لمسات بيانية, لمسات بيانية - حلقات

لمسات بيانية – الحلقة 28

اسلاميات

الحلقة 28

 

سؤال 121: ما دلالة تكرار لفظة في سورة البقرة (فولّ وجهك) في الآيات 149-150 ؟

هذه الآية (فول وجهك شطر المسجد الحرام) وردت في ثلاثة مواضع في سورة واحدة هي سورة البقرة. والكلام كما هو واضح على القِبلة. إبتداء كان توجّه المسلمين إلى غير الكعبة إمتحاناً لإيمانهم إبتداءً لأنهم كانوا قد ألِفوا التوجه إلى الكعبة قبل الإسلام وألِفوا إحترامها وإجلالها وأنها هي متوجههم وإذا بالرسول rr يقول لهم توجهوا نحو بيت المقدس هذا لم يكن سهلاً عليهم فتوجهوا حتىالرسول r لم يكن الأمر سهلاً عليه أيضاً فكان هذا إمتحاناً للمسلمين لذلك قال تعالى (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ) إختبار للمسلمين أنه ينبغي أن تنزعوا كل علاقاتكم بالجاهلية بما هو قبل الإسلام فنجحوا في الإختبار لكن بقيت نفوسهم حائرة.الرسول r كان كأنما يتوجه بالدعاء إلى الله عز وجل من غير أن ينطق ولذلك الآية تقول (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا) إذن الآية الأولى كان في نفسه شيء منها كسائر المسلمين فقيل له لأن الله عز وجل إستجاب لهذا الدعاء الصامت (ا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144)) إذن هذا الموضوع الأول أنه إستجابة لتطلّعالرسول r للتحول.

الموضوع الثاني وردت فيه: فيها بيان للمسلمين أن هذا الذي تحولتم إليه هو الحق حتى لا يبقى في نفوسهم شيء أنه نحن كنا إلى قبلة والآن تحولنا إلى قبلة ثانية الذي كنا عليه ما حكمه؟ إذا كان ذاك الجديد صواباً لِمَ تحولنا عنه؟ وإذا كان خطأ لِمَ كنا عليه؟ فيقول اللهم سبحانه وتعالى لهم (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149)) حتى لا يبقى في نفوس المسلمين شيء. هذا حق فتؤمنون به أنه حقّ، هذا التحول حق فتؤمنون به وأكدّ الحق بدخول اللام (للحق) و(إنّ) و(من ربك)هذا تأكيد آخر حتى تطمئن نفوس المسلمين. هم بشر في قلبهم إضطراب فضلاً عن أن المشركين وأهل الكتاب أثاروهم بالأسئلة: يأتي إلى المسلم ويسأله كنت تصلي على تلك القبلة فهل صلاتك صحيحة أم لا؟ هل قبلتك صحيحة؟ إن كانت صحيحة لِمَ تحولت عنها؟ وإن كانت خطأ فكل صلاتك خطأ. فطمأنهم الله سبحانه وتعالى أن هذا التحول هو الحق. فصلاتكم الأولى كانت حقاً وهذه هي حق أيضاً وما يقوله الله عز وجل يُلتزم ويطمئن قلبه إليه. يبقى كما يقال شوشرة المشركين وأهل الكتاب فجاءت الآية الثالثة لتؤكد أن هؤلاء الآخرين لا قيمة لقولهم، حججهم داحضة لأنكم آمنتم بالله وبرسوله فقالت الآية وكررت لأن الأمر يحتاج لتكرار حتى يثبت في نفوسهم (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)) يقصد هؤلاء الذين يثيرون الأسئلة ضد المسلمين هؤلاء ظالمون لا حجة لهم الحجة لكم. جاء التكرار ثلاث مرات كل مرة له فائدة: في المرة الأولى كان إشارة لإستجابة وفي المرة الثانية كان تطميناً لقلوب المسلمين إنه الحق، وفي المرة الثالثة كان لا تعبأوا بما يقول هؤلاء فقولهم نوع من الظلم وكل تكرار في مكانه لتأكيد المعنى ثم لإرتباطه بصور متعددة.

