لمسات بيانية, لمسات بيانية - حلقات

لمسات بيانية – الحلقة 59

اسلاميات

 الحلقة 59

نحن تكلمنا في الحلقة الماضية على شيء من هذه الآية تعالى (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25) الشورى). ولكن قبل أن أبدأ الإجابة عن السؤال، قبل حلقتين جاء ذكر أبو الأسود الدؤلي وقلت في وقتها لعلّه كان مولى أو صليبة وتشككت في ذلك ورجعت إلى تاج العروس فوجدت أن الرجل من قبيلة عربية صريحة فهو ذو نسب عربي صريح. هي دوئل (بالكسرة) وعند النسب تتغير الكسرة إلى فتحة فتقول دؤل، والدوئل في اللغة هي مخلوق كما يقولون دويبة كابن عرس والثعلب فهو إذن من الحيوانات البرّية مثل الثعلب وابن عرس. وإسمه ظالم ابن عمرو وهو أبو الأسود الدؤلي فاقتضى التنبيه حتى لا يبقى في ذهن المشاهد شيء أنه عربي ومن أصل عربي صميم وهو وغيره قد خدموا هذا الدين لا من منظور العِرق وإنما من منظور الدين حتى الموالي أمثال سيبويه وغيره، سيبويه كان من فارس ولكنه نشأ في البصرة منذ ولادته وتعلم على يد مشايخ البصرة ولا ندري إذا كان يعرف الفارسية أو لا، هؤلاء نظروا للعربية ليس على أنها لغة عدنان وقحطان وإنما لأنها لغة القرآن الذي آمنوا به فخدموها من غير نظر إلى أعراقهم وإنما جمعهم الدين فالعربية مخدومة بخدمة كتاب الله عز وجل.

نعود لسؤالنا حول قوله تعالى (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25) الشورى) : الفعل (قبِل) استعمل باستعمالات متعددة في القرآن الكريم بهذه الصور بعده حرف الجرّ : إما تأتي اللام جاءت مرة واحدة (لا يقبل له) بمعنى قبل له وقبل منه، وقبل عنه وقبِله بدون حرف جر. والفعل متعدٍّ يقال قبل الشيء وقبل لك الشيء وقبل منك وقبل عنك. في القرآن استعمل في موضع (قبل له) واللام للملك، ومواضع أخرى متعددة استعمل (منه) وثلاثة مواضع استعمل (عنه) هذه المواضع الثلاثة التي استعمل (عن) كلها يجمعها أن الكلام فيها من الله تعالى عن نفسه إما بصيغة الغائب أو المتكلم أما المواطن الأخرى تكون بالبناء للمجهول أو على لسان أحد من عباده.

مسألة السيئات: الفعل عفا يعفو تستعمل للذات، للأشخاص وللأشياء. يقال عفا عن ديْن زيد أي تنازل عن الدَيْن ويقال عفا عن زيد فيم إرتكب، بمعنى سامحه. فإذن هي تستعمل للإثنين بـ (عن) التي فيها صورة الإنقطاع كأنه يقطعه عما كان فيه، يتجاوز عنه. لو استعمل التنكير (ويعفو عن سيئات) بالنكرة، النكرة يفترض أنها عامة لكن أحياناً في مثل هذا الموضع يتخيل الإنسان أنه تخصيص أي أنه سبحانه يعفو عن سيئات ولا يعفو عن سيئات أخرى سيكون بهذا المعنى فما قال سيئات وإنما ذكر جنس السيئات فقال (ويعفو عن السيئات) يعفو عن السيئات بكل جنسها. ولو قال في غير القرآن : ويعفو عن سيئاتهم كما قال (يقبل التوبة عن عباده) أي سيئات عباده قد تعني سيئات هؤلاء فقط لكن سِمة العفو العام منسوبة لله سبحانه وتعالى فهو عفو مطلق ويعفو عن السيئات بإطلاق ولا ينحصر عفوه في جهة معينة. ولو قيل في غير القرآن ويعفو عن سيئاتهم كان يفهم أن العفو لهؤلاء فقط. فالعفو صفة عامة لله تعالى صفة العفو عن السيئات فهو عفو غفور والعفو عن السيئات هي صفة ثابتة لله سبحانه وتعالى لذلك لما يرتكب الإنسان سيئة ويتوب إلى الله تعالى يكون مطمئناً أن العفوّ عن السيئات سيعفو عنه. عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول إنني لا أحمل همّ الإجابة ولكنني أحمل همّ الدعاء، أي أن يكون قلبه حاضراً وهو يسأل الله تعالى أن يعفو عن سيئاتي لأنه يجب أن يكون القلب حاضراً عند الدعاء وعند سؤال الله تعالى أن يعفو عنه لأنك تخاطب ذا صفات عظيمة سبحانه وتعالى، تخاطب كريماً مطلق الكرم، تخاطب عفواً مطلق العفو. المهم أن يحضر قلبك هذا الحضور الذي يتجه إلى الله سبحانه وتعالى بما تريد ولذلك كلمة السيئات لا تصلح مكانها كلمة سيئات ولا كلمة سيئاتهم.

