سور القرآن الكريم

سُوَرِة الرُّوم

هدف السورة: آيات الله واضحة بيّنة

سورة الروم سورة مكيّة وقد نزلت لتنبئ الرسول r والمسلمين بأمر غيبي سيقع بعد أعوام وهو انتصار الروم على الفرس بعد أن هزموا وهذا الإخبار بأمر غيبي هو في قمة الإعجاز ومن أظهر الدلالات على نبوة وصدق الرسول r الكريم . وآيات السورة تتحدث عن آيات الله المبهرة في الكون وقد تكررت كلمة (ومن آياته ) في السورة 7 مرّات. وهذه الآيات واضحة بيّنة لمن نظر وأمعن في ملكوت الله ومخلوقاته وكأن هذه الآيات هي كتاب الله المنظور التي منها يستدل الإنسان على عظمة الله وقدرته والقرآن الكريم هو كتاب الله المقروء الذي يوصلنا إلى معرفة الله واستشعار عظمته في خلقه سبحانه.

1.     (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (آية 20))

2.     (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (آية 21))

3.     (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (آية 22))

4.     (وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (آية 23))

5.     (وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (آية 24))

6.     (وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ (آية 25))

7.     (وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ. (آية 46))

وتطلب منا الآيات (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ) آية 8 أن نتفكر في خلق الله بالنظر إلى هذه الآيات المبهرة المنشرة في السموات والأرض.

الآيات (غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) من 2 إلى 6 تتحدث عن الإخبار بنصر الروم بعد سنين وهذا وعد من الله تعالى وهي عبارة عن آية مادية للمتشككين في آيات الله الكونية فلمّا حصل ما أخبر الله تعالى به يتفكر هؤلاء بأن إذا كانت هذه الآية المادية تحققت فهذا دليل صدق الرسالة والنبوة فيصدقوا كل الآيات الكونية ويؤمنوا بخالق هذا الكون. وفي السورة دليل إعجاز علمي آخر وهو في قوله تعالى (في أدنى الأرض) ولم يكتشف العلم إلا مؤخراً أن هذه الأرض التي هي البحر الميّت إنما هي حقيقة أخفض نقطة على سطح الأرض وهذه معجزة أخرى.

وقد اشتملت السورة على آيات غير الكونية منها آيات اقتصادية في تحريم الربا (وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) آية 39، وقد أثبت العلم الاقتصادي مؤخراً أن أفضل اقتصاد هو الذي تكون الفائدة فيه صفر وهذا لا يحصل إلا بإلغاء الربا. وكذلك هناك آيات أخرى في علم الجيولوجيا والفلك والاقتصاد وغيرها فسبحانه تبارك الله أحسن الخالقين.

تناسب فواتح الروم مع خواتيمها

بدأت بوعد الله تعالى بغلبة الروم: (غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6)) وفي خاتمتها قال (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)) في البداية (وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6)) وفي الختام (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ).

سؤال: إذا لم تأت خاتمة السورة بهذا الشكل هل يكون هناك ملاحظة على هذا السياق؟ ليس بالضرورة وإنما تكون في سياقها، ما يعنينا أن الآيات تأتي في سياقها وفي مكانها وهي مرتبطة بأوائلها ارتباطاً دقيقاً وعجيباً هذا مما يزيد الأمر غرابة وعجباً أنها مرتبطة في سياقها آية آية ثم مرتبطة مع مفتتح السورة.

تناسب خواتيم العنكبوت مع فواتح الروم

قال تعالى في آخر العنكبوت: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)) وقال في أول الروم: (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)) عاقبة المجاهدة النصر، المجاهِد يريد النصر وإن الله مع المحسنين (المعية) ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله وعاقبة الجهاد النصر ينصر من يشاء هذه في بدر وإن ذكرنا (غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)) لأن انتصار الروم على الفرس حدث في وقت انتصار بدر، فذكر أمران، وعد بأمرين الروم هزموا الفرس (غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ) هذا الأمر الأول (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ). هو ذكر وعدين ودليلين علامتين من علامات النبوة في إشارة واحدة. قال في آخر العنكبوت: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (63)) وقال في الروم: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8)) هو الذي خلق السموات والأرض وهو الذي ينزل من السماء ماء فيحيي به الأرض هو الخالق وهو المتصرف، هو خالقهما والمتصرف فيهما ينزّل ويحيي. قال في أواخر العنكبوت (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64)) وفي الروم قال (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)) إحداهما في الروم والأخرى في العنكبوت. وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون – يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون. في العنكبوت الخطاب لكل الناس وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ولكن أكثر الناس لا يعلمون كأنها إجابة على النقطة السابقة في سورة العنكبوت، وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ولكن أكثر الناس لا يعلمون, يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون

تناسب خواتيم الروم مع فواتح لقمان

في أواخر سورة الروم: (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآَيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58)) وفي أول لقمان (تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3))، ولقد ضربنا للناس في هذ القرآن – تلك آيات الكتاب الحكيم. قال في أواخر الروم (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (59)) وفي أول لقمان علّق على قلوب الذين لا يعلمون (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6)). في أواخر الروم (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)) وفي لقمان بيّن الموقنين فقال (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)). (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)) – (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ)

سؤال: القرآن لا تنقضي عجائبه لكن ما معنى ولا يخلق على كثرة الرد؟

يخلق يعني يبلى يصير بالياً إذن يبقى جديداً لا تنقضي عجائبه في كل زمن يأتي بشيء جديد فكيف يخلق؟ استفاد كل عصر على قدر ما يعلم.

مقاصد السور – سورة الروم إلى سورة الأحزاب – د. محمد بن عبدالعزيز الخضيري

مقاصد السور

د. محمد عبد العزيز الخضيري

تفريغ موقع إسلاميات حصريًا

من سورة الروم إلى سورة الأحزاب

سورة الروم

سورة الروم مناسبة تمام المناسبة لختام سورة العنكبوت، فإنه في سورة العنكبوت ختمت بقوله جلّ وعلا (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾) فالله سبحانه وتعالى يهدي من جاهد في سبيله وحرص على إقامة الحق. وفي أول هذه السورة بين الله جلّ وعلا أن الروم ستُغلب ثم من بعد ذلك ستغلِب وكان المؤمنون يتمنون أن تغلب الروم الفرس لأن الروم أهل كتاب والفرس وثنيون ليس عندهم كتاب وأهل الإيمان يفرّقون بين الناس ولو كانوا كفارا لأن من كان عنده بعض الحق خير ممن ليس عنده شيء من الحق، ولذلك قال الله عز وجلّ (الم ﴿١﴾ غُلِبَتِ الرُّومُ ﴿٢﴾ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ﴿٣﴾ فِي بِضْعِ سِنِينَ) البضع يكون من الثلاث إلى التسع (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴿٤﴾ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿٥﴾) لما غلب الفرس الروم فرح المشركون بمكة وأظهروا العلو على المؤمنين فأنزل الله هذه الآيات وكان المشركون يستغربون كيف أن القرآن يتنبأ بنصر الروم، فنصر الله عز وجلّ الروم وكان في ذلك دلالة على مصداقية هذا الكتاب. والسورة كلها تتحدث عما تتحدث به السور المكية من الدعوة إلى التوحيد والإيمان بالبعث وأن من استمسك بالله عز وجلّ نصره الله جلّ وعلا، هذا حديث هذه السورة العظيمة من أولها إلى آخرها.

