برنامج هدايات قرآنية – الحلقة 2
سورة النبأ
د. يوسف العقيل: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي نزل القرآن على عبده بشيراً ونذيرا وهادياً إلى صراطٍ مستقيم والصلاة والسلام على الرحمة المهداة سيدنا وسيد الخلق أجمعين محمد بن عبد الله من اتبعه هداه إلى جنات النعيم أما بعد:
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً ومرحباً بكم أيها الإخوة المستمعون الكرام إلى هذه الحلقة في حلقات هذا البرنامج هدايات قرآنية.
******************
هدايات قرآنية يسعدنا تواصلكم عبر الرسائل النصية على هاتف البرنامج 0541151051 بانتظار اقتراحاتكم وأسئلتكم حول العلوم القرآنية وهدايات السور.
******************
د. يوسف العقيل: يسعدنا أيها الإخوة الكرام أن تكونوا معنا في برنامج يضم ثُلةً من أهل البحث في الدراسات القرآنية وفي علوم القرآن، ينقسم البرنامج إلى أربع فقرات رئيسة، تدور فقرتان منهما حول سورة من سور القرآن وذلك في كل حلقة فقرة عن تعريف هذه السورة المختارة يعد الفقرة الأولى التعريف بالسورة فضيلة الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار ويقدمها، وأما الفقرة الثانية وهي هدايات السورة فيعدها ويقدمها الدكتور محمد بن عبد العزيز الخضيري وفقه الله وكلاهما عضوا هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، أما الفقرتان التاليتان لذلك فهما فقرة عن المكتبة القرآنية حيث يستعرض لنا فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود ومدير مركز الدراسات القرآنية “تفسير” يستعرض لنا كتاباً مختاراً من المكتبة القرآنية يعرض فيه هذا الكتاب وما فيه من فصول وفوائد، أما الفقرة التالية فهي فقرة عن مناهج المفسرين إذ يبحر بنا فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت عضو هيئة التدريس بجامعة الدمام يبحر بنا في سيرة وتعريف بأحد علماء التفسير مستعرضاً منهجه والنظر في دقائق هذا المنهج التفسيري، رغم أن مدة لكل من هذه الفقرات قصيرة إلا أننا نعدكم بإذن الله تعالى بوفرة من العلوم القرآنية والهدايات القرآنية خلال هذه الحلقات بإذن الله تعالى، نسأل الله عز وجل أن يوفق ضيوفنا الكرام وأن ينفعنا جميعاً بما نسمع وبما نقول إنه جواد كريم، مرحبا بكم مستمعي هدايات قرآنية وأهلاً وسهلاً ومع الفقرة الأولى من حلقة هذا اليوم.
******************
الفقرة الأولى: “في أفياء السورة” يقدم هذه الفقرة الدكتور مساعد بن سليمان الطيار حيث يستعرض فيها مع التعريف بالسورة شيئاً من علومها.
******************
الشيخ مساعد الطيار: سورة النبأ وهذا أحد أسماء هذه السورة أو “عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ” وفي بعض أيضاً الكتب يسمونها “سورة عم” وإذا تأملنا هذه الأسماء كلها سنجد أنها مأخوذة من أول هذه السورة لم يرد لهذه السورة فضائل وأما عددها حسب العد الذي بين يدينا العد الكوفي فهي أربعون آية وهذه السورة موضوعها الأساس أو المقصد الأساس منها هو البعث فكل السورة تكاد تكون منصبة على موضوع البعث وإثبات البعث وبيان حال الناس بعد البعث فهذا هو الموضوع أو ما يمكن نسميه بمقصد السورة أو الموضوع الأساس في هذه السورة ثم يمكن أن تقسم موضوعات هذه السورة حسب الموضوعات التي طرحتها فابتدأت السورة بتساؤل عن النبأ الذي وقع فيه خلاف بين كفار مكة وهو البعث ثم ذكر الله سبحانه وتعالى بعد ذلك أدلة على هذا البعث وهذا هو الموضوع الأساس الذي سيقت هذه الآيات من أجله وبعد ذكر هذه الأدلة ذكر الله سبحانه وتعالى ما يكون يوم القيامة الذي يكون فيه البعث وسماه في هذه السورة يوم الفصل فقال (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17)) وذكر الله سبحانه وتعالى ما يكون في هذا اليوم من الأهوال ثم أن الله سبحانه وتعالى ذكر ما أعده للطاغين وأنهم يكونون في جهنم والعياذ بالله وذكر شيئاً من عذاباتهم ومما ذكره قوله سبحانه وتعالى (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30)) وهذه الآية قيل عنها إنها من أشد ما نزل على الكفار.
