برنامج التفسير المباشر

برنامج التفسير المباشر 1429هـ – الجزء السابع عشر

التفسير المباشر

الحلقة السابعة عشرة

17-9-1429هــ

د:عبد الرحمن: بسم الله الرحمن الرّحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على أشرفِ الأنبياءِ والمُرْسَلين سيِّدِنا ونَبِيِّنا محمّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين. مرحباً بكم أيُّها الإخوةُ المُشاهدون في هذا اللّقاء القرآني المتجَدِّد يومِيّاً معكم طيلةَ شهر رمضان الّذي يأتيكم على الهواءِ مباشرةً من قناةِ دليل الفضائيّة بمدينة الرِّياض. اليوم هو اليوم السّابع عشر من شهر رمضان المبارك من عامِ تسعةٍ وعِشرينَ وأَرْبَعِ مئةٍ وألف.

واليوم حديثُنا سيكون بإذن الله تعالى حول الجزء السّابع عشر من أجزاء القرآن الكريم، وكما تعوّدنا في اللِّقاءات الماضية أننا نعرِض لكم في بداية اللّقاء أبرز موضوعات الجزء الّذي سنتحدّثُ عنه.

الجزء الّذي معنا في هذا اللّقاء يبدأُ من: أوَّلِ سورةِ الأنبياء، وينتهي بـ آخِرِ سورةِ الحجّ؛ فاشتمل الجزء على سورتين: سورة الأنبياء، وسورة الحجّ.

وأبرز الموضوعات الّتي اشتمل عليها هذا الجزء:

  • ابتدأت سورة الأنبياء وهي سورةٌ مكيّة، بالحديث عن غفلةِ النّاسِ عن الحِسابِ يوم القيامة.
  • ثمّ تحدَّثَت عن قصص الأنبياء عليهم الصّلاةُ والسّلام وما نزل عليهم من الكتب وما في ذلك من العِبَر.
  • ثمّ عالجت السّورةُ موضوعات الرِّسالة والوحدانيّة والبعث والجزاء، وعن السّاعةِ وشدائِدِها، والقِيامةِ وأهوالِها.

أمّا سورةُ الحجّ؛ فهي سورةٌ مدنيّة وتتناولُ:

  • جوانِبَ التّشريع.
  • كما تناولت قضايا الإيمانِ والتّوحيدِ والإنذارِ والتّخويف.
  • وموضوعُ البعث والجزاء، ومشاهد القيامةِ وأهوالِها.

وهذه هي أبرزُ الموضوعات الّتي اشتملت عليها هاتين السّورتين.

وقبل أن نبدأَ الحوار حول هاتين السّورتين أُذَكِّرُكم أيُّها الإخوةُ المشاهدون بأرقام التّواصل مع البرنامج سواءً هاتفيّة أو رسائل الجوال:

الهاتفية: من داخل السعودية ( 012085444 ) أو ( 014459666 )

أمّا الهاتف الجوال: ( 0532277111 ) .

وباسمكم جميعاً أيُّها الإخوةُ المشاهدون أُرَحِّبُ بأخي ضيف هذه الحلقة والمُجيب عن الأسئلة في هذا اللّقاء وهو فضيلةُ الشيخ الدّكتور محمد بن عبد الله القحطاني، الأستاذ المساعد بجامعة الملك خالد، والمتخَصِّص في الدِّراسات القرآنيّة، والمشرف على ملتقى أهل التفسير على شبكة الإنترنت، وهو زميلٌ وصديقٌ قديم، حيّاك الله يا أبا عبد الله.

د:محمد: حيّاكم الله، وحيّا الله الإخوة المشاهدين.

د:عبد الرحمن: طبعاً أُنَبِّه الإخوة المشاهدين والإخوة الّذين يعرفونك يا أبا مجاهد أنّك تكتب في ملتقى أهل التّفسير باسم أبو مجاهد العبيدي وهذا الاسم أصبح عَلَماً معروفاً عليك، أسأل الله أن يُوَفِّقَك وأن يكتُبَ أجرك على استجابتك لهذا اللّقاء. كمدخل للّقاء يا أبا مجاهد في هذه الحلقة نريد أن نتحدّث عن سورة الأنبياء وسورة الحجّ حديثاً عامّاً يشمَلُ موضوعات سورة الأنبياء وموضوعات سورة الحجّ أو الموضوع الأساسي الّذي تحدّثت عنه هاتين السّورتين.

د:محمد: الحمد للهِ رَبِّ العالمين، وأشهدُ أن لا إلَهَ إلاّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ مُحمّداً عبدُهُ ورسوله صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وأصحابه أجمعين. أمّا بعد، فأسألُ اللهَ عزّ وجلَّ أن يرزُقَنا التّوفيقَ والسّداد. وبدايةً أشكر الأخ عبد الرّحمن، وأشكر القائمين على هذه القناة الّتي أسأل الله عزّ وجلّ أن يجعلها منارةَ عِلْمٍ وخيرٍ وهدًى للنّاس، وأن ينفع بها، وأن يُوَفِّق القائمين عليها لكلِّ خير.

د:عبد الرحمن: اللهمّ آمين.

د:محمد: من نعمِ الله عزّ وجلّ علينا في هذا الشّهر المبارك أن نُوَفَّق للاهتمام بالقرآن الكريم، ومُدارَسَةِ آياتِه، وهذا من السُّنن الّتي كان النّبيّ عليه الصّلاةُ والسّلام يحرِصُ عليها. ولا شكّ أنّ سور القرآن العظيم مُتَنَوِّعة في موضوعاتِها وفيما تحدّثت عنه، وإن كانت كُلُّها تشترك في أنّها هِداية للنّاس وبيانٌ لهم.

سورة الأنبياء من السّور المكيّة الّتي عُنِيَت بموضوعات العقيدة، وعالجَتها بأساليب متنوّعة، ومعلومٌ أنَّ القضايا الكبيرة الّتي تُعنى بها السّور المكيّة تعود إلى ثلاث قضايا: قضيّة الأُلوهيّة والوَحدانِيّة، قضيّة الرِّسالة، وقضيّة اليوم الآخر؛ لأنّ هذه القضايا كان الحوار فيها وكان إنكار الكفّار لها بيِّناً ظاهِراً، فعُنِيَت هذه السّورة بهذه الثّلاث الموضوعات الرَّئيسِيّة من خلال وسائل وطرق متنوّعة.

وابتدأت هذه السّورة بهزَّة قويّة، وآية فيها عِظة وعبرة وهي قول الله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ {1} مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ {2}} ثمّ ذكرت السّورة بعض المواقف الّتي كان عليها أهلُ الشّرك، وتدُلّ على تناقضِهم وتَرَدُّدِهم، وعدم استجابتهم للحقّ، وهذا شأن كلّ مَن لم يستجِب للحقّ أنه في تردُّد وحَيْرة؛ فمرَّةً يقولون هو قولُ بشر، ومرَّةَ يقولون أضغاثُ أحلام، ومرّةً يقولون بل افتراه من عنده، وهكذا تتنوّع أقوالهم الّتي تدلّ على حَيْرَتهم، وهذا نتيجة التّكذيب، فإنَّ مَن كذَّب (فهم في ريبهم يترَدّدون)، {فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ}[ق:5] مُخْتَلِط، وهذا شأن أهل الكفر.

