سؤال 191: ما الفرق بين القرآن والكتاب وما دلالة إستخدام ذلك الكتاب في الآية (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) البقرة) ولم تأت هذا الكتاب أو هذا القرآن أو ذلك القرآن؟
فيما يتعلق بالفرق بين الكتاب والقرآن حينما يشار إلى هذا الذي أنزله الله عز وجل على رسوله r يمكن أن يقال هو الكتاب ويمكن أن يقال هو القرآن ويمكن أن يقال هو الفرقان ويمكن لأن يقال هو الذِكر ولكن كل كلمة لها صورتها الخاصة بها. فعندما يقال الكتاب يتستحضر في الذهن صورة الكتاب المكتوب وعندما يقال القرآن تستحضر في الذهن صورة القراءة وعندما يقال الفرقان تستحضر في الذهن صورة الفرق بين الحق والباطل وعندما يقال الذكر يستحضر في الذهن ذكر الآيات وذكر آلآء الله سبحانه وتعالى وذكر الحلال والحرام، هو المقصود واحد وهو الذي أُنزل على محمد r . لكن أسماء الإشارة عندما تُستعمل تستعمل لغايتها: عندنا إسم الإشارة للمذكر شيء وللمؤنث شيء وللجمع شيء. إسم الإشارة في الأصل هو (ذا) لوحدها لكن يدخله الهاء للتنبيه كأنما يقدم عليه شيئاً ينبّه فقال (هذا). وأحياناً تدخل عليه الكاف الذي يشير إلى البُعد فيقول (ذاك) وقد تدخل عليه اللام التي تشير إلى البُعد المُفرِط (ذلك) للبعيد جداً. ذاك للبعيد وإن كان قسم حاول أن يجعل الكاف للمكان الوسط بين القريب والبعيد لكن فكرة الوسط فكرة غير منضبطة لأن الشيء يمكن أن يكون بالنسبة لك إما قريباً أو بعيداً أما التوسط فكيف سندركه؟ لذلك كثير من العلماء قالوا : ذاك للقريب أو للبعيد وذلك لكثير البُعد. ذلك فيها كثرة البُعد. علماؤنا يقولون هذا نوع من تشريف للكتاب بأنه لم يُشر إليه بإشارة القريب وإنما أراد أن يعظّمه. وقسم قال إذا أشار إلى الكتاب الذي في اللوح المحفوظ قال (ذلك) معناه الكتاب الذي في اللوح المحفوظ والذي لا يمسه إلا المطهّرون من الملائكة. فقد أشار إليه بهذا لأنه لما أراد ما بين أيدي الناس فيشير إليه إشارة القريب كقوله تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) هو بين أيديهم. القرآن والكتاب واحد وهو الآيات التي أنزلها الله عز وجل على محمد r لكن لما يقول الكتاب كأنه إشارة إلى هذا المدوّن وهو نفسه المقروء. هو كان مسطّراً في اللوح المحفوظ ثم نزل مقروءاً ثم قرأهالرسول r ثم سُطِّر.
هذه في مسألة (ذلك الكتاب) لأن الإشارة إلى الكتاب الذي في اللوح المحفوظ ويراد إدراك الرسم، الكتابة فجاءت كلمة (الكتاب) وكان يمكن في غير القرآن أن يقال (ذلك القرآن) لكن لأن الكلام جاء على أنه في تكوينه ليس فيه شك، في ماهيّته هو خالٍ من الشك الذاتي يعني هو غير قابل لأن يُشكّ فيه بذاته قال (لا ريب فيه) انصرف الذهن إلى الكتاب الذي في اللوح المحفوظ (ذلك الكتاب لا ريب فيه). والريب أدنى درجات الشك والشك أقوى من الريب والريب كأنه أول درجات الشك. هذا الكتاب بذاته يخلو من أي ذرة من ذرات الشك فإذن هو يخلو من الريب.
