سؤال 300: لماذا حلف الشيطان بعزّة الله في الآية (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) ص)؟
هذا القَسَم بعض العلماء يقول: علِم عدو الله أنه ليست له عزّة فأقسم بعزة الله سبحانه وتعالى، هذا قول لبعض العلماء. ولكن البعض يقول القسم عادة يتناسب مع المقسم عليه، الإنسان على ماذا يريد أن يُقسِم؟ القسم بلفظ الله يصلح لكل نوع، يقول الإنسان: والله لا أفعل هذا، والله لأفعلنّ كذا، لكن حينما يكون الأمر بحاجة إلى قوة وسلطان عند ذلك يكون القَسَم بعزة الله لأن العزة فيها معنى القوة والسلطان. أنت لا تقول مثلاً: “والرحمن الرحيم لأفعلنّ بأعداء الإسلام كذا”، لا تستقيم “والرحمن الرحيم”، لكن قُل: والله أو وعزّة الله. فلا يبعد أن القرآن الكريم ذكر هذا اللفظ ليشير إلى أن الأمر يحتاج إلى قوة وإلى سلطان في إغواء هؤلاء. هذه القوة من أين جاءته وهو ما عنده قوة ولا سلطان (وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي (22) إبراهيم). هذه القدرة والقابلية على إغواء الناس وعلى الدخول إلى قلوبهم هي في واقع الحال من تمكين الله سبحانه وتعالى لهذا المخلوق لأنه يعلم – هذا المخلوق – أنه لم لم يمكّنه الله سبحانه وتعالى لا يستطيع أن يصل. الإنسان يوسوس له الشيطان، هذه الوسوسة إذا لم يشأ الله سبحانه وتعالى أن تحدث أثرها لا تحدث أثراً. فلا يكون شيء في مُلك الله عز وجل من غير إرادته لذلك نقول الذي يتصرف في ملكه لا يُسأل (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23) الأنبياء). فالظاهر – والله أعلم – أن القسم هنا كان مناسباً يعني كأنما أنا سلبت مني العزة فأنا أقسم بعزتك وكأنه يتشبث يهذه العزة، بهذه القوة حتى يستطيع أن يغوي لأنه قال (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) بهذا التأكيد، بمجموعهم واستثنى (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) ص) وعندنا قراءة (المخلِصين). المخلَصين بفتح اللام هم الذين أخلصهم الله عز وجل لعبادته أو هم خلصوا هم بأنفسهم لعبادة الله سبحانه وتعالى وكلاهما مردّه إلى رحمة الله سبحانه وتعالى هو الذي يرحم عباده بأن لا يمكِّن الشيطان من الوصول لإغوائهم. إغواء الشيطان له مقدمات يفعلها الإنسان والشيطان لا يدخل إلى هذا الإنسان إلا بعد أن يقدم هذا الإنسان هذه المقدمات حتى يكون مسؤولاً عن عمله وإلا كيف يُسأل عن عملٍ لم يقدم فيه شيئاً؟. هو يقدم أسباب عمل الخير ويقدم أسباب عمل الضلال ثم الشيطان يتمكن منه وهو ماضٍ في تقديم أسباب الضلال لذلك في القرآن (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ (79) النساء) هو قدّم الإثنين لكن لا يكون شيء إلا بأمر الله سبحانه وتعالى، في السيّئة نُظِر إلى تقديم الإنسان لهذه الخطوات وفي الحسنة نُظِر إلى النتيجة أنه لا تكون إلا بأمر الله سبحانه وتعالى. (وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ (78) النساء) لأن النتائج النهائية من الله سبحانه وتعالى لا تحدث إلا بأمره، بإذنه لكن مرة نُظِر إلى البدايات مع السيئة لأن الإنسان خطا هذه الخطوات ومرة نُظِر إلى النهاية.