ثمّ ذكر الله عزّ وجلّ شيْئاً فيه عِبرة للمُكَذِّبين، وهو إهلاك الأُمم، وأنَّ الله عزّ وجلّ أهلك أُمَماً كثيرة {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ {11}} وذكر بعض الأشياء الّتي تدُلّ على أنَّ الباطل مضمَحِلّ وزائل، وأنّ الله عزّ وجلّ يقذِفُ بالحقِّ على الباطلِ فيَدْمَغُه فإذا هُوَ زاهق ثمّ انتقل الحديث إلى ذكر بعض الأدلّة الكونيّة الّتي تدلّ على قدرة الله عزّ وجلّ وعلى وحدانِيَّته وهذا معالجة موضوع الوحدانيّة، دلائل القدرة، دلائل التّوحيد الّتي مَن تأمَّلَ فيها ونظر فيها بصدق، وإنصاف؛ فإنَّهُ لا بُدّ أن يُؤمن بهذا الخالق القدير عزّ وجلّ، فذكر عِدَّة آيات، ثمّ انتقلت السّورة إلى ذكر قَصص الأنبياء، وهذا هو الموضوع الرّئيسي تقريباً في هذه السّورة؛ ولذلك سُمِّيَت سورة الأنبياء فذكر الله عزّ وجلّ في هذه السّورة قصّة عدد من الأنبياء: موسى، وهارون، وإبراهيم عليه السّلام وأطال في قصّةِ إبراهيم، ثمّ ذكر قصّة لوط، ونوح عليه السّلام وداود وسليمان، وبعد ذلك ذكر قصّة أيّوب عليه السّلام وكذلك إسماعيل، وذو الكِفل، وبعدَهُ يونس ذو النّون، ثمّ زكَرِيّا، ثمّ ختم بذكر مريم وما ذكر الله عزّ وجلّ عنها من المدح والثّناء. ثمّ آخر السّورة عاد وذكر مصير المكَذِّبين ومصير أهلِ الإيمان، فذكر أمورَ الآخِرة وقرَّرَ هذا الأمر ببيان فيه عِظة وفيه قوّة تقشَعِرُّ لها الأبدان حقيقة، ثمّ خُتِمَت السّورة ببعض الأمور الّتي تتعلّق بنَبِيِّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ {107}} وهذه باختصار مُجْمَل ما اشتملت عليه هذه السّورة من موضوعات.

طبعاً تأتي سورة الحجّ، سورة الحجّ ذكر بعض العلماء أنّها من أعاجيب السّور.

د:عبد الرحمن: هل تأذن لي يا أبا مجاهد حتى لا نُطيل على المتّصلين معنا، أن نتكلّم عن سورة الحجّ بعد أن نأخذ اتصال الأخ زياد تفضل حياك الله، الأخ زياد من السعوديّة

زياد: السلام عليكم.

د:عبد الرحمن: وعليكم السلام ورحمة الله.

زياد: مساء الخير.

د:عبد الرحمن: يا أهلاً وسهلاً الله يحيك.

زياد: كيف حالك يا شيخ طيب؟

د:محمد: الله يحيك.

زياد: الله يجزاكم خير على هالبرنامج لكن الصوت من عندكم ضعيف أنا من التليفون أكلمكم.

د:عبد الرحمن: طيب نرفع أصواتنا

زياد: أنا عندي سؤال وملاحظة. السؤال الأول يا طويل العمر تفسير آية 71 في سورة الأنبياء: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ {71}} الأرض هي فقط القدس وإلاّ جميع محيط الشام؟ هل المقصود بها القدس أو مصر.

د:عبد الرحمن: طيب أبشر.

زياد: وصل السؤال؟

د:عبد الرحمن مع د:محمد: وصل السؤال نعم. والملاحظة يا زياد؟

زياد: الملاحظة بالنّسبة للحلقة الماضية أمس {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى {132}} الآية العلاقة بين الرزق والصّلاة يعني ما يتبيّن أنّ الصّلاة من أكبر أسباب الرّزق؛ لأنّه لمّا الله سبحانه وتعالى لمّا شرع كان الصّحابة يقولون:أتتكم قاضية الحوائج، وقصّة الصّحابي الجليل الّذي ما وجد عند أهله طعام فأمر زوجته أن تُصَلّي ركعتين، فصلّت ركعتين فأدارت الرّحى فذهب إلى النّبيّ عليه الصّلاةُ والسّلام فقصّ عليه القصة فقال هذا لك إلى قيام السّاعة، هل هذه القصة صحيحة؟؟ وهل لها علاقة بالآية؟ يعني على حسب علمي كما قال الشيخ أنّ الصلاة هي أوسع أبواب الرّزق بحيث تصلّي ركعتين تقضي حاجتك من الله سبحانه وتعالى. جزاكم الله خير.

د:عبد الرحمن: بارك الله فيك شكراً يا زياد. الأخ عبد الله من السعودية تفضل، تفضل يا عبد الله حياكم الله.

عبد الله: السلام عليكم.

د:عبد الرحمن: عليكم السلام ورحمة الله.

عبد الله: كل عام وأنتم بخير.

د:عبد الرحمن: وأنت كذلك الله يحيك.

عبد الله: عندي سؤال للشيخ.

د:عبد الرحمن: تفضل.

عبد الله: ما هي السّورة الّتي تأتي شفيعة لصاحبها يوم القيامة؟

د:عبد الرحمن: طيب، جيد، هل لديك سؤال آخر يا عبد الله؟ الأخت الدرقاء من الجزائر تفضلي.

الدرقاء: السلام عليكم.

د:عبد الرحمن: وعليكم السلام.

الدرقاء: ممكن أسأل الشيخ؟

د:عبد الرحمن: حياكم الله تفضلي.

الدرقاء: في سورة الأنبياء {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ {89}} هنا زكريّا دعا الله تعالى بالولد لماذا؟ لأنّه لما ذهب إلى مريم وجدنا عندما بشره بغلام قال { قال رَبّي أنّى يكونُ لي غُلامٌ} ؟

د:عبد الرحمن: واضح السؤال شكراً يا أخت الدرقاء بارك الله فيك. نعود إليك يا دكتور محمد في الحديث عن سورة الحج وموضوعها، ثمّ نبدأ في أسئلة الإخوان.

د:محمد: قلت: أنَّ سورة الحجّ من السور العجيبة، وذكر بعضهم أنَّ فيها المكّي والمدني، واللّيلي والنّهاري، والصيفي والشتائي، والعلماء مختلفون بين مكيَّتِها ومدنيَّتِها؛ لأنّ موضوعاتها إن قلت أنّها موضوعات عقيدة فهي كذلك، وإن قلت بأنّها موضوعات تشريع وأحكام فهي كذلك، ولعلّ الأقرب والله أعلم أنّها مكيّة ومدنيّة، منها ما هو مكّي، ومنها ما هو مدني. {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} في بدر {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ {39}} في المدينة. فيها آيات طبعاً تتعلّق بالعقيدة وأهوال القيامة تُشبه الآيات المكيّة؛ فالّذي يظهر والله أعلم أنّها مكيّة ومدنيّة، وهذا من الأمور الّتي يعني تميّزت بها هذه السّورة.

ممّا ميّز هذه السّورة أنّ هذه السّورة سُمِّيَت بالحجّ وهو الرّكن الوحيد الّذي سُمِّيَت باسمه سّورة الصّلاة، والصّيام، والزّكاة ما في سورة سميَّت بركن من أركان الإسلام إلاّ هذه السّورة، وقد يكون هذا والله أعلم؛ لأنّ الحجّ لا يُفْعَل في العمر إلاّ مرَّةً واحدة، ولقُوَّة علاقتها بالتّوحيد؛ فلذلك أُفرِد بتسمية السّورة باسمه.

د:عبد الرحمن: وإن كانت سورة الفاتحة يا دكتور محمد تُسَمّى سورة الصلاة لكن ليس من القرآن.

