هذه السورة كما هو هدف سورة الشرح وسورة الكوثر,وهي سور مليئة بمحبة الله تعالى لرسوله الكريم وكأنها تعويض عن عتاب الله الرقيق لرسوله في سورة عبس. وهي تتناول شخصية الرسول r وما أنعم الله تعالى عليه من النعم في الدنيا والآخرة قال تعالى: (ولسوف يعطيك ربك فترضى) ويتكرر فيها قوله تعالى:(ألم يجدك) وكأنها إشارة للرسول الكريم بأن الله تعالى لا يمكن أن ينساك أو يقلاك وقد أنعم عليك بكل هذه النعم التي ذكرها من الإيواء والهداية والإستغناء فقال سبحانه:(ألم يجدك يتيماً فآوى* ووجدك ضالاً فهدى* ووجدك عائلاً فأغنى). ثم أوصاه تعالى بثلاث وصايا مقابل النعم التي أنعم الله تعالى بها على رسوله فقال سبحانه:(فأما اليتيم فلا تقهر* وأما السائل فلا تنهر* وأما بنعمة ربك فحدّث) وقد أقسم الله تعالى بالضحى والليل إذا سجى وهما وقتان في منتهى الرقّة على النفس البشرية, وقت الضحى: وهو أول ابتداء النهار, ووقت الليل إذا سجى: أي أول وقت الليل وهو الوقت اللطيف من الليل وليس الوقت المظلم الموحش. فهذان القسمان مناسبان تماماً لطبيعة السورة الرقيق والمليء بالمحبة للرسول والسورة كلها فيها من جمال اللفظ وروعة البيان ورقيق المعاني ما يدل على محبة الله تعالى للرسول ولطفه وعنايته به.
*(وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2))*
س- ما هي دلالة القسم في قوله تعالى: (والضحى)؟
ج- يذكر أهل التفسير أن الوحي أبطأ على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أياماً فشقّ ذلك عليه وقيل له: إن ربك قلاك؛ فأنزل الله تعالى هذه السورة رداً على المشركين وإكراما للرسول (صلى الله عليه وسلم) . فلماذا حزِن الرسول الكريم وجزع لانقطاع الوحي مع ما يلقاه في سبيل الوحي من العنت والجهد؟
في الحقيقة إنه اختبار من الله تعالى للرسول الكريم: هل هو حريص على الوحي وما فيه من مشقة أم أنه سيرتاح من هذا الوحي الثقيل؟ وهذا فيه توجيه إلى الدعاة أنه عليهم أن يصبروا ويثبتوا في الدعوة مهما لاقوا من مشقة وعنت في سبيل الدعوة الى الله.
الضحى في اللغة هو وقت ارتفاع الشمس بعد الشروق
سجى في اللغة لها ثلاث معاني؛ فهي بمعنى سكن، أو اشتد ظلامه أو غطى مثل تسجية الميت.
أقسم الله تعالى بالضحى والليل إذا سجى أنه ما ودع رسوله وما قلاه، والضحى هنا يمثل نور الوحي وإشراقه كما قال المفسرون. والليل يمثل انقطاع الوحي وسكونه, والدنيا من غير نور الوحي ظلام ولذلك قدم سبحانه الضحى هنا لأنه ما سبق من نور الوحي وأخر الليل لما يمثل من انقطاع الوحي.
قال بعض المفسرين:إن القسم يشير إلى أن الانقطاع يمثل الاستجمام والسكون كما يرتاح الشخص المتعب في الليل, ومن معاني سجى: السكون وهو يمثل الراحة وهو نعمة. فالقسم هنا جاء لما تستدعيه الحالة التي هو فيها.
س- ما اللمسة البيانية في كلمة (سجى) وليست في كلمتي غشي أو يسر ؟
ج- كما في قوله تعالى: (والليل اذا يغشى) (والليل اذا يسر) سبق القول أن من معاني سجى: (سكن) وهذا يمثل سكون الوحي وانقطاعه وهذا هو السكون، والانقطاع ظلمة وهذا المعنى الثاني لسجى فكلمة سجى جمعت المعاني كلها التي تدل على انقطاع الوحي وسكونه. أما كلمة يغشى أو يسر فهما تدلان على الحركة وهذا يناقض المعنى للقسم في هذه السورة. وعليه فإن القسم في قوله تعالى: (والضحى والليل اذا سجى) هو أنسب قسم للحالة التي هو فيها من نور الوحي وانقطاعه وكل قسم في القرآن له علاقة بالمقسم به.