سؤال 122: ما دلالة ذكر (فيكم) وحذفها في آيتي سورة البقرة 184-185 (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)؟

السؤال في ذكر كلمة (منكم) . في الآية الأولى قال (منكم) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ). هنا ذكر قوماً آخرين (كما كتب على الذين من قبلكم) لما ذكر الآخرين قال (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) الخطاب عن المسلمين. الآية الأخرى بدأها بقوله (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) الكلام معهم وذكر (منكم) (وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ) واضح (منكم) لأنهم مخاطبون. فلو قال في غير القرآن : فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان منكم مريضاً يكون تكراراً لا معنى أن يقال ومن كان منكم لأنها مذكورة فلا تحتاج الإعادة بينما في المرة لم تذكر (منكم) وإنما ذكرت (من قبلكم) فقال (منكم) والخطاب والكلام مع المسلمين.

سؤال 123: ما دلالة الإختلاف في رد العبد الصالح على موسى في سورة الكهف (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72)) و(قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75))؟

هذه القصة معوفة عند المسلمين لأن كل مسلم يقرأ سورة الكهف كل جمعة. كأن الله سبحانه وتعالى أراد أن يعلم موسى أن العلم الذي عندك هو من الله عز وجل ويمكن أن الله سبحانه وتعالى يعطي علماً لغيرك أكثر مما أعطاك حتى لا يتألّى على الله سبحانه وتعالى. الكل يشعر بالضعف تجاه رب العزّة سبحانه وتعالى. فهذا الرجل الصالح قال لموسى إبتداءً : (إنك لا تستطيع معي صبراً وكيف تصبر على ما تحط به خبرا). هناك أمور سوف لا تكون لك معرفة بها فأنت سوف لن تصبر عليها ولو نظرنا إلى إعتراضات موسى u لوجدناها كلها وجيهة، الإعتراضات الثلاثة كلها كانت وجيهة (خرق السفينة، قتل الغلام، إعادة بناء الجدار) من حقه أن يسأل كيف خرقت السفينة؟. هذه الوقائع جعلته ينسى في البداية وحتى في المرات الثلاث نسي لكن وجد نفسه أنه لا يستطيع أن يسكت: ففي المرة الأولى لما خرق السفينة قال (أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمرا) قال (ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا) أي ألم يصدر مني هذا الكلام؟ أنا قلت هذا الكلام فكيف نسيته؟ كيف غفلت عنه؟ هذه المرة الأولى فجعل الكلام عاماً.ألم أقل يعني صدر مني هذا القول. لما تكررت في المرة الثانية (قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا) أي أنا كلامي كان معك فكيف تغفل عن هذا؟ في المرة الأولى لأن أول مرة قال (ألم أقل) ولكن لما كرر السؤال كرر الإعتراض ذكّره أن الكلام لم أقله عاماً وإنما ألم أقله لك حصراً؟ فكيف تغفل للمرة الثانية؟ فمجيء (لك) هنا كما يقول نابتة في مكانها أنه معك كنت أتكلم فكيف تغفل؟ في المرة الأولى لم يقل (لك) لأن الكلام كان عاماً لأنهالنسيان أول. في المرة الثانية (لك) حصراً ولذلك فناسب في المرة الثالثة أن يقول (هذا فراق بيني وبينك) لم يقل (أقل) أو (أقل لك) إنتهينا هذه المرة الثالثة. فإذن هو تدرج طبيعي: في المرة الأولى كان الكلام عاماً (ألم أقل) وفي المرة الثانية ذكّره أن الكلام كان معه حصراً فلا ينبغي أن ينسى وأن يغفل (ألم أقل لك) والثالثة قال إنتهى (هذا فراق بيني وبينك) فلا ينبغي أن ينسى.

