(وبالوالدين إحسانا) في كتاب الله
وردت في كتاب الله في أربع مواضع في النصف الأول من كتاب الله، فقد وردت في سورة البقرة، النساء، اﻷنعام واﻹسراء.
1- (ﻭَﺇِﺫْ ﺃَﺧَﺬْﻧَﺎ ﻣِﻴﺜَﺎﻕَ ﺑَﻨِﻲ ﺇِﺳْﺮَﺍﺋِﻴﻞَ ﻻَ ﺗَﻌْﺒُﺪُﻭﻥَ ﺇِﻻَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺑِﺎﻟْﻮَﺍﻟِﺪَﻳْﻦِ ﺇِﺣْﺴَﺎﻧًﺎ ﻭَﺫِﻱ ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰٰ ﻭَﺍﻟْﻴَﺘَﺎﻣَﻰٰ ﻭَﺍﻟْﻤَﺴَﺎﻛِﻴﻦِ ﻭَﻗُﻮﻟُﻮﺍ ﻟِﻠﻨَّﺎﺱِ ﺣُﺴْﻨًﺎ ﻭَﺃَﻗِﻴﻤُﻮﺍ ﺍﻟﺼَّﻼَﺓَ ﻭَﺁﺗُﻮﺍ ﺍﻟﺰَّﻛَﺎﺓَ ﺛُﻢَّ ﺗَﻮَﻟَّﻴْﺘُﻢْ ﺇِﻻَّ ﻗَﻠِﻴﻼً ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﻭَﺃَﻧْﺘُﻢْ ﻣُﻌْﺮِﺿُﻮﻥ(83) البقرة).
2- ( ﻭَﺍﻋْﺒُﺪُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻻَ ﺗُﺸْﺮِﻛُﻮﺍ ﺑِﻪِ ﺷَﻴْﺌًﺎ ۖ ﻭَﺑِﺎﻟْﻮَﺍﻟِﺪَﻳْﻦِ ﺇِﺣْﺴَﺎﻧًﺎ ﻭَﺑِﺬِﻱ ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰٰ ﻭَﺍﻟْﻴَﺘَﺎﻣَﻰٰ ﻭَﺍﻟْﻤَﺴَﺎﻛِﻴﻦِ ﻭَﺍﻟْﺠَﺎﺭِ ﺫِﻱ ﺍﻟْﻘُﺮْﺑَﻰٰ ﻭَﺍﻟْﺠَﺎﺭِ ﺍﻟْﺠُﻨُﺐِ ﻭَﺍﻟﺼَّﺎﺣِﺐِ ﺑِﺎﻟْﺠَﻨْﺐِ ﻭَﺍﺑْﻦِ ﺍﻟﺴَّﺒِﻴﻞِ ﻭَﻣَﺎ ﻣَﻠَﻜَﺖْ ﺃَﻳْﻤَﺎﻧُﻜُﻢْ ۗ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻻَ ﻳُﺤِﺐُّ ﻣَﻦْ ﻛَﺎﻥَ ﻣُﺨْﺘَﺎﻻً ﻓَﺨُﻮﺭًﺍ (36) النساء).
3- ( ﻗُﻞْ ﺗَﻌَﺎﻟَﻮْﺍ ﺃَﺗْﻞُ ﻣَﺎ ﺣَﺮَّﻡَ ﺭَﺑُّﻜُﻢْ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ۖ ﺃَﻻَّ ﺗُﺸْﺮِﻛُﻮﺍ ﺑِﻪِ ﺷَﻴْﺌًﺎ ۖ ﻭَﺑِﺎﻟْﻮَﺍﻟِﺪَﻳْﻦِ ﺇِﺣْﺴَﺎﻧًﺎ ۖ ﻭَﻻَ ﺗَﻘْﺘُﻠُﻮﺍ ﺃَﻭْﻻَﺩَﻛُﻢْ ﻣِﻦْ ﺇِﻣْﻠَﺎﻕٍ ۖ ﻧَﺤْﻦُ ﻧَﺮْﺯُﻗُﻜُﻢْ ﻭَﺇِﻳَّﺎﻫُﻢْ ۖ ﻭَﻻَ ﺗَﻘْﺮَﺑُﻮﺍ ﺍﻟْﻔَﻮَﺍﺣِﺶَ ﻣَﺎ ﻇَﻬَﺮَ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﻭَﻣَﺎ ﺑَﻂَﻦَ ۖ ﻭَﻻَ ﺗَﻘْﺘُﻠُﻮﺍ ﺍﻟﻨَّﻔْﺲَ ﺍﻟَّﺘِﻲ ﺣَﺮَّﻡَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺇِﻻَّ ﺑِﺎﻟْﺤَﻖِّ ۚ ﺫَٰﻟِﻜُﻢْ ﻭَﺻَّﺎﻛُﻢْ ﺑِﻪِ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﻌْﻘِﻠُﻮﻥ (151) اﻷنعام).
