وأُخر متشابهات

وأُخر متشابهات – الحلقة 105

اسلاميات

الحلقة 105

(تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) الأعراف) – (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13) يونس)

د. نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد. مع شيخنا الجليل الأستاذ العلامة الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله في بدائعه وفرائده القرآنية.

د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. ولا نزال في سورة الأعراف الآية 101 (تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) الأعراف) فما كانوا، فما فاء ميم ألف، في يونس (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (13) يونس) وما كانوا، مرة (جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا) المرة الثانية (وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا) للأسف لا ترى فرقاً في التفاسير بين التعبيرين مع أننا قلنا مئات من المرات ما من حركة في زيادة، حركة أو حرف أو صيغة في القرآن الكريم إلا وتعطي موضوعاً آخر أوسع وأشمل من الموضوع الآخر وقد يكمله وقد ينافسه وقد يضادده المهم كما تكلمنا عن الكلمة وأخواتها أنه لا يوجد كلمتين بمعنى واحد، هنا لا يوجد صيغتين بمعنى واحد مطلقاً. (فما) غير (وما) وإلا لماذا إذاً جاء بالفاء مرة وبالواو مرة؟ الفرق بين الاثنين القصة تتكلم عن أن الأنبياء عندما جاؤوا إلى قومهم تتكلم الآيتان عن النبي عندما يأتي إلى قومه ثم جاءهم بالبينات والبراهين ودعاهم إلى الله عز وجل هؤلاء الناس مرة قال عنهم (فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا) ومرة قال (وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا). ما الفرق بين الفاء والواو؟ القرآن الكريم يتكلم مرة عن ساعة وجود النبي في القرية. ونحن قلنا كلمة قرية وقرى في القرآن مجتمع أو دولة، الإمارات قرية بريطانيا قرية إضافة إلى هذا دبي قرية أبو ظبي قرية بغداد قرية الأنبار قرية يعني تجمع بشري لأن الأنبياء منهم من جاء إلى دولة ومنهم من جاء إلى عشيرة ومنهم من جاء إلى مدينة وهكذا. سيدنا يونس جاء إلى نينوى بالموصل ولا يزال قبره هناك، مدينة فهي قرية إذاً. وشعيب جاء إلى مدين وهود جاء إلى عاد وصالح إلى ثمود والخ كل مجتمع فيه تجمع بشري سواء كان قبيلة أو مدينة أو دولة في القرآن الكريم يصطلح عليها كلمة قرية. فرب العالمين يقول (تلك القرى) أي المجتمعات سواء كان المجتمع هذا مدينة أو قرية أو دولة يتكلم عن فرعون دولة هذه قرية وتكلم عن ثمود عشيرة وهي قرية أيضاً، تكلم عن عاد وهي عشيرة قبيلة إذاً قرية وتكلم عن مكة وهي مدينة وتكلم عن القدس وهي مدينة إذاً صارت كلمة القرى تشمل كل التجمعات البشرية على أي نوع كانت. وهؤلاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام منهم من يأتي إلى دولة كما جاء موسى إلى فرعون (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) الزخرف) ومنهم من جاء إلى ثمود وإلى عاد وإلى غير ذلك. ورب العالمين عندما تكلم عن ساعة مجيء النبي إلى القرية ودعاهم إلى الله (فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا) هذه النتيجة لأنه خاطبهم، خاطبهم، خاطبهم وما آمنوا، هذا واحد.

