اللمسات البيانية في سورة هود 5
المقدم: نكمل رحلتنا مع سورة هود وكنا توقفنا في اللقاء المنصرم عند قول الله تبارك وتعالى (فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (14)). تحديداً رسم (فإلم) وإذا قرأنا في القصص نجد أن (فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)) واحدة منفصلة (فإن لم) وواحدة (فإلم) متصلة، لماذا هذا الاختلاف وما الدلالة؟
د. فاضل: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. هذا الأمر الذي ذكرته هو من رسم المصحف ونحن عندنا قاعدة معلومة أن رسم المصحف لا يُقاس عليه أحياناً يمزج وأحياناً يفصل لكن أحياناً الرسم يمكن أن يعلل بناحية بيانية، ليس قاعدة مضطردة، الأصل أن رسم المصحف لا يقاس عليه مرة يفتح التاء في (رحمت) ومرة يجعلها على هيئة الهاء (مربوطة)، مرة (لكيلا) يصلها يجعلها كلمة واحدة ومرة يفصلها (لكي لا).
المقدم: هم لماذا يكتبون بهذه الشاكلة؟ لماذا ليس هنالك نمط واحد؟
د. فاضل: هذا رسمهم والقرآن لم يبتدع له رسم خاص به وإنما هذا الرسم الذي كان عندهم. ولكن أحياناً الخط وإن كنا نحن نرى أن هذا رسم المصحف لكن أحياناً يمكن تعليله بناحية بيانية والله أعلم في هذه الآية وفي آيات أخرى والله أعلم. هذه الآية التي نحن بصددها (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ (14)) رسمها (فإلم) متصلة ليس هنالك نون. في القصص قال (فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِن قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ (50)) حتى نتفهم الناحية البيانية إن كانت موجودة الناحية البيانية، (فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ) هذه فيها نون. هو من الظاهر أن التكذيب في آية هود هو لمحمد خاصة (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ، فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ، فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ) هذا القرآن، التكذيب لمحمد. في القصص التكذيب لمحمد وموسى (قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ) ثم قال (قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا) منهما يعني التوراة والقرآن. إذن الكلام في سورة هود على واحد وهو الرسول r صلى الله عليه وسلم وفي القصص الكلام على اثنين الرسول r وموسى والتوراة والقرآن. فلما كان الكلام في هود على واحد وحّد الرسم وحذف النون (فإلم) وفي القصص كان الكلام على اثنين جعل الرسم على اثنين (فإن لم) وفصل بينهما لأنهما في زمانين منفصلين الرسول r في زمان وموسى في زمان. كان هو متناسب الرسم مع هذه المسألة كونه واحد وحّد.
المقدم: هل في كل رسم المصح لنا هذه اللمسة البيانية أو اللفتة البلاغية الموجودة أم هي مصادفة؟.
د. فاضل: لا أدري هي موافقات لكن أحياناً يلفت نظري أموراً. والقدامى لاحظوا هذه المسألة وسأذكرها الآن، التفتوا في قوله تعالى (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) ص) مرسومة ياء واحدة، (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) الذاريات) فيها يائين، ياء ساكنة لا تُنطق وياء ثانية تُنطق. الأيد في داوود واحدة، هي نفس الأيد ونفس النطق. (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ) نفس النطق لكن فيها يائين ياء عليها سكون لا تُنطق. ذاك وصف بها داوود (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ) وهذه وصف لله سبحانه وتعالى فأيد الله غير أيدي البشر فغيّر في الرسم وأضاف ياء أخرى
المقدم: فغيّر في الرسم للدلالة على تغير الإسم.
د. فاضل: فأضاف الياء دلالة على أن القوة أكثر.
المقدم: هل هذه اللفتة البيانية تنداح في آي القرآن الكريم؟ حينما يكتب مرة إبراهيم ومرة إبراهام؟
د. فاضل: لا، هذه بحسب ما ورد في النطق في القرآءة
المقدم: هو كتب بالخط العثماني نسبة لسيدنا عثمان بن عفان أو خط الجزيرة الذي كان معروفاً آنذاك هل فكروا كما فكرت حضرتك والعلماء؟
د. فاضل: ليس بالضرورة. لكن نحن لاحظنا هذا الشيء لكن هل هي مقصودة لا أعلم. مثال آخر (وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا (5) الحج) وصل بين (لكي) و(لا) (وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (70) النحل) نفس الآية لكن في واحدة فصل (لكي لا) والثانية (لكيلا). نحن عندنا قاعدة في اللغة أن (من) تفيد إبتداء الغاية
المقدم: (وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا)
د. فاضل: مباشرة فوصل (لكيلا) ليس هناك فاصل لأن (من) ابتداء الغاية كما ذكرنا (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا (10) فصلت) لما قال (من بعد علم) اتصلت المسألة فوصل ولما قال (بعد علم) لم تتصل ففصل (لكي لا). مثال آخر (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا (37) الأحزاب) فصل (لكي) عن (لا)، هو إنفصل عنها ففصل.