4- ( ﻭَﻗَﻀَﻰٰ ﺭَﺑُّﻚَ ﺃَﻻَّ ﺗَﻌْﺒُﺪُﻭﺍ ﺇِﻻَّ ﺇِﻳَّﺎﻩُ ﻭَﺑِﺎﻟْﻮَﺍﻟِﺪَﻳْﻦِ ﺇِﺣْﺴَﺎﻧًﺎ ۚ ﺇِﻣَّﺎ ﻳَﺒْﻠُﻐَﻦَّ ﻋِﻨْﺪَﻙَ ﺍﻟْﻜِﺒَﺮَ ﺃَﺣَﺪُﻫُﻤَﺎ ﺃَﻭْ ﻛِﻠَﺎﻫُﻤَﺎ ﻓَﻠَﺎ ﺗَﻘُﻞْ ﻟَﻬُﻤَﺎ ﺃُﻑٍّ ﻭَﻻَ ﺗَﻨْﻬَﺮْﻫُﻤَﺎ ﻭَﻗُﻞْ ﻟَﻬُﻤَﺎ ﻗَﻮْﻻً ﻛَﺮِﻳﻤًﺎ (23) ﻭَﺍﺧْﻔِﺾْ ﻟَﻬُﻤَﺎ ﺟَﻨَﺎﺡَ ﺍﻟﺬُّﻝِّ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺮَّﺣْﻤَﺔِ ﻭَﻗُﻞْ ﺭَﺏِّ ﺍﺭْﺣَﻤْﻬُﻤَﺎ ﻛَﻤَﺎ ﺭَﺑَّﻴَﺎﻧِﻲ ﺻَﻐِﻴﺮًﺍ (24) اﻹسراء).
– كما وردت أيضاً في شكل وصية للإحسان إلى الوالدين في سورة الأحقاف ولكن لم يسبقها أمر بالتوحيد (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ﴿١٥ الأحقاف﴾
بدأت الآيات التي وردت في سورة البقرة والنساء واﻷنعام واﻹسراء باﻷمر بعبادة الله وحده والنهي عن الشرك ثم أمرت باﻹحسان إلى الوالدين وهذا لعظم منزلة اﻷبوين فجاء اﻷمر بطاعتهما بعد اﻷمر بعبادة الله وحده.
اشتركت اﻵيات الثلاثة في سور البقرة والنساء واﻷنعام في أن اﻷمر باﻹحسان إلى الوالدين جاء عاماً، ولكن تفصيل هذا اﻹحسان وتوضيحه جاء في سورة اﻹسراء فقال جل وعلا ( ﻭَﻗَﻀَﻰٰ ﺭَﺑُّﻚَ ﺃَﻻَّ ﺗَﻌْﺒُﺪُﻭﺍ ﺇِﻻَّ ﺇِﻳَّﺎﻩُ ﻭَﺑِﺎﻟْﻮَﺍﻟِﺪَﻳْﻦِ ﺇِﺣْﺴَﺎﻧًﺎ ۚ ﺇِﻣَّﺎ ﻳَﺒْﻠُﻐَﻦَّ ﻋِﻨْﺪَﻙَ ﺍﻟْﻜِﺒَﺮَ ﺃَﺣَﺪُﻫُﻤَﺎ ﺃَﻭْ ﻛِﻠَﺎﻫُﻤَﺎ ﻓَﻠَﺎ ﺗَﻘُﻞْ ﻟَﻬُﻤَﺎ ﺃُﻑٍّ ﻭَﻻَ ﺗَﻨْﻬَﺮْﻫُﻤَﺎ ﻭَﻗُﻞْ ﻟَﻬُﻤَﺎ ﻗَﻮْﻻً ﻛَﺮِﻳﻤًﺎ (23) ﻭَﺍﺧْﻔِﺾْ ﻟَﻬُﻤَﺎ ﺟَﻨَﺎﺡَ ﺍﻟﺬُّﻝِّ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺮَّﺣْﻤَﺔِ ﻭَﻗُﻞْ ﺭَﺏِّ ﺍﺭْﺣَﻤْﻬُﻤَﺎ ﻛَﻤَﺎ ﺭَﺑَّﻴَﺎﻧِﻲ ﺻَﻐِﻴﺮًﺍ (24) اﻹسراء).
وأما تفسير آيتي سورة اﻹسراء كما جاء في التفسير الميسر:
ﻭﺃَﻣَﺮ ﺭﺑﻚ -ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ- ﻭﺃﻟﺰﻡ ﻭﺃﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺣﺪﻩ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺎﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻷﻡ، ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﺣﺎﻟﺔُ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ، ﻓﻠﺎ ﺗﻀﺠﺮ ﻭﻻ ﺗﺴﺘﺜﻘﻞ ﺷﻴﺌًﺎ ﺗﺮﺍﻩ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﻭ ﻣﻨﻬﻤﺎ، ﻭﻻ ﺗﺴﻤﻌﻬﻤﺎ ﻗﻮﻻ ﺳﻴﺌًﺎ، ﺣﺘﻰ ﻭﻻ ﺍﻟﺘﺄﻓﻴﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺊ، ﻭﻻ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻨﻚ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻗﺒﻴﺢ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺭﻓﻖ ﺑﻬﻤﺎ، ﻭﻗﻞ ﻟﻬﻤﺎ -ﺩﺍﺋﻤﺎ- ﻗﻮﻻ ﻟﻴﻨًﺎ ﻟﻂﻴﻔًﺎ.