الحلقة 2
إجابة على أسئلة المشاهدين
سؤال: توقفنا فى اللقاء المنصرم عند تقديم وتأخير الموت (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي (133) البقرة) (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) البقرة) يؤخر الموت على أحدكم أو على يعقوب ومرة يأتي الموت مع حضر ومرة مع جاء ومرة مع أتى ومرة مع يدرك، وتوقفنا عند المقارنة بين جاء وأتى ؟
د. حسام: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام الأنبياء والمرسلين وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وصحابته والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وقفنا عند الجيم والتاء هما لفظتان ء- ت- ي ، ج- ي- ء ، حرفان مشتركان في الكلمتين ، والجيم والتاء مختلفتان ، الجيم فيها هذا الجهر الذي يعني النصاعة والوضوح والظهور ، والتاء فيها هذا الهمس الذي فيه الخفوت الإتيان مجيء بسهولة، فيها خفوت، ما قلناه عن المجيء ينطبق على الإتيان بحيث أنه ليس فيه معنى الثبات والمكث والاستقرار. في حضر قلنا هو حاضر موجود ، وسنجد الايات توضح هذا الأمر كيف أنه حضر تأتي مع الميت قبل أن يموت عندما يتحدث عندما يكون هناك حديث وهذا معناه أن هذا الانسان لم يفارق الحياة يقال في القرآن (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي (133) البقرة) إذن هو يتكلم وفي مواطن أخرى سنجد فيها أيضاً وسنقف عند الآيات حتى نبين كل موضع.
نعود إلى الآيات (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي (133) البقرة) إذن الموت حضر لكن لم يستوف روح يعقوب فيعقوب لم يمت معنى ذلك أنه حضر.
المقدم: هو شاهد على تلك تلك الحوارات التي تدور؟
د. حسام: أسباب الموت قد جاءت لكن انتهاء الحياة لم يقع بدليل الآية.
الآية الأخرى (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ) الإنسان عندما يوصي معناه لم يفارق الحياة إذن حضر الموت أيضاً لكن هذا الذي حضر الموت بشأنه لم يفارق الحياة بدليل أنه يوصي الإنسان يوصي وهو بكامل قواه العقلية، هذا في سورة البقرة . في سورة المائدة (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ (106)) الكلام على الوصية ايضاً نفس الدلالة. في سورة النساء (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ (18)) هو يتكلم .
المقدم: هناك فسحة في الوقت ، الموت حاضر يشهد .
د. حسام: نعم ورأى أسبابه وأيضاً هو أيقن بالهلكة فيقول تبت الآن .
المقدم: أليست هذه الفسحة الزمنية غبر متوفرة في أتى أوجاء؟
د. حسام: في أتى أوجاء ليس فيها هذه الصورة وإنما الذي يجمع هذه الكلمات هو الوصول إلى المكان بشدة قرب، شدة القرب قد ينبني عليها مفارقة الروح أو قد ينبني عليها مشاهدة اسباب الموت إما أن يشاهد أسباب الموت كأنه يعالج الموت، كأن الموت يريد أن يأخذه وهو يريد أن يبقى هناك معالجة للموت أو أنه يكون مجرد حضور في أواخر حياته لكنه لم يفقد الروح بعد ، أو يكون فقد الروح والسياق هو الذي يقرر ذلك، أما حضر فلاحظنا في كل موارد حضر كأنه جالس ، في سورة النساء (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ) (يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ) بالفعل المضارع تجدد واستمرار (حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ) يعني في لحظة حضور الموت بحيث هو يستطيع أن يقول، إذن هو لم يمت (وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ) يموتون بالفعل المضارع يعني حينما يعالجون الموت يكونون كفاراً هؤلاء لا توبة لهم وهم يعالجون الموت، ما قال ولا الذين ماتوا وهم كفار. بعض المفسرون يقولون يوم القيامة لن تقبل منهم توبة ، أي توبة؟ لكن وهم يموتون في لحظة معالجتهم الموت لا تقبل كتوبة فرعون لم تقبل. فاستعمال المضارع مع هؤلاء يلفت الانتباه.