الفعل عفا متعدِّ بحد ذاته فيقال عفا عنه ويقال عفاه أي محاه. لو قال يعفو السيئات كأنما يكون هناك نوع من الصلة التي تزيلها (عن) (يعفو عن السيئات) كأنه يجعلها منفصلة يقال (عن) للمجاوزة، تتجاوز السيئات فلما يقول يعفو عن السيئات أي يعفو عن أصحاب السيئات.

ما دلالة استخدام (الذي) في قوله (وهو الذي يقبل التوبة)؟ لما يتكلم سبحانه وتعالى عن ذاته بصفة الغيبة للتفخيم وإعطاء الفخامة في ذهن العربي وهو يسمع أو يقرأ. هو الله سبحانه وتعالى هذه صفته، هو الذي يقبل التوبة كأنها صفة خاصة به سبحانه كأن هذا القبول خاص به سبحانه فهو الذي يقبل التوبة وهو الذي يعفو عن السيئات ولو قيل : هو يقبل التوبة فكأنها تعني أنه هو يقبل التوبة وغيره يقبلها أيضاً لكن المراد أن هذا شأنه سبحانه وتعالى (هو الذي يقبل التوبة). لهذا العلماء عندما يبحثون في وجود كلمة في مكان معين ليس فيه شيء من التكلف إنما هو بمقدار فهم لغة العرب لذا قلنا سابقاً العربي لا يقبل منه إلا الإسلام أو يقاتَل.

لماذا لم يقل (ويعفو عنهم) مثلاً؟ لو قال يعفو عنهم سيكون مبهماً، ماذا يعفو عنهم؟ لكن لما ذكرت السيئات لأن الإنسان يرتكب السيئات.

(وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) لم يقل (ما يفعلون) الإنتقال من ضمير الغيبة إلى المتكلم والإلتفات فيه نوع من تنشيط ذهن السامع إنتقال من الغيبة إلى المخاطب وفيه إشارة أن الخطاب لكم أنتم. هو ذكر المبدأ العام (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ) ثم قال تعالى (وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) أي أنكم بحاجة إلى توبة ولديكم سيئات فهو يعلم ما تفعلون لذا تتوبون إلى الله تعالى لأنه يعلم فعلكم. كان الكلام عاماً لم يواجههم أنهم يعملون السيئات، هذه لمسة القلب لهؤلاء المؤمنين. إلتفات وخطاب معناه أن هذا فيكم “كل ابن آدم خطّاء” لكنه لم يخاطبهم مباشرة أنهم يفعلون السيئات. هذا الأسلوب في الإلتفات من صورة الخطاب إلى صورة الغيبة مضطرد في القرآن كما في قوله تعالى (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) يونس) لم يقل وجرين بكم، أخذهم ووضعهم في السفينة ويتكلم عن غائبين يشعر الإنسان أنه يركب في السفينة وهناك من يتحدث عنه وهو غائب. القرآن الكريم فيه تصوير رائع للأحداث مثلاً المشهد في سورة الشعراء (وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) يخاطبه الله تعالى على حبل طور ثم ينتقل من مناجاة موسى لربه إلى قصر فرعون وفرعون يتكلم (قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ) وهذا الإنتقال فيه لمسات بيانية في البنية الإيقاعية للقصة القرآنية إن شاء الله نتحدث عنها في حلقات قادمة كأن هناك كاميرا تصور المشاهد في القرآن أحد المفسرين قال طوي الزمن والمكان في المشهد بدل أن يفصل أنه ذهب إلى فرعون ودخل القصر إلى آخر الأحداث. المناظرة بين موسى u وفرعون يوقف أمامها وقفة طويلة كما كان يقول أحد أساتذتنا في البلاغة.