س- ما الحكم البياني في استخدام كلمة (والضحى) بدل والفجر او النهار؟
ج- الضحى هو وقت إشراق الشمس أما النهار فهو كل الوقت من أول النهار إلى آخره. والضحى يمثل وقت ابتداء حركة الناس يقابله الليل إذا سجى وهو وقت السكون والراحة. والفجر هو أول دخول وقت الفجركما في قوله تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) ولا يكون هناك ضوء بعد أو نور كوقت الضحى بعد شروق الشمس.
*(مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَوَمَا قَلَى)*
س- ما معنى (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3))؟
ج- التوديع ذكر ربنا أمرين التوديع والقِلى، التوديع يكون بين المتحابين هذا من حيث اللغة
(ودّع هريرة إن الركب مرتحل وهل تطيق وداعاً أيها الرجل)
التوديع عادة يكون بين المتحابين فذكر المفعول به (كاف الخطاب في (ما ودعك)) تحبباً له أما القلى فلا يكون إلآ بين المتخاصمين فلم يذكر المفعول به, لم يقل وما قلاك إكراماً له أن يناله القِلى يعني نزّه مقام الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن القلى، نحن نقولها في حياتنا اليومية, يقول أحدهم: سمعت أنك شتمت! فيقول الآخر: لم أشتم, ولا يقول لم أشتمك هذا إكرام للمخاطب. ودّع في الحب فيما يُحبّ فقال:(مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ) وحذف في القلى (وَمَا قَلَى) فهذا إكرام له (صلى الله عليه وسلم) في الذكر والحذف. ثم ليس بالضرورة أن يقول قلاك لأنه قسم يذهب أنه حذف للإطلاق أنه ما قلاك ولم يقل أحد من أتباعك ليس خاصاً بالرسول (صلى الله عليه وسلم) أما التوديع فخاص بالرسول (صلى الله عليه وسلم) أما القلى فلم يقلِهِ ولم يقلِ أحداً من أتباعه, فصفة البغض نفيت عن الله تبارك وتعالى أصلاً. هي جاءت متناسبة مع الفاصلة القرآنية لكن لها معنى دقيق, وهو معنى الإكرام ومعنى الإطلاق، إكرام في الذكر والحذف, أكرمه في الذكر (ودعك) وفي الحذف (وما قلى). أحياناً نلاحظ كثيراً في القرآن إذا المعنى اقتضى يغيّر الفاصلة.
*اين مفعول الفعل قلى؟
س- في هذه الآية الكريمة ذكر مفعول الفعل ودع وهو (الكاف في ودعك) وحذف مفعول الفعل قلى (ولم يقل قلاك)
ج- في اللغة عند العرب التوديع عادة يكون بين المتحابين والأصحاب فقط ويكون عند فراق الأشخاص. اختلف النحاة في سبب ذكر مفعول فعل التوديع وحذف مفعول فعل قلى؛ منهم من قال لظهور المراد بمعنى أن الخطاب واضح من الآيات أنه لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومنهم من قال إنها مراعاة لفواصل الآيات في السورة (الضحى، سجى، قلى، الاولى،…) لكن القرآن العظيم لا يفعل ذلك لفواصل الآيات وحدها على حساب المعنى أبداً ولا يتعارض المعنى مع الفاصلة والمقام في القرآن كله. فلماذا إذن هذا الحذف والذكر؟
الذكر من باب التكريم والحذف من باب التكريم ايضاً. لم يقل الله تعالى قلاك لرسوله الكريم حتى لاينسب الجفاء للرسول (صلى الله عليه وسلم) فلا يقال للذي نحب ونجل ما أهنتك ولا شتمتك إنما من باب أدب المخاطبة يقال ما أهنت وما شتمت فيحذف المفعول به إكراما للشخص المخاطب وتقديراً لمنزلته وترفعاً عن ذكر ما يشينه ولو كان بالنفي.
أما التوديع فالذكر فيه تكريم للمخاطب فيحسن ذكر المفعول مع إفعال التكريم وحذفه مع إفعال السوء ولو بالنفي. وهكذا يوجه الله تعالى المسلمين لأدب الكلام ويعلمنا كيف نخاطب الذين نجلهم ونحترمهم. ولقد جمعت هذه الآية التكريم للرسول من ربه مرتين مرة بذكر المفعول مع فعل التوديع ومرة بحذف المفعول مع الفعل قلى.
س- لماذا قال تعالى ربك ولم يقل الله؟
ج- هنا تكريم آخر من الله تعالى لرسوله الكريم. فالرب هو المربي والموجه والقيم. وذكر الفاعل وهو الرب إكرام آخر فلم يقل لم تودع ولم تقلى. والرب هو القيم على الأمر فكيف يودعك وهو ربك لا يمكن أن يودع الرب عبده كما لا يمكن لرب البيت أن يودعه ويتركه ورب الشئ لا يودعه ولا يتركه وإنما يرعاه ويحرص عليه. واختيار كلمة الرب بدل كلمة الله لأن لفظ الجلالة (الله) كلمة عامة للناس جميعا ولكن كلمة (الرب) لها خصوصية, وهذا يحمل التطمين للرسول الكريم من ربه الذي يرعاه ولا يمكن أن يودعه أو يتركه ابداً.