سورة لقمان

ثم بعد ذلك تأتي سورة لقمان وهذه السورة هي سورة مكية وهي أيضًا مفتتحة بـ(الم) والسور المفتتحة بـ (الم) ست سور هي سورة البقرة وآل عمران والعنكبوت والروم ولقمان والسجدة وتسمى عند العلماء باللواميم. وهذه السورة ظاهر فيها أنها تؤكد على أمر الحكمة فقد جاءت بالحكمة وافتتحت بقول الله عز وجلّ (الم ﴿١﴾ تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ﴿٢﴾) وذكرت بعد ذلك أفعال الحكيم كونه يقيم الصلاة  ويؤتي الزكاة وأنه لا يشتري لهو الحديث ليُضلّ عن سبيل الله بير علم ولا يولي عن آيات الله مستكبرا كأن لم يسمعها. ثم ذكرت نموذجا للحكمة في لقمان هذا الرجل الصالح الذي لم يكن نبيا وكان رجلا نوبيا في عهد داوود عليه السلام آتاه الله الحكمة فكان ينطق بها ويفعلها. والحكيم كما يقول العلماء هو الرجل الذي يصيب في القول والفعل فهو الحكيم وليست الحكمة مقصورة على الإتيان بالشيء المناسب في الوقت المناسب أو وضع الشيء موضعه بل حتى في عمل الإنسان وفي اعتقاده وفي كلامه  كل ذلك داخل في ميدان الحكمة. ذكر الله تعالى نموذجًا عظيمًا للحكمة في لقمان قال (وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ) وهذا يدل على أن الحكمة من الله يؤتيها من يشاء من عباده وعلى الإنسان أن يسأل الله عز وجلّ أن يؤتيه الحكمة. ثم بيّن اقتران الحكمة بأمر وهو الشكر فالشاكر هو الذي يرزق الحكمة قال الل عز وجلّ (وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴿١٢﴾) وذكر الله عز وجلّ أن لقمان من حكمته وعظ ابنه (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ) أول ما يبدأ به وتعرف به حكمة الإنسان أن يكون إنسانًا موحدًا  لله جلّ وعلا وأن لا يضع عبادته وعبوديته لغير الله جلّ وعلا. ثم ذكر الله تعالى بعد ذلك الوصية بالوالدين (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴿١٤﴾). ثم قال لقمان (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴿١٦﴾) هذا من الحكمة وهو أن تعرف الله عز وجلّ حق المعرفة وتعلم أنه مطلع عليك، عالم بك لا تخفى عليه من شؤونك خافية ومن امتلأ قلبه بهذا صار أكثر الناس استقامة على الطريق إذا راقب الله في كل تصرفاته وأعماله. بعد ما انتهى من تأسيس الاعتقاد في النهي عن الشرك والذكير بما يجب لله من الحق بدأ بالأوامر والنواهي (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ) لاحظ الحكمة في ترتيبها: أمره بالصلاة ثم أمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم أمره بالصبر على ما أصابه أنه قلّ أن يأمر إنسان بالمعروف أو ينهى عن المنكر إلا ولا بد أن يصيبه شيء من الأذى الذي يكون من الناس (إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) أي من الأمور التي يعزم عليه لأنها عظيمة القدر عند الله عز وجلّ. وبعدما انتهى من الواجبات انتقل للآداب والأخلاق (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴿١٨﴾) لا تصعر خدكـ تصعير الخد هي إمالته على وجه الكبر (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا) تمشي مشية الفرح البطر الذي لا يتذكر الآخرة ولا يخاف من الله عز وجلّ لا يتواضع لعباد الله (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ) امشِ مشيا قصدا لا السريع الذي يعاب على الإنسان ويخل بوقاره ولا البطيء الذي يدل على تماوته (وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ) لا ترفع صوتك فوق الحاجة (إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) هذه هي خلاصة ما جاء في هذه القصة قصة لقمان الحكيم وما أوصى به ابنه فهي نموذج من نماذج الحكمة التي تُحتذى. وسارت السورة في بقيتها في الدلالة على الله عز وجلّ وتوحيده وبيان حقه جلّ وعلا الذي يعتبر هو أساس الحكمة وأصلها. وختمت بقوله جلّ وعلا (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴿٣٤﴾) هذه الخمسة هي مفاتح الغيب المذكورة في سورة الأنعام (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (59)) قال النبي صلى الله عليه وسلم مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله ثم تلا هذه الاية في سورة لقمان.

سورة السجدة

بعد ذلك سورة السجدة وتسمى سورة السجدة لأن فيها سجدة وتسمى الم السجدة لتكون مخالفة لسورة فصلت التي تسمى حم السجدة، وتسمى الم تنزيل لأنه لا يوجد في القرآن (الم تنزيل) إلا هي وتسمى أيضًا سورة المضاجع لقول الله عز وجلّ (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿١٦﴾) وأيضًا يسميها بعض العلماء السورة المنجية لحديث ورد في كونها من أسباب نجاة الإنسان من عذاب الله عز وجلّ

وهذه السورة تتميز في أنها تُقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة يقرأها الإمام مع سورة الإنسان. والحكمة في قرآءتها يوم الجمعة أن فيها تذكير ببداية خلق الإنسان وببعثه، وكلامهما مما حدث في يوم الجمعة، آدم خلق يوم الجمعة نفخت فيه الروح يوم الجمعة والبعث أو يوم الساعة سيكون يوم الجمعة ولذلك تُقرأ هاتان السورتان لأن فيهما تذكير ببداية خلق الإنسان وبداية بعثه ففي سورة الإنسان (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ﴿١﴾ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ) هذه بداية خلق الإنسان (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴿٢﴾ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴿٣﴾ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا ﴿٤﴾ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ﴿٥﴾) وهذه فيها ذكر الآخرة أو البعث بعد الموت.

والسورة تتحدث عما تتحدث عنه السور المكية من التعريف بالله جلّ وعلا وبيان توحيده والإيمان باليوم الآخر والفرق بين العاملين والمستنكفين عن طاعة الله جلّ وعلا يقول الله عز وجلّ في حق أولئك (فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿١٤﴾) ثم يذكر الصنف الآخر وهو الذين استجابوا وآمنوا (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ﴿١٥﴾) ثم وصفهم بقوله (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) مع شدة حاجتها للمضاجع فإنها تتجافى عنها أي تتباعد طلبًا لما عند الله جلّ وعلا (خَوْفًا وَطَمَعًا) يخافون شيئا ويطمعون في شيء آخر، الذي يخافون منه هو النار والذي يطمعون فيه هو الجنة، ما أقامهم في ظلمة الليل وجعلهم يبتعدون عن فرشهم ومحل شهواتهم إلا هذا الأمر، نسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون من أولئك الذين قال الله فيهم (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿١٦﴾). ماذا لهم يا ربنا؟ جزاء مفرح جدا قال (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) كما أنهم تركوا قرة العين بالنوم والتلذذ بما في الفراش فإن الله سبحانه وتعالى يجعل لهم قرة العين يوم القيامة. فقرّة العين ستكون لأولئك الذين تركوا قرّة العين لمن أجل الله جزاء من جنس العمل، (مَا أُخْفِيَ لَهُمْ) ما أحد يعلم وما أحد يستطيع أن يتصور ماذا أعد الله لهؤلاء الذين تركوا شهواتهم وملذاتهم وراحة أبدانهم من أجل ربهم يدعونه خوفا وطمعا أسال الله أن يجعلنا كذلك.

(جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) كما تركوا قرة العين نعطيهم قرة العين تقر عيونهم بشيء لا يتصورونه ولا يتوقعونه ولا يدور في خلد أحد مهما بلغ من سعة الخيال لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. لو تجلس أنت ومائة من أصحابك المفكرين لتحاولوا أن تتخيلوا كيف سيكون النعيم في الجنة فإن كل خيال لو جُمع لا يمكن أن يبلغ شيئا مما فيها لأن الذي في الجنة فوق الخيال، الأمر في الجزاء أعظم بكثير مما يتوقعه الإنسان ولذلك عبر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا التعبير البليغ الذي يرويه عن ربه جلّ وعلا: أعددت لعبادي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

قال الله عز وجلّ (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ﴿١٨﴾ أَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى) المآل والمقام والمقر (نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) بسبب أعمالهم التي أسلفوها في الدنيا (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴿٢٠﴾ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ) قال العلماء العذاب الأدنى يراد به عذاب القبر (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٢١﴾) أو العذاب الذي سيكون لهم في الدنيا من الجوع والضر والبلاء.

سورة الأحزاب

ثم بعد ذلك تأتي سورة الأحزاب وقدد افتتحت بقول الله عز وجلّ (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ) هذه السورة كانت طويلة جدا حتى قال أبي بن كعب: كانت لتعدل سورة البقرة بينما هي الآن في ثلاث وسبعين آية وتسمى سورة الأحزاب وهذا اسمها المشهور والسبب أن الله عز وجلّ ذكر فيها قصة الأحزاب لما قال الله عز وجلّ (   يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ﴿٩﴾) وقال الله عز وجلّ (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴿٢٢﴾).

