وأُخر متشابهات

وأُخر متشابهات – الحلقة 104

اسلاميات

الحلقة 104

(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) آل عمران) – (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189) آل عمران) – (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) الفاتحة) – (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83) يس)

د. نجيب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله ومن والاه وبعد. مع آيتين من كتاب الله تعالى تبدو أنها متشابهتين يجلّيها شيخنا الجليل الأستاذ العلامة الدكتور أحمد الكبيسي.

د. الكبيسي: بسم الله الرحمن الرحيم. (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) آل عمران) (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189) آل عمران) (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) الفاتحة) (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83) يس). هناك ملك السموات والأرض وهناك ملكوت السموات والأرض (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) الأنعام) (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الأعراف). حينئذٍ ما الفرق بين الملك والملكوت؟ وكثير من الناس لا يرى بينهما فرقاً وهذا غير صحيح من حيث أن لغة القرآن يختلف المعنى فيها بأي اختلاف بين الكلمتين في الهيئة والماضي والمضارع والمصدر وزائد حرف ونقص حرف وهكذا. المُلْك كل شيء محسوس ومعقول وبعقلك هذا مُلْك كل شيء تراه عالم بالمشاهدة نحن عندنا عالمين عالم المشاهدة وعالم الغيب. عالم الغيب الذي لا تراه وعالم المشاهدة تراه وعالم المشاهدة نوعان نوع معقول ونوع غير معقول. نحن نعرف أن السموات والأرض فيها ملائكة وفيها مصائر وفيها عوالم كما قال تعالى (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29) الشورى) كلنا نعرف أن في السموات كل الأجيال من آدم إلى قبل يمكن لنقول عشرين ثلاثين عاماً أصحاب الديانات يعلمون أن في السموات مخلوقات حية وعاقلة كالملائكة بل والشياطين (وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) الجن) ولكن أن يجتمع هذا لم يكن معقولاً وصار معقولاً بالأقمار الصناعية والأقمار الفضائية كما تعرفون صارت لقاءات، ذهب الناس إلى القمر ومن يدري إلى أين سيذهبون في المستقبل؟! (وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) وقد بدت بوادر اجتماعهم. إذن المُلْك هو كل ما تشاهده عالم المشاهدة والملكوت هو عالم الغيب ولذلك رب العالمين يعني لما سيدنا إبراهيم قال (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260) البقرة) أراه شيئًا من عالم الملكوت قال له (فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) وهذا كان عالم الملكوت عالم غير مشاهد سيدنا إبراهيم شاهده. ثم طاف به في ملكوت السموات والأرض والقمر والشمس والبحار الخ ومن الأنبياء الآخرين الذين أراهم الله سبحانه وتعالى عالم الملكوت سيدنا موسى وسيدنا عيسى وسيدنا محمد عليهم الصلاة والسلام جميعاً. وسيدنا عيسى أراه الله (إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ (55) آل عمران) وحينئذٍ سيدنا عيسى من وجهة نظرنا نحن المسلمين ونظرنا حق أنه لا يزال حيّاً هو متوفى وليس ميتًا وقد فرقنا بين المتوفى والميت الميت الذي يموت ولم يعد له إحساس حياة بهذا الكون أما المتوفى لا يزال حياً ولكنه ذاهل عما حوله ما حوله أصبح بينه وبينهم حجاب لأنه دخل في عالم آخر عالم الرؤى وعالم الفضاء الآخر وهكذا سيدنا عيسى عليه السلام لا يزال حياً ولكنه دخل في عالم آخر غير العالم الذي نحن فيه الآن كما تدخل أنت في عالم الأحلام. عندما تكون نائماً وترى رؤية تعيش فيها عالم آخر حياة كاملة وحياة حقيقية أنت هناك ترى الناس وترى آخرين وتطوف في الدول وتتزوج وتنجب، تتزوج حقيقة وفي الصباح تستحم إذا كنت متزوجًا في الرؤيا، فالرؤى حقيقية. وحينئذٍ هذا عالم من الملكوت ولكنك أنت لا تحسه.