المقدم: هو انفصل عن أمنا زينب بنت جحش
د. فاضل: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ (50) الأحزاب) الزواج متصل فوصل.
المقدم: هل هم بعلم حصرتك في تلك الفترة كان في أذهانهم هذا الكلام؟
د. فاضل: لا أعلم لكن ملاحظة وقلن أن عندنا قاعدة خطان لا يقاس عليهما خط المصحف وخط العروض لكن أحياناً تجد أموراً تلفت النظر.
المقدم: رسم المصحف لأنه هكذا لكنه ليس توقيفياً
د. فاضل: لا ليس توقيفياً.
المقدم: لكن رسم العروض لأنه يكتب ما يُنطق فقط
د. فاضل: نعم. لكن ملاحظة غريبة أنها اثنان وزمان بينهما ففصل
المقدم: هلا استقصيتها في القرآن كاملاً دكتور فاضل؟
د. فاضل: هي ليست مضطردة لكن أحياناً يمكن تعليلها والله أعلم، تحتاج إلى دراسة.
المقدم: ما ذهبت إليه بارك الله فيك ملاحظة طيبة أن الرسم يناسب الموقف والحال، مطابقة الرسم لمقتضى الحال أيضاً
د. فاضل: هذه تحتاج إلى دراسة كبيرة، تحتاج إلى جهد كبير للدراسة
المقدم: لكن رسم الأحاديث الصحيحة حتى السنة ليس مثل القرآن الكريم.
د. فاضل: لأن الحديث لم يأمر أن يكتب مثل القرآن، القرآن وحي، الحديث الصحابة كان منهم من يكتب لنفسه.
المقدم: هل كانوا يكتبون الصلوة والزكوة وهم كانوا ينطقونها في حياتهم الدارجة الصلاة والزكاة فلم يكتبونها على هذا الشكل بالواو؟
د. فاضل: هي كانت تفخّم أحياناً،
المقدم: فيها إشمام بالواو
د. فاضل: وعندما تكون بالياء يعني تمال إلى الياء.
المقدم: (فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (14)) ماذا في هذه الآية؟
د. فاضل: لما ذكر هذا الشيء ما يتعلق بقولهم افتراه قال (فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ) يعني القرآن واعلموا (وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ) العلم بهذا من مقتضيات ما مرّ من التحدي لو كان هناك إله لاستطاع أن يأتي بشيء. ثم أمرهم بالعلم فقال (فَاعْلَمُواْ) حتى يكون إيمانهم عن علم وبصيرة بعد إقامة الدليل وليس تصديقاً بلا حُجة، إذن الآن ذكر حُجة، أقام الحج عليهم إذن هذا الآن أصبح علماً
المقدم: الخطاب موجه لمن؟
د. فاضل: للمسلمين
المقدم: آنذاك أم على وجه العموم؟
د. فاضل: لا شك هو عام
المقدم: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
د. فاضل: طبعاً كما قال تعالى (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) الفرقان) من دون تفكير من دون معرفة إنما يجب أن يكون على علم. ثم الملاحظ أنه قال فيما بعدها في نفس الاية (فهل أنتم مسلمون) إذن هو بعد أن ذكر هذه المقتضيات حفزهم إلى الإسلام وهو الانقياد لأمر الله.