هذه السورة افتتحت بقوله (يا أيها النبي) والسور التي افتتحت بقوله (يا أيها النبي) الأحزاب والطلاق والتحريم، ثلاث سور ولذلك بعض الناس يسمي هذه السورة سورة النبي لأن هذه السورة اختصت بذكر حقوق النبي صلى الله عليه وسلم بما لم يذكر في سورة أخرى في القرآن. يقول الله عز وجلّ له (يا أيها النبي) افتتح السورة بخطابه عليه الصلاة والسلام (يا أيها النبي) ثم يقول (وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ) وهذه نزلت في حق النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان مدّعيا لزيد أو متبنيًا لزيد ابنًأ له على عادة العرب في الجاهلية. ثم قال سبحانه وتعالى (النبي أولى بالمؤمنين  وأزواجه( حق أزواجه (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا). ثم ذكر الله عز وجلّ بعد ذلك أولي العزم من الرسل وهم نوح وابراهيم وموسى وعيسى قال (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴿٧﴾) وما جمع أولي العزم من الرسل إلا في هذه السورة وفي سورة الشورى. قال (لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿٨﴾) هذه الآية مما يخيف، في يوم القيامة سيُسأل الصادق عن صدقه، لن يسأل المكذب أو الكافر أو المشرك حتى الصادق يُسأل عن صدقه والمظلوم يُسأل عن مظلمته، (وإذا المؤؤدة سئلت بأي ذنب قتلت) يؤتى بالمؤودة هذه الطفلة الصغيرة التي دفنت وهي حية فتُسأل حتى المؤودة تُسأل لماذا وئدت؟ فتقول سل من وأدني، فإذا كان الصادق والمظلوم سيُسأل فما بالك بالظالم والمعتدي والأفّاك والأثيم والكافر من باب أولى، حتى النبي صلى الله عليه وسلم يُسأل: هل بلّغت؟ يقول نعم يا رب قد بلغت، يقول من يشهد له؟ فتشهد له أمته نشهد يا ربنا أن هذا النبي قد بلّغنا ويشهد له إخوانه الأنبياء، لن يسلم أحد من السؤال.

ثم ذكر غزوة الأحزاب وكيف أن الله عز وجلّ نصر نبيه نصرا عجيبا عندما تكالب عليه الأحزاب وأطافوا به وكادوا أن يهلكوه هو وأصحابه طافوا به من كل جانب فنصره الله عز وجلّ بجند واحد من جنده وهو الريح ولذلك قال مذكّرًا بهذه النعمة على رسوله ومبينًا عظمة هذا الرسول عنده (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ﴿٩﴾ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ﴿١٠﴾) تدور الأبصار في محاجرها من شدة الخوف وارتفعت القلوب حتى وصلت إلى حناجركم من شدة ما أصابها من الهلع (هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ﴿١١﴾) واستمرت السورة تذكر هذه القصة العظيمة وهي غزوة الأحزاب إلى أن ذكر الله عز وجلّ قوله (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴿٢١﴾ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا ﴿٢٢﴾)

ثم قال الله عز وجلّ (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿٢٣﴾) من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه يعني أبانوا لله عن صدق إيمانهم كانوا عاهدوا الله على السمع والطاعة والبذل وعلى نصرة نبيهم صلى الله عليه وسلم في السراء والضراء فصدقوا ومنهم طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه الذي بايع وأسلم إسلامًا حسنًا ولما جاءت غزوة أحد وقف كالدرع لرسول الله صلى الله عليه وسلم يحميه بجسده  وهذا شيء لا يكاد يصبر عليه أحد حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم من سرّه أن ينظر إلى رجل قد صدق ما عاهد الله عليه فقضى نحبه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله، لأنه وقف موقفا لا يستطيع أن يصبر عليه، أن تقف فتُقتل أفضل من أن تقف بصدرك عاريًا ليكون درعًا للنبي صلى الله عليه وسلم والسهام تنغرس فيه من يمين ويسار وهو ثابت لا يتحرك ولا يتزلزل. (وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) ما غيروا شيئا مما عاهدوا الله عليه.

بعد ما انتهى من هذا جاء إلى حق النبي صلى الله عليه وسلم على أزواجه، ما هو حقه على أزواجه؟ قال (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ﴿٢٨﴾) من كانت منكن تريد السعة في الرزق وبيت حسن وأشياء جميلة فهذه لا يمكن أن تبقى معي لأني أنا ما جئت لعمارة الدنيا أنا أمتعها متاعا حسنا وأسرحها سراحًا جميلا (وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾)

ثم لما انتهى من هذا جاء إلى قوله تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴿٣٦﴾) حقه في السمع والطاعة ثم جاء إلى أمر الله للنبي صلى الله عليه وسلم أن ينتفي من متبناه انتفاء عمليًا ليس فقط أن يقول للناس هذا زيد ابن حارثة وليس ابن محمد، هذه المرأة التي طلقها زيد تزوجها يا محمد حتى يبطل التبني ولا يقال أن هذا كان والدًا لفلان، انتهى وكأنه أجنبي عنه تمامًأ وهذا كان شديدًا على الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك سمع وأطاع (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ) أخفى في نفسه أن الله تعالى أخبره أنه ستكون زوجا لها فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يريد أن يخبر أحدا بذلك ويتمنى أن ينسخ الله هذا الأمر (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا) الزواج تم في السماء لذلك دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم من غير عقد ولا وليّ وما على النبي إلا أن يسمع ويطيع.

ثم قال الله عز وجلّ (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾) ثم قال الله عز وجلّ بعد ذلك مبينًا ماذا له من الزوجات (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آَتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿٥٠﴾) وما له على زوجاته حتى القسم ليس واجبًا عليه صلى الله عليه وسلم من حقه على زوجاته أنه لا يجب عليه لهن حق بالقسم لذلك قال الله تعالى له (وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ) يعني إن شئت أن تضم هذه إليك فتجعل لهذه ليلة وهذه ما تجعل لها ليلة من حقك حتى لا يضيق صدرك بالعدل بينهن ولكن النبي صلى الله عليه وسلم مع أن الله عز وجلّ خيره وأباح له ما يشاء كان يقسم بينهن بالسوية.

ثم ذكر الله من حقوقه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ) غير ناظرين نضجه، لا تدخلوا مبكرين ادخلوا عندما يقال لكم تفضلوا، بيت النبي صلى الله عليه وسلم كله مترين في ثلاثة والصحابة يرغبون في الجلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا دخلوا ضاق عليه صلى الله عليه وسلم وعلى أهله البيت فنهاهم الله تعالى أن يدخلوا إلا أن يؤذن لهم إلى طعام غير ناظرين نضحه (وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ) لا يستطيع أن يقول لكم قوموا (وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ)

ثم جاء إلى زوجاته (  وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ) كل السورة تدور حول حق النبي صلى الله عليه وسلم والنهي عن أذاه. قال (وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا) قال رجل من الصحابة: لئن مات النبي صلى الله عليه وسلم لأنكحن عائشة فأنزل الله قوله (وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا) لا يليق بكم أن تخلفوه على زوجاته (إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا)

ثم انتقلت إلى بيان مقام عظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أن الله ربكم يصلي ويسلّم عليه (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) وبعدما ذكر أنه يصلي عليه قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) لكم أن تأتسوا بربكم فما أمرنا بذلك قبل أن يفعله ربنا سبحانه وتعالى قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). ثم قال (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ﴿٥٧﴾) ولما ذكر أذى النبي ذكر أذى المؤمنين فقال (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴿٥٨﴾) وهذه الآية فيها تحريم الأذى بكل صوره وأنواعه حتى الذي يؤذي الناس برائحة جسده في المسجد داخل في هذه الآية لا يجوز أن تؤذي المؤمنين بأية صورة من الأذى.

