منظومة الاختلاط (خلط)
خلط– مرج – مزج- مشج– التبس – اشرك –
هذه منظومة الاختلاط
الخلط: يقال للاشياء التي يمكن الفصل بينها (حمص+زبيب+فول مثلاً) تخلط هذه الاشياء فتصير خلطة كبيرة لكن يمكن فصلها عن بعض. وكل خلط واختلاط وكل مزج إذا كان يمكن فصل بعضها عن بعض يسمى خلطاً (وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102)التوبة) وما من مسلم يخلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً إلا ويعرف ذلك ويعرف ان يفصل بينهما ففي الصلاة مثلاً قد يشوبها بعض الرياء وعدم الخشوع والمسلم يستطيع ان يفصل بين الصالح من صلاته والسيء. فكل اثنان يشتركان في عمل واحد او وظيفة واحدة ويمكن فصل بعضها عن بعض يسمى خلطاً واختلاطاً. (وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (146)الانعام) (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ (يونس))
المزج: إذا كان لا يمكن الفصل بينهما بالجهد البشري الأولي كالسمن والعسل أو الماء والسكر أو الشاي والحليب. قال تعالى (يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) المطففين) يوم القيامة المشروبات على طريقة الغازية ومختومة مثل علب المشروبات المختومة والتي لم يشرب منها أحد من قبل. وتسنيم شراب عظيم يوم القيامة يمزج به شراب المؤمنين وفيه رائحة زكية لا يمكن لعقولنا ان تدركها وهذا ممزوج مزجاً لا يمكن فصله.
المرج: هو الحلط والمزج إذا كان في شيء واسع على مستوى السموات والأرض وهو الاختلاط الواسع العظيم (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) الرحمن) هذا الذي يكون واسعاً يسمى مرج. والمرج هو الحقل الكبير الذي تختلط فيه الازهار والنباتات في ايام الربيع بعد سقوط المطار (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45) الكهف). فالمرج هو الخلط او المزج بين اشياء كثيرة كالأفكار والعقائد (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5) ق) أي مختلط أصنام وبقايا وثنيات وهذا الخلط يعمّهم وعندما داء الاسلام كان جميع من في الارض مزيجاً من عقائد ووثنيات وخليط وهذا هو الاختلاط الواسع. وقد اكتشف العلماء مؤخراً أن البحر المالح فيه دوائر من الماء العذب دلالة عاى قوله تعالى (مرج البحرين يلتقيان) و (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53) الفرقان).
المشج: هو خلط الألوان (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) الانسان) فبها ألوان هائلة شكلك وعيونك ولون بشرتك وغيرها وهي مختلطة بألوانها. ويقال أمشج أي أخلط الألوان.
الالتباس: خلط ما لا يُرى ولا يلمس كالليل والنهار، الأفكار ، العقائد. شخص ما لم يصل الى الهدى وأن الله تعالى موجود او لا يؤمن بالآخرة التبس عليه الأمر (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9) الانعام).
الاشتراك: او الشراكة (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (136) الانعام) (وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86) النحل) هو اختلاط المالكين. شركاء يعني اختلاط المالكيم والشرك أن تخلط مع الله تعالى شريكاً آخر.
باختصار الخلط هو خلط ما يمكن فصله والمزج خلط ما لا يمكن فصله والمرج الاختلاط الواسع والالتباس هو خلط ما لا يُرى والاشتراك هو خلط المالكين ولقد استعمل القرآن الكريم هذه المنظومة استعمالاً عجيباً.
ونركز في هذه الحلقة على كلمة الخلط وقوله تعالى (وَآَخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآَخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102)التوبة) لم يقل تعالى في الآية مزجزا ولا مرجوا ولا البسوا ولا اشركوا فهؤلاء المذكورين في الآية هم مؤمنون ليس عندهم شرك. والله تعالى يقول في سورة الواقعة أن الناس ثلاثة أنواع (اصحاب اليمين وأصحاب الشمال والسابقون) وكل مجموعة لها تفصيلاتها أيضاً. فالمؤمنون بالله تعالى هم الموحدون وكل من آمن بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر والقضاء والقدر وعكسهم الكافرون المشركون. أما السابقون فهم متميزون وحدهم وهو المتميزون من جميع الأمم (الأنبياء وصديّقوهم وأصحابهم) كحواري عيسى عليه السلام ومصدقو موسى عليه السلام ومصدقو ابراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم (أبو بكر وخديجة وعلي ابن ابي طالب) والانصار والمهاجرون والرضوانيون هؤلاء الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه. كل من أسلم قبل صلح الحديبية فهم السابقون الأولون الذين رضي الله عنهم والذين جاء النص فيهم انه تعالى رضي عنهم. يقول صلى الله عليه وسلم (إن الله اختارني واختار لي اصحابي).
وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من حيث القدسية ومن حيث اصدار الرضى الذين نصّ الله تعالى أنه رضي عنهم (لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) الحديد) ونحن لسنا من السابقين وبامكاننا ان نكون سابقين إذا كنا شهداء او قمنا ببعض الاعمال التي جاءت فيها الاحاديث الشريفة.
وفي سورة الواقعة قسم البشر الى ثلاثة انواع ثم تأتي سورة فاطر تقسم اصحاب اليمين الى ثلاثة انواع (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32)) اصحاب اليمين هؤلاء منهم من زادت حسناته على سيئاته وهذا يعتبر من السابقين من حيث انه يدخل الجنة بغير حساب وبدون عرض، والثاني تساوت حسناته وسيئاته فذلك الذي يحاسب حسابا يسيراً سُئل صلى الله عليه وسلم ما الحساب اليسير يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم العرض (وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48) الكهف) ولا يحاسبه ويدخل الى الجنة فهذا المقتصد والثالث الذي ظلم نفسه هو الذي زادت سيئاته على حسناته وهذا الذي يحاسب حساباً عسيراً وقد جاء في الحديث الشريف “من نوقش الحساب هلك ومن نوقش الحساب عُذّب” والحساب وحده عذاب شديد فإذا كنت من الذين يحاسبون حساباً عسيراً فقد هلكت “شفاعتي حقٌ لأهل الكبائر من أمتي” فإذا كنت من أهل الكبائر ومت عليها ولم تتب منها فستكون ممن يحاسب حساباً عسيراً وربما يشفع لك الرسول صلى الله عليه وسلم.
إذا أُطلقت الشراكة وحدها فهي تعني التساوي في الشراكة أي خلطو بالتساوي(خلطوا عملاً صالحاً) هؤلاء قال تعالى لهم في الآية (عسى الله أن يتوب عليهم) (عسى) للترجي وعندنا ترجي وتمني أما التمني فلا يمكن أن يتحقق أما الرجاء فهو أن تتمنى شيئاً يمكن أن يقع كأن تقول أرجو أن يغفر الله تعالى لي وهذا راجح وغالب فإذا كان الفاعل هو البشر فمن الممكن أن يحصل (عسى محمد أن ينجح) أما إذا كان الفاعل هو الله تعالى فهي واقعة حتماً لا محالة. الذين تساوت حسناتهم مع سيئاتهم فهم مغفور لهم حتماً كما جاء في الآية ولأن الفاعل هو الله تعالى. أما الآخرين فالله تعالى إما يتوب عليهم وإما يعذبهم. قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” شفاعتي حق لأهل الكبائر من أمتي” ولم يقل من المسلمين لأنه لو قالها لم يبق مسلم إلا ودخل الجنة ولكن لا يكون أحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلا إن كان من أهل القبلة المصلين وأول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة الصلاة. لأن المصلي هو موحّد مؤمن بالله تعالى صائم مزكّي حاج. فعندما تصلي تجمع كل الايجابيات وتكون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولا ترتكب ذنباً الا استغفرت وتبت منه. وإذا مات التصلي على كبيرة فهو من المرجون لأمر الله تعالى إما يعذبهم وإما يتوب عليهم. الشفاعة تكون للمصلين وحتى نضمن أننا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم علينا أن لا نكون من الذين ذكروا في أحاديث “ليس منا” أي من المفصولين من شفاعته صلى الله عليه وسلم. “ليس منا من لم يصلي” “من غشّنا ليس منا” “ليس منا من لم يوقر الكبير” وغيرها من الأحاديث. فلكي نكون من أهل الشفاعة يوم القيامة علينا أن نكون من المصلين وأن لا نكون من المفصولين يوم القيامة.