* (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌلَّكَ مِنَ الْأُولَى) *
اختلف المفسرون في معنى كلمة الآخرة فمنهم من قال إنها ما هو غير الدنيا بمعنى الدار الآخرة. وقسم قال إنها كل ما يستقبل من الحياة على العموم كما جاء في قوله تعالى: (فاذا جاء وعد الآخرة …) الآخرة هنا ليست في القيامة.
الآخرة في سورة الضحى جاءت مقابل الأولى ولم تأت مقابل الدنيا فلم يقل وللآخرة خير لك من الدنيا. ومعنى الآية أن ما يأتي خير لك أيها الرسول مما مضى أي من الآن فصاعداً فيما يستقبل من عمرك هو خير لك من الاولى, وأكد ذلك باللام في كلمة وللآخرة. وقد حصل هذا بالفعل فكل ما استقبل من حياته (صلى الله عليه وسلم) خير له مما حصل.
س- لماذا لم يقل خير لك من الدنيا؟
ج- لأنه لو قالها لما صحت إلا في الآخرة فكأنما حصر الخير في الآخرة فقط ونفى حصول الخير فيما يستقبل من حياته (صلى الله عليه وسلم) وهذه الآية توكيد لما سبقها في قوله تعالى:(مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَوَمَا قَلَى).
س- لماذا قال تعالى: (لك) ولم يقل وللآخرة خير من الاولى؟
هذه السورة وسورة الشرح هما خاصتان بالرسول (صلى الله عليه وسلم) وهو المخاطب المباشر بهما,ولو قال تعالى وللآخرة خير من الأولى لما صح هذا القول, لأنه سيكون عاما للناس جميعا,وهذا ما لا يحصل وعندها ستفيد الإطلاق ولا يصح على عمومه لأن بعض الناس آخرتهم شرٌ لهم من أولاهم, ولا يصح هذا الكلام على إطلاقه إنما لا بد من أن يخصص المعنى وهو للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) بالذات ولهذا قال تعالى:(وللآخرة خير لك من الأولى) .
* (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَرَبُّكَ فَتَرْضَى) *
س- ما هي علاقة هذه الآية بما سبقها من الآيات؟
ج- سوف دالة على الاستقبال وقد سبق أن قال تعالى:(وللآخرة خير لك من الأولى) وهي تدل أيضا على الاستقبال, وجاء أيضاً باللام في (ولسوف) وأكده بنفس التوكيد باللام في (وللآخرة)
س- لماذا لم يحدد العطاء بشئ ما وإنما قال ولسوف يعطيك ربك فترضى؟
ج- لقد أطلق سبحانه العطاء ولم يحدده إنما شمل هذا العطاء كل شيء ولم يخصصه بشيء معين إكراماً للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) وتوسيعاً للعطاء وكذلك أطلق فعل الرضى كما أطلق العطاء فجعل العطاء عاماً وجعل الرضى عاماً وذكر المعطي ايضاً وهو الرب وعلينا أن نتخيل كيف يكون عطاء الرب؟ والعطاء على قدر المعطي وهذا كله فيه تكريم للرسول كذلك في إضافة ضمير الخطاب (الكاف في ربك) تكريم آخر للرسول (صلى الله عليه وسلم)
س- لماذا اختيار كلمة (فترضى)؟
ج- اختيار هذه الكلمة بالذات في غاية الأهمية فالرضى هو من أجل النعم على الانسان وهو أساساً الاستقرار والطمأنينة وراحة البال فإن فقد الرضى حلت الهموم والشقاء ودواعي النكد على الانسان. وأن فقد في جانب من جوانب الحياة فقد استقراره بقدر ذلك الجانب, ولذا جعل الله تعالى الرضى صفة أهل الجنة كما في قوله تعالى: (فهو في عيشة راضية) (فارجعي الى ربك راضية مرضية). وعدم الرضى يؤدي الى الضغط النفسي واليأس وقد يؤدي الى الانتحار. والتعب مع الرضى راحة, والراحة من دونه نكد وتعب، والفقر مع الرضى غنى والغنى من دونه فقر، والحرمان معه عطاء والعطاء من دونه حرمان. لذا فان اختيار الرضى هو اختيار نعمة من أجل النعم ولها دلالتها في الحياة عامة وليست خاصة بالرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) فإذا رضي الإنسان ارتاح وهدأ باله وسكن وإن لم يرض حل معه التعب والنكد والهموم والقلق مع كل ما أوتي من وسائل الراحة والاستقرار.