د:محمد: ايه ليس من القرآن نعم. هذه السورة أيْضاً اشتملت على موضوعات متنوّعة، وهي تُعنى بالقضايا في العقيدة والبعث وإثبات البعث بقراءات متعدّدة، وممّا تميّزت به كثرة تقسيماتها للنّاس. النّاس ينقسموا إلى عِدّة تقسيمات، وقد ألّف أحدُ الباحثين كتاباً في هذا “أقسام النّاس في سورة الحجّ” وهناك تقسيمات لهذه السّورة للنّاس في عِدّة مواضع.

ممّا يُمَيِّز هذه السّورة أيْضاً أنّ فيها سجدتين، وهذا ليس في سورةٍ أخرى، فيها سجدة في أوَّلِها، وفيها سجدة في آخرها.

وكذلك ممّا يُمَيّز هذه السّورة أنّ فيها آية جامعة لكلّ خير لم تترك خيراً إلاّ وأمرت به، وهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {77}} هذه الآية جامعة لم تترُك خيراً إلاّ أمرت به في باب الخير هناك آية جامعة في المنهيّات وهي قوله تعالى {وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} [الأنعام: 120] فتلك جامعة في المنهيات وهذه جامعة في الخير، في سورة الأنعام نعم {إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ {120}.

سورة الحجّ يعني بدأت بداية قويّة جدّاً {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ {1}} و {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} في الغالب خطاب لأهل مكّة في الغالب، وطبعاً هذه السّورة جاء فيها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} و {يَا أَيُّهَا النَّاسُ}.

د:عبد الرحمن: طبعاً أنت الآن تشير يا دكتور محمد إلى ضوابط المكي والمدني الّتي يذكرها العلماء يقولون: أنّ السورة الّتي {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} في الغالب تكون مكيّة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} تكون مدنيّة وهذه مشتبهة، أيْضاً من العلماء مَن يقول السورة الّتي كيون فيها سجدة فهي مكيّة، فهذا من الضوابط الّتي

د:محمد مع د:عبد الرحمن: وهذه فيها سجدتان.

د:محمد: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ {1}} طبعاً هذه فيه وقفة مع علاقة اسم السّورة بهذه البداية، من أعظم دروس الحجّ التّذكير باليوم الآخر، وأنّ النّاس يجتمعون في مواقف صعبة وعلى هيئةٍ واحدة، وكثير من الأمور الّتي تكون للحجّ تُذَكِّر باليوم الآخر؛ ولذلك بدأت هذه السورة بــــــ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ {1} يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ} فهذا في بعض صوره يوجد في الحجّ عندما يذهل الحاجّ بسبب الزِّحام وشِّدته عن بعض الأشياء في الطّواف، والسّعي، عند رمي الجِمار {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى {2}} كالسُكارى في الدّهشة والحَيْرة وعدم استجماع العقل، وَمَا هُم بِسُكَارَى بالخمر حقيقة ولكنّهم كالسُّكارى {وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}. ثمّ ذكرت دلائل البعث، هذه من أهمِّ الأشياء الّتي تُرَكِّز عليها السّور المكيّة {إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ } ثمّ انتقلت إلى الحديث عن أهلِ الإيمان وأهل الكفر {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} .

وذكر بعد ذلك الله عزّ وجلّ فيها قصّة الحجّ وبداية فرضيّة الحجّ منذ بوّأ الله عزّ وجلّ لإبراهيم عليه السّلام مكان البيت، {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا} إلى آخر الآيات الّتي جاءت في بيان بعض أمور الحجّ المهمّة، ولعلّه يأتي إن شاء الله شيء من التعليق عليها في ثنايا هذا اللّقاء إن شاء الله تعالى.

د:عبد الرحمن: فتح الله عليك وحياك الله يا أبا مجاهد وشكر الله لك. والحقيقة كما تفضلت يعني سورة الأنبياء مليئة بالعبر لو أردنا أن نقف مع كلّ قصّة من هذه القصص لاستغرقت الوقت الطّويل. معنا الأخ عبد الله من السّعوديّة تفضّل يا أخ عبد الله

عبد الله: السلام عليكم.

د:عبد الرحمن: حياك الله وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

عبد الله: شكر الله لكم ولهذا البرنامج النّاجح.

د:عبد الرحمن: الله يحيك يا عبد الله.

عبد الله: أحببت يا شيخ الله يحفظك أسأل الإخوان جميعاً في سورة الأنبياء الله عزّ وجلّ ذكر قصص الأنبياء، ثمّ أردفها في الأخير بذكر علامة من علامات السّاعة وهي ذكر يأجوج ومأجوج والأشراط لو تذكرون المناسبة مع أنّ القصة كلّها كانت أغلبها في قصص الأنبياء فما الّذي جعل ذلك يكون ضمن السورة؟

ثمّ بعد ذلك في سورة الحجّ ورود السّجدتين في أوّل السّورة وفي آخر السّورة أما يعني هذا شيْئاً لهذه السورة العظيمة؟ بودّنا بعض الإيحاءات لهذه السورة الله يبارك فيكم.

د:عبد الرحمن: شكراً شكراً جزيلاً لك. هنا يا دكتور محمد أسئلة وردتنا أيْضاً من هاتف الجوال وأسئلة من طريق الاتصالات نريد أن نأخذها بالتّرتيب، معنا في سورة الأنبياء، وإن شئت وإن أذنت لي يا دكتور محمد تفسير بعض الآيات الّتي في آخر سورة طه والكهف ومريم من الحلقة السابقة.

سائل يسأل ويقول: هل ورد فضل الآيتين الأخيرتين من سورة الكهف، بعضهم يقول أنّها تورث الإخلاص، هل مرّ عليك شيء من هذا؟

د:محمد: هو الّذي أعلم بالنّسبة للآيتين الأخيرتين لم يرد فيها شيْءٌ يتعلّق بها إلاّ من حيث مَن حَفِظَ من أوّل سورة الكهف وآخر سورة الكهف أنّهُ يُحْفَظ من الدّجّال، لكن بالنّسبة للآيتين الآخيرتين لا أعرِف في هذا شيْئاً.

د:عبد الرحمن: جميل. في قوله سبحانه وتعالى {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا {71}} [مريم:71] يسأل سائل: ما معنى هذه الآية؟

د:محمد: ذكر العلماء: أنّ المراد بهذه الآية الصِّراط {وَإنْ مِنْكُمْ إلاّ وارِدُها} يعني كلُّ النّاسِ يَرِدونَ النّار على الصِّراط، الله عزّ وجلّ ذكر بعدها {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا {72}} فأهلُ التّقوى يُنَجّيهم الله عزّ وجلّ وهذا معلوم في مسائلِ الصِّراط وأنّهُ يَمُرّ على النّار فالله عزّ وجلّ يُنَجّي المتَّقين، نسأل الله عزّ وجلّ أن يجعلنا منهم.

د:عبد الرحمن: اللهمّ آمين. نسأل الله ذلك. سائلٌ يسأل يا دكتور في سورة الكهف في آخرها يقول الله سبحانه وتعالى عبر فيها: {فَمَا اسْطَاعُوا} {وَمَا اسْتَطَاعُوا} {ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع} {سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع} ما هي الحكمة في التّعبير بهذه العبارة؟

د:محمد: يعني هذه فائدة لغوية وهي أنّ القاعدة في هذا: زيادة في المبنى تدلّ على زيادة في المعنى. {سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع} هنا لم يُنَبِّئهُ بعد؛ فلذلك أتى بتعبير {تَسْتَطِع} بزيادة التّاء؛ لأنّه لا يعرف التّأويل بعد.