سؤال 124: ما تفسير ملك اليمين (وما ملكت أيمانهم)؟

العرب عادة تستعمل كلمة اليمين إشارة إلى المِلك والقوة والإستحواذ على الشيء وهم لا يريدون اليمين التي هي غير الشمال. يقولون هذا الأمر في يميني أي في سيطرتي وقدرتي وفي مِلكي.  فما سُمّي بملك اليمين معناه العبيد الذين كانوا يباعون ويشترون بحيث أن الإنسان يكون مالكاً لهم كأي حاجة من الحاجات هذا ملك اليمين. ويكون عادة  من الذكور والإناث. تحتاج هذه المسألة لوقفة قصيرة في بيان موقف الإسلام لأن هذا متكلّم فيه. الإسلام أقر ظاهرة هي ظاهرة الرقيق بيع الإنسان وشراؤه فكيف أقرّه؟  ملك اليمين هم الرقيق. حتى تتضح الصورة أن الرق كان نظاماً عالمياً في كل العالم إذا كان العالم في وقتها بآحاد الملايين كان الرقيق بعشرات الألوف، يعني في كل بلدة وقرية وكانت ظاهرة إجتماعية لا يكاد بيت يخلو من عبد أو أمة أو أكثر ولما نقرأ السيرة كيف فعل المشركون بمن عندهم من الرقيق وكان هناك أسواق للنخاسة والإسلام لما واجه هذه المشكلة لم يحلّها كما حلّ مشكلة الخمرة مثلاً على مراحل سريعة متتابعة إلى أن قال تعالى (فهل أنتم منتهون) قال المسلمون إنتهينا يا رب وسكبوا خمورهم في شوارع المدينة حتى صارت تجري فيها الخمور أنهاراً. فلو تخيلنا أن الله تعالى قال للمسلمين في الكف عن الرقيق (فهل أنتم منتهون) وأخرج كل من عندهم من رقيق للشارع فماذا كان يحصل؟ كان سيحصل فساد لأنه نساء ورجال يُخرجون إلى الشارع. لكن ماذا صنع الإسلام؟ بعض الكُتّاب يشبه فكرة الرقيق بحوض ماء تصب فيه مجموع حنفيات وفي أسفله ثقب صغير. هذه الحنفيات التي تصب كانت موارد الرِق وأعظم مورد كان الحروب ثم الدَيْن إذا كان إنسان يطلب إنساناً آخر بدين معين ولم يوفيه يمكن ن يترقه ثم السرقات ثم الولادة (ما يولد للرقيق) حنفيات كثيرة والمنفذ الوحيد الذي كان هو الموت لا ينقذ العبد أو الأمة من الرٌق إلا الموت وإلا تبقى تباع وتشترى. الإسلام ماذا صنع؟ أغلق جميع الحنفيات وأبقى واحدة للمقابلة بالمثل وهي الحرب لأنه لو الإسلام منع الرق في الحرب لكان يستهان بالمسلمين ويسترقون فجعل هذا مقابلة بالمثل في الحروب. وفتح فتحات كبيرة في داخل الحوض تفرّغ الماء وأهم فتحة فتحها الإسلام هي المكاتبة: يعني أن أي عبد أو أيّة أمَه تستطيع أن تذهب للقاضي وتقول له أنا أريد أن أتحرر فليكاتبني من يملكني فيبعث القاضي على السيد أو مالكه ويقول له مثل هذا أو مثل هذه ثمنه في السوق بقدر كذا حتى لا يشتط السيد في الثمن فتكاتب معه يعمل ويسد لك الأجر فإذا أنهى سداد الأجر يكون حُرّاً. (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ (33) النور) شرط أن يكون بإستطاعته أن يسد وأن يعمل. (وآتوهم من مال الله) ليس هذا فقط وإنما أعينوهم على المكاتبة هذا وحده كان يكفي لإنهاء الرق أن أي عبد أو أمه تريد أن تكاتب لا يستطيع سيدها أن يمتنع يبتغي الكتاب فكاتبوهم أمر. هذه واحدة تكفي لإنهاء الرق أن أية عبد أو أمة تريد أن تكاتب لا يستطيع السيّد أن يمتنع. مع ذلك الإسلام لم يكتف بهذه وإنما أضاف شيئاً آخر. الشيء الآخر نحن عندنا الزكاة لها مصارف (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) التوبة) الصدقات يعني الزكاة  ثمانية مصارف. (وفي الرقاب) في إعتاق العبيد والرقبة تستعمل إشارة إلى هؤلاء العبيد. فإذن الدولة لما تجمع أموال الزكاة عندها ثمانية مصارف تصرفها ، ثُمن واحد من ثمانية إذا أرادت أن تقسم بالتساوي أن تنظر من يريد أن يتحرر ولا يملك تدفع له. هذا إضافة إلى المكاتبة هذا باب واسع فتحته الشريعة الإسلامية لتخليص هؤلاء. باب آخر الذي هو الكفّارات مثلاً (وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) النساء) (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ (89) المائدة) (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) المجادلة) . باب آخر أيضاً هو الكفارات فيها تحرير الرقاب. الباب الرابع هو التطوع وهذا التطوع باب لا ينتهي (وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ (177) البقرة) (وما أدراك ما العقبة فك رقبة) هذا التحبيب هذا فقط في القرآن وفي الأحاديث هناك أحاديث كثيرة تتحدث عن إعتاق الرقاب فإذن الإسلام خطا خطوات بعيدة المدى لإذابة وإنهاء الرِقّ. لكن لأنه كان نظاماً عالمياً بقي هذا المنفذ الذي هو منفذ المقابلة بالمثل، الآن إنتهى هذا الأمر وقررت الأمم المتحدة إنهاء الرِقّ والإسلام ليس عنده مشكلة في هذا. لا يقول لك الإسلام ينبغي أن يسترق أبداً إذا وجد هذا النظام يحاول أن يذوّبه لأنه لو فعل كما فعل في الخمرة وأخرج الناس إلى الشوارع يحصل فساد إجتماعي تتحول إلى سرقات وزنا وقتول وغيره. إمرأة في بيت مستور تأكل وتشرب وتعيش وتخدم لكن حاول الإسلام أن يصفّي هذا النظام الموجود لما أُلغيت فكرة أسرى الحروب يكونون رقيقاً والإسلام ليس عنده مشكلة. لا يوجد الآن ملك اليمين لأنه من أين تأتي به؟ الآية كانت خاصة بظروفها إلى عهد قريب أما الخادمات الآن هم أحرار يعملون بمرتّب ولا يجوز معاشرتها معاشرة المرأة إلا أن يعقد عليها فملك اليمين لم يعد موجوداً الآن. لو دخلت دولة مسلمة الحرب مع دولة كافرة يكون أسرى بيننا وبينهم ، هم لا يسترقون أسرانا فلا يجوز أن نسترق أسراهم لأنها بالأصل هي مقابلة بالمثل فإذا أنتم لم تفعلوا هذا فنحن لسنا مستعدون لفعلها.