ثم قال الله سبحانه وتعالى في هذه السورة مآل الكفار بمآل المتقين في قوله (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31)) وذكر ما أعده لهم من النعيم إلى أن تختم هذه السورة وتعود على ما بدأت به في الحديث عن الكفار وعن مآلهم في قوله (إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)) فكأنه ما يسمى برد العجز على الصدر فابتدأت بشيء وختمت بنفسه وهو ما أنكره الكفار.
د. يوسف العقيل: شكر الله لفضيلة الدكتور مساعد بن سليمان الطيار وفقه الله عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود هذا التعريف بسورة عم من جزء عم والآن أيها الإخوة ننتقل إلى الفقرة التالية التي تتبع هذا التعريف وهي تدبر حول آيات هذه السورة من خلال ما سيعرضه علينا فضيلة الدكتور محمد بن عبد العزيز الخضيري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود وفقه الله.
******************
الفقرة الثانية : هدايات السورة مع الدكتور محمد بن عبد العزيز الخضيري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.
******************
الشيخ محمد الخضيري: سورة النبأ سورة تتحدث عن يوم القيامة وتفرد هذه القضية أو تأتي هذه القضية ظاهرة وبارزة في هذه السورة الكريمة. وقد افتتحت السورة بذكر قدرة الله عز وجل ونعمه على عباده ليستدل بذلك على يوم الفصل فيقول الله عز وجل (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8)) إلى آخر تلك التقريرات التي يستدل بها على قدرة الله عز وجل على البعث الذي استبعده المشركون واستنكروه عندما أنكروا ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم تأتي إلى تقرير يوم الفصل (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21)).
بعد أن ذكر يوم الفصل بدأ يذكر مصير الظالمين ومصير المتقين فأما الظالمون فذكرهم بوصف الطاغين الذي يدل على تجاوز الحد وتعدي القدر الذي قدره الله للعبد من العبودية بأن يتعالى الإنسان على عبوديته لله سبحانه وتعالى فيتجاوز ذلك الحد فيُؤله نفسه أو يعبد ما يشاء من المعبودات فهؤلاء توعدهم الله بقوله (إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)) أي دهوراً طويلة لا انقضاء لها (لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26)) أي هذا الجزاء موافق لعملهم فما عملوه في الدنيا لا يمكن أن يزيد الله سبحانه وتعالى في عقوبته لهم عليه شيئا.
ثم تنتقل الآيات إلى ذكر جزاء المتقين وهم الذين جعلوا بينهم وبين عذاب الله وقاية بفعل أوامره واجتناب نواهيه وخشوا الله حق خشيته فيقول (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35)). هذا الجزاء المختصر الذي ذكر للمتقين نستفيد منه فوائد وهدايات منها:
أنه لا ينبغي لنا عند تربيتنا أو وعظنا للخلق أو تذكيرهم أن نقتصر على جانب الترهيب بل لا بد أن نقرنه بجانب الترغيب لأن النفس تحتاج إلى هذا وهذا حتى تسير إلى الله سبحانه وتعالى سيراً حسنا.
ومنها أنه لا بد أن يذكر الإنسان بأنواع الجزاء لترغبه في ذلك الذي وعده الله سبحانه وتعالى به فهنا جاء بالحدائق وجاء بالمأكولات (وَأَعْنَابًا) وجاء بالمنكوحات (وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33)) وجاء بالمشروبات (وَكَأْسًا دِهَاقًا (34)) وجاء بالمسموعات والمؤانسات وهي المجالس التي يأنس بها المؤمنون (لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35)).
ومن هدايات هذه السورة أو هذا الجزاء العظيم للمؤمنين ونختم به الكلام عن الهدايات أن الله قال (لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35)) وهذا يدل على أن الجنة قد نقيت من كل لغو يؤذي النفوس ومن كل كذبٍ يخالف الحقائق وهذا ما ينبغي للمؤمن أن يسعى له في حياته الدنيا فيبتعد عن اللغو ويبتعد عن الكذب.
أعانني الله وإياكم على ذلك وإلى لقاء آخر.
د. يوسف العقيل: شكر الله لفضيلة الدكتور محمد بن عبد العزيز الخضيري هذا العرض لهدايات هذه السورة العظيمة سورة النبأ.
******************
الفقرة الثالثة: من المكتبة القرآنية مع الدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود.