د:عبد الرحمن: فهو ثقيل على نفسه.

د:محمد: نعم، فلمّا عرف {ذَلِكَ تَأْوِيلُ} قال هذا {مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا}؛ لأنّه عرف فخفّف بالتّاء؛ لأنّه {تَسْتَطِع} فيها زيادة؛ لأنّه لم يعرف تأويل الأخبار هذه بعد.

د:عبد الرحمن: وهذا نفس العلّة {فَمَا اسْطَاعُوا} {وَمَا اسْتَطَاعُوا}؟

د:محمد: نعم، {فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا {97}} يعني الظّهور أسهل من النّقب؛ ولذلك عبّر بالظّهور بـــــــ {اسْطَاعُوا} بدون تاء أمّا في النّقب فلصعوبته قال {وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} .

د:عبد الرحمن: جميل، جميل، وأظنّ هذه قاعدة (زيادة المبنى) .

د:محمد: قد تكون مضطردة، أن أيّ لفظ يأتي فيه زيادة حروف فيه زيادة معنى يجعلون قاعدة زيادة المبنى تدلّ على زيادة المعنى.

د:عبد الرحمن: جميل فتح الله عليك. هنا سؤال يا دكتور محمد عن الآية رقم 71 من سورة الأنعام أو من سورة الأنبياء عفواً {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ {71}} فيقول: ما المقصود في الأرض الّتي باركنا فيها للعالمين؟

د:محمد: ذكر المفسِّرون أنّها أرض الشّام، وبارك الله عزّ وجلّ فيها للعالمين من حيث كثرة الأنبياء فيها، الأنبياء كانوا في هذه الأرض؛ فهي أرض مباركة من حيث كثرة الأنبياء فيها، وأيْضاً؛ لأنَّ فيها بيت المقدِس {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} والمراد بـــ {حَوْلَهُ} أرض الشام، فالمراد بالأرض هنا أرض الشّام بعمومها.

د:عبد الرحمن: وأين كان إبراهيم عندما هاجر؟

د:محمد: كان في العراق هاجر من العراق كذلك وابنُ أخيه لوط، وفي الآية قال {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ} يعني عدّا (ونجّيْناهُ إلى)

د:عبد الرحمن: وليس معنى { وَنَجَّيْناهُ مِنْ } فلم يقل.

د:محمد: نعم، (إلى)؛ لأنّ فيها الخروج {نَجَّيْناه} مُضَمَّن معنى أخرجناه.

د:عبد الرحمن: جميل جدّاً، إذاً هذا هو المقصود بالرض الّتي باركنا فيها. هنا أيْضاً سؤال يا دكتور في قوله تعالى أمّا الأخ زياد يُنَبِّه سُئِلْنا سؤالاً وهو ما هي العِلّة أو ما هو المناسبة بين قوله {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى {132}} فسأل سائل قال: ما هي العلاقة بين الرّزق وبين الأمر بالصّلاة؟ فنحن قلنا له يعني: لعلّ هذا إشارة إلى أنّ الصّلاة كثيرٌ من النّاس يشغله طلب الرّزقِ عن الصّلاة؛ فجاء الأمر بالصّلاةِ في هذا الأمر وتذييله بالرّزق أنّه على الله سبحانه وتعالى وأنه قد تكفّل به، والأخ زياد يُنَبِّه إلى أنّ أيْضاً الصّلاة هي من أبوابِ الرِّزق؛ فجاء الأمرُ بها، والإشارة إلى أنّ المحافظة عليها بابٌ من أبواب الرّزق، وهذا كلامٌ صحيح. وطبعاً يا دكتور محمد أحياناً عندما تجد مثل هذه الأسئلة هي أسئلة غير قطْعِيّة أليس كذلك؟ هي احتمالات واجتهادات؛ ولذلك هذه إضافة جيّدة من الأخ زياد.

د:محمد: الآية هذه فيها الجانبان، طبعاً أكثر ما يشغل النّاس عن الصّلاة في الواقع هو الرّزق؛ فالله عزّ وجلّ يأمُر بها {لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا} يعني لا يشغلكم طلب الرّزق عن الصّلاة؛ لأنّ الصّلاة هي الأهمّ، ثمّ في المقابل الصّلاة والاشتغال بها سببٌ للرّزق؛ لأنّ المحافظة على الصّلاة من تقوى الله {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا {2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق:1-2] .

د:عبد الرحمن: جزاك الله خيراً. الأخ عبد الله يقول ما هي السّورةُ الّتي تأتي شفيعاً لصاحبها يوم القيامة؟

د:محمد: طبعاً القرآن كلّه يأتي يوم القيامة شفيعاً لصاحبه، هذا القرآن كاملاً، لكن بعض السّور خصّت بمزيد فضل، والمعروف أنّ سورة المُلْك، تبارك سورة من ثلاثين آية شفعت لصاحبها أو هي المُنْجِيَة تُنْجيهِ من عذابِ القبر؛ فلعلّ سورة تبارك.

د:عبد الرحمن: وأيْضاً يا دكتور تأتي البقرة وآل عمران يوم القيامة يُحاجّان عن صاحبها والمُحاجَجة هي الشّفاعة. معنا الأخت نورة من السّعودية تفضلي يا أخت نورة

نورة: السّلام عليكم.

د:عبد الرحمن: وعليكم السّلام ورحمة الله.

نورة: عندي تساؤل عن سورة الحجّ في قوله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ {52}} المقصود في {فَيَنسَخُ اللَّهُ} هل المقصود الآيات الّتي الله سبحانه وتعالى نسخها؟ أم ما المقصود بهذه الآية؟

وأيْضاً في قوله تعالى نرجع قليلاً إلى سورة يوسف {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ}[يوسف:42] فما المقصود؟ هل هو يوسف أم أحد الرّجُلَيْن؟

وأيْضاً في قوله في قصّة سليمان عليه السّلام لمّا أمر عِفْريت من الجنّ يأتي بالعرش فقال له {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ} [النمل: 40] مَن هذا؟ هل هو موسى نفسه؟

د:محمد: ما شاء الله القرآن كلّه.

د:عبد الرحمن: شكراً يا أخت نورة بارك الله فيك. معنا الأخ مُنير من ليبيا تفضل يا أخ منير.

منير: بارك اله فيك يا شيخ السلام عليك.

د:عبد الرحمن: أهلاً وسهلاً بك وعليكم السلام ورحمة الله.

منير: ما حكم سماع المرأة الحائض للقرآن؟

السؤال الثاني: نسأل عن حكم الأناشيد الدينية، هي الآن موجودة في الفضائيّات هي أصبحت الآن مثل ما يقولوا وسيلة من وسائلِ الدّعوة، نحن نرى فيها غاية ونجد بعض القراء للقرآن المعروفين يعملون الكليبات تركوا القرآن وأصبحوا يتسابقون في الأناشيد الدينية مع العلم أنّ فيه من النّساء وفيه من أنّه بحُجّة الدّعوة إلى الله هل هذه فعلاً دعوة إلى الله أو هو طلب شُهرة أم ماذا؟ الله أعلم يا شيخ فهل هي من الدعوة إلى الله

د:عبد الرحمن: وضح السؤال بارك الله فيك شكراً يا أخ منير. الأخ صالح من السعودية تفضل يا أخ صالح

صالح: السّلام عليكم ورحمة الله.