ثم تكلم القرآن عن الكون كله عن الأرض وسماها القرون قال (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا) لماذا؟ لما قال (فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا) تكلم عن نتيجة جهود ذلك النبي مع قومه والقوم لم يستجيبوا فالفاء ترتب موقف تلك القبيلة أو القرية أو المدينة على دعوة النبي أنهم ما آمنوا، ترتيب مباشر طردوه أو قتلوه أو كما تعرفون (لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (88) الأعراف). قال (فما) لأن الحدث مستمر يدعوهم فما آمنوا. رب العالمين تكلم عن هذه القرون وعن الكون كله من آدم إلى أن تقوم الساعة قال هؤلاء فيهم نسبة كبيرة غير قابلين للإيمان ما عنده استعداد لأن تكوينه وعقليته وتربيته غير ولو جئتهم بكل آية لأن هذا قانون سُنّة ولهذا هنالك خبر يقول بأن الناجين يوم القيامة من كل ألف واحد يعني 999 ما آمنوا وواحد بالألف آمن وهذا في كل التاريخ. يعني مثلاً رب العالمين عز وجل لو تقرأ الحوار بين شعيب وبين قومه قال يا قومي آمنوا، أوفوا الكيل والميزان، لا تبخسوا الناس أشياءهم، أني أراكم بخير، بقية الله خير لكم (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86) قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) هود) ما هذه الرقة؟؟ ماذا كان جوابهم؟! (قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87)) (قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91) هود) شخص يكلمكم بهذه الرقة وهذا الجمال وهذا اللطف ويقول أنا في الحقيقة لا أريد منكم شيئًا فقط (وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ) أنتم لستم بفقراء فلماذا تسرقون؟! (وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) وبعد كل هذا اللطف يقابلونه بالسباب والشتم ويتهمونه بالسفاهة وما قال لهم شيئًا!. يعني هؤلاء الناس هذه القرية قرية شعيب غير قابلة للإيمان وقد بعث شعيب إلى ثلاث قبائل وكلهم رفضوا الإيمان فقبيلة جاءها عذاب الذلة والأخرى الصيحة وأخرى النفخة وهكذا إذاً سيدنا شعيب جاء إلى قوم غير قابلين للإيمان وهذا في كل العصور. وأكبر مثال سيدنا نوح ظل يدعو قومه ألف سنة ووما آمن معه إلا قليل بحيث هذا الكم الهائل حملهم في سفينة (وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) هود) ألف سنة!! وبالتالي هذا قال عنهم (وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا) هذا قانونهم. من أجل هذا قال تعالى (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) نوح) ولهذا فعلاً نحن أولاد قابيل هذه البشرية أولاد قابيل لأنه قتل أخوه الصالح فبقي الطالح وهو قابيل ونحن أولاد القاتل ولهذا كما قال الشاعر:

عوى الذئب فاستأنستُ بالذئب إذ عوى        وصوَّت إنسان فكدتُ أطيرُ

الآن نحن في العالم المتحضر الذي يسمى المتحضر وانظر ماذا يجري من ظلم! أفراد وجماعات وشعوب ودول ناس تظلم ناس وناس تبيد ناس وحينئذٍ ما هذا الإنسان؟ فعلاً ولذلك شيخي عندما تتأمل في الفرق بين (فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا) و (وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا) يعني (وما) في ناس محكوم عليهم بعدم الإيمان (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) يس) حينئذٍ أنت أسألك سؤالًا؟ ما هي ميزتك يا سيدي حتى صرت مؤمناً؟؟؟؟؟ يقول تعالى (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات) يعني كما تفضلت هؤلاء اليهود أهل كتاب والنصارى أهل كتاب والله مواصفات النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل أوضح من الشمس ويقول لهم (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ (44) المائدة) (وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) المائدة) (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) آل عمران) وماذا كانت النتيجة؟ ضربوه قتلوه وسكنوا المدينة وهم يترقبون ظهوره. مثلاً الآن هناك أمم وشعوب لو جاء الأنبياء من آدم إلى محمد لو جاء عيسى وموسى وقال لهم يا معشر الناس إن محمدًا نبي، لا يؤمنون حتى لو جاءهم نبيهم (وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا) هذا معنى الواو فهذا قانون وسنة من سنن الكون والحياة أن هؤلاء الناس غير قابلين للإيمان ولهذا هنا يبرز مدى ولهذا سماها منة (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ). في التاريخ حركة الإلحاد طويلة وهي ليست في الجاهلية بل من آدم إلى يومنا هذا كم من الناس ملحدين من يعبد الأصنام والأحجار (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) نوح) وإلى هذا اليوم الذي وصل فيه العلم ما وصل ولم يعد الإيمان غيباً بل أصبح الإيمان مشاهدة ومع هذا لا يؤمنون وفي التاريخ كان هناك ما يسمون الدهرييون يعني لا يؤمنون بالله بل الدهر هو خلق الشيء ثم جاء الشيوعيين وحكموا مائة سنة تصور حركة شيوعيين يقول لك ما في إله هذا الكون نشأ لوحده صارت دولة تملك نصف الكرة الأرضية وراحوا هؤلاء والآن عندنا جماعة مثقفين يسمونهم مثقفون يعني هؤلاء لا يؤمنون بالإله وإلى يوم القيامة ولهذا يقول (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ).

———فاصل————–

الدكتور نجيب: قد يتساءل البعض لماذا هؤلاء حق عليهم القول والعياذ بالله ووجبت عليهم يعني هذه العقوبة بأن لا يؤمنوا بالله سبحانه وتعالى مع ظهور هذه الأدلة والبراهين؟