سؤال 125: ما معنى قوله تعالى (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) هود)؟

نحن نقول دائماً أن كل ما تعلق بالكلام عن الله سبحانه وتعالى وعن صفاته وعن أسمائه هذا كله المسلمون فيه على قولين: قول وهو المشهور وهو مذهب الإمام أحمد ومن تابعه يقولون هذه الآيات نُمِرّها كما هي (إن ربي على صراط مستقيم) يعني إن ربي على صراط مستقيم. وفريق آخر من المسلمين من أهل العلم والصلاح والتقوى والورع لا نتهمهم قالوا: لا. القرآن خاطب العرب ننظر كيف فهم العربي هذا فنحاول أن نأؤل بما يوافق لغة العربي وما فهمه العرب نتأول بما تحتمله لغة العرب وليس على الهوى. هذا الكلام ينفعنا الآن في نشر الدعوة لأنه الآن أنت تريد أن تترجم تفسير القرآن للناس فلا تقول لهم أمِرّوا هذا ولكن إنظر كيف فسّر  العلماء المسلمين من الأتقياء الصالحين هذا وأستفيد منه وأترجمه. للمسلم نقول له نُمِرّه أما لغير المسلم فلا أقول هذا ولكن أستفيد مما قاله علماؤنا الذين كانوا على جانب عظيم من الصلاح والورع والتقوى لا نتهمهم فالذي قال هذا الكلام على جانب عظيم من الصلاح والورع والتقوى والذي قال هذا الكلام على جانب عظيم من الصلاح والتقوى ولكنهم إختلفوا في الإجتهاد وفي الفهم. الفهم الثاني الآن نحتاج إليه. لما يقول (إن ربي على صراط مستقيم) الآية تتحدث عن أحد رسل الله تعالى قال: (قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56)) مجاهد يقول على الحق. غيره يقول فيه إضمار: إن ربي على صراط مستقيم تعني إن ربي على الحق فلن يسلّطكم عليّ هذا التأويل وهذا كلام أحد الأنبياء (قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ) هو لا يخشى منهم، (إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها) يريها طريقها، (إن ربي على صراط مستقيم). يعني إن ربي على الحق فلن يسلطكم عليّ. هم هددوه بعضهم قال فيها إضمار يعني يدل على الصراط المستقيم وهذا لا يتناسب مع سياق الآية والذين يتناسب مع سياق الآية : إن ربي على الحق فلن يسلّطكم عليّ.