د:عبد الرحمن: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

صالح: يا فضيلة الشيخ بالنسبة لقول الله عزّ وجلّ أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} هل المقصود (مدين) هي المدينة الّتي تقع شمال غرب تبوك والمعروف اسمها الآن [البدع] هل هي هذه المدينة الّتي كان المقصود بها لشعيب عليه السلام لأن موجود فيها مغاور لقوم شعيب على حسب الرِّوايات ما نعلم هل هي موجودة وإلاّ كانوا ينحتون الجبال الجيوش حقّتهم منحوتة في الجبال .

د:عبد الرحمن: أنت تعرفها يا أخ صالح شخصياً ذهبت إليها؟

صالح: ذهبت إليها؛ لأنّي أنا أسكن هناك.

د:عبد الرحمن: إيه جيّد جزاك الله خير.

صالح: الله يجزاك خير السلام عليكم.

د:عبد الرحمن: شكراً يا أخ صالح الله يحيك.

نعود يا أبا مجاهد إلى حديثنا الحقيقة في الآيات سورة الأنبياء وسورة الحجّ هنا سؤال يا أخي العزيز عن قوله تعالى {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ {89}} الأخت الدّرقاء تسأل تقول: ما معنى الآية؟ هل يقصد {لا تَذَرْني فَرْداً} أنّه يطلب الولد؛ كما في مريم وفي آل عمران؟

د:محمد: لا شكّ أن ّالآية صريحة في هذا والدّليل {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى} فالإجابةُ تبين المقصود بالسؤال.

د:عبد الرحمن: البعض أحياناً يا أبا مجاهد الّذي يسأل عن الآية ولا ينتبه للآية الّتي بعدها قد يكون فيها الجواب، وهذا ما يُسَمّى تفسير القرآن بالقرآن، خاصّةً هذا النّوع منه الّذي يكون البيان المتّصل بيان القرآن بيان المتّصل أن يكون ظاهر.

الأخ عبد الله سأل عن يأجوج ومأجوج في آخر سورة الأنبياء يقول: جاء الحديثُ عن الأنبياء، وفي آخرِها قال {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ {96}} يقول هل هناك حكمة من ختم هذه القصص بذكر قصة يأجوج ومأجوج؟

د:محمد: لا يظهر لي مناسبة واضحة، ذكر قصص الأنبياء لها فوائد وعبر، وانتقل الحديث بعدها إلى {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ {52} فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا} ثمّ انتقل الحديث إلى سياق يتكلّم عن ما يحصل في آخر الزّمان وعلامات السّاعة فلا يظهر لي أبداً شيء بيِّن يمكن أن يُقال في العلاقة بين الأنبياء وذكر هذا الأمر في آخر السورة.

د:عبد الرحمن: جميل جدّاً. ويبدو والله أعلم يا دكتور محمد أنَّها يعني إشارة إلى أنّ أوّلاً يمكن أن يُسْتَنبط منها مثلاً {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} بعد أن ذكر هذه الأُمَّة أُمَّة محمد صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ أنّه ليس بعدها إلا قيام السّاعة، أليست يأجوج ومأجوج هي من علامات الساعة الكبرى؟ وأنّ خروجهم علامة من هذه العلامات؟.

د:محمد: نعم.

د:عبد الرحمن: سأل سؤالاً الأخ عبد وقال: يعني سورة الحجّ فيها سجدتان هل يا تُرى هناك حكمة تلتمسها من وجود سجدتين في سورة؟ وهل هناك علاقة بينها وبين الحجّ – فريضة الحجّ نفسها-؟

د:محمد: الله أعلم لا يظهر لي مناسبة في هذا الله أعلم.

د:عبد الرحمن: جميل. الأخ سأل سؤالاً من الجوال يقول: أنّه الإخبات ذكر في سورة الحجّ مرّتين فيقول هل هذا له علاقة يا تُرى بفريضة الحجّ؟

د:محمد: لا شكّ هذه الآية جاءت بعد آيات الحجّ {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ {34} الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {35}} والإخبات هو مثل ما يقول العلماء هو تقوى الله عزّ وجلّ والتّواضع لعباده، وهذا يظهر كثيراً في الحجّ، مظاهر التّقوى مع أهميّة التّواضع لعباد الله أنّهم يستوون وكُلٌّ منهم بحاجة إلى الآخر فلا بُدّ فيه من هذه المظاهر، ثمّ بيَّن الله صفات المخبتين بالصّفات الأربعة الّتي ذُكِرَت في الآية الّتي تليها.

د:عبد الرحمن: جزاك الله خيراً وفعلاً هو معنى الإخبات في هذا.

د:محمد: طبعاً الإخبات أصلاً من النّزول مكان خبت يعني نازل، فلا شكّ أنّ الحجّ كلّ العبادات من مقاصدها إكساب الإنسان التّقوى والتّواضع والعبوديّة لله عزّ وجلّ والتّواضع للعباد.

د:عبد الرحمن: وأيْضاً {كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا {97}} خبت يعني: ضعُفَ نارها.

الأخت نورة تسأل ثلاثة أسئلة سؤال في موضوع {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ {52}} تسأل: ما المقصود بالنّسخ أوّلاً في هذه الآية؟

د:محمد: هو النّسخ مثل السؤال السابق يعني يفسّرها الكلمة الّتي بعدها، النّسخ في القرآن له معاني، من معانيها،

من معاني النّسخ: أن يأتي حكم بدل حكم. وهذا لا يُراد هنا، المراد هنا الإبطال والإزالة. فمن معاني النّسخ: نسخت الشّمسُ الظّلّ أزالته، فهذا المعنى من معاني النّسخ لغةً وهنا. يعني: فمعنى {فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} أي يُبْطِلُ اللهُ ما يُلْقي الشّيطان من الشّبهات والوساوس الفاسدة {ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ} هذا معنى النّسخ هنا. وطبعاً معنى النّسخ يتّضح بمعرفة معنى الآية على وجه العموم، وهذه الآية تُعَدّ من الآيات الّتي فيها إشكال عند كثير من المفسرين.

د:عبد الرحمن: وضّحها للمشاهدين.

د:محمد: الله عزّ وجلّ يُبَيِّن للنّبيّ عليه الصّلاة والسّلام لمّا ذكر بأنّه {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ {49}} بيَّن بأنَّ الله عزّ وجلّ ما أرسل من قبله من رسولٍ ولا نبيّ إلاّ إذا تمنّى، وشبه إجماع من المفسّرين، وإن خالف بعض المتأخرين أنّ المراد بالتّمنّي هنا: التِّلاوة والحديث. إذا تمنّى يعني حدّث، أو قرأ أو تلا. {إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} يعني إذا حدّث النّبيّ بالوحي الّذي أُوحِيَ إليه، وبمضمونه للنّاس ودعاهم إلى الهداية والاستجابة، يأتي الشيطان فَيُلْقي للنّاس الوساوس والشّبهات الّتي تصدّهم عن مضمون هذا الوحي، {فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} فيُبطِل الله ما يُلْقي الشيطان؛ لأنّه باطل وزاهق؛ فيبطِله الله عزّ وجلّ ثمّ يُحْكِمُ الله آياته، فوساوس الشيطان وشبهاته دائماً إلى زوال، وأمّا آياتُ الله فهي محكمة ثابتة، هذا يعني مضمون الآية ومعناه، وهو الأقرب إلى الصواب والله أعلم بعيداً عن القصص الّتي يذكرونها في تفسير هذه الآية.

د:عبد الرحمن: جميل جدّاً، سألت سؤالاً آخر وإن كان خارج موضوعنا {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} تقول مَن هو الشّخص هذا الّذي نسي؟ طبعاً في قصّة يوسف.