الدكتور الكبيسي: رب العالمين عز وجل خلق جميع البشرية من آدم وخلقهم متساوون في كل الكمالات والقدرات والكماليات لماذا واحد بخيل وواحد كريم؟ لماذا واحد جبان وواحد شجاع؟ لماذا واحد جاهل وواحد وقور؟ إما عامل وراثي أو أخلاقه تغيرت. وقبل هذا نحن نعرف أن الإنسان في صراع بين الخير والشر ملك يلهم وشيطان يوسوس (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) ص) هل هناك مجتمع لا يوجد فيه ميكروب أو بكتريا؟ ولهذا عليك أن تصارع الذي تمرض بالميكروب وتأثر بالسرطانات أو بغيرها لا توجد لديه مناعة فقد أضعف مناعته والآخر عنده مناعة وحينئذٍ الصحة والمرض في صراعٍ دائم وكذلك الإيمان وعدم الإيمان في صراع دائم وعليك أن تتوصل إلى هذا الإيمان. يعني الله أعطاك عقلاً بمجرد هذا العقل حتى لو لم يرسل الله لك نبياً العقل وحده كافٍ بأن يوصلك إلى أن لهذا الكون خالقاً وحينئذٍ أنت تقول لا والله ما في خالق هذا أنت تعبث وأنت مسؤول عن هذا العبث يوم القيامة (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) النمل) وجحدوا بها ظلماً وعلواً واستكباراً ولهذا قال (قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آَمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76) الأعراف) والعلو هو الاستكبار. وأهل قريش ماذا قالوا؟ ولماذا كفروا؟ قالوا (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) الزخرف) يعني المسألة ليست على القرآن ولكن لماذا أنزل على هذا اليتيم؟ ولماذا ليس على أحد منا فلان الفلاني؟؟ إذاً هذا استكبار وبالتالي هذه ليست أعذاراً. إذاً ما من إنسان كلمة حقّ (أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ (18) الأحقاف) إن الله يعلم نحن في قلنا في عالم الذر رب العالمين يعلم أن هذا سوف يكفر وهذا سوف يؤمن فكتب هذا كافر وهذا مؤمن لأن الله عز وجل علم أنهم سوف يفعلون هذا. فرب العالمين لما كتبه لا يتغير إذاً فالقضية أنت المسئول (كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) الإسراء) وقال (قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) الشعراء) اعترفوا بذنبهم.

أحمد من السودان: عندي سؤال في الآية (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) هود) هذه الآية وردت فيها (وما كان ربك) وليس فاء، الشيء الثاني ليهلك هذه الآية تطبق علينا في العالم اليوم ونريد أن تكون هذه الآية منهج والناس تفهم الدين على حقيقته

الإجابة: هذه الآية تتحدث عن الشرك والعدل شوف بظلم يعني شرك (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) لقمان) فرب العالمين ينص على أن العدل إذا أقامه المشرك فإن الله لا يعذبه في الدنيا ولا يهلكه يجعل له دولة قوية مستقيمة تنتج ما دام يحقق العدل (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ) يعني بشركٍ (وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) يحققون العدل فيما بينهم. وأنت ترى الآن الدول الغربية على هذا الأساس لأن الدول الغربية لا دين لها يقولون نحن لم نعد مع التدين ومع هذا هم يحققون العدل فيما بين أمتهم وترى كيف رب العالمين أنعم الآن وعندما كان في دول الإسلام منذ الإسلام الأول إلى الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين والعثمانيين تقريباً إلى عهود قريبة إلى بقايا هذا العدل إلى هذا اليوم إن الله سبحانه وتعالى لا يعذبهم لأنهم حققوا العدل فيما بينهم. وإذا كانت هناك دولة أو مجتمع أو قرية يعني مجتمع تؤمن بالله وموحدة ولكنها ظالمة فيهلكها وترى أنت ماذا يحدث في العالم العربي والإسلامي. إذاً نعم العدل، بالعدل قامت السموات والأرض وبالعدل ينزل المطر وبالعدل تكثر النعم وبالعدل تغفر الذنوب ولهذا أول سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله أول واحد إمام عادل. وأنت تعلم لو ضربنا مثلاً المكان الذي نحن فيه أرض رملية بالمائة مائة رمل تام ليس فيها شوكة وتعال شوفها الآن أخصب من وادي الرافدين ووادي النيل وأنت تعلم ما يحدث من وادي الرافدين ووادي النيل من ظلم حينئذٍ (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ) يعني بشركٍ (وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) يحققون العدل فكيف إذا كان الذين يحققون العدل مؤمنين بالله عز وجل وهذا من أعظم النعم عندما تكتمل العدل مع الإيمان وهذا للأسف الشديد في هذا الزمان ندرة ندرة هنا وهناك كما نعرف.

