328.us.archive.org/3/items/lamasat110210/lamasat110210.AVI

رابط جودة متوسطة
http://ia341328.us.archive.org/3/items/lamasat110210/lamasat110210.rmvb

mp4 رابط
http://ia341328.us.archive.org/3/items/lamasat110210/lamasat110210_512kb.mp4

رابط صوت
http://ia341328.us.archive.org/3/items/lamasat110210/lamasat110210.mp3

2010-02-12 06:55:07الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost