(تابع الحروف المقطعة)
وقفنا في الأصل عند سؤال حول الآية (الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) الحجر) ذكر الكتاب ثم ذكر القرآن والكتاب معرّف وقرآن منكر ثم جاءت الآية الأخرى (طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) النمل) قدّم القرآن وعرّفه وأخّر كتاب ونكّره. ونحن تكلمنا على هذا وقلنا بصورة موجزة للتذكير فقط إن كلمة الكتاب وكلمة القرآن كلاهما يُراد به هذا الذي أنزله ربنا سبحانه وتعالى على محمد r وأُمرنا باتّباعه والأخذ بما ورد فيه، الذي هو بين الدفّتين، فهو الكتاب وهو القرآن. هذا الكتاب مكتوب في اللوح المحفوظ قرأه جبريل، قرأهالرسول r، كتبه المسلمين فهو مقروء مرتين ومكتوب مرتين فإذا جمعنا الآيتين نجد الكتاب وقرآن ، القرآن وكتاب فكأنه مكتوب وقُريء في الآية الأولى، قرأهالرسول r وكُتِب في الآية الثانية. هذا سر الجمع بين اللفظتين.
ثم ذكرنا لماذا تقدمت كلمة الكتاب هنا وتقدمت كلمة القرآن هناك؟ قلنا لو نظرنا إلى الحروف المقطعة سنجد أنها مع لفظ الكتاب تكون بمقاطع طويلة ومع لفظ القرآن تكون أقصرإلا إذا كان المقطع الذي فيه قصر فيه تكرار للقاعدتين، للحرفين مثل نون وميم فعند ذلك تأتي كلمة الكتاب. فالقرآءة أيسر من الكتابة فحيثما جاء الكثير يكون الكتاب وحيثما جاء القليل الأيسر يكون القرآن. وقلنا هذا منطبق على جميع الآيات لأنه نكرر إذا أردنا شيئاً في كتاب الله عز وجل ينبغي أن نتّبع هذا الشيء حيثما ورد في القرآن الكريم حيث لا يكون أنه في هذه الجزئية كذا ثم يظهر لنا غيره في مكان آخر. لأننا غير حريصين على أن نبيّن شيئاً غير صادق لأن كتاب الله أعلى وأرفع من أن نحاول أن نتشبث ببعض الأمور من أجل أن نقول الكتاب معجز لا لأنه هو معجز ولا يحتاج إلى هذا.
أمر آخر كنا وقفنا عنده هو ما عُدّ آية وما لم يُعدّ آية، وقلنا استطعنا من خلال النظر في هذه المواطن وهي 29 موضعاً من خلال النظر فيها وجدنا أنه إذا كان الحرف المقطع من حرف واحد عند ذلك لا يكون آية مثل (ص، ق، ن) لا يكون آية وإنما يندرج مع الآيات ما بعده. وإذا كان أكثر من ذلك يُعدّ آية. فقلنا لم يكن هناك ترقيم وإنما كانت مسافات. لكن هذا عليه إستثناءان: الإسثناء الأول في (طس) هي حرفين يفترض أن تكون آية لكن وجدنا (طسم، آية وطسم آية) في موضعين فجاءت (طس) ناقصة عن أختيها (طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) الشعراء) (طسم (1) تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) القصص) (طس) نقصت فما عُدّت آية (طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) النمل) لأنها نقصت عن أختيها.
ووقفنا عند ستة مواضع (ألر) ما عُدّت آية. فما شأن الراء بالموضوع؟
نحن نعلم أن هذه الحروف المقطعة يوقف عليها أو يُسكت عليها تكون ساكنة (ألفْ، لامْ، راء) على نيّة الوقف لا نقول ألفٌ لامٌ راءٌ. (راء) تنتهي بالهمزة إذن المشكل في الهمزة. الهمزة نحن عندنا الحروف الشديدة التي لا يجري بها الصوت تكون تولد بغلق مثل الباء (يكتبْ) تولد يغلق ثم ينفرج فجأة (إنفجاري) علماؤنا يسمونه شديداً، يقولون الصوت الشديد والصوت الرخو يقابله الآن الإنفجاري والإحتكاكي تغيّر المصطلح وليتهم غيروا مصطلح المهموس والمجهور لأنه أدّى إلى مشكل وأبقوا هذا!. هذه الهمزة لما تسأل عن الأحرف الشديدة التي تكون بغلق كامل يقولون يجمعها (أجدُك قطبت) وهذه أحسن من (أجدّت طبقك) لأنه (أجدّت) ليس فيها دال، غابت عنها دال (لأنها مشددة) لذا تحول بعض العلماء إلى (أجدك قطبت). أول حرف فيها الهمزة هي فعلاً غلق حنجري أي ينغلق الوتران. في هذه المجموعة الحروف المجهورة دخلت في القلقلة لأنه إذا إجتمع على الحرف الجهر والشدة عند ذلك الوقف عليه يميته. انظر إلى الباء مثلاً لو قلت: لم يكتبْ الباء ميتة حتى تقلقلها بفتح الشفتين. القلقلة هم يقولون في التجويد تُلحق بصويت ولكن في الحقيقة القلقلة هي إكمال ولادة الحرف أو ولادة الصوت اللغوي لأن الباء تولد بمرحلتين غلق يعقبه فتح فإذا بقي الغلق يكون نصف الولادة (لم يكتبْ) بحيث يتحول إلى المقابل المهموس الذي هو (P) مثل قوله (إنما جُعِل السبْت) هذه ليس باء وإنما (P) (السبت) تفتح حتى تكمل الولادة لأن ولادة الصوت تكون بغلق وفتح (السبت) التي يسمونها القلقلة الصغرى. تسميات علماؤنا على العين والرأس مقبولة لكن ينبغي أن توضح وفقاً للدرس الصوتي للقرآن الكريم. فالهمزة شديد والهمزة مجهور بمصطلح علمائنا القدماء. الدرس الصوتي الحديث يقول القاف والطاء التي في (أجدك قطبت) هذه شديدة والمجهورة جُمعت المهموسة جمعت في (سكت فحثّه شخص) ليس فيها قاف ولا طاء فإذن القاف والطاء في المجهورة والدرس الصوتي الحديث يقول لا القاف ولا الطاء مهموسة والهمزة مهموس فكلام علمائنا يحتاج إلى نظر. نقول بصورة موجزة المصطلح واحد مدلوله مختلف كيف؟ أنت الآن سويته جهراً وهمساً (هذا الذي قلنا يا ليتهم غيّروا المصطلح) وفق ضابطك أنت وما ضابطك أنت في الجهر والهمس؟ الوتران. علماؤنا ما عرفوا الوترين. يهتز الوتران فالصوت مجهور، لا يهتز الوتران فالصوت مهموس. علماؤنا ما عرفوا الوترين هم وصفوا على نطقهم كيف ينطقون فقالوا المجهور حرف قوي الاعتماد عليه من موضعه فلم يجري به النفس يعني لا هواء معه عندما تنطقه. الهمزة غلق صخري فمن أين يجري به النفس إذا أُغلِق المجرى؟ لا مجال. لذلك عندهم ضابط جري النفس وليس اهتزاز الوتران. إذن نحن عندما نحاكم القدماء نحاكمهم وفقاً لمفهوم المصطلح عندهم. هم يقولون القاف لو جرّبت دري النفس بها تُسمع خاءً، السامع يظنّك تنطق خاءً.وليس قافاً فهي لا يجري بها النفس. أما أن تقول العلماء وصفوا القاف وهي ليست هذه القاف وإنما هي (چاف) والمسلمون يقرأون (چل هو الله أحد) هذا الكلام يتعارض مع ما قاله سيبويه ومع ما قاله علماء التجويد. سيبويه من المرات القليلة التي يذكر بها تجارب يقول القاف لو جافيت بين حنكيك تفتح فمك وحاولت نطق القاف أمكنك ذلك ولو حاولت نطق الكاف وما وراءها لم يمكنك ذلك وهذه تجربة. والچاف هي كاف مع إهتزاز وترين (الكاف المجهورة) التي هي في بعض لغات العرب مثل اليمن. يأتي البعض يقول أخطأ سيبويه فتوقّع على الخطأ وهذا إتهام ظالم باطل. كل علماء التجويد الذين تلقوا النطق بالسَنَد هل تقول أنهم اتبعوا سيبويه على خطئه؟ ولماذا لم يخطيء سيبويه إلا في هذا؟ هذا قلة ثقة بعامائنا وقلة معرفة. ولماذا؟ الهمزة شديدة مجهورة فالشديد المجهور قلقل قالوا صحيح أن العرب تنطق الهمزة لكن ما وسِعها التخلص منها تفعله لأنها ثقيلة حتى يقولون إنها تجري مجرى التهوّع (كأن الإنسان يريد أن يستفرغ) وأبو بكر شعبة أحد راويي عاصم يقول إمام مسجدنا كان يقرأ (إنها عليهم مؤصدة) بطريقة تخرق صِماغ الأذن يريد أن يُظهِر الهمزة.
الراء قُريء بالإمالة لكن قُريء بتحقيق الهمزة (ألف لام راء) لو وقف عليها سيحار فيها هل يضغط عليها ضغطة قوية وعند ذلك تكون قبيحة؟ (راء) حتى يظهرها لأنه لو قال (را) تموت الهمزة. فكأنما وهذا الكلام معرّض للمحاورة وهذا اجتهاد مني والذي وصلت إليه أنه لم تُجعل ألر آية حتى يصلها القارئ ويلفظ الهمزة بصورة خفيفة (ألر تلك آيات الكتاب) يولّدها. تولد الهمزة عندما تمضي وتصل بما بعدها لكن إذا وقفت وقبلها ألف والألف عند ذلك تُمدّ بسبب الهمزة ثم تموت الهمزة يبدو هذا والله أعلم السر. إلا ما كان من حرفين يكون آية كما في (طه) ثم انظر الكلمات التي كان يمكن أن تنتهي بالهمزة كلها جاءت بالقصر ما جاءت بمدّ الهمزة لاحظ (طه) ما قال طاء هاء. هم قالوا طه بالمدّ (طا ها)، يس (يا سين)، كهيعص (كاف ها يا عين صاد) ما قالوا (كاف هاء ياء) لأن الهمزة متعبة ولذلك عندنا كلام للإمام علي كرم الله وجهه ورضي عنه يرويه إبن جنّي يقول: نزل القرآن ولسنا بأهل همز ولولا أن جبرائيل نزل بالهمز ما همزنا ( كانوا يقولون: البير والذيب والمومن عن البئر والذئب والمؤمن) هكذا كانوا يسهلونها ويخففونها. هذا برواية إبن جنّي وكتب اللغة يؤخذ الكلام منها فيما يفيد الجانب اللغوي وليس فيه حكم شرعي، الأحكام الشرعية في الأحاديث تؤخذ من مظانّها ولا تؤخذ من كتب اللغة ولا من كتب الأدب. فهذا إذن توجيهنا لعدم عدّ ما كان منتهياً بالراء وهو ستة مواضع عدم عدّها آية والباب مفتوح ومن وجد شيئاً آخر فليقله ولكن نقول الباب مفتوح من غير التكلّف أن لايكون هناك تكلّف.
هنا أنبّه على قضية لعلي تطرقت إليها في الحلقة الماضية (السؤال عن الرقم 19): حينما يأتي الكلام في كتاب الله عز وجل في قضية ليست لغوية محضة (القضايا اللغوية نحتكم فيها إلى اللغة) في قضية ليست لغوية مثل الإحصاءات – وسآتي على نوع من الإحصاءات- إذا صدر من عالم أو من فرد نأخذه يتحفظ ونحاول أن نمتحنه ونختبر كلامه صحيح أو لا. أما إذا صدر من مؤسسة علمية (سمعت منذ أيام أن هناك مؤسسة عليمة لإعجاز القرآن الكريم مؤسسة علمية تابعة لرابطة العالم الإسلامي فيها مجموعة من العلماء يشتغلون في قضايا الجوانب العلمية في القرآن الكريم) هؤلاء مجموعة علماء لا ينفرد فيهم واحد فإذا صدر من مؤسسة يكون مظنّة القبول أيضاً ليس قاطعاً مئة في المئة ومن أراد أن يدقق فليدقق في هذا لكن إذا صدر من فرد نكون على حذر من قبوله. أقول هذا الكلام تعقيباً على ما جاء في الأرقام وخاصة عن سورة ق مشهور من كلامه أن عدد القافات فيها 57 بحيث ينقسم على 19 بدون باقي وهو مولع بالرقم 19 وهو رقم مقدّس عند طائفة (البهائيين) غير مسلمين. هذا رقم 19 نحن نعلم أن القرآن الكريم نزل منطوقاً نُطِق وكُتِب فالأصل أن نأخذ النطق فلما يأتي مثل قوله تعالى (الحقّ) هذه ليست قافاً واحدة وإنما قافان (لوجود الشدة) ولو حللت الكلمة (أل – حق – قُ) ثلاثة مقاطع إذن فيها قافين فكيف عدّها واحدة؟! 8 مواضع فيها قافات مشددة عدّها واحدة. وهذا الرجل الذي تكلم هذا فَهِم اللغة بدليل أنه مهّد لنفسه ونشر مثل هذه الأمور وأُولِع الناس به ثم قال أنا أوحي إليّ. شيء آخر قالوا سميت سورة ق وسورة نون لكثرة ما فيها من قافات ونونات. سورة ق من 45 آية ولقد نظرت في 45 آية الأولى من سورة البقرة ووجدت أكثر من 67 قاف فالأمر ليس هكذا. وكذلك النون أحصيت في سورة نون ثم ذهبت إلى عدد الآيات المقابل في سورة البقرة وجدت أكثر من 200 نون فإذن ليس هذا.
وفي سؤال آخر يقولون لماذا قال تعالى في سورة ق (وإخوان لوط) وما قال (وقوم لوط)؟
ورد لفظ (قوم) مع قوم لوط في كل القرآن ما عدا في سورة ق (وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13)) جاء (إخوان لوط) فما الدلالة؟
لو قال قوم لوط على حسابه (القاف المشددة واحدة) يصير العدد 58 ولا يُقسم على 19. هو بدعواه يقول قال إخوان لوط ليكون العدد 57 وهو موهم. انظر الآيات (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14)) لو نظرنا في ذكر هؤلاء الأقوام: الأسلوب العربي أحياناً يميل إلى التلوين والتنويع حتى لا يمل السامع من سورة واحدة. يعني لو قيل في غير القرآن قوم نوح وقوم الرسّ وقوم ثمود وقوم عاد وقوم فرعون وقوم لوط وقوم الأيكة وقوم تُبّع وكلها أقوام، الرسّ هو البئر ويقال قوم هذا البئر هم أصحابه وهم قومه الذين اجتمعوا عنده، وقوم الأيكة الذي كانوا يجتمعون عند الأيكة الشجرة الضخمة الملتفة الأغصان فلا يكون مقبولاً هذا التكرار فيكون هناك نوع من التنويع. فكيف نوّع؟ ذكر قوم مرتين وأصحاب مرتين وبدون وذكر إخوان. فإذن هو نوع من التنويع في اللفظ (قوم – أصحاب – وثمود وعاد وفرعون – إخوان – أصحاب – قوم) هكذا نوع من التلوين في العبارة مع احتمال الملكية في كلمة أصحاب الرس وأصحاب الأيكة: أصحاب الرس الذين ملكوا وأصحاب الأيكة الذين ملكوا. إذن التنويع مطلوب وقد يكون بين الخطاب والغيبة (الإلتفات). انظر في سورة الفاتحة (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين) هذا التمجيد هذا كلام غائب من حيث البنية اللغوية وإن كان الله تعالى حاضر ثم انتقل إلى (إياك نعبد) هذا تلوين وفيه حكمة وقال بعدها (وإياك نعبد وإياك نستعين) صار يدعو فهو يدعو حاضراً ولا يدعو غائباً.
الأمر الثاني لو نظرنا إلى الآية 13 التي وردت فيها كلمة إخوان لوط : هذا عندنا ما نسميه الإنسجام الصوتي الداخلي في داخل الآيات والدراسة الحديثة تسميها الموسيقى الداخلية والموسيقى الخارجية ونحن نكره استعمال كلمة موسيقى مع كلام الله سبحانه وتعالى وإنما نقول الإنسجام الصوتي. الإنسجام الصوتي الداخلي يمثله ألوان وأنواع المقاطع. المقاطع التي تستعمل عندنا بكثرة. إما أن يكون المقطع قصيراً (مؤلف من حرف وحركة) مثل حروف (كُتِبَ) فيها 3 مقاطع قصيرة. وإما أن يكون من حرفين بينهما حركة نسميه المقطع الطويل مثل كلمة (مَنْ) ميم ونون بينهما الفتحة هذا مقطع طويل مغلق. وعندنا طويل مفتوح يتكون من حرف وحركة طويلة مثل كلمة (ما) وعلى قول علمائنا ميم وألف وبينهما فتحة. الدرس الحديث ينفي وجود الفتحة وليس هذا موضوعنا. مقطع قصير ومقطع طويل مغلق ومقطع طويل مفتوح وعندنا مقطع مديد مثل مقاطع الوقفكالوقف عند كلمة (ثمود، لوط) مقطع مديد. لو أحصينا مقاطع (وعاد وفرعون وإخوان لوط) نجد أنها 12 مقطعاً. إذا أخذنا 12 مقطعاً من الآية التي قبلها نجد تناسقاً في عدد المقاطع، لو قيل مكان إخوان لوط قوم لوط يختلّ التناسق. مجموع المقاطع القصيرة في الموضعين 5، المقطع الطويل المفتوح 2 كلمة (وا، وعا) و(نُ، حا)، المقاطع الطويلة المغلقة 4 والمقطع المديد واحد في المكانين. لو كررنا كلمة(نُُ (في نوح) حا (في أصحاب) و عا في (عاد) وا (في إخوان)) (نُ حا، عا وا) متناسقة لكن قول (نُ حا، عا قو) ليس فيها تناسق. فهذا التناسق والإنسجام الصوتي لذلك أحياناُ كانوا يقولون عنالرسول r شاعر لأنهم كانوا يحسون بنوع من النغم والإنسجام الصوتي ولكنه ليس شعراً. الوليد بن المغيرة قال أنه ليس بشِعر ولا برجز وأنا أعرف الشعر لكن فيه شيء.
يبقى أمر الأماكن التي لم يرد بعد الأحرف المقطعة ذكر للكتاب ولا للقرآن. (انظر الحلقة 48 )
بُثّت الحلقة بتاريخ 10/6/2006م
أسئلة وردت خلال الحلقة وإجابات الدكتور حسام النعيمي عليها:
سؤال 199: ما الفرق بين ناضرة وناظرة في الآية (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) القيامة)؟
هذا فيه كلام لكن منهج أهل السنة والجماعة ومنهج جمهور المسلمين أن هذه الوجوه المؤمنة ستكون يوم القيامة من النضارة وهو الحُسن يعني وجوه حسنة مشرقة إلى ربها ناظرة من النظر وهي الرؤية وجمهور المسلمين وفقاً لأحاديثالرسول r يرون أنهم سيرون ربهم لا يضارون فيه كما يرون القمر الآن. لكن السؤال هل بأعيننا هذه؟ الإنسان بمجرد أن يموت في لحظة موته ينتقل من قوانين إلى قوانين أخرى، قوانين الحاضر أو المشاهدة غير قوانين الغيب. نحن نعلم أن الرسول r يقيناً إذا سلّمنا عليه يرد علينا السلام ولذلك نُكثِر من الصلاة والسلام عليه حتى نتبارك بكثرة ردّه r علينا. بقوانين الأرض كيف يردّ إنسان على ملايين الناس كلٌ في مكان في لحظة واحدة؟ هو يقول r يردّ الله تعالى عليّ روحي فأردّ السلام هذا في قاون وفي قانون آخر لما يحدثنا في الإسراء والمعراج وهو في طريقه إلى بيت المقدس رأى موسى u يصلي في قبره خلف الكثيب الأحمر ثم لما وصل إلى بيت المقدس استقبله موسى u هناك مع الأنبياء وصلى r بهم ثم لما صعد إلى السماء وجد موسى u في السماء السادسة. هذا لأن له قوانين أخرى. إذن ناضرة هي من الحُسن مكتوبة بالضاد التي هي الصاد المنقوطة والتي نحار الآن في نطقها وتناولن هذا في حلقة سابقة. النطق الصحيح لها ممكن أن ترخي لسانك وتخرج صوتك من حافة اللسان مع ما يليه من الأضراس جانبي ويمتد به الصوت كما يمتد بالشيــــن. عدد من المسلمين يقول ناضرة هنا بمعنى منتظرة، هؤلاء يعطّلون أحاديث كثيرة صحيحة وردت في الصحاح في البخاري ومسلم. لهم رأيهم ولهم منهجهم وكلٌ له رأيه لكن نحن نعتقد برأي جمهور المسلمين.
سؤال 200: في الحديث الشريف “إذا أمّن الإمام فأمّنوا فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه” وسمعت شريطاً للشيخ الألباني يقول أن تأمين المأموم يكون بعد تأمين الإمام فكيف نوضح الفرق حتى لا نخسر الأجر والثواب؟
إذا أمّن الإمام فأمّنوا. هذه تتعلق بمسألة لغوية (إذا فعل زيدٌ فافعل) هي الفاء واقعة في جواب الطلب لكن يحتمل أنه إذا فعل فافعل أنه بعده مباشرة بوقت قصير لأن الفاء تقتضي الترتيب مع القُرب (عقبه مباشرة) غير ثُمّ التي للتراخي. لكن هي هنا رابطة لجواب الشرط ويمكن لأن يُفهم منها في الوقت نفسه أي يكون تأمينك مع تأمين الإمام وهو يقول آمين أنت تقول معه آمين. ففيها رأيان، قولان. التحقيق أنا أقتنع مثلاً أن زيدٌ من الناس هو محقق في هذا الجانب فقيه. ويجب أن ينتبه المشاهدون أن كثيراً من الناس لديهم علمٌ في تخصص معين لا ينبغي أن يخوضوا في اختصاص آخر. الذي ما عنده علم في أصول الفقه وفي محاكمة النصوص في رأيي ينبغي أن لا يفتي لأنه كثر المفتون اليوم وإنما ينقل فتوى فيقول بعض العلماء يقول كذا والسامع يتولى ذلك.
سؤال 201: في سورة الكهف (قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21)) في الإسلام نهي عن بناء المساجد على القبور فهل هذا كان مباحاً في الأمم السابقة؟
المساجد في الإسلام يقول r: ” لعن الله اليهود والنصارى إتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد ولا تتخذوا قبري مسجداً” نهى r عن ذلك والآن قبرالرسول r ليس مسجداً. العلماء المدققون يفرقون بين أمرين: أن يكون القبر موجوداً وتبني عليه مسجداً كما فعل جماعة أصحاب الكهف والصورة الأخرى أن يكون المسجد قائماً ثم تأتي وتدفن فيه إنساناً (هو الأولى أن لا تدفن) لكن الصورة مختلفة. الفرق هو التقديس أنه يكون هناك قبر وتبني عليه مسجداً تقديساً لصاحب القبر هذا يصدق فيه الحديث. لكن الصورة الثانية من حيث اللغة تختلف أن يكون هناك مسجد وتأتي بمقبور (ميت) وتدفنه فيه. هذه غير صورة وللعلماء كلام منهم من قال هذا تقصير من الفاعلين ولكن الصلاة فيه جائزة وهذه قضية تدخل في غير بابنا.
Normal 0 false false false MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:”Table Normal”; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:””; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:”Times New Roman”; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;}
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 10/6/2006م:
في آية سورة الدين في سورة البقرة (فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ) وفي سورة النساء (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (5)) فكيف نوفق بينهما؟
ما دلالة ورود جمع المؤنث السالم في الآية (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ (البقرة))؟
في الآية (فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) الشمس) ماذا يصبح المعنى لو قال (أو تقواها) بإضافة الهمزة؟
ما دلالة استخدام كلمة يفعلون في الآية (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36) المطففين) وما الفرق بين الفعل والعمل؟
ما تفسير آيات الطلاق في سورة البقرة؟
المد الواجب 6 حركات فهل يأثم القارئ إذا مدّ أقل من 6 حركات؟
جاء في القرآن الكريم عن الكفار أنهم في نار جهنم هم فيها خالدين وفي آيات بدون خالدين فما الفرق؟ وهل صحيح أن النار ستنتهي ويخرج كل من في النار إلى الجنة؟
هل الآية التي بعد الحروف المقطعة تكملها؟ وهل تعبّر الحروف المقطعة عن معنى لا تعرفه؟
لماذ سُمّيَ يونس u بـ (ذا النون)؟
ما دلالة أسماء سور القرآن الكريم؟
هل توصلنا إلى فهم سر الحروف المقطعة؟
بُثّت الحلقة بتاريخ 10/6/2006م
2009-01-28 09:39:57