سؤال 126: لماذا استعمال النفي في آية سورة الأعراف (ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17))؟

هذه الآية على لسان إبليس. لما قال (ثم لآتينهم) هذه الآية فيها تحذير كبير من مخاطر هذا المخلوق الذي أخذ على نفسه عهداً أن يضل ذرية آدم (ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِم) لا يترك مكاناً، من أي مكان وبأية وسيلة من الوسوسة. (ولا تجد أكثرهم شاكرين) نقول الشكر لله. هو بيّن كلامه على ظنّه أنه نتيجة هذه التصرفات أكثر بني آدم لا يشكرون الله سبحانه وتعالى. الذي يتناسب مع ظنّه أن يستعمل لا النافية لأن (لن) فيها معنى تأكيد ومعنى التأبيد على رأي الزمخشرية (قال لن تراني) يعني للأبد وفيها دفع للمستقبل فإبليس لا يستطيع أن يقول (ولن تجد أكثرهم شاكرين) لا يصلح أن يستعمل (لن) لأنه لا يملك ذلك، هو يستطيع أن ينفي (لا تجد أكثرهم شاكرين) أما (لن) فهي كلمة متأكّد متثبت يجزم بوقوع الحادثة وهو لا يستطيع أن يقول هذا الكلام وإنما يقول (ولا تجد أكثرهم شاكرين). ولذلك المستحسن أن يقول من يقرأ هذه الآية ليفقأ عين الشيطان أن يقول: الشكر لله، الحمد لله.

سؤال 127: في الآية 82 في سورة النساء قال تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)) فهل هناك إختلاف قليل؟

(أفلا يتدبرون القرآن) هذا نوع من التحضيض والحثّ والسؤال الإستنكاري كيف هؤلاء يقولون أن هذا من عند غير الله؟ ألا ينظرون في آياته؟ (أفلا يتدبرون القرآن)  لما يدعوهم إلى تدبره معناه أنه ليس فيه إختلاف ولا ريب وليس فيه مشكل ثم يقول لهم (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافاً كثيرا) هم كأنهم يلقون هذا الشيء كأنهم يرونه ويلمسونه (لوجدوا فيه إختلافاً كثيرا) السؤال يقول: كأنه لما قال كثيراً مفهوم المخالفة كأن فيه إختلاف قليل، هو ليس هكذا. (لو) حرف إمتناع لامتناع تقول: لو زارنا زيد لوهبناه مالاً كثيراً. قلت كثيراً لنوع من المبالغة أي الإكثار من الشيء وليس المبالغة كما تفهم الآن بمعنى الكذب، العرب تستعمل المبالغة للإكثار مثل غفر غافر والمبالغة فيها غفور وغفّار.فالبمالغة ليست بمعنى الكذب وإنما الكثرة فيها. فلما قال : لو زارنا زيد لوهبناه مالاً كثيراً تعني نحن نُكرِم بكثرة. هو ما زارنا إذن ما وُهِب لا قليلاً ولا كثيراً فإمتنعت الهبة لإمتناع الزيارة فما أخذ لا من القليل ولا من الكثير. وهنا أيضاً لو كان من عند غير الله ولكن هذا القرآن من عند الله فلو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافاً كثيراً . إمتنع الإختلاف قليله وكثيره لإمتناع كونه من عند غير الله. يبقى هذا الإختلاف الكثير كما قلنا للمبالغة لو كان من عند غير الله كانوا وجدوا فيه إختلافاً كثيراً لكن أصل الإختلاف إمتنع لإمتناع كونه من عند غير الله فهو من الله إذن ليس فيه خلاف. تماماً كما في المثل الذي ذكرناه وقلناه (لو زارنا زيد لوهبناه مالاً كثيراً) إمتنعت هبة المال بقليله وكثيره لإمتناع الزيارة. وقلنا (لو) حرف إمتناع لإمتناع فلا يقال القرآن فيه إختلاف قليل كلا هو لا فيه إختلاف قليل ولا كثير. الإختلاف كله منفي لأن القرآن هو من عند الله سبحانه وتعالى.