(ألم) ما هذه الأحرف؟ ولمَ جاءت هذه الأحرف؟ هذا سنعرض له في جزئية الآن: نحن قلنا القرآن هو الكتاب والكتاب هو القرآن ونحن عندنا آيتان الأولى في سورة الحجر والثانية في سورة النمل يستدعيان السؤال لأن الآية الأولى جاء فيها (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) الحجر) ذكر الكتاب وذكر القرآن والثانية (طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) النمل). في الآية الأولى قدّم الكتاب وعرّفها وجاء بعدها بكلمة قرآن بالتنكير ووصفها. وفي الآية الثانية ذكر القرآن معرّفاً وجاء بكتاب نكرة ووصفها بمبين أيضاً. فالسؤال لم الإختلاف بين الآيتين؟
لو نظرنا في سياق الآيتين. أولاً هذه الأحرف المقطعة (ألر) (ألم) (طس) وغيرها هذه الأحرف كما هي لم يرد في تاريخ الإسلام أنالرسول r سُئل عنها، ما ورد. ولو سُئل عنها كان يُسجّل إذن فهموها لما لم يسألوا عنها إذن فهموا ماذا يُراد منها أما نحن الآن وحتى قبل ذلك تحيّر فيها المفسرون. لكن التوجه اللغوي(وبرنامجنا هذا برنامج لغوي) من حيث اللغة لما يقول (ألر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين)) ألر لوحدها خارج الآية لا إبانة فيها. لأنه لو قال لك إنسان :لام نون كاف تقول له ما هذا الكلام لوحده؟ لكن لما جاءت هاهنا وجاءت معها كلمة الإنابة أهل اللغة يقولون هذه من دلائل الإعجاز بمعنى أن هذا القرآن المبين الواضح مكوّن من هذه الأصوات غير المبينة في ذاتها. الأحرف لوحدها ليست مبينة لا يستفيد منها السامع شيئاً فلما جاءت في نظم معيّن كانت قرآناً. هذا النظم أعجزكم عن أن تأتوا بمثله وكان ينتهي الإسلام وتنتهي المعركة ولذلك نقول هذا التحدي هو تحدٍ منصِف. لما قال (فاتوا بسورة من مثله) تحدي منصف لأن المادة الأولية لألفاظ القرآن الكريم موجودة عندكم من وحي الأحرف ولكن هذه الأحرف لما ركبت (ألر) بذاتها لم تكن مبينة لكن هي في داخل السياق لما قلنا لكم هذه الأحرف التي هي غير مبينة لما صارت قرآناً صارت مبينة يعني هذا تنبيه على عجزكم عن شيء أنتم تملكونه. أنتم تملكون هذه الأحرف وأنتم لم تستطيعوا أن تكتبوا من هذه الأحرف قرآناً فإذن هذا هو الربط بين هذه الأحرف المقطعة وكلمة مبين (تلك آيات الكتاب وقرآن مبين).