******************
الشيخ عبد الرحمن الشهري: كتابنا أيها الإخوة المستمعون الكرام في هذه الحلقة كتاب “فضائل القرآن” للإمام أحمد بن شعيب النسائي المحدث رحمه الله تعالى وتحقيق الكتاب للأستاذ الدكتور فاروق حمادة عن دار القلم بدمشق وهذا هو أجود تحقيقات الكتاب. وقد ألّف الإمام النسائي كتابه هذا مستقلاً وقد ذكر ذلك الإمام بدر الدين الزركشي في كتابه “البرهان في علوم القرآن” إذ قال: “وقد صنف فيه أبو بكر ابن أبي شيبة وأبو عبيدة القاسم ابن سلام والنسائي وغيرهم يقصد في فضائل القرآن. وأكّد ذلك أيضاً الإمام السيوطي في كتابه “الإتقان في علوم القرآن” ويزيد هذا الأمر تأكيداً أن المصنف قد أدرج في كتابه “المجتبى” ما يتعلق بفضائل القرآن في كتاب الصلاة تحت عنوان “جامع ما جاء في القرآن” وساق طائفة من الأحاديث الموجودة في هذا الكتاب والتي تبعد عن موضوع الصلاة والقراءة فيها. وهذا الكتاب من أجود ما صنف في بيان فضائل القرآن الكريم ومثله ما صنفه الإمام البخاري في صحيحه أيضاً في فضائل القرآن الكريم وأيضاً ما صنفه الإمام ابن كثير رحمه الله في فضائل القرآن الكريم وهذا الكتاب ملحق بتفسير ابن كثير من ضمن مؤلفاته. وهذا الكتاب الذي صنفه الإمام النسائي رحمة الله عليه على صغر حجمه حيث اشتمل على مئة وستة وعشرين حديثاً هو من أنفس وأجمع ما كتب في موضوع فضائل القرآن وذلك من جهات عديدة:
- أولاً: تناول لبّ القضايا الكبرى التي تتعلق بتاريخ النص القرآني ككيفية نزوله مثلاً ومدة نزوله وجمعه وكتابته ونقله.
- أيضاً ذكر أبرز وأهم ما صح في فضائل السور والآيات بناء على منهجه في الرواية.
- الثالث أنه استعرض الأبواب التي تتعلق بموقف المسلم حيال هذا الكتاب الكريم في تلقيه وتعلمه واستذكاره وتعاهده ثم بالتزام تعليمه والوقوف عند حدوده بإتباع ما فيه والعمل به ثم في أدائه وكيفية الأداء والتبليغ من تزيين للصوت والتغني به وقراءته عن ظهر قلب وعلى الدابة وعلى كل الأحوال. ثم بتعظيم هذا القرآن الكريم بالإنصات مع الخشية عند سماعه وترك المرآءاة فيه والابتعاد عن الممارات والجدال وعدم الإقدام على القول فيه بغير علم ولا أهليه ولا معرفة.
والإمام النسائي لم يذكر في كتابه هذا حديثاً أو أثراً من الأحاديث الموضوعة أو الواهية وأيضاً تدور كلها بين الصحيح والحسن وفيه بضعة أحاديث كحديث ابن عباس رقم مئة وتسعة والحديث رقم مئة وأحد عشر في الكتاب تكلم بعضهم في رجالها وقد تفرد هذا الكتاب بأحاديث دون أصحاب الكتب الستة يتبينها القارئ له أيضاً من أثناء صنيع المحقق ونظراً لسبق النسائي الزمني رحمة الله عليه فهو قد ولد سنة مائتين وخمسة عشر للهجرة وتوفي في القرن الخامس في السنة ثلاث مئة أو في القرن الرابع فهو من المتقدمين الذين صنفوا في هذا الفن أو في فضائل القرآن. فأنصحك أيها المستمع الكريم بالاستفادة من هذا الكتاب العظيم “فضائل القرآن” للإمام أحمد بن شعيب النسائي بتحقيق الأستاذ الدكتور فاروق حمادة فهو من أجود ما صنف في فضائل القرآن.
د. يوسف العقيل: شكراً للدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري هذا العرض لكتاب “فضائل القرآن” للإمام النسائي.
******************
الفقرة الرابعة: مناهج المفسرين مع الدكتور خالد بن عثمان السبت عضو هيئة التدريس بجامعة الدمام.