إذاً نقول في هذا الخضم من النسبة الهائلة من عدم الإيمان (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) يوسف) (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) الكهف) هذا جهد الشيطان الناجح (فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) الإسراء) ولهذا الله قال (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) سبأ) وكان دعاء أحد الصالحين (اللهم اجعلني من هذا القليل) وفعلاً يوم القيامة الناجون المؤمنون واحد بالألف وهذه أعجوبة العجائب! يعني لما أحد يسمع هذا يقول عجيب لكن لما تتصفح التاريخ قوم فرعون وقوم عاد وقوم ثمود وقوم نوح والآن الأمم الاتحاد السوفييتي الجبار الذي كان نصف الكرة الأرضية هذا الاتحاد كان يحكم نصف الكرة الأرضية وكلهم ملحدون. من هنا نصل إلى قوله تعالى (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ) ما معنى المِنّة؟ المِنّة عطية لا يعطيها إلا هذا الذي أعطاك إياها الهدية هي إذا واحد أهداك مثلاً قلم ألف واحد يهديك قلم لكن عندما يعينك واحد وزير هذا فقط الملك يملك هذا فهذه منة. عندما تأتيك عطية لا يمكن أن يعطيك إياها إلا هذا المعطي تسمى هذه منة فرب العالمين أعطاك مالًا غيره يمكن أن يعطيك مالًا أعطاك مثلاً سيارة الملك والله عنده سيارة بس أعطاك الإيمان هذا فقط رب العالمين عز وجل هو الذي يعطيك إياه إذاُ الباقي نِعَم وهذه منة. المنة هي العطية التي لا تجدها إلا عند هذا المعطي عند الملك الذي يعين وزيراً أو يعين سفيراً لا يعينه إلا الملك وبالتالي هذه منة. فرب العالمين يقول أنت تصور أنت آمنت يعني معقولة هذا أمية بن خلف وأبو لهب والوليد بن المغيرة هؤلاء الأساطير ملوك أصحاب عقول جبارة ما فهمها أن الله واحد، ويعبد حجر!! وبلال عبد وصهيب وسلمان الفارسي وناس ضعفاء فهموها؟! ولهذا الله يقول (قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ) (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) يونس) ولو شاء ربك لهدى الناس جميعاً ولكنه ما شاء قال كل واحد يشوف شغله كل واحد يتوصل بعقله وهذا النبي الذي جاءه. والناس منهم من آمن ومنهم من كفر (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) هود) ولذلك خلقهم. إذاً يا أخوان إذا كنت توحد الله عز وجل وتصلي للقبلة فأنت الوحيد في العالم الناجي ولذلك هذا الذي أنت عليه هناك أمم ذكية وعبقرية ومخترعة وعظيمة في كل الأرض لكن هذا عقله مع الإيمان لا يشتغل والآن لو أتى عيسى وقال لهم يا إنجليز يا أمريكان يا فرنسيين يا يهود يا إسرائيليين والله محمد نبي يقولون لا، ما نصدق هذا (وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا) وليس (فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا) (وما) لأنه غير قابل ولهذا قابل (لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا) ولهذا من عوفي فليحمد الله إذا مت على الإيمان فاعلم أن الله هو الذي أماتك. من أجل هذا كما يقول أحد الصالحين في دعائه (اللهم لقد وهبتنا الأيمان من غير أن نسألك فلا تحرمنا من الجنة ونحن نسألك) نحن طول عمرنا ونحن ندعو الله أن يدخلنا الجنة ولدنا مؤمنين وهذا من فضل الله ولقينا نفسنا مؤمنين بفضل الله عز وجل وأعطانا الإيمان من غير أن نسأله نحن لقينا أنفسنا مؤمنين وهذا من منة الله علينا ولو شاء لجعلنا أولاد يهود شيوعيين ملحدين ما أعرف ايش وجوديين أو مجوس أو بوذيين لكن أنت الوحيد الذي تقول لا إله إلا الله بصدق وتمحيص وليس فيها ولا شائبة أنت وحدك يا أمة محمد ولهذا قال (لا أخاف عليكم أن تشركوا بعدي أبداً إنما أخاف أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها فتهلككم) وهذا الذي يجري الآن في العالم العربي. الناس يتنافسون على الدنيا وبدأت تهلكهم كما تسمعون وترون وربنا يستر من القادم. حينئذٍ لا يخاف النبي علينا أن نشرك لأن الإيمان بهذه الأمة غريزة كما قال تعالى (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ (2) الجمعة) إيمان صادق مرشح عن كل شرك ليس فيه لا شائبة وهذا باقٍ منذ أن جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة وكلما ظهرت طائفة في إيمانها وتوحيدها شيء من الغبش تزول وتندثر والتاريخ مليء. فعلاً (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17) الرعد) ما طلعت طائفة أو فرقة أو جماعة في هذه الأمة في عقيدتها شركيات إلا تزول وتبقى العقيدة الأساسية لهذه الأمة لا إله إلا الله محمد رسول الله وموسى رسول الله وعيسى رسول الله لا نفرق بين احد من رسله (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) البقرة ) هل هناك أوضح من هذا الجمال؟ تؤمن بكل الأنبياء بكل الشرائع أنت ما عندك مشكلة لا مع المسيحي ولا اليهودي والصابئي كلهم أخوتك وأنت وإياهم في خندق واحد تؤمنون بالله عز وجل أنتم أصحاب الرسالات السماوية. ومن حسن حظك ومن منة الله أن شريعتك الوحيدة التي لا تقبل التحريف كما حدث مع الشرائع الأخرى والله قال (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ (13) المائدة) فعليك أن تحمد الله على هذا.