قبل له: في قوله تعالى في سورة النور (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4)) استعمل (تقبلوا لهم) كان ممكن في غير القرآن أن يقول: ولا تقبلوا منهم شهادة أو ولا تقبلوا عنهم شهادة والقبول من هو الأكثر استعمالاً لأن القبول هو أخذ الشيء برضى أي أن هناك معطي وهناك آخِذ فإذن هناك صلة مقصودة أقدم لك شيئاً تقبله مني وتبقى هناك صلة بيني وبينك كأنه يراد أن تستمر الصِلة بين الطرفين. لو قال قبل عنه كأنه انقطعت الصلة أخذها وانقطعت الصلة لأن (عن) للمجاوزة. إذا كان الفعل مبنياً للمعلوم الذي جاء بـ (عن) يكون الله تعالى يتكلم عن نفسه إما مباشرة جلت قدرته أو عن طريق الغيبة (وهو) (أولئك الذين نتقبل عنهم) الكلام من الله سبحانه وتعالى. لكن لما يكون الكلام من عباده أو مبنياً للمجهول تبتعد فكرة الصلة المادية. لكن (يُقبل منه) مبنية للمجهول، للمفعول لا تحس بالرابط الذي كأنما يراد تجنبه. انتقلت للبناء للمفعول لو كانت مبنية للفاعل كانت ستكون: يقبل عنه.

(ولا تقبلوا لهم شهادة) وردت مرة واحدة فقط لم يقل لا تقبلوا منهم. اللام كما يقول علماؤنا للملك والملكية. هؤلاء الذين يرمون المحصنات ورمي المحصنة شيء عظيم ليس بالأمر السهل أن تتهم المرأة في عفافها ولذلك العقوبة شديدة ثمانين جلدة أمام الناس ولا تقبل لهم شهادة. لم يقل ولا تقبلوا منهم أو عنهم كأنما لا ينبغي أصلاً أن يباشروا إصدار شهادة فلا تنفصل عنهم ولا تصدر منهم، هم لهم شهادة ولو كان في غير القرآن كان يمكن القول ولا تقبلوا شهادة لهم ولكن في القرآن قدّم (لهم) تعني أنهم يملكون شهادة في مناسبات أخرى لكن لا يُمكّنون من إظهارها أصلاً تبقى في ملكهم، هذه الشهادة لهم احتفظوا بها (لو قال تقبلوا منهم أو عنهم كأنها صدرت منهم، يسمعون ولا يقبلون) لكن المطلوب أصلاً أن لا يتكلم لأنه اتهم امرأة عفيفة بعفافها فجُلِد وحتى لو كان له شهادة احتفظ بها. هم يملكون شهادة لكن يقال لهم احتفظوا بملككم ولا يُمكّنون من إظهارها أصلاً حتى تقبل منهم أو تقبل عنهم. الشهادة ملكه لأنه ارتكب هذا الجرم العظيم وهو قذف المرأة المحصنة.

(يقبل التوبة عن عباده): وردت (يقبل عن) في ثلاثة مواضع (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16) الأحقاف)، (أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104) التوبة)، (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25) الشورى) هذه الآيات الثلاث فيها نسبة قبول التوبة إلى الله سبحانه وتعالى إما بالحديث مباشرة (نتقبل عنهم) أو على سبيل الغيبة وهو سبحانه المتحدث فقال (عن) حتى تنفصل لأنها تعود إلى الله تعالى مباشرة.

الآيات الأخرى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الضَّآلُّونَ (90) آل عمران) بناها للمجهول (بناها للمفعول) ولم يأت بحرف جرّ، ما قال لم يقبل الله توبتهم لأنهم لا يستحقون أن يذكر معهم إسم الله تعالى. هذه التوبة الموجودة عنهم لا تقبل لا منهم ولا عنهم ولا لهم لأنهم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً.

(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) آل عمران) الذي يصدر عنه أي دين لا يُقبل منه، يقال أنه لا يوجد إنسان بلا دين حتى الملحد دينه الإلحاد لأن الدين هو أن تدين بشيء. والإسلام هو دين الأنبياء جميعاً لكن مع مراعاة أن إسلام أي نبي هو لزمانه فالنبي التابع الذي بعده ينبغي أن يتبعه أتباع النبي السابق حتى يصل الأمر إلى خاتم الأنبياء r.