د:محمد: طبعاً هو يوسف عليه السّلام- أنا أودّ من الإخوان أن يقتصروا على الجزء الّذي معنا- يوسف عليه السّلام لمّا نبّأ مَن معه من السُّجَناء بالتأويل واحد يعني بتأويل الرُّؤيا بأنّه سيُقْتَل، والآخر سيخرج، فقال يوسف للّذي ظنّ أنّه ناجٍ مِنْهُما، وهو الّذي سيخرج {اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ} يعني عند سيّدك، عند الملِك {فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ} فنسي فلبث يوسف في السّجن بضع سنين، فالمراد بالرّبّ هنا سيّد الغلام الّذي خرج.

د:عبد الرحمن: جميل جدّاً. قصّة الّذي عندَه علمٌ من الكتاب {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ}

د:محمد: فيها خلاف بين أهل العلم ولعلّه يأتي في الجزء المعلّق بها، لكن الّذي يظهر الآن والله أعلم أنّه رجل عندَهُ علم، وهذا يدلّ على فضل العلم {قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي} .

د:عبد الرحمن: جميل جدّاً فتح الله عليك يا أبا مجاهد. أستأذنك يا أبا مجاهد وأستأذن الإخوة المشاهدين في عرضِ كتابٍ لهم يستفيدوا منه إن شاء الله، ثمّ نعود إليكم.

******************************

فاصل: التعريف بكتاب

“تدَبُّرُ القرآن”

مُؤلِّفُ هذا الكتاب هو الأستاذ سلمان بن عمر السنيدي.

ويتناولُ هذا الكتاب موضوعَ تَدَبُّرِ القرآن الكريم، والتأمُّلَ والتّفكُّرَ في آياته للعملِ بما فيه، وقد اشتمل على الموضوعات التالية:

  • معنى تدبُّر القرآن وأهميّته.
  • أمورٌ شُرِعَت من أجلِ تدَبُّر القرآن والتأثر به؛ وذكر منها: التّرتيلَ وتحسينَ القراءة، وقيام اللّيلِ بالقرآن.
  • أمورٌ مُتَوَقِّفَةٌ على تدبُّر القرآن وفَهمِ معانيه.
  • صوارِفُ تَحولُ دون تَدَبُّرِ القرآن.
  • ودرجاتُ تدَبُّر القرآن.
  • وذكر من سُبُلِ تدبُّرِ القرآن.
  • ثمّ ختم كتابَهُ بذكرِ صورٍ ومواقف من تدبّر المتدبِّرين للقرآن.

وقد صدر الكتابُ ضمنَ سِلسِلةِ كتابِ البيان الّذي يصدرُ عن مجلّة البيان، وقد صدرت طبعته الثانية عام ألفٍ وأربعِ مِئةٍ وثلاثةٍ وعشرين للهجرة.

*******************************

د:عبد الرحمن: مرحباً بكم أيُها الإخوةُ المشاهدون مرّةً أخرى في هذا اللّقاء من برنامجكم [التّفسير المباشر] وأُجدّد التّرحيب بضيفِنا العزيز الّذي قَدِمَ إلينا اليوم من مدينةِ أبها الحبيبة وهو فضيلة الشيخ الدّكتور محمد بن عبد الله القحطاني، الأستاذ المساعد بجامعة الملك خالد، والمشرف العلمي في ملتقى أهل التفسير، حياكم الله يا أبا مجاهد مرة أخرى.

د:محمد: الله يحيك.

د:عبد الرحمن: سألنا سائل قبل الفاصل عن قوله تعالى في سورةِ الأنبياء {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ {104} وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ} الآية، يسأل ما معنى {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} الآية؟

د:محمد: من القواعد المهمّة الّتي لا بُدّ من الاهتمام بها، وأنا أنصح نفسي والإخوة المستمعين والمشاهدين بأن يهتموا بها، أن يُحاول القارئ أن يتأمَّل الآيات في سياقِها وموضوعِها، فإنَّ هذا يكشف الكثير من الخفاء، فالآية تتعلّق بمصير أهل الإيمان يوم القيامة، وأنّ الله عزّ وجلّ يُنَجّيهم {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ {101}}.

د:عبد الرحمن: يعني عن النار.

د:محمد: نعم {لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ {102} لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ} وهو الموت أو العذاب والهوْل يومَ القيامة {وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ {103}} الّذي هو يوم القيامة، وما يحصل لهم فيه من الجزاء. هذا اليوم {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} الطَّيّ ضدّ النّشر يُطْوى الكِتاب كما تُطْوى الورقة {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء} تُطْوى السّماء {كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} كما يطوي السّجلّ وهو الكتاب المكتوب فيه، فالسماء تُطْوى، يوم نطوي السماء في ذلك اليوم كَطَيِّ السِّجِلِّ للكتب {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ} وقد بيّنها النّبيّ عليه الصّلاةُ والسّلام بأنّ الخلائق يُبعثون يوم القيامة حُفاةً عُراةً غُرْلاً أي مختونين {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا} يعني حقّاً علينا لا بُدّ منه {إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}. ثمّ تأتي هذه الآية وسياقُها يُبَيِّن معناها الّتي بعدها يمكن أنها جزء من السؤال {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ {105}} هذه الآية من المُفَسِّرين مَن ذكر بأنّها في الدُّنيا، هذا قول له حقّ من النّظر، يعني أنّ الأرض الله عزّ وجلّ كتب في الزَّبور المراد بالزَّبور هنا المزبور أي: الكتب المكتوبة؛ فهو جنس يشمل التوراة، والإنجيل، والزَّبور، والقرآن. {مِن بَعْدِ الذِّكْرِ} أي اللوح المحفوظ. لقد كتبنا كتابة قَدَرِيّة كتبها الله عزّ وجلّ كتب ذلك كتب في الزَّبور من بعدِ الذّكر، أنّ الأرضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحون، وهذا يوم القيامة، والمراد بالأرض هنا الجنّة على القول الأرجح والّذي عليه جمهور المفسرين، ومنهم مَن قال: بأنَّ المراد بالأرض في الدّنيا، وأنّ على المؤمنين أن يسعوا إلى استخلاصها من أهل الكفر بالجهاد والقتال لأنّها لهم. يذكر بعضهم معنى لطيف أنّ أهلَ الكفر يدفعون الجِزية؛ لأنّهم يسكنون أراضي لا يستحقّونها؛ فكأنّهم مستأجِرون لهذه الأرض فيدفعون مقابل بقاءهم على أرض لا يستحقّونها؛ لأنّه معلوم أنّ الله عزّ وجلّ خلق الخلق لعبادته وجعل الأرض لهم فهم أوْلى النّاس بها، فهذا معنى {إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ {128}} الأعراف .

د:عبد الرحمن: معنا الأخ أحمد من السعودية تفضل يا أخ أحمد حياك الله، معنا الأخ نايف تفضل

نايف: السلام عليكم.

د:عبد الرحمن: وعليكم السلام.

نايف: تحية طيبة لك دكتور عبد الرحمن ولضيفك الكريم د. محمد

د:عبد الرحمن: أهلاً وسهلاً بك تفضل حياك الله.

أحمد: شيخنا الكريم لديّ ثلاثة أسئلة:

د:عبد الرحمن: تفضل.

أحمد: السؤال الأول: في قوله عزّ وجلّ {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ} الباء هنا في قوله عزّ وجلّ: {بِالْحَقِّ} هل هي للمصاحبة أو للملامسة؟ وجه السؤال لأنّ القذف في القرآن الكريم دالّة على الشِّدّة إلاّ هذه الآية هل هي الباء هنا للملابسة أن الحقّ نفسه شديد أو للمصاحبة الحقّ يصحبه شدّة في قذفه على الباطل ويترتب على هذا نور يقذفه الله عزّ وجلّ في القلب أو لا؟

على قول مَن قال الحق علم نورٌ يقذفه الله في القلب، وإلاّ إذا قيلت المصاحبة فإنّ العلم شيء لطيف نوراني ليس شيْءً شديداً، هذه فائدة السؤال.