ثم قال الله عز وجلّ له بعد ذلك، جاءت الآية وهي قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ﴿٦٩﴾) نهاهم الله جميعا عن أذى نبيه كما فعل بنو إسرائيل عندما آذوا موسى، كانوا يقولون إن موسى آذر يعني عظيم الخصية بسبب مرض يصيب الرجال فأراد الله عز وجلّ أن يبين لهم، لماذا كانوا يقولون له ذلك؟ كان بنو إسرائيل يغتسلون وإذا سبحوا يسبحون سويا عراة أما موسى فلم يكن يفعل ذلك بل إذا أراد أن يقضي الحاجة أبعد، فكانوا يقولون ما ان يحمله على ذلك إلا أنه آذر أي عظيم الخصية، فأراد الله أن يبين لهم أن الأمر ليس كذلك، ذهب موسى ليقضي الحاجة فوضع ثيابه فأخذ حجر ثوبه فيقول ثوبي يا حجر ثوبي يا حجر حتى أقبل على بني إسرائيل وهو يلحق الثوب فرأوه وإذا به مثلهم فبين الله لهم أنه لم يفعل هذا الفعل من أجل عيب في خلقته ولكن لأنه كان يريد أن يستتر لأن هذا هو الأكمل وهذه هي الفطرة فالله تعالى ينهى المؤمنين ويقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ﴿٦٩﴾)

ثم ختتمت السورة بمثل ما افتتحت به لكن افتتحت بقوله (يا ايها النبي ) وختمت بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴿٧٠﴾) لا تتكلموا بكلمة إلا وهي موافقة للحق (يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴿٧١﴾).

ثم قال الله عز وجلّ الآية الشديدة على أهل الإيمان (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ)الأمانة هي الدين (فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴿٧٢﴾ لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿٧٣﴾).

وعد الله بالنصر في سورة الروم


إعداد صفحة إسلاميات

(وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون) إشارة إلى الوعد بتغيير مسار الأحداث بين الفرس والروم ووراثة المؤمنين والختام (فاصبر إن وعد الله)
د. أحمد نوفل
—————————
(وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿6 الروم﴾)
(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴿60 الروم﴾)
في ظلال سورة الروم – سيد قطب
نزلت الآيات الأولى من هذه السورة بمناسبة معينة . ذلك حين غلبت فارس على الروم فيما كانت تضع يدها من جزيرة العرب . وكان ذلك في إبان احتدام الجدل حول العقيدة بين المسلمين السابقين إلى الإسلام في مكة قبل الهجرة والمشركين . . ولما كان الروم في ذلك الوقت أهل كتاب دينهم النصرانية , وكان الفرس غير موحدين ديانتهم المجوسية , فقد وجد المشركون من أهل مكة في الحادث فرصة لاستعلاء عقيدة الشرك على عقيدة التوحيد , وفألا بانتصار ملة الكفر على ملة الإيمان .

ومن ثم نزلت الآيات الأولى من هذه السورة تبشر بغلبة أهل الكتاب من الروم في بضع سنين غلبة يفرحلها المؤمنون , الذين يودون انتصار ملة الإيمان من كل دين .

ولكن القرآن لم يقف بالمسلمين وخصومهم عند هذا الوعد , ولا في حدود ذلك الحادث . إنما كانت هذه مناسبة لينطلق بهم إلى آفاق أبعد وآماد أوسع من ذلك الحادث الموقوت . وليصلهم بالكون كله , وليربط بين سنة الله في نصر العقيدة السماوية والحق الكبير الذي قامت عليه السماوات والأرض وما بينهما . وليصل بين ماضي البشرية وحاضرها ومستقبلها . ثم يستطرد بها إلى الحياة الأخرى بعد هذه الحياة الدنيا , وإلى العالم الآخر بعد عالم الأرض المحدود . ثم يطوف بهم في مشاهد الكون , وفي أغوار النفس , وفي أحوال البشر , وفي عجائب الفطر . . فإذا هم في ذلك المحيط الهائل الضخم الرحيب يطلعون على آفاق من المعرفة ترفع حياتهم وتطلقها , وتوسع آمادها وأهدافها , وتخرجهم من تلك العزلة الضيقة . عزلة المكان والزمان والحادث . إلى فسحة الكون كله:ماضيه وحاضره ومستقبله , وإلى نواميس الكون وسننه وروابطه .

ومن ثم يرتفع تصورهم لحقيقة الارتباطات وحقيقة العلاقات في هذا الكون الكبير . ويشعرون بضخامة النواميس التي تحكم هذا الكون , وتحكم فطرة البشر ; ودقة السنن التي تصرف حياة الناس وأحداث الحياة , وتحدد مواضع النصر ومواضع الهزيمة ; وعدالة الموازين التي تقدر بها أعمال الخلق , ويقوم بها نشاطهم في هذه الأرض , ويلقون على أساسها الجزاء في الدنيا والآخرة.

وفي ظل ذلك التصور المرتفع الواسع الشامل تتكشف عالمية هذه الدعوة وارتباطها بأوضاع العالم كله من حولها – حتى وهي ناشئة في مكة محصورة بين شعابها وجبالها – ويتسع مجالها فلا تعود مرتبطة بهذه الأرض وحدها إنما هي مرتبطة كذلك بفطرة هذا الكون ونواميسه الكبرى , وفطرة النفس البشرية وأطوارها , وماضي هذه البشرية ومستقبلها . لا على هذه الأرض وحدها , ولكن كذلك في العالم الآخر الوثيق الصلة بها والارتباط .

وكذلك يرتبط قلب المسلم بتلك الآفاق والآماد ; ويتكيف على ضوئها شعوره وتصوره للحياة والقيم ; ويتطلع إلى السماء والآخرة ; ويتلفت حواليه على العجائب والأسرار , وخلفه وقدامه على الحوادث والمصائر . ويدرك موقفه هو وموقف أمته في ذلك الخضم الهائل ; ويعرف قيمته هو وقيمة عقيدته في حساب الناس وحساب الله , فيؤدي حينئذ دوره على بصيرة , وينهض بتكاليفه في ثقة وطمأنينة واهتمام .

ويمضي سياق السورة في عرض تلك الارتباطات , وتحقيق دلالاتها في نظام الكون , وتثبيت مدلولاتها في القلوب . . يمضي سياق السورة في شوطين مترابطين:

في الشوط الأول يربط بين نصر المؤمنين والحق الذي تقوم عليه السماوات والأرض وما بينهما , ويرتبط به أمر الدنيا والآخرة . ويوجه قلوبهم إلى سنة الله فيمن مضى قبلهم من القرون . ويقيس عليها قضية البعث والإعادة . ومن ثم يعرض عليهم مشهدا من مشاهد القيامة وما يجري فيه للمؤمنين والكافرين . ثم يعود من هذه الجولة إلى مشاهد الكون , وآيات الله المبثوثة في ثناياه ; ودلالة تلك المشاهد وإيحائها للقلوب . ويضرب لهم من أنفسهم ومما ملكت أيمانهم مثلا يكشف عن سخافة فكرة الشرك , وقيامها على الأهواء التي لا تستند إلى حق أو علم . . وينهي هذا الشوط بتوجيه الرسول r [ ص ] إلى اتباع طريق الحق الواحد الثابت الواضح . طريق الفطرة التي فطر الناس عليها ; والتي لا تتبدل ولا تدور مع الهوى ; ولا يتفرق متبعوها فرقا وشيعا , كما تفرق الذين اتبعوا الهوى .

وفي الشوط الثاني يكشف عما في طبيعة الناس من تقلب لا يصلح أن تقام عليه الحياة . ما لم يرتبطوا بمعيار ثابت لا يدور مع الأهواء , ويصور حالهم في الرحمة والضر , وعند بسط الرزق وقبضه . ويستطرد بهذه المناسبة إلى وسائل إنفاق هذا الرزق وتنميته . ويعود إلى قضية الشرك والشركاء فيعرضها من هذه الزاوية ; فإذا هم لا يرزقون ولا يميتون ولا يحيون . ويربط بين ظهور الفساد في البر والبحر وعمل الناس وكسبهم ; ويوجههم إلى السير في الأرض , والنظر في عواقب المشركين من قبل . ومن ثم يوجه الرسول r صلى الله عليه وسلم إلى الاستقامة على دين الفطرة , من قبل أن يأتي اليوم الذي يجزى فيه كل بما كسبت يداه . ويعود بهم بعد ذلك إلى آيات الله في مشاهد الكون كما عاد بهم في الشوط الأول . ويعقب عليها بأن الهدى هدى الله ; وأن الرسول r صلى الله عليه وسلم لا يملك إلا البلاغ , فهو لا يهدي العمي ولا يسمع الصم . ثم يطوف بهم في جولة جديدة في ذات أنفسهم ويذكرهم بأطوار نشأتهم من بدئها إلى منتهاها , منذ الطفولة الواهنة الضعيفة إلى الموت والبعث والقيامة , ويعرض عليهم مشهدا من مشاهدها . ثم ينهي هذا الشوط ويختم معه السورة بتوجيه الرسول r صلى الله عليه وسلم إلى الصبر على دعوته , وما يلقاه من الناس فيها ; والاطمئنان إلى أن وعد الله حق لا بد آت ; فلا يقلقه ولا يستخفه الذين لا يوقنون .