لماذا لم يلتزم نفس الأحرف المقطعة في كل السور؟ لماذا غيّر الأحرف؟ ولماذا تأتي مرة ألر وفي موضع آخر طس مثلاً كل في مكانها؟ ألم وحم تكررت في آيات كثيرة والسؤال يبقى وارداً لمَ قال ألر ولم يقل حم ذلك الكتاب لا ريب فيه؟ السؤال لا ينتهي هنا فكان لا بد من إختيار حروف معينة لأنه لو قال هنا حم لكان السؤال لم جاء هنا بـ (حم)؟
هل هناك مناسبة بين تلك الأحرف والآية التي تليها؟
إلى الآن بقدر بحثنا لا توجد مناسبة ظاهرة لكن هناك مناسبة اختيار ما بعدها بالنظر إليها سأذكرها: هذه المناسبة وجدت أنها من الجانب الصوتي تنطبق على جميع ما ورد ذكره من كلمة كتاب وكلمة قرآن. لأني كنت أفتش في المصحف عن كلمة الكتاب وكلمة القرآن وهنا اجتمعتا معاً ومعها الأحرف المقطعة فوجدت شيئاً يمكن أن أثبّت فيه قاعدة: أنه حيثما اختار كلمة الكتاب تكون الأحرف المقطعة كذا ليس بذاتها وإنما بمقاطعها الصوتية لأنه هي بذاتها لا ينتهي منها السؤال. مثال على ذلك: لما تقول كتب للكتابة وضرب للضرب ألم يكن بالإمكان أن يستعمل ضرب للكتابة وكتب للضرب؟ ممكن إذن فلم اختيرت هذه الأحرف لهذا؟ فالسؤال يبقى لا ينتهي لو كان بدل (ألر) (دنك) فيكون السؤال لم جاءت (دنك)؟ هو الغرض أن يؤتى ببعض الأحرف المقطعة ويشار إلى أن هذه الأحرف هو المادة الأولية للكلام. العرب فهموا أنه هذا يشير إلى تحديهم أنه كان تحدياً منصفاً بمعنى أنه أنا أريد منكم أن تكتبوا سورة والسورة مكونة من هذه الأحرف والأحرف عندكم.
هذه الأحرف المقطعة هي في حقيقتها خارج النظم المراد بالمعنى الذاتي لكل كلمة هي بذاتها ليس لها معنى، فارغة من المعنى. هو لم يشأ أن يأتي بكلمة تحمل معنى وإنما جاء بألفاظ لا تحمل معنى فيستوي في ذلك ألر، ألم، كهيعص، طسم وغيرها. ولكن هذه جاءت هنا وهذه جاءت هنا. ألفاظ فارغة من المعنى لكن لما انسبكت في داخل الآية دلّت على فائدة أن هذا القرآن مكون من هذه المادة، من هذه الألفاظ الفارغة الآن لكن صار لها معنى فصارت مبينة أنها أبانت على إعجاز القرآن الكريم أنه هذا الذي أعجزكم مادته المفرغة من المعنى هي (ألر، كهيعص) ركبوها بتركيب خاص وانظموها. القرآن جاءت فيه مركبة بتركيب خاص ومنظومة فجاءت آيات وأنتم تفعلون هذا فيأتي شعراً وخطباً. العلماء جمعوا الأحرف المقطعة وقالوا عندما نجمعها نجد أنها نصف الأحرف المجهورة ونصف الأحرف الشديدة ونصف المطبقة ونصف المنقوطة ونصف الخالية من النقط ونصف المنفتحة وهكذا لكن هم خاضوا في هذا للنظر فيه. وهذا لا يقطع الطريق على البحث فيها فيمكن أن يأتي أحد الآن أو فيما بعد ويلمس في كل ذكر لهذه الأحرف سراً يتعلق بالسورة نفسها، كما قالوا مثلاً في سورة ق يقولون ذكرت (ق) فيها لأن هذا الحرف نسبة تكراره في سورة ق بالقياس إلى نسبة تكراره في جميع السور الأخرى أعلى لكن أنا لا أطمئن لهذه الإحصاءات لأنه دخلت فيه أيدي غير دقيقة. يفترض أنه نأخذ كلمة ألف (الهمزة) كم تكررت في سورة البقرة مثلاً والقاف كم تكررت والباء كم تكرر ثم نسبة القاف إلى الهمزة كم هي ونسبتها إلى الباء وغيرها والهمزة إلى القاف ثم نحكم. (ألر تلك آيات الكتاب) هذه الأحرف المفرّغة من المعنى رُكبت تركيباً خاصاً فصارت آيات مبينة موضحة وهي موضع الإعجاز وموضع التحدي للعرب الفصحاء. هم يقيناً أدركوا هذا المعنى وإلا لكانوا سألوا عنه.