س- لماذا قال (يعطيك) ولم يقل (يؤتيك) ؟
ج- الإيتاء يكون لأمور مادية وغيرها (الملك، الحكمة، الذكر) أما العطاء فهو خاص بالمادة. والإيتاء أوسع من العطاء وأعم والعطاء مخصص للمال. والإيتاء قد يشمله النزع والعطاء لا يشمله النزع. (آتيناه آياتنا فانسلخ منها) (يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء) وقد لا يستوجب الإيتاء لشخص ما أن يتصرف بما أوتي أما العطاء فلصاحبه حرية التصرف فيه بالوهب والمنح ولذا قال تعالى: (إنا أعطيناك الكوثر) لأن الكوثر أصبح ملكاً للرسول (صلى الله عليه وسلم) وكما قال الله تعالى لسيدنا سليمان (عليه السلام): (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب) أي له الحق بالتصرف فيه كما يشاء.
*أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى (8*
س- ما هو تفسير الآية؟ وما دلالة حذف ضمير المخاطب؟
د فاضل السامرائى: أولاً: السائل كان يسأل عن المعنى. الضال يعني الضال عن علم الشرائع أي لم يكن يعلم علم الشريعةكما في قوله تعالى: (مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ (52) الشورى) (وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) يوسف) و العائل هو الفقير.
هذه الآيات مرتبطة بالآيات السابقة قال تعالى: (ما ودعك ربك وما قلى) (وللآخرة خير لك من الأولى) ومرتبطة ايضاً بالقسم في أول السورة:(والضحى والليل إذا سجى) والآية (ألم يجدك يتيماً فآوى) تؤكد أن ربه لم يودعه ولم يقله وكذلك في (وجدك ضالاً فهدى) وهي كلها تصب في ( وللآخرة خير لك من الأولى) فالإيواء خير من اليتم, والهداية خير من الضلالة ,والاغناء خير من العيلة , فكلها مرتبطة بالآية (ما ودعك ربك وما قلى) وتؤكد معناها.
(وللآخرة خير لك من الأولى)، فالله تعالى لم يترك رسوله (صلى الله عليه وسلم) ليتمهِأو لحاجته أو للضلال هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هي مرتبطة بالقسم فقد أقسم الله تعالى بالضحى والليل وما سجى واليتم ظلمة والايواء هو النور وكذلك الضلال ظلمة والهدى نورقال تعالى: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) سورة البقرة، والحاجة والعيلة ظلمة أيضاً والغنى نور وبهجة.
في هذه الآيات بدأ سبحانه وتعالى بالظلمة ثم النور (اليتم ثم الايواء، الضلال ثم الهدى، العيلة ثم الغنى وهذا ليناسب ويتوافق مع قوله تعالى (وللآخرة خير لك من الأولى) والأولى هي الظلمة أما الآخرة فهي النور وهي خير له من الأولى.
س- لماذا لم يقسم سبحانه بالليل إذا سجى أولاً ثم الضحى؟
ج- الضحى هو نور الوحي وكان السكون بعد الوحي وكان القسم على إثر انقطاع الوحي, فانقطاع الوحي هو الذي تأخر وليس العكس لذا جاء (قسم الضحى)أولاً ثم الليل.
س- لماذا تكررت كلمة ربك في هذه السورة؟
ج- الرب معناه انه هو المعلم والمربي والمرشد والقيم, وكل آيات السورة مرتبطة بكلمة الرب قال تعالى:(ألم يجدك يتيماً فآوى….) اليتيم يحتاج لمن يقوم بأمره ويرعاه ويعلمه ويوجهه ويصلح حاله, وهذه من مهام الرب, واليتيم يحتاج هذه الصفات في الرب أولاً, ثم إن الضال يحتاج لمن يهديه والرب هو الهادي, والعائل أيضاً يحتاج لمن يقوم على أمره ويصلحه ويرزقه, فكلمة الرب تناسب كل هذه الاشياء وترتبط بها ارتباطاً أساسياً.وكثيراً ما ارتبطت الهداية في القرآن الكربم بكلمة الربقال تعالى: (ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) (يهديهمربهم بإيمانهم) (الحمد لله رب العالمين….اهدنا الصراط المستقيم)
س- لماذا حذف المفعول للأفعال: فآوى، فأغنى، فهدى مثلما حذف في فعل قلى؟
ذكر المفسرون هنا عدة آراء منها أن الحذف هو لظهور المراد لأنه تعالى كان يخاطب الرسول (صلى الله عليه وسلم) والمعنى واضح. وقسم قال:إنها مراعاة لفواصل الآيات حتى لا يقال آواك وأغناك وهداك فتختلف عن فواصل باقي الآيات ولكن كما سبق آنفاً, قلنا:إن القرآن الكريم لا يراعي الفاصلة على حساب المعنى مطلقاً وهي قاعدة عامة في القرآن: المعنى أولا ثم الفاصلة القرآنية ومثال ذلك الآية في سورة طه قال تعالى:
(إلهكم وإله موسى فنسي) وكانت الفاصلة في باقي السورة مختلفة وعليه فان الحذف هنا جاء للإطلاق والدلالة على سعة الكرم. فآوى بمعنى فآواك وآوى لك وآوى بك وأغناك وأغنى لك وأغنى بك وهداك وهدى لك وهدى بك. فلو قال سبحانه وتعالى(فوجدك عائلا فاغناك) لكان الغنى محصوراً بالرسول (صلى الله عليه وسلم) فقط لكن عندما أفاد الإطلاق دل ذلك على أنه سبحانه أغنى رسوله وأغنى به وبتعليماته فيما خص الإنفاق وغيره خلقاً كثيراً وأغنى له خلقاً كثيراً وكذلك آوى الرسول (صلى الله عليه وسلم) وآوى به خلقا كثيراً بتعاليمه الكثيرين وتعاليمه كانت تحض على رعاية اليتامى وحسن معاملتهم واللطف بهم وآوى لاجله الكثير من الناس لأن من الناس من يؤوى اليتامى حبًا برسول الله وطمعا في صحبة الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الجنة كما ورد في الحديث: أنا وكافل اليتيم كهاتين أاشار إلى أصبعيه. وكذلك بالنسبة للهداية فالله تعالى هدى رسوله الكريم وهدى به خلقاً كثيراً ( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) وهدى له ولأجله من أراد سبحانه وتعالى. إذن خلاصة القول أن الحذف هنا جاء لظهور المراد وفواصل الآيات وسعة الاطلاق كلها مجتمعة لا يتعارض أحدها مع الآخر. وكذلك تناسب سعة الاطلاق هنا قوله تعالى:(ولسوف يعطيك ربك فترضى). فالحذف هنا جاء للعموم والاطلاق في المعنى.
س- هل الفعل آوى وهدى وأغنى هل يتعدى بنفسه؟
ج- آوى فعل متعدي بذاتهقال تعالى: (فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ (26) الأنفال) (وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ (69) يوسف). آوى متعدي وهدى متعديقال تعالى: (بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات) لكن الحذف للإطلاق. وهذا الإطلاق لإكرام الرسول (صلى الله عليه وسلم). ولو قال (آواك) تكون معنى واحداً وهذا يسمى الإطلاق, والإطلاق هذا من أمور التوسع في المعنى واحد من أسبابه. والآية تحتمل المعاني الثلاثة آواك وآوى بك وآوى لك، وهداك وهدى بك خلقاً كثيراً وهدى لك.
في سورة الضحى ما قال (وما قلاك) وهذا من باب الإكرام. قال تعالى (ما ودّعك) والتوديع يكون بين المتحابين فلما قال (ما ودّعك) يعني كما يفعل المُحِبُّ لحبيبه لكن ما قال له وما قلاك لأنه أراد أن يكرّمه. لا تقول لأحد أنا لم أشتمك ولم أسبك ولا تواجهه وإنما تقول أنا لم أشتم, وهذا إكرام له أكثر من أن يواجهه بفعل السوء لأن القلى يكون بين المتباغضين بخلاف التوديع فيكون بين المتحابين. فلا يقول وما قلاك إكراماً له (صلى الله عليه وسلم) فقال (وما قلى). إذن هو إكرام في ذِكر المفعول به في التوديع (ما ودعك) وفي حذف المفعول به في القلى (وما قلى) إكراماً وإجلالاً له من أن يناله الفعل. الحذف (وما قلى) فيه إكرام للرسول (صلى الله عليه وسلم) وذكر المفعول في ودّعك إكرام له.
أما في الآية:(ألم يجدك يتيماً فآوى) الإيواء والهداية والإغناء (أغناك وأغنى بك وأغنى لك) أفعال متعدية وتكون هنا للإطلاق (فآوى، فهدى، فأغنى).
س- لماذا ترتيب الآيات على هذا النحو, (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيما ًفَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى (8))؟
ج- هذا هو الترتيب الطبيعي في الحياة. اليتم يقال لمن فقد والديه أو أحدهما وهو دون سن البلوغ فإذا بلغ انتفت عنه صفة اليتم. وإذا بلغ دخل في سن التكليف الشرعي فهو يحتاج إلى الهداية ليتعلم كيف يسير في الحياة قبل أن يكون فقيرا أو غنيا وكيف يجمع المال الحلال لأن كل مال جمع من غير طريق الهداية هو سحت ثم تأتي العيلة وهي أمر آخر بعد البلوغ من الناس من يكون فقيرا أو غنيا وعلى الاثنين أن يسيرا وفق التعاليم التي تعلماها بعد البلوغ مباشرة وهذا طبيعي ويمر به كل الخلق فهذا هو التسلسل الطبيعي في الحياة.لذا فقد بدأ سبحانه بالحالة الاولى (اليتم) ثم إذا بلغ تأتي الهداية في المرتبة الثانية، وثالثاً العائل والغني يجب أن يسيرا على الهداية.