سؤال 128: قال تعالى (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) الأنفال) وجاءت في القرآن آيات كثيرة عن الربط على القلوب فهل هناك تناقض بين الربط والحول؟

هذا السؤال يدخل أيضاً ضمن ما قلناه على صفات الله تعالى لكن لما يكون هناك نوع من التفسير والإيضاح نأخذ برأي الذين أوضحوا. الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)) هذا الدين هو حياة لكم فإستجيبوا بدعاءالرسول r لكم. معناه أن الله سبحانه وتعالى أعطاكم هذه السمة وهذه الميزة أن يتوجه إليكمالرسول r بالدعوة وأن تستجيبوا لكن الله عز وجل قادر على أن يرغمكم إرغاماً على الإستجابة. (واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه) قلبك يتجه إلى ماذا؟ الله سبحانه وتعالى يحول بينك وبين قلبك يأخذ هذا القلب ويتصرف فيه كما يشاء وأنت لا تستطيع أن تتصرف فيه فعند ذلك يمكن أن يرغمك إرغاماً على ما يريد (واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه). القلب في لغة العرب هو موطن العقل والفكر والعاطفة وكل شيء فالقرآن يستعمله على فهمهم. وأن هذا القلب الذي هو  يوجهك هو يجعلك تختار إعلموا أن الله تعالى قادر على أن يحول بينكم وبينه فيأخذه ويكون حائلاً بينك وبين قلبك  وهو يتصرف فيه فإذا تصرف فيه لا يكون لك قيمة في أن تستجيب أو لا.لكن الله عز وجل أكرمك بأن طلب منك الإستجابة لأن فيها ما يحييك (إذا دعاكم لما يحييكم) أي نداء وأي دعوة هو لحياتكم (واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون) أي ستعودون إليه وعند ذلك يكون الحساب. فلو شاء عز وجل لحملكم حملاً على الإستجابة فهو نوع من تكريم هذا الإنسان بأنه دُعي إلى الإستجابة إلى ما يدعوه إليهالرسول r.

(وربطنا على قلوبهم) في سورة الكهف: هؤلاء أعلنوا إيمانهم وقفوا أمام الناس وأعلنوا إيمانهم قالوا(وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14)) فاشتُهِر أمرهم فالله سبحانه وتعالى صبّرهم على هذا الإيمان (وربطنا على قلوبهم) لأن أصل هو الربط الشدّ والتقوية عندما تشد شيئاً تقويه. (وربطنا على قلوبهم) بمعنى قوّينا قلوبهم بالصبر صبّرناهم على هذا الإيمان حين قاموا فقالوا هذا الكلام الذي قالوه . وكذلك في قصة أم موسى (إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها ) يعني قوّيناه وصبّرناه والربط على القلب هو التقوية لأنهم أعلنوا إيمانهم بين قوم، إعلان الإيمان هذا كان يمكن أن يودي بحياتهم ويموتوا ولذلك بعد أن أعلنوا تركوا البلد وفرّوا بدينهم وذهبوا إلى الكهف لكن العلماء يقولون المسلم إذا علِم أن في موته حياة للآخرين في ثباته وموته حياة للآخرين كما قال الإمام أحمد رحمه الله لما كان يُجلد فقيل له: قُل كما يقول المأمون فقال: إن ثباتنا ثبات المسلمين وتحمّل. والغلام الذي في قصة أصحاب الأخدود هو علّم الملك كيف يقتله لأن الملك حاول 3 أو 4 مرات ولم يستطع أن يقتل الغلام فشاع أمره في البلد فقال: أنا أدلك كيف تقتلني: تأخذ سهماً من كنانتي وتقول بصوت عال تجمع الناس على صعيد واحد وتقول بسم الله رب هذا الغلام فإنك تقتلني فالملك قالها لإرتباكه لأنه أراد أن يخلص منه فآمن الناس فقالوا: آمنا برب هذا الغلام. فكان في موت الغلام وتضحيته بحياته إحياء للآخرين بالإيمان.