أم محمد من فرنسا: أنا مسلمة ومؤمنة والحمد لله فيا ليت تشرح لي هذه الآية (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ (120) البقرة)؟

الإجابة: والله يا بنتي صراحة هذا كان خطاب النبي صلى الله عليه وسلم في أيامه لما كان اليهود والنصارى نصبوه العداء وقال لهم (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) آل عمران) ونحن نؤمن بعيسى وموسى ولا نفرق بين أحد من الرسل كل هذا من غير فائدة وتعرفين ماذا فعلوا به، وإلى هذا اليوم لا يمكن أن يرضى اليهود والنصارى في العالم بأن يقولوا بأن محمد نبي أو بأن الإسلام دين لا يقول هذا إلا قلة منهم. ولكن هذا الإسلام وأنا كمسلم ملزم مجبر بعقيدتي أن لا أسيء إلى مسيحي ولا إلى يهودي ولو بدرت مني كلمة ولو نكتة على سيدنا عيسى أو سيدنا موسى عليهما السلام لخرجت من الإسلام وقُتِلت للردة. أنا الآن مسلم كامل ولو سخرت من عيسى بنكتة فأنا كافر ومرتد من الدين واخلد من النار لأنني كذبت القرآن لأن عيسى وموسى نبيان عظيمان كريمان من أولي العزم. ولهذا أنا ما عندي مشكلة مع أحد، هم الذين عندهم مشاكل معنا وتعرفين الآن ماذا يحصل في العالم باتهام الإسلام بالإرهاب ومع هذا كثير منهم الآن يقفون ضد هذا التيار وهم مؤمنون بالله عز وجل.

د. نجيب: بالمقابل (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ (113) البقرة)

————فاصل———–

الدكتور نجيب: قال تعالى في مطلع سورة البقرة (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) البقرة) نتساءل يا شيخ والعياذ بالله ما هي الأمراض التي تؤدي إلى هذا؟

الدكتور الكبيسي: هو الذي فعل هذا كهذا البخيل الذي لا ينفق حتى لو قطعته إرباً. وحينئذٍ هناك من الناس نعوذ بالله تمسك بالإلحاد ولا يؤمن بنبي مهما جئت له بأدلة فهو رفض كل هذا وهذا من مكر الله به.

لينا من السويد: أنا من السويد وأريد أن أهنئكم على هذا البرنامج المفيد وعندي سؤال عن الديانة اليهودية أنا مسلمة شيعية لكن زوجي سني فأنا ما عندي هذه التصنيفات فأنا على طول أقول أنا مسلمة فليس هنالك فرق بين الشيعة والسنة والحمد لله ربنا واحد وكتابنا واحد ونبينا واحد واحترامنا لكل الناس وأنا عندي استفسار قبل يوم القيامة عندما ينزل سيدنا عيسى عليه السلام يعني هو يحارب اليهود، هل هذا صحيح؟؟

الإجابة: كلنا نؤمن نحن المسلمون واليهود والنصارى نؤمن بأن سيدنا عيسى سينزل وكل واحد منا له أدلته على هذا ونحن نعلم كمسلمين أنه سوف ينزل سيدنا عيسى لأنه ما قُتِل كما يقول النصارى واليهود بل رفع وسوف يعود ونحن نؤمن بأنه سوف يعود ويتبع ملة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. أما مسألة اليهود فهذا قبل نزول سيدنا المسيح سوف تحدث حرب بين اليهود وغيرهم من المسلمين وتكون الغلبة للمسلمين إن شاء الله.

المهم نرجع إلى موضوعنا إذا كان رب العالمين قد هدى الذين يوحدونه هناك في كل الدنيا موحدون وهذا من فضل الله ومنته عليهم. وكون الله هداهم للتوحيد معناه أنه لا يريد أن يعذبهم ما هداهم الله سبحانه وتعالى لأن يوحدوه وهو يريد أن يعذبهم. إذاً المهمة التي ينبغي أن يعمل لها أهل التوحيد تنقسم قسمين أولاً أن يحافظوا على هذا الإيمان لأنه قد يزول (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (137) النساء) فعليك أن تستمر على إيمانك

أولاً وأن تحفظه من الإحباط. فالإيمان قد يحبط (فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) الكهف) ليس فقط بالشرك ولكن بذنوب خطيرة ومن ضمنها مثلاً القتل (لن يزال المؤمن بخير ما لم يصب دماً حراماً) هذا المسلم الذي يأمل برحمة الله إن الله هداه للإيمان ومنّ عليه به عليه أن يحفظ هذا الإيمان من أن يكون قاتلاً (لن يزال المؤمن بخير ما لم يصب دماً حراماً)