س- ما الفرق بين معنى الضلال في الفاتحة (ولا الضالين) و قوله تعالى (قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) الشعراء ج- (د.حسام النعيمى): معنى الضلال في الآيات الثلاث واحد وهو عدم معرفة شرع الله سبحانه وتعالى. فموسى (عليه السلام) فعل هذا قبل النبوة فهو لا يعرف شرع الله، والرسول (صلى الله عليه وسلم) لما يقول له الله عز وجل تعالى:(ووجدك ضالاً فهدى) يعني لم تكن عارفاً شرع الله تعالى فهداك إلى معرفة شرع الله بالنبوة. فالضلال هنا عدم معرفة شرع الله وليس الضلال معناه الفسق والفجور وعمل المنكرات وإنما هو الجهل بشرع الله سبحانه وتعالى: غير الضالين، وموسى (عليه السلام) قبل النبوة فعل هذا فكان جاهلاً بشرع الله ومحمد (صلى الله عليه وسلم) لم يكن يعرف شرع الله تعالى قبل النبوة فالمعنى واحد.
)و(وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) الضحى)؟
ودِّع هريرة إن الركب مرتحل وهل تطيق وداعاً أيها الرجل
القلى: من البغض ويكون بين المتباغضين فقال (ما ودعك) فأكرمه لأنه يحبه, وقال (وما قلى) وما قال وما قلاك إكراماً له أن يناله الفعل. عندما تكرم أحدهم تقول له: سمعت أنك تكلمت, فيقول ما تكلمت ولا يقول تكلمت عليك، لا يقول له ما شتمتك وإنما يقول ما شتمت. فيها إكرام وإجلال للمخاطب في الحالتين في التوديع والقلى شرّفه في الذكر قال ودعك وشرّفه في الحذف، قال تعالى:(مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) إذن شرّفه في الذكر وشرفه في الحذف. دراسة الحذف مسألة تحددها السياقات التي ترد فيه وتأتي كل حالة بقدرها.
قال تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)*
القهر: في اللغة هو التسلط بما يؤذي ولا تقهره بمعنى لا تظلمه بتضييع حقه ولا تتسلط عليه أو لا تحتقره أو تغلب على ماله.كل هذه المعاني تدخل تحت كلمة القهر.
السائل: اختلف المفسرون فيها فقال بعضهم: هو سائل المال والمعروف والصدقة ومنهم من قال انه سائل العلم والدين والمعرفة وقسم قال انه مطلق ويشمل المعنيين. فسواء كان السائل سائل مال وصدقة او سائل علم ومعرفة يجب ان لا ينهر مهما كان سؤاله. لا يصح ان يزجز او ينهر سائل المال او سائل العلم والدين. اذا كان سائل مال اعطيناه او رددناه بالحسنى وسائل العلم علينا ان نجيبه ونعلمه امور الدين.
أما النعمة: فقال بعض المفسرين:إنها النبوة وتعاليمها وقال آخرون:إنها كل ما اصاب الإنسان من خير سواء كان في الدنيا أو الآخرة. وقال آخرون:إنها نعمة الدينقال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتيورضيت لكم الإسلام دينا) (ما أنت بنعمة ربك بمجنون) والواقع أن النعمة هنا أيضاً تشمل كل هذه المعاني فهي نعمة الدين يجب أن يتحدث بها ويبلغ عنها وهي نعمة الدنيا والله سبحانه يحب أن يرى أثر نعمته على عباده وأن يتحدث الإنسان بنعم الله عليه وأن يظهرها والنعمة عامة في الدنيا والدين وعلى الإنسان أن يحدث بهذه النعمة. (النَّعمة بفتح النون وردت في القرآن بمعنى العقوبات والسوء كما في قوله تعالى: (ونَعمة كانوا فيها فاكهين) (الكافرين أولي النَّعمة)
س- لماذا اختيار كلمة (فحدث) ولم يقل (فأخبر)؟
ج – الإخبار لا يقتضي التكرار يكفيأن تقول الخبر مرة واحدة فيكون إخباراً أما التحديث فهو يقتضي التكرار والاشاعة أكثر من مرة، وفي سياق الآية يجب ان يتكرر الحديث عن الدعوة الى الله مرات عديدة ولا يكفي قوله مرة واحدة. ولهذا سمى الله تعالى القرآن حديثا: (فليأتوا بحديث مثله). فمعنى (فحدث) في هذه الآية هو المداومة على التبليغ وتكرارها وليس الإخبار فقط فيمكن أن يتم الاخبار مرة واحدة وينتهي الأمر.