إذاً الملكوت صيغة مبالغة من الملك ملك الله العظيم الملكوت كل ما وراء هذا الملك المشاهد من أسرار. حتى لا نذهب بعيدًا كل البشر من آدم إلى اليوم يرون السموات والقمر والشمس نعم هذا ملك إنهم يرون ملك الله. بالله عليك كم من الناس يعرفون ما نعرف الآن نحن عن ما وراء السموات والأرض والشمس والقمر من معلومات؟ يعني من القرن العشرين إلى الآن والعالم يتطور في المعرفة والمعلومات عما وراء هذا الملك المشاهد من أسرار ومعلومات خيال لو واحد حكاها قبل مائتين عام لذبحوه باعتبار أنه ملحد أو زنديق كيف تكفر بالله وتقول أنك طلعت على القمر!. إذاً الملكوت صيغة مبالغة من المُلْك هذا الملك المشاهد وراءه شيء عجب لا يدركه عقلك وحتى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لما رأى في الإسراء والمعراج قال (أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) النجم) حينئذٍ كل الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم كان أيضاً جزءًا من الملكوت لأنه وقف إلى حدٍ ما قال (لو تقدمت أنملة لاحترقت) سيدنا جبريل ما استطاع أن يتقدم وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكان أبعد ورأى موسى هناك عليه السلام وصار بينهما حوار ومع هذا هذه الرؤيا العظيمة جزء يسير من ملكوت الله.لأن مجرد العرش والكرسي، هذا الكون بسمواته وأرضه العلم الآن يحدثنا عن مقدار كم وكيف الكرة الأرضية والسموات كل هذا بالنسبة للعرش والكرسي يعني هذا الكرسي (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) البقرة) كل هذا المخلوق هذا الكون الذي في أذهاننا بالنسبة لهذا الكرسي كحلقة ملقاة في فلاة الصحراء واحد عنده خاتم ومرمي في الصحراء ما قيمة هذا الخاتم بالنسبة لصحراوات الكرة الأرضية كلها؟! وهذا الكرسي بالنسبة للعرش هكذا وهذا بالنسبة لوجود الله هكذا وقس على هذا مما لا يتناهى إذاً كم نحن صغار؟ وفعلاً بالمعقول وبالميزان أن هذه الكرة الأرضية التي نحن عليها الآن لا تساوي عند الله جناح بعوضة لأن جناح البعوضة شيء موجود وهذا غير موجود لا قيمة له أصلاً وإنما هي دار الغرور ونحن مغترون بها! ثِق أن هذه الكرة الأرضية بالنسبة لأول سماء كزاغور النمل في هذه الكرة أنت لو رأيت زاغوراً من زواغير النمل وتتبعت هذا النمل وإذا به خطوط وجماعات وناس تحكي مع ناس ويتشاورون وناس تقتل ناس ويذهبون ويدخرون الحبّ عالم كامل هذا الزاغور فيه عالم فيه تكاثر وتناسل وهناك يعني شيء من الغرائز يتشاورون ويتناقلون ويتحدثون (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) النمل) لهم رئيس ولهم ملكة والنحل لهم ملكة يسمعون كلامها يعني ممالك (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) الأنعام) فنحن في هذه الكرة الأرضية كالنمل في الزاغور في بيتك. ثق هذه الكرة الأرضية بما فيها من مشاكل وفيها ملوك ورئاسات وفي سباقات كرة طائرة وكرة قدم والناس يتنافسون والعالم كله فرحان ويصفق ويشجع لا يزيد حركته عن حركة هذا النمل في هذا الزاغور لأنه عالمه كما أن هذا عالمك وكلا العالمين فانٍ وكلا العالمين لا يساوي عند الله جناح بعوضة! إذاً تأمل كم هو ملكوت الله (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) كل شيء له ملكوت يعني هذا الإنسان الذي أنت فيه هذا وراءه علم هائل يعني كلمني اليوم واحد من الناس يتكلم عن اكتشافات الفيزياء العلماء الفيزيائيين الآن يقول هذا الإنسان لو جمع من دون فراغات من مادته الأولى كله لا يزيد عن حفنة بيدك فهذه الكرة الأرضية لو جمعت بدون فراغات بطريقة تناسقها الجِبِلّي المخلوقة فيها لا تزيد عن بطيخة، ما هذا؟؟؟ هذه البطيخة كيف انتفشت وأصبحت بهذا الحجم؟! طبعاً ليس من السهل أن تفهم هذا بسهولة إذاً فعلاً جناح بعوضة. إذا كنا نحن البشر نتوصل الآن ولا يزال أمامنا مائة مائتين ألف سنة حتى والعلم مستمر يعني معلوماتنا اليوم ومعارفنا اليوم بالنسبة لمعارف المسلمين في بداية الإسلام بل في الجاهلية بل في أيام فرعون بل في أيام نوح بل في أيام آدم يعني نحن الآن في هذا التقدم ونحن بالنسبة للعلم القادم بعد مائة سنة صفر كل هذا عند الله لا يساوي شيئاً ما دمنا على هذا العالم المشاهَد فنحن لا نساوي جناح بعوضة كل معارفنا ومعلوماتنا وما نصل إليه، لكي نعرف هذا طبعاً قلنا ملك وملكوت والملكوت المبالغة في المُلك ونفس الكلمة رحمة ورحموت في اللغة العربية هكذا. الرحموت مبالغة الرحمة، كيف مبالغة الرحمة؟ نحن نعرف أن الرحمة عطاء بلا سبب عطاء لمن لا يستحق يعني لمن ليس دالة عليك أنت متبرع وأما الرحمة شعور إيجابي تعبر عن ما في الرحيم من خلق عالي ومحبة وقلب طيب وجود وسخاء وكرم ترحمه (الراحمون يرحمهم الله) فالرحموت ما وراء الرحمات. مثلاً أنتم تعرفون نحن اليوم في هذه الدقيقة كم من الرحمات اكتشفناها ولم تكن معروفة لأجيالنا (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها) يعني سابقاً كان جدكم القريب يروح يحج سبع ثماني شهور إلى أن يعود على البعير أو الحمار أو ماشيًا ستة أشهر والناس تموت وقطاع طرق ينقطعون. الآن خلال يومين يروح ويجي بالطائرة سابقا إذا شخص سافر تبكون أسبوع لأنه انقطعت أخباره أما الآن مع التلفون صار هذا المسافر مهما ابتعد هو أقرب إليك من ابنك الذي في الغرفة الثانية! انظروا النعم في الغذاء في المواصلات في الطب ادخل المستشفى وشوف سابقاً كلهم بسيخ حديد ويكوونك به ويمسكونك ويربطونك وينامون عليك حتى يكوون جسمك ورجليك حتى تطيب وأنت تصرخ يغمى عليك. الآن أنت جالس في المستشفى وماكل وشارب إبرة بسيطة لا تحس بها وإذا بك توهَب الحياة من جديد. تأمل أنت الآن في بيتك تأمل ماذا في بيتك مما لم يكن موجوداً من جدك إلى آدم. من أدم إلى جدك ما في تلفزيون ولا تليفون ولا كراسي ولا سجاد إيراني ولا ثلاجة مليئة بالأكل والفواكه ولا في مجمدة ولا في فراش ولا كنبات ولا الخ كل ما حولك جديد. وتأمل في بيت من بيوت الملوك ماذا فيه؟! تأمل بعد خمسين عاماً ماذا يكون؟ طيب هذه الرحمات كل هذه رحمة واحدة كل ما في هذه الكرة الأرضية مما فتح الله للبشرية فيها فقط برحمة واحدة من مائة رحمة. إذاً ماذا يمكن أن ترى لو أنزل الله التسع وتسعين رحمة التي ادّخرها إلى يوم القيامة؟! يا الله!! (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ (156) الأعراف) حينئذٍ الفرق بين الرحمة والرحموت بين الرحمة الواحدة التي نحن فيها وهي على هذه السعة ومتطورة بعد سنتين ثلاثة أو عشرة ماذا يمكن أن يحدث؟ الله أعلم. وطبعاً مما هو متوقع أنك أنت بثواني تنتقل إلى مكان آخر يعني بثانيتين أنت توصل إلى إنجلترا أو فرنسا بالنقل الضوئي (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ (40) النمل) هذا علم هذا الآن يوشك بل اخترع ووصلوا إليه ولكن لا أدري لماذا لا ينفذونه؟ تتعطل الحياة كل هذا الذي يلغى لازم. إذاً الملك والملكوت على هذا الأساس من أجل هذا نحن نعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب رأى جزءا كبيرًا من الملكوت وعاد وكل هذا في زمن صفر هذا نقل العرش العظيم من صنعاء إلى القدس بالزمن الصفر لأنه خارج الزمان وخارج المكان لأنه في الملكوت.