نحن حصرنا المواطن التي جاء فيها لفظة الموت مع حضر كما تقدم ، ومع جاء:
(جاء) في سورة الأنعام، (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ (61)) هاهنا جاء الموت الموت وصل اسبابه وصلت الذي يستوفي الروح كاملة الملائكة وهم الرسل (تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا) هذا حدث من لدن الملائكة.
في سورة المؤمنون (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ (100)) فهل (قال) هذه قالها وهو ينازع أم هل قالها بعد أن أخذت روحه وصار يطالب بالرجعة؟ معنى (رَبِّ ارْجِعُونِ) معناها غادر المكان ويريد أن يعود إليه ، معناها قبضت روحه.
(جاء) معناها في المكانين قبض الروح. ولاحظ السياق الكلام كان بالفعل الماضي مع الفعل (جاء).
أما الفعل (أتى) ليس عندنا في القرآن فعل جاء بالمضارع أو الأمر ، ليس هناك الحقيقة تفسير أو توجيه، ممكن أن يكون اكتفاء بمضارع يأتي، والدلالة متقاربة مجيء بيسر أو مجيء بقوة ولعله ثقل كلمة (يجيء) لاحظ الياء من وسط اللسان وسقف الفم، والجيم من نفس المخرج مع الفارق أن هناك انطباق ثم تعود الياء مرة أخرى ، هذا تحليل للصوت، يجيء وتنتقل للهمزة وهي غلق حنجري ، نحن لكثرة تداولنا لها نراها ميسرة ولكن لو حلّلتها تجد فيها صعوبة، أنه من نفس المخرج تجد ثلاثة أصوات الياء والجيم والياء، الياء الاحتكاكية والجيم والكسرة الطويلة هذه الأصوات الثلاثة من مكان واحد ثم يرجع الصوت للحنجرة بالغلق الحنجري، يثقل هذا . لكن (جاء) تتخلّص من الجيم إلى الألف وهذا الهواء الذي يهتز به الوتران .
المقدم: هذا درس صوتي جميل !
د. حسام: ثم ذهب إلى الهمزة، (جاء) استعملها القرآن.
المقدم: لكن هل هناك لمسة بيانية في عدم مجيء الفعل جاء بالمضارع يجيء أو بالأمر جِئْ مثل أتى ويأتي
أتوا ؟
د. حسام: كلها من أ- ت- ي ، أخف من حيث خفة اللفظ ولأنها خفيفة استعملت في مواطن ، جاء فيها شئ من القوة ومع الموت جاء يأتي بالمضارع .
المقدم: مرة يقول (أتى أَمْرُ الله) قيلت منذ 1430 عاماً، ما دلالتها مع أنها لم تأتي بعد؟
د. حسام: أمر الله هنا ليس القيامة، لقوله فلا تستعجلوه هذا نهي عن الاستعجال، بعض العلماء يقول (لا) هنا النهي فيه للتسوية كقوله تعالى (سواء عليهم أأنذرتهم) يعني سواء عليكم أستعجلتموه أم لم تستعجلوه هو أتى ، إشارة إلى القرب، أنت الآن لما يقول لك ولدك ياأبت وعدتني بأن تشتري لي كذا إذا حصل كذا فتقول له بالعامية جاءك هذا الأمر فلا تستعجل، أنت لم تشترها بعد لكن تطميناً له، فـ(أتى أمر الله) للتحقق و التوكيد فلا تستعجلوه، و(أمر الله) يقول العلماء انتصار المسلمين على الكافرين، لأن الكافرين كانوا يسخرون من الرسول r عليه الصلاة والسلام ومن دعوته، والمسلمون كأنما كانوا يستعجلون أو يطلبون من الله عز وجل لو يأتي أمره بالانتصار فحدث وحصل الانتصار.