المقدم: ما غرض الاستفهام هنا؟
د. فاضل: يعني أسلموا ولكن لم يقل أسلموا، وهذا أقوى من قوله أسلموا لأن ألا يدعوكم هذا للإسلام؟
المقدم: وكأنها حجة دامغة لا تدع مجالاً للشك
د. فاضل: ألا تنقادوا لأمر الله؟ ألا يدعوكم ذلك للإسلام؟ هو لم يكتفِ فاعلموا أنه لا إله إلا هو وإنما حفزهم للإسلام، (وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ) لم يكتفِ بمجرد العلم، لم يكتف بقول فاعلموا أنه لا إله إلا هو لأنه لو صدّق المرء بقلبه وعلم الحق ولم يكن منقاداً لم ينفعه ذلك. فإذن بعد العلم طلب أن يدخلوا في الإسلام أن يحفزهم للإسلام للإنقياد لأمر الله إذا لم يكن مستجيباً لذلك ولو علِم لا ينفعه ذلك بشيء.
المقدم: إذا كان الضمير في الخطاب موجه للمسلمين فكيف يقول (فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ)؟
د. فاضل: هو عام، هو إقامة حجة. ثم ما الفائدة في قوم عاد وثمود وكانوا مستبصرين، ما الفائدة إن لم يستجيبوا إلى الإسلام (فإنهم لا يكذبونك) ما فائدة هذا الأمر؟ وإنما لا بد الأمر بعد هذا العلم لا بد أن يسلموا وإلا يكون ممن أضلهم الله على علم.
المقدم: سلِّم يا رب (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ (23) الجاثية)
د. فاضل: نلاحظ أمراً آخر (فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُو) هذا هو السبيل للدخول إلى الإسلام، لا إله إلا الله محمد رسول الله، كيف يدخل الإسلام؟ بالشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله. (فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ) هذه محمد رسول الله
المقدم: فيها تأكيد على نبوة الرسول r صلى الله عليه وسلم وأنه مرسل من قِبَل الله
د. فاضل: و(وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُو) هذه لا إله إلا الله. إذن هذه الآية هي الدخول في الإسلام فقال (فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ)
المقدم: فجمع نبوة الرسول r عليه الصلاة والسلام مع لا إله إلا الله، شهادة الإسلام.
د. فاضل: بالدخول إلى الإسلام.
المقدم: (فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ) فكونه رسول، لا إله إلا هو
د. فاضل: (وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُو) هذه الدخول في الإسلام لا إله إلا الله محمد رسول الله هذه الشهاديتن
المقدم: إذن هناك توأمة بين (فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ) وما قبلها
د. فاضل: قطعاً. هي السبيل للدخول للإسلام، كيف تدخل؟ بهذا الشيء.
المقدم: السؤال الذي يلح عليّ أبو جهل كان يفهم هذا التركيب؟!
د. فاضل: هو يفهم أكثر مما نفهم نحن ويعلم من اسرار البيان أكثر مما نعلم نحن.
المقدم: لماذا سموه أبو جهل؟! أي جهل! شيء عجيب يفهم أكثر ويعي أكثر ولم يؤمن؟! شيء عجيب! ولم يقووا على أن يأتوا بعشر سور مثله ولا بآية واحدة
د. فاضل: ولا آية ولا سورة ولا شيء
المقدم: ألهذه الدرجة يمكن للكِبر أن يُبعِد الإنسان عن الله؟!
د. فاضل: طبعاً
المقدم: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ (15)) مناسبة هذه الآية للجو العام وتحديداً ما قبلها، كيف يتضح من خلال اللمسة البيانية الموجودة؟
د. فاضل: ابتداء من أول السورة، أول السورة ذكر (وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى (3)) إذن هذا سبيل المتاع الحسن، من كان يريد الحياة الدنيا ماذا يريد؟ يريد المتاع الحسن. فأول السورة ذكر حقيقة إرادة الحياة وحقيقة المتاع في الدنيا لكن السبيل اختلف قال (وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى) هذا أمر، ثم ذكر بعدها (نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا) فذكر أثر الرحمة وأثر النعماء في الإنسان فقال (وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ (10)) هذا لأن الإنسان يريد الحياة الدنيا وزينتها فذكر هذه الأمور مما يبتغيه الإنسان ويريده يريد الرحمة ويريد المتاع الحسن ويريد النعماء (لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ (12)) لماذا الكنز؟ للمتاع الحسن والزينة، إذن هكذا الجو هو متدرج في وسائل المتاع
المقدم: كأن هذا حكم على ما قبلها وكلام صريح على إرادة الحياة الدنيا وزينتها
د. فاضل: ذكر الأمر الآخر إذن يريدون ذاك السبيل. الآن الآخر الذي يريد الحياة الدنيا وزينتها ولا يريد غيرها
المقدم: (من) هنا تفيد التبعيض، من المسلمين الذي يودّ أم من الناس كافة؟
د. فاضل: هذه ليست تبعيض، هذه شرطية (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا (15)) جواب الشرط مجزوم فهي شرطية.