——–فاصل———-

الدكتور نجيب: ما يكتشفه العلم من خفايا أسرار السموات والأرض ما هي الغاية من هذا الأمر؟

الدكتور الكبيسي: كما قال تعالى (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) وكما قال تعالى (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) فصلت) فالمشكلة أين؟ المشكلة أننا يعني أنت المطلوب منك أن تؤمن بالغيب وما يقوله لك الرسول فهو امتحان جاءك رسول وقال لك أن الله موجود عليك أن تقول آمنت بالله ورسوله فهمت أو لم تفهم غير مهم حينئذٍ إذا فهمت هذا في المستقبل يكون لك ميزة. إذاً الذين يؤمنون بالغيب فإذا آمنوا بالمشاهدة لا قيمة لذلك ولهذا كما في الآية (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158) الأنعام) حينئذٍ صارت يقين كما فعل إبراهيم لم يعد الإيمان مقبولاً لكن فرق بين تؤمن لأنك وصلت وماذا قال أهل البرزخ؟ لأن البرزخ منذ أن يبدأ يحتضر يرى (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) ق) يرى جانباً واسعاً من الملكوت بل يرى الجنة والنار وهذا مشاهد وملموس منهم. رأينا ناس سلوكهم سلوك من رأى النار من الرعب والصراخ وعين مفتوحة ثم يموت على هذه الحالة لو رآه أحد لصعق ومنهم من يموت مسرورًا وكأنه دخل الجنة حينئذٍ هذا في البرزخ فما بالك يوم القيامة؟! (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) هذا غير مقبول (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) الواقعة) حينئذٍ (لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا) المطلوب منك في الامتحان أن تؤمن بالغيب لماذا؟ يعني مثلاً رئيس دولة كريم وعادل وطيب ومحترم الخ والكل يعلم أن هذا الرئيس هو صاحب الفضل عليهم في بيوتهم ومساكنهم ومعيشتهم ونقل لهم خبر قال (يا أيها الشعب ذهبت اليوم إلى فلان دولة واتفقت معهم على الشيء الفلاني واتفقنا على الشيء الفلاني) المفروض أن كل من في الدولة يقول والله صدقت ونفرح بهذا الخبر السار، لماذا؟ لشدة ثقتنا بهذا الرئيس بهذا الملك. لكن هذا الملك على جلالة قدره وعلى فضله وعلى رحمته لك وعلى جوده عليك وأنت مقر بأن كل شيء في يدك هو من أفضاله ويقول لك هذا الخبر فتقول أن هذا الحديث كذب ولا أصدق به يا الله! كيف هذه البشاعة؟! هذه هي المشكلة أنت عليك أن النبي يقول لك إن الله موجود وأن الله كذا وكذا وأنت تعرف هذا النبي حقاً تعرفه منذ الطفولة إلى الآن ما جربت عليه كذباً قط وليس لك عليه ولا هنة واحدة كأن تقول آمنت بالله ورسوله لكن لو كذبت ثم أراك رب العالمين كما أرى فرعون أن يريك شيئاً فتقول آمنت بالله (قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) يونس) لا ينفع بل يجب أن تؤمن بالغيب (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ (3) البقرة) أن تؤمن غير أن ترى لأن هذا الغائب عنك هو الملكوت أنت رب العالمين أقام عليك الحجة بالملك (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27) آل عمران) هذه مشاهدة كل هذا غير كافي!! ألا تعلم أن لهذا الكون ربًا؟ ماذا أنت؟ حيوان! تصور الحيوان يؤمن وأنت لا تؤمن! (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18) الحج) حتى الدواب فالدواب تدري أن للكون خالق وهو الله وأنت لا تؤمن!! فعلاً قوله (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) الفرقان) لماذا هم أضلّ؟ لأن الأنعام تؤمن. حينئذٍ عالم الملكوت هذا الذي هو غائب وهذا يعني يتضيق جيل بعد جيل فمن عالم الملكوت بدأ يدخل في عالم الملك لأن الله أعطى الإنسان هذا العقل الجوال المتطور وأمره أن يعمر الدنيا (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61) هود) قال لك أعمروها ولهذا الزهد ليس كما يفهمه الناس، التصوف ليس كما يفهمه الناس أنك أنت تقعد في المسجد وما عندك غير ثوب واحد وتأكل الصبح الخ سيدنا عمر طردهم. المتصوف أو الزاهد يعمل ويكد ولكن الدنيا في يده وليست في قلبه، ملبسه متواضع أكله متواضع لكنه يعمل ويكتشف ويخترع ويحكم ليس الرجل رجل الدنيا وليس الرجل رجل الآخرة وإنما الرجل رجلهما. أنت قاعد لي في جامع أو ما أعرف ماذا وقاعد بس سبحان الله أنت تنبل أنت عاجز وفي العكس أنت ليس في بالك لا الله ولا آخرة ولا دين طافح كما هو بعض الغربيين في هذه الدنيا (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) الروم) هذه التي اخترعوها الاختراعات العظيمة عمل عظيم. هذا الذي فعله الغربيون من أجلّ الأعمال عند الله بشرط أن يكونوا موحدين لله عز وجل (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) آل عمران) عليك أن تفسر الأديان من منطلق الإيمان لا من منطلق فلسفة. حينئذٍ إذاً أنت عليك أن تعمل إن الله خلقك في هذه الدنيا لكي تعمرها لكي تكتمل عمارتها لأن القيامة لا تقوم إلا على دنيا متكاملة الإنسان يديرها بالزر بالريموت، يمطر بالريموت وتمشي بالريموت والحياة أصبحت ناعمة والمسافات قصيرة والبعيد صار قريبًا كما هو الآن (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) يونس) أهلها أي قادتها ظنوا أنهم قادرون عليها انتهوا. إذاً هذا هو الأمر حينئذٍ هذا الملكوت كله في هذا الخاتم في هذه الحلقة كل هذا الذي ترونه والذي ترونه ِشيء عظيم هائل. خذ التاريخ ممالك وإمبراطوريات الرومان واليونان والفرس والعرب والأمريكان وقبلها الروس والأوروبيون وبدأت تزول والصين قادمة والهند واليابان هذا التداول (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ (140) آل عمران) إمبراطوريات هائلة واختراعات عظيمة وعلوم تستجد ما هذا الأمر؟؟! كل هذا في حلقة ملقاة في صحراء لماذا؟ هي هذه جرم صغير من أجل ذلك ترى يوم القيامة شيء عجب أنت لتفاهة هذا الذي أنت فيه آخر واحد يخرج من النار تصور النار فيها طبعاً دركات يعني ناس مصائب وناس خالدين وناس مؤقت، آخر واحد يخرج من النار هذا في حياته كلها مرة قال لا إله إلا الله مرة واحدة هذا لما يخرج من النار له بقدر الكرة الأرضية وملكها عشر مرات إذاً كيف بأحسن واحد!!! (وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) الإنسان).