إذن هذا القسم بعزة الله سبحانه وتعالى، أحياناً يقول لك شخص: “والذي رفع السماء بغير عمد” يعني هناك شيء مستحيل في نظرك لكنه ممكن في فعل الله سبحانه وتعالى فإذن هذا الذي أقسم عليه من المستحيل أن يكون يعني لما يريد أن يبيّن الإحالة يُقسِم. ذكرنا حديثاً في المرة السابقة عن إمشاء الناس على وجوههم، أليس الذي أمشاهم على أرجلهم بقادر على أن يمشيهم على وجوههم؟ فقال قتادة: “بلى وعزّة ربنا” لأنها نحتاج إلى قوة. في مجال القوة وطلب القوة القسم يكون بعزة الله سبحانه وتعالى مع أن لفظ (الله) يصلح لكل الأنواع. والله سبحانه تعالى في الحديث القدسي استعمل ” وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين” لأن فيها معنى القوة. لما يكون الأمر بحاجة إلى بيان القوة والسلطان يقسم بالعزّة..
إبليس يؤمن بعزة الله سبحانه وتعالى وقد خدم في حظيرة الله سبحانه وتعالى وكان من المشتغلين في قضايا الأرض مع ملائكة الأرض. لما الباري عز وجل عرض على الملائكة (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30) البقرة) لأنهم مشتغلون في الأرض، مهمتهم في الأرض فعرض عليهم، لا يعقل أنه عرض على كل ملائكة السماء والكون وإنما على فئة لها شغل بهذا المخلوق الجديد وبمكانه فإبليس كان من ضمن هؤلاء ليس ملكاً لكن من ضمن الذين لهم شغل لذلك كُلّف مباشرة (ما منعك أن تسجد إذ أمرتك) أُمِر مباشرة بالسجود.
المخلَصين: الذي أُخلِصت نيته وفعله لله سبحانه وتعالى وأُخلِص من الآثام ومن كيد الشيطان، أخلَصه الله سبحانه وتعالى. من الفعل أخلَص يخلِص فلما نريد الفاعل نكسر ما قبل الآخر (مخلِص) ولما نريد المفعول نفتح ما قبل الآخر فنقول (مخلَص).
سؤال 301: ما دلالة التحول من المثنى إلى الجمع في الآية (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87) يونس)؟ بينما في الآية (قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ (89) يونس) كلها مثنى؟
الآية الكريمة (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87) وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ (88) قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ (89)). تسأل السائلة أن تبوءا مثنى ثم قال واجعلوا صار جمعاً ولم تنتبه أنه بعد ذلك تكلم بالمفرد (وبشّر) إذن لدينا مثنى، جمع ومفرد فلا بد من الوقوف عند كل جزئية من هذه الجزئيات.
أولاً بنو إسرائيل هؤلاء لا شك أنهم كانوا يسكنون في بيوت، كانوا في مصر وموسى u جاء وطلب من فرعون قال (أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (17) الشعراء) بنو إسرائيل ما كانوا يعيشون في الهواء، كان عندهم بيوت. كانوا في مصر معذّبين وأم موسى كانت في مصر وهي التي ألقت بولدها في اليم، إذن هم عندهم بيوت فلما يقول (تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً) معنى ذلك تبوءا بيوتاً جديدة. هذه البيوت الجديدة هي بيوت مهيّأة للسفر لأنه كان يريد أن يُخرِج قومه من مصر فلا يُتصور أن يطلب إليهم أن يبنوا بيوتاً جديدة بالطابوق وبالآجُر. معنى ذلك أنهم كأنما خطوا خطوة في طريق الهجرة، هذه الخطوة التي طُلِب من موسى وأخيه طبعاً لما كان الكلام في تمشية شؤون الأمة ممكن أن يوحى إلى هارون كما أوحي إلى موسى لأن هذه القضية تتعلق بعمل وإجراءات تخص الناس فيمكن أن يوحى للرسول ومؤازره (وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) طه) فلذلك قال (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ).