يبقى عندنا شيء (تلك آيات الكتاب وقرآن مبين) ذكرنا قبل قليل أن الكتاب هو القرآن والقرآن هو الكتاب لكن المرحلة التي في اللوح المحفوظ كان مكتوباً ونزل به جبريل u منطوقاً فإذن هو كتاب وقرآن على لسان جبريل u.الرسول r قرأه على الناس أولاً فهو قرآن وكتبوه فهو كتاب (تلك آيات القرآن وكتاب مبين). إذن عندنا كتاب مرتان وقرآن مرتان لما نجمع بين الآيتين المرة الأولى كتاب قُريء هذا في الغيب وقرآن على لسان جبريل u والثانية قرآن وكتاب قرأهالرسول r وكُتِب فكان مكتوباً فقريء في الغيب ثم قُريء في اواقع. هذا الجمع بين الآيتين على ما بينهما من بُعد الترتيب في المصحف وفي ترتيب النزول حتى نقول أن هذا كان قرآناً كاملاً ثم نزل إلى السماء الدنيا وصار يتنزّل.
يبقى مسألة التعريف والتنكير ثم لماذا بدأ هنا بالكتاب وهنا بالقرآن؟
مسألة التعريف والتنكير المراد أن يعظّم هذا الكتاب. التعظيم عند العرب إما أن يكون بـ (أل) التي فيها معنى الجنس العام (جنس هذا الشيء له) وإما أن يكون بتنكيره وسياق يشير إلى تعظيمه. لما تأتي إلى التعريف لما يقول الخالق الباريء المصور، هذه الألف واللام هنا ليست لتعريف مجهول أنه لم يكن معروفاً وصار معروفاً وإنما لغرض التعظيم والتفخيم كأن الخالق إحتوى جنس الخلق جميعاً يعني جنس العمل، هذا الباريء هذا الوصف كأن هناك معنى الجنس يُراد به فيكون فيه شيء من التفخيم. لما يقول (القارعة) يعني شيء عظيم ثم يقول (ما القارعة) نوع من تفخيمها. فهو يراد تفخيم وتعظيم منزلة الكتاب ومنزلة القرآن. فلما قال الكتاب هنا عظّم منزلته ولما أراد القرآن عظّم منزلته.
الكلمة هنا في الآية الأولى عُرِّفت فقال (الكتاب) وفي الآية الثانية عُرِّفت كلمة القرآن ثم نُكّرت قرآن في آية وكتاب في آية. قلنا العرب إذا عرّفت تعرّف لأغراض كثيرة ومن جملة أغراض التعريف تفخيم الشيء وتعظيمه فكأنه يعظمه، فكأنه يعطيه معنى ذلك الجنس. عندما تقول الكريم كأن معنى الكرم بجملته اجتمع فيه) وهكذا الباقي كما قلنا مثلاً القارعة ثم يفخّمها أكثر فيقول ما القارعة ثم ما أدراك ما القارعة يشرحها ( إذا قال ما أدراك فيعني أنه سيشرحها وإذا قال ما يدريك يسكت عنها).
الكتاب مفخّم في هذه الآية والقرآن مفخم في الآية الأخرى. وهنا كلمة القرآن نكرة موصوفة والنكرة الموصوفة أيضاً تأتي للتفخيم بحسب السياق ويراد منها التعظيم. إذا وُصِفت النكرة يقال أنها مقيّدة، نكرة مخصصة وليست معرّفة إنما تكتسب تخصيصاً إذا وُصِفت لكنها ليست معرّفة تبقى نكرة إنما فيها تخصيص. عندما تقول: الذي فعل هذه الأمور العجيبة رجلٌ من بني فلان. هذا فيه تفخيم بحسب السياق كأنك تقول رجل عظيم، مهم فعل هذه الأمور العجيبة بحسب السياق. فإذن الكتاب والقرآن فخّما بالطريقتين : بالتعريف وبالنكرة الموصوفة.