المقدم: لكن استخدام أتى مع الموت كيف تراه من خلال تتبع حضرتك لآي القرآن الكريم؟
د. حسام: أولاً مع الموت جاء الفعل يأتي بالمضارع، والسياق في سورة إبراهيم الكلام على الآخرة ، يعني هو في يوم القيامة وفي النار الكافر (مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ (16)) هو في جهنم (يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17)).
المقدم: هذا مشهد من مشاهد القيامة في العذاب؟
د. حسام: هذا مشهد من مشاهد القيامة في العذاب يحدثنا عنها القرآن الكريم، هو صحيح مستقبل لكن أنت تحس أنه واقع. أنه يُسقى من ماء صديد.
المقدم: لكن المكان والزمان اختلف بالنسبة ل(جاء) و(حضر) و(يأتي)؟
د. حسام: (حضر) في الدنيا، و(جاء) في الدنيا، لكن (يأتي ) بصيغة المضارع بصيغة الاستقبال لأنه يحدثنا القرآن الكريم عن أمر سيقع يوم القيامة وأن هذا المعذب يأتيه الموت العلماء يقولون يعني يأتيه أسباب الموت ، كل لون من ألوان العذاب كأنه يؤدي به إلى الموت لكن هو لا يموت، (وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ) هذا في سورة إبراهيم (وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ) يقولون يعني من أمامه وهذا نستعمله نحن في العامية نقول (ورايا شغل كثير) يعني ينتظرني، فإذن ينتظره عذاب غليظ فوق هذا العذاب الذي يراه كأنه قد جاءه الموت منه .
(يأتي) جاء في موضع آخر في سورة المنافقون (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم) خطاب لأهل الدنيا (مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10)) إذن هذه الحالة حالة إتيان الموت وعدم وقوعه وهذه الحالة يوم القيامة يأتيه الموت ولا يقع (وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ) فمع الفعل يأتي استعمل مجئ الموت مع عدم الوقوع لكن القرب (وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ) اقتراب .
المقدم: مع (حضر) يقع الموت بعد فترة زمنية؟
د. حسام: (حضر) تمهيد للوقوع، لكن هنا في الموضعين في استعمال يأتيه الموت يأتي كأنه ياتيه بسهولة ويسر كما يصل المتخفي إليه لكن لا يوقع الموت عليه لأنه في موضع عذاب (مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي) هو ما مات ويطلب التأخير حتى يتصدق وحتى يكون من الصالحين .
=======فاصل==========
المقدم: (فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ) لماذا جاءت منصوبة؟
د. حسام: بشكل موجز عندنا في العربية أو في البلاغة ما يسمى بالاحتباك كأنه اشتباك، الاحتباك أن تكون عندنا جملتان معطوفتان يحذف من الأولى ما يبقى في الثانية ويحذف من الثانية ما يبقى في الأولى، وعادةً يضربون لها المثل في البلاغة (قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ (13) آل عمران) يقولون هذا احتباك يعني فئة مؤمنة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة تقاتل في سبيل الشيطان ، فحذف من الثانية شئ وحُذف من الأولى شيء وبقيت الجملتان في نوع من الاحتباك صارت (فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ) حذف مؤمنة و(وَأُخْرَى كَافِرَةٌ) حذف تقاتل في غير سبيل الله .
هنا لو نظرنا قال (لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ) كأنه قال فأصدقَ وأكونَ من الصالحين والجملة الثانية (إن أخرتني إلى أجل قريب أصدقْ وأكنْ) فحذف من هذه شيء ومن هذه شيء فاحتبكت.
المقدم: ما اللمسة البيانية؟
د. حسام: لاحظ أنه كالآية التي ذكرناها صار عندك توسع في التعبير يعني المتلقي ابن اللغة لما يتلقى يفهم أنه هو أولاً يدعو الله عز وجل ويرجوه أن يؤخره حتى يتصدق وحتى يكونَ من الصالحين ، ثم يقول إن وقع هذا سأكون متصدقاً على وجه الجزم ، يعني هو جمع بين أمرين الرجاء والعرض (لَوْلَا أَخَّرْتَنِي) وجمع بين الشرط والجزم أنه لو وقع هذا أنا سأكون من الصالحين ، لولا هذا الاحتباك لا تستطيع أن تجد المعنيين .