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ (91) آل عمران) بناها للمجهول، (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ (48) البقرة) بناها للمجهول، (وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ (54) التوبة) بناء للمجهول، (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا (37) آل عمران) لم يعدّيها وإنما تقبلها هي، (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء (40) ابراهيم) من غير تعدية (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) البقرة) دعاء صادر من إبراهيم واسماعيل عليهما السلام. هذه الآيات كلها غير منسوبة لله تعالى بصراحة فهي إما مبنية للمجهول أو من البشر (إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) آل عمران) ليس من كلام الله المباشر على لسان الباري سبحانه وتعالى وإنما على لسان البشر. (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) المائدة) هذا كلام على لسان ابن آدم (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (36) المائدة)، بناها للمجهول، (قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ (53) التوبة)، بناء للمجهول،

الآيات الثلاثة أمامنا: (ألم يعلموا أن الله يقبل التوبة عن عباده) خطاب من الله سبحانه وتعالى، (أولئك الذين نتقبل عنهم) هنا جاءت (عن) لقطع الصلة المادية في ذهن الإنسان بين عمله، بين توبة الإنسان والله سبحانه وتعالى.

سؤال 240: قال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) فصلت) ما دلالة ذكر الجمع في (خلقهن) مع أنهما مثنى أي الشمس والقمر؟

لو تأملنا الآيات نجد أنها لا تشير إلى الشمس والقمر فقط. (ومن آياته) وآيات الله سبحانه وتعالى في كونه لا تُعد ولا تُحصى ومن آياته: الليل والنهار والشمس والقمر، إذن عندنا أربع آيات لذلك قال (خلقهن)؟ لكنه يمكن أن يسأل لماذا لم يقل خلقها مع أنها لغير العاقل؟. لا تسجدوا للشمس والقمر وإنما اسجدوا للذي خلق هذه الأشياء التي ذكرها، فهي لا تعود على الشمس والقمر وحدها وإنما على الليل والنهار والشمس والقمر. لا تسجدوا للشمس ولا للقمر فيها تأكيد لم يقل لا تسجدوا للشمس والقمر لأنه قد يُفهم أن الممنوع هو السجود للشمس والقمر فهو يسجد للقمر وحده. لا تسجدوا للشمس وللقمر مجرد هنا أكد ولكن للإثنين، لا تسجدوا للشمس ولا للقمر، قرّب وأكّد باللام ولو قال للشمس والقمر لاعترض العرب وقالوا قد يُفهم أن المنهي عنه السجود للشمس والقمر معاً فيمكنه أن يسجد لواحد منهما. الأعراب كانوا فصحاء رغم أنهم لم يكونوا يكتبون العربية ولذا النحاة كانوا يخرجون إلى البادية يسمعون منهم. لذلك كرّر (لا) للتأكيد والفصل، (واسجدوا لله الذي خلقهن) أي الأربعة أشياء ولو قال واسجدوا لله الذي خلقها ينصرف الذهن لخلق الشمس لأنها المؤنث الوحيد كأنه خلق الشمس وليس الليل والنهار والقمر. في اللغة يمكن أن تقول خلقها من حيث اللغة لكن من حيث القرآن لا يجوز أن يقال إلا (خلقهن). القرآن أشبه ما نسميه الآن بالصياغات القانونية فالقانون يصاغ كل حرف وكل كلمة مقصودة ومع ذلك يخطئ البشر فيجتمع أهل القانون ويعيدون الصياغة مرة أخرى حتى يتفادوا أي منفذ لكن الله تعالى أبى أن يصح إلا كتابه. إذن خلقهن تعود للمخلوقات المذكورة من قبل في الآية الليل والنهار والشمس والقمر.

سؤال 241: ما دلالة استعمال المثنى والجمع في قوله تعالى (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) فصلت)؟

قال تعالى في سورة فصلت (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)) نلاحظ أن كلمة جعل تلحق بكلمة خلق كما شرحنا في حلقة سابقة. الآيات تتحدث عن خلق الأرض وخلق السموات وتقدّم أولاً خلق الأرض لأن عندنا في اللغة كلمة السماء هي كل ما علاك والمسألة نسبية يعني لا يمكن أن يكون شيء اسمه السماء إلا أن يكون تحته شيء هو سماء له، لا يمكن أن يكون هناك علو من غير أرض. تخلق الأرض تكون أرضاً حتى يكون لها علو، ومن غير أرض فالكون مفتوح لا يمكن أن تقول فيه سماء لا يوجد شيء فوق شيء لكن لما خُلِقت الأرض صار هناك علو وصار هناك سماء. وقد يسمى المطر سماء في اللغة كما قيل: ما هذا يا صاحب الطعام ؟ قال أصابته السماء.