ثانيًا: إذا كان حاكماً عليه أن يحترس من الظلم المطلق ولماذا أقول مطلق؟ لأن كل إنسان يخطيء يعني ما في حاكم لا يظلم له واحد أو اثنين في حياته لا في حاكم هو ظالم كله يعني ثلاثين أربعين سنة يضرب الناس ويقتل الناس ويعذب الناس لا يخلي أحد يصلي ولا أحد يؤذن يعني سرق أموال الدولة وهرّبها للخارج هذا ظالم مطلق هذا خارج هذا النطاق.

خالد من السعودية: سؤالي الله سبحانه وتعالى يقول (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) الشورى) وهناك حديث بما معناه أنه له يد -جل في علاه- يحركها كيف يشاء؟ ثانيًا عن قوله تعالى عن بني إسرائيل (وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) البقرة) هل هم أفضل من أمة محمد؟

الإجابة: السؤال الأول هذا ليس موضوعنا لأن هذا كلام يطول ورب العالمين له يد ليست كيد وعين ليست كعينك ويسمع ليس كما تسمع وهذه قضية ثانية. أما أن الله فضّل بني إسرائيل فهذا في زمانهم فطبعاً في زمانهم كانوا أمة موحدة لهم موسى إذاً فضلنا بني إسرائيل على عالمي زمانهم وليس هناك من هو أفضل من أمة محمد من حيث أنها الأمة الوحيدة التي لا تفرّق بين نبي ونبي وعقلاء المسيحيين واليهود يعني يقول لك المسلم لا يفرق بين عيسى وموسى ومحمد نحن فقط. ونحن فقط الذين نؤمن بجميع الرسالات ونحن الذين لا مشكلة عندنا ونحترم وليس فقط نحترم بل نحن نتحذر من أن نؤذي يهودياً أو مسيحياً أكثر من حذرنا من أذى المسلم (لعن الله من آذى ذمياً) والأذى باللسان فما بالك بالضرر باليد؟! إذا ًنحن الأفضل (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا (143) البقرة) أي أفضل الأمم هذا. أنا ما عندي مشكلة مع المسيحي أنا أولادي واحد اسمه موسى وعيسى وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، ما عندي مشكلة لكن جب لي واحد منهم من المسيحيين واليهود اسمه أحمد أو محمد؟ مستحيل إذاً أنا أفضل منهم.

حينئذٍ نقول إذا كان الله قد منّ عليك بالإيمان فاحذر مما يحبطه

أولاً القتل

ثانياً الظلم المطلق للحاكم

ثالثاً عقوق الوالدين

رابعاً الربا المطلق أنت شغلك وأكلك كله ربا هذا من محبطات الإيمان ولهذا رب العالمين قال (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) هود) هذا على الموضوع الثاني. إذاً أنت مسلم وموحد لكن عندك خطايا إذن هناك دواء (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) ولو تعرف رب العالمين في هذا الدين المبارك كم جعل لك حسنات تمسح الذنوب مسحاً؟! سأتلو عليك بعضها بسرعة قبل ما ينتهي الوقت لا بد أن أذكركم بها مثلاً

كثرة الاستغفار لا تبقي عليك ذنب (من سرَّه أن يرى صحيفته يوم القيامة فليكثر من الاستغفار)

اثنين “سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم” تغفر الذنوب ولو كانت كرمل عالج

ثالثاً تصور دعاء السوق سابقاً كان في سوق واحدة في المدينة الآن في كل مكان تجد مجمع أو سوبر ماركت ادخل السوبر ماركت وقل هذا الدعاء (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير) كلنا نقوله في اليوم عشرين مرة وكلما قلته مرة تأخذ مليون حسنة وترفع عنك مليون سيئة تأمل أنت إذاً.

شهاب: سؤالي عن الآية (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171) البقرة) معناها؟

الإجابة: هذا الحيوان، فالحيوان هو الذي لا يسمع إلا دعاء ونداء يعني هذا الحيوان فقط يسمعك تقول له تعال يأتي يعني أنت تدعو الحمار أو الكلب أو الخروف بصوت يسمعك وغيرها لا يفهم وهذا الكافر تقول له هذا الله هو الخالق كما قال شعيب لقومه لكنهم ما يسمعونه. إذن معنى ذلك رب العالمين قال (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) الفرقان).