المقدم: وصلاً بما سبق في مسألة الموت؛ هناك جاء وأتى وحضر وهناك (يتوفاهن الموت) و(يدرككم الموت)؟
د. حسام: أولاً لما يقول أدرك كأن هناك شيء يركض وراءه حتى يتبعه ولذلك الآية الكريمة (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ (78) النساء) البرج معروف هو هذا البناء العالي والمشيَّد في الأصل بمعنى المطلِي ما يطلى به البناء ليقوّى به من الأسمنت أو الجص ويكون شديداً، يعني يشتد بسببه. فهو لو كان في برج مشيَّد مقوَّى يدخل عليه الموت فكأنه تيئيس من الهرب أوالفرار فهو يجري خلفه ويصل إليه ، لاحظ الربط أنه (فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ) .
وكذلك في الآية الكريمة في سورة النساء (وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ (100)) المهاجر في هجرة المدينة لما هاجر الناس إلى المدينة وبعضهم مات في الطريق لم يصل إلى المدينة يعني لم يُحسب في ظاهر الأمر من المهاجرين ، المهاجر مهزوم من ماذا؟ من المشركين ومن عذابهم ومن أذاهم ، فهو هارب من شيء (وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ) مهاجر إلى المدينة وأدركه الموت إذن هو هارب من موت بسبب المشركين و الموت أدركه (ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ ) هذا الذي يهرب منه ، قبل أن يصل إلى المدينة (فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ) يعني ثوابه . إذن في معنى الادراك هذا الجانب الطلب والمطاردة والملاحقة.
(يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ): الكلام على الحبس (فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً (15) النساء) هؤلاء في أول الإسلام التي يثبت عليها الفاحشة الزنا قيل احبسها في البيت حتى يتوفاها الموت. التوفي هو أخذ الشيء وافياً كاملاً، هذه الحبيسة محبوسة منقطعة عن الدنيا لا يصلح معها حضر إليها الموت لأنه سيكون شيء يحضر أوجاء أو أتى أو أدرك ، يعني معزولة حتى عن هذه الكلمات فإذا جاءها الموت (يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ) ذلك الذي يخرجها ويسحبها هو الموت ، هذه الصورة لا يمكن أن تتبين بأي لفظة أخرى .
المقدم: أطلب منك ملخصاً لاستخدام جاء وأتى وحضر ويدرك مع الموت. السمة الفارقة لكل لفظة في استخدامها مع الموت في عجالة.
د. حسام: في الجميع فيها معنى شدة القرب، حضر فيها صورة المكث، جاء و ياتي ليس فيها صورة المكث ولكن فيها الإقدام ، يدرك فيها صورة اللحاق والتيئيس من النجاة ،ويتوفى أخذ الشيء وافياً وهي في مكان واحد مع موضوع النساء لأخذهن وافيات يعني أخذ أرواحهن ، الحالة الوحيدة التي تخرج بها هي أن يأخذها الموت.
المقدم: بارك الله فيك .