(تبوءا): التبوء هو الإتخاذ، إتخذا البيت وقالوا البيت مباءة للإنسان لأن أصل باء بمعنى رجع وكأنما الإنسان لما يخرج من بيته يرجع إليه دائماً يعني يبوء إلى داره، باء بمعنى رجع إلى مكانه وأحياناً تكون رجع عامة (وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (16) الأنفال) رجع من عمله بغضب من الله سبحانه وتعالى، (إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) المائدة) ترجع من هذا العمل حاملاً إثمي. (تبوءا لقومكما بيوتاً) إذن هي بيوت جديدة ممكن أن تكون خيماً أو بيوتاً مما يسمى الخصّ. البيت هو ما يبيت فيه الإنسان، البناء الذي يبيت فيه الإنسان الذي هو الحجرة. البيت في الأصل، الإنسان قديماً ما كان يبني غرفاً كثيرة وإنما يبني غرفة طويلة ويغتسل فيها وينام فيها ويستقبل الضيوف فيها،الرسول r كان لديه بيوت أمهات المؤمنين أي كل واحدة لها حجرتها. والطابق العلوي يسمى غرفة، (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4) الحجرات) وبيت عائشة رضي الله عنها معروف إلى اليوم الذي فيه قبرالرسول r وقبر صاحبيه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. والكعبة أطلق عليها بيت لأنها مثل الحجرة، تجويف واحد، بناء واحد.
هذا هو البيت، كل منهم يبني بيتاً لأسرته، بيت مؤقت. هذه البيوت كأنما طُلِب إليهم أن يجعلوا إتجاهها أي إتجاه الفتحة فيها بإتجاه القبلة، والقبلة كما يذهب كثير من علمائنا وفيها كلام، (واجعلوا بيوتكم) الآن الكلام مع موسى وهارون، الآن التفت إلى بني إسرائيل وموسى وهارون (تبوءا لقومكما بيوتاً واجعلوا) أي أنتم جميعاً يا بني إسرائيل إجعلوا بيوتكم قبلة. وقف العلماء عند كلمة قبلة هنا ما المراد بها: قسم قالوا بعضها مقابل بعض، وقسم قال: إجعلوا بيوتكم التي كانت في الشام قِبلة صلّ!وا إليها، قسم قال: مساجد، صلّوا فيها، صلوا في هذه المساجد. العرب تسمي التوجه إلى الكعبة قِبلة، إلى الآن في العامية المصرية يقولون: هذا قِبلي أو بحري، قِبلي أي بإتجاه الكعبة. هل كانت قبلة موسى u الكعبة؟ الجواب نعم. قبلة إبراهيم u ومن وراءَه وقِبلة موسى u كانت الكعبة لكن يبدو أنه بعد ذلك في بعض أنبياء بني إسرائيل حدث نسخ وتحولوا إلى بيت المقدس، غالباً لأنها صارت موطناً للأصنام فما عاد يُتّجه إليها لأنها كانت موضع أصنام، أو لسبب آخر، المهم أن إبراهيم u لما رفع القواعد من البيت إتجه إلى الكعبة وذريته تتجه إلى الكعبة وهي القِبلة الحقيقية لعباد الله الصالحين وكان التحول عنها لغرض معين في أول الإسلام ثم عادوا إلى القِبلة.
(وأقيموا الصلاة) يستدل العلماء من كلمة (وأقيموا الصلاة) باتجاه المعنى أنه إجعلوا بيوتكم متجهة إلى الكعبة وصلّوا.
والآن إلتفت إلتفاتاً آخر (وبشر المؤمنين) أن البشارة إنما تكون من الرسول r لأن يكون لها وقع أعظم من أن تكون من هارون أو منهما لما تكون البشارة من الرسول r يكون لها وقع أعظم، فنجد أنه مرة ثنّى للإشتغال بشؤون الناس ومرة جمع لأن الأمر عام ورجع فأفرد لأن البشارة من الرسول r تكون أوقع وأعلى منزلة بخلاف لو جاءت البشارة من شخص معه. هارون كان نبياً لأن الرسول r هو صاحب الرسالة، النبي يكون مع الرسول r أو بعد الرسول r يبلّغ رسالة الرسول r ويبشر برسالة النبي فإذن كل رسول هو نبي ولكن ليس كل نبي رسول.