المقدم: (نُوَفِّ إِلَيْهِمْ) الله سبحانه وتعالى هنا عدّى الفعل بإلى وأحياناً يعديه لمفعولين كما في قوله (وَإِنَّ كُـلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ (111) هود) عداه بمفعولين وفي قوله تبارك وتعالى (فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ (173) النساء) فكيف يكون متعدياً بنفسه ومتعدياً بحرف الجر (إلى) ومتعدياً بمفعول ومتعدياً بمفعولين؟
د. فاضل: أحياناً يدخل التضمين (نُوَفِّ إِلَيْهِمْ) التفسير يقول بمعنى نوصل إليهم.
المقدم: ما معنى التضمين؟ يضمن كلمة معنى كلمة أخرى؟
د. فاضل: كلمة تضمن معنى كلمة أخرى ويؤتى شيء من لوازمها بحيث يستفيد معنى الكلمتين. مثال (وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا (77) الأنبياء) معناها ونجيناه، النصر هنا بمعنى التنجية بدليل (من) يقال نجى من ونصر على فأخذ (من) التي هي تتعدى إلى نجّى (نجّى منه)
المقدم: المفروض خارج القرآن نقول نصرناه على لكن الآية تقول (وَنَصَرْنَاهُ مِنَ) فتبحث عن فعل ترك قرينة سياقية لتحديد معنى فعل آخر هو نجينا
د. فاضل: لكن لم يذكر نجينا، لأن هو أراد معنى النصر ومعنى التنجية
المقدم: هو أيّ المعنيين يريد؟
د. فاضل: هو أراد المعنيين، هو نصر ونجّى، نجى هؤلاء ونصرهم بهلاك أعدائهم فهو نصر ونجّى
المقدم: صنع المعنيين بكلمة واحدة. هنا (نُوَفِّ إِلَيْهِمْ)
د. فاضل: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ (63) النور)
المقدم: هي يخالفون أمره، العفل متعدٍ بذاته
د. فاضل: يخالفون عن أمره يعني ينحرفون عن أمره، يبتعدون أيّ ابتعاد. الحذر ليس من المخالفة، تلك الطامة الكبرى! لو خالف أمره، هو الآن التحذير من الابتعاد عن الأمر
المقدم: إذن ليس في حد المخالفة بحد ذاتها إنما المخالفة لأمر آخر. لفت نظرنا دكتور إلى قضية شائقة وشيقة بالفعل وهي مسألة التضمين إذن هي من الخطورة بمكان
د. فاضل: فيها تضمين رسالة.
المقدم: هنا مثلاً (نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ) نوفّ خارج القرآن يتعدى بنفسه؟
د. فاضل: نعم، هو يتعدى بنفسه لكن في التضمين يمكن أن يتعدى بالحرف كما ذكرت الآن خالف وخالف عن أمره. لكن السؤال لماذا أحياناً يعديه بحرف الجر وأحياناً بنفسه ما السبب؟ الذي يظهر من هذا من مراجعة التعبير القرآن في هذا الفعل التعدية المىحظ أن التعدية بحرف الجر إذا خصّها بالأموال، إذا ذكر حرف الجر إذا قال نوفي إليهم (وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ (272) البقرة) مال، (وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ (60) الأنفال) مال، (مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ (15) هود) يريد الحياة الدنيا يعني يريد مالاً، إذن نوف إليهم يعني نوصل إليهم.
المقدم: وإذا لم يرد أن يتحدث عن المال تحديداً؟
د. فاضل: (نُوَفِّ إِلَيْهِمْ) عندما توصل شيء إلى شيء ليس بالضرورة أنت توصله إلى نفسك قد يصللك عن طريق آخر (وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ (51) القصص) لاحظ أنه إذا عداه بنفسه هذه يستعملها في الآخرة (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ (25) النور) (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (111) النحل) ليس (إلى). ما عدّاه بـ (إلى) نحن قلنا بالأموال ولكن لا يخص الآخرة وإذا عداه بنفسه هو في الآخرة. الفرق إذن أن (وفى إليه) هذه بالأموال وقد تكون في الدنيا، (وفّاه) في الآخرة في القرآن. (وفّى إلى) عام في الدنيا والآخرة لكن في الأموال.
المقدم: يجوز في الآخرة أيضاً؟
د. فاضل: نعم.
——فاصل——-
المقدم: الملاحظ في قوله تبارك وتعالى (نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ (15)) لماذا كرر (فيها)؟ وما اللمسة البيانية في تكرار (فيها)؟ وعلى من يعود الضمير؟
د. فاضل: (نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا) هذه في الدنيا، أعمالهم في الدنيا. (وَهُمْ فِيهَا) فيها احتمالين، احتمال تعود على الأعمال يعني الأعمال لا تبخس، لا يبخسون في أعمالهم ويحتمل أن تكون في الدنيا لا يبخسون فيها
المقدم: حضرتك تميل إلى أيّ منهما؟ الأعمال أم الدنيا
د. فاضل: كلاهما وإن كان في الدنيا أظهر.
المقدم: لماذا التكرار؟ ألا يُكتفى بضمير واحد؟ يعني نوف إليهم أعمالهم فيها وهم لا يُبخسون؟
د. فاضل: كأنما تريد أن يقول (وهم لا يبخسون) نحن قلنا احتمال أن الضمير يختلف في العمل فاختلفت المسألة. لكن حتى لو كان للدنيا لو قال وهم لا يبخسون، التوفية بالعمل لو على ما ذكرت أنت نوفي إليهم أعمالهم في الدنيا وهم لا يبخسون ليس في الدنيا بل في الدنيا والآخرة بينما ربنا سبحانه وتعالى يقول (وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ)
المقدم: ستكون عامة ما قيّد الفعل
د. فاضل: طبعاً بينما هو ذكر (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (16) هود)
المقدم: لهم حكم متعلق بهم.
د. فاضل: طبعاً. لو قال لا يبخسون سيكون عدم البخس في الدنيا والآخرة وهذا لا يمكن أن يكون
المقدم: إذن إذا قيّد الفعل سيكون للعموم ولهذا هنا (وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ) قيده بالدنيا أو أعمال الدنيا
د. فاضل: طبعاً.
المقدم: ما هذه الدقة يا دكتور، دقة متناهية يا دكتور!
د. فاضل: طبعاً. ثم قال (مَن كَانَ يُرِيدُ) هكذا بالاستمرار يعني لا يريد الآخرة أصلاً.
المقدم: المضارع يفيد التجدد والاستمرار دائماً
د. فاضل: مسبوق بـ(كان) الدالة على الاستمرار، (كان يريد) دالة على الاستمرار، لأن (كان يفعل) دالة على الاستمرار يعني يريدها على وجه الدوام
المقدم: (من يريد) غير من (كان يريد)؟
د. فاضل: طبعاً.
المقدم: (من يريد) فيها تجدد واستمرار؟
د. فاضل: طبعاً.
المقدم: في البلاغة نقرأ الفعل المضارع يدل التجدد والاستمرار لكن إذا سُبِق بـ(كان) خلّصه للاستمرار مباشرة
د. فاضل: خلّصه للإستمرار في الماضي (كان يفعل) (كان لا يفعل) في الماضي، هذ الماضي المستمر
المقدم: هم ما أرادوا شيئاً غير الدنيا بهذا الكلام.
الرد على بعض أسئلة المشاهدين خلال حلقة 4/1/2010م:
خليل من الشارقة: سورة التوبة الآية 80 (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ) (لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) هل هي لا ناهية أو نافية؟ إذا كانت ناهية فكيف ينهاه الله تعالى عن الاستغفار؟
د. فاضل: طبعاً ناهية لأن الفعل مجزوم. النهي له أغراض، يعني لا فائدة من ذلك.
المقدم: ليس مجرد النهي بحد ذاته بعدم الاستغفار، لكن إن استغفر لن يقبل الاستغفار
د. فاضل: قال سبعين مرة فقال الرسول r لأزيدن على ذلك فقال تعالى (سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (6) المنافقون)
المقدم: إذن المارد ليس العدد وإنما على التكثير.
د. فاضل: الرسول r فهم العدد أول مرة فقال لأزيدن على ذلك فقال تعالى (سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ)
المقدم: إذن هو للنهي بعدم الاستغفار لأنه لن يُقبل
د. فاضل: طبعاً.