(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) الدخان هو تقريب لذهن العربي، الدخان هو غاز مرئي يراه الإنسان لأن الهواء غاز لا يُرى فكأنما القرآن يريد أن يبين للعربي أن هذا الخلق كان قبله خلق وهو هذا الدخان في العلو فوق الأرض، في السماء فوق الأرض هناك غاز مكثف موجود من هذا خلق الله تعالى السموات. لكن كيف هي السماء؟ ما طبيعتها؟ الله أعلم. وُجِدت السماء بأي كيفية؟ ما مادتها؟ من أي شيء تتكون؟ الذي نعلمه نحن من خلال القرآن الكريم (وزينا السماء الدنيا بمصابيح) هذه النجوم التي نراها التي هي ملايين السنوات الضوئيةهي تحت السماء الدنيا وفوقها الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة وملك الرحمن لا حدود له. وفي كل سماء أوحى أمرها وفي كل سماء هناك شيء وفي المعراج شاهدالرسول r السموات السبع ووجد في كل سماء أحد الأنبياء.

(فقضاهن سبع سموات) لما خلق السموات والأرض كان هناك نداء من الله سبحانه وتعالى لهذين المخلوقين السموات والأرض يعلنان طاعتهما لله سبحانه وتعالى، يقرّان بالطاعة والإلتزام (إئتيا طوعاً أو كرها) خاطب تعالى الإثنين السموات والأرض على أنهما كيانان وهي غير عاقلة. كان يمكن أن يقول إئتين لغير العاقل لكن لو قلنا هذا كأنه سيضفي عليهن صفة الإستقلال ولكن القرآن أراد أن يجمع السموات والأرض فقال (إئتيا طوعاً أو كرهاً) بمعنى أعلنا خضوعكما لله تعالى بم نظّم فيكما. كيف خوطبتا وكيف قالتا؟ هذا يدخل في مسألة التأويل والإيمان بهذه المساحة. من حيث اللغة معلوم أنهما قالتا لكن كيف قالتا؟ هذا مم إستأثر الله تعالى بعلمه ولا يخوض فيه إلا من ابتغى الفتنة (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به). من حيث اللغة مفهوم لكن كيف تكلمت السموات والأرض هذا مما إستأثر الله تعالى بعلمه.

قال (أتينا طائعين) لم يقل طائعتين من الذي مطلوب منه الطاعة العاقل أو المجنون؟ العاقل طبعاً ولو قال طائعتين مثلاً معناه يرسّخ غير العاقل فيها (مؤنث غير حقيقي فهو غير عاقل) إئتيا تقال للعاقل ولغير العاقل: رجل وامرأة، امرأتان، رجلان تقول إئتيا. لكن لو قال (طائعتين) كأنما يرسخان فكرة غير العاقل وهما خوطبتا بالعقل (إئتيا طوعاً أو كرهاً). (قالتا أتينا طائعين) لجمع المذكر السالم لأنه للعاقل. السماء والأرض مادتان أصلاً فيصنفها العربي من غير العاقل فلو قال طائعات يكون جمعاً لغير العاقل لأنهما غير عاقل لكن جمع المذكر السالم خاص بالعقلاء فقط والطاعة تستدعي العقل فماذا تستفيد أن يطيعك غير العاقل؟ إذن الطاعة من العاقل. هذه الصورة نجدها في سورة الشعراء (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4)) لم يقل خاضعة لأن الخضوع لله عز وجل يقتضي خضوع العاقل. ولم يقل خاضعات لأنها غير عاقل لذا قال خاضعين. قليل اللغة يقول كيف تقول خاعين مع أن أعناق جمع عنق وهي مؤنث كيف يقول خاضعين؟ لأنه يقتضي أن الخضوع لله عز وجل يكون بعقل (العنق مؤنث ولم يقل الأعناق خاضعة مع أنها فصيحة) وإنما قال خاضعين ولذلك بعض المفسرين ممن يتهيب من هذه السورة هنا يقولون أنه يعني بالأعناق كبراء القوم لكن إن كان هذا صحيحاً فكيف نقول عن كبراء القوم (فظلّت)؟ لكن هذه لغة القرآن (خاضعين) لأن الخضوع لله عز وجل يكون بعقل ولا فائدة من خضوع غير العاقل.