السؤال الثاني: في قوله عزّ وجلّ الآية 100 من الأنبياء {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ} وجه اختصاص الزّفير بالشّهيق في ذكر عذاب النّار؛ لأنّه أيضاً في موطن آخر في سورة هود تقدّم ذكرُ الزفير على الشهيق أنّ الزفير يسبقه شهيق هل هناك نكتة بلاغية في ذكر الزفير لأهل النار؟

السؤال الثالث: لا علاقة له في الجزء إنّما هو دراسة الشيخ محمد باختيار وترجيحات ابن القيّم سؤالي: هل هناك اختيار للمفسّر؟ وجزاكم الله خيراً

د:عبد الرحمن: حياك الله شيخ نايف شكراً جزيلاً. الأخ نايف أسئلته الحقيقة تُثرينا دائماً وأسئلة علمية وهو متابع وهو يكتب معنا في ملتقى أهل التفسير. نعود يا دكتور إلى أسئلة الإخوان حتى الوقت لم يبقى معنا إلاّ ما يُقارب العشر دقائق تقريباً، سألنا الأخ صالح وقال {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} قال هل هذه مدين هي المدينة الّتي على الساحل الآن في جهة تبوك؟

د:محمد: هو بعض الإخوة وفّقهم الله يسألون ويجيبون؛ فيُثرون البرنامج فهو أدرى بالجواب يعني طالما هو من نفس المنطقة، وهذا الّذي يظهر أنّها مَدْيَن شمال الجزيرة بدلالة أنّه خرج إلى مَدْيَن موسى عليه السّلام فهي هناك، وشُعَيْب أُرْسِلَ إلى مَدْيَن وإلى أصحاب الأيْكة وهي قريبة منها.

د:عبد الرحمن: تبوك والمنطقة أظنّ بعضهم يسميها مديان أهل الكتاب يسمونها مديان وهي الّتي مسمّاها البدع الآن.

سؤال آخر يا دكتور محمد على الآية الخامسة عشر من سورة الحجّ وهي قوله تعالى عن تفسيرها يعني {مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ {15}}.

د:محمد: طبعاً من مزايا سورة الحجّ بأنّ الحديث فيها عن نصّ الحديث جميل وفيه لطائف.

د:عبد الرحمن: النصر في سورة الحج؟

د:محمد: نعم، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ {40}} وأنَّ الله عزّ وجلّ لا بُدّ أن ينصُر أولياءه، وهذا شيء كتبه الله عزّ وجلّ { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ {171} إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ {172}[الصافات:172]، هذا لا بدّ منه فلا بد للمؤمن أن يُوقِن بهذا، هناك مَن يشكّ ويخالف ويكذّب؛ فتأتي هذه الآية؛ لِتُبَيِّن أنّ هذا الأوْلى به أن يُهْلِك نفسَه ويموت غيْظاً إذا كان لا يُريد أن يُصَدِّق بهذا. مَن كان يظنّ أن لن ينصره أي من كان يظن أن لن ينصُرَ الله نبيّه {أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ} أي: أن لن ينصر الله نبيّه. {مَن كَانَ يَظُنُّ} إمّا بالظّنّ المعروف أو بالظّنّ الّذي هو اليقين، مَن كان يظن أو يوقن أنّ الله لن ينصر نبيّه في الدّنيا بالظهورِ على أعدائه وفي الآخرة بإدخاله الجنّة وفي رفعه في درجاتها وإهلاك أعدائه، وإنّ النّصر يكون في الدّنيا ويكون في الآخرة {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء} فليمدد بحبل إلى السماء إلى سقف بيته.

د:عبد الرحمن: يعني السبب هنا هو الحبل؟

د:محمد: نعم، فليمدد بحبلٍ إلى السماء الّذي هو سقف بيته، ثمّ يربط نفسه به {ثُمَّ لِيَقْطَعْ} يعني يُهلِك نفسَه يقطع الحبل ليهلِك نفسه {فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} يعني هل يُذهب هذا ما يغيظه؟ لا، فنصرُ الله متحقق وهو يموت بغيظه ولا يُتَأَسَّف عليه. هذا معنى على كلّ حال معنى الآية العام أنّ نصرَ الله لنبيّه محمد صلّى الله عليه وسلّم لا بُدّ منه في الدنيا والآخرة.

د:عبد الرحمن: جميل جدّاً. أمّا بالنسبة لأسئلة الأخ منير يا دكتور محمد حكم سماع الحائض للقرآن، وحكم الأناشيد أنا أحيله إلى برنامج فتوى هنا البرنامج خاص بهذا.

هنا سؤال قبل أن نتقل للأخ نايف سؤال عن الآية رقم 40 في سورة الحجّ يا دكتور محمد وهي قوله تعالى {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} ثمّ قال: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ  كَثِيرًا} يسأل لماذا قُدِّمَت الصّوامع على البِيَع والصّلوات؟ وأنا أسأل لماذا قال “وصلواتٌ ومساجد”؟

د:محمد: أوّلاً معنى الآية {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ} يعني { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ {39} * {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ} وهم أهل الإيمان من المهاجرين {بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} طبعاً {إِلَّا أَن يَقُولُوا} إما أن يكون للاستثناء منقطعاً فيكون ليس لهم ذنب، لكنّهم قالوا {رَبُّنَا اللَّهُ} فأُخْرِجوا بهذا السّبب، وأمّا يكون الاستثناء متّصِلاً فيكون المعنى {إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} يعني هذا ذنب بالنسبة للّذين أخرجوهم الّذين أخرجوهم يروْن أنّ هذا ذنب.

د:عبد الرحمن: ويُؤيّد هذا يا دكتور {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ {8}[البروج:8].

د:محمد: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ} يعني ولولا دفْعُ اللهِ أهلَ الشرك بأهل الإيمان بالجهاد والقتال لتسلّط أهلُ الشرك وأهل الباطل على أهل الأديان فهدّموا الصوامع والبيَع والصّلوات والمساجد.

فالصوامع: جمع صوْمعة وهي مكان عبادة الراهب لوحده؛ الراهب من النصارى له صوْمعة.

أمّا البِيَع: فهي كنائس عامّة.

الصومعة للشخص الواحد خاصة به والبِيَع: للكنائس العامة،{ وصلوات} يعني معابد اليهود، { ومساجد }

التقديم هنا والله أعلم دائماً في التقديم لا يُقال بأنّه زمني؛ لأنّ اليهود قبل النصارى؛ لكن والله أعلم قد يكون الظاهر حسب السياق لأنّ السياق التهديم، فالتهديم أكثر ما يقع على الصوامع والبِيَع، ثمّ الصّلوات، ثمّ يقلّ في المساجد بمعنى أنّهم يتسلّطون، هذا ما يظهر لي والله أعلم دائماً لمّا نتكلّم عن التقديم فنتكلّم عن تقديم يُراعى فيه معنى الآية والغرض الّذي جاءت من أجله.

د:عبد الرحمن: فتح الله عليك يا دكتور. الأخ نايف يسأل يقول: في قوله تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ {18}} يقول: الباء هنا هل هي للمصاحبة أم هي للملابسة؟

د:محمد: هو جاوب وفقّه الله بأنّه يُحْتَمَل أن تكون كذا ويُحْتَمَل أن تكون كذا، لا شكّ أنّ الحقّ يعني مصحوب بقوّة ففي الحقِّ قوّة؛ لذلك قال هنا {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ} القذف هنا هو الإلقاء القوي نقذف به كأنّه قنبلة تُقذَف على الباطل؛ فيزهق الباطل ويذهب ويضمحلّ، فالحقّ الّذي يُؤثّر هذا التأثير لا شكّ أنّه مصحوب بقوّة {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ}.