الآن نأتي لم تقدّم الكتاب في آية سورة الحجر ولم تقدّم القرآن في آية سورة النمل؟
ننظر لماذا جاءت كلمة الكتاب مع (ألر) وكلمة القرآن مع (طس). هنا نحاول أن نستفيد من الدرس الصوتي وكما قلت طبّقت هذا على جميع الآيات التي فيها حروف مقطعة بحيث أستطيع أن أخرج بقاعدة حيثما وردت كلمة القرآن وحيثما وردت كلمة الكتاب:
(ألر) مؤلفة من أربعة مقاطع (مقطع قصير يتبعه مقطع طويل مغلق ثم مقطعان مديدان). لما نأتي إلى (طس) نجد أنها مكونة من مقطعين (مقطع طويل مفتوح ومقطع مديد). الأول (ألر) ينتهي بمديدين وفيه طويل مغلق فإذن هو أثقل من حيث الجانب الصوتي يعني يحتاج إلى جهد أكبر. أيهما يحتاج إلى مجهود أكثر: أن تنطق شيئاً أو أن تكتبه؟ الكتابة تحتاج المجهود الأكبر لأنها تحتاج إلى القلم وسابقاً الدواة والقرطاس والقصبة ويبدأ يخطّ الحرف خطّاً فهذا فيه جهد. الحروف المقطعة التي فيها جهد يأتي بعدها كلمة كتاب والحروف المقطعة التي هي أقل جهداً يأتي بعدها القرآن. لأن القراءة أسهل من الكتابة. وننظر في الآيات حيثما وردت في القرآن:
الأحرف المقطعة جاءت في 29 موضعاً في القرآن الكريم والذي توصلنا إليه ما يأتي:
القاعدة: أنه إذا كانت الحروف المقطعة أكثر من مقطعين فعند ذلك يأتي معها الكتاب لأن الكتابة ثقيلة. وإذا كانت الحروف المقطعة من مقطعين يأتي معها القرآن بإستثناء إذا كان المقطع الثاني مقطعاً ثقيلاً. مثلاً (حم) الحاء مقطع والميم مقطع ثقيل لأنه مديد (ميم، حركة طويلة، ميم: قاعدتان وقمة طويلة) وهو من مقاطع الوقف. فالميم ثقيل لأنه يبدأ بصوت وينتهي بالصوت نفسه وبينهما هذه الحركة الطويلة والعرب تستثقل ذلك ولذلك جعلوه في الوقف. ما الدليل على الإستثقال؟ لما نأتي إلى الفعل ردّ يردّ أصله ردد يردد لكن ردد فيه الدال وجاء إلى الفتحة ورجع إلى الدال مثل الميم (ميم، ياء، ميم) فالعربي حذف الفتحة وأدغم فقال ردّ. قد يقول قائل ما الدليل على أن ردّ أصله ردد؟ نقول له صِل ردّ بتاء المتكلم (رددت) تظهر. إذن فهم لا يميلون أن ينقل لسانه من حرف ثم يعود إليه بعد حركة هذا يستثقله. فكلمة ميم تبدأ بميم وتنتهي بميم، كلمة نون تبدأ بالحرف وتنتهي بنفس الحرف وبينهما حركة. هذا مقطع ثقيل والكتابة أثقل فلما يكون المقطع ثقيلاً يذكر كلمة الكتاب. في سورة (ن) قال (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)) لم يذكر الكتاب ولكنه ذكر آلة الكتابة (القلم) وعملية الكتابة (يسطرون).
بينما في سورة (ق) أيضاً مقطع مديد مثل نون لكن ما تكرر نفس الحرف وإنما بدأ بالقاف وانتهى بالفاء فقال بعدها (ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1)).
في سورة (ص) قال (ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ (1))، (طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2)) ما قال الكتاب. (يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2)) (طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) النمل) الحروف المقطعة هنا من مقطعين. كلمة القرآن وكلمة الكتاب إذا وردت بعد الحروف المقطعة فهذا ضابطها.
(الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) البقرة) أكثر من مقطعين، (الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) آل عمران)، (المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الأعراف) (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) يونس)، (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1 هود)، (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) يوسف)، (المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1) الرعد)، (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) إبراهيم) (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) الحجر) (طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) الشعراء) (طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) القصص) (الم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2)) (الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) السجدة) (حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غافر) (حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) فصلت) (حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) الزخرف) (حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) الدخان) (حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) الجاثية) (حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) الأحقاف) () كلها جاء بعدها كلمة الكتاب.
لكن (طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) طه)، (طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) النمل)).
يبقى حيث لم يرد لا ذكر القرآن ولا ذكر الكتاب كيف يكون الحال؟ (يتبع في الحلقة القادمة)
بُثّت الحلقة بتاريخ 27/5/2006م
أسئلة وردت خلال الحلقة وإجابة الدكتور حسام النعيمي عليها مباشرة:
سؤال 192: (عبس وتولى) ما دلالة استخدام صيغة الغائب في الآية؟
يسأل السائل لم قال (عبس وتولى) ولم يقل (عبست وتوليت)؟ أولاً تفسير القرآن الكريم يكون من اللغة ويكون من المأثور مما ورد عن رسول الله r. نحن عندنا في الصحيح أنالرسول r كان يقول لإبن أم مكتوم: أهلاً بمن عاتبني فيه ربي ويفرش له حتى يجلس. لكن هناك فرق بين أن يقال للإنسان عبست وتوليت ومحمد r حبيبٌ إلى الله عز وجل هو حبيب الله فلا يواجهه ولا يفاجئه هكذا يقول له فعلت كذا. وإنما كأنه جعله غائباً (هو عبس وتولى) فقال (عبس وتولى) كأنه غائب ثم إلتفت إليه مرة أخرى فقال (وما يدريك لعلّه يزكى). والحادثة مشهورة في السيرة أنالرسول r كان يدعو رؤوس القوم وكان يرجو بإسلامهم إسلام سائر الناس وأحسّ أنه كأنما صار قريباً منهم وجاء ابن أم مكتوم وسمع صوتالرسول r فقال له يا رسول الله علّمني مما علمك الله، علّمني مما علّمك الله، وهو r يريد أن ينتهي من أمر هؤلاء بإسلامهم يسلم سائر قومهم فتغيّر وجهه r قليلاً وإلتفت جانباً وأكمل حديثه معهم فجاء القرآن معاتباً له. وهذه الآيات من دلائل النبوة لأن إبن أم مكتوم كان أعمى ولم يرالرسول r. في البداية لم يواجهالرسول r وإنما تحدّث عن غائب لأنه حبيبٌ إلى الله عز وجل. ولاحظ كلمة عبست والعبوس فلا يفاجأ بهاالرسول r فقال تعالى (عبس وتولى أن جاءه الأعمى) ثم إلتفت إليه فقال (وما يدريك لعلّه يزكى) رقة المعاتبة الأخيرة غير عنف المعاتبة الأولى. فالعنيفة جعلها للغائب ثم لما جاء للرّقة (لعلّه يزّكى) ولاحظ (لعلّ).
سؤال 193: هل يجوز قراءة ألم قبل أية آية في سورة البقرة؟
لا يجوز أن نقول قبل كل آية ألم لأن موضعها هو في بداية سورة البقرة في كتاب الله عز وجل (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه) فلا يجوز أن تقرأ نصف السورة ثم تقف ولما تريد أن تستأنف القراءة تقرأ ألم ثم تُكمل. لم يقل بهذا أحد ونحن في كتاب الله عز وجل متّبِعون نتّبع ما ورد.
