نحن في الحلقة الماضية وقفنا عند آيتين متشابهتين هي قول الله سبحانه وتعالى (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) الحجر) وعند قوله (طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) النمل) مرة تقدمت لفظة الكتاب وتأخرت لفظة القرآن وكلمة الكتاب معرّفة وكلمة القرآن جاءت نكرة وموصوفة بـمبين، وفي الآية الثانية انعكس الأمر تقدمت لفظة القرآن وتأخرت لفظة كتاب وكلمة القرآن جاءت معرّفة وكلمة كتاب جاءت نكرة وموصوفة بـمبين. وبيّنا أنه إذا أجتمعت لفظتا القرآن والكتاب ننظر في الحروف المقطعة فإذا وجدناها من مقاطع كثيرة نجد أن الكتاب يتقدم لأن الجهد المبذول في كثرة المقاطع يناسبه الجهد الكبير المبذول في الكتابة لأن الكتابة غير القراءة، وهذا فصّلنا القول فيه في الحلقة السابقة.
لكن هنا تأتي جملة أسئلة باقية لم نجب عنها في داخل هذا الموضوع فيما يتعلق بالحروف المقطعة. من هذه الأسئلة أنه كيف قرأها رسول الله r؟
نجد أن العلماء يشيرون إلى أنه كان يقرأها مقطّعة بمعنى أنه يقول: ألف، لام، ميم أو يصلها ألم المهم أنها مقطّعة لأن السكت لواحد من القُرّاء العشرة أما القراء الباقون لا يشترطون السكت. ألف لام راء هكذا تُقرأ. لو نظرنا في هذا النطق: كلمة ألف هي إسم للهمزة قديماً الهمزة كانوا يسمونها الألف الصلبة أو القاسية، والصوت الذي في آخر كلمة دعا أو مشى أو في وسط كلمة قال هذا الصوت يسمونه الألف اللينة. فالهمزة عندهم إسمها ألف لذا لما يتحدثوا عن حروف الألف باء يقولون ألف باء ثم يقولون لام ألف التي مع اللام إذن إسم مشترك. فلما يقول ألف لام راء ألف إسم الهمزة (الهمزة التي هي الضغط الحنجري) والحرف الذي بعدها إسمه لام ثم راء. (ألف لام راء) هذه الأسماء الأميّ لا يعرفها. الأميّ يُحسن أن يتكلم يحسن أن يقول لك: كتب لكن لا يُحسن أن يقول لك أن الصوت الأول من كتب هو كاف إسمه كاف والثاني إسمه تاء والثالث إسمه باء، هذا لا يُحسنه الأميّ. الأمي يستطيع أن يقول لك: كتب فلان رسالة أو اكتب لي رسالة لكن إذا سألته ما هو الصوت الأول من كلمة كتب يمكن أن يقول لك (ك) لأنه هكذا يسمعه ولذلك الأطفال الآن في السنة الأولى عندما يقولون لهم حللوا كلمة كتب يحللوها إلى (ك، ت، ب) يحللوها إلى مقاطع وإذا سألت الطفل ما هذا الرسم الذي في أول كتب لا يحسن أن يقول لك كاف أو يقول لك (ك). فقوله كاف أو لام أو راء معناه أنه كان يردد شيئاً يسمعه من عارفٍ للقرآءة (عارفٌ لأسماء الحروف).الرسول r أميّ لا يعرف أن يقوللك هذه ألف أو هذه لام وإنما يعرفها من يعرف القرآءة، من يُعلّم يقال له هذه ألف إسمها ألف هذه إسمها باء أما نُطقها (ب) والرسول rr ما كان يعرف القراءة يقيناً. والذين قالوا أنه كان يعرف القرآءة إذا أحسنا بهم الظنّ معنى أنهم كانوا يجهلون عبارات القرآن الكريم ويجهلون ما قالهالرسول r: هم جاءوا مثلاً إلى الآية الكريمة (في الأميين رسولا) قالوا ليس شرطاً أن يكون الأمي هو الذي لا يحسن القرآءة والكتابة وإنما الأمي هو من أمة لم ينزل فيها كتاب والعرب أمة لم ينزل فيها كتاب. هذا تفسير غير صحيح. الكلمة الأميين تحتمل أمرين: الأميون من الأمة التي لم ينزل فيها كتاب فهي أمة أمية يعني ما نزل فيها كتاب تقرأ وتكتب ويحتمل أن تكون كلمة أمية أي التي لا تقرأ ولا تكتب. ما الذي يرجح أحد الإحتمالين؟ النصوص الأخرى. لما نأتي إلى قول الله سبحانه وتعالى (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك) الكتاب هنا بمعنى المكتوب لا يراد به الكتاب الذي بين دفّتين لأن كتاب فعال بمعنى مفعول (كتاب مصدر فعال بمعنى اسم مفعول). (من كتاب) أي بعض الكتاب، ما كنت تقرأ أيّ مكتوب، جزء من مكتوب ما كنت تعرف قراءته ما كنت تعرف تلاوته ولا تخطّه بيمينك. ولو كان هذا لكان موضع إرتياب لأن الآية فسّرت (إذاً لارتاب المبطلون) هؤلاء كانوا يرتابون أنك أنت ألّفت القرآن لكن أنت لم تكن تقرأ ولم تكن تكتب. عندنا حديث في صحيح مسلم يقول فيه رسول الله r: “نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب” أوضح r أن الأمة لا تكتب ولا تحسب الشهر هكذا وهكذا. ما عندنا حسابات وكتابات نحن أمة أمية. عندما يقول لا تكتب معناها لا تكتب ولا تقرأ لأن عدم الكتابة يعني عدم القراءة. قد يقول قائل أنه هناك من كان يكتب الشعر نقول: أولاً الكتابة كانت في أهل مكة غالباً أما أهل المدينة ما كانوا يكتبون الكتابة في أهل المدينة نادرة. الكتابة في أهل مكة كانت حاجة لأنهم كانوا تجاراً وليست ترفاً. كانت ضرورة أهل مكة يكتبون لأنهم يتاجرون وكانت هناك حاجة فكان هناك كُتّاب في مكة ومنهم نساء لكن كم كان عددهم في مكة؟ ولذلك النقلة العظيمة في الكتابة كانت بعد غزوة بدر لما طلبالرسول r ممن يعرف القراءة والكتابة من الأسرى أن كل واحد منهم يعلّم عشرة من صبيان المدينة فانطلقت الكتابة والقراءة بعد. أما قبل ذلك فكان العدد قليلاً ولذلك كانت الأمة أمة حافظة كانت تحفظ الشعر والخُطَب وتحفظ الكلام وحفظت القرآن. فإذن الأمية هنا معناها عدم القراءة والكتابة قطعاً من غير أدنى ريب. فالأمي إذن ما كان يحسن أن يقول ألف لام راء من عند نفسه. إذن جبريل u كان يُملي عليه وهو r كان يردد خلفه فإذن هذا دليل صدق الرسالة لأن أمي لا يعرف الحروف صار يتكلم وينطق الحروف. العرب فهموا ذلك وصحابة رسول الله r الكرام فهموا ذلك وعندما كتبوا هذه الأحرف فهموا ذلك. كيف؟ الآن إذا أملى عليّ إنسان وقال لي اكتب: دال لام كاف أنا سأكتب (دام) وإما أن أكتب (حرف دال لوحده، حرف لام لوجده، حرف كاف لوحده) أكتبها مفرقة. كيف كتب في المصحف؟ على صورة أي كلمة، بصورة كلمة (كهيعص) رسمت على أنها كلمة الكاف مرتبطة بالهاء والهاء مرتبطة بما بعدها وهكاذ. وكذلك ألم كتبت (ألم) لكن تُقرأ ألف لام ميم . ما معناه؟ معناه أن الصحابة فهموا أن هذه الحروف المقطعة هي أمارات وعلامات الإعجاز بمعنى أن هذا القرآن الذي أعجزكم مكون من هذه الحروف وهذه الصورة صورة كلمة لكن فارغة من المعنى تُغيّر مواقعها تتحول إلى كلمة ذات معنى. ألم، ألر ليس لها معنى لكن ألم لو غيرت في تركيبها أو نطقتها: (ألمٌ، أمل، لأم، ملأ) يصبح لها معنى.
الحروف المقطعة رسمت بهذه الصورة حتى تظهر الإعجاز. ورسم هذه الحروف رسم توقيفي على ما رسمه الصحابة. لما يقال رسم القرآن توقيفي أي على ما رسمه صحابة رسول الله r لأنه لم يكن يعرف الرسم. هم كتبوها لأنهم أدركوا أنها من دلائل الإعجاز فينبغي أن تُرسم يصورة كلمة كأن تقول للناس هذه الصورة صورة كلمة فارغة من المعنى فليست مبينة لكن لما دخلت في هذا المكان أبانت عن الإعجاز، يغيّر تركيبها تكون قرآناً معجزاً. هي خارج النص القرآني ليس لها دلالة ولا تدل على شيء وهي بذاتها في داخل النص بتكوينها فارغة من المعنى لكن إنسباكها في داخل الآية أعطاها معنى لذلك قال تعالى (ألم ذلك الكتاب ) يعني الكتاب الذي أعجزكم مكون من هذه المادة الأولية. هذه المادة الأولية رسمها الصحابة على صورة لفظ واللفظ فارغ من المعنى فإذن ألفاظكم فيها معاني تأليفها من مثل هذه الحروف التي لو جاءت بمثل هذا التأليف لا يكون لها معاني لكن القرآن الكريم صاغها صياغة فجاءت قرآناً معجزاً لكم. فالمادة الأولية بين أيديكم. هذه صورة فارغة إملؤها أنتم بتغييرها. القرآن ملأها عندما غيّر ركبها تركيباً آخر فجاءت قرآناً ركبوها أنتم تركيباً آخر تأتي شعراً أو خطبة ممتازة لكنها لا تأتي قرآناً بإعترافكم أنتم. هذه المسألة الثانية كيف قُرِئت الأحرف وكيف رُسِمت.
المسألة الثالثة في هذه الأحرف هي أنها جميعاً حيثما وردت تشير إلى أصوات متناسقة ليس بينها تنافر، غير متنافرة يعني كأن القرآن يقول لهم هذه الأصوات هكذا ينبغي أن لا يكون فيها نوع من التنافر. (ألم) الألف من أقصى الحلق من الوترين، اللام مخرجها الذي هو فويق مفارز الثنايا والرباعية والناب والضاحك اللام مخرجه منتشر ويميل، والميم بانضمام الضفتين. (كهيعص) في لفظ واحد ولذلك لما جاء عندنا في موضع حرفان من مخرج واحد مع ما فيهما من اختلاف جعل كل واحد في آية فقال (حم) آية،و (عسق) آية. لأن الحاء والعين من مخرج واحد لا يكونان في لفظ واحد مع أن بين الحاء والعين فروقاً. من الصفات في مسألة الشدة والرخاوة: الحاء رخوة معناه يجري به الصوت والعين متوسط. نحن عندنا الصفات من حيث الشدة والرخاوة: أصوات شديدة وأصوات رخوة وأصوات متوسطة كأنها تبدأ شديدة وتنتهي رخوة أو ظاهرها الشدة لكن يجري بها الصوت من غير مخرجها مثل الميم أوالنون. وشيء آخر الحاء مهموس والعين مجهور يعني مع وجود هذا الإختلاف جُعِل كل واحد في آية لا يكونا في بناء واحد. فإذن نوعية الصوت أيضاً منتقاة.
هناك ملاحظة أخرى لافتة للنظر أن بعض الحروف المقطعة عُدّت آيات وبعضها ما عُدّ آية. (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) الحجر) ألر ليست آية، (طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) النمل)) طس ليست آية، (الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) البقرة) ألم آية، (الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) آل عمران) ألم آية، (المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الأعراف) ألمص آية، (طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2) طه) طه آية، (يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) يس) يس آية. أرقام الآيات توقيفي على ما فعله الصحابة. هم ما وضعوا أرقاماً وإنما وضعوا فجوات ثم بعد ذلك وضعت الأرقام. هم كانوا على الوقف لأنهم كانوا يقفون على رؤوس الآي يعني وقفة فيها طول فيعلمون أن الآية انتهت هنا ففي الكتابة يضعون بين الآيات فراغاً ظاهراً ليس كالفراغ بين كلمتين إنما يبتعد. لو نظرنا في المخطوطات القديمة سنجد أنه في نهايات الآيات لا يوجد ترقيم ولكن توجد فواصل واضحة. الترقيم جاء متأخراً ولا ندري متى جاء على وجه التحديد ويحتاج إلى مراجعة المخطوطات وما زال هناك مخطوطات كثيرة لم تظهر للوجود في بيوت يتوارثها الناس في المغرب والأندلس وفي أماكن أخرى. فهذه تحتاج إلى مراجعة لهذه المخطوطات بحيث نحاول أن نعرف أيها أقدم. ما عندنا نص من أول من وضع الأرقام باعتبار أن العرب قديماً ما كانوا يستعملون هذه الأرقام كثيراً وإنما كانوا يستعملون الكلمات فيكتبون ثلاثين مثلاً بدل 30، ولما صارت النهضة بعد ذلك في زمن العباسيين وبدأوا يحتاجون إلى أرقام استعملوا الصفر وعند ذلك صاروا يستخدمون هذه الأرقام وإلا الغالب كانوا يستعملون كلمات. إذن كان هناك فراغات والفراغ يشير إلى انتهاء الآية أو ليست آية متصلة. هذا أمر أجهدت نفسي في الملاحظة ولاحظت ما يأتي وقد يلاحظ غيري شيئاً آخر ومن وجد شيئاً قال به وبالله التوفيق.
الذي وجدته أن العام الغالب في هذه الأحرف المقطعة أنها تكون آيات إلا إذا كانت من حرف واحد فلا تُعدّ آية، إذا كانت من حرف لا تكون آية (ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ (1)) (ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1)) (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)) وإذا كانت من حرفين (طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى (2)) (يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2)) (حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2)) فما فوق تكون آية. عليها إستثناء، والإستثناء له صورتان فقط: الصورة الأولى آية واحدة استثنيت لأنه كان ينبغي أن تكون آية حسب تصورنا لأنه مكونة من حرفين وليست من حرف واحد لكن ما جعلت آية وهي (طس) في سورة النمل، طس حرفان. ننظر عندنا سورتان أخريان فيها (طسم) في موضعين آية، طس نقصت عن أختيها فما عُدّت آية. في سورة الشعراء (طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) الشعراء) وفي القصص (طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) القصص) و(طس) في النمل (طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) النمل)) نقصت عن أختيها فما عُدّت آية، هذا توجيه وقد يجد غيري توجيهاً آخر والأمر مفتوح. الصورة الأولى كانت (طس) قصرت عن أختيها (طس، طسم، طسم) فما عُدّت آية. الصورة الثانية التي هي من المستثنى ست آيات لكن يجمعها جميعاً أنها مختومة بحرف الراء. وهي (ألمر) في سورة الرعد (المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1) الرعد). لاحظ (ألم) لوحدها كانت آية (الم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) لقمان) (الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) السجدة) لما جاءت الراء معها اندمجت بما بعدها (ألر تلك آيات الكتاب): (ألر: (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) الحجر) الحجر، (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) إبراهيم)إبراهيم، (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) يونس)يونس، (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1 هود)هود و(الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) يوسف) يوسف) ست آيات ونلاحظ فيها لأن مقاطعها كثيرة جاء معها كلمة الكتاب وما جاء معها كلمة القرآن وهذا يعزز ما قلناه في المرة الماضية.
تفتش عن سبب. الظاهرة هذه هي قطعاً ونحن عندنا أحياناً يقول لك لا يوجد سبب وأنت لا تسأل عن السبب وهذا منهج كما قال القرطبي لما قال: كتب زيدٌ رسالةً، قالوا لماذا رفع زيدٌ ولماذا نصبت رسالةً؟ قال: زيدٌ فاعل مرفوع ورسالةً مفعول به منصوب فإذا سُئل لماذا رُفِع الفاعل؟ لا نجيب ونقول هكذا جاء، لماذا نصب المفعول يقول هكذا جاء. لكن نحن في كتاب الله عز وجل نحن نتلمس ولذلك سميت لمسات أنه فعلاً هذه ست آيات كلها منتهية بالراء. آية منها لولا الراء لكانت آية التي هي في سورة الرعد. (ألم) آية وحدها (ألر) ليست آية إذن السبب الراء. ما مسألة الراء؟ (يتبع في حلقة الأسبوع المقبل)
أسئلة وردت حلال الحلقة وإجابة الدكتور حسام النعيمي عليها:
سؤال 196: هل المقصود في كلمة لفيفاً في الآية (وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104) الإسراء) أن دولة إسرائيل تجمع كل اليهود؟
لا يبعد أنهم يجتمعون في الأرض ثم يبطش بهم أناس أشداء ويتبروا ما علوا تتبيرا.
سؤال 197: هل يجوز أن نطرح مثل هذه الأسئلة في البرنامج والقرآن كله إعجاز؟
نحن ينبغي أن نكون حذرين ونحن نعرض لكلام الله سبحانه وتعالى. طريقة السؤال قد ترد من الإنسان أحياناً عبارة لا تليق لكن القصد العام هو أننا نحاول أن نستشف أن هذه الكلمة ما الحكمة من مجيئها بهذه الصورة؟ هي جاءت هكذا وهي معجزة فما الحكمة منها؟. لكن لما يأتي السؤال أحياناً لماذا قيل كذا ولماذا قيل كذا. نحن لا نتألّى على الله سبحانه وتعالى أن الله تعالى قال كذا للسبب الفلاني ولكن قلنا أننا نحاول أن نتلمس الجوانب البيانية في هذه الآيات أنه يعني يبدو لنا أن الكلمة جاءت هنا للعلة الفلانية فقد نصيب العلة وقد لا نصيب لكن هذا نحاول أن نتلمسه. العرب الأوائل ما أحسوا بحاجة إلى أن يبحثوا هذا البحث لكن علماءنا بعد ذلك بحثوا فيها عندما أحسوا بنوع من الضعف في إدراك لغة القرآن ، في إدراك الأسرار البلاغية فيه فصاروا يتحدثون عن بلاغة القرآن الكريم هذا قبل أكثر من ألف عام أي في القرن الثالث فما حالنا الآن؟ نحن نجتهد إذن نقول أن هذه الكلمة جاءت هنا للسبب الفلاني وهذه الكلمة جاءت هاهنا للسبب الفلاني نحن لا نسأل ربنا سبحانه وتعالى لم قلت كذا؟ إنما نحاول أن نبين أن هذا القول جاء بهذه الصورة هنا للعلة الفلانية اللغوية من حيث اللغة وهذا القول جاء هاهنا للعلة الفلانية اللغوية وإذا وجدنا شيئاً لا نحس أنه هناك إجابة عنه نقول هذا شيء متروك للأجيال القادمة ممكن أن تتكلم فيه. فإذن لا نرى ضيراً لكن مع الحذر ونحن نتحدث عن آيات الله سبحانه وتعالى أن يزل اللسان بطريقة قد يكون فيها نوع من سوء الأدب مع الله سبحانه وتعالى هذا الذي يجب أن نكون حذرين منه وإنما نحرص أن نتبين فيم قيل هذا وما الفرق بين هذا وهذا؟.
سؤال 198: ذكر الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى أن علينا أن نأخذ الحروف المقطعة كما هي ولا نسأل فيها وذكر أن شخصاً إشتغل بهذه الحروف مدة طويلة فخلط في عقله فما رأي الدكتور بهذا القول؟
ما قاله الشيخ الشعرواي عليه رحمة الله على العين والرأس لكن نحن عندنا قاعدة التي ذكرها الإمام مالك رحمه الله ويذكرها كل علماء الأمة يقولون: كل أحدٍ يؤخذ من كلامه ويُترك إلا صاحب هذا القبر(وهو رسول الله r). ما قاله الشيخ الشعراوي رحمه الله في هذا المجال يمكن أن يجتهد الإنسان في شيء آخر. هو قال الله أعلم بمراده بها وهذا كلام قديم جيد. (ألم) يقولون الله أعلم بمراده وهذا كلام جيد لكن هذا لا يمنع من أن نقول محتمل أن يكون هذا السبب ولا سيما إذا كان القول مقبولاً. أمر آخر: نحن الآن نعيش في قرية صغيرة والعالم صار قرية صغيرة يسألك ناس من أهل الكتاب أو من الملاحدة (ألم) ما معناها؟ تقول أولاً لما نزلت فهمها الناس بدليل عدم السؤال، والأمر الثاني أنه نحن نعتقد أن فيها إشارة إلى أن (ألم ذلك الكتاب ) معنى ذلك أن الآيات التي أعجزتكم أيها العرب مكونة من مثل هذه الأحرف. ما المانع من هذا؟ لكن أن تقول له أن الله أعلم بمراده يقول لك ما هذا الكلام؟ لا أقتنع. حاول أن تقدم شيئاً مقبولاً ونحن نعتقد أن الجانب اللغوي في هذا مقنع لمن لم يُطبع على قلبه أو لمن لا يرفع راية لا أقتنع ولو أقنعتني. الإنسان لما تقول له هذه الإشارات (ألم ذلك الكتاب) أن من هذه الأحرف تكوّن الكتاب وبصيغة هذه الكلمات التي هذه صورتها. أما الرجل الذي بحث في الأرقام وما شابه لم يخالط في عقله لأنه إشتغل بالأرقام ونحن لا نثق بما اشتغل لكن هو كان وراءه خطة وقال هو نبيّ إدّعى النبوة. قال الناس أنه خُلِط في عقله ودعا إلى مسألة العدد 19 وتقسيم الأشياء على 19، لا أريد أن أذكر إسمه ولكنه إدّعى النبوة وهلك على كفره.
Normal 0 false false false MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:”Table Normal”; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:””; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:”Times New Roman”; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;}
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 3/6/2006م:
ما دلالة إستخدام كلمة التبشير مع المنافقين في الآية (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) النساء)؟
ما المقصود بكلمة الكتاب في الآية (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) آل عمران) مع أنه ذكر التوراة والإنجيل؟
لماذا لم تكتب كلمة إبراهيم في سورة البقرة بالياء (إبراهم) بينما جاءت في باقي القرآن بالياء؟
ما الذي جعل موسى يخاطب السامرائي بخطاب رقيق (ما خطبك يا سامري) بينما غضب غضباً شديداً على هارون وقومه في سورة طه؟
ما هو الموعد المقصود للسامرائي في الآية (وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ (97) طه)؟
الحروف المقطعة هل هي معجزات الأنبياء؟ يقال في اللغات القديمة أن الألف تدل على الثور واللام على العصى والميم على المياه والراء على سنبلة القمح، فهل هذه الأحرف لها أصل من البيئة؟
هل أهل البيت تعني علي بن أبي طالب وحده أو أهل البيت جميعاً في الآية (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) الأحزاب)؟
ما دلالة تأنيث (كذبت) مع أن الرسل جمع مذكر في الآية (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (4) فاطر)؟
ما هو مخرج حرف الضاد؟
من هو ذو القرنين؟
ما دلالة تكرار كلمة (الأرض) في الآية (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) يوسف)؟
هل يوم القيامة ألف سنة أو خمسين ألف سنة؟
بّثّت الحلقة بتاريخ 3/6/2006م
2009-01-28 09:41:02