وفي تسلسل الأحاديث في كتب السنة نلاحظ أنهم يقولون: حدثنا فلان عن فلان ويكررون ذلك مرة أو مرات عديدة حتى يصلوا إلى أخبرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فالرسول الكريم يخبر بالحديث ثم يتناقله الصحابة فيما بينهم ويستمر تناقل الحديث حتى يعم وينتشر.
س- لماذا جاء ترتيب الآيات على هذا النحو؟ فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر، وأما بنعمة ربك فحدث.
ج- ثار هذا الترتيب الكثير من الأسئلة عند المفسرين, لماذا رتبت الآيات على هذه الصورة لأنه لا يرد بنفس تسلسل الآيات السابقة قال تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلا ًفَأَغْنَى (8))
لنستعرض الآيات واحدة واحدة: أما اليتيم فلا تقهر جاءت بنفس تسلسل الآية قال تعالى:(ألم يجدك يتيما فآوى) نفس النسق. أما السائل فلا تنهر كان من المفروض أن تأتي مقابلة للآية (ووجدك عائلا فأغنى) لكنها جاءت في مقابل الآية (ووجدك ضالاً فهدى)
(وأما بنعمة ربك فحدث)، كان يجب أن تقدم باعتبار النعمة دين ويجب أن تكون مقابل (ووجدك ضالاً فهدى)
لكن الواقع أن ترتيب الآيات كما ورد في السورة هو الترتيب الأمثل، كيف؟ اليتيم ذكر أولا مقابل اليتيم، ثم ذكر (وأما السائل فلا تنهر) قلنا سابقا إن السائل يشمل سائل العلم والمال وهنا أخذ بعين الاعتبار السائل عن المال والسائل عن العلم فهي إذن تكون مقابل (ووجدك ضالاً فهدى) وأيضاً (ووجدك عائلا فاغنى) لأن السائل عن المال يجب أن لا ينهر والسائل عن العلم يجب أن لا ينهر أيضاً وعليه فإن الآية جاءت في المكان المناسب لتشمل الحالتين ومرتبطة بالاثنين تماما.(وأما بنعمة ربك فحدث)، هي في انسب ترتيب لها فإن كان المقصود بالنعمة كل ما أصاب الانسان من خير في الدنيا فلا يمكن أن نتحدث عن النعمة إلا بعد وقوعها وليس قبل ذلك. والآيات السابقة تذكر نعم الله على الرسول فاقتضى السياق أن يكون التحدث بالنعمة آخراً أي بعد حدوث كل النعم على الرسول (صلى الله عليه وسلم).
وإذا كان المقصود بالنعمة الدين، فيجب أن يكون التحديث في المرحلة الاخيرة لأن على الداعية أن يتحلى بالخلق الكريم وفيه إشارة أن الانسان إذا أتاه سائل عليه أن يتصف بهذه الصفات قبل أن يبلغ الناس عن النعمة (الدين) فعليه أن لا يقهر يتيماً ولا ينهر سائلاً ولا يرد عائلاً وقد جاءت هذه الآية بعد إسباغ النعم وهو توجيه للدعاة قبل أن يتحدثوا أن يكونوا هينين لينين فقد قال تعالى: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) فعلى الداعية أن يتحلى بالخلق الحسن ولا ينهر سائلاً.
وكذلك جعل التحديث بالنعمة (وأما بنعمة ربك فحدث) جاءت بعد ( وأما السائل فلا تنهر) لان كل داعية يتعرض لاسئلة محرجة أحيانا تكون لغاية الفهم وقد تكون لنوايا مختلفة فعليه أن يتسع صدره للسائل مهما كانت نية السائل أو قصده من السؤال وعلى الداعية أن لا يستثار وإلا فشل في دعوته وقد يكون هذا هو قصد السائل اصلاً
من الدروس المستفادة من هذه السورة إضافة إلى ما سبق أنه يحسن للانسان تذكر أيام العسر والضيق لأنه مدعاة للشكر ومدعاة لمعاونة المبتلى أيضاً لذا يجب التذكير بالماضي وما يتقلب فيه المرء من نعم ليشكر الله تعالى عليها مهما كان في ماضيه من أذى أو حرج أو ضيق فلا بأس أن يتذكر أو يذكر به حتى يشكر الله تعالى على نعمه فيكون من الشاكرين لله تعالى.