وجو السورة وسياقها معا يتعاونان في تصوير موضوعها الرئيسي . و هو الكشف عن الارتباطات الوثيقة بين أحوال الناس , وأحداث الحياة , وماضي البشرية وحاضرها ومستقبلها , وسنن الكون ونواميس الوجود . وفي ظلال هذه الارتباطات يبدو أن كل حركة وكل نأمة , وكل حادث وكل حالة , وكل نشأة وكل عاقبة , وكل نصر وكل هزيمة . . كلها مرتبطة برباط وثيق , محكومة بقانون دقيق . وأن مرد الأمر فيها كله لله: (لله الأمر من قبل ومن بعد). وهذه هي الحقيقة الأولى التي يؤكدها القرآن كله , بوصفها الحقيقة الموجهة في هذه العقيدة . الحقيقة التي تنشأ عنها جميع التصورات والمشاعر والقيم والتقديرات ; والتي بدونها لا يستقيم تصور ولا تقدير . .

1 أ.د. رقية طه العلواني-تدبر سورة الروم

تدبر سورة الروم

2 أ.د. رقية طه العلواني-تدبر سورة الروم

تدبر سورة الروم

3 أ.د. رقية طه العلواني-تدبر سورة الروم

تدبر سورة الروم

4 أ.د. رقية طه العلواني-تدبر سورة الروم

تدبر سورة الروم

5 أ.د. رقية طه العلواني-تدبر سورة الروم

تدبر سورة الروم

6 أ.د. رقية طه العلواني-تدبر سورة الروم

تدبر سورة الروم

7 أ.د. رقية طه العلواني-تدبر سورة الروم

تدبر سورة الروم

وقفات تدبرية رمضان 1442هـ-سورة الروم / أ سمر الأرناؤوط

🔹سورة الروم: (لله الأمر من قبل ومن بعد) سيتغير الحال بتدبير الله وتحقيق وعده، ناسبه تكرار (من قبل) ٧مرات و(من بعد) ٥مرات وتكرار الإشارة إلى إحياء الأرض بعد موتها ٣ مرات ليوقن المؤمن أن دوام الحال من المحال. وناسبه تكرار (ومن آياته) للتفكر الموصل إلى الإقرار واليقين أن للكون إله واحد يدبره بحكمة.

#وقفات_تدبرية

#الجزء_٢١

#سورة_الروم

 

تكرر في سورة الروم (من قبل) ٧مرات

وتكرر (من بعد) ٥ مرات

وتكرر الإشارة إلى إحياء الأرض بعد موتها ٣ مرات

وتكرر (ومن آياته) ٦مرات

مؤكدات أن دوام الحال من المحال وأن التغيير سنة كونية يوقن بها كل من تفكر في آيات الله (ومن آياته) (أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم)

 

 

( بسماللهالرحمنالرحيم )

الم (1) غُلِبَتْ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)

1- من إعجاز القرآن قوله تعالى ؛ ﴿غُلبت الروم في أدنى الأرض﴾؛ نزلت هذه الآيات قبل ٧ سنوات من هزيمة الروم قرب البحر الميت أعمق نقطة في الأرض. / فرائد قرآنية

2-﴿غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون .. ويومئذ يفرح المؤمنون﴾ أصل في مناصرة الأقرب، والفرح بغلبته للأبعد./ نادر العمراني

فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4)

1- {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ..{ وتيقن أنه مامن عصي على الله ولو عظم أمره . / إشراقة آية

2- ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله….كل تحول ينقل الناس لحال أفضل مع الله مناسبة فرح/عبد الله بلقاسم

3- { ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ..} فرح في الدنيا حين يلاقون عدوه فينصرهم.. وفرح في اﻵخرة حين يلاقونه سبحانه فيكرمهم فما أعظم الفرح_بالله / ماجد الزهراني

4-}ويومئذ يفرح المؤمنون { أيها المؤمن أرأيت كيف هي منزلتك عند الله ، حتى فرحك سطَّره في كتابه !! / إبراهيم العقيل

بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)

.ويؤمئذ يفرح المؤمنون بنصر اللهلا يشترط أن تكون فرحتهم لموافقتهم ولكن كانوا أقل سوءا من عدوهم/ عبد الله بلقاسم

وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)

1- “وعد الله لايخلف الله وعده” يا من ضاق بحال المؤمنين المستضعفين رويدك فإن لهم من الله وعد صادق. / فوائد القرآن

2- (يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا) نص على (ظاهرها) لأنهم لو علموا (باطنها) حقيقة لانصرفوا لإعمار الآخرة / عقيل الشمري

3- (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون) غاية علمهم هذه الدنيا لكنهم في ذهول عن الدار الآخرة وما أعد الله من النعيم لأوليائه. ./ رقية المحارب

4- (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا) قال الحسن رحمه الله: والله لبلغ من أحدهم بدنياه أنه يقلب الدرهم على ظفره، فيخبرك بوزنه، وما يحسن أن يصلي. ./ رقية المحارب

5- ﴿ولكن أكثر الناس لايعلمون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون﴾ . العلم الحقيقي علم ينفعك في الآخرة. . د. عبد المحسن المطيري

6- (ﻭﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻫﻢ ﻏﺎﻓﻠﻮﻥ( ﻭﻫﻢ ﻏﺎﻓﻠﻮﻥ ﻋﻤﺎ ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻛﺄﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻣﻐﻔﻞ ﻻ ﺫﻫﻦ ﻟﻪ ﻭﻻ ﻓﻜﺮﺓ . ابن كثير/تأملات قرآنية

7-‏{ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ } نص على ظاهرها، لأنهم لو علموا باطنها حقيقة لانصرفوا لإعمار الآخرة . /عقيل الشمري

أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8)

1- ﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم﴾ “وقوله تعالى (في أنفسهم) إشارة إلى الاهتمام بالنفس باعتبارها أقرب إلينا من غيرها”/ روائع القرآن

أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون (10)

﴿ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون﴾ نعوذ بالله من حالهم مغرور من قدم الإساءة ثم طمع في الإحسان ﴿أحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين﴾ / تدبر

اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12)

1- أتدري ما هي أشد كآبة تصيب الإنسان ؟ الكافر يوم تقوم عليه الساعة ! ” ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون” قيل في تفسير يُبلس أي يكتئب !

وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (13) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14)

﴿ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون﴾ لا تحزن لاجتماع أهل الباطل ومناصرتهم لبعض غدا سترى شتات أمرهم لأن اجتماعهم لم يكن اجتماعا مرحوما/ روائع القرآن

﴿ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون﴾ لا تحزن لاجتماع أهل الباطل ومناصرتهم لبعض غدا سترى شتات أمرهم لأن اجتماعهم لم يكن اجتماعا مرحوما . / تدبر

فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16) فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17)

1- ( فسبحان الله حين تمسون …) لراحة الروح وطمأنينة القلوب ، أكثر من التسبيح قبل الغروب !! / عايض المطيري

2- { فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون .وله الحمد…}تأولها بقولك سبحان الله وبحمده مائة مرة صباحا ومساءا(غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر) / محمد الربيعة

3- ما أعظم آيات نعيم المؤمنين تدخل السرور لقلبك وتدفعك للجنة دفعا{فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون}نسأل الكريم من فضله/ محمد الربيعة

“-4 فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمدُ في السماوات والأرض وعشيا وحين تُظهرون ” في كل ساعة لله ذكر وشكر.. فلا تتخلف عن ركب الذاكرين. / نايف الفيصل

– 5 }فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون } سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم .. / نايف الفيصل