القرآن خاطب أمة فصيحة ونحن مأمورون الآن أن نتعلم لغة هذه الأمة الفصيحة حتى نفهم كيف خوطبوا؟ هو أمر سهل على العربي صاحب الوشائج والقُربى أن يحمل سيفه ويقاتل أباه وأخاه أو أن الأسهل أن يصنع مثل هذا الكلام؟ لكنهم كانوا يدركون هذا الكلام ولذلك بعضهم يضعون أصابعهم في آذانهم لا يريد أن يُسلم حتى لا يقال أنه اتبع محمداً وترك دين آبائه وأجداده. فهِم العرب القرآن واللغة وإلا لكانوا اعترضوا أنه ليس من لغتهم لكنهم خضعوا وخنعوا. حتى ندرك حالنا وحالهم ننظر إلى إيطاليا مثلاً أو فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية في الوقت الذي كان يتنزل فيه القرآن كان هؤلاء يتكلمون لغة واحدة وهي اللاتينية ويمضي الزمن إلى زماننا كانت هناك لغة واحدة والآن لا يفهم الفرنسي اللاتينية ولا الإيطالي يفهمها وكان سيكون حالنا هكذا ونحن ما بقي عندنا من إدراك اللغة العربية هو بسبب كتاب الله الذي تنزل علينا وإلا لكان المصري يتكلم مثل الفرنسي والعراقي يتكلم مثل الإيطالي ولا يفهم المصري عن العراقي ولا العكس. لذا ينبغي أن نعود للغتنا حتى نعيش في تلك الأجواء. لكن نأخذ عنواناً عاماً أن أي قراءة آخذها حسب قراءتي اليسيرة أعرف أن العيب في تعلمي أنا هذا هو المبدأ لأن العرب فهموها ولم يعترضوا.

(إئتيا) مثنى لأنه قال (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ) السماء أي العلو. فهذا العلو الذي تقسّم خاطبه أولاً بوصفه هذا العلو ومعه الأرض قال (إئتيا). ويستقيم حتى مع التعدد أن السموات جعلها كياناً واحداً والأرض كياناً واحداً فخاطبهما على أنهما كيانين (إئتيا طوعاً أو كرهاً) ثم التفت مرة أخرى فقال: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) النداء للسماء وهي دخان واحدة وللأرض واحدة وبعد ذلك قضاهن، بعد أن نادى وأتيا طائعين ومهّد لذكر السبع سموات. كان يمكن أن يقول فقضى ولكن أراد أن يمهّد لذكر العدد فقال (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ). (وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا). يبقى الأعداد: في يومين، في أربعة أيام، هذه فيها نوع من الإشارة أن الله سبحانه وتعالى قادر أن يقول للشيء كن فيكون. ونلاحظ الأيام فيها تداخل: أيام خلق السموات وأيام خلق الأرض صار هناك تداخل في ما جعل فيهن. إذا كان بيوم الأرض فتخيل دورة الأرض حول نفسها لو نظرت إليها من علو وجدتها تدور بسرعة هائلة فائقة فالزمن نسبي فيمكن أن تكون هذه الدورات التي ست دورات حول نفسها تكون نسبية كرمش العين ومع ذلك هي وقت والله تعالى يعلمنا أن الأمور لا تسير إلا بجهد وزمن. بعض العامّة يستعملها فيقول لا تعجل عليّ فالله تعالى خلق الأرض في ستة أيام. هذا نوع من التعليم والتربية لمن يقرأ كتاب الله عز وجل والله سبحانه وتعالى لم يكن بحاجة لوقت وإنما يقول للشيء كُن فيكون وقبل أن ترتبط النون بالكاف والله تعالى أعلم والأيام هي أيام نسبية أيضاً.

خلق تعالى الأرض أولاً ثم خلق السماء ثم قال (قال لها وللأرض إئتيا طوعاً أو كرهاً) لم يقل (لهما) لأن كل واحدة تختلف في كيانها عن الثانية فأُريد أن يُعطى لكل واحدة كيانها الخاص. ولما كان الحديث عن السماء (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) لأن العبارة تتحدث عن السماء ولو قال (لهما) فيه نوع من الإيجاز المُخِلّ لكنه تكلم عن السماء (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) إبتعد الكلام عن الأرض (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ (10)) ابتعدت كلمة الأرض فقال (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) ذكر الأرض التي سبق الكلام عليها وإلا يكون هناك إيجاز مُخِلّ.

 بُثّت الحلقة بتاريخ 28/10/2006م

2009-01-27 19:18:30