س- كل آيات القرآن الحرف الأخير من كل آية ينتهي بتشكيل ولا يوجد سكون فما دلالة تشكيل آخر الحرف في الفاضلة القرآنية؟
ج- ليس جميع آيات القرآن لأنه هناك كما في قوله تعالى:(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) الضحى) هذه ساكنة. عندنا قاعدة: العرب لا تبدأ بساكن ولا تقف على متحرك.
سُوَرِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ
- سُوَرِة الفَاتِحَة
- سُوَرِة البَقَرَة
- سُوَرِة آل عِمرَان
- سُوَرِة النِّسَاء
- سُوَرِة المَائدة
- سُوَرِة الأنعَام
- سُوَرِة الأعرَاف
- سُوَرِة الأنفَال
- سُوَرِة التوبَة
- سُوَرِة يُونس
- سُوَرِة هُود
- سُوَرِة يُوسُف
- سُوَرِة الرَّعْد
- سُوَرِة إبراهِيم
- سُوَرِة الحِجْر
- سُوَرِة النَّحْل
- سُوَرِة الإسْرَاء
- سُوَرِة الكهْف
- سُوَرِة مَريَم
- سُوَرِة طه
- سُوَرِة الأنبيَاء
- سُوَرِة الحَج
- سُوَرِة المُؤمنون
- سُوَرِة النُّور
- سُوَرِة الفُرْقان
- سُوَرِة الشُّعَرَاء
- سُوَرِة النَّمْل
- سُوَرِة القَصَص
- سُوَرِة العَنكبوت
- سُوَرِة الرُّوم
- سُوَرِة لقمَان
- سُوَرِة السَّجدَة
- سُوَرِة الأحزَاب
- سُوَرِة سَبَأ
- سُوَرِة فَاطِر
- سُوَرِة يس
- سُوَرِة الصَّافات
- سُوَرِة ص
- سُوَرِة الزُّمَر
- سُوَرِة غَافِر
- سُوَرِة فُصِّلَتْ
- سُوَرِة الشُّورَى
- سُوَرِة الزُّخْرُف
- سُوَرِة الدُّخان
- سُوَرِة الجاثِية
- سُوَرِة الأحقاف
- سُوَرِة مُحَمّد
- سُوَرِة الفَتْح
- سُوَرِة الحُجُرات
- سُوَرِة ق
- سُوَرِة الذَّاريَات
- سُوَرِة الطُّور
- سُوَرِة النَّجْم
- سُوَرِة القَمَر
- سُوَرِة الرَّحمن
- سُوَرِة الواقِعَة
- سُوَرِة الحَديد
- سُوَرِة المُجادَلة
- سُوَرِة الحَشْر
- سُوَرِة المُمتَحَنة
- سُوَرِة الصَّف
- سُوَرِة الجُّمُعة
- سُوَرِة المُنافِقُون
- سُوَرِة المُنافِقُون
- سُوَرِة التَّغابُن
- سُوَرِة الطَّلاق
- سُوَرِة التَّحْريم
- سُوَرِة المُلْك
- سُوَرِة القَلـََم
- سُوَرِة الحَاقّـَة
- سُوَرِة المَعارِج
- سُوَرِة نُوح
- سُوَرِة الجِنّ
- سُوَرِة المُزَّمّـِل
- سُوَرِة القِيامَة
- سُوَرِة الإنسان
- سُوَرِة المُرسَلات
- سُوَرِة النـَّبأ
- سُوَرِة عَبَس
- سُوَرِة التـَّكْوير
- سُوَرِة الإنفِطار
- سُوَرِة المُطـَفِّفين
- سُوَرِة الإنشِقاق
- سُوَرِة البُروج
- سُوَرِة الطّارق
- سُوَرِة الأعلی
- سُوَرِة الغاشِيَة
- سُوَرِة البَـلـَد
- سُوَرِة الشــَّمْس
- سُوَرِة اللـَّيل
- سُوَرِة الضُّحی
- سُوَرِة الشَّرْح
- سُوَرِة التـِّين
- سُوَرِة العَلـَق
- سُوَرِة القـَدر
- سُوَرِة البَيِّنَة
- سُوَرِة الزلزَلة
- سُوَرِة العَادِيات
- سُوَرِة القارِعَة
- سُوَرِة التَكاثـُر
- سُوَرِة العَصْر
- سُوَرِة الهُمَزَة
- سُوَرِة الفِيل
- سُوَرِة قـُرَيْش
- سُوَرِة المَاعُون
- سُوَرِة الكَوْثَر
- سُوَرِة الكَافِرُون
- سُوَرِة النـَّصر
- سُوَرِة المَسَد
- سُوَرِة الإخْلَاص
- سُوَرِة الفَلَق
- سُوَرِة النَّاس