6- تبدأ حياتك بصوت التكبير وتختتم بصلاة الجنازة كذا عش حياتك في صباحك ومسائك ذاكرا لله (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون)” / ابتسام الجابري

7- يستحب التسبيح عند طلوع الشمس تنزيهاً لسلطان الله أن يطلع بعد غياب، وعند غروبها تنزيهاً له أن يغيب (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون) / عبد العزيز الطريفي

8- ما تنفس الكون بشيء أعظم من ذكر الله وتسبيحه: ﴿فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون﴾،﴿وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن…﴾ فانضم لركب المسبحين. / عمر المقبل

9- ﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُون﴾ قال ﷺ من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر./ تأملات قرآنية

10- (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ)لراحة الروح وطمأنينة القلوب ، أكثر من التسبيح قبل الغروب !! عايض المطيري

11- (فسبحان اللَّهِ حينَ تمسُون … )يستحب التسبيح قبل الغروب ، والإكثار من ذكر علَّام الغيوب . سبحان الله وبحمده

12- أعظم أوقات التسبيح في الصباح عند إقبال النفس استعانة بالله على عملها، وفي المساء استسلاماً له (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون(/ عبد العزيز الطريفي

13- ﴿ فَسُبحانَ اللَّهِ حينَ تُمسونَ وَحينَ تُصبِحونَ ﴾ قال ابن مسعود : ما كرب نبيٌّ من الأنبياء إلا استغاث بالتسبيح ، فأكثروا من التسبيح في الرخاء والشدّة ./ ناصر القطامي

وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَيُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19)

1- إخراج الشيء من نقيضه .. من حزنك يولد الفرح .. ومن ألمك تخرج الراحة .. ومن فقرك تنفجر الثورة .. قل يا رب / عبد الله بلقاسم

– 2 ” وله الحمد ” في السموات والأرض وعشياً وحين تُظهـرون } في شمس الظهيرة نِعَمٌ لا نكاد نحصيها … فـلله الحمد أولاً وآخراً .. / نايف الفيصل

3- 3- “اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها” مهما أماتت المعاصي قلبك لا تيأس عُد لله فسيُحيي الله قلبك كما يحيي الأرض من بعد موتها./ روائع القرآن

4- 4- } اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها { تجمد العين و يقسو القلب لكن جاهد أن تلين قلبك بلسان رطب بذكر الله، فذكر الله حياه./ روائع القرآن

5- ﴿اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها ﴾ تدبر كتاب الله والتفكر في معانيه فيه حياة القلوب بعد موتها. ./ روائع القرآن

6- ﴿ٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ يُحْىِ ٱلْأَرْضَ بَعْدَمَوْتِهَا﴾ فيه إعلام لجميع البشرأن هداية النفس وتزكيتهابيده سبحانه. ./ روائع القرآن

7- اطلب حياة قلبك .. ممن يملك الحياة . ﴿اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها﴾./ روائع القرآن

8- “اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها ” كما يحيي الله الأرض الميتة فإنه يهدي القلوب بعد قسوتها ويفرج الكروب بعد شدتها./ روائع القرآن

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)

1- ليس عيبا أن يقوم الزوج بمساعدة زوجه في أعمال المنزل ، قال الله: { لتسكنوا إليها } ولم يقل: لتسكنوا معها ! كن محمدياً في تعاملك مع زوجك .. /نايف الفيصل

2-وجعل بينكم مودة ورحمة” ما من زوج وزوجة إلا وقد أودع الله في قلبيهما المودة والرحمة لبعضهما وإنما ترحل المودة والرحمة بأفعالنا./ عبدالله بن بلقاسم

3- (وجعل بينكم مودة ورحمة!) لا توجد إلا في بيوت أسست ع التقوى، أما اللذان تعارفا في الشارع كالبهائم ،ففي الدنيا ملايين البهائم لم تقم باتصالهم حضارة! / وليد العاصمي

4- ليس في العالم أدفىء و أحن من حضن الزوجة لزوجها ( وهو في حضنها كالطفل الصغير ! ) ، سبحان القائل : ( و جعل بينكم مودة و رحمة . (./ نايف الفيصل

-5 ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة .. ” المرأة … عَطاءٌ من الله .. للرجل . . / نايف الفيصل

6- ( وجعل بينكم مودة ورحمة) قال ابن عباس : المودة : حب الرجل امرأته .والرحمة : شفقته عليها أن يصيبها سوء . / د. عبدالملك القاسم

7- ‏الرحمة شيء عظيم ولا يلقاها إلا ذو حظ عظيم ، فإن اقترنت بالحب صُنع و رُسم أجمل قلب . ﴿وجعل بينكم مودة ورحمة﴾ / إبراهيم العقيل

8- لا يسكن أحدهـما إلا بالآخر …! ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليهـا … “/ نايف الفيصل

-9 ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها … ” لا يَسكُن بَال الرجل والمرأة .. إلا إذا تَزوجا/ نايف الفيصل

10- عندما يمتثل الزوجان”وعاشروهن بالمعروف”وكذلك”ولهن مثل الذي عليهن”ويجعلان الوحي دستور لهما يتذوقان بإذن الله “وجعلنا بينكم مودة ورحمة”/ ابو حمزة الكناني

11- ﴿ وجعل بينكم مودة ورحمة ﴾الحب الصادقهو المغلف برباط شرعي من اللهفهنا الطهر وهنا المودة الحقيقية / روائع القرآن

12- ﴿ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم”مودة”ورحمة﴾ الحب يقع بين الزوجين بعدالزواج وليس قبله كمايقول المفتونون بالغرب. / عبد المحسن المطيري

13- ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ البيوت المسلمة مبنية على المودة والرحمة ./ روائع القرآن

14- ارتفاع نسبة الطلاق بلغ رقما مخيفا قرابة 40.000 حالة في سنة واحدة! تأمل {أزواجا لتسكنوا إليها { فلو تحقق السكن لما وقع الطلاق غالبا / أ.د.ناصرالعمر

15- “وجعل بينكم مودة ورحمة” مودة تتجاوز بها الهفوات الصغيرة وتجعلك سندا للآخر ورحمة تقدر بها أعباءه فلاتثقل عليه هل أنت كذلك / خواطر قرآنية

16- (وجعل بينكم مودة ورحمة)قال ابن كثير : فلا ألفة بين روحين أعظم مما بين الزوجين . /د. عبد الملك القاسم

17- ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ قال ابن عبّاس : المودّة في الصِّغر والرّحمة في الكِبَر !/ روائع القرآن

18- ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ قدم #المودةلأنها أساس الرحمة ! فمتى ما كان هناك مودة وجدت الرحمة . / روائع القرآن

19- ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ قيل: المودة والرحمة : ” عطف قلوبهم بعضهم على بعض “/ روائع القرآن

20- ﴿ وجعل بينكم مودة ورحمة ﴾ هذه المودة لا تجلبها الأموال الطائلة،ولا البيت الواسع،ولا القوام،ولا الجمال؛ولكن يخلقها الله ﷻ. *موسوعة النابلسي/ روائع القرآن

21- ﴿ وجعل بينكم مَوَدَّةً ورحمَة ﴾ مودة : وهي المحبة ، ورحمة : وهي الرأفة ، فإن الرجل يمسك المرأة إما لمحبته لها ، أو لرحمة بها. / روائع القرآن

22- “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ” الأسرة سكنٌ ومسؤوليةٌ وضمانةٌ للقيم.. ومن الاستقراءات الملفتة ماحكاه الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: “أكثر من عرفنا من دعاة التكشف والاختلاط، ما لهم زوجات ولا أولاد!!” / عادل صالح السليم

23- }وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} المودة والرحمة بين الزوجين هما سكن ومن علامات وأسس البيت السعيد . / تدبر

24- ‏( وجعل بينكم مودة ورحمة ) ما من زوجين إلا أودع الله في قلبيهما ،كما في الآية المودة والرحمة لبعضهما ،وإنما ترحل المودة والرحمة بأفعالهما ../ عايض المطيري

وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22)

1-(واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك ﻵيات للعالمين) المؤمن ﻻ وقت لديه للسخرية ، فكل ما يراه في الناس ويسمعه (يذكره بالله وقدرته)/د. عقيل الشمري

2-{واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين }كن عالما عالميا ووسع مداركك وعلاقاتك بتعلم اللغات والتعرف على الجنسيات الأخرى. /محمد الربيعة

3- “واختلاف ألسنتكم وألوانكم” اختلاف الألسن كاختلاف الالوان من آيات الله والسخرية بالألسن واللغات واللهجات عصبية مقيتة كالسخرية بالألوان/ عبدالله بلقاسم

وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23)

1- النوم نعمة ، وهو آية من آيات الله ( ومن آياته منامكم بالليل والنهار ) ومن الظلم لنفسك أن تصحب همومك معك للفراش ، دعها بعيدًا واهنأ بنومك !! / عايض المطيري

2- “ومن آياته:منامكم بالليل”قبل أن تستسلم للمنام تذكر أن جفنيك تهتفان بالتوحيد. /عبد الله بلقاسم

3- النوم نعمة وهو آية من آيات الله ، قال ﷻ : ( ومن آياته منامكم بالليل)ومن الظلم لنفسك أن تصحب همومك ، معك للفراش ، دعها بعيدًا واهنأ بنومك .

وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِ بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنْ الأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28) بَلْ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (29) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (30)

1- هل تحب أن تكون على الدين القيم ؟أقم وجهك وأمرك كله لله ولدينه {فأقم وجهك للدين حنيفا….ذلك الدين القيم}/محمد الربيعة

2- ﴿فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت اﷲ التي فطر الناس عليها﴾ أعظم ما يعين على تطبيق الدين والدعوة إليه كونه الموافق للعقول والقلوب. / عامر اللهو

3- صلاح القلب بالتقوى واستقامة الفطرة بالتوحيد واستنارتها بنور القرآن ﴿فطرة الله التي فطر الناس عليها﴾ يحول دون المؤمن وفعل ما لا يرضاه الله / أ.د. حاكم المطيري

4- قِيَمالدينثابتةلاتتغيروخطابهالايحتاجإلىتجديد، وبعدالناسعنهوقربهممنهراجعإليهمفلايحسبعليهولايغير

منحقيقته (ذلكالدينالقيم( / سعودالشريم

5- ( فطرةاللهالتيفطرالناسعليها) قصةثنيانمعالنصارىتدلعلىأنالدينليس (فلسفة) ؛إنماالدين (فطرة / د. عقيل الشمري

6- فطرة الله التي فطر الناس عليها” خلق الله قلبك ليحب الله محاولاتنا لتغيير وظيفته توجعه وتؤلمه دعه لما خلق له / عبد الله بلقاسم

مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)

كل حزب (بما لديهم) فرحون” اقتصروا بالفرح على أفكارهم وآرائهم ولم يفرحوا بالحق إن كان مع غيرهم/ عبد بن بلقاسم.

﴿من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون﴾ من مقاصد الشرع الكبرى الاجتماع والوفاق ونبذ الخلاف والافتراق فمع الاجتماع القوة والعزة والمنعة والبركة والتوفيق . / تدبر

وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33)

1- الناس ينسون الله إذا اغتنوا ويلوذون به إذا افتقروا (وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمةإذا فريق منهم بربهم يشركون)/عبد العزيز الطريفي

لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (34) أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (35) وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (36)

}-1 إذا هم يقنطون{ يأسك يعبر عن أمرين : شكك بقدرة الله بتبديل الحال .. أو أنك لا ترجوا من الله الخير .. فكيف تتجرأ على ربك بكل هذا .. ؟! / مها العنزي

أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37) فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (38)

1- (يريدون وجه الله)(يريدون وجهه) لم تتشعب إرادتهم في كل وادٍ،،هي نفوس صافية إرادتها واحدة،،/ وليد العاصمي

وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُضْعِفُونَ (39)

}وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون}معادلة الربح المضاعف: زكاة رضى الرب طهارة للنفس والمال وربح وفير معادلة الخسارة : الربا سخط الرحمن ومحق للبركة وإفلاس . / تدبر

اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40)

1- “الله الذي خلقكم ثم (رزقكم)” مثل يقينك بخلقك مثلما ترى خلق يديك ورجليك. كن على يقين برزقك. / عبدالله بن بلقاسم

2- المتأمل في الآيات يجد أن الخلق والرزق متقارنان لايكاد يفارق أحدهما الآخر( الله الذي خلقكم ثم رزقكم) / عبد الملك القاسم

3- بقدر يقينك أن الله هو الذي خلقك كن على يقين أنه سيرزقك كذلك ! ﴿ الله الذي خلقكم ثم رزقكم ﴾/ نايف الفيصل

4- بقدر يقينك أن الله هو الذي خلقك كن على يقين أنه سيرزقك كذلك .. ﴿ الله الذي خلقكم ثم رزقكم ﴾/ نايف الفيصل

ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)

1- (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) الأرض كلها تحتاج (الإسلام) لتسلم من الفساد أشد من حاجتها لهيئة حماية البيئة العالمية /عقيل الشمري

2- وإنما أذاقنا الشيء اليسير من أعمالنا ولو أذاقنا كل أعمالنا لما ترك على ظهرها من دابة / ابن القيم

3- ( ليذيقهم بعض الذي عملوا … )كل هذه المصائب التي تمر بنا وبِالخلق ، بسبب سوء أعمالنا وبعضٌ مما نستحق !! / عايض المطيري

4- ” الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثمّ يميتكم ثم يحييكم “هذه دورة حياتك ، ببساطة !وسن الخويطر/ محمد الربيعة

5- “ليذيقهم بعض الذي عملوا” فسبحان مَنْ أنعم ببلائه، وتفضل بعقوبته،وإلا فلو أذاقهم جميع ما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة./ تفسير السعدى

6- (ليذيقهم بعض الذي عملوا!) كل هذه المصائب التي تمر بنا في حياتنا بعضٌ مما نستحق،،/ وليد العاصمي

7- ﴿ظهر الفساد في البر والبحر﴾ السبب : ﴿بما كسَبت أيدي الناس﴾ الحكمة : ﴿ليُذيقهم بعض الذي عَمِلُوا﴾ الغاية : ﴿لعلَّهم يرجعون﴾ / سلطان بن بدير

8- ( ليذيقهم بعض الذي عملوا ) “أذاقنا الله الشيء اليسير من أعمالنا، ولو أذاقنا عاقبة كل أعمالنا لما ترك على ظهرها من دابه . – ابن القيم -” / فوائد القرآن

9- تتنوع عقوبات الله التي تَحِلُّ بالأمم والأفراد لحكمة يعلمها،فقد يُنزِل بهم عقوبة عظيمة بسبب بعض ذنوبهم لا كلها(…ليذيقهم بعض الذي عملوا). / سعود الشريم

10- المصيبة {ظهر الفساد في البر والبحر{ السبب {بما كسبت إيدي الناس{ العقوبة {ليذيقهم بعض الذي عملوا{ الحكمة {لعلهم يرجعون{ / تدبر

11- ﴿لِيُذيقهم بعض الذي عملوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ هدف بعض الابتلاءات ردُّ الشاردين إلى رحاب الله، وجذب الغافلين إلى روضات الطاعات. / تدبر

12-﴿لِيُذيقهم بعض الذي عملوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ هدف بعض الابتلاءات ردُّ الشاردين إلى رحاب الله، وجذب الغافلين إلى روضات الطاعات. / تدبر

قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنْ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43)

1- (فأقم وجهك للدين القيم) دين الله قيم مستقيم وإنما الاعوجاج منك / عقيل الشمري

مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44)

1- ﴿ ومن عمل صالحًا فلأنفسهم يمهدون ﴾ وأنت سائر، تذكّر: أنك تبني منزلتك في الجنّة، وتوطّئ لها بعملك الصالح! تُمهّد طريقك بنفسك./ تأملات قرآنية

2- ﴿ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون﴾ و أنت سائر،تذكّر : أنك تبني منزلتك في الجنة، و توطّئ لها بعملك الصالح ! تُمهّد طريقك بنفسك .. فأين وصلت ؟/ نوال العيد

3- ﴿ومن عَمِلَ صالِحًا فَلِأَنفُسِهِم يَمهَدونَ﴾ ما أحسن عاقبة من سعى لإسعاد نفسه، وعمل لنجاتها، وتفكر في دار المقر واغتنم وقته في دار الممر! / أ.د رقية المحارب