******************
الشيخ خالد السبت: حديثنا في هذه الحلقة عن تفسير عبد بن حميد ومؤلفه هو الإمام الحافظ الحجة الجوال أبو محمد عبد بن حميد ابن نصر الكشي ويقال بالسين وقيل اسمه عبد الحميد. ولد بعد السبعين ومئة وكان ممن جمع وصنف ورحل على رأس المئتين في شبيبته وسمع من كبار الحفاظ وكان من الأئمة الثقات وقد توفي سنة تسع وأربع ومائتين رحمه الله رحمة واسعة. ويعد هذا التفسير من الكتب المفقودة إلى يومنا هذا لكن وجد على حاشية المجلد الثاني من النسخة الخطية لتفسير ابن أبي حاتم نقولات من تفسير عبد بن حميد وذلك من سورتي آل عمران والنساء وقد طبع ذلك مؤخراً سنة خمس وعشرين وأربع مئة بعد الألف والذي يغلب على الظن عند النظر فيما تضمنته هذه النسخة أنها لا تمثل تفسير عبد بن حميد تمثيلاً دقيقاً وإنما هي فيما يظهر عبارة عن مختارات ومقتبسات من الكتاب المشار إليه وذلك لما يأتي:
أولاً: أن بعض المرويات مسندة وبعضها بحذف الإسناد وهذا كثير جداً تارة من غير إسناد ولا إشارة إلى عبد بن حميد كما في تفسير قوله تعالى (وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا) [آل عمران: 55] جاء هكذا عن قتادة هم أهل الإسلام إلى آخره، وتارة يذكره من غير إسناد ثم يعزوه إلى عبد بن حميد كما عند تفسير قوله تعالى (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ) [آل عمران: 43] جاء هكذا عن مجاهد كانت تقوم حتى تتورم قدماها رواه عبد بن حميد أيضاً، وتارة مع حذف الإسناد مع الإشارة إلى أن عبد بن حميد ساقه بإسناده كما في الأثر الأول من هذا الجزء حيث جاء هكذا ورواه عبد بن حميد في تفسيره بإسناده عن عمر رضي الله عنه أنه قرأها “الحي القيام” وتارة يشير إلى بعض الإسناد كما في الأثر الرابع قال قتادة من ذكر وأنثى إلى آخره جاء بعده رواه عبد بن حميد في تفسيره من طريق شيبان عن قتادة، وتارة يذكر المعنى ثم يعزوه لقائله مع التصريح بأن الذي رواه هو عبد بن حميد كما في تفسير قوله تعالى (وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ) [آل عمران: 7] والمنسوخ الذي يؤمن به ولا يعمل به رواه عبد بن حميد عن قتادة ثم قال بعده مباشرة كما في الأثر التاسع رواه عبد بن حميد في تفسيره عن مجاهد يصدق بعضه بعضا وهناك ما هو أغرب من ذلك كما في الأثر العشرين جاء هكذا وكان الحسن يقول القنطار ألف ومائتا دينار وهي دية الرجل رواه عبد بن حميد في تفسيره عن الحسن أيضاً. وكما في تفسير قوله تعالى (لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70)) [آل عمران: 70] جاء هكذا أي نعته صلى الله عليه وسلم في كتابكم ثم تكفرون به ولا تؤمنون به إلى آخره قال بعده رواه عبد بن حميد في تفسيره بمعناه، وتارة يقول روى عبد بن حميد في تفسيره من رواية عطاء عن ابن عباس ومن رواية ابن جريج عن ابن عباس أنه قرأ (فِيهِ آية بينة مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ) [آل عمران:97]. ونجد عند تفسير قوله تعالى (آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)) [آل عمران] هكذا في رواية عبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير عن الحسن بن أبي يزيد عن ابن مسعود قال: صلاة العتمة. وعند تفسير قوله تعالى (يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125)) [آل عمران] جاء هكذا قال مسومين عليهم سيم القتال رواه عبد بن عكرمة ثم قال تتمة في تفسير عبد بن حميد بعد قول قتادة عليهم سيم القتال وذلك يوم بدر أمدكم الله بخمسة آلاف إلى آخره. فنلحظ هنا أنه ذكر قول عكرمة ثم أتبع ذلك بهذه التتمة وعزل القول السابق إلى قتادة ولم يكن يرد لقتادة ذكر قبله عن تفسير هذه الآية، وتارة يذكره بلا إسناد ثم يسوق الإسناد كما في تفسير قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) جاء هكذا قال مجاهد أحصاه عليهم ورواه عبد في تفسيره حدثنا أبو عاصم هو الضحاك ابن مخلد عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فذكره، وتارة من غير إسناد ولا عزو إلى عبد بن حميد كما في الأثر الرابع والأربعين بعد المئتين والخامس والأربعين بعد المئتين وفي بعض المواضع نجد ما يدل على الاختصار صراحة كما في الأثر التاسع والستين بعد المئتين هكذا وروي عن الحسن فكانوا يعطون سدساً قبل أن تنزل الفرائض ذكره عبد بطوله. اكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة وللحديث بقية في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
******************
د. يوسف العقيل: إلى هنا أيها الإخوة الكرام نصل إلى ختام هذه الحلقة لنا بكم لقاء قادم بإذن الله تعالى نسعد بتواصلكم على هاتف البرنامج 0541151051 وإلى لقاء مقبل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.