سؤال 129: صفاتالرسول r في القرآن جاءت (رحمة للعالمين) وصفات العبد الصالح في سورة الكهف (وآتيناه من لدنا رحمة) متشابهة فهل هناك قيد أنالرسول r هو العبد الصالح صاحب موسى كما جاء في سورة السجدة (فلا تك في مرية من لقائه)؟ وهل اللغة تشير أنالرسول r كان موجوداً في عالم الأمر وكذلك العلاقة بينالرسول r وموسى u في الإسراء؟

الرجل الصالح (آتيناه رحمة من عندنا) أُعطي رحمة وأعطي علماً والرسول rr وُصِف بأنه (بالمؤمنين رؤوف رحيم) أعطاه الله عز وجل صفتين من صفاته  أكرمه بهاتين الصفتين(رؤوف ورحيم) فهو r كله رحمة ورأفة بخلاف العبد الصالح أُعطي من الرحمة وأعطي من العلم.  أن يُعطى الإنسان شيئاً غير أن يكون إنسان آخر هو الشيء كله هناك فارق.ولم يرد في الحديث الصحيح ونحن إذا لم يرد شيء في كتاب الله أو في ما صح عنالرسول r الخوض في الغيبيات متاهة. وأن هذا العبد الصالح هوالرسول r هذا الكلام لا نقبله لأنه لم يرد في حديث صحيح. هو رجل صالح كما قال عنه القرآن هل هو الخضر هل هو إنسان آخر ويعنينا الحكمة منه أن علم الغيب لا يعلمه إلا من يُعلّمه الله سبحانه وتعالى لأن كل ما إعترض عليه موسى u كان من علم الغيب (خرق السفينة هناك ملك وراءها لا يعلمه أحد في الدنيا، قتل الغلام من علم الغيب، إعادة بناء الجدار) كله من علم الغيب لا يمكن أن يعلمه موسى لكن هذا الرجل علّمه الله عز وجل هذه الأمور الثلاثة فبهذا القدر. فلا ينبغي أن نحمّل النص ما لا تحتمله لغة العرب لا يجوز.

سؤال 130: ذكرت سابقاً الفرق بين القلب والفؤاد فما دلالة قوله تعالى في سورة القصص (فأصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كانت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها)؟

العرب تستعمل القلب والفؤاد بمعنى واحد ولكن الحديث فرّق بين الإثنين فجعل الفؤاد للغشاء ” أرقّ أفئدة وألين قلوباً” فأخذنا بقول “اللسان” أنه يكون الغشاء هو الفؤاد وهذا لا يتعارض مع الآية ففراغ فؤاد أم موسى يتضمن فراغ القلب أيضاً وليس فراغاً حقيقياً وفيه إشارة إلى عدم الإنشغال فهي لم تعد منشغلة. وقوله تعالى (لولا أن ربطنا على قلبها) أي صبّرناها لأن الربط على القلب بمعنى التصبير ، ربط على قلبه أي صبّره هكذا هي في المعجم.

Normal 0 false false false MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:”Table Normal”; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:””; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:”Times New Roman”; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;}

أسئلة المشاهدين خلال حلقة 9/3/2006م:

في قوله تعالى (وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) الأعراف) الجمل أحياناً تُقرأ الجُمّل فهل يختلف المعنى بهذه القراءة؟ لا أعرف هذه القراءة. عندنا حساب الجُمل حساب أبجد هوز في الأرقام. المُراد بالجمل هنا هو الحبل الغليظ القوي الذي يستعمل في السفن وليس المقصود به البعير لأن ربط سم الخياط يحتاج إلى خيط رفيع. فهل يسمى الحبل الغليظ الجمل الجُمّل لآ أعلم إذا كان هناك قراءة بها فيكون هناك قراءتين.