سؤال 194: كيف يكون الوقف على فعل يك في الآيات (ولم أك بغياً) (ولم يك شيئا)؟
الأصل في بعض المواطن أن لا يوقف عليها. فعل (يكون) لكثرة إستعماله في حالة الجزم أسقطوا النون منه فلما سقطت النون هي في الأصل يكون لما تجزِم لم كلمة يكون تكون النون ساكنة تسقط الواو مثل (إذا جزم فعل: يقول يصبح: لم يقُل) ثم لكثرة الإستعمال أسقطوا النون أيضاً فقالوا : لم يكُ. سؤال السائل مهم إنه إذا انقطع نفسي هنا هل أقول لم يكْ أم أعيد النون (لم يكن)؟ وإعادة النون لا تجوز فيُغتفر عند ذلك الوقف بالضمّ هنا حتى لا نُجحف بالفعل بكثرة الحذف. لأنه عادة الوقف يكون على ساكن: نقول : قال أحمدُ فإذا أردنا الوقف نقول: قال أحمدْ نحذف الضمة. (لم يكُ) يكون فيها شيء من الإختلاس، تختلس الضمة قليلاً تلفظ جزءاً منها ولا تلفظ كاملة. حذف النون في المضارع لكثرة الإستعمال ليس لها قاعدة أو ضوابط.
سؤال 195: ما هو المدّ الزائد في القرآن الكريم؟
المدود تُؤخذ بالمشافهة. يقولون المد الطبيعي حركتان والمد الزائد أربع حركات والمد المبالغ فيه ست حركات. كيف تكون الحركات؟ قسم يقول كقيمة الفتحة وقسم يقول الحركة التي باليد (يعد ويحرك إصبعه على عدد الحركات وبعض قرّاء القرآن في العراق فعل هذا وكان أعمى).
Normal 0 false false false MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:”Table Normal”; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:””; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:”Times New Roman”; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;}
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 27/5/2006م:
هل الحروف المقطعة مبنية على السكون كما ذكر الشيخ الشعراوي رحمه الله؟
ما الإختلاف بين الآيتين (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) الملك) (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) فصلت)؟
هل كل السور التي تبدأ بالحروف المقطعة طس وطسم تتحدث عن قصة موسى u كما ذكر الدكتور فاضل السامرائي؟
ما هو توضيح الآية (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) لقمان)؟
ما هو توضيح الآيات الأربعة الأولى في سورة الذاريات (وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (2) فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (3) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4))؟ والآية (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7))؟
ما دلالة أستعمال كلمة تجهلون في نهاية الآية (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) الأعراف) ولم تستعمل جاهلون؟ وما دلالة استخدام صيغة الحاضر في (متبّر ما هم فيه) وصيغة الماضي (وباطل ما كانوا يعملون) (إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139))؟ وما دلالة استخدام فعل (أبغيكم) في (قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140))؟
ما دلالة استخدام تحسّونهم في (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ (152) آل عمران)؟
ما دلالة استعمال (هاهنا) في الآية (أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ (146) الشعراء)؟
ما اللمسة البيانية في استخدام الصيغة في (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) الواقعة) ولم تأت على صيغة ما سبقها من الآيات (فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9)) السابقون ما السابقون؟
لماذا نسب القول إلى جبريل u في (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) التكوير)؟
ما المقصود بالعفو في الآية (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) البقرة)؟
ما دلالة تكرار قصة سيدنا موسى uً في القرآن؟
ما دلالة ورود الآية (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (243) البقرة) بين آيات الطلاق؟
ما هو الدعاء الذي دعا به زكريا ربه(هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) آل عمران) علماً أنه يعلم أنه كبير وأن امرأته عاقر (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40))؟
ما هي الأشياء التي أسلمت لله كرهاً في الآية (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) آل عمران)؟
ما الفرق بين البيّنات والكتاب المبين؟
كيف نفسّر غروب الشمس في عين حمئة مع أن الأرض كروية في آية سورة الكهف؟ وهل يمكن تفصيل الحديث عن قصة ذي القرنين؟
هل يوجد تفسير للقرآن الكريم في زمن رسول الله r؟
ما هي صحف إبراهيم؟
2009-01-28 09:42:10