فائدة الإلتفات في اللغة من ضمير إلى ضمير: هذا التلوين في العبارة مع الإرتباط في المعنى لأنه وجدنا المعنى مترابطاً، مرة كلّم الإثنين ثم كان لا بد أن يكلّم الجميع (واجعلوا بيوتكم) ولا يمكن أن يقول: فاجعلا بيوتكما معناه بيت موسى وهارون سيكونان قبلتين وليس هذا المراد وإنما المراد جميع البيوت تتجه بإتجاه القِبلة لأسباب لأن بعض العلماء يقولون لو نظرنا إلى المكان لأن (بمصر) فيها كلام، ما المراد بمصر؟ ما دامت مُنِعت من الصرف فهي مصر المعلومة الحالية لكن ليست بالحدود الحالية. قالوا المراد بمصر بعضهم قال الإسكندرية لأنها كانت قديمة والبعض قال المراد الجيزة بدليل الأهرام، كانوا هناك ويبدو أن الراجح – والله أعلم – أنها ممفيس التي هي في الجنوب أو طيبة. لماذا يرجحه بعض المؤرخين؟ قالوا لأنه هذه المنطقة هي المنطقة التي كان فيها الفرعون الذي عُثِر على جثمانه واكتُشِف أنه مات غرقاً (فرعون موسى) كان من الأسرة التاسعة عشرة الفرعونية وهذا الوقت كان هو وقت موسى u فيرجح بعض المؤرخين أن تكون هذه الإجراءات والعملية كانت في ممفيس وأن بني إسرائيل مشوا مع البحر الأحمر، ما مشوا مع نهر النيل، ساروا مع البحر الأحمر بانتظار أن يصلوا إلى منطقة قناة السويس الحالية ويحاولون العبور هناك، يبدو في تلك المنطقة هناك أدركهم فرعون ولو ساروا بالطريق المعهود مع نهر النيل كانوا حوصروا مبكراً لكن إتخذوا لأنفسهم مكاناً بعيداً عن الطريق مع ساحل البحر الأحمر إلى أن وصلوا إلى هذه المنطقة الضيقة التي يعبر منها باتجاه سيناء ومن هناك إتخذوا البر بعد ذلك. (مصر) إذن نحن لا ننفي كلام علمائنا القدماء نقول هكذا قالوا لكن ما بنوه على أثر صحيح ما قالوا: حدثني فلان قال: قال رسول الله r مصر هي الإسكندرية أو الجيزة ولو كان هذا لا نناقش.
لما قال (اهبطوا مصراً) هنا نوّنها فإذن أيّ بلد. المِصر هو الممصّر أي الذي فيه أيّ بناء، أي ادخلوا أي قرية تجدون فيها عدس وبصل وثوم – ومن الملاحظ أن كل الأشياء التي طلبوها مما ينفخ المعدة – البقل من البقوليات، القثاء هو الخيار الذي يسمونه الآن خيار جثّة وفومها قسم قال الحنطة وقسم قال الثوم لأن العرب تبدل الثاء والفاء بالنسبة للثوم وهي لهجة من لهجات العرب.