سؤال: ونحن نقرأ آي القرآن الكريم يقف انتباهنا عند بعض الآيات المتشابهة كما في قوله تبارك وتعالى (وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا) الملاحظ قال وجدنا ما وعدنا بينما قال (وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا) قال ما وعد وليس ما وعدكم؟ ما اللمسة البيانية؟
د. حسام: هذه في سورة الأعراف. كلمة وعد الوعد يكون للخير والشر، يقول وعد وعداً هذا في الخير ووعده وعيداً هذا في السوء، أوعده غالباً تستعمل في السوء توعِدون يعني تُحَذِّرون. (وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا) هؤلاء المؤمنين الله سبحانه وتعالى وعدهم الجنة وعدهم هناك حياة أخرى قبل ذلك فوجدوا ما وعدهم الله عز وجل حقاً ، فنوع من التبجح وزيادة الإيلام للكافرين والتقريع لهم ، وهذا السؤال معلوم جوابه ولهذا ما وجدوا الجواب، والوجدان معناه لقيا الشيء أن يلقاه بين يديه أن يجد الشئ كأنما يلمسه ، هذا الذي وجدتموه ولمستوه بأيديكم؟ هل وجدتم ما وعده؟ الكافرون وُعِدوا النار ، حتى لا يبقى الذهن منصرفاً إلى ما هم فيه ، حتى يزدادوا شقاءاً أن الله عز وجل وَعَدَ ليس بالنار لكم وإنما وعد الجنة فهل تلمستم هذا أن نحن في الجنة. لو قال (ما وعدكم) لكان المقصود وعدكم النار ، لكن هو وعد الجميع بجنة وآخرة ووعد العصاة بالنار، فكل المواعيد وجدتموها؟ لو قال ما وعدكم يفوت هذا المعنى، لأن المراد الحسرة وعصرة القلب أن انظروا إلينا هذا الذي وعده الله وأنتم تعلمون ذلك.
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 3/4/2010م:
أبو محمد من العراق: في سورة الكهف (الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101)) ما اللمسة البيانية في هذه الآية؟
في سورة الأعراف (وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ (198)) ما اللمسة البيانية في هذه الآية؟
أبو دياب من العراق: في سورة الكهف (وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80)) كلمة (خشينا) من الذي يقولها؟
أم حازم من سلطنة عمان: أحفظ القرآن ويحصل عندي تشابه بين نزّل وأنزل ومن قبلِ (مكسورة) ومن قبلُ ما الفرق بينها؟
محمد من الجزائر: في أوائل سورة النازعات والمرسلات والذاريات هنالك تضافر بين اسم الفاعل والمصدر ، فما هو السبب في ذلك؟ وما المقصود في هذا؟
علي من سوريا: الآيات التي فيها صفات لله تعالى (ولتصنع على عيني) وغيرها ، هل كان يفهمها العربي ايام نزول الوحي على أنها شيء محسوس أو أنها لها معنى آخر؟ وما رأي الدكتور في هذا الكلام؟
هواري من الجزائر: في سورة التوبة الآية (رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ (87)) (طُبِع) بني الفعل للمجهول عند نفي الفقه ، فلماذا؟ وكذلك في سورة المنافقين (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ(3)) ؟
في سورة الكهف قبل أن نام الفتية (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11)) (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25)) مرة يقول كهف ومرة كهفهم لماذا؟
عندي ملاحظة أن الرجل الصالح بنى الجدار مع أنه تحته كنز لأيتام وفي هذا توافق مع الآية التي تقول (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده)، وهو قد اقترب من الكنز الذي تحت الجدار وبالتي هي أحسن أي بناء الجدار.
محمد من أنغولا: ما اللمسة البيانية في قوله تعالى (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ (31) يوسف)؟
توفيق من الأردن: في سورة هود قال تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (107)) وفي الآية (108) (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ) ما اللمسة البيانية في اختلاف نهايات الآيتين مع أن سياق الآيتين في الآخرة؟
فيصل من ألمانيا: في سورة الكهف (فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)) (فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا (82)) ما الفرق بين فأردنا و أراد ربك؟
موسى من أميركا: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ (11) الجاثية) ما هو الرجز؟
عبد الله من العراق: (ألم) ما اللمسة البيانية الموجودة في هذه الأحرف المقطعة؟
بُثّت الحلقة بتاريخ 3/4/2010م
من قسم الفيديو
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2138
http://www.archive.org/details/lamast235
رابط جودة عالية
http://ia361308.us.archive.org/15/items/lamast235/lamsat03042010.AVI
رابط جودة متوسطة
http://ia361308.us.archive.org/15/items/lamast235/lamsat03042010.rmvb
mp4 رابط
http://ia361308.us.archive.org/15/items/lamast235/lamsat03042010_512kb.mp4
رابط صوت
http://ia361308.us.archive.org/15/items/lamast235/lamsat03042010.mp3
2010-04-04 21:25:11