أيمن من أبو ظبي: عندي تعليق بسيط بخصوص أنه نحن فعلنا لو شفنا رب العالمين أنا أعتقد أن رب العالمين ما راح يرضى أن نصلي فقط خمس فروض ما راح يرضى إلا أن نعبده عبادة تليق بجلاله الحين رب العالمين يعفو عن كثير لأننا نعبده دون أن نراه لكن لو رأينا رب العالمين أنا لا أعتقد أنه سيرضى بخمس فروض أو حتى بقيام الليل ما يقبل إلا بعبادة تليق برب العالمين وما أعتقد أن هنالك بشر بإمكانياتنا ممكن أن يعبد الله بعبادة تليق به وهذا فقط التعليق. وسؤالي وهو سؤال شغلني لسنين وسألت أكثر من شيخ لكن لم يفدني أحد أعتقد أنه أنت الوحيد الذي ممكن أن تجاوبني عليه في الصلاة في التشهد الثاني دائماً نقول اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، كيف صلى الله على سيدنا إبراهيم نحن نعرف أن سيدنا محمد هو سيد البشر ونعرف أنه أفضل البشر منذ خلق الله آدم إلى يوم القيامة فكيف نتمنى أو نطلب أن الله يصلي على سيدنا محمد كما صلى على سيدنا إبراهيم؟ وكيف نصلي على آل محمد وكيف صلى الله على آل إبراهيم؟.

إبراهيم من ليبيا: سؤالي في موضوع الحلقة الملكوت على ما أعتقد بالنسبة لأشياء منظورة للإنسان لكن في أشياء أخرى غير منظورة هل معنيين نحن بالأشياء المنظورة أمامنا أم يجب علينا أن نبحث عن الأشياء غير المنظورة؟

إجابة الأخ أيمن: سؤال في غاية الوجاهة إن الله سبحانه وتعالى لا يرضى منا أن نصلي فقط هذه الأوقات الخمس، نحن على هذا النعيم نصلي خمس أوقات! إذاً ماذا على نعيم الآخرة! يا ولدي هل تعلم أن أعظم عبادة عند الله اثنين سبحان الله والحمد لله لو تعرف سبحان الله والحمد لله ماذا تعني لرأيت عجباً (من قال في اليوم والليلة سبحان والله وبحمده مائة مرة غفر الله له ذنوبه وإن كانت ربى العالم) مثل زبد البحر وهذا معروف وبالآخرة في الجنة (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10) يونس) (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) فاطر) إذاً أنت كما تفضلت أنت يوم القيامة في الجنة في عبادة هائلة ودائمة ومستديمة هذا من قوانينك كل شيء فيك يقول سبحانك اللهم وبحمدك هذا واحد. الصلاة على سيدنا إبراهيم (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) النحل) ورب العالمين لو تعرف كيف أكرم أولاد سيدنا إبراهيم يعقوب وأولاد يعقوب إلى إسماعيل ما هذا العطاء وما هذه الرحمة وما هذا الشرع الذي أنزل عليهم؟! ما هذه العناية وهذه التوبة! أنت تأمل فيما أكرم الله به إبراهيم وأولاده وذريته يا الله!! ( وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ (51) الأنبياء) (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً) واقرأ في التاريخ وفي القرآن الكريم (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) البقرة) يا الله كل هذا لإبراهيم! النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم والنبي صلى الله عليه وسلم رب العالمين أمرنا أن يكون دعاءنا أن يصلي الله عليه، إن الصلاة من الله الرحمة والصلاة من الملائكة الاستغفار وصلاتنا طلب الرحمة (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) الأحزاب) يصلي عليكم يرحمكم وملائكته تطلب لكم الرحمة (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) غافر) إذاً نحن نقول يا ربي كما أكرمت سيدنا إبراهيم بهذا المقام الرفيع هو وذريته واصطفيته افعل هذا الاصطفاء وقد حدث فعلاً أن الله سبحانه وتعالى كما قال الدكتور نجيب قبل قليل ونحن نتباحث أنا وإياه في الموضوع يقول سيدنا إبراهيم قال (لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا (1) الإسراء) محمد قال لا قال (لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) النجم)

د. نجيب: بدون واسطة وكما ذكرنا في الحلقة السابقة أنه قال لسيدنا محمد (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) الشرح) بينما سيدنا موسى هو الذي طلب (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) طه) وأيضاً قد دعا سيدنا إبراهيم في قوله (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) إبراهيم) أما سيدنا محمد فقال تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) الأحزاب) ذاك خليل وهذا حبيب.