سؤال 302: لماذا أثبت النون في تتبعانّ في الآية (قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ (89) يونس)؟
قبل هذه الآية، ننظر في الآية السابقة لأن فيها فائدة. أُنظر موسى u رسول الله وعلى العين والرأس لكن نحن نقول محمد r أشرف خلق الله أجمعين يعني أعلاهم قدراً عند الله سبحانه وتعالى وعند عباده الصالحين وننظر موسى u.الرسول r في الطائف فُعِل به ما فُعِل أولاً صُدّ صدّاً غير جميل وهو رسول الله r وبهذه الرقة والحنان على أمته وحُرِّض عليه سفهاءهم وأطفالهم وضرب بالحجارة ولما ننظر في الدعاء ” اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس” لما ننظر في الدعاء نجد هذه الحالة النفسية العجيبة التي مر بها ومع ذلك لما يأتيه الملك ويقول ربك يُقرئك السلام ويقول إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين لم يقل له إفعل ولكن قال r: لا لعل الله أن يُخرِج من أصلابهم من يعبد الله ثم بعد ذلك صاروا قادة في الفتوح الإسلامية. وننظر ماذا دعا موسى u، لما كان موسى يدعو، صحيح غير مذكور دعاءه، هارون كان يؤمّن معناه أن المؤمّن داعي لما يقول آمين إذن هو يدعو. قال موسى u (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ (88) يونس) هذه اللام يسمونها لام العاقبة، هو لم يعطهم هذه لكي يضلوا عن سبيله كما قال تعالى (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) القصص) هم ما التقطوه لكي يكون عدواً لهم يعني كي يكون، من أجل أن يكون، وإنما عاقبة هذا الإلتقاط كانت كذا، هذه لام العاقبة، لام النتيجة. المعنى هو الذي يبينها عندما نقرأ الآية الكريمة (فالتقطه آل فرعون) هم التقطوه من أجل رعايته، من أجل حمايته، من أجل أن يكون قرة عين ولكن الآية تقول (ليكون لهم عدواً وحزنا) لتكون العاقبة والنتيجة لهم عدو. وهنا هذه اللام لام العاقبة (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ) يعني إنك آتيت فرعون وملأه زينة هم استغلوا هذه الزينة والأموال، كانت نتيجة ذلك أنهم استعملوها للإضلال، لا أنت أعطيتهم من أجل أن يقوموا بالإضلال. (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ) وازن بين الدعوتين! (واشدد على قلوبهم) كأنه إربط على قلوبهم أو كما يقولون شد عليه فقتله. (فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) لا يريدهم أن يؤمنوا، عذِّبهم أولاً ثم لا بأس أن يؤمنوا. فقال تعالى (قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا) لأن موسى u كان يدعو وهارون يؤمِّن.
(وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ) في غير القرآن مفروض أن تكون بدون النون لأن (لا) ناهية (ولا تتبعا). لكن لما نجد القُرّاء يُجمِعن باستثناء رواية عن إبن عامر، رواية واحدة. جمهور القُرّاء – معناه جمهور قبائل العرب التي تلقت هذه الآية عن رسول الله r – تلقّتها بالنون المشددة (ولا تتبعانّ) وهي نون التوكيد الثقيلة المفروض أن تكون مفتوحة (ليسجنن)، أما النون الخفيفة فتكون ساكنة (وليكونا)، لكن في لغة العرب جميعاً ليس في العرب من يفتح نون التوكيد مع ألف المثنّى، العرب جميعاً يكسرون نون التوكيد مع المثنى “هل تذهبانِّ إلى الموضع الفلاني يا أخويّ؟” يكسرها قالوا لمناسبة الألف لأن نون المثنى بعد الألف تكون مكسورة دائماً مثل: أنتما تكتبانِ، تذهبانِ، تلعبانِ فحوفِظ على الكسرة وغيرت الفتحة في لغة العرب جميعاً، فإذن هذه نون التوكيد وليست نون الرفع.
(تتبع) فعل مجزوم بـ (لا): عندنا قولان للعلماء قول يرى أن نون التوكيد إذا جاءت مع الفعل المضارع يكون مبنياً على كل حال فيقول (تتبعانِّ) هذا مبني وتكون النون محذوفة لتوالي الأمثال (نون الرفع) مبني فلا مكان لها تُحذف، مبني على حذف النون، تحذف النون أو لتوالي الأمثال. ورأي آخر الذي هو الشائع أن الفعل المضارع يكون مبنياً إذا إتصلت به نون التوكيد مباشرة وفي الألفية:
وأعرب مضارعاً إن عريا من نون توكيد مباشر
يعني إذا فصل بين نون التوكيد وبين المضارع ألف الإثنين أو ياء المخاطبة أو واو الجماعة حتى ولو تقديراً لأننا نقول: هل تكتبنّ دروسكم؟ (عندنا واو محذوفة)، هل تكتبنّ يا هندُ؟ (عندنا ياء محذوفة)، هل تكتبانّ ؟ (عندنا ألف محذوفة) فإذن أُعرب المضارع لأنه فصل بينه وبين نون التوكيد. مع ذلك نون الرفع غير موجودة إما نقول لأنه جُزِم بعد لا الناهية جازمة حذفت النون علامة جزمه أو لتوالي الأمثال، لما جاءت (لا) ما وجدت ما تحذف إذن هذه نون التوكيد وليست نون الرفع.