4-{وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} يوطنون لأنفسهم في الآخرة فراشا ومسكنا وقرارا بالعمل الصالح./ القرطبي

لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (45)

﴿إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾ قال ابن كثير: «ومع هذا فهو العادل فيهم الذي لا يجور».. كم دفعتنا كراهية البعض إلى ظلمهم! / تدبر

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46)

1- ولعلكم تشكرون ] رسالة غير مباشرة تبعثها لنا الآية انه برغم من ان نعم الله التي تحوطنا من كل جانب لكن ما أقل شكرنا وهذه حقيقة ! / مها العنزي

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنْ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)

1- مازال هذا اليوم (عاشورا) يتجدد بنصر الله لأوليائه وإهلاك الطغاة فلتتجدد نفوسنا بوعد ربنا وتتفاءل بقرب نصره {وكان حقا علينا نصر المؤمنين}/محمد الربيعة

2- ﴿وكان حقا علينا نصر المؤمنين﴾ النصر الحقيقي هو انتصار أهل الحق فهم موعدون بالنصر من عند الله وأماانتصار الباطل فوهمي زائل/ روائع القران

لئن اشتد مكر المجرمين وبطشهم فليس بيننا وبين النصر إلا الصدق مع الله.. (وكان حقا علينا نصر المؤمنين( / د. محمد السريع

﴿وكان حقا علينا نصر المؤمنين﴾ أيها المؤمن طب نفسا وقر عينا، سينصرك الله ولو بعد حين، وإن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة، وعد من الله والله لا يخلف وعده. / تدبر

اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48)

1- ﴿ ….إذا هم يستبشرون • وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لـمُبلسين ﴾ حتى الأمطار تُعطيك دروساً إيمانية في التفاؤل. #تدبر #أمطار / نايف الفيصل

2-‏﴿فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون﴾ المطر رحمة من رحمات الله فرحنا به واستبشرنا ياترى كيف سيكون الفرح بالرحمة العظمى والفوز الأسمى” / إبراهيم العقيل

وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50)

1- الخروج للربيع بعد المطر عبادة إذا استحضرت فيها النية وعبادة التفكر{ فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها }/محمد الربيعة

2- ﴿ فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى﴾ كما أن الماء يحيي الأرض… فالاتصال بالله يحيي النفس البعيدة عنه! / نايف لفيصل

3- تأمل فرح الأرض ،، بغيث الله النازل من السماء،، إنها مجرد: (آثار رحمة الله!) / وليد العاصمي

4- ( فانظر إلى آثار رحمة الله) فن اكتشاف الرحمة: تتبع رحمة الله حولك وعندك وفيك” / عقيل الشمري

5- ﴿ فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى ﴾ كما أن الماء يحيي الأرض .. فالاتصال بالله يحيي النفس البعيدة عنه./ نايف الفيصل

6- “فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحيي الأرض بعد موتها” بتلك الرحمة قادر على إحياء قلبك من غفلته ونزع الأحزان منه هلا رجوته/ روائع القرآن

وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (51) فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54)

1- لماذا التكبر؟! يقول سبحانه ” الله الذي خلقكم من ضعفبلغ من ضعف الإنسان أن كلمة تُفرحه وأخرى تُحزنه، وشوكة تُدميه وهدية تُرضيه! / حجاج العجمي

2- “وجعل من بعد قوة ضعفا وشيبة” إذا أردت أن تعرف حقيقة الدنيا فانظر إلى رجل كبير قد احدودب ظهره وابيض شعره متكئٌ على عصاه ، وتصور نفسك مكانه / محمد الربيعة

﴿ اللَّهُ الَّذي خَلَقَكُم مِن ضَعفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعدِ ضَعفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعدِ قُوَّةٍ ضَعفًا وَشَيبَةً يَخلُقُ ما يَشاءُ وَهُوَ العَليمُ القَديرُ ﴾ مراحل العمر عبرة لمن لم يعتبر .. / ناصر القطامي

وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55)

1- (ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون مالبثوا غير ساعة) “حتى بعد قيام الساعة يوجد غافلون . (ليس لجهل الإنسان حدود) .” / د.عقيل الشمري

2- ومن شواهد قصر الدنيا قوله : ﴿ ويوم تقوم الساعة يُقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون ﴾ ؛ رُب ساعة شهوة أورثت ندماً طويلاً./ فرائد قرآنية

3-‏”وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ” هذا ما يسمى بـ (مهارة طفرة التأمل) وهي القدرة على اختزال الزمان أو التجارب للخلوص إلى الحقائق مجردة عن المؤثرات عليها، ومن رزقها في الدنيا لم يحتجها في الآخرة../ عادل صالح السليم

وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56) فَيَوْمَئِذٍ لا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57) وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ (58) كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (59) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ (60)

1- (وﻻ يستخفنك الذين ﻻ يوقنون) ﻻ يثقل اﻹنسان إﻻ (اليقين) ، فعلى قدره (يصعب زعزعته واﻻستخفاف به) / عقيل الشمري

2- {فاصبرإن وعدالله حق} العبد إذاعلم أن عمله غيرضائع بل سيجده كاملا هان عليه مايلقاه من المكاره ويسرعليه كل عسير واستقل من عمله كل كثير =السعدي / نايف القصير

3- ﴿فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون﴾في الآية دليل على أن كل مؤمن موقن رزين العقل يسهل عليه الصبر . / عامر اللهو

4- ” ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ” من المهم أن تكون راسيا/ عبد الله بلقاسم

5- ﴿ فَاصْبِر إِنَّ وَعْد الله حَقّ ﴾ مهما يطل الأمد ومهما تتعقد الأمور ومهما تتقلب الأسباب إنه وعد من يملك التحقيق ومن وعد لأنه أراد. / فوائد القرآن

6- لا تتنازل عن الحق من أجل غوغائية أهل الباطل “فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون”. / نوال عيد

7- ﴿ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴾ هذا شعار ينبغي أن تتدثر به في زمن الفتن . أبو إسحاق / روائع القران

8- {فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك} قال ابن كثير-رحمه الله- في تفسير هذه اﻵية : ( هذا تهييج للأمة على اﻹستغفار ) *. / تأملات قرآنية

9- ﴿وَلا يَستَخِفَّنَّكَ الَّذينَ لا يوقِنون﴾ منهجٌ يحث على التأني، ويقوي الصبر، ويربي في المجتمع رد الأمر لأهله، ونتيجته النجاة وصواب الرأي. ./ رقية المحارب

10- لا تتنازل عن الحق من أجل غوغائية أهل الباطل “فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون/ نوال العيد

11- ( فاصبر إن وعد الله حق ) إن وعد الله بنصرة المظلوم فوعده صادق وإن وعد أن يجعل بعد العسر يسر فوعده صادق لكن المشكلة بمن ﻻ يصبر ! / مها العنزي

12- “فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك” مهما اشتدت المحن وأحاط بك الأعداء، فخذ بهذا التوجيه الرباني، تجد الفرج والنصر. / أ.د ناصر العمر

13- ﴿فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار﴾ منهج المؤمن ثابت في الرخاء والشدة، ويزداد يقينا بسنن الله في الكون فينيب. / د. رقية المحارب

14- كلما اشتدت المحن على اﻷمة من الخارج ازدادت شيطنة منافقيها لتراثها من الداخل ليروعوها به!!(فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون) / سعود الشريم

15- ﴿ فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ ﴾ . وهذا مما يعين على الصبر؛ فإن العبد إذا علم أن عمله غير ضائع، بل سيجده كاملاً؛ هان عليه ما يلقاه من المكاره، ويسر عليه كل عسير. . ./ روائع القرآن

16- ﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ … ﴾ الصبر .. مر .. قد تتقبله النفوس على مضض ، لكن خلف الصبر أمنيات مؤجلة ، وعز وتمكين .. وكل أمر جميل ، لكن لنجاح بالصبر أولاً ! / مها العنزي

17- ﴿فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون﴾ بواسطة تطبيق آية اليقين أساس الرسوخ والثبات . / تدبر