———-فاصل—————

أم محمد من أبو ظبي: سؤالي أنه بما أنك حضرتك تتكلم عن الرحمة والرحموت يعني قبل يوم القيامة نعرف أن الكتب ستمحى والعلم سيرفع والناس سيضلون فما أدري يا شيخ هل رحمة الله سترفع في ذلك الوقت؟ وحتى إذا رفعت هناك آية في القرآن يقول تعالى فيها للرسول (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43)الزخرف) يعني هل هناك شيء الله سيوحيه لنا؟ هل الذي سيبقى من الناس المؤمنين هل سيعيشون بوحي؟ بما أنه ليس هناك كتاب؟ ما تعليقك؟

الإجابة: يا بنتي طبعاً لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس عندما يشيع الشر لكن الخير موجود ولهذا يكون القابض على دينه كالقابض على جمرة من النار (يأتي زمان على الناس يكون أجر العامل منهم أجر خمسين منكم) من أصحاب النبي (لأنكم تجدون أعوانًا على الحق وهم لا يجدون) هذه معروفة حينئذٍ علينا أن نكون بالحد الأدنى المطلوب وهو أن نوحد الله عز وجل ونقيم الصلاة وكلما أذنبنا استغفرنا والباقي على الله سبحانه وتعالى.

نعود إلى أخ إبراهيم ليس جميع البشرية مطالبون بما خفي عن عقولهم من عالم الملكوت من عالم الغيب وإنما هذا لأولي الألباب (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الرعد) (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9) الزمر) (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ (28) فاطر) والله هذا الذي اخترع الطائرة ودخل البحار وغزى القمر هذا لو كان مؤمناً بالله فإنه سوف يرى في هذا الإيمان ما لا يستطيع رؤيته مما يشاهد (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ). وسمعنا أن بعض المخترعين والمكتشفين والعلماء من آمن منهم بالله عز وجل حينئذٍ هذا الذي رب العالمين يندبنا إليه لكي يزداد إيماننا ولكي يكون بيننا علماء وأصحاب يقين وأصحاب بصيرة حينئذٍ نحن لسنا كلنا مطالبين ولكن من فعل هذا فهو متقدم وهو من الصفوة أولئك الذين اصطفاهم الله عز وجل.

نعود إلى الملكوت لما شلنا الرحمات وما أوسعها (ليرحمن الله الناس رحمة يوم القيامة يتطاول لها إبليس) من سعة رحمة الله يوم القيامة يقول إبليس والله يمكن أنا تصيبني أشوف كل الناس رُحِمَت وهذا لسعة رحمة الله عز وجل إلا وقد ذكرنا في حلقات سابقة (إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ (40) هود) هناك ناس سبق عليهم القول وهم الملاحدة المشركون الظالمون القاتلون (لن يزال المؤمن بخير ما لم يصب دماً حراماً).

نعود إلى الملكوت طبعاً لو بقينا 500 حلقة هنا نعدد ما هي عناوين الملكوت لا ينتهي ملك الله عز وجل. يعني الآن ما هو الذي غاب عنا؟ نحن لدينا عالم المشاهدة ومعقول نحن نعيش في عالم المشاهدة وعالم المعقول يعني أنا رأسي يؤلمني أعاني من صداع أذهب للصيدلية يعطوني بندول آخذه فأطيب وأتعافى هذا معقول البندول فيه مادة اخترعها العلماء وطوروها واكتشفوها أن هذه المادة تزيل الصداع هذا من رحمة الله ولكنه معقول علم يجيني واحد ويضع يده على رأسي دقيقتين يقرأ ولا أدري ماذا يقرأ فيخف رأسي نهائياً، ما هذا؟ هذا من الملكوت. كيف هذا الرجل وصل إلى هذا الحد؟ كيف كان الصالحون عندهم هذه الخوارق العجيبة بثواني (أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) ما هو السر؟ كيف؟ هذا عالم الملكوت، عالم لا ينتهي. وقس على هذا كل الخوارق كل اللامعقول عند الأنبياء والصالحين وواقع الحال وكل الاكتشافات التي هي الآن عندنا الآن هذا الموبايل وهذا التلفزيون وهذه الطائرة لو حكيتها قبل مائتين سنة لقتلوك وقالوا أنك مجنون النبي صلى عليه وسلم يقول (لا تقوم الساعة حتى يتكلم الرجل في المشرق فيسمعه آخر في المغرب) كيف هذا! لا أحد يعرف، أما الآن نعرف وهذا عن طريق الإذاعة والتلفزيون والموبايل والخ. حينئذٍ هذا عالم الملكوت غير متناهي حتى يوم القيامة لما تدخل الجنة وتكتشف (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) بل أنت من ساعة الاحتضار تبدأ تعرف وكله جزئي كله يسير (وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا) للواحد فقط لآخر واحد يخرج من النار له ملك كبير إذاً الفردوس الأعلى كيف! الذين اصطفاهم الله كيف! واقع الحال كيف يكون! بل الجنة نفسها الجنة هذه العظيمة جزء من الملكوت، هكذا الفرق.