كل من قال لا اله الا الله يحبه الله تعالى والسابقون لهم الدرجات العلا واولئك هم أحباب الله تعالى وجيرانه في الفردوس وأهل الله وخاصته (والذين عند ربك) أما الآخرين فيحبهم الله تعالى ولكنه يريد أن يرفعهم ليلحقوا بالسابقين (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) التوبة) والصدقة غير الزكاة وكلمة (خذ) تدل على أن ولي الأمر يجب أن يأخذ الزكاة والصدقات الاختيارية ويوزعها توزيعاً حضارياً بعد أن يعرف حاجات الناس. والصدقة من أرجى الاعمال يوم القيامة وفي الحديث الشريف “كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة حتى يُقضى بين الناس” “إن الصدقة لتطفئ حرّ القبور وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته” وقوله تعالى (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92)ال عمران) “باكروا بالصدقة فإن البلاء يتخطاها” “داووا مرضاهم بالصدقة” “الصدقة تصدّ سبعين باباً من السوء” “”تصدقوا فإن الصدقة فكاكم من النار” “إن صدقة المسلم تزيد في العمر وتمنع ميتة السوء ويُذهب الله بها الكِبر والفخر” “قيل يا رسول الله أي الصدقة أفضل؟ قال جهد مُقِلّ” “رب درهم خير من مئة ألف درهم” “قيل يا رسول الله أي الصدقة أفضل؟ قال على ذي الرحم الكاشح” “صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر” صلة الرحم وبر الوالدين فيها من الخير ما لا يمكن حصره. “الصدقة يعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر” فالقرض من أعظم الصدقات. “من سرّه أن ينجيه الله من كُرَب يوم القيامة فلينفّس عن معسر أو يضع عنه”.
وقد جاء في القرآن الكريم ثلاثيات ورباعيات وخماسيات العمل فيها قاسم مشترك وهو الصدقة. لكي يرفع الله تعالى درجاتك ويتجاوز عن سيئاتك ويستر عيوبك كالسخاء “ان السخاء خُلُق الله العظيم” “ان الله اختار هذا الدين لنفسه ولا يصلحه الا السخاء والكرم” ” تجاوزوا عن ذنب السخيّ فان الله يستره في الدنيا ويغفره له في الآخرة” من اراد أن يلحق بالسابقين فليبسط يده ولو بدرهم “اتقوا النار ولو بشقّ تمرة”
(وآخرون اعترفوا بذنوبهم) الاعتراف توبة شرط أن يكون طوعياً ذليلاً يطلب العفو “رب اني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً وأنت تغفر الذنوب فاغفر لي” وأن تنوي عدم العودة وأن تُتبعه بما ينبغي من تكفير كالصدقة (خذ من أموالهم صدقة). فعلى كل من يرتكب ذنباً غير الصغائر (التي تكفرها الصلاة الى الصلاة والصيام والاستغفار والقرآن) فهناك ذنوب عظيمة وذنوب كبيرة وذنوب خطيرة فالكبائر سبعة أما الذنوب العظيمة فكثيرة منها قطع الرحم والغيبة والنميمة وإيذاء الجار وغيرها هذه الذنوب ينبغي التوبة منها واعترافاً وتذللاً الى الله تعالى بتذكّر ذنبك دائماً “من سرّته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن” والشعور بالذنب هو توبة كما في الحديث القدسي ” إن العبد ليعصيني فيذكرني على المعصية لا يستغفرني فأغفر له”.
(خذ من اموالهم صدقة) دليل على عدم وجود ترادف في القرآن الكريم والشيء لا يُعطف على نفسه معظم المفسرين يقولون ان الزكاة هي التطهير ولكننا نقول أن التطهير يكون من النجاسة أما الزكاة والتزكية فتكون زيادة في الجمال. الاصرار على كبيرة نجس وقد ذكر تعالى في القرآن الكريم المتخلفون عن غزوة تبوك ولو لم يعترفوا بذنبهم ويتوبوا لما طهرهم الله تعالى من نجاسة الكبيرة وزكّاهم ومنهم من ربط نفسه بسارية المسجد حتى غفر الله تعالى له وتاب علبه. وكل واحد من المتخلفين تصدّق بأجمل ما عنده لتطهره من الذنوب. المؤمن كالثوب طاهر وزاكي والزاكي هو المعطّر معنوياً ومادياً وفي الحديث “المسلم كالأُترجة” فالؤمن ينبغي أن يكون طاهراً وزاكياً لأن النجاسة هي الكبائر والاصرار عليها. اللهم اجعلنا من التوابين واجعلنا من المتطهرين.
بُثّت الحلقة بتاريخ 1/7/2005م