في سورة النمل قال تعالى (يا موسى لا تخف) وفي القصص (يا موسى أقبل ولا تخف) ما سبب الزيادة في سورة القصص؟

في سورة يوسف قال تعالى (إنه ربي أحسن مثواي) وفي آل عمران (ومأواكم النار وبئس مثوى الظالمين) لم ترد مثوى في حال أهل الجنة أبداً لماذا ولا يوجد نص على أن الجنة مثوى المؤمنين؟ المثوى كأنه نوع من الموت.

في سورة الصافات قال تعالى كلمة سلام مع عدد من الرسل (سلام على نوح، سلام على موسى وهارون) ولم ترد مع لوط ويونس ما السبب؟

(وجعلنا الجبال أوتادا) والله تعالى يصف فرعون (وفرعون ذي الأوتاد) وعلماء الآثار يقولون أن الذي هلك في اليم هو فرعون  والذي بنى الأهرام فرعون آخر  فهل الأوتاد هي الأهرام أم لها معنى آخر؟

ما اللمسة البيانية في قوله تعالى (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ).(إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10) الفتح) ولم تذكر يد الرسول rr؟

ما سبب تقديم وتأخير كلمة رغدا قي آية سورة البقرة (وكلا منها رغداً حيث شئتما (35)) (فكلوا منه حيث شئتم رغدا(58))؟

ما سبب تقديم وتأخير الشفاعة والعدل؟

ما معنى الضعف في القرآن في قوله تعالى في سورة البقرة (وله ذرية ضعفاء) وقوله تعالى (وخلِق الإنسان ضعيفا)؟

ما هو المكر في القرآن؟ وما المقصود به؟ المكر في اللغة بمعنى التدبير أن يدبّر شيئاً  أي يرتبه. وقوله تعالى (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) خير من يدبّر الأمور ويرتبها هو الله سبحانه وتعالى ولكن عندنا في الإستعمال صار المكر سيئاً ويستعمل للخداع. نحن يجب أن ننظر للكلمة كما كانت تستعمل عند  نزول القرآن.

ما الفرق بين لدن ولدُنّي ؟ لدن دون تشديد؟ لدن ولدُنّي لغتان لأن نون الوقاية يقولون تقي الحرف الذي قبل الياء من أن تتغير حركته أو سكونه ليس الفعل فقط لأن إن قال إنني حتى تقيه. (سيفصل الجواب في حينه)

ما معنى الهداية بعد القتل في قوله تعالى في سورة محمد (سيهديهم ويصلح بالهم) و الآية وردت في حق الذين قتلوا؟

في قوله تعالى (نتربص به ريب المنون (30) الطور) هل المنون جمع أو مفرد وما أصل الكلمة؟

قال تعالى (لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمة (10) التوبة) ما الفرق بين القربى والإل؟ وما أصل كلمة الإل؟

ما معنى قوله تعالى في سورة الفرقان (فجعله نسباً وصهرا(54))؟

ما دلالة إستخدام (سواء عليهم) في الآية (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) البقرة) و(وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (10) يس)؟ يستوي عندهم الإنذار وعدم الإنذار ولا يمكن أن يقول سواء عليك لأن الرسول rr لا يستوي عنده الإنذار وعدم الإنذار وإنما هم إستقبالهم للإنذار وعدم إستقبالهم سواء بالنسبة لهم.

(لولا نُزّل عليه القرآن جملة واحدة) نُزّل تعني التفريق أوالتنجيم فكيف تتناسب مع (جملة واحدة)؟ نُزّل هنا للتكثير.

ما أصل المصيبة (الذين إذا أصابتهم مصيبة)؟ وكيف تكون المصيبة خير (ما أصابك من حسنة فمن الله)؟

ما دلالة اللام في قوله تعالى (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع)؟

قال تعالى (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107) يونس) في الخير قال يردك وفي الشر قال يصبك فما الفرق بينهما؟

 بُثّت الحلقة بتاريخ 9/3/2006م

2009-01-30 03:55:22