الشيخ عز الدين من المغرب: هذه المجالس تحضرها الملائكة وتغشاها الرحمة وتنزل عليها السكينة ويحتفى بها في الملأ الأعلى أنتم مصابيح هذه الأمة يا سيدي على خطى الحبيب توهجت بنور القرآن فأنتم نور على نور والأنوار لا تتزاحم وقد جعلكم الله علامة هدى ورشاد فأبشروا يا أهل القرآن لا حرمنا الله من دعواتكم.

د. الكبيسي: نحن نطمع في أن تثرينا وأن توجه أفكارنا إلى ما وهبك الله من علم يا شيخي الكريم إلى بعض ما أنعم الله عليك من لفتات وإشراقات وقد عرفنا عنك منها الكثير فلا تبخل علينا ولا تبخل على الجمهور ببعض ملاحظاتك التي تعطي لهذا البرنامج شيئًا من الشرعية، رضي الله عنك.

عبد الكريم من سوريا (تلميذ من تلاميذ الشيخ الكبيسي): عندي ثلاث أسئلة، السؤال الأول من طلق كثيراً وأكل الحرام وارتكب وبدأ يستغفر أنا سمعت فضيلة الشيخ في جامع الروضة المحمدية سنة 86 يقول إن له مغفرة، فهل له مغفرة؟ السؤال الثاني من خرج من العراق بعد أن فتن في السجن والتعذيب ولم يعد يحتمل السجون فهل هو فارٌ من الزحف؟ أم هو معذور؟ السؤال الثالث لماذا يلجئ الأغنياء العلماء الفقراء إلى طرق أبوابهم والوقوف بين يديهم أليست هذه معصية كبيرة؟ أليس من الحق أن يقوم المتمكن أن يتفقد أحوال العالِم خاصة وطالب العلم وأن يعطيه مما زاد من فضله؟

الإجابة: حفظك الله يا عبد الكريم ولو أني لا أتذكرك وواضح أنك من طلاب العلم النابهين وعلى كل حال في الثمانين هذا كان وقتاً طويلاً الثمانينات. على كل حال ويبدو أنك غريب في سوريا وهذا المكتوب عليكم هذا من فضل الله إذا أحب الله عبداً ابتلاه أما كونك فار من الزحف لا لأنه ليس هناك زحف وأنا واثق لو كان هناك زحف ما كنت أنا ولا أنت ولا أي واحد من الناس في موقعه. وحينئذٍ أنتم مهاجرون وكتب الله عليكم الهجرة وإن شاء الله مأجورون على هذا على أن تنووا أنكم تعودون إلى بلادكم لتساهموا بما يمكن أن تساهموا فيه وهذا موجود في كل عراقي كما أشاهده أنا هنا وأنت هناك كل الذين هم في الخارج وهم بالملايين أتاح الله لهم فرصة أن يخرجوا ويتعلموا ويزدادوا خبرة أنا رأيتهم في كل مكان رأيتهم في النمسا وفي بريطانيا وألمانيا ومصر وسوريا والأردن يعني يفيدون ويستفيدون يعلمون ويتعلمون ويزدادون خبرة ولا بد أن يعودوا إلى بلادهم يوماً هذا قدر محتوم يعودون إلى بلادهم لكي يبنوها من جديد بناء معنوياً وأخلاقياً وعقائدياً ووطنياً إن شاء الله فأنت هناك مهاجر وإذا قبضت وأنت في هذه الهجرة فأنت مغفور لك ولا أزكي على الله أحداً. أما الفرار من الزحف والله لا أظن أن عراقياً يفر من الزحف هم يتمنون الزحف أمنية كما قال سيدنا عمر. حينئذٍ أنتم مأجورون إن شاء الله على هذا البلاء الذي أنتم فيه وعلى هذه الفاقة التي أنتم بها وهذه الفاقة من أعظم العبادات وهم الآن في فاقة في أوضاع غير إنسانية في كل العالم العراقيون المهاجرون حتى لما أخذهم الغرب أعطوهم القليل، حتى الطبيب يقولون له لا أنت لا تشتغل وخذ لك دولارين ومش عارف ايش.

زاهر من أبو ظبي: سؤالي تعقيباً على كلام الشيخ هل يخلد أهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في النار؟

الإجابة: لا يخلد في النار إلا المشرك (خَالِدِينَ فِيهَا (6) البينة) (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23) الجن) وهم نوعان حينئذٍ لا يخلد في النار إلا مشرك (أخرجوا من النار من كان في قلبه ذرة من إيمان) في يوم من الأيام خطر في باله أن الله واحد فقط خطر لمدة دقيقة يا أخي قلنا إن رحمة الله يوم القيامة عجب.