غسان من العراق: سؤالي الآن لو نتكلم عن الواقع ليس الخلاف بيننا وبين اليهود فقط وإنما كيف نؤلف بيننا ونتجنب الفتنة والخلافات التي بيننا سنة وشيعة في العراق؟ ما هي الطريقة؟

الإجابة: يا ابني ما في دين إلا وفيه طائفية واختلاف في ما يتعلق ببعض الفروق. هذه القضية من مذاهبه ومن قوانينه كما قال تعالى (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا) لكن هناك فرق بين ماء ينزل ثم يسيل جداول مختلفة وهذه كلها صحة وبين أن يكون آسن وسلان وطين. عندنا اختلاف في المذاهب لا حصر لها لكن كلها ماء جاري اختلاف في الأداء وعندما يصل الاختلاف إلى طائفة منحازة عن الأمة وتحاربها وتلعنها وتكفرها هذه لم تعد منها ولذلك بصراحة الشيعة والسنة ابتلوا بمثل هذا يعني من الشيعة من هم روافض يمكن يسبون ويلعنون حتى أنكروا القرآن وأنكروا النبوة وهذا ليس من دينهم ولا من عقيدتهم لأن التشيع الأصلي هو مذهب المسلمين جميعاً. يعني سيدنا علي هو إمام المسلمين وكما قال أبو حنيفة (ما فتح الله عليّ العلم إلا عندما اتصلت بالباقر والصادق أصابتني منهما ريح النبوة). والتشيع هو فقط الانحياز إلى سيدنا علي وآل البيت في مقابل بني أمية وما من مسلم إلا ويفعل هذا وإلا كان ناصبياً. وفي السُنة نواصب كما أن في الشيعة روافض في السنة نواصب وكلاهما ضالان فالشيعي الحقيقي والسني الحقيقي وجهان لعملة واحدة وكل منهما في غاية الروعة وهما في النهاية يلتقيان في جدول واحد. إذا تخلص الشيعة من الرفضي وتخلص السُنة من النصبي فقد فازا وهذان الفريقان بدأ يحترقان الآن ففي كل مائة سنة النواصب والروافض يحترقون ويبقى السنة سنة والشيعة شيعة وهما وجهان لقمر واحد. إذاً لا تيأس يا غسان ثق هذا الذي يجري تمحيص وأنت عراقي وأنت تعرف الآن في العراق الشيعة يتغيرون والسنة يتغيرون إلى ما هو صواب فالسني سني حقيقي ليس فيه نصب والشيعي شيعي حقيقي ليس فيه رفض وهذان حينئذٍ قوة الإسلام وجناحان له

لو كان رفضاً حب آل محمدٍ          فليشهد الثقلان أني رافضي

إذاً عليك أن تثبت إيمانك بهذا كما قلنا كدعاء السوق فأنت الآن تثبت هذا الإيمان وتنقذه مما قد يعتريه من خلل وكل ابن آدم خطاء،

قلنا دعاء السوق.

زيارة المريض فرب العالمين جعل لك عبادات لا حصر لها تثريك تعرف أنت لو زرت مريضًا لوجه الله تخرج من عنده ولا ذنب عليك.

إصلاح ذات البين أفضل من الصلاة والزكاة والحج كما قال إصلاح ذات البين. وقال جبريل (لو كان لنا عبادة في الأرض لانشغلنا بإصلاح ذات البين) إذا اثنين متخاصمين وتصالحهم ما بقى عليك ذنب انتهيت فقد فزت ورب الكعبة.

عندك دوام الوضوء يعني كلها سهلة لمن يسرها الله له، إذا كنت تتوضأ منذ ساعة ما تستيقظ إلى أن تنام وأنت متوضأ وكثير يفعلون هذا الآن نساء ورجال كل ما انتقض وضوؤه توضأ من اعتاد الوضوء فقد كمل إيمانه.

الحج المبرور إذا حجيت وبعد الحج انصلحت فأنت ناجي

ورمضان إذا صمته صياماً حقيقياً (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا رجع كيوم ولدته أمه)

وتعرف أنت ليلة القدر فليلة القدر تضيف إلى رصيد حسناتك رصيد ثلاثة وثمانين سنة في كل عام صيام نهارها وقيام ليلها.

الذبّ عن عرض المسلم إذا كنت في مجلس وشتموا واحد مسلم تعرفه وسبوه واتهموه وأنت دافعت عنه فقد خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك. وخاصة إذا كان من العلماء وهذا من باب الأولى وأياً كان أي واحد يجيبون سيرته بشكل سيء وتدافع عنه وتقول اتقوا الله لا أعرف عنه إلا كل خير حرام عليكم هذه غيبة فسوف يحمي الله عرضك يوم القيامة.

أيضاً صيام ثلاثة أيام بالشهر وأنا في الإمارات وخاصة في دبي أعرف شخصياً عشرات من الرجال والنساء يصومون من كل شهر ثلاثة أيام اثنين أو خميس أو اثنين وخميس مع بعض.