إبن عامر قرأ (ولا تتبعانِ) خفف وهو الوحيد من بين الرواة جميعاً معناه هناك قبيلة عربية فصيحة سمعت من رسول الله r هذا. الأمر ليس صعبة قالوا هذه نون التوكيد الخفيفة لأنها إما خفيفة وإما ثقيلة، الخفيفة ساكنة لكن قبلها ألف ساكن فكُسِرت واختير الكسر رعاية لنون التثنية.
إستطراد من المقدم حول قوله تعالى (مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32) النمل): (حتى) ناصبة لكن لو نظرت في الكلمة سنجد أن النون مكسورة هذه بدل ياء المتكلم، هي (حتى تشهدوني) والنون للوقاية والياء ياء المتكلم.
Normal 0 false false false MicrosoftInternetExplorer4 /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:”Table Normal”; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:””; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:”Times New Roman”; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;}
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 6/1/2007م:
(بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28) الأنعام) كيف يعودون بعد أن رأوا أحوال الآخرة؟
كيف علمت الملائكة أن آدم سيفسد في الأرض (قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (30) البقرة)؟
(قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ (13) آل عمران) في غير القرآن يقال فئة مؤمنة تقاتل في سبيل الله وفئة كافرة تقاتل في سبيل الشيطان: فلماذا حذفت مؤمنة وتقاتل في سبيل الشيطان؟
ما الفرق بين ليال في الآية (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10) مريم) وأيام في (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ (41) آل عمران)؟
ما سبب الإختلاف بين الآيتين (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ (12) الأعراف) و(قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) الحجر)؟
ما إعراب الآية (لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ (273) البقرة)؟
ذكرت كلمة قاب في الآية (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) النجم)؟ نعلم أن القاب هو رأس القوس فلماذا لم يقل قابي قوس؟
هارون u نبيّ فكيف نفسر كلمة رسولا في الآية (فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ (47) طه)؟
في الآية (وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) الفلق) استخدم (إذا) فهل هناك حاسد يحسد وحاسد لا يحسد؟
ما الفرق بين أنزلناه ونزل في الآية (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) الإسراء)؟
(وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) القصص) ما دلالة استخدام وجنودهما؟ أليس الجندي مأمور ولا يؤآخذ بالذنب مثل سيده الذي أمره؟
نتساءل عن سبب إختيار موسى u رسولاً وهو الذي قتل نفساً؟ فما العِبرة من هذا؟
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا (54) مريم) هل كان إسماعيل نبياً أم رسولاً؟
في المغرب العربي نقرأ بقراءة ورش عن نافع في الآية (أمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ (214) البقرة) نقرأ (حتى يقولُ الرسول r) بالرفع فما هي اللمسة البيانية لهذه القرآءة وما التعليق النحوي على (حتى يقولُ الرسول r)؟
في ذكر غرق فرعون في القرآن يستعمل القرآن كلمة اليم ولم يستعمل البحر مرة واحدة في هذه القصة علماً أنه استخدم البحر في قصة موسى u (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77) طه) فما الفرق بين البحر واليم؟
ما الفرق في المعنى بين التعبيرين: (كل الثمرات) و(الثمرات كلها)؟، (كل الطعام) (الطعام كله)؟
ما الفرق بين تستطع وتسطع في سورة الكهف؟
ما دلالة عدم ذكر البسملة في سورة التوبة؟
بُثّت الحلقة بتاريخ 6/1/2007م
2009-01-27 18:36:41