د:عبد الرحمن: اسمح لي أداخل معك يا دكتور.

د:محمد: تفضل المسائل اللغويّة أنت أدرى بها.

د:عبد الرحمن: أنا في ذهني فكرة تُؤيّد ما قلتَه: أنّ الحقّ فيه قوة دليله قوله تعالى {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ} [الإسراء:81] ولم يذكر هنا الباء لا للملابسة ولا للمصاحبة، وإنّما مَجيء الحق هنا دلّ على فدليل على أنّ القوّة كامنةٌ في الحقِّ، وليست فقط مصاحبة له، وإنّما هي يعني معه دائماً. هو طبعاً يقول: ما هي الثمرة؟ قال: إنّ العلمَ نورٌ يقذفُهُ الله في قلب العبد. فيقول: لو قلنا أنّ الحقّ يعني قوي وصلب كيف يقذفه وهو أمر معنوي.

د:محمد: في فرق بين قذف الحق في قلب المؤمن وقذف الحق على الباطل يعني: فقذف الحق على الباطل الغرض منه إزهاق الباطل وإذهاب الباطل، وقذفه في قلب المؤمن هذا قذف والله أعلم بشيءٍ من التّوفيق والهداية.

د:عبد الرحمن: وأيْضاً قد يكون من معانيه يقذفه في قلبه حتى يدفع الشبهات ويتمكّن.

الآية 100 من سورة الأنبياء أشار فيها إلى قوله {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ } فيقول لماذا اقتصر هنا على الزفير فقط؟ فقال {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ {100}} في حين سورة هود قال لهم قال {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} .

د:محمد: في بعض الألفاظ تُذْكَر وتدلّ على المحذوف {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} والبرد كذلك {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ } طبعاً لا بدّ من شهيق. هذا من جهة، وقد يكون ذكر الزّفير هنا؛ لأنّ شدّة العذاب تظهر فيه أكثر.

د:عبد الرحمن: جميل، هذا السؤال نختم به لأنه بقي معنا ربما دقيقتان يسألك عن الفرق بين الاختيار والترجيح؟

وهذا سؤال علمي بحت.

د:محمد: عموماً المسألة على كل حال للأخ نايف وفّقه الله والإخوة المشاهدين خاصة للمتخصصين مسائل اصطلاحية لا مُشاحة، أنا رأيت في البحث أنّ التّرجيح يكون فيه قوة للقول الراجح وتضعيف للقول الآخر وردّ له. أمّا الاختيار فالأقوال قوية صحيحة، لكن بعضُها أقوى من بعض؛ مثل الاختيار في القراءات كلّها صحيحة وثابتة لكن عند بعض الأئمّة يختار قراءة من حيث أنّها أقوى في الدِّلالة على المعنى فهذا الّذي ذكرتُه، وإن كان بعضهم لا يُفَرّق والأمر في هذا على كلّ حال اصطلاح وهو واسع.

فإن كان في وقت يا شيخ تأذن لي في خاتمة حتى نتلطف في الحديث طبعاً كان بودنا أن نتعرّض للدروس التربوية من قصص الأنبياء وبعض المعاني، لكن أحياناً الأسئلة تغلب على جانب معين وأكثر الأسئلة دائماً تُعنى في جانب الخفية والدّقيقة، لكن على كل حال أيُّها الإخوة يعني من أعظم المزايا والموضوعات الّتي ينبغي أن نأخُذَها من سورة الأنبياء هي ما تميّز به الأنبياء في هذه السورة من قوّة في الحقّ ومن اهتمام بالعبادة، فجانب العبادة وكثرة الدّعاء سِمة بارزة للقصص في سورة الأنبياء كلّهم كان لهم رصيد من الدّعوة وذكر من جانب العبادة وهذا هو الرصيد السابق لهم رصيد سابق من الدعوة {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا}َ {90}} فلذلك لمّا دَعَوْا استجابَ الله دعاءهم فأحثّ نفسي والإخوة جميعاً ونحن في شهر العبادة أن نتقوى بالعبادة، وأن نجتهد حتى إذا تعرّفنا على الله في الرّخاء وكان لنا رصيد من العبادة والتقوى والإيمان فإن الله يُجيب دعاءنا وخاصّة عندما نحتاج الإجابة في مواضع الضُّرّ والبأساء فإنّنا أحوج ما نكون إلى أن يستجيب الله عزّ وجلّ دعاءنا. يعني هذه وقفة لو فيه وقت باقي وقفة أخرى: قصة لطيفة فقط أنصح نفسي والإخوة الكرام لأن نهتم بالقرآن من حيث أن نبحث عن أنفسنا في القرآن وقفت على قصة ذكرها لمحمد بن نصر في كتابه قيام الليل للأحنف بن قيس في قوله تعالى الآية معنى: {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ}[الأنبياء:10] لمّا قرأ هذه الآية انتبه وقال: أين ذكري في القرآن؟ فأخذ يبحث عن نفسه فمرّ بآيات أهل الإيمان {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}[الذاريات:17] قبل ذلك كانوا محسنين إلى آخر الآيات {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}[الفرقان:64] اللهم لست من هؤلاء، ثمّ في المقابل قرأ آيات الكفّار وما أفعالهم وجرائمهم قال: اللهمّ إنّي أبرَأُ إليكم من هؤلاء حتى مرّ على قوله تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[التوبة102] قال: اللهمّ هؤلاء. فالشاهد من هذه القصة: أنّ القرآنَ العظيم يُبَيِّن لنا مَن نحن؟ هل أنت من المؤمنين؟ هل أنت فيك نفاق؟ هل أنت فعلاً تتأثّر بالقرآن أو لا؟ فأنصح نفسي وإخواني بأن يقرأوا القرآن بهذه الروح؛ حتى يحصل الانتفاع والبركة نسأل الله عزّ وجلّ أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، وأشكر الأخ عبد الرحمن على إتاحة هذه الفرصة، وأشكر القائمين على هذه القناة، وأسأل الله عزّ وجلّ أن يوفِّق الجميع لما يحبّ ويرضى.

د:عبد الرحمن: اللهمّ آمين، ونحن كذلك نشكرك يا دكتور محمد، ونشكر هذا الإفاضة والإفادة والإجابة نسأل الله أن يسددك وأن يوفقك.

في نهاية هذا اللقاء أيها الإخوة وفي ختامه أشكر الله سبحانه وتعالى الّذي يسّره وأسأله أن يتقبّل منّا ومنكم الصّلاةَ والصّيامَ وهذا الكلام الّذي نسأل الله أن يكون خالصاً لوجهه. وأشكر أخي العزيز فضيلة الشيخ محمد بن عبد الله العبيدي القحطاني، الأستاذ المساعد بجامعة الملك خالد بأبها، والمتخصص في الدراسات القرآنية، والمشرف العلمي بملتقى أهل التفسير، للمزيد من الأسئلة والتواصل أيها الإخوة ندعوكم لموقع البرنامج على شبكة الإنترنت وهو عنوانه يظهر أمامكم على الشاشة www.altafseer.com . كما ألقاكم بإذن الله سبحانه وتعالى، أستودعكم الله حتى ألقاكم غداً أستودعكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

http://www.youtube.com/watch?v=7CZaBDoQ1_k&list=PLF923571A3B4F5F5A&index=16&feature=plpp_video