السلام هذه السلام عليكم فأنت كل ما تسلم على واحد تتحات ذنوبك كما تتحات الأوراق عن الغصن اليابس تأمل رب العالمين جعل لك الجنة كما جعل أرقى أنواع الغذاء بأرخص الطعام وأرخص الأغذية كالبصل والفجل وما إلى ذلك جعل أعلى أنواع الأجر في عبادات سهلة كل ما ترى واحد تقول له السلام عليكم فحينئذٍ تتحات منكم الذنوب حينئذٍ هذا من العبادات الجليلة جداً.

مثلاً كثرة الخطى إلى المساجد يعني مثلاً في الإمارات وفي كل الدول الإسلامية والحمد لله المسجد في متناول يدك وقد يكون حتى في بلاد الغرب الآن المساجد موجودة فإذا استطعت أن تؤدي على الأقل يومياً ثلاث مرات في المسجد فقد أصبحت من أهل المساجد. وكذلك إذا وفقك الله عز وجل لصلاتي الفجر والعشاء في المسجد فقد فزت ورب الكعبة (لأن تصلي الفجر في الجماعة خير لك من أن تقيم الليل كله) (ولأن تصلي العشاء في الجماعة خير لك من أن تقيم نصف الليل).

إدخال السرور على كل من حولك أولاد أطفال زوجتك جيرانك أهلك أصحابك أقاربك واحد عنده مشكلة قمت له بعمل أو قدمت له شيئًا سُرّ به سرورًا عظيمًا هو كان في محنة في أزمة في يوم عيد مريض فقير مديون يعني عنده مشكلة مع دائرة المهم أدخلت على قلبه السرور لو تعلم كيف سيجزيك الله سبحانه وتعالى عن هذا السرور الذي أدخلته على أحد من الناس، سيخلق الله من هذا السرور ملكاً أجمل وجه تراه في حياتك يؤنسك في البرزخ والبرزخ حياة كاملة. فقط بهذا السرور ملك جميل ورائع ومحدث ممتاز ويريك مكانك في الجنة لمجرد أنك أدخلت السرور على عبد من عباد الله عز وجل.

كل هذا وقبله وبعده العدل إذا كنت عادلاً كنت أمير ثلاثة أو عشرة فما فوق (ما من أمير عشرة إلا ويأتي يوم القيامة وملك آخذ بقفاه على شفير النار أسلمه الظلم أو فكّه العدل) فإذا كنت عادلًا كما في الحديث “سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل” وهذا لا يعني أنه ما أخطأ في حياته لكن هو عادل ولكن قد يخطئ في حياته في مسألة ويتوب إلى الله منها لكنه هو عادل بشكل عام. في واحد ظالم قد يقوم بعمل جيد. نحن نعرف في زماننا هذا حكامًا قتلوا سرقوا ذبحوا وعذبوا لكن في يوم من الأيام قام بعمل واحد طيب، لا، نحن نتكلم عن عادل وقد يخطئ. فالإمام العادل أو العدل مع الزوجة مع الأهل مع الجيران مع المدرس مع الطلاب الضابط مع الجنود الخ العدل يوم القيامة هذا من أعجب العجائب (سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله أولهم إمام عادل) قبل أهل الصلاة وأهل المساجد وغيرهم. حينئذٍ كل هذا داخل في قوله تعالى (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)

وطبعاً لو تأملت العبادات الجليلة الشريفة السهلة التي لا تبقي عليك ذنباً أن تعفو عن من ظلمك، أن تعطي من حرمك، أن تسلم على من عرفت ومن لم تعرف، أن تخدم أبويك أن يكون عندك أم وأب بلغوا الكبر وتخدمهم خدمة متفانية. أن تكرم الجار إذا شهد لك سبعة من جيرانك. إذا كان لك على واحد دين وشفته معسرًا تقول له يا فلان أنت مسامح ما في بينا شيء وقس على هذا والله إن هذه الحسنات بالمئات ولا يدخل النار إلا شقي.

الدكتور نجيب: ونختم بقول سيدنا عمر الذي يقول (اللهم إن كنت قد كتبتني شقيًا فامحه واكتبني سعيدًا) (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ (39) الرعد) باسمكم جميعاً أتقدم بالشكر الجزيل لشيخنا الجليل العلامة الأستاذ الدكتور أحمد الكبيسي حفظه الله على هذه التحف الإيمانية والمواهب الربانية داعين الله سبحانه وتعالى أن يلهمه المزيد ويتحفنا بالمزيد في الحلقات القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بثّت هذه الحلقة بتاريخ 28/1/2011م وطبعتها الأخت الفاضلة نوال من السعودية جزاها الله خيرًا وتم تنقيحها.

======================

من قسم الفيديو

http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2383

على

 

Sharebase.to

Filedude

على

 

Sharebase.to

Filedude