أبو عبد الرحمن من الكويت:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) المائدة) أيّ الأقوى الاجتناب أم التحريم؟
المقدم: هناك بالفعل من يقول أن الخمر ليست محرمة لأنه لم يرد فيها تحريم مثل (حرمت عليكم) فأي الأقوى الاجتناب أم التحريم؟
د. فاضل: (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا (17) الزمر) (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (20) الحج) الرجس من الأوثان هذا الشرك، هل هنالك أكبر من الشرك هذا؟ (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا) هل هناك أكبر من هذا الاجتناب؟ (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) وقول الزور من الكبائر، هذا اجتناب كبير جداً
المقدم: إذن الاجتناب أقوى من التحريم من حيث المفهوم الدلالي
د. فاضل: يعني اتركها بعيداً عنك لا تقترب منها أصلاً. (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا) (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) اجتنبوا يعني ابتعدوا، هل هناك أكبر من عبادة الأوثان؟ لا، قال اجتنبوا.
المقدم: إذن هنالك بالفعل من يقول أن الخمر لم تُحرّم! قال (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ) قال اجتنبوه ولم يقل أنها حرام
د. فاضل: كيف؟ الخمر ليس حرام والأنصاب ليس حرام؟! ذكر الأنصاب معها، ماذا عن الأنصاب؟
المقدم: حرام.
د. صباح السامرائي من العراق: أقدم ثنائي لهذه القناة الرائدة على برامجها وللمقدم أما أستاذنا الكريم الدكتور فاضل السامرائي فتحيتي له تعود إلى سنوات حيث تشرفت بالتتلمذ على يديه في جامعة بغداد فأسأل الله له دوام العافية والعطاء ويجعله في ميزان حسناته. اتصلت سابقاً بالبرنامج وذكرت أن في قسم اللغة العربية كلية التربية في سامراء قد تزين بتسمية بنايته على إسم الدكتور فاضل السامرائي تعبيراً عن الوفاء لابن هذه المدينة البارة لأنه علم من أعلامها. وقد دأبت الكلية على إقامة ندوات علمية بفضل الله ومنته كانت آخرها ندوة علمية تناولت جهود الدكتور الفاضل إبراهيم السامرائي رحمه الله والقسم في هذه السنة يود إاقمة ندوة أن تكون مخصصة لتناول جهود الدكتور فاضل السامرائي ليرى ما تكنه قلوب طلبته وإخوانه ولهذا أوجه الدعوة للدكتور فاضل ولك أخي المقدم لحضور هذه الندوة وستقر العيون برؤية الأحبة بعد طول فراق.
المقدم: بارك الله فيك دكتور ونأتي إليكم حبواً، شيء جميل أن يطلق غسمك يا دكتور على مبنى في جامعة في العراق، تكريم صادف أهله، هذا جهدك وتستحق كل خير وبركة ونعم التلميذ لنعم الأستاذ.
د. فاضل: بارك الله فيهم، هذا من حسن ظنهم، إن شاء الله نسأل الله أن يجعلنا عند حسن ظنهم.
مسعود من الجزائر: يقول الله سبحانه وتعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (23) الإسراء) لماذا ذكر الأحد (أحدهما)؟ وقال كلاهما؟ ذكر أحد ولم يذكر واحد؟ يعني المرأة لا يصح أن تحمل إلا من رجل واحد ولذلك ذكر أحدهما؟
د. فاضل: أحدهما يعني أيّ واحد من الأب والأم وكلاهما الإثنان معاً.
بُثّت الحلقة بتاريخ 4/1/2010م
من قسم الفيديو
http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2058
الرابط على الارشيف
http://www.archive.org/details/lamasat04012010
رابط جودة عالية
http://ia341336.us.archive.org/2/items/lamasat04012010/lamasat04012010.AVI
رابط جودة متوسطة
http://ia341336.us.archive.org/2/items/lamasat04012010/lamasat04012010.rmvb
mp4 رابط
http://ia341336.us.archive.org/2/items/lamasat04012010/lamasat04012010_512kb.mp4
فيديو جودة موبايل
http://ia341336.us.archive.org/2/items/lamasat04012010/lamasat04012010.3gp
رابط صوت
http://ia341336.us.archive.org/2/items/lamasat04012010/lamasat04012010.mp3
2010-01-05 08:56:31الدكتور فاضل السامرائي>برنامج لمسات بيانيةpost