مباركة العبيدي من تونس: شيخي الكبيسي ادعي لنا في تونس الفرج إن شاء الله، بالله عليك يا شيخ

الإجابة: نحن نؤمن بقدرات الشعب التونسي على أن يتخطى أي أزمة وما هذا الذي يجري إلا تمحيص إن شاء الله وسوف يتجاوزوه إلى ما فيه صلاح هذا الشعب وإن شاء الله أنتم على خير وبدأت بوادر الخير تلوح فلا تخافي إن الله معكم. ويكفي أنكم سبحان الله تخلصتم من عهد كان يبيح الزنا ويمنع الزواج الثاني ولا يصلي أحد ولا يرفع آذان ولا الخ بهذا نعلم أنكم عدتم إلى الإيمان وعليكم بالوحدة وإياكم وهذه التيارات الإسلامية التي دمرت البلاد والعباد وهي تيارات مصنوعة موجهة بالريموت قولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله وصلوا إلى القبلة وهذا يجمعكم، ما عدا هذا وكل إسلام له عنوان ليس إسلام هذه إسلامات مصنوعة (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78) الحج) وأنا واثق أن الشعب التونسي بهذه التجارب التي مر بها سيكون شعباً عظيما كريماً يضرب للعرب والمسلمين المثل في وحدته وفي عقلانيته وأن يبيض وجه النبي بإسلام حقيقي بعيد عن التيارات والعناوين والأكاذيب واللحى الطويلة والثياب القصيرة وتكفير الناس وقتل الناس الخ بل كونوا كما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحبون الجميع ويعترفون بالجميع ويحبون أهل الذمة ويكرمونه ويحبون الجيران (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (46) العنكبوت) وكل من على أرض تونس هو حبيبكم كما هو الأمر في هذا البلد الذي نحن فيه في الإمارات. فكل من في الإمارات عائلة واحدة والله لا فرق بين مسلم وغيره ولا عربي وغيره ولا إمارتي وغيره. الكل عباد الله أخوان فكونوا هكذا وإن شاء الله تضربون للعالم الإسلامي المثل الرفيع ولا تجعلوه يندم ويتأسف على العهد الذي مضى كما فعلنا العراقيين نحن الناس الآن يتمنون العهد الماضي وهذه انتكاسة هائلة كونوا مثالاً للثورات الحقيقية التي تعيد الشعب والأمة إلى ماضيها وتاريخها وأخلاقياتها وعدلها وبارك الله فيكم.

د. نجيب: وطبعاً نحن لا نفتح باب ونشجع هذه الظاهرة الأخيرة والتي نسمع في كل مكان عن رجل أحرق نفسه هنا أربعة وهناك خمسة

د. الكبيسي: نحن هنا ضيوف ولا ينبغي أن نستغل كرم الإمارات ولكن كل هذا بالريموت وكل هذا مصنوع والله الحق بيّن والباطل بيّن والناس تعرف الحق من الباطل ولكن الله غالب إن شاء الله.

إذاً هكذا هو الأمر فيما يتعلق بالملكوت، دعك من الأنبياء ومعجزاتهم فهم أنبياء والله قد رأينا ناس بأعيننا وقرأنا عنهم في التاريخ وكما قلنا هذا (أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) ما هذا!! هذا ملكوت، ماذا وراء هذا؟ ما هي هذه القدرة؟! علم البحار هذا الذي وصل إليه العلماء الآن بشكل عجائب، علم الفضاء كل هذا الذي يجري والله العظيم هذا العالم الآن يجعلك تتساءل ماذا سيحدث في العالم بعد مائة سنة؟! وتسع وتسعين وتسعة أعشار من هذا الملكوت الذي عُرِف الآن لا أنا ولا نجيب نعرفه يعرفه قلة من الناس المختصين في الفيزياء والكيمياء والفضاء الخ يعني واحد بالمليون يعرف شيئًا بسيط عن أسرار نحن أهل الكرامة لا نعرف كيف صار!! إذاً يا أيها المسلمون والله العظيم (وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد) أنت لو تأملت الآن تقول والله ليس ظلماً أن واحد يقول الله مش موجود يكون خالد في النار هكذا.

الدكتور نجيب: وكما قالت رابعة (لقد قيدوا القلوب بالشهوات ولو أنهم تركوها تجول في عالم الملكوت لرجعت إليهم وعليهم بطرف الفوائد) باسمكم جميعًا أشكر الدكتور العلامة أحمد الكبيسي حفظه الله والإخوة المشاركين معنا على الهواء علمًا أن الإعادة غداً إن شاء الله في الثامنة صباحاً بتوقيت الإمارات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بثّت هذه الحلقة بتاريخ 21/1/2011م وطبعتها الأخت الفاضلة نوال من السعودية جزاها الله خيرًا وتم تنقيحها.

——————–

من قسم الفيديو

http://www.islamiyyat.com/video.html?task=videodirectlink&id=2378

على

 

Sharebase.to

Filedude

تحميل الحلقة صوتيا mp3 ( بحجم 5.5 ميجا تقريباً )

على

